معركة مونگيسار
| ||||||||||||||||||||||||||||||
معركة مونگيسار أو معركة الرملة Battle of Montgisard، هي معركة دارت بين الأيوبيين ومملكة بيت المقدس في 25 نوفمبر 1117. الملك بلدوين الرابع ذو الستة عشر عاماً، كان يرضخ تحت وطأة الجذام، كان يقود أعداد غفيرة من القوات المسيحية ضد جيش صلاح الدين الأيوبي. تم مواجهة القوات العربية وكانت خسائرهم فادحة، ونجح فصيل واحد في الهرب بأمان.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المعركة
كانت تجربة مريرة لصلاح الدين ولعله تعلم منها أن الخطأ مقارعة الصليبيين قبل أن يحقق توحيد الجبهة الإسلامية فبتحقيقه لهذه الوحدة سيحصل على قوة زاخرة هائلة مستعدة للبذل في سبيل تحطيم قوة العدو المحتمل، إضافة إلى أنه سيكون بوسع جيشه التحرك في رقعة أوسع على الرغم من أن صلاح الدين قد ألحق جزءاً لا يستهان به من بلاد الشام بدولته في مصر، منذ أن توجه إلى دمشق عام (570هـ/ 1174م) ثم ضم حمص وحماه، وحارم، إلا أن أجزاءً واسعة ظلت خارج نطاق نفوذه، وبعد أن عاد صلاح الدين إلى مصر سنة (572هـ/ 1176م) قرر أن يقوم بحملة ضد الصليبيين، فخرج من القاهرة في عشرين ألف مقاتل في شهر جمادي الأولى 573هـ/ نوفمبر 1177م وخيم بمدينة بلبيس المصرية الواقعة على بعد عشرة فراسخ من مدينة مصر على طريق الشام، ثم توجه منها إلى الأجزاء الجنوبية من فلسطين، فنزل على عسقلان التي يحتلها الصليبيون، وتمكن من أسر بعض الصليبيين، فأمر بضرب أعناقهم، ولم يجد صلاح الدين أية مقاومة تذكر من العدو، فتفرق جنده يكتسحون القرى مغيرين، وأخذوا يجمعون الغنائم، ثم جمع صلاح الدين بعض جنوده وتقدم بهم نحو بلدة الرملة القريبة من الساحل والتي كانت من أكبر المدن الفلسطينية يومئذٍ فاعترضهم نهر تل الصافية فتفرقوا يبحثون عن مكان يصلح لعبورهم، وبينما هم في هذه الحالة هجمت عليهم قوة صليبية، قبل أن يرتبوا أوضاعهم، والظاهر أن الصليبيين كانوا يراقبون تحركاتهم، فباغتوهم في الوقت المناسب، وكان يقودهم الأمير الشهير أرناط ويسانده في مهمته بلدوين الثالث ملك بيت المقدس ولم يكن مع صلاح الدين في تلك اللحظة سوى عدد ضئيل من أمرائه وجنده، لأن أكثرهم تفرقوا في طلب الغنيمة ثم بدأت المصادمات وتجمع جند صلاح الدين، واشتبكوا مع الصليبيين وقد أبلى بعض قادة صلاح الدين وأقاربه بلاءً حسناً، لا سيما تقي الدين عمر وابنه أحمد، وكذلك ضياء عيسى الهكاري وأخوه ظهير الدين، وقد أسرا وبقيا في الأسر سنتين، فافتدى صلاح الدين الفقيه عيسى بستين ألف دينار فقد تقدم تقي الدين عمر وباشر القتال ببسالة بين يدي عمه وقتل عدداً من الصليبيين، ثم تقدم ابنه أحمد، وأبدى ضروباً من الشجاعة، وقتل عدداً من أفراد العدو، وعاد إلى أبيه سالماً ثم أمره أبوه بالعودة إليهم ثانية قائلاً له: عد يا أحمد فإن العدو أحمد فعاد إليهم وقاتلهم فاستشهد إلا أن المسلمين لم يستطيعوا الصمود بوجههم وقد تحدث صلاح الدين عن الهزيمة، وكيف أدى تغيير مواقع الجنود وأجنحة الجيش إلى هذه النتيجة المؤسفة قائلاً: في وقت صار العدو على مقربة منهم رأى بعض الجنود أن يعبروا الميمنة إلى جهة الميسرة والميسرة إلى جهة القلب ليكون التل الموجود بأرض الرملة خلف ظهورهم، وليس أمامهم فبينما هم مشغولون بهذه الخطة هاجمهم العدو.[1]
النتائج
خلد بلدوين انتصاره بإقامة دير بندكتي في ميدان القتال[بحاجة لمصدر]، مكرس للقديسة كاثرين من الإسكندرية، التي صادف عيدها يوم المعركة. إلا أن الإنتصار كان صعباً؛ روجر ده مولين، قائد فرسان الإسبتارية، أفاد بمقتل 1٬100 رجل وأن 750 عادوا للوطن مصابين. صلاح الدين، خوفاً من ضعف قبضته على مصر وتحالفه مع الدويلات التابعة في سوريا، نشر دعاية بأن المسيحيين خسروا المعركة.[بحاجة لمصدر]
في الوقت نفسه، ريمون الثالث من طرابلس وبوهموند الثالث من أنطاكية انضما إلى فيلپ من ألزاس في تجريدة منفصلة على حارم في سوريا؛ استمر حصار حارم طوال عام 1178، والهزيمة في مونگيسار منعت صلاح الدين من تخفيف الحصار على عملائه في سوريا. على الرغم من مرور سنة فاصلة من السلام النسبي، بحلول 1179 كان صلاح الدين قادراً على تجديد هجماته على المملكة، ومن بينها انتصاره في معركة مرج عيون في تلك السنة. أدى هذا إلى ما يقارب عقد آخر من القتال والذي انتهى بانتصار صلاح الدين على الصليبيين في معركة حطين عام 1187.
بعد انسحابه، أعاد صلاح الدين تنظيم جيوشه في مصر بمساعدة شقيقه توران شاه[2] واستقبل المبعوث القوي قلج أرسلان.
أسباب هزيمة المسلمين
- مباغتة الصليبيين للجيش الأيوبي أثناء تفرق أفراده قبل أن يرتبوا أنفسهم في الوقت المناسب.
- هذه المباغتة أثرت إلى حدوث خلل في صفوف وأجنحة الجيش الأيوبي وتفرق قادة الجيش ولجوئهم إلى أسلوب المبارزة الفردية التي لم تجد نفعاً في مثل هذه الحالة.
- اختفاء صلاح الدين عن الأنظار حتى ظن أنه قتل.
- ابتعاد الجيش الأيوبي عن خطوط التموين وانقطاع الزاد والماء عنه.
ومما يؤكد فداحة الخسارة التي ألحقت بالجيش الأيوبي في هذه الموقعة قول المؤرخين إن الهزيمة: كانت وهناً لم يجبره الله إلا بوقعة حطين وقد قتل في هذه المعركة وجرح وأسر معظم من كان مع صلاح الدين، وخرج هو من وسط المعركة سالماً بأعجوبة، فبعد أن تمت الهزيمة، حمل أحد الصليبيين عليه، فقاربه حتى كاد أن يصل إليه فقتل الصليبي بين يديه: وتكاثر الفرنج على صلاح الدين فمضى منهزماً يسير قليلاً ويقف ليلحقه العسكر، إلى أن دخل الليل فسلك طريق البرية ومضى في نفر يسير إلى مصر، ولقوا في طريقهم مشقة شديدة، وقل عليهم القوت والماء، وهلكت دوابهم جوعاً وعطشاً وسرعة سير وفي الطريق إلى مصر اختفى صلاح الدين عن الأنظار، فأوقع ذلك الرعب في الصفوف، فخرج القاضي الفاضل مع بعض رفاقه يلتمس مكانه، وبثهم وسط الصحراء حتى اهتدوا إلى مكانه، وأسعفوه بما كان معهم من الزاد ثم وصل الركب إلى القاهرة في منتصف جمادي الآخرة (573هـ/ ديسمبر 1175م) إلا أن خبر سلامته قد وصل إلى مصر على الهجن السريع قبل وصوله هو، لكي يضع حداً لكل من تسول نفسه التمرد على حكمه لا سيما من أعوان الفاطميين وليؤكد أنه ما زال على قيد الحياة، ولدى وصوله إلى القاهرة حمل الحمام الزاجل بطائر البشرى إلى أنحاء مصر، لتهدئة الخواطر.
لمعارك أخرى متعلقة بالحملة انظر أيضاً
- 1179: معركة مرج عيون
- 1179: معركة مخاضة يعقوب
- 1182: معركة كوكب الهوا (1182)
- 1183: معركة الفولة
- 1187: معركة عين جوزة
- 1187: معركة حطين
الخيال
الهوامش
- ^ علي محمد الصلابي. "صلاح الدين الأيوبي.. وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس .. الحلقة الثامنة والسبعون". الشموع.
- ^ http://books.google.com.pk/books?id=yKMEodaT-jEC&pg=PA254&lpg=PA254&dq=saladin+quotes&source=bl&ots=7it7CAnC4P&sig=_ItXBfh9Zx2Iumi89z_MLNKOYIY&hl=en&sa=X&ei=DUaMT72DPfTV4QTP7u26CQ&ved=0CFgQ6AEwCDgU#v=onepage&q=saladin%20quotes&f=false
المراجع
- Lane-Poole, Stanley (1906). Saladin and the Fall of the Kingdom of Jerusalem. Heroes of the Nations. London: G. P. Putnam's Sons.
{{cite book}}
: CS1 maint: ref duplicates default (link) - Lyons, M. C.; Jackson, D.E.P. (1982). Saladin: the Politics of the Holy War. Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-31739-9.
{{cite book}}
: CS1 maint: ref duplicates default (link)
قراءات إضافية
- Baha ad-Din ibn Shaddad, The Rare and Excellent History of Saladin, ed. D. S. Richards, Ashgate, 2002.
- Willemi Tyrensis Archiepiscopi Chronicon, ed. R. B. C. Huygens. Turnholt, 1986.
- Bernard Hamilton, The Leper King and his Heirs, Cambridge University Press, 2000.
- Steven Runciman, A History of the Crusades, vol. II: The Kingdom of Jerusalem and the Frankish East, 1100–1187. Cambridge University Press, 1952.
- R. C. Smail, Crusading Warfare, 1097–1193. Cambridge University Press, 1956.