العلاقات السعودية الفرنسية

العلاقات السعودية الفرنسية
Map indicating locations of France and Saudi Arabia

فرنسا

السعودية

العلاقات السعودية الفرنسية، هي العلاقات الخارجية بين السعودية وفرنسا. بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1926. اليوم، السعودية حليف لفرنسا، ويوجد بينهما تنسيقاً اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً قوياً حول الكثير من الموضوعات مثل البرنامج النووي الإيراني وتنحي بشار الأسد.[1] وقد سميت هذه العلاقة بالشراكة الإستراتيجية العالمية .[2] لفرنسا سفارة في الرياض، وقنصلية عامة في جدة.[3] وللسعودية سفارة في باريس.[2][4] كلا البلدين عضوان في مجموعة العشرين .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

سفارة المملكة العربية السعودية في باريس

افتتحت فرنسا أول قنصلية لها في جدة عام 1839. [5]

عارضت كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا المحور في الحرب العالمية الثانية، حيث زودت المملكة العربية السعودية الحلفاء بالنفط. بعد ذلك، انضمت السعودية إلى دول حلف الناتو ضد الشيوعية.

منذ لقاء الملك فيصل والجنرال ديغول في عام 1967، تطورت العلاقات الثنائية من خلال الاتصالات الشخصية على أعلى المستويات.[بحاجة لمصدر]

انضمت فرنسا إلى الولايات المتحدة وقوات التحالف الأخرى في عملية درع الصحراء، التي قام بها الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب للدفاع عن المملكة من العدوان العراقي بعد الغزو العراقي للكويت 1990.

في عام 2016، أدانت فرنسا هجوم الحوثيين بالصواريخ الباليستية على مكة. [6]

في 7 ديسمبر 2021، اعتقلت السلطات الفرنسية خالد العتيبي، العضو السابق في الحرس الملكي السعودي، أحد المشتبه بهم في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مطار شارل ديجول بينما كان يستعد للسفر إلى السعودية، وفق إذاعة آر.تي.إل الفرنسية. وفي وقت لاحق، أكد مصدر في الشرطة الفرنسية نبأ الاعتقال، مشيراً إلى أن "المعتقل كان على قائمة فرنسية بالمطلوبين وفرنسا تحركت بناء على مذكرة اعتقال أصدرتها تركيا في 2019".[7]

وبحسب معلومات RTL فإن خالد عائض العتيبي، يعد أحد الأعضاء المزعومين في الكوماندوز الذي اغتال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 أكتوبر 2018. وأضافت أنه تم وضعه رهن الاعتقال القضائي من قبل شرطة الجو وشرطة الحدود والتي تسعى بشكل خاص لتأكيد هويته بشكل نهائي. وبينت أن الرجل البالغ من العمر 33 عاما كان يحمل جواز سفره الحقيقي، وبالتالي سافر باسمه الحقيقي. وقال مصدر قضائي إن خالد عايد العتيبي "يخضع لإجراءات تسليمه لتركيا"، مضيفاً أنه سيتم تقديم السعودي إلى مكتب المدعي العام بباريس صباح الأربعاء، والذي سيبلغه بأمر التوقيف.[8] وكان خالد عائض العتيبي في القنصلية حيث قتل جمال خاشقجي، وهو واحد من 20 سعودياً مطلوبين للإنتربول في قضية اغتيال الصحفي، وكان قد فر إلى السعودية بعد مقتل جمال خاشقجي، حيث برأه القضاء. وأفادت في السياق بأنه لا يعرف متى وكيف وصل العتيبي إلى فرنسا دون أن يتم رصده.

في 9 ديسمبر 2021، أعلن الادعاء الفرنسي إخلاء سبيل المواطن السعودي، خالد العتيبي الذي ألقي القبض عليه في باريس فيما يتعلق بقضية جمال خاشقجي. وكانت السفارة السعودية لدى فرنسا قد طالبت السلطات الفرنسية بإخلاء سبيل مواطن "بشكل فوري"، مؤكدة عدم علاقته إطلاقاً بقضية خاشقجي.[9]

وقالت السفارة السعودية في بيان: "إشارة إلى ما تم تداوله في وسائل الإعلام حول توقيف مواطن سعودي يشتبه به في قضية المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله-، تود سفارة المملكة العربية السعودية لدى جمهورية فرنسا التوضيح بأن ما تم تداوله غير صحيح، وأن من تم إيقافه لا علاقة له في القضية المتناولة".

وأضافت السفارة السعودية مطالبة بإخلاء سبيل مواطنها "فوراُ": "تود السفارة التأكيد بأن القضاء السعودي قد اتخذ أحكاماً حيال كل من ثبتت مشاركته في قضية المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله- وهم حالياً يقضون عقوبتهم".


الزيارات الرسمية

كانت الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند في مايو 2015 تاريخية بشكل خاص حيث التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد محمد بن نايف ونائب ولي العهد محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وكان ضيف الشرف في قمة مجلس التعاون الخليجي، وفي مارس 2015 قام ولي العهد محمد بن نايف، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بزيارة فرنسا، حيث حصل على وسام جوقة الشرف، وهو أعلى وسام شرف في فرنسا يُمنحه الفائزين به من قبل الرئيس الفرنسي.[بحاجة لمصدر]

في عام 2015، دعت المملكة العربية السعودية الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند لإلقاء كلمة في قمة مجلس التعاون الخليجي في المملكة العربية السعودية، وهو دور لا يُمنح في كثير من الأحيان لرئيس دولة أجنبية.[بحاجة لمصدر]

في 6 مارس 2016، تم توقيع بيان مشترك بين المملكة العربية السعودية وفرنسا في ختام الزيارة الرسمية لولي العهد الأمير محمد بن نايف إلى باريس. [10]

في مايو 2016، التقى وفد من لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الفرنسية التابعة لمجلس الشورى بوزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت في وزارة الخارجية الفرنسية بباريس. [11]

العلاقات الاقتصادية

وفقاً لمصادر قناة العربية، فإن هذه العقود، التي تسلط الضوء على علاقات باريس المتنامية مع الرياض، هي "أولى بوادر تحالف سعودي فرنسي أقوى بكثير، وستظهر الأشهر القليلة المقبلة بالضبط مدى قرب هذين الحليفين الآن". [12]

تم إنشاء منتدى لتوسيع التجارة السعودية الفرنسية يعرف باسم منتدى فرص الأعمال السعودي الفرنسي. عقد المنتدى الأول بنجاح في باريس في أبريل 2013 تحت رعاية البنك السعودي الفرنسي، ونظمته وزارة التجارة والصناعة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والصناعة ومجلس الغرف السعودية ومجلس الأعمال السعودي الفرنسي. [13]عُقد اجتماع ثان في 12-13 أكتوبر 2015 في فندق ريتز كارلتون الرياض، ضم أكبر الشركات الفرنسية مثل مجموعة إيرباص و ليگراند.

العلاقات العسكرية

تعد فرنسا بائعاً رئيسياً للأسلحة إلى المملكة العربية السعودية (بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة) ولديها القدرة على تجاوز كلاهما في العديد من المجالات. في 24 يونيو 2015، اتفقت السعودية وفرنسا على توقيع صفقات بقيمة 12 مليار دولار، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن العقود العشرة تشمل 23 طائرة هليكوبتر من طراز إيرباص H145 بقيمة 500 مليون دولار. وفي الوقت نفسه، ذكرت وكالة رويترز أن وزارة الدفاع السعودية كانت تناقش أيضاً سعر عقد زوارق الدوريات البحرية الفرنسية، التي بنتها مجموعة DCNS. [12] في عام 2015، وقعت فرنسا صفقة أسلحة بقيمة 10 مليارات دولار مع المملكة العربية السعودية لتزويدها بـ 30 زورق دورية. [14]

وسط الحرب المستمرة في اليمن، وقعت المملكة العربية السعودية اتفاقية مبدئية مع مجموعة نافال الفرنسية في فبراير 2019، لبناء السفن الحربية والفرقاطات والطرادات والمواد ذات الصلة في المملكة. [15]

في عام 2020، وقف الوفد الكامل لأعضاء البرلمان الأوروبي الفرنسي من مجموعة تجديد أوروبا الليبرالية ضد تصدير الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وبحسب ما ورد زودت فرنسا دولتي الخليج بأسلحة بمليارات اليورو أثناء مشاركتهما في الحرب الأهلية في اليمن وليبيا على التوالي. وفقاً لعدة تقارير نشرتها الصحافة الاستقصائية وجماعات حقوق الإنسان، تسببت الإمارات والسعودية في مقتل آلاف المدنيين في النزاعات المذكورة. باعت الحكومة الفرنسية أسلحة للدول ودربت مرتزقتها على الرغم من انتهاك دول الخليج لحظر الأسلحة والقانون الإنساني الدولي. [16]

في 14 أبريل 2019، أفادت معلومات مخابراتية نشرها موقع التحقيقات الاستقصائية ديسكلوز أن أسلحة فرنسية، بينها دبابات وأنظمة صواريخ موجهة بالليزر بيعت إلى السعودية والإمارات، تستخدم في حرب اليمن ضد المدنيين. ووضعت وكالة المخابرات العسكرية الفرنسية تقريراً سرياً مؤلفاً من 15 صفحة ويحمل عنوان "اليمن: الوضع الأمني" يتضمن خرائط تفصل مواقع الأسلحة المصنوعة في فرنسا داخل اليمن وعلى الجانب السعودي من الحدود.[17] ووفقاً لموقع ديسكلوز، يُظهر التقرير أن قطاعات كبيرة من الشعب اليمني تعيش تحت تهديد الأسلحة المصنوعة في فرنسا.

وسيمثل التقرير المُسرب حرجاً للرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون وحكومته التي قالت إن الأسلحة المصنوعة في فرنسا التي بيعت للسعودية، على حد علمها، تستخدم حصرياً للأغراض الدفاعية على الحدود. وتنص وثيقة المخابرات على أن مدافع سيزار التي صنعتها شركة نيكستر الفرنسية ونُشرت على طول الحدود بين اليمن والسعودية، تقصف قوات الحوثيين بشكل دفاعي كما تدعم “القوات الموالية والقوات المسلحة السعودية في تقدمها داخل الأراضي اليمنية”.

ويحمل ملف المخابرات تاريخ 25 سبتمبر 2018. وعُرض على ماكرون ورئيس الوزراء إدوار فيليپ بالإضافة إلى وزيري الخارجية والدفاع. وكان تقرير موقع ديسكلوز جزءا من تحقيق أجرته مؤسستا ميديابارت وكونبيني وإذاعة فرانس إنتر وتلفزيون أرت ومؤسسة ذا إنترسبت ومقرها الولايات المتحدة.

وفرنسا من الدول الموقعة على معاهدة تجارة الأسلحة التابعة للأمم المتحدة والتي تنظم التجارة الدولية في الأسلحة التقليدية وتحظر بيع أسلحة تساهم في زيادة انتهاكات حقوق الإنسان أو جرائم الحرب. وقال خبراء من الأمم المتحدة إن كل الأطراف في حرب اليمن ربما ارتكبت جرائم حرب.

قال مكتب رئيس الوزراء الفرنسي فيليپ في بيان إن فرنسا تطبق معايير سلامة مشددة عندما تصدر تراخيص للتصدير وتدعم جهود الأمم المتحدة في الوساطة من أجل إحلال السلام في اليمن. وقال البيان “على حد علمنا فإن الأسلحة الفرنسية التي تملكها قوات التحالف وضعت على الأغلب في مواقع دفاعية، خارج الأراضي اليمنية أو تحت سيطرة التحالف لكنها ليست على جبهة القتال”. ولم يشكك البيان في صحة الوثائق كما لم يؤكد أو ينف تقرير موقع ديسكلوز، مضيفا أن فرنسا ليست على علم بقتل مدنيين يمنيين بأسلحة فرنسية. ولم ترد وزارة الدفاع، التي تشرف على وكالة المخابرات العسكرية، على طلب التعقيب.

كما لم ترد مكاتب التواصل في الحكومتين السعودية والإماراتية ومتحدث باسم التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن بعد على طلبات للتعقيب. وتقول الأمم المتحدة إن الصراع المستمر منذ أربعة أعوام تسبب في تدمير الاقتصاد وخلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وقتل أكثر من عشرة آلاف مدني بينما وضع نحو عشرة ملايين شخص على شفا مجاعة.

ووفقاً لديسكلوز فقد كشف تقرير ثان من الوكالة يقع في ست صفحات ووُزع على نطاق أوسع أن دبابات فرنسية الصنع نُشرت في مواقع دفاعية في قواعد تشمل المخا وعدن والخوخة على طول الساحل وفي مأرب. وقال موقع ديسكلوز إن دراسته لصور الأقمار الصناعية ولتسجيلات مصورة وصور التقطها مدنيون كشفت أن بعض الدبابات من طراز ليكرليك التي اشترتها الإمارات شاركت في عمليات هجومية للتحالف بما في ذلك الحملة لانتزاع السيطرة على مدينة الحديدة من الحوثيين.

كما ذكر التقرير الثاني أيضاً أن مقاتلات ميراج الإماراتية زُودت بنظام توجيه بالليزر صنعته شركة تاليس ويعرف باسم دامولكيس. وأضاف التقرير أن النظام ربما يُستخدم في اليمن. وفرضت ألمانيا حظراً على تصدير الأسلحة للسعودية فيما يتصل بمقتل الصحفي جمال خاشقجي وفي ظل مخاوف من دور الرياض في حرب اليمن، الأمر الذي أثار انتقادات من صناعة الأسلحة ومن فرنسا وبريطانيا اللتين تقولان إن التحرك عرض مشاريع مشتركة للخطر.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Bahout, Joseph. "French Relations with Saudi Arabia".
  2. ^ أ ب "France and Saudi Arabia enjoy close and confident relationship". 13 July 2016.
  3. ^ "Ambassade de France en Arabie Saoudite".
  4. ^ "France".
  5. ^ "France and Saudi Arabia enjoy close and confident relationship".
  6. ^ "تصريح الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي".
  7. ^ "السلطات الفرنسية تعتقل أحد المشتبه بهم في قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي". فرانس 24. 2021-12-07. Retrieved 2021-12-07.
  8. ^ ""آر تي إل" الفرنسية: اعتقال أحد المتهمين بقتل جمال خاشقجي في فرنسا". روسيا اليوم. 2021-12-07. Retrieved 2021-12-07.
  9. ^ "الادعاء الفرنسي: إخلاء سبيل المواطن السعودي الموقوف في قضية خاشقجي". العربية نت. 2021-12-08. Retrieved 2021-12-08.
  10. ^ https://www.saudiembassy.net/saudi-france-joint-communiqué-0[dead link]
  11. ^ "Majlis Ash-Shura - Shura Council delegation Concludes Visit to France". Retrieved 1 January 2017.
  12. ^ أ ب "Saudi Arabia and France ink $12bln deal". 24 June 2015.
  13. ^ الفرنسي, البنك السعودي. "BSF sponsors the 2nd Saudi-French Business Opportunities Forum - Banque Saudi Fransi". Retrieved 1 January 2017.
  14. ^ "France and Saudi Arabia sign contracts worth 10 billion euros". 13 October 2015.
  15. ^ "Saudi Arabia signs warship construction deal with France's Naval Group". Reuters. 17 February 2019. Retrieved 17 February 2019.
  16. ^ "Exposed: French complicity in Yemen and Libya". EU Observer. Retrieved 18 November 2020.
  17. ^ "موقع ديسكلوز: استخدام دبابات ومدافع فرنسية الصنع في حرب اليمن". رويترز. 2019-04-14. Retrieved 2021-11-21.