العلاقات التركية السعودية
السعودية |
تركيا |
---|
العلاقات التركية السعودية تشير إلى العلاقات الحالية والتاريخية بين المملكة العربية السعودية وتركيا. يتمتع البلدان بعلاقات اقتصادية وثيقة.[1] الأولى لها سفارة في أنقرة وقنصلية في اسطنبول؛ بينما الأخيرة لها سفارة في الرياض وقنصلية في جدة. كلا البلدين عضو كامل في منظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الإسلامي (OIC).
وحسب استطلاع للرأي العام، في عام 2013، أجراه معهد پيو، فإن لدى الأتراك أكثر رؤية سلبية للسعودية بين كل البلدان المسلمة التي أُجري فيها الاستطلاع، فقد عبّر 26% عن نظرة محبذة للسعودية و 53% عبروا عن نظرة غير محبذة.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
مصطفى اللباد ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال
|
سيطرت الدولة العثمانية على الحجاز لمدة أربعة قرون، وأُطلق على السلطان العثماني لقب «خادم الحرمين الشريفين» كمصدر للشرعية، حتى عاد الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز واستخدمه لنفسه ومن بعده ملوك السعودية حتى اليوم. وتمرد السعوديون على الأتراك طيلة الفترة الواقعة من نهاية القرن الثامن عشر وحتى العام 1929، حيث اعترفت الجمهورية التركية بسيطرة آل سعود على نجد والحجاز. وخلال العمليات العسكرية العثمانية المتعاقبة ضد السعوديين، فقد أعدم العديد من القادة السعوديين في اسطنبول. وبالرغم من انضواء البلدين في التحالف الغربي، إلا أن العلاقات الثنائية بينهما لم تتطور بسبب اختلاف تركيبة ونظم الحكم والقيم السياسية التي يمثلها كلاهما (علمانية أتاتوركية في تركيا مقابل ملكية مطلقة في السعودية) ورواسب الماضي العالقة. وتبدل الأمر قليلاً في عصر تورگوت أوزال، حيث توجهت تركيا أكثر نحو الشرق الأوسط اقتصادياً، للإفادة من المزية الاقتصادية النسبية التي تملكها أنقره حيال الدول العربية، ولتأمين وارداتها من النفط. بعدها زار الرئيس التركي كنعان إڤرين السعودية العام 1984، وفي العام 1985 زارها أيضاً رئيس الوزراء تورگوت أوزال، فاتحين الطريق أمام شركات الإعمار التركية للعمل في المملكة وسوقها الواعدة. وبعدهما، زار رئيس الوزراء سليمان دميرل المملكة العام 1993 على خلفيات اقتصادية أيضاً. وتغيرت الديناميكيات التي تتحكم في العلاقات الثنائية التركية - السعودية بعد وصول «حزب العدالة والتنمية» إلى السلطة في تركيا العام 2002، بسبب التخفيف من الطابع العلماني - العسكري لنظام الحكم في تركيا ورغبة الحكومة الجديدة في التعاطي بفعالية أكثر مع قضايا الشرق الأوسط. من وقتها أرست السعودية سياساتها حيال تركيا على قاعدة الاستفادة من «ثقلها السني» في مواجهة غريمتها الإقليمية إيران، خصوصاً بعد احتلال العراق عام 2003. بالمقابل استمرت الرؤية التركية للسعودية باعتبارها شريكاً تجارياً مربحاً كأساس للعلاقات الثنائية، مع توسيعها سياسياً بهدف تمتين ذلك الأساس الاقتصادي المربح. على ذلك، تأسس «مجلس الأعمال التركي - السعودي» في عام احتلال العراق، و «صندوق الاستثمار التركي - السعودي» العام 2005، ثم تتوج التقارب بزيارة الملك السعودي الراحل إلى تركيا مرتين عامي 2006 و2007 بعد أربعين عاماً من زيارة الملك السعودي الراحل فيصل الخاطفة إلى تركيا العام 1966. تأرجح الأمل السعودي في اجتذاب تركيا لمعسكرها الإقليمي صعوداً وهبوطاً، بسبب التعاون الاقتصادي الكبير بين تركيا وإيران وعدم رغبة أنقره في القطع مع جارتها إيران لاعتبارات اقتصادية وسياسية واستراتيجية. لذلك لم يتحقق الرهان السعودي على تركيا في الفترة ما بين وصول «حزب العدالة والتنمية» إلى السلطة عام 2002 وحتى «الربيع العربي» عام 2011، بالرغم من التحسن المطرد في التبادل التجاري والاستثماري بين الرياض وأنقره. بمعنى آخر، استفادت تركيا اقتصادياً خلال تلك الفترة من السعودية بشكل يفوق المزايا السياسية التي حققتها الأخيرة من علاقتها مع تركيا.
السفير السعودي لدى تركيا هو عادل مرداد ، بينما السفير التركي لدى السعودية هو أحمد مختار غون.
«الربيع العربي»
استعجلت تركيا فرصتها في القيادة الإقليمية مع اندلاع «الربيع العربي»، فابتعدت قليلاً عن السعودية وانحازت إلى جماعة «الإخوان المسلمين» التي بدت حصاناً رابحاً في الموجة الأولى من ذلك الربيع في تونس ومصر وليبيا. من ناحيتها، دعمت السعودية جماعة «الإخوان المسلمين» مادياً ومعنوياً لعقود طويلة في مواجهة نظم الحكم الشمولية بغرض تعزيز شرعيتها الإسلامية؛ لكن الأمر اختلف مع وصول الجماعة إلى الحكم في تونس ومصر، لأن الشرعية ذاتها أصبحت محلاً للتنازع بين المملكة والجماعة. ومع بروز تحالف تركي-«إخواني» كان الأمر مقلقاً للسعودية، من بروز تحالف جديد يهمش أدوارها الإقليمية. ساعتها كان الافتراق في العلاقات بين الرياض وأنقره وتنديد الملك الراحل عبد الله بدعم أردوغان للجماعة وانحيازه الواضح للحكم المصري الجديد منذ تموز 2013. لكن الأمر عاد وتبدل بعد انتقال السلطة في السعودية إلى الملك سلمان، إذ تغيرت الأولويات السعودية من «مواجهة الإرهاب» إلى مواجهة ايران. كما أن اشتعال المواجهة الإقليمية بين السعودية وإيران على الأرض السورية جعل تركيا من جديد شريكاً مرغوباً للسعودية، بحيث تحاول المملكة ترميم العلاقات التركية المصرية لتشكيل تحالف إقليمي كبير يضم تركيا، للاستفادة من إطلالة تركيا الجغرافية على كل من سوريا والعراق في تضييق الخناق على إيران وتحالفاتها الإقليمية.
التصنيع الدفاعي
قي 7 أغسطس 2023 قالت وزارة الدفاع السعودية إن الرياض وأنقرة وقعتا اتفاقية ومذكرتيْ تفاهم بين شركات محلية متخصصة في الصناعات العسكرية ومؤسسات دفاعية تركية، تهدف إلى توطين صناعة الطائرات المسيَّرة والأنظمة المكونة لها بالمملكة.
ويعد هذا استكمالًا لعقدين بين وزارة الدفاع وشركة "بايكار" التركية للصناعات الدفاعية من أجل رفع جاهزية القوات المسلحة بالمملكة، وفق وزارة الدفاع السعودية.
كما أعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية، أن السعودية وقعت اتفاقية توطين إستراتيجية مع شركة "بايكار تكنولوجيز" التركية لتوطين صناعة الطائرات المسيرة في المملكة.
وقالت الشركة السعودية "ستعزز هذه الاتفاقية دورنا في دعم صناعة الدفاع الوطنية وتعزيز قدراتنا المحلية". وكانت الرياض قد وقعت اتفاقيات عديدة في مجالات الاستثمار المباشر والصناعات الدفاعية والطاقة والدفاع والاتصالات مع أنقرة خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمملكة في يوليو 2023، والتي كانت أول زيارة يقوم بها لبلد عربي بعد إعادة انتخابه.
وجاء التوقيع عقب محادثات جرت في جدة بالسعودية يوم 17 يوليو بين وفدي البلدين برئاسة كل من الرئيس التركي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وركزت على تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان وقتها إن المملكة وقعت عقدين مع شركة الصناعات الدفاعية التركية "بايكار" لشراء طائرات مسيرة "بهدف رفع جاهزية القوات المسلحة وتعزيز قدرات المملكة الدفاعية والتصنيعية" وأضاف أن البلدين وقعا أيضا خطة للتعاون الدفاعي.
وتُعد هذه الاتفاقية، الموقعة بين الرياض وأنقرة لشراء طائرات مسيرة تركية من شركة بايكار، أكبر عقد دفاعي في تاريخ تركيا.[3]
انظر أيضاً
الهامش
- ^ Saudi Arabia/Turkey: Turkish Trade Minister commends Saudi-Turkish relations International Islamic News Agency, 8 February 2010
- ^ Saudi Arabia’s Image Falters among Middle East Neighbors Pew Research Global Attitudes Project
- ^ "اتفاقية سعودية مع بايكار التركية لتوطين صناعة الطائرات المسيرة". الجزيرة.