الثورة السودانية

الاحتجاجات السودانية 2018–2019
حرق مقر المؤتمر الوطني في مدينة عطبرة، 19 ديسمبر 2018.jpg
حرق مقر المؤتمر الوطني في مدينة عطبرة، 19 ديسمبر 2018.
التاريخ19 ديسمبر 2018 (2018-12-19)مستمرة
(6 {{{4}}} و 3 {{{4}}})
المكان
معظم مدن السودان
السبب
الأهداف
الطرق
أسفرت عنوعود بإصلاحات اقتصادية وسياسية عاجلة دون أي تغيير في السلطة
أطراف الصراع الأهلي
مجموعات مختلفة من الحركات المدنية والأفراد
الشخصيات الرئيسية
قيادة غير مركزية السودان عمر البشير
الرئيس السوداني
الخسائر
القتلى37 [1]
المعتقَلون800+

الاحتجاجات السودانية 2018-2022، هي سلسلة من الاحتجاجات التي بدأت في 19 ديسمبر 2018 في عطبرة حيث حرقت مقرات المؤتمر الوطني الحاكم. ساهم إرتفاع سعر الوقود والخبز، التضخم، نقص السيولة وانتشار الفقر والبطالة في إشعال الاحتجاجات، والتي ارتفعت مطالبها لتصل إلى المطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير.[2][3]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

خط زمني

2018

ديسمبر

مقر المؤتمر الوطني في مدينة عطبرة بعد حرقه، 19 ديسمبر 2018.

في 20 ديسمبر 2018 أطلقت قوات الأمن في السودان قنابل الغاز لتفريق المحتجين بعد خروج المئات منهم إلى الشوارع في ضواحي مدينة عطبرة، وهم يهتفون بشعارات معارضة للحكومة، بحسب ما قاله شهود. وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في المدينة في اليوم السابق، عقب احتجاج المئات على زيادة الأسعار وندرة السلع الأساسية، وأشعل المتظاهرون النيران في مقر الحزب الحاكم في المدينة، بحسب ما قاله مسؤولون في ولاية نهر النيل. وأمرت السلطات بإغلاق المدارس بعد فرض حظر التجول في مدينة عطبرة.[4]

وقد تواصلت الاحتجاجات الشعبية على غلاء المعيشة لليوم الثاني على التوالي في عدد من المدن السودانية. وقال شهود عيان إن المحتجين هتفوا بشعارات تطالب بإسقاط حكومة الرئيس عمر البشير. كما اندلعت احتجاجات اخرى شارك فيها المئات في مدينة دنقلا أقصى شمال البلاد. وشهدت مدينة القضارف الواقعة في شرق البلاد احتجاجات مماثلة فرقتها القوات الأمنية مستخدمة الغاز المسيل للدموع.


وارتفع سعر الخبز في الآونة الأخيرة، مع توقعات بارتفاعه أكثر بسبب رفع الدعم الحكومي المتوقع. وقال متحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم إن أجهزة الأمن التزمت بدرجة عالية من ضبط النفس في تعاملها مع الاحتجاجات التي وصفها بأنها عنيفة.

وقال رئيس الوزراء، معتز موسى، إن الدعم الحكومي لن يرفع مرة واحدة، وإن العائلات ذات الدخل المحدود ستبقى تشتري حاجياتها بأسعار مخفضة.

وشهدت مدينة بورسودان، شرقي البلاد، مظاهرات شارك فيها طلاب في المرحلة الثانوية وآخرون في الجامعة داخل سوق المدينة وأحيائها. وفرقت الشرطة المحتجين باستخدام الغاز المسيل للدموع. وقال شهود عيان إن المحتجين نددوا بغلاء المعيشة وطالبوا بـ"إسقاط النظام". وأغلقت المحال التجارية أبوابها في سوق المدينة في ظل انتشار كثيف لقوات الأمن بعدد من المناطق.

وفي 22 ديسمبر 2018، أعلنت الحكومة السودانية حالة الطوارئ في ولاية القضارف بعد انتشار الاحتجاجات على ارتفاع الأسعار. صرح مسؤولون سودانيون لقناة تلفزيونية محلية، إن أعداد القتلى في احتجاجات عمت مدن سودانية عديدة، ارتفع إلى 8 أشخاص. ونقلت رويترز عن مفوض مدينة القضارف، لقناة سودانية 24 الخاصة، قوله إن أعداد القتلى ارتفع إلى 8 أشخاص.[5]

كما قال المتحدث باسم ولاية نهر النيل للقناة السودانية نفسها، إن احتجاجات 22 ديسمبر، أسفرت عن مقتل شخصين. وقال معتمد بلدية القضارف إن السلطات فرضت حظر تجول في القضارف من السادسة مساء إلى السادسة صباحاً.

وبدأت في العاصمة السودانية، الخرطوم، مظاهرات متفرقة كان أكبرها في موقف جاكسون للمواصلات العامة، وسط الخرطوم، حيث طارد المحتجون سيارات الشرطة، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع بينما سمع دوي رصاص في مناطق أخرى. وأفادت وكالة "رويترز" للأنباء أن الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم، أصبحت على بعد كيلومتر واحد من القصر الرئاسي.

ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إن أكثر من 500 متظاهر اقتربوا بنحو كيلومتر واحد من القصر الرئاسي، فيما أطلقت الشرطة السودانية القنابل المسيلة للدموع تجاههم.

2019

يناير

في 24 يناير 2019 نشرت تقارير عن استعانة السودان بمرتزقة روس لفض الاحتجاجات، الخارجية الروسية تنفي وتشير إلى إنتمائهم لشركات تدريب أمنية خاصة.

كانت جريدة تايمز البريطانية قد نشرت مقالاً في يناير 2019، قالت فيه إن عناصر من شركة ڤاگنر الأمنية الخاصة الروسية منخرطون في قمع التظاهرات الاحتجاجية ضد الحكومة في العاصمة السودانية الخرطوم والمتواصلة منذ ديسمبر 2018.[6]

في 23 يناير 2019، نفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروڤا صحة ما ورد في تقرير لصحيفة تايمز حول مرتزقة روس ينشطون بالسودان، مؤكدة أن شركات الحراسة هناك لا علاقة لها بسلطات روسيا.

وقالت زاخاروڤا في مؤتمر صحفي أجرته: "بالفعل، يعمل في السودان ممثلون عن شركات الحراسة الروسية الخاصة"، مشددة على أن تلك الشركات "غير مرتبطة بجهات رسمية في روسيا، لذا تقتصر مهامهم على تدريب الكوادر لقوات الأمن في جمهورية السودان".[7]

ووصفت زاخاروڤا محتوى تقرير تايمز الذي تحدث عن مشاركة المرتزقة الروس في قمع الاحتجاجات في السودان بالمزيف، واتهمت الصحيفة بمواصلة الحملة الإعلامية المعادية لروسيا وتلفيق معلومات كاذبة. وقالت: انتبهنا لمزاعم صحيفة تايمز أن من سمته بالمرتزقة الروس شاركوا في قمع الاحتجاجات في السودان، وها هو مثال آخر على اتباع نهج غير مسؤول ونشر أخبار مزيفة. وبرأينا، فإن الجهات التي تقف وراء ذلك نفذت استفزازا سياسيا جديدا من خلال نشر ادعاءات لا تتوافق مع الواقع.

أبريل: الانقلاب العسكري وخلع البشير

أحد المحتجين السودانيين يقبل رأس عسكري في الجيش السوداني بعد خلع الجيش للبشير، 11 أبريل 2019.

في 11 أبريل 2019، أعلن الفريق أول عوض بن عوف وزير الدفاع ونائب الرئيس السوداني عمر البشير بيان القوات المسلحة باعتقال عمر البشير والتحفظ عليه في مكان آمن، وبدء الفترة الانتقالية لمدة عامين.[8]

وفي بيان بثه التلفزيون السوداني، أكد عوض بن عوف إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين في جميع أنحاء البلاد، وإعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من العاشرة مساء وحتى الرابعة صباحا، وتشكيل مجلس عسكري حاكم، وحل مؤسسة الرئاسة، وإعلان وقف إطلاق النار الشامل في كل أنحاء البلاد، ووضع دستور دائم للبلاد بنهاية الفترة الانتقالية.

وأضاف أنه تم تعطيل الدستور، وحل المجلس الوطني ومجلس الولايات وحكومات الولايات ومجالسها التشريعية ومجلس الوزراء، مع استمرار عمل النيابة والقضاء. وطمأن عوض بن عوف دول العالم بالالتزام بالاتفاقات الدولية واستمرار عمل السفارات والبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى السودان.

وقال نائب الرئيس إن الفقراء زادوا فقراء والأغنياء زاد غناهم، وأضاف أن الشعب كان مسامحا وكريما، رغم ما أصاب المنطقة، فقد خرج شبابه في تظاهرات سلمية تعبر عنها شعاراتهم منذ ديسمبر 2018.

وتابع أن النظام ظل يردد الوعود الكاذبة حول مطالب الشعب السوداني، ودعا عوض بن عوف للترحم على الشهداء وتمنى الشفاء للجرحى والمصابين، وأن يتحمل الشعب السوداني الإجراءات الأمنية المشددة.

وأشار إلى أن اللجنة الأمنية حذرت من الأوضاع، وسوء الإدارة والفساد، لكن نظام البشير عاند كل ذلك وأصر على المعالجة الأمنية التى أدت إلى سقوط قتلى ومصابين.

وهذا نص البيان…

«بسم الله الرحمن الرحيم

بيــــــان رقم (1)

قال تعالي: (وَأعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).

الأية (103) آل عمران

الحمد لله حمداً إستلذ به ذكري وله الحمد حمدا لا أحصي ثناءا عليه ولاحصرا، ثم الصلاة والسلام علي سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الذي أخرجنا من ظلمات الأنفس وضلالات الجهل وفاسد الإعتقاد وعلي آله وصحبه وسلم…

الشعب السوداني الكريم

السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته..

لقد ظلت اللجنة الأمنية العليا المكونة من القوات المسلحة وقوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الدعم السريع، تتابع ومنذ فترة طويلة ما يجري بمؤسسات الحكم بالدولة، من سوء الإدارة، وفساد في النظم، وغياب عـدلي في المعـــاملات، وإنسداد للأفق أمام كــل الشعب،خاصةً الشباب، فـزاد الفقـير فقـراً، وزاد الغني غـــناً،وإنعـدم حتي الأمل في تساوي الفرص لأبناء الشعب الواحد وقطاعاته المختلفة وعاش أفراد تلك المنظومة الأمنية ما عاشه فقراء الشعب وعامته رغم تعدد وتنوع الموارد التي تجود بها بلادنا، ورغم تلك المعاناة والظلم البائن والوعود الكاذبة فقد كان صبر أهل السودان فوق تحمل البشر، إلا أن هذا الشعب كان مسامحاً وكريماً ورغم ما أصاب المنطقة وبعض الدول، فقد تخطي شعبنا تلك المراحل بمهارة وحكمة أبعدت عنه التفكك والتشرزم والفوضي والإنزلاق إلي المجهول إلا أن شبابه خرج في تظاهر سلمي عبرت عنه شعاراته منذ 19ديسمبر2018م حتى الآن، حيث الأزمات المتنوعة والمتكررة والإحتياجات المعيشية والخدمات الضرورية، وذلك لم ينبه النظام بل ظل يردد الإعترافات المضللة والوعود الكاذبة ويصر علي المعالجة الأمنية دون غيرها، وهنا تجد اللجنة الأمنية العليا لزاماً عليها أن تعتذر عن ما وقع من خسائر في الأنفس فتترحم علي الشهداء وتتمني الشفاء للجرحي والمصابين سواء من المواطنين أو الأجهزة الأمنية، إلا أن كل منسوبي تلك المنظومة الأمنية حرصت كل الحرص علي إدارة الأزمة بمهنية وكفاءة وإحترافية رغم بعض السقطات.

  • جماهير شعبنا الكـريم*

لقد تابعتم ومنذ السادس من أبريل 2019م ما جري ويجري بالقرب وحول القيادة العامة للقوات المسلحة وما ظهر من بوادر إحداث شروخ في مؤسسة عريقة نبهت به اللجنة الأمنيـة العليا ـرئاسة الدولة، وحذرت من خطورته وظلت تكرر وتضع البدائل وتطالب بها حتي إصطدمت بعناد وإصرار علي الحلول الأمنية، رغم قناعة الكل بعتذر ذلك وإستحالته وكان تنفيذ هذه الحلول سيحدث خسائر كبيرة لا يعلم عددها وحدودها ونتائجها إلا الله، فقررت اللجنة الأمنية العليا وقواتها المسلحة ومكوناتها الأخري تنفيذ ما لم يتحسب له رأس النظام، وتحملت المسئولية الكاملة بتغيير كل النظام لفترة إنتقالية لمدة عامين، تتولي فيها القوات المسلحة بصورة أساسية وتمثيل محدود لمكونات تلك اللجنة مسئولية إدارة الدولة والحفاظ علي الدم الغالي العزيز للمواطن السوداني الكريم، وعليه أعلن أنا وزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية العليا إقتلاع ذلك النظام والتحفظ علي رأسه بعد إعتقاله في مكان آمن.

كما أعلن الآتي:

  • أولاً:

1- تشكيل مجلس عسكري إنتقالي يتولي إدارة حكم البلاد لفترة إنتقالية مدتها عامين.

2- تعطيل العمل بدستور جمهورية السودان الإنتقالي لسنة 2005م.

3- إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة مساءً إلي الرابعة صباحاً.

4- قفل الأجواء لمدة أربعة وعشرين ساعة والمداخل والمعابر في كل أنحاء السودان لحين إشعار آخر.

5- حل مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين وحل مجلس الوزراء القومي على أن يكلف وكلاء الوزارات بتسيير العمل.

6- حل المجلس الوطني ومجلس الولايات.

7- حل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية وتكليف الولاة ولجان الأمن في أداء مهامهم.

8- يستمر العمل طبيعياً بالسلطة القضائية ومكوناتها، وكذلك المحكمة الدستورية والنيابة العامة.

9- دعوة حاملي السلاح والحركات المسلحة للإنضمام لحضن الوطن والمساهمة في بنائه.

10- المحافظة علي الحياة العامة للمواطنين دون إقصاء أو إعتداء أو إنتقام، إو إعتداء علي الممتلكات الرسمية والشخصية وصيانة العرض والشرف.

11- الفرض الصارم للنظام العام ومنع التفلت ومحاربة الجريمة بكل أنواعها.

12- إعلان وقف إطلاق النار الشامل في كل أرجاء السودان.

13- إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فوراً.

14- تهيئة المناخ للإنتقال السلمي للسلطة وبناء الأحزاب السياسية وإجراء إنتخابات حرة نزيهة بنهاية الفترة الإنتقالية ووضع دستور دائم للبلاد.

  • ثانياً:

1- الإلتزام بكل المعاهدات والمواثيق والإتفاقيات بكل مسمياتها المحلية والإقليمية والدولية.

2- إستمرار عمل السفارات والبعثات والهيئات الديبلوماسية والمنظمات.

3- صون وكرامة حقوق الإنسان.

4- الإلتزام بعلاقات حسن الجوار.

5- الحرص علي علاقات دولية متوازنة، تراعي مصالح السودان العليا وعدم التدخل في شئون الدول الأخري.

  • ثالثاً:

- الإجراءات:

1- تأمين الوحدات والمناطق الحيوية والجسور وأماكن العبادة.

2- تأمين وإستمرار المرافق والإتصالات والموانئ والحركة الجوية.

3- تأمين الخدمات بكل أنواعها.

  • رابعاً:
  • شعبنا الكريــم*

ونحن في المجلس العسكري الإنتقالي الذي سيتم تشكيله في البيان الثاني إذ نتحمل هذه المسئولية نحرص علي سلامة المواطن والوطن ونرجو أن يحمل معنا المواطن المسئولية ويتحمل بعض الإجراءات الأمنية المشددة شراكةً منه في أمن وسلامة الوطن.

عاش السودان وشعبه الكريم

والسلام عليكم ورحمة وبركاته.

الإعلام العسكري 11 أبريل 2019م.»


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فبراير

جانب من المُحتجين وهم يحملونَ شعار «تسقط بس».

كما هو الحال في الشهرين الأول والثاني؛ نزلَ المتظاهرون من جديد للشوارع وواصلوا مطالبة النظام بالاستقالة بل طالبَ آخرون صنّاع القرار بالانسحاب من الحياة السياسيّة بالكامل بسببِ «ردّة فعلهم الهمجيّة» في التعامل مع المطالب المشروعة للشعب السوداني. في السياق ذاته؛ حذرت الولايات المتحدة من أن العنف المفرط الذي تستخدمه قوات الأمن السودانية لقمع الاحتجاجات يمكن أن يهدد المحادثات لشطب الخرطوم من قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب.[9][10] ازدادت الأمور تعقيدًا عقبَ فرض النظام السوداني لحالة الطوارئ التي جرى اتباعها بإصدار أربعة مراسيم تفصيلية حظرت إحداها التجمعات والمواكب والتجمهر وتعطيل المرافق العامة، وتَقرّر فرض عقوبات على خارقيها تصل إلى السجن 10 سنوات مع الغرامات الماليّة كما أصدر النائب العام للجمهورية عمر أحمد قرارًا بتأسيس نيابات طوارئ بالخرطوم وبكل الولايات. بالرغمِ من ذلك؛ طلبَ تجمع المهنيين من الشعب السوداني تحدي حالة الطوارئ ومواصلة التظاهر لتحقيق كافّة المطالب.[11][12]

تميّز هذا الشهرُ بتنظيم تظاهرات واحتجاجات خارجَ حدود السودان حيثُ تجمّع مئات السودانيين المهاجرين في دول أوربية أمام مقر الاتحاد الأوروپي في بروكسل للمطالبة بالضغط على نظام عمر البشير لإرغام الأخير على التنحي وذلكَ بعد يوم فقط من بيان للاتحاد قال فيه إنّه يراقب تداعيات الأحداث في البلد عن كثب كما ضمّن في بيانه أنّ «قرارت البشير الأخيرة تؤدي إلى مزيد من تقليص الحريات الأساسية وتقويض الجهد الحالي لحوار سياسي جديد.» من جِهة أخرى واصلت قوات الأمن انتهاكاها لحق المحتجين في التظاهر بشكلٍ سلمي من خلال قمعهم بشتى الطرق بل أظهر فيديو تمّ تداوله على نطاق واسع تعرّض طلاب وطالبات جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا بالخرطوم للاعتداء والضرب مما دفعَ منظمة العفو الدولية للتنديد به بعدما تأكدت من صحته.[13]


مارس

عمل فني في احد الجدران يطالب برحيل البشير.

تظاهر مئات الآلاف في السادس من أبريل تخليدًا لذكرى انتفاضة 6 أبريل التي أطاحت بحكم الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري متوجهينَ نحو مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية وقصر الضيافة مقر إقامة الرئيس عمر البشير. عقدَ المحتجونَ اعتصامًا على مُستوى مقر القيادة فتدخلت قوات الأمن لتفريقهم بالقوّة ما تسبب في مقتل خمسة متظاهرين بالرصاص الحيّ.[14] واصلَ المتظاهرون اعتصامهم المفتوح أمام مقر القيادة العامة مطالبين بتنحي البشير وإسقاط النظام؛[15] وسطَ توترات حصلت بعدَ تدخل قوات الأمن مُجددًا لتفريق الاعتصام. شهدَ هذا الشهر تحولًا ضمنيًا في موقف الجيش السوداني بعدما اشتبكَ هذا الأخير مع عناصر من الشرطة بالرصاص الحيّ في سبيلِ حماية المُحتجّين مما نجمَ عن مقتل 5 عسكريين.[16]

جانب من الإعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية.

تطوّرت الأمور بشكلٍ مُتسارع فبعدَ حوالي أسبوع من الاعتصام قُرب مقر القيادة العامة للجيش؛ عقدَ هذا الأخير في صبيحة يوم الخميس الموافق 11 أبريل اجتماعًا لم يحضرهُ البشير وسطَ أنباء تحدثت عن إغلاق مطار الخرطوم الدولي وتطويق القصر الرئاسي بالآليات العسكريّة ثمّ بعدَ حوالي 7 ساعات أصدرت القوات المسلحة بيانًا أعلنت فيه اعتقال الرئيس عمر البشير وتشكيل مجلس عسكري انتقالي بقيادة أحمد عوض بن عوف لقيادة البلاد لمدة عامين كما أعلنت فرضَ حالة الطوارئ 3 شهور في البلاد، وَعلّقت العملَ بالدستور الحالي إلى جانبِ حلّ كل من مجلس الوزراء، حكومات الولايات، المجالس التشريعية وكذا حظر التجوال لمدة شهر في عموم البلاد.[17][18] بالرغمِ من ذلك؛ استمرت الاحتجاجات طيلة اليوم التالي وطالبَ فيها المحتجّون بتنحية المجلس العسكري الانتقالي ككل وسطَ إصرارهِم على تشكيل حكومة انتقاليّة مدنية. في تمام الساعة 23:30 بتوقيت السودان (20:30 حسبَ توقيت گرينتش)؛ أعلن بن عوف تنازله عن رئاسة المجلس الانتقالي وعيّنَ المفتش العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان خلفًا له.[19]

صورة ليلية تظهر جانب من الإعتصام في الشارع المؤدي للقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية.
المتظاهرين السودانيين يُحيّون الجيش السوداني.

أبريل

بالرغمِ من عزل البشير واستقالة بن عوف ثمّ صعود البرهان إلا أنّ الاحتجاجات لم تتوقف وظلّ عددٌ كبيرٌ من السودانيين في مقرّ الاعتصام قربَ القيادة العامّة للجيش مُطالبينَ بتشكيلِ مجلس انتقالي مدني يقودُ البلاد في هذهِ الفترة كبديلٍ للمجلس العسكري الذي كان قد شُكّل إبان انقلاب الجيش على عمر البشير. بحلول 24 أبريل تجمهرَ مئات الآلاف من المحتجين في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم ثمّ ازدادت كثافةُ المتظاهرينَ بعد وصولِ قطارٍ مُحمّل بعددٍ كبير من السودانيين للمشاركة في الاحتجاجات ومواصلة الضغط على المجلس العسكري من أجلِ تسليم مقاليد السُلطة.[20] وفي تطوّر لافت انضمَ عددٌ منَ القضاةِ إلى الاحتجاجات لأول مرة حيثُ نظموا مسيرة خارج المحكمة العليا وطالبوا بمحاسبة السلطة العسكرية الحاكمة عن المشاكل التي تعاني منها البلاد.[21]

بعدَ اشتداد الاحتجاجات؛ حاولَ المجلس العسكري – الذي يُسيّر البلاد عمليًا في الوقتِ الحالي – عقدَ اجتماعات معَ قادة المحتجين واتفقَ الاثنان على تشكيل لجنة مشتركة مهمتها وضع خارطة طريق لمستقبل البلاد. لكن وبالرغمِ من ذلك؛ لم تلقى هذهِ الدعوة قبولًا كبيرًا في أوساط المُحتجّين ونفس الأمر بالنسبة لتجمع المهنيين فيمَا دعا تحالف الحرية والتغيير والذي يضمّ تحتَ لوائهِ مُختلف التيارات المشاركة في الاحتجاجات دعا الشعب إلى مواصلة المُطالبة بحكومة مدنية مؤكدًا في الوقتِ ذاته على استمرار الاعتصامات من أجل حماية الثورة.[22] من جِهة أخرى؛ وفي يوم الخميس الموافق لـ 25 نيسان/أبريل تجمّع العشرات منَ السودانيين أمام القنصلية المصرية رافعينَ لافتات وشعارات تُطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعدم التدخل في الشأن السوداني وذلكَ بعدما استضافت القاهِرة قمّة لقادة أفارقة دعوا إلى المزيد من الوقت لنقل السلطة إلى حكومة مدنية.[23]

في الأوّل من مايو اتهمَ تجمّع المهنيين السودانيين المجلس العسكري بمحاولةِ فض الاعتصام القائم في ساحة القوات المُسلّحة وذلك بعدَ تعثر جولة ثالثة منَ المفاوضات بين المجلس وتحالف قوى الحرية والتغيير لتشكيل مجلس سيادي يقودُ البلاد.[24] هذا الأخيرُ – التحالف – أعلنَ في وقتٍ لاحق من نفس اليوم عن «مليونية السلطة المدنية» والتي تمّت بالفعل في اليومِ الموالي حيثُ توافدَ الآلاف من السودانيين من مُختلف المدن والمناطق إلى وسطِ العاصمة الخرطوم مُطالبينَ بتشكيل مجلس انتقالي تكونُ فيهِ الأغلبيّة للمدنيين.[25][26] في غضون ذلك؛ توعّدَ نشطاء الحراك ببقاء الاعتصام خلال شهرِ رمضان ما لم يُلبي المجلس العسكري كل متطلباتهم.[27][28]

مايو

تواصلَ اعتصام الشعب السوداني وسطَ العاصِمة الخرطوم على الرغمِ من ارتفاع درجة الحرارة في هذهِ الفترة من السنة وبالتزامنِ مع شهر رمضان؛ في الوقتِ ذاته واصلَت قوى الحريّة والتغيير الدخول في نقاشات ومفاوضات معَ المجلس العسكري الانتقالي من أجلِ الوصول لصيغة مشتركةٍ حولَ تقاسم السلطة في البلد في ظلّ رفض العسكر لمقترحات قوى الحريّة بتسليمِ السلطة للمدنيين كما طالب ويُطالب بهِ المحتجين منذ أن أسقطوا نظام عمر البشير. على الناحيّة الأخرى؛ تجاهلَ المجلس العسكري كل المطالبات الشعبيّة ونفس الأمر فعلهُ معَ المطالبات الدولية بعدما رفضَ الانصياع لطلباتٍ من مؤسسات ودول أخرى تنصحهُ فيها بالتخلي عن السلطة لصالحِ المدنيين؛ بل باشرَ عملهُ كسلطة قائمة وبدأَ في التواصل مع دول المنطقة كما تلقّى دعوات من منظمات عربية وإسلاميّة أخرى للمُشاركة في اجتماعاتها على غرار القمّة العربية في مكة والتي دعت لها الرياض بعدَ زيادة التوترات بينها وبينَ طهران وعقبَ استهداف جماعة الحوثي من اليمن لأهداف في العمق السعودي.[29][30]

تسبّبت الاضطرابات في السودان في تدهور نسبي للاقتصاد فتدخلت السعودية التي أودعت 250 مليون دولار في المصرف المركزي السوداني في إطار حزمة مساعدات كانت قد تعهّدت بها المملكة وحليفتها الإمارات بعدما كانت قد قدّمت الدولتان دعمًا ماليًا قيمته ثلاثة مليارات دولار الشهر الماضي.[31] بحلول 23 مايو/أيّار قامَ حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري وقائد قوات الدعم السريع بأوّل زيارة خارجيّة له؛ وكانت صوبَ السعودية حيثُ التقى هناك وليّ العهد محمد بن سلمان آل سعود ودار بينَ الاثنان نقاش لعدّة ساعات قبلَ أن يعود حميدتي أدراجهُ نحو الخرطوم. هذا الأخير أكّد فيما بعد بقاء قوات بلاده ضمنَ التحالف العسكري في اليمن بقيادة الرياض بعدما كان المتظاهرون قد طالبوا بسحبها من هناك.[32]

مباشرةً بعد عودة حميدتي؛ انطلقَ عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري في أوّل زيارة له خارج البلاد هوَ الآخر وكانت هذهِ المرّة صوب مصر حيثُ أجرى محادثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي – القادِم للسلطة بانقلابٍ عسكري عام 2013 – بقصر الاتحادية الرئاسي شرق القاهرة. في السياق ذاته؛ أعلن مكتب السيسي عنِ التوافق على «أولوية دعم الإرادة الحرة للشعب السوداني واختياراته».[33] في اليومِ الموالي؛ اتجهَ البرهان صوبَ الإمارات في زيارة رسمية استغرقت هي الأخرى يومًا واحدًا والتقى فيها بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد من أجلِ بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في السودان.[34] خلال اللقاء؛ أكّد بن زايد «دعم بلاده الكامل لجمهورية السودان في ظل الظروف والمتغيرات الحالية التي تمر بها، ووقوفها إلى جانبها في كل ما يحفظ أمنها واستقرارها، ويحقق طموحات شعبها إلى التنمية والتطور ويضمن الانتقال السياسي السلمي في إطار من التوافق والوحدة الوطنية.[35]»

في صبيحة الثالث من حزيران شنّت القوات السودانية هجومًا عنيفًا على المدنيين في مقر الاعتصام واستخدمت فيهِ الرصاص الحيّ ما تسبّب في وقوع 13 قتيلًا ومئات الجرحى ثمّ ارتفعَ هذا العدد إلى 30 قتيلًا وأزيد من 116 جريحًا حسب آخر إحصائيات لجنة أطباء السودان المركزيّة.[36] في ذات السياق؛ قالَ تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير في عدّة بيانات متتالية «إن المجلس العسكري غدر فجر اليوم بالآلاف من المعتصمات والمعتصمين من أبناء وبنات شعبنا الثوار بمحيط القيادة العامة للجيش، مطلقًا الرصاص بسخاء حقود ... ما تعرض له الثوار المعتصمون هوَ مجزرة دموية.» توالت الأخبار القادِمة من الخرطوم وانتشرت فيديوهات على مواقع التواصل تُظهر عناصر من الجيش وقوات الدعم السريع وهي تستهدفُ المدنيين مباشرةً بالرصاص الحيّ كما شوهدت أو بالأحرى صُوّرت قوى أمنية بأعداد كبيرة تنتشر مع آليات وأسلحة في شوارع عدة في العاصمة.[37]

واصلَ المجلس العسكري محاولاته في فض الاعتصام ثمّ فتحَ النار داخل أحد المستشفيات التي كانت تستقبلُ المصابين كما منعَ المتطوعين من الوصول إلى آخر؛ فيما دعت قوى إعلان الحرية والتغيير إلى إقامة متاريس في كل الشوارع بالعاصمة والأقاليم، والخروج في مسيرات سلمية ومواكب بالأحياء والمدن والقرى. في المُقابل؛ نفى متحدث باسم المجلس العسكري أن يكون المجلس قد أقدمَ على فض الاعتصام «بالقوة» وقال «إن خطة أمنية استهدفت منطقة مجاورة باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين وتحولت الى بؤرة للفساد والممارسات السلبية التي تتنافى وسلوك المجتمع السوداني.[38]»

تبرير المجلس العَسكري هذا لم يلقَ قبولًا داخل الشارع السوداني الذي أكّد على التصعيد من موقفهِ والعمل على إسقاط المجلس العسكري عبرَ الثورة السلمية كما أعلن قادة المظاهرات عنِ الإضراب السياسي والعصيان المدني الشامل والمفتوح اعتبارًا من يوم تنفيذ المجزرة حتّى إسقاط النظام. لم يكتفِ الشارع السوداني بالتنديد والوعيد بل خرجَت تظاهرات في كسلا، بورتسودان، سنار وعطبرة وأطلقَ المشاركون فيها هتافات مناهضة للمجلس وعلى رأسها «يسقط المجلس العسكري».[39]

بعدَ الأحداث الداميّة التي شهدتها السودان عقبَ فض الجيش وقوات الدعم السريع للاعتصام في الخرطوم؛ خرجَ رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان مساء يوم المجزرة مُعلنًا عن إيقاف التفاوض مع قوى إعلان الحرية والتغيير كما دعا إلى انتخابات عامة خلال 9 أشهر ووصفَ ما جرى «بعملية تنظيفٍ للشارع». لقد اتهمَ البرهان قوى الحريّة بإطالة أمد المفاوضات والعمل على احتكار السلطة ثم تعهّد في نفس الوقت بأنّ المجلس العسكري سيسلم السلطة إلى «من يرتضيه الشعب».[40] في اليومِ الموالي – الرابع من يونيو/حزيران – أقدمَ المجلس العسكري على قطع الإنترنت على كامِل السودان تقريبًا وذلكَ بعد بدء العصيان المدني الشامل بقيادة تجمّع المهنيين.[41] وفي وقتٍ متأخر من نفسِ اليوم أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية عن ارتفاع عدد قتلى فض اعتصام القيادة العامّة إلى 60 شخصًا،[42] في الوقتِ الذي تحدثت فيهِ مصادر أخرى عن حصول حالات اغتصاب في الشوارع على يدِ عناصر من قوات الدعم السريع التي يرأسها حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري.[43]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

يونيو-يوليو

مظاهرات السودان.

أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، المرتبطة بحركة الاحتجاج، وشهود، في 14 يوليو 2109، مقتل متظاهر بالرصاص وإصابة آخرين الأحد في مواجهات بين متظاهرين وقوات الدعم السريع في ولاية سنار في جنوب شرق السودان. ويأتي ذلك غداة مسيرات حاشدة في أرجاء البلاد لتأبين عشرات المتظاهرين الذين قتلوا في فض دام لاعتصام المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم في يونيو.[44]

ووقعت المواجهات في مدينة السوكي بولاية سنار، الواقعة على بعد نحو 500 كم جنوب شرق الخرطوم، بعد مظاهرات ضد وجود قوات الدعم السريع في المدينة، بحسب ما قال شهود. وقال شاهد إن "سكان المدينة تظاهروا أمام مقر جهاز الأمن والمخابرات لتقديم شكوى بخصوص تجاوزات قوات الدعم السريع". وأضاف أن "قوات الدعم السريع أطلقت النيران في الهواء ثم على المحتجين ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة عدة متظاهرين آخرين".

2022

يناير

مساء 2 يناير 2022، أعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك استقالته في نهاية يوم تجددت فيه التظاهرات والقمع الدامي. في ظل انتشار شائعات وتقارير صحافية محلية حول عدم عمله من مكتبه لأيام عدة، أعلن حمدوك تنحيه الأحد موضحا بإسهاب في خطاب بثّه التلفزيون الحكومي أنه حاول ايجاد توافقات لكنه فشل مشيرا إلى أن البلاد تشهد "منعطفا خطيرا قد يهدد بقاءها". الاقتصادي السابق في الأمم المتحدة الذي نجح في شطب ديون السودان ورفع العقوبات ضدّه، لم يعرف لحظة راحة منذ انقلاب 25 أكتوبر.[45]

فقد وضع حمدوك صبيحة الانقلاب في 25 أكتوبر قيد الإقامة الجبرية بقرار من شريكه الرئيسي قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وهو قرار شمل السواد الأعظم من المسؤولين المدنيين في السلطة الانتقالية التي كان من المفترض أن تتولى الحكم حتى تنظيم انتخابات عام 2023. وأعلن البرهان يومها تمديد ولايته على رأس البلاد لمدة عامين قبل أن يعيد تنصيب عبدالله حمدوك في منصبه بعد شهر من ذلك بعدما استبدال العديد من المسؤولين لا سيما داخل مجلس السيادة.

بمجرد عودته إلى منصبه، أصبح حمدوك عدواً للمحتجين الذين اعتبروه "خائناً" ساعد الجيش على "تسهيل عودة النظام القديم". وبدأ المتظاهرون الذين نددوا منذ 25 أكتوبر بالبرهان في التنديد به أيضاً. وأعلن المحتجون أنهم لا يريدون شراكة ولا مفاوضات مع الجيش الذي هيمن على الحكم طوال 65 عاماً تقريباً منذ استقلال البلاد.

وتواصلت الاحتجاجات الأحد 2 يناير 2021 مع نزول آلاف السودانيين إلى الشوارع ليجابهوا بقمع من قوات الأمن خلّف ثلاثة قتلى سقطوا بالرصاص أو جراء ضربات بالعصيّ، وفق لجنة الأطباء المركزية الداعمة للمتظاهرين. وقتل منذ الانقلاب العسكري 57 متظاهراً وجُرح المئات. حاولت السلطات مجددا الأحد إحباط التظاهرات من خلال إقامة حواجز مادية وافتراضية، لكنها لم تنجح.

وعُزلت الخرطوم عن ضواحيها منذ عدة أيام بواسطة حاويات وضعت في الجسور بين ضفتي النيل. ونشرت القوات المسلحة عربات مدرعة على المحاور الرئيسية مسلحة بمدافع رشاشة ثقيلة لمراقبة المارة. وعُطلت الإنترنت والاتصالات عبر الهواتف المحمولة منذ صباح الأحد ولم تستأنف حتى المساء.

سار الأحد آلاف المتظاهرين معتبرين أن على الجيش "العودة إلى الثكنات" وأن "القوة للشعب"، فيما اخترق شبان على متن دراجات نارية الحشد وهم ينقلون الجرحى، في ظل منع قوات الأمن سيارات الإسعاف من التحرك. ودعا تجمع المهنيين السودانيين، الكيان المهني الذي لعب دوراً محورياً في الانتفاضة التي أسقطت عمر البشير في أبريل 2019، في بيان السبت إلى جعل 2022 "عاماً للمقاومة المستمرة".

من جهته، قال العميد الطاهر أبو هاجة مستشار البرهان لوكالة الأنباء الرسمية الجمعة إن "استمرار التظاهرات بطريقتها الحالية ما هو إلا استنزاف مادي ونفسي وذهني للبلاد واهدار للطاقات والوقت". وأضاف أن "التظاهرات لن توصل البلاد إلى حل سياسي". وعلاوة على وقوع قتلى وقطع خدمة الهاتف والإنترنت، تم اتهام قوات الأمن كذلك باللجوء إلى أداة جديدة للقمع في كانون الأول/ديسمبر، مع اغتصاب ما لا يقل عن 13 متظاهرة، بحسب الأمم المتحدة.

كما تعلن لجان المقاومة، وهي مجموعات صغيرة تنظم التظاهرات، كل يوم وفي كل حي، عن اعتقالات جديدة في صفوفها. أعرب الأوروبيون بالفعل عن غضبهم، وكذلك الأمم المتحدة ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. ويطالب الجميع على الدوام بالعودة إلى الحوار كشرط مسبق لاستئناف المساعدات الدولية بعد الانقلاب في هذا البلد، وهو أحد أفقر دول العالم. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت إن بلاده "مستعدة للرد على كل أولئك الذين يريدون إيقاف السودانيين في سعيهم لإقامة حكومة مدنية وديموقراطية".


الناشطية أونلاين

منذ اندلاع الاحتجاجات في السودان؛ اعتمدت كافة المصادر الخبريّة على نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وعلى ما يتداوله الشباب السوداني في النت في ظلّ تغطية إعلامية وُصفت «بالهزيلة» من قِبل معظم القنوات العربيّة وبخاصة قناة الجزيرة – التي تتخذُ من العاصمة القطرية الدوحة مقرًا لها – التي نقلت أحداث الربيع العربي بشكلٍ مباشر وبمتابعة حصريّة ودائمة فيما لم تُخصص الوقت الكثير لما يجري في دولة السودان بالرغمِ من الأنباء عن سقوط قتلى منذ اليوم الأولى للانتفاضة. في هذا السياق؛ تعرّضت القناة لانتقادات واسعة من قِبل بعض الشخصيات العربية بما في ذلك الكاتب والصحفي المصري أسعد طه والمُحلل السياسي اليمني مختار الشنقيطي الذي أعرب عن عدمِ رضاه عن تغطية القناة لما يجري في السودان وكذا الناشط الحقوقي جمال عيد وغيرهم.[46] في المُقابل؛ طردَ النظام السوداني مراسلًا صحفيًا يعملُ لدى قناة التلفزيون العربي بعد مشاركته في مداخلة على الهواء لتغطية المظاهرات والاحتجاجات[47] كما منعَت أجهزة الأمن مزوّد الخدمة المتعاقد مع القناة من تقديم خدمات الإنتاج لمكتبه في الخرطوم ثمّ أمهلت موفد التلفزيون العربي إلى العاصِمة الخرطوم 24 ساعة لمغادرة البلاد.[48]

ردود الفعل

البشير يلقي كلمة في 22 فبراير 2019.

بعد ثلاث أيام فقط من اندلاع الاحتجاجات الشعبيّة المُناهِضة للحكومة؛ برزَ أمير قطر تميم بن حمد ليُعلنَ عن دعمهِ للبشير ويؤكد تضامنه الكامل مع السودان حسب ما نقلتهُ وكالة أنباء السودان[49] التي أكّدت على أنّ الرئيس السوداني عمر البشير تلقى يوم السبت الموافق لـ 19 ديسمبر/كانون الثاني اتصالًا هاتفيًا من أمير دولة قطر للاطمئنان على الأوضاع في البلاد وجاهزية الدوحة لتقديم كل ما هو مطلوب لمساعدة السودان على تجاوز المحنة التي تمر بها على حدّ تعبير الوكالة.[49] لم تكن قطر الداعم الوحيد للرئيس البشير – الذي يحكمُ الدولة منذ 30 عامًا – بل انضمت للقائمة دولة البحرين التي أكدت على لِسان وزارة خارجيتها تضامن المنامة ووقوفها إلى جانب السودان معربة عن تقديرها الكبير للجهود الدؤوبة والمساعي الحثيثة للخرطوم بقيادة الرئيس عمر حسن البشير. في المُقابل؛ دعت دولة الكويت مواطنيها الموجودين في السودان إلى مغادرتها حفاظا على سلامتهم مهيبة في الوقت ذاته بالكويتيين إلى عدم السفر إلى السودان في الوقت الراهن[50] وهو نفس الأمر الذي أوصت به السفارة السعودية في العاصمة السودانية الخرطوم رعاياها من خِلال تجنب الذهاب إلى مناطق الاحتجاجات وتفادي الاحتكاك بالمتظاهرين.[51]

في كلمة ألقاها البشير في 22 فبراير 2019، أعلن حالة الطوارئ لمدة عام ويحل الحكومة المركزية والولائية، وذلك من خلال كلمة ألقاها في 22 فبراير 2019.

بعد ثلاثة أيام من بدء الاحتجاجات، أعلن أمير قطر تميم بن حمد عدمه للرئيس عمر البشير وتضامن بلاده مع السودان. تبعاً لوكالة الإخبار الوطنية السودانية، التي أشارت إلى أن البشير قد تلقى مكالمة هاتفية من الأمير تميم الذي عبر فيها الأخير عن تعاطفه ورغبته في تقديم أي مساعدة ممكنة للسودان من أجل مساعدتها في الخروج من أزمة العملة. كما أعلنت البحرين، عبر وزير خارجيتها، تضامنها مع السودان والجهود التي يبذلها الزعيم السوداني[52] للخروج من الأزمة.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "More than 800 detained in ongoing Sudan protests: Minister - News - Al Jazeera". www.aljazeera.com.
  2. ^ "Sudan political parties call for 'transitional council' to run country". Middle East Eye. 2 January 2019. Retrieved 2 January 2019.
  3. ^ Osha Mahmoud (25 December 2018). "'It's more than bread': Why are protests in Sudan happening?". Middle East Eye. Retrieved 2 January 2019.
  4. ^ "مظاهرات السودان: قوات الأمن تستخدم قنابل الغاز لتفريق المحتجين في عطبرة". بي بي سي. 2018-12-20. Retrieved 2018-12-20.
  5. ^ "مسؤول سوداني: ارتفاع أعداد القتلى في احتجاجات القضارف إلى 8". سپوتنك نيوز. 2018-12-23. Retrieved 2018-12-23.
  6. ^ "زاخاروفا تكذب تقرير "تايمز" حول دور عناصر أمنية روسية في السودان". روسيا اليوم. 2019-01-23. Retrieved 2019-01-24.
  7. ^ "Russian contractors are training the army in Sudan, says Moscow". رويترز. 2019-01-23. Retrieved 2019-01-24.
  8. ^ "الجيش السوداني يعلن اقتلاع النظام واعتقال البشير ومجلس عسكري انتقالي لمدة عامين". سپوتنك نيوز. 2019-04-11. Retrieved 2019-04-11.
  9. ^ "نافذة على العالم - احتجاجات السودان بعد دخولها الشهر الثالث". مونت كارلو الدولية / MCD. 21 February 2019. Retrieved on 7 March 2019. Archived 2019-07-07 at the Wayback Machine
  10. ^ "بعد 45 يوما.. تنحي البشير ما زال الخيار الوحيد لـ"قوى الاحتجاجات"". www.aljazeera.net. Retrieved on 7 March 2019. Archived 2019-02-16 at the Wayback Machine
  11. ^ "مواكب (الرحيل) تستعد للخروج الخميس تحديا لأوامر الطوارئ - سودان تربيون". www.sudantribune.net. Retrieved on 7 March 2019. Archived 2019-02-28 at the Wayback Machine
  12. ^ "الحكومة السودانية تهدد منظمي المظاهرات". مونت كارلو الدولية / MCD. 14 February 2019. Retrieved on 7 March 2019. Archived 2019-07-07 at the Wayback Machine
  13. ^ "مئات السودانيون يهتفون برحيل النظام أمام مقر الاتحاد الأوربي ببروكسل - سودان تربيون". www.sudantribune.net. Retrieved on 7 March 2019. Archived 2019-03-04 at the Wayback Machine
  14. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  15. ^ . 
  16. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  17. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  18. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  19. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  20. ^ – via www.bbc.com. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |ناشر= (help); Missing or empty |title= (help); Missing or empty |url= (help); Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |تاريخ الوصول= ignored (help); Unknown parameter |تاريخ= ignored (help); Unknown parameter |عنوان= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار= ignored (help)
  21. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  22. ^ – via www.bbc.com. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |ناشر= (help); Missing or empty |title= (help); Missing or empty |url= (help); Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |تاريخ الوصول= ignored (help); Unknown parameter |تاريخ= ignored (help); Unknown parameter |عنوان= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار= ignored (help)
  23. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  24. ^ "السودان.. محاولات لفض الاعتصام والمجلس العسكري يحذر من الفوضى". www.aljazeera.net. Retrieved 5 May 2019. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  25. ^ "على وقع "المليونية" بالسودان.. قوى التغيير تسلّم العسكر مسودة دستور انتقالي". www.aljazeera.net. Retrieved 5 May 2019. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  26. ^ ""مليونية السلطة المدنية" في السودان". 25 April 2019. Retrieved 5 May 2019 – via www.bbc.com. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  27. ^ "نشطاء الحراك في السودان يتعهدون ببقاء الاعتصام خلال رمضان". Hespress. Retrieved 5 May 2019. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  28. ^ "السودان: الاعتصام مستمر... واستعدادات لرمضان أمام قيادة الجيش". الشرق الأوسط. Retrieved 5 May 2019. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  29. ^ "مكة المكرمة تحتضن 3 قمم.. وهؤلاء الرؤساء سيحضرون". عربــي 21. Retrieved 3 June 2019. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  30. ^ "حميدتي بعد لقاء ابن سلمان: السودان مع السعودية في مواجهة إيران والحوثيين". arabic.sputniknews.com. Retrieved 3 June 2019. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  31. ^ "حميدتي في ضيافة بن سلمان". www.alhurra.com. Retrieved 3 June 2019. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  32. ^ "ماذا طلب بن سلمان من حميدتي في أول زيارة للسعودية؟". almesryoon.com. 24 May 2019. Retrieved 3 June 2019.
  33. ^ "السودان: رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان في زيارة للقاهرة". France 24. Retrieved 3 June 2019. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  34. ^ "رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني يتوجه للإمارات عقب زيارته لمصر". France 24. Retrieved 3 June 2019.
  35. ^ "ما بعد زيارة البرهان للإمارات.. غليان على مواقع التواصل". www.aljazeera.net. Retrieved 3 June 2019. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  36. ^ "حصيلة جديدة لفض اعتصام السودان.. عشرات القتلى ومئات الجرحى والنيابة تحقق". www.aljazeera.net. Retrieved 3 June 2019. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  37. ^ "قوات الأمن تقتحم مقر اعتصام الخرطوم". www.aljazeera.net. Retrieved 3 June 2019. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  38. ^ "#مجزرة_القيادة_العامة: "ثورة مضادة" أم " تجنب للانزلاق"؟". 3 June 2019. Retrieved 3 June 2019 – via www.bbc.com. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  39. ^ "الأمن السوداني يفض اعتصام القيادة العامة". قناة الحرة. Retrieved 3 June 2019. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  40. ^ "البرهان يصف أحدث الاعتصام بـ"نظافة شارع" ويصدر 3 قرارات.. والتجمع يحذر". CNN Arabic. 4 June 2019. Retrieved 5 June 2019. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  41. ^ ""هاشتاج" يطالب "جوجل" بفتح الإنترنت في السودان بعد قيام المجلس العسكري بقطعه.. هل من مجيب؟ وتخوفات من مذابح أخرى و سيناريو فوضى لا يبقي ولا يذر". Retrieved 5 June 2019.
  42. ^ "لجنة أطباء السودان المركزية: عدد قتلى فض الاعتصام بلغ 60 شخصا". 5 June 2019. Retrieved 5 June 2019 – via www.bbc.com. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  43. ^ "مجلس الأمن يفشل بإصدار بيان بشأن السودان والمحتجون عازمون على مواصلة حراكهم". 5 June 2019. Retrieved 5 June 2019.
  44. ^ "السودان: قتيل في مواجهات بين متظاهرين وعناصر أمن في جنوب شرق البلاد". فرانس 24. 2019-07-14. Retrieved 2019-07-14.
  45. ^ "حمدوك يستقيل بعد الفشل في تشكيل حكومة: السودان يشهد "منعطفا خطيراً قد يهدد بقاءه"". مونت كارلو الدولية. 2022-01-03. Retrieved 2022-01-03.
  46. ^ "هكذا انتقد نشطاء تغطية الجزيرة لاحتجاجات السودان (شاهد)". عربي21. 24 December 2018. Retrieved on 26 December 2018.
  47. ^ عرب ٤٨, (25 December 2018). "السلطات السودانية تمنع "التلفزيون العربي" من تغطية الاحتجاجات". موقع عرب 48. Retrieved on 26 December 2018.
  48. ^ الجديد، لندن ــ العربي. "السودان يمنع التلفزيون العربي من تغطية الاحتجاجات ويطرد موفده - تغريدات". alaraby. Retrieved on 26 December 2018.
  49. ^ أ ب "أمير قطر يعرض على البشير المساعدة لتجاوز (المحنة) الراهنة - سودان تربيون". www.sudantribune.net. Retrieved on 26 December 2018.
  50. ^ Sputnik,. "بعد قطر... دولة خليجية أخرى تتضامن مع السودان". arabic.sputniknews.com. Retrieved on 26 December 2018.
  51. ^ Sputnik,. "أول تعليق من السعودية على الاحتجاجات الواسعة في السودان". arabic.sputniknews.com. Retrieved on 26 December 2018.
  52. ^ "Bahrain Declares Solidarity with Sudan in Surpassing Crisis". www.svdaily.net. Retrieved 2019-01-06.