تاريخ سنغافورة
هذه المقالة جزء من سلسلة تاريخ سنغافورة |
---|
التاريخ المبكر لسنغافورة (قبل 1819) |
تأسيس سنغافورة الحديثة (1819–1826) |
مستوطنات المضائق (1826–1867) |
مستعمرة التاج (1867–1942) |
معركة سنغافورة (1942) |
الاحتلال الياباني (1942–1945) |
مذبحة سوك تشينگ (1942–1945) |
فترة ما بعد الحرب (1945–1955) |
المجلس التشريعي الأول (1948–1951) |
اضطرابات ماريا هرتوگ(1950) |
المجلس التشريعي الثاني (1951–1955) |
Anti-National Service Riots (1954) |
الحكم الذاتي الداخلي (1955–1962) |
اضطرابات حافلات هوك لي (1955) |
الاندماج في ماليزيا (1962–1965) |
استفتاء الاندماج (1962) |
العملية كولدستور (1963) |
الاضطرابات العرقية في سنغافورة (1964) |
MacDonald House bombing (1965) |
جمهورية سنغافورة (1965–الحاضر) |
الاضطرابات العرقية في سنغافورة (1969) |
العملية سپكترم (1987) |
الأزمة المالية في شرق آسيا (1997) |
مخطط مهاجمة السفارات (2001) |
تفشي السارز (2003) |
مخطط زمني لتاريخ سنغافورة |
تأسست سنغافورة كمستعمرة تجارية بريطانية في عام 1819. انضمت سنغافورة إلى ماليزيا في عام 1963، ولكنها انسحبت بعد عامين وأعلنت استقلالها مجدداً. تطورت لاحقاً لتصبح من الدول المزدهرة لوجود روابط تجارية عالمية قوية، كما أن ميناءها من أنشط الموانئ في العالم، والناتج المحلي الإجمالي للفرد يزيد معظم دول العالم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التسميات القديمة
أشار أحد المراجع الصينية العائد للقرن الثالث الميلادي لسنغافورة باسم "بولوگوڠ"، وهي ترجمة العبارة الملاوية "بولو أوگوڠ" والتي تعني "جزيرة في نهاية" (شبه الجزيرة).
القصيدة الملحمية الجاوية "نگاراكريتاجاما" (1365) عرفت مستوطنة باسم "تماسك" (أو "بلدة الماء") والتي تقع في نفس موقع جزيرة سنغافورة. تاجر صيني يدعى وانغ دايوان زار سنغافورة في عام 1330 وقد أشار إلى تلك المستوطنة باسم "دانماشي" التي احتوت على بعض الصينيين.
توضح السجلات الملاوية كيف حصلت سنغافورة على اسمها الحالي. فقد ذكر فيها بأن الأمير ساڠ نيلا أوتاما (حاكم بالمبانج التي تقع اليوم في إندونيسيا) قد وصل إلى "تماسك" بحثاً عن ملجأ بسبب العواصف. وهناك شاهد حيواناً اعتبره أسداً ثم قرر بأن يأسس مستوطنة باسم "سنگاپورا" (بالجاوي: سڠاپورا ، Singapura) والتي تعني "مدينة الأسد"، واستمر ذلك الاسم حتى القرن الرابع عشر.
التاريخ
في خلال القرن الرابع عشر، تم الاستحواذ على سنغافورة بعد صراعات بين سيام (تايلند اليوم) وإمبراطورية ماجاباهيت، ومقرها في جاوة، للسيطرة على شبه الجزيرة الملاوية. واستناداً للسجلات الملاوية فقد تم هزيمة سنغافورة بهجوم واحد من طرف إمبراطورية ماجاباهيت. بعد ذلك قام أمير بالمبانگ إسكندر شاه الذي يعرف أيضاً باسم "بارامسوارا" باغتيال الزعيم المحلي لسنغافورة، وعين نفسه حاكماً جديداً لها. ولكن بعد فترة وجيزة تم عزله، فهرب نحو الشمال إلى موار في شبه الجزيرة الملاوية، حيث أسس سلطنة مالاكا. أمست سنغافورة جزء هاماً من السلطنة.
مع بداية القرن التاسع عشر، كانت سنغافورة تحت حكم سلطان جوهور الذي كان يحكم من أرخبيل رياو لينجا.
عندما أسست شركة الهند الشرقية البريطانية مستوطنتهم في بداية العام 1819 عبر اتفاقية مع السلطان حسين شاه، بلغ عدد سكان سنغافورة الأصليين حوالي ألف نسمة، ويشتملون على الملايو بالإضافة إلى "أورانج لاوت" (بدو البحار). تجمع هؤلاء حول نهر سنغافورة، ونهر كالانگ، وتيلوك بلانجا، وعلى طول مضايق جوهور. كان وجد بعض التجار الصينيين في المنطقة.
عرفها العرب قديماً باسمها وكان يصفونها للإيطاليين واليونانيين باسمها الحالي، أثناء رحلاتهم التجارية إلى الشرق الأقصى، وبعد توقف السفن الشراعية ظهرت أهميتها كميناء للسفن التجارية في القرن التاسع عشر، فأصبحت ميناء عالمياً مند سنة 1235 هـ -1819 م ودعم وظيفتها تصدير قصدير الملايو ومطاطها، فأتخدتها شركة الهند الشرقية البريطانية كميناء أول لها في جنوب آسيا مند سنة 1235هـ-1876 م.
خلال الحرب العالمية الثانية غزا جيش اليابان الإمبراطوري مالايا، وبلغت ذروتها في معركة سنغافورة. وهزم البريطانيون في ستة أيام، واستسلمت القلاع المنيعة للجنرال الياباني تومويوكي ياماشيتا في 15 فبراير 1942. وصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الاستسلام بأنه "أسوأ كارثة وأكبر استسلام في تاريخ بريطانيا". بعد سقوط سنغافورة حدثت مذبحة تشينگ سوك للعرقية الصينية ومات فيها ما بين 5000 و 25000 شخص. اعاد اليابانيون تسمية سنغافورة للاسم شونانتو (昭南島؟)، تعني في اليابانية " شوا نو جيداي ني ايتا مينامي نو شيما "( 昭和の時代に得た南の島؟)، أو " تم الاستيلاء على الجزيرة الجنوبية في عصر شوا "، ومازلت تحت الاحتلال حتى استعاد البريطانيون الجزيرة في 12 سبتمبر 1945، وبعد شهر استسلم اليابانيون.
بعد الحرب، سمحت الحكومة البريطانية لسنغافورة اجراء أول انتخابات عامة عام 1955، التي فاز بها المرشح المؤيد للاستقلال، ديڤد مارشال، زعيم حزب جبهة العمل، الذي أصبح رئيس وزراء.
قاد مارشال وفدا إلى لندن للمطالبة بالحكم الذاتي الكامل، لكنه تم الرفض من قبل البريطانيين. واستقال عند العودة، وحل محله ليم يو هوك، الذي عمل على سياسة اقناع البريطانيين. وكانت سنغافورة قد منحت الحكم الذاتي الداخلي الكامل للحكومة مع رئيس وزرائها ومجلس الوزراء للإشراف على جميع قضايا الحكومة باستثناء الدفاع والشؤون الخارجية.
جرت الانتخابات في 30 مايو 1959 مع حزب العمل الشعبي الذي حقق فوزا ساحقا. أصبحت سنغافورة في نهاية المطاف دولة تتمتع بالحكم الذاتي داخل الكومنولث في يوم 3 يونيو 1959، وأدى اليمين لي كوان يو لتولي منصب رئيس الوزراء الأول. ثم حاكم سنغافورة السير وليام الموند كودرينگتون گود، شغل منصب أول رئس دولة حتى 3 ديسمبر 1959. وقد خلفه يوسف بن اسحاق، في وقت لاحق أصبح أول رئيس لسنغافورة.
أعلنت سنغافورة الاستقلال عن بريطانيا من طرف واحد في أغسطس 1963، قبل الانضمام إلى الاتحاد الفدرالي الماليزي في سبتمبر لتلحق بالملايا وصباح وسراوق نتيجة استفتاء الاندماج 1962 لسنغافورة. تم طرد سنغافورة من الاتحاد الفدرالي بعد عامين، بعد الصراع الفكري والأيديولوجي الساخن بين حكومة زعماء حزب العمل الشعبي والحكومة الفدرالية في كوالا لمپور.
وتحولت إلى قاعدة مهمة للأسطول البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم حصلت على اسقلالها مع الملايو حسب اتفاقية لندن 1957 واتحدت مع ماليزيا في سنة 1379 هـ -1959م وانفصلت عن اتحاد ماليزيا في سنة 1385 هـ -1965 م، وعرفت بعد الإنفصال بجمهورية سنغافورا.
الاستقلال (منذ 1965)
نالت سنغافورة السلطة رسميا في 9 أغسطس 1965. أدى يوسف بن اسحق اليمين الدستورية لمنصب الرئيس، وأصبح لي كوان يو أول رئيس وزراء لجمهورية سنغافورة.
عندما اجتمع أول برلمان لسنغافورة في ديسمبر عام 1965م، كانت مقاعد المعارضة خالية، فقد قاطعت المعارضة الجلسة الافتتاحية بحجة أن الاستقلال كان زائفا. وقد استقال نواب المعارضة وهرب اثنان منهما من سنغافورة خوفًا من الاعتقال. وهكذا ظلت سنغافورة بدون معارضة حتى عام 1981م، عندما انتخب نائب واحد من المعارضة. أثناء انعقاد أول جلسة للبرلمان، رسمت حكومة سنغافورة الجديدة خططًا طموحة لإحياء الدولة الجديدة. فقد شجعت التعليم لصياغة هوية قومية مشتركة تجمع بين القوميات المختلفة التي تتكون منها سنغافورة، وأعدت المناهج الدراسية التي تدرب خريجي المدارس على الوظائف التي تحتاجها الصناعات الجديدة، كما بدأ تطبيق نظام الخدمة الوطنية وأُعدّ برنامج جديد للإسكان. ومنذ الستينيات من القرن العشرين، بدأت الصناعة تحل محل تجارة الترانزيت التقليدية كمصدر رئيسي للدخل في سنغافورة، وتحسنت الخدمات الصحية والاجتماعية. وفي عام 1971م، انسحبت آخر القوات البريطانية من سنغافورة. وهكذا، استمر النمو الاقتصادي في الدولة. وبحلول الثمانينيات من القرن العشرين، أصبحت سنغافورة من أكثر بلدان آسيا استقرارًا ورفاهية.
وفي عام 1990م، تقاعد لي كوان رئيس وزراء سنغافورة، وخلفه نائب رئيس الوزراء جوه تشوك تونك. وفي عام 1993م، أصبح أونج تنج تشونج أول رئيس للبلاد ينتخب مباشرة بوساطة الشعب. وقد شغل أونج في السابق منصب نائب رئيس الوزراء. رغب أونج عن إعادة ترشيح نفسه حيث ذكر أنه لم يجد تعاوناً تامًا من الوزراء، كما أن المنصب لا يؤدي سوى واجبات تشريفية. وفي أغسطس 1999م تم انتخاب رئيس الاستخبارات السابق س.ر. ناثان رئيساً للبلاد.
في عام 1990، جوه تشوك تونغ تولى رئاسة الوزراء بعد لي كوان. خلال فترة ولايته، واجهت البلاد في أزمة 1997 المالية لآسيا، وفي 2003 انتشر السارس، والتهديدات الإرهابية. في 2004 أصبح لي هسين لونغ الابن البكر لللي كوان يو، ثالث رئيس للوزراء. ومن بين أكثر قراراته البارزة هي خطة لفتح الكازينوهات لجذب السياح.