التجنيد في مصر
التجنيد الإلزامي في مصر، هو دخول الذكور من سن 18 إلي 49 سنة، لقضاء فترة الخدمة العسكرية سواء في القوات المسلحة المصرية أو في قطاع الشرطة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
وبعد ان توفر العدد الكافي من الضباط اخذ محمد علي يفكر في حشد الجنود وتنظيم صفوفهم، وهنا نشات صعوبة جديدة، وهي طريقة اختيار الجنود ومن اي الطبقات يحشدهم.[1]
لم يشا في المبدأ ان يجند الاتراك ولا الارناءود في النظام الجديد، لما فطروا عليه من حب الشغب والنفور من النظام، والرغبة عن الطاعة، فاعرض عنهم، ولم يشا ايضا ان يفاجئ المصريين بتجنيدهم حتى لا يثير الهياج في البلاد لانهم لم يعتادوا التجنيد من عهد المماليك، فخشى اذا هو عجل بحشدهم ان يعدوا ذلك عبثا جديدا يثقل كاهلهم فوق اعباء الضرائب والاتاوات التي كانوا ينوءون بها، وخشى من جهة اخرى ان يؤدي تجنيدهم الى حرمان مصر من قيامهم على الزراعة فتسوء حالة البلاد الاقتصادية وتزداد ضنكا على ضنك، ففكر اولا في تجنيد السودانيين من سكان كردفان وسنار، وقد تقدم القوم بان من بواعث فتح السودان تجنيد اهله من السودايين يجمعان له ما وسعها الجمع، فجاءه منهم نحو عشرين الفا وانفذهم الى بني عدي حيث بدئ في تدريبهم هناك على النظام الحديث على يد الضباط المماليك الذين تخرجوا من مدرسة اسوان، واعدت الحكومة لاقامتهم وتدريبهم الثكنات الكافية والمؤن والمستشفيات والاسلحة والملابس، وبذلك محمد علي في هذا السبيل كل ما اوتي من قوة العزيمة والقدرة على التنظيم.
وقد اشار على باشا مبارك الى هذه الثكنات في كلامه عن بدي عدي بقوله: "وبها اثر قصر كان بناه محمد لاظ اوغلي مدة اقامته هناك بالعساكر بعد قيامهم من ناحية اسوان، فلابد ان يكون هذا القصر الذي بقى اثره الى حين تاليف الخطط التوفيقية (1305 هـ 0 1887) احد المباني التي اقيمت في بني عدي حينما شرع محمد علي في اتخاذها مكانا لتدريب الجنود على النظام الحديث، ومحمد لاظ اوغلي الذي يذكره علي باشا مبارك هو كتخدا (وكيل ) محمد علي باشا، فهو اذن قد اقام هذا القصر بامر من مولاه.
على ان تجربة تجنيد السودانيين لم تصادف النجاح المرغوب ، فان معظمهم وقع فيهم الموتان لعدم موافقة جو مصر لمزاجهم وصحتهم، ولانهم لم يطيقوا اعباء الخدمة العسكرية، فاخذ محمد علي يفكر في الالتجاء الى تجنيد المصريين، وانشا ثكنات لتمرين المجندين منهم في فرشوط عدا ما انشاه في اسوان وبني عدي.
وفي يناير سنة 1834 تالفت الاورط الست الاولى من الجيش النظامي، وجعل المماليك الذين تخرجوا من مدرسة اسوان ضباطا، ومضت سنة 1823 ثم الاشهر التالية الى يونيه سنة 1824 في اتقان تدريب تلك الاورط، فاغتبط محمد علي بهذه النتيجة الاولى، واراد ان يشهد بنفسه مبلغ نجاح مشروعه فامر بنزول الاورط النظامية الى القاهرة وعرضها في الخانكة وكانوا عدة الاف من المشاة البيادة شاكي السلاح كاملي العدة قاموا بمناورات حربية اثبتوا فيها دربتهم وحسن نظامهم، فاجب بهم محمد علي واغتبط بنجاح مسعاه، وانشا معسكرا عاما للجيش في الخانكة كان يحتوي دواما من 20 الى 25 الفا من الجنود النظاميين، وصارت الخانكة وابو زغبل مباءة للتعليم العسكري وما اليه، ففي ابي زعبل انشئ المستشفى العسكري الاول، ثم مدرسة الطب، وانشئت المدرسة الحربية للمشاة ومدرسة اركان الحرب في الخانكة.
وعتزم تجربة جنوده النظاميين في ميادين القتال، فانفذ الاورطة الاولى الى الحجاز حيث كانت الثورات لا تخمد جذوتها، والثانية الى السودان، والاربع الاخرى الى بلاد الموره لمحاربة اليونانيين تحت قيادة ابنه ابراهيم باشا.
ومن الحق ان نعترف ان محمد علي لاقى صعوبات في تجنيد الاهلين، وحديث بسبب تذمرهم من التجنيد فتن تغلب عليها بالحزم والحكمة، ففي سنة 1824 (1240 هجرية) جاء القصير مغربي يسمى احمد فتن ادريس قادما من الحجاز فوقعت مشادة بنيه وبين عمال الجمارك على مكوس فرضوها على امتعته، فسار الى قنا ثم الى اسنا، وحرض الاهالي هناك على الفتنة وكانوا مستعدين للهياج لتذمرهم من التجنيد، وانضمت اليه الجموع الصاخبة وسار بهم الى فرشوط ، وكانت تستفحل الفتنة لولا ان الحكومة جردت عليهم القوات الكافية فشتت جموعهم وطاردتهم الى الجهات الصحراوية.
وترجع المصاعب في تجنيد الاهالي الى انهم كما قدمنا لم يالفوا الخدمة العسكرية ولم يكونوا مكلفين بها في عهد المماليك، وهذا نقص كبير في اخلاق الشعب الحربية، فانه ما من امة تنزع الى الاستقلال وتقدس الحرية الا وتجعل الخدمة العسكرية فرضا حتما على ابنائها في طبقاتهم كافة، فلما شرع محمد علي في تجنيد المصريين قابل الفلاحون هذا المشروع بالنفور والسخط، ولم ينتظموا في صفوف الجندية الا مكرهين، فكانت الحكومة تقبض على المجندين وتسوقهم قسرا الى المعسكرات، ومن الاسف انه ما زالت كراهية التجنيد باقية في نفوس معظم طبقات الشعب الى عصرنا هذا (1930) ، فالمتعلمون يكرهون التجنيد ويفرون منه، والسواد الاعظم من الامة يتحاماه ويمقته، وكل من يطلب للتجنيد يود ان يفتدى نفسه بما يستطيع من المال، ولا يمكن تدارك هذا النقص الا اذا تقدمت الطبقات المتعلمة واعطت المثال للطبقات الاخرى في احترام الجندية فلا يحمل بنا ان نلوم الفلاحين على نفورهم منه، لانهم اذ يرون المتعلمين يترفون عن الخدمة العسكرية فلهم العذر ان يتوهموا انها سخرة تبتلى بها الطبقات الفقيرة، وهذا الوهب يفسد الروح القومية والحربية في طبقات الشعب.
ولا يغيبن عنك ان نجاح تجربة تجنيد المصريين في عهد محمد علي وما برهن عليه الجيش من الكفاية والنظام يدل على مبلغ استعداد الامة المصرية لان تكون امة حربية، ويكفيك ان اخلاط السلطنة العثمانية، وكيف استعصى على محمد علي ان ينشئ من تلك العناصر جيشا نظاميا، وكيف انقاد له ذلك حينما عتمد على المصريين دون سواهم، فالف منهم الجيش الذي تردد ذكره في الخافقين لما ناله من الانتصارات الباهرة في ميادين القتال.
وجد اذن محمد علي صعوبة كبيرة في تطبيع المصريين على نظام التجنيد، على انه وفق في مسعاه بفضل المثابرة وقوة العزيمة، لان الفلاحين بعد ان كانوا متهيبين من التجنيد راوا الحياة العسكرية ارفة واحسن حالا من معيشتهم في القرى طعاما ولباسا ومظهرا، فاخذوا يالفونها ويعتزون بها.
قال المسيو مورييه في هذا الصدد: "لما انتظم الفلاحون في صفوف الجيش النظامي الفوا بسرعة حياتهم الجديدة، وبعد ان كانوا معتادين الذل والمسكنة في قراهم استشعروا تحت راية الجيش بكرامتهم الانسانية، واخذوا يفخرون بانهم جنود محمد علي ويقابلون غطرسة الترك بمثلها، ولم يقبلوا ان يسموا فلاحين وعدوها تصغيرا لشانهم لان هذه التسمية كانت تشعر وقتئذ بشي من المهانة، ونالوا من الحكومة امرا لا ينبزهم احد بكلمة فلاحين".
ولما اتسعت دائرة التجنيد استدعى محمد علي من فرنسا طائفة من كبار الضباط ليعاونوه على تنظيم الجيش المصري، فتكونت طائفة الضباط المصريين على يد المعلمين الاوروبيين، وارسل طائفة من الشبان الى اوروبا لاتمام دروسهم الحربية هناك، فعادوا الى مصر بعد ان حذقوا العلوم والفنون العسكرية، وحلوا في المدارس الحربية محل المعلمين الاجانب، واذا تاملت في البعثات التي اوفدها محمد علي الى اوروبا وجدت معظم افرادها قد تخصصوا للفنون الحربية وما اليها من الهندسة والرياضيات.
الذكري السنوية
العام القادم، هتمر ذكرى 200 عام على فرض التجنيد الإجباري علي المصريين. قرار شكل ما يعرف بالدولة المصرية الحديثة، ووضع البذرة الأولي لنجاتها وأزمتها الأبدية.. في فبراير 1822 أرسل محمد علي إلي والى جرجا نص الخطاب التالي:
"من الواضح أننا نُرسل قواتنا بقيادة أبنائنا إلى السودان ليجلبوا لنا السود لنستخدمهم في حملة الحجاز وخدمات أخرى مماثلة … إلا أنه لما كان الأتراك من جنسنا ويجب أن يظلوا قريبين منا طول الوقت، ولا يُرسلوا إلى هذه المناطق البعيدة، أصبح من الضروري جمع عدد من الجنود من الصعيد، ولذلك وجدنا أنه من المناسب أن تجنّد حوالي أربعة آلاف رجل من هذه المديريات"
التجنيد الإلزامي في العصر الحديث
التجنيد الإجباري هو طريقة لاختيار الرجال، وفي بعض الأحيان النساء، للخدمة العسكرية الإلزامية. ويسمى أيضًا التجنيد الإلزامي أو الخدمة الوطنية، وعادةً يتم التجنيد الإجباري بمجرد انتهاء الدراسة، فيخدم المجندون لمدة تتراوح بين عام واحد وثلاثة أعوام، وذلك لحين حصولهم على المؤهل الدراسي الذي أجلت لهم الخدمة بسببه وهم: طلبة المدارس الثانوية والمدارس المعادلة لها داخل مصر أو في الخارج بشرط ألا يزيد سن الطالب خلال فترة التأجيل على 22 عام، وطلبة المدارس والمعاهد ومراكز التدريب داخل مصر أو في الخارج التي تنتهى فيها الدراسة بالحصول على مؤهل فوق متوسط وما يعادله بشرط ألا يزيد سن الطالب خلال فترة التأجيل عن 25 عام، وطلبة كليات الجامعات والمعاهد العليا وما يعادلها داخل مصر أو في الخارج حتى سن 28 عام، وإذا بلغ سن الطالب في الفرق النهائية الحد الأقصى لتأجيل التجنيد المشار إليه يستمر التأجيل حتى نهاية العام الدراسي بشرط أن لا يتجاوز سن الطالب 29 عام بالنسبة للكليات والمعاهد العليا، وعلي الطلبة المؤجل تجنيدهم في جميع الأحوال تقديم أنفسهم إلي منطقة التجنيد التابع لها مقر إقامتهم خلال ثلاثون يوماً من تاريخ زوال السبب.
قواعد تأجيل التجنيد
عند طلب تأجيل التجنيد على الطالب أن يراعي استيفاء جميع بيانات النموذج 2 جند الذي يتضمن بياناته الشخصية مثل الاسم وتاريخ الميلاد ورقم وجهة استخراج البطاقة الشخصية والرقم الثلاثي لبطاقة الخدمة العسكرية والوطنية.
يجوز بقرار من وزير الدفاع تأجيل الخدمة الإلزامية المدة التي يراها لكل من:
- خريجوا الكليات والمعاهد التي تحتم طبيعة شهادتهم قضاء فترة دراسية أو تمرين بعد الحصول على المؤهل العالي على ألا يكون الفرد متخلفاً عن التجنيد دون عذر مقبول ويشترط ألا تزيد سن الفرد خلال فترة التأجيل على 29 سنة.
- خريجوا الجامعات والمعاهد العليا الذين توفدهم الدولة في بعثات إلى الخارج أو الداخل وذلك على أن يقدموا أنفسهم إلى مناطق التجنيد المختصة قبل تجاوزهم سن 29 سنة، وعلى المبعوثين إلى الخارج أن يسجلوا أنفسهم قبل السفر على أن يتم وضعهم تحت الإشراف العلمي.
الإعفاء من التجنيد
يحصل الشاب على الإعفاء من التجنيد أو تأجيل التجنيد للأسباب التالية:
تأجيل التجنيد بسبب الدراسة
يمكن تأجيل التجنيد للدارسين الآتيين بالخارج:[2]
- طلبة المدارس الثانوية المعادلة لمدارس جمهورية مصر العربية والتي يكون الالتحاق بها بشهادة الإعدادية حتى سن 22 عام.
- طلبة المعاهد والمدارس المتوسطة المعادلة لمدارس جمهورية مصر العربية والتي يكون الالتحاق بها بشهادة الثانوية العامة حتى سن 24 عام.
- طلبة الجامعات والمعاهد العليا للحصول علي درجة البكالوريوس او الليسانس او ما يعادلهم حتي سن 28 عام ولا يمنح لمن يقوموا بالدراسات العليا للحصول علي الماجستير أو الدكتوراه او ما يعادلهم.
تأجيل التجنيد لأسباب عائلية
تأجيل التجنيد لأسباب عائلية في الحالات الآتية:
- الابن الوحيد للوالد الحي والذي لم يتجاوز الستين عاما.
- العائل الوحيد للوالد الحي الذي لم يتجاوز الستين عاما بعد هجرة أشقاؤه الذكور للخارج أو تجنسهم بجنسية أجنبية بشرط صدور موافقة لهم من وزارة الداخلية علي الهجرة أو التجنس بجنسية أجنبية.
- العائل الوحيد للأم المطلقة.
نقد
انظر أيضا
المصادر
- ^ الرافعي, عبد الرحمن (2009). عصر محمد علي. القاهرة، مصر: دار المعارف.
{{cite book}}
: Cite has empty unknown parameter:|coauthors=
(help) - ^ التجنيد الإلزامي في مصر