العملية العاصفة

Coordinates: 44°02′N 16°12′E / 44.04°N 16.20°E / 44.04; 16.20
العملية العاصفة
Operation Storm
جزء من حرب الاستقلال الكرواتية
وحرب البوسنة
Map 49 - Croatia - Operation Oluja, 4-8 August 1995.jpg
خريطة العملية العاصفة
القوات:   كرواتيا   جمهورية صرب البوسنة   البوسنة والهرسك
التاريخ4–7 أغسطس 1995
الموقع
النتيجة

النصر الحاسم للكرواتيا

التغيرات
الإقليمية
استعادة كروتايا أراضي مساحتها 10.400 كم².
المتحاربون
 كرواتيا
البوسنة والهرسك جمهورية البوسنة والهرسك
جمهورية كرايينا الصربية
 جمهورية صرب البوسنة
مقاطعة غرب البوسنة الذاتية
القادة والزعماء
كرواتيا زڤونيمير چرڤنكو
كرواتيا أنته گوتوڤينا
كرواتيا ميركو نوراك
كرواتيا ميلينكو كرنياك
كرواتيا إيڤان باساراك
كرواتيا پتار ستيپتش
كرواتيا لوكا دژنكو
البوسنة والهرسك عاطف دوداكوڤتش
ميله مركاشتش
ميله نوڤاكوڤتش
سلوبودان كوڤاتشڤتش
ستڤان شـِڤو
تشدو بولات  #
ميلوراد ستوپار
سلوبودان تبروك
جمهورية صرب البوسنة راتكو ملاديتش
فكرت عبدتش
الوحدات المشاركة
الجيش الكرواتي
جيش جمهورية البوسنة والهرسك
[جيش جمهورية كرايينا الصربية]]
جيش جمهورية صرب البوسنة
القوى
Croatia: 130,000 soldiers
جيش جمهورية البوسنة والهرسك: 3.000 جندي
جيش جمهورية كرايينا الصربية: 27.000–34.000 جندي
مقاطعة غرب البوسنة الذاتية: 4.000&ndash.5.000 جندي
الضحايا والخسائر
174–211 قتيل
1.100–1.430 جريح
3 أسير
560 قتيل
4.000 أشسير حرب
القتلى المدنيون الصرب:
214 (الادعاء الكرواتي) – 1.192 (الادعاء الصربي)
القتلى المدنيون الكروات: 42
اللاجئون:
150.000–200.000 صربي من جمهورية كرايينا الصربية
21.000 بوشناقي من مقاطعة غرب البوسنة الذاتية
22.000 بوشناقي وكرواتي من جمهورية صرب البوسنة
آخرون:
4 قتلى و16 جريح من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة

العملية العاصفة (الصربية الكرواتية: [Operacija Oluja] Error: {{Lang}}: text has italic markup (help) / Операција Олуја)، كانت آخر المعارك الكبرى في حرب الاستقلال الصربية وعاملاً رئيسياً في نتائج حرب البوسنة. كانت نصراً حاسماً للجيش الكرواتي، الذي هاجم جمهورية كرايينا الصربية على جبهة طولها 630 كم، ونصراً استراتيجياً لجيش جمهورية البوسنة والهرسك.

كانت الجيش الجيش الكرواتي مدعوماً الشرطة الخاصة الكرواتية التي تقدمت من جبل ڤلبيت، وجيش جمهورية البوسنة والهرسك المتمركز في جيب بيهاتش، عند مؤخرة جيش جمهورية كرايينا الصربية. المعركة، التي شنت من أجل استعادة السيطرة الكرواتية على أراضي مساحتها 10.400 كم²، والتي تمثل 18.4% من الأراضي المتنازع عليها، والسيطرة البوسنية على غرب البوسنة، كانت أكبر معركة برية أوروپية منذ الحرب العالمية الثانية. بدأت عملية العاصفة فجر 4 أغسطس 1995 وأًعلن اكتمالها مساء 7 أغسطس، على الرغم من استمرار عمليات التطهير الهامة ضد جيوب المقاومة حتى 14 أغسطس.

كانت العملية العاصفة نصراً استراتيجياً في حرب البوسنة، والتي أنتهت بشكل فعال حصار بيهاتش وووضعت الجشي الكرواتي، مجلس الدفاع الكرواتي وجيش جمهورية البوسنة والهرسك في وضع يمكنهما من تغيير ميزان القوى العسكرية في البوسنة والهرسك من خلال العملية مسترال-2 اللاحقة. بُنيت العملية على تقدم الجيش الكرواتي ومجلس الدفاع الكرواتي أثناء العملية صيف 94، عندما سمحت المواقع الاستراتيجية بالاستيلاء السريع على كنين، عاصمة جمهورية صرب البوسنة، وعلى التسليح والتدريب المتواصل للجيش الكرواتي منذ بدء حرب الاستقلال الكرواتية، عندما تأسست جمهورية صرب البوسنة أثناء ثورة السجل وتدخل الجيش الشعبي اليوغسلاڤي. جاءت العملية في أعقاب مهمة حفظ سلام أممية وجهود دبلوماسية غير ناجحة لتسوية النزاع.

كانت النجاح الاستراتيجي للجيش الكرواتي والبوسني نتيجة سلسلة من التعزيزات العسكرية للجيشين، وإنجازات حاسمة في مواقع جيش جمهورية كرايينا الصربية التي استغلت لاحقاً من قبل الجيش الكرواتي والبوسني. لم يحقق الهجوم نجاحاً فورياً على جميع النقاط، لكن الاستيلاء على المواقع الرئيسية أدى إلى انهيار الهيكل القيادي لجيش جمهورية كرايينا الصربية وجميع قدراتها الدفاعية. استولى الجيش الكرواتي على گراهوڤو البوسنية قبل وقت قليل من العملية العاصفة، وتقدم الشرطة الخاصة إلى گراتشاك، جعل من الدفاع عن كنين مستحيلاً. في ليكا، قام لواءان من الحرس بشكل سريع بقطع المنطقة التي يسيطر عليها جيش جمهورية كرايينا الصربية (والتي كانت تفتقر للعمق التكتيكي وقوات الاحتياط المتنقلة)، كما هُزمت فيالق جيش جمهورية كرايينا الصربية في بانيا، حيث أعاقت القوات البوسنية تقدم قوات الاحتياط، اعتماد جيش جمهورية كرايينا الصربية على جيش جمهورية صرب البوسنة وويوغسلاڤيا كاحتياطي استراتيجي لها، لكنهما لم يتدخلا في المعركة.

خسر الجيش الكرواتي والقوات الخاصة الكرواتية 174-211 قتيل أو فقير، بينما خسر جيش جمهورية كرايينا الصربية 560 قتيل. قُتل في المعركة 4 من قوات حفظ السلام الأمميين. قام الجيش الكرواتي بأسر 4.000 أسير حرب. أما عدد القتلى من المدنيين فهو محل نزاع، حيث وصل إلى 214 حسب المزاعم الكرواتية، بينما تقدره المصادر الصربية بـ1.192 قتيل أو فقيد من المدنيين. أثناء وبعد الهجوم، 150.000-200.000 صربي- أو ما يقارب جميع السكان الصرب في المنطقة التي كانت تحت سيطرة جمهورية كرايينا الصربية- هربوا، وارتكب ضد المدنيين الباقين هناك عدد من جرائم الحرب. حاكمت المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلاڤيا السابقة لاحقاً ثلاثة جنرالات كروات لارتكابهم جرائم حرب والمشاركة في مشروع إجرامي مشترك تهدف إلى إجبار السكان الصرب على الخروج من كرواتيا، ورغقم ذلك، فقد بُريء المتهمين الثلاثة في النهاية وفندت المحكمة التهم الموجهة إلى مشروع إجرامي.

عام 2010، تقدمت صربيا وكرواتيا لمحكمة العدل الدولية، مدعين أن الهجوم كان بمثابة إبادة جماعية. عام 2015، قضت المحكمة بأنها لم تكن إبادة جماعية، وأكدت أن السكان الصرب فروا كنتيجة مباشرة للهجوم، على الرغم من أن كرواتيا لم تكن لديها النية المبيتة لتهجير الأقلية الصربية من البلاد، ولم تجد أن ما حدث تطهيراً عرقياً أو استهدفاً مدنياً. ومع ذلك، فقد تبين أن القوات الكرواتية ارتكبت عدد من الجرائم بحق المدنيين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

المناطق المأهولة بالصرب تبعاً لتعداد 1981.

عام 1990، في أعقاب الهزيمة الانتخابية لحكومة جمهورية كرواتيا الاشتراكية، ساءت التوترات العرقية بين الكروات والصرب.[1] استخدام الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشڤيتش أعمال فرانيو تودجمان التحريضية والشوڤينية لصالحه، مصوراً الزعيم الكرواتي وحزبه، الاتحاد الديمقراطي الكرواتي، كنسخة من أوستاشه، حركة الإبادة الجماعية النازية التي حكمت دولة كرواتيا المستقلة معظم سنوات الحرب العالمية الثانية.[2]

في أغسطس 1990، وقع التمرد الشهير ثورة السجل في كرواتيا حيث تركز في المناطق ذات الأغلبية الصربية في المناطق الدَلْمَاسِيَة النائية حول مدينة كنين،[3] بالإضافة لمناطق في ليكا، كوردون، وبونوڤينا، ومستوطنات في شرق كرواتيا ذات الأغلبية الصربية.[4] سميت هذه المناطق لاحقاً بجمهورية كرايينا الصربية، وبعد إعلان نيتها الاندماج مع صربيا، أعلنت حكومة كرواتيا تمرد جمهورية كراتينا الصربية.[5]

اشتعل النزاع بحلول مارس 1991، مؤدياً لنشوب حرب الاستقلال الكرواتية.[6] في يونيو 1991، مع تفكك يوغسلاڤيا أعلنت كرواتيا استقلالها.[7] بعد فترة جمود استمرت ثلاثة أشهر في أعقاب إعلان كروتيا وجمهورية كراتينا الصربية،[8] بعد ذلك دخل القرار حيز التنفيذ في 8 أكتوبر.[9] بعدها شنت جمهورية كراتينا الصربية حملة تطهير عرقي ضد المدنيين الكروات وفي أوائل 1993 طردت معظم العرقيات غير الصربية. بحلول نوفمبر 1993، ظل أقل من 400 كرواتي في منطقة تحت حماية الأمم المتحدة- تعرف بالقطاع الجنوبي،[10] بينما ظل ما بين 1.500-2.000 كرواتي في القطاع الشمالي.[11]

مع تزايد دعم الجيش الشعبي اليوغسلاڤي لجمهورية كراتينا الصربية وتبين أن الشرطة الكرواتية غير قادرة على التعامل مع الموقف، تشكل الحرس الوطني الكرواتي في مايو 1991. في نوفمبر تغير اسم الحرس الوطني الكرواتي إلى الجيش الكرواتي.[12]

وقف حظر التسليح الأممي الذي فُرض في سبتمبر حائلاً أمام تأسيس عسكرية كرواتيا.[13] شهدت الأشهر الأخيرة من عام 1991 أعنف معارك الحرب، معركة الثكنات،[14] حصار دوبروڤنيك،[15] ومعركة ڤوكوڤار.[16]

في يناير 1992، تم التوصل إلى اتفاق لتنفيذ خطة ڤانس الموضوعة لوقف القتال من قبل ممثلي كرواتيا والجيش الوطني اليوغوسلاڤي والأمم المتحدة.[17]

بعد سلسلة غير ناجحة موقف إطلاق النار، تم نشر قوة حماية الأمم المتحدة (UNPROFOR) في كرواتيا للإشراف على الاتفاق والحفاظ عليه.[18] تطور الجمود مع تحول النزاع إلى حرب خنادق ثابتة، وسرعان ما تراجعت قوات الجيش الوطني اليوغوسلاڤي من كرواتيا إلى البوسنة والهرسك، حيث كان من المتوقع حدوث نزاع جديد.[17] استمرت صربيا في دعم جمهورية صرب البوسنة،[19] لكن سلسلة تقدمات الجيش الكرواتي أعادت السيطرة الكرواتية على مناطق صغيرة كما أنهت حصار دوبروڤنيك[20] وأسفرت العملية ماسلينكا عن مكاسب تكتيكية محدودة.[21]

رداً على النجاحات الكرواتية، هاجم جيش جمهورية كراينا الصربية بشكل متقطع عدداً من البلدات والقرى الكرواتية بالمدفعية والصواريخ.[4][22][23]


مع انسحاب الجيش الشعبي اليوغسلاڤي من كرواتيا، كان أفراده على استعداد لإنشاء جيش صرب البوسنة جديد، كما أعلن صرب البوسنة جمهورية البوسنة والهرسك الصربية في 8 يناير 1992، قبل استفتاء 29 فبراير - 1 مارس 1992 بشأن استقلال البوسنة والهرسك. تم الاستشهاد بالاستفتاء في وقت لاحق كذريعة لحرب البوسنة.[24] في 1 مارس، أقام صرب البوسنة حواجز في العاصمة سراييڤو، وفي أماكن أخرى، وفي اليوم التالي سُجلت أول وفيات الحرب في سراييڤو ودوبوي. في الأيام الأخيرة من مارس، بدأ جيش صرب البوسنة قصف برود البوسنية،[25] وفي 4 أبريل، هوجمت سراييڤو.[26] مع نهاية العام، أُعيد تسمية جيش صرب البوسنة بجيش جمهورية صرب البوسنة بعد إعلان جمهورية صرب البوسنة سيطرتها على حوالي 70% من البوسنة والهرسك.[27] لن تتغير هذه النسبة بشكل كبير خلال العامين التاليين.[28] على الرغم من أن الحرب حرضت في الأصل الصرب البوسنيين ضد غير الصرب في البلاد، إلا أنها تطورت إلى صراع ثلاثي الجوانب بحلول نهاية العام، مع اندلاع الحرب البوسنية الكرواتية.[29] كان جيش جمهورية كراينا الصربية يحظى بدعم محدود من جمهورية صرب البوسنة، التي كانت تشن غارات جوية من حين لآخر من باينا لوكا وقصفت العديد من المدن الكرواتية.[30][31]


مقدمة

في نوفمبر 1994، حصار بيهاتش، إحدى معارك حرب البوسنة، دخل مرحلة خطرة بعدما اقترب جيش جمهورية صرب البوسنة وجيش جمهورية كرايينا الصربية من الاستيلاء على مدين بيهاتش من أيدي جيش جمهورية البوسن والهرسك. كانت بيهاتش منطقة استراتيجية،[32] ومنذ يونيو 1993، أصبحت بيهاتش واحدة من مناطق الأمم المتحدة الآمنة الستة التي تأسست في البوسنة والهرسك.[33]

شعرت الادارة الأمريكية أن استيلاء القوات الصربية من شأنه أن يشعل وطيس الحرب ويؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر من أي كارثة أخرى في النزاع حتى ذلك الوقت. كان هناك انقساماً بين الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، حول كيفية حماية المنطقة.[32][34] دعت الولايات المتحدة إلى شن غارات جوية على جيش جمهورية صرب البوسنة، لكن فرنسا وبريطانيا عارضتها مستشهدة بالمخاوف الأمنية والرغبة في الحفاظ على حياد القوات الفرنسية والبريطانية المنتشرة كجزء من قوة حماية الأمم المتحدة في البوسنة والهرسك. بدورها، كانت الولايات المتحدة غير مستعدة لإرسال قوات برية.[35]

من جهة أخرى، أدرك الأوروپيون أن الولايات المتحدة كانت حرة في اقتراح المواجهة العسكرية مع الصرب مع الاعتماد على القوى الأوروپية لمنع أي خطوة من هذا القبيل،[36] ولذلك، أحبط الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران أي تدخل عسكري، وساعد بشكل كبير المجهود الحربي الصربي.[37] انعكس الموقف الفرنسي بعد انتخاب جاك شيراك رئيساً لفرنسا في مايو 1995،[38] الذي ضغط على البريطانيين لتبني نهج أكثر عدوانية أيضاً.[39]

كان لمنع وقوع بيهاتش في أيدي الصرب أهمية استراتيجية لكرواتيا،[40] وقد اعتبر الجنرال يانكو بوبتكو، رئيس الأركان الصربي، أن السقوط المحتمل لبيهاتش يمثل نهاية للمجهود الحربي الكرواتي.[41]

في مارس 1994، وُقعت معاهدة واشنطن،[41] التي أنهت الحرب البوسنية الكرواتية، وأمدت كرواتيا بمستشارين عسكريين أمريكان من مؤسسة Military Professional Resources Incorporated (MPRI).[42] كان التدخل الأمريكي انعكاساً للاستراتيجية العسكرية الجديدة التي تبناها بل كلنتون في فبراير 1993.[43]

في ظل استمرار حظر الأسلحة الأممي، تم توظيف MPRI ظاهرياً لتحضير الجيش الكرواتي للمشاركة في برنامج الشراكة من أجل السلام التابع للنيتو. قامت MPRI بتدريب ضباط وأفراد الجيش الكرواتي لمدة 14 أسبوع من يناير حتى أبريل 1994. كما تكهنت عدة مصادر،[42] ومنها مقالة نشرتها لسلي ويان في نيويورك تايمز والعديد من التقارير الإعلامية الصربية،[44][45] أن MPRI ربما تمد كرواتيا أيضاً بأدوات عقائدية، تخطيط سيناريو والاستطلاع الساتلي التابع للحكومة الأمريكية،[42] على الرغم من أن MPRI،[46] والمسئولين الأمريكان والكروات أنكروا هذه المزاعم.[47][48] في نوفمبر 1994، أنهت الولايات المتحدة من جانب واحد حظر الأسلحة على البوسنة والهرسك،[49] مما سمح للجيش الكرواتي بتزويد نفسه بشحنات الأسلحة المتدفقة عبر كرواتيا.[50]

الجنرال الكرواتي كرشيمير تشوستش والجنرال الأمريكي وسلي كلارك يناقشان حصار بيهاتش في 29 نوفمبر 1994.

أسفرت اتفاقية واشنطن عن سلسلة من الاجتماعات بين المسئولين الحكوميين والعسكريين الكروات والأمريكان في زغرب وواشنطن دي سي. في 29 نوفمبر 1994، اقترح الممثلون الكروات هجوماً على الأراضي الواقعة تحت السيطرة الصربية من ليڤنو في البوسنة والهرسك، من أجل تخفيف القوات المحاصرة لبيهاتش ولمنع استيلاء الصرب على المدينة. مع عدم رد المسئولين الأمريكان على المقترح، أمر قائد الأركان الكرواتي بإطلاق العملية شتاء 94 في اليوم نفسه، التي نفذها الجيش الكرواتي ومجلس الدفاع الكرواتي- القوة العسكرية الرئيسية لكروات البوسنة. بالإضافة إلى المساهمة في الدفاع عن بيهاتش، حول الهجوم خط اشتباك الجيش الكرواتي وقوات مجلس الدفاع الكرواتي ليصبح أكثر قرباً من خطوط إمدادات جيش جمهورية كرايينا الصربية.[41]

عم 1994، سعت الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروپي والأمم المتحدة لإستبدال خطة ڤانس، التي جائت بقوة حماية الأمم المتحدة. قاموا بصياغة الخطة زد-4 التي أعطت المناطق ذات الأغلبية الصربية في كرواتياً استقلالاً كبيراً.[51]

بعد تغييرات عديدة وغير منسقة في كثير من الأحيان على الخطة المقترحة، بما في ذلك تسريب عناصر مسودتها إلى الصحافة في أكتوبر، تم تقديم خطة زد-4 في 30 يناير 1995. لم تحظ الخطة بقبول كرواتيا ولا جمهورية كرايينا الصربية. كانت كرواتيا قلقة من احتمال قبول جمهورية كرايينا الصربية بالخطة، لكن تودمان أدرك أن ميلوشوڤتش، الذي بيده القرار النهائي في جمهورية كرايينا الصربية،[52] لن يقبل الخطة خشية أن تشكل سابقة للتسوية السياسية في كوسوڤو- مما يسمح لكرواتيا بقبول الخطة مع إمكانية ضئيلة لتنفيذها.[51] رفضت جمهورية كرايينا الصربية تسلم الخطة، ناهيك عن قبولها.[53]

في ديسمبر 1994، عقدت كرواتيا وجمهورية كرايينا الصربية اتفاقية اقتصادية لترميم الطرق ووصلات السكك الحديدية، إمدادات المياه والغاز، واستخدام جزء من خط أنابيب أدريا النفطي. على الرغم من عدم تنفيذ بعض بنود الاتفاقية،[54] إلا أن جزء من طريق سيارات زغرب-بلگراد المار عبر أراضي جمهورية كرايينا الصربية بالقرب من أوكتشاني وخط الأنابيب تم افتاحهما. في أعقاب الحادث المميت الذي وقع في أواخر أبريل 1995 على الطريق الذي تم افتتاحه مؤخراً،[55] استعادت كرواتيا جميع أراضي جمهورية كرايينا الصربية في غرب سلاڤونيا أثناء العملية الومضة،[56] مستعيدة سيطرتها بشكل كامل بحلول 4 مايو، قبل ثلاثة أيام من بدء المعركة. رداً على ذلك، هاجمت قوات جمهورية كرايينا الصربية زغرب مستخدمة صواريخ طراز إم-87 أوركان مزودة بقنابل عنقودية.[57] لاحقاً، أرسل ميلوشڤيتش واحداً من كبار ضباط الجيش اليوغسلاڤي لقيادة جيش جمهورية كرايينا الصربية، بالإضافة للأسلحة، وضباط ميدانيين وآلاف من الصرب المولودين في منطقة جمهورية كرايينا الصربية الذين أُجبروا على التجنيد في جيش جمهورية كرايينا الصربية.[58]

في 17 يوليو، بدأ جيش جمهورية كرايينا وجيش جمهورية صرب البوسنة محاولة جديدة للاستيلاء على بيهاتش من خلال توسيع المكاسب التي تحققت أثناء العملية العنكبوت. أتاحت هذه الخطوة للجيش الكرواتي فرصة لتوسيع مكاسبه الإقليمية من العملية الشتاء 94 بالتقدم من وادي ليڤنو. في 22 يوليو، وقع تودمان والرئيس البوسني علي عزت بگوڤيتش اتفاقية سپليت للدفاع الثنائي، التي تسمح بانتشار واسع النطاق للجيش الكرواتي في البوسنة والهرسك. سرعان ما رد الجيش الكرواتي ومجلس الدفاع الكرواتي بالعملية الصيف 95 (كرواتية: Ljeto '95)، واستولوا على گراهاڤو البوسنية وگلاموتش في 28-29 يوليو.[59] جذب الهجوم بعض وحدات جيش جمهورية كرايينا الصربية بعيداً عن بيهاتش،[59][60] لكن ليس بالقدر المتوقع. إلا أن هذه العملية وضعت الجيش الكرواتي في موقع متميز،[61] حيث عزلت كنين عن جمهورية صرب البوسنة، وكذلك عن يوغسلاڤيا.[62]

في أواخر يوليو وأوائل أغسطس، كانت هناك محاولتين لاعادة صياغة الخطة زد-4 والاتفاقية الاقتصادية لعام 1994. قوبلت المحادثات المقترحة في 28 يوليو بتجاهل جمهورية كرايينا الصربية، وأخيراً عقدت المحادثات في جنيڤ يوم 3 أغسطس. سرعان ما انهارت المحادثات بعد رفض كرواتيا جمهورية كرايينا الصربية التسوية المقترحة من ثورڤالد ستولتنبرگ، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، والذي دعا بشكل أساسي لعقد المزيد من المفاوضات في وقت لاحق. بالإضافة إلى ذلك، رفضت جمهورية كرايينا الصربية مجموعة المطالب الصربية، ومنها نزع الأسلحة، وفشلت في تأييد الخطة زد-4 مرة أخرى. استخدمت المحادثات من قبل كرواتيا لإعداد أرضية دبلوماسية للعملية العاصفة الوشيكة، [63] التي اكتمل التخطيط لها أثناء اجتماع جزر بببريلوني بين تودمان والقادة العسكريين في 31 يوليو.[64]

أعلن الجيش الكرواتي التعبئة العامة في أواخر يوليو، بعد فترة وجيزة من تعيين [زڤونيمير تشرڤنكو]] رئيساً للأركان العامة في 15 يوليو.[65]

نسق القتال

خريطة لناطقات مسئولية فيالق الجيش الكرواتي وجيش جمهورية كرايينا الصربية في 4 أغسطس 1995
نسق قتال الفيالق الأولى في العملية العاصفة
  الجيش الكرواتي،   جيش جمهورية كرايينا الصربية
في البوسنة والهرسك:
  الجيش الكرواتي/مجلس الدفاع الكرواتي،   جيش جمهورية صرب البوسنة/جيش جمهورية كرايينا الصربية،   جيش جمهورية البوسنة والهرسك/مجلس الدفاع الكرواتي،   مقاطعة غرب البوسنة الذاتية

كانت الخطة العملياتية للجيش الكرواتي مقسمة على أربع مناطق منفصلة، معينة بالعاصفة-1 إلى 4، المخصصة لمختلف الفيالق على أساس نطاقات مسئولية كل فيلق. كان من المقرر أن تستغرق كل خطة ما بين أربعة وخمسة أيام.[65] كانت قوات الجيش الكرواتي المخصصة لمهاجمة قوات جمهورية كرايينا الصربية منظمة في خمسة فيالق؛ فيلق سپليت، گوسپيتش، كارلوڤاك، زغرب وبيلوڤار.[66] كانت المنطقة السادسة مسندة إلى الشرطة الخاصة الكرواتية داخل نطاق مسئولية فيلق سپليت،[67] بالقرب من حدود فيلق گوسپيتش.[68] فيلق سپليت الكرواتي، كان يقع في أقصى جنوب مسرح العمليات وتحت قيادة الجنرال أنته گوتوڤينا، كان مكلفاً بالخطة العاصفة-4، الخطة الأساسية للعملية العاصفة.[67] كانت الأوامر المعركة الصادرة لفيلق سپليت تستخدم الاسم كوزياك-95، وكان أمراً غير معتاداً.[69] كانت قوات الفيلق سپليت وقوامها 30.000 مقاتل في مواجهة فيلق شمال دالماتيا التابع لجمهورية كرايينا الصربية وقوامه 10.000 مقاتل،[67] ويقع مقره الرئيسي في كنين وكان تحت قيادة الميجور جنرال سلوبودان كوڤاتشڤتش.[68] تم نشر 3.100 فرد من الشرطة الخاصة في جبل ڤلبيت على الجناح الأيسر لفليق سپليت، وكانت تحت القيادة المباشرة لقيادة الأركان العامة للجيش الكرواتي برئاسة الجنرال ملادن ماركاتش.[70]

أُسند لفيلق گوپتش وقوامه 25.000 مقاتل خطة العاصفة-3،[71] إلى اليسار من منطقة الشرطة الخاصة. كان الفيلق تحت قيادة نيركو نوراك، في مواجهة فيلق ليكا الخامس عشر التابع لجيش جمهورية كرايينا الصربية، مقرها الرئيسي في كورنيكا وتحت قيادة الميجور جنرال ستڤان شـِڤو.[72] كان فيلق ليكا، الذي يتألف من حوالي 6.000 فرد، محاصر بين فيلق گوپتش الكرواتي وقوات الجيش البوسني في جيب بيهاتش في مؤخرة جيش جمهورية كرايينا الصربية، مشكلاً منطقة واسعة لكنها شديدة الضحالة. نُشر في المنطقة الفيلق الخامس البوسني بحوالي 5.000 فرد. أُسند لفيلق گوپتش قطاع من الجبهة بطول 150 كم، وكُلف بقطع الاتصال بين جمهورية كرايينا الصربية والتواصل مع الجيش البوسني، بينما أُسندت للجيش البوسني مهمة تثبيت قوات جمهورية كرايينا الصربية التي كانت على اتصال مع جيب بيهاتش.[71]

فيلق كارلوڤاك الكرواتي، تحت قيادة الميجور جنرال ملينكو كرنياك، على الجناح الأيسر من فيلق گوسپتش، كانت يغطي المنطقة الممتدة من أوگولين حتى كارلوڤاك، بما يتضمن كوردون،[73] وكان مكلف بتنفيذ الخطة العاصفة-2. كان الفيلق يتألف من 15.000 فرد وأسندت إليه مهمة تثبيت قوات جيش جمهورية كرايينا الصربية في المنقطة لحماية أجنحة فيلقي زغرب وگوسپتش.[74]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خط زمني للعملية

4 أغسطس 1995

القطاع الجنوبي

Typewritten and signed order
Order of the RSK Supreme Defence Council to evacuate civilians from the Knin area


القطاع الشمالي

5 أغسطس 1995

القطاع الجنوبي

Franjo Tuđman and several Croatian Army officers at a photo op
تودجمان وشوشاك يزوران حصن كنين في 6 أغسطس. الضباط في الصورة يضمون اللواء گوتوڤينا والعمداء إيڤان كورادى ودمير كرستي‌چڤچ (قائدا لوائي الحرس السابع والرابع) إلى اليمين من تودجمان، والعمداء رحيم أدمي وأنتى كوترومانوڤتش إلى اليسار من شوشاك.


القطاع الشمالي

6 أغسطس 1995

Generals Mareković and Dudaković shaking hands
جنرال الجيش الكرواتي ماريان ماركوڤتش (يسار) يحيي جنرال الجيش البوسني عاطف دوداكوڤتش (يمين) في ترجاچكا راشتلا، في 6 أغسطس، بعد رفع حصار بيهاتش


7 أغسطس 1995

8–14 أغسطس 1995

Colonel Bulat signing surrender on a police car bonnet while Lieutenant General Stipetić and Mr. Pajić observe.
ARSK Colonel Čedo Bulat (centre) signing the document of surrender of the 21st Kordun Corps for HV Lieutenant General Petar Stipetić (viewer's left) in Glina, on 8 August 1995.



عمليات القوات الجوية

MiG-21 fighter taxiing
MiG-21s carried out most of the CAS missions during Operation Storm.




. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عمليات منسقة أخرى

العملية فينيكس

العملية مسترال

تقييم المعركة

  RSK areas captured by Croatia in Operation Storm
  Areas remaining under RSK control after Operation Storm



التبعات

Hoisting of Croatian flag
Soldiers raising the flag of Croatia in the Knin Fortress during Operation Storm commemoration, 5 August 2011




أزمة اللاجئين

لاجئون صرب هاربون من كرواتيا.


An elderly woman sitting in the back of a utility trailer
An elderly Serb refugee in a tractor trailer, after crossing the Yugoslav border



عودة اللاجئين

جرائم الحرب

منازل مدمرة في قرية Živaja


الهوامش

  1. ^ Hoare 2010, p. 117
  2. ^ Glaurdić 2011, p. 86
  3. ^ The New York Times 19 August 1990
  4. ^ أ ب ICTY 12 June 2007
  5. ^ The New York Times 2 April 1991
  6. ^ The New York Times 3 March 1991
  7. ^ The New York Times 26 June 1991
  8. ^ The New York Times 29 June 1991
  9. ^ Narodne novine 8 October 1991
  10. ^ Department of State 31 January 1994
  11. ^ ECOSOC 17 November 1993, Section J, points 147 & 150
  12. ^ EECIS 1999, pp. 272–78
  13. ^ The Independent 10 October 1992
  14. ^ The New York Times 24 September 1991
  15. ^ Bjelajac & Žunec 2009, pp. 249–250
  16. ^ The New York Times 18 November 1991
  17. ^ أ ب The New York Times 3 January 1992
  18. ^ Los Angeles Times 29 January 1992
  19. ^ Thompson 2012, p. 417
  20. ^ The New York Times 15 July 1992
  21. ^ The New York Times 24 January 1993
  22. ^ ECOSOC 17 November 1993, Section K, point 161
  23. ^ The New York Times 13 September 1993
  24. ^ Ramet 2006, p. 382
  25. ^ Ramet 2006, p. 427
  26. ^ Ramet 2006, p. 428
  27. ^ Ramet 2006, p. 433
  28. ^ Ramet 2006, p. 443
  29. ^ Ramet 2006, p. 10
  30. ^ The Seattle Times 16 July 1992
  31. ^ The New York Times 17 August 1995
  32. ^ أ ب Halberstam 2003, p. 284
  33. ^ Halberstam 2003, p. 204
  34. ^ The Independent 27 November 1994
  35. ^ Halberstam 2003, pp. 285–86
  36. ^ Halberstam 2003, p. 305
  37. ^ Halberstam 2003, p. 304
  38. ^ Halberstam 2003, p. 293
  39. ^ Halberstam 2003, p. 306
  40. ^ Hodge 2006, p. 104
  41. ^ أ ب ت Jutarnji list 9 December 2007
  42. ^ أ ب ت Dunigan 2011, pp. 93–94
  43. ^ Woodward 2010, p. 432
  44. ^ The New York Times 13 October 2002
  45. ^ RTS 3 September 2011
  46. ^ Avant 2005, p. 104
  47. ^ Jutarnji list 20 August 2010
  48. ^ RFE 20 August 2010
  49. ^ Bono 2003, p. 107
  50. ^ Ramet 2006, p. 439
  51. ^ أ ب Armatta 2010, pp. 201–204
  52. ^ Ahrens 2007, pp. 160–166
  53. ^ Galbraith 2006, p. 126
  54. ^ Bideleux & Jeffries 2006, p. 205
  55. ^ The New York Times 2 May 1995
  56. ^ Goldstein 1999, pp. 252–253
  57. ^ Ramet 2006, p. 456
  58. ^ The New York Times 15 July 1995
  59. ^ أ ب Bjelajac & Žunec 2009, p. 254
  60. ^ The New York Times 31 July 1995
  61. ^ CIA 2002, pp. 364–366
  62. ^ Burg & Shoup 2000, p. 348
  63. ^ Ahrens 2007, pp. 171–73
  64. ^ Nacional 3 April 2005
  65. ^ أ ب CIA 2002, p. 367
  66. ^ Marijan 2007, p. 59
  67. ^ أ ب ت CIA 2002, pp. 369–370
  68. ^ أ ب Marijan 2007, pp. 67–69
  69. ^ Marijan 2007, p. 67
  70. ^ Marijan 2007, p. 76
  71. ^ أ ب CIA 2002, p. 369
  72. ^ Marijan 2007, pp. 81–82
  73. ^ Marijan 2007, pp. 90–92
  74. ^ CIA 2002, pp. 368–369
  75. ^ أ ب Marijan 2007, pp. 67–116
  76. ^ CIA 2002, pp. 372–374

المصادر

كتب
تقارير إخبارية
مراجع من منظمات دولية، حكومية وغير حكومية

وصلات خارجية

44°02′N 16°12′E / 44.04°N 16.20°E / 44.04; 16.20