المنطقة القطبية الشمالية
المنطقة القطبية الشمالية Arctic، هي منطقة تقع في أقصى شمال الكرة الأرضية. وتتكون من المحيط المتجمد الشمالي وكل أو أجزاء من كندا، روسيا، گرينلاند، الولايات المتحدة، النرويج، السويد، فنلندا، وآيسلندا.[1][2]
وكان الناس يعتقدون لفترة طويلة أن المنطقة القطبية الشمالية ما هي إلا منطقة متجمدة، ليس بإمكان الكائنات الحية أن تعيش فيها. ولكن وجد العلماء والمكتشفون أنه باستثناء جرينلاند، فإن تسعة أعشار أراضي المنطقة الشمالية، لايتكون بها جليد أو ثلج في فصل الصيف. وتنمو هناك ثمار التوت والخضراوات والأزهار في أماكن قليلة. ولا تشرق الشمس على الجزء الأكبر من المنطقة القطبية الشمالية، ولكنها تشرق على المنطقة كلها، على الأقل، لفترة النهار، من شهر مارس حتى شهر سبتمبر.[3]
وللمنطقة القطبية الشمالية أهمية كبرى للبشر. حيث تساعد المعلومات التي نحصل عليها من محطات الأرصاد بالمنطقة القطبية الشمالية العلماء على التنبؤ بحالة الطقس في أقصى الجنوب. وحققت الطائرات التي تطير يوميًا فوق المنطقة القطبية الشمالية، من أوروبا إلى بعض المدن الأمريكية، مثل لوس أنجلوس وسيتل ما كان يحلم به الناس منذ مئات الأعوام؛ ألا وهو وجود طريق مختصرة بين أوروبا والمحيط الهادئ.
وقد أقامت الدول الشمالية مثل كندا وروسيا والولايات المتحدة، منشآت عسكرية لها في المنطقة القطبية الشمالية لكي تحمي حدودها وطرق التجارة الخاصة بها. ولكي يقيموا تلك المنشآت العسكرية، كان لابد لهم من معرفة الكثير عن هذه المنطقة القاسية من العالم. فقد تعلم المهندسون كيف يشيدون المنازل فوق التربة المتجمدة طيلة فصول السنة، كما درس العلماء الحياة النباتية والحيوانية لكي يجدوا الوسائل التي يستطيع بها الناس أن يعيشوا في هذه المنطقة القطبية الشمالية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المناخ
يتميز طقص المنطقة القطبية الشمالية بشتاء بارد وصيف بارد معتدل. وتهطل معظم الأمطار على شكل ثلوج. يصل متوسط درجات الحرارة إلى ما يقرب من – 34°م في معظم أنحاء المنطقة القطبية الشمالية، بما فيها المنطقة التي تقع حول القطب الشمالي. وتوجد أكثر المناطق برودة في شمال شرقي سيبريا في المنطقة التي تقع حول فيركهويانسك. ففي هذه المنطقة يبلغ متوسط درجات الحرارة في شهر يناير -40°م بل إنها تصل أحيانًا إلى -69°م، ومن المحتمل أن تزداد هذه الدرجة برودة عن منطقة القطب الشمالي. أما معظم المناطق الأخرى في سيبريا والمناطق المجاورة للمنطقة القطبية الشمالية الموجودة في آسيا الوسطي وكندا وألاسكا الوسطى فيبلغ متوسط درجات الحرارة بها ما يقرب من -29°م، ويكون المناخ في فصل الشتاء أكثر اعتدالا في المناطق الساحلية من المحيطين الأطلسي والهادئ، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة في شهر يناير ما يقرب من -1°م. وتتمتع تلك المناطق ذاتها بمناخ معتدل خلال فصل الصيف، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة في شهر يوليو ما يقرب من 7°م. ويكون فصل الصيف أكثر دفئا في المناطق الداخلية في كل من سيبريا وألاسكا وكندا. حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة ما يقرب من 16°م. وقد سجلت محطات الأرصاد الجوية في هذه المناطق درجات حرارة تبلغ 32°م، بل وأعلى من هذه الدرجة.
تحدث العواصف الشتوية في المنطقة القطبية الشمالية في منطقتين حيث يظل الضغط الجوي منخفضًا. وتمتد إحدى هاتين المنطقتين، ذواتي الضغط المنخفض واللتين تسميان ضغط إلوشيان، من سيبريا الشرقية حتى خليج ألاسكا. بينما تغطي المنطقة الأخرى والتي تسمى ضغط آيسلاندا منطقة كندا الوسطى ونصف المحيط المتجمد الشمالي، وأجزاء من المحيط الأطلسي الشمالي وأوروبا الشمالية. وتميل العواصف، التي تبدأ في هذه المناطق إلى التحرك من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي. وبإمكان محطات الأرصاد أن تحذر الناس من العواصف التي تقترب من كندا والولايات المتحدة. كما تزود محطات الأرصاد في جرينلاند وأيسلندا بالمعلومات التي يستخدمها معدو النشرات الجوية في التنبؤ بالطقس المتغير في شمال غربي أوروبا.
يصل معدل سقوط الأمطار في كثير من أجزاء المنطقة القطبية الشمالية ما بين 15 و 25 سم في السنة. بما في ذلك الجليد الذائب. وهذه الكمية أقل من الكمية التي تسقط فوق بعض الصحاري الكبرى في العالم. ويتكون الضباب والأمطار في معظم المنطقة القطبية الشمالية في فصل الصيف. وعلى الرغم من قلة سقوط الأمطار في فصل الشتاء إلا أن أراضي المنطقة القطبية الشمالية تكون رطبة جدا تحت الأقدام، وذلك لأن المياه تتبخر ببطء، كما أن ظروف الصرف السطحي غير ملائمة.
الكائنات الحية
الحياة النباتية
تغطي السهول المنخفضة المستنقعات المليئة بالطحالب وحشائش البحر، وتغطي الشجيرات القصيرة معظم الأراضي الواقعة شمالي خط الشجر. وتُسمَّى هذه المناطق بالتندرا،وتشمل النباتات الأخرى الشائعة في المنطقة القطبية الشمالية، الحشائش ونبات الحلفا أو الأزهار مثل كاسر الحجر والنباتات المرتبطة بها في البرك. وتكون في كندا مستنقعات يسمّى الواحد منها ماسكيج. وتنمو أشجار الصفصاف والأشجار المشابهة لها في بعض المناطق، لكنها لا ترتفع عن الشجيرات القصيرة. وينمو في المنطقة القطبية الشمالية والمنطقة المجاورة لها نوع مختلف (1,700 نبات تقريبًا)، كما ينمو بها ما يقرب من 990 نوعًا مختلفًا من الأزهار. وينتشر نبات الخشخاش والجليجلة ونباتات زهرية أخرى في جرينلاند الشمالية أثناء الصيف.
تنمو الغابات المعتمة، دائمة الخضرة جنوبي خط الشجرة. وهي تتكون أساسا من أشجار السدر، والصنوبر، والهندم المهجنة مع أشجار البتولا. وتُسمّى تلك الغابات في المنطقة المجاورة للمنطقة القطبية الشمالية التايجا. وهناك منطقة متوسطة بين التايجا والتندرا. والأشجار في هذه المنطقة متباعدة عن بعضها، ومن النادر أن ترتفع أكثر من 12م. وتختلط أشجار الصفصاف القصيرة، وكذلك أشجار البتولا وأشجار الحور الرومي مع الأشجار دائمة الخضرة. وتكون طحالب الرنة في بعض الأحيان غطاء كثيفًا فوق الأرض.
الحياة الحيوانية
تعد حيوانات أيل الرنة والكاريبو من أكثر الحيوانات شيوعًا في المنطقة القطبية الشمالية والمنطقة المجاورة لها، وترعى قطعان كبيرة من هذه الحيوانات في مراعي المنطقة القطبية الشمالية. ويقبل صائدو الحيوانات على صيد حيوانات القاقم والسنسار وسمور الخز من أجل فرائها. والحيوانات الأخرى التي تمدهم بالغذاء والفراء تشمل الدببة والثعالب والأرانب البرية والسناجب.
تتنافس حيوانات اللاموس وفئران الماء مع حيوانات الوعل والرنة من أجل حشائش المنطقة القطبية الشمالية. وبإمكان زوج واحد من هذه المخلوقات التي تشبه الفئران أن تلد أكثر من مائة وليد كل عام. ويزداد عددها كل ثلاث أو أربع سنوات. وهذه الدورة في زيادة نسل كل من حيوان اللاموس وفئران الماء تؤثر في معيشة الحيوانات الأخرى والإنسان أيضا. كما أن طيور البومة البيضاء وغيرها من الطيور، إضافة إلى الثعالب، تأكل الكائنات الأخرى. فتطير هذه الطيور شمالا بأعداد ضخمة عندما تكثر أعداد حيوانات اللاموس، وفئران الماء لكي تأكلها. وبسبب وفرة الغذاء تعيش الثعالب في مجموعات كبيرة العدد، وعندئذ يتمكن الإسكيمو من صيدها للاستفادة من فرائها. وتقضي حيوانات اللاموس وفئران الماء على الحشائش عندما تزداد أعدادها؛ مما يجعل الوعول مضطرة إلى الانتقال بعيدًا. ويتضور كثير من الإسكيمو جوعًا عندما تقل أعداد قطعان الوعول. وتبدأ هذه الدورة مرة ثانية عندما تنمو الحشائش وتزداد أعداد اللاموس وفئران الماء.
تعيش معظم طيور المنطقة الشمالية عند المياه أو بالقرب منها، كي تجد غذاءها. وطائر البط الهندي القديم من أكثر طيور المنطقة القطبية الشمالية انتشاراً. كذلك بط العيدر، وطيور طرمجان الصفصاف منتشرة في كل مكان من المنطقة القطبية الشمالية. وتشمل الطيور الأخرى التي تقطن في هذه المنطقة، الصقور الحرّة والأوز وآكل السمك والغراب الأسحم والزمار وطائر الثلج. وتعيش كذلك طيور الأوك والنوء وببغاء البحر على الأراضي الساحلية المنخفضة وعلى الجزر، بينما تعيش طيور النورس والحمام والميورز والحمام البحري فوق سفوح الجبال في المنطقة القطبية الشمالية. ولدراسة الأسماك والثدييات البحرية في المنطقة القطبية الشمالية،
الموارد الطبيعية
كانت المنطقة القطبية الشمالية، منذ عصور ماقبل التاريخ مصدرًا مهمًا للغذاء، فمنذ مايزيد على 10,000 سنة، وأثناء الفترة الأخيرة من العصر الجليدي في أوروبا، كان الناس يصنعون أدواتهم مثل الإسكيمو الآن، يصطادون في المنطقة القطبية الشمالية. أما في الوقت الحاضر، فإن أفضل أماكن صيد الأسماك هي التي تقع على طول حافة المنطقة الشمالية، وبخاصة خلف سواحل جرينلاند وأيسلندا. وكذلك جذبت الثروات والمخزونات المعدنية الغنية الناس إلى هذه المنطقة.
التربة
تكونت التربة في المنطقة القطبية الشمالية ببطء شديد، ذلك لأن البرد القارس والجليد الثقيل يحدان من مفعول القوى التي تفتت الصخر ليصبح تربة خلال الفصول معتدلة الحرارة،ويحدث في أي مكان يحفر فيه الإنسان بالمنطقة القطبية الشمالية أو المنطقة المجاورة لها، أن المعول يصطدم بطبقة من التربة المتجمدة بصفة دائمة، تلك التربة التي تسمى الجليد الدائم، وغالبًا ما تحتوي على الحصى في بعض الأماكن. وتتكون في أماكن أخرى من مواد مفتتة. وأحيانا تدرك طبقة الصقيع أعماقا تصل إلى 300م. ويذيب دفء فصل الربيع التربة القريبة من السطح، لكن الطبقات الأكثر عمقا تبقى متجمدة.
المعادن
توجد كميات كبيرة من الفحم الحجري في كل من ألاسكا وكندا والجزر الشمالية بها وجرينلاند وسيبريا. وهناك مناجم للفحم الحجري في سالفالبارد، وهي مجموعة جزر نرويجية تقع في المحيط المتجمد الشمالي. وتوجد بالمناطق المتجاورة بالمنطقة القطبية الشمالية في كندا كميات من المعادن المشعة التي تشمل الثوريوم واليورانيوم. كما يوجد الحديد والرصاص والنيكل والنفط في أماكن كثيرة وبخاصة شمالي كندا وروسيا. كذلك يستخرج النفط من ألاسكا. كما توجد كميات من الحديد في المناطق القطبية الشمالية في النرويج والسويد وفنلندا. وتنتج المناجم الموجودة في كل من ألاسكا وكندا وروسيا الذهب والنحاس، كما توجد مناجم القصدير في المناطق القطبية الشمالية من روسيا. وتوجد كميات طبيعية كبيرة من معدن الكريوليت الذي يستخدم في صناعة الألومنيوم والزجاج في جرينلاند.
التاريخ
اكتشاف المنطقة القطبية الشمالية
يعد بيثياس ـ وهو يوناني ـ أول مكتشف يصف أقصى الشمال. ففي القرن الثالث قبل الميلاد، ادعى بيثياس أنه قد أبحر إلى جزيرة شمالي أسكتلندا على مسافة ستة أيام. ولم يصدقه أحد على مدى مئات السنين. وكان الأوروبيون يعتقدون أن الجليد يغطي كل المنطقة في أقصى الشمال.
بدأ الأوروبيون يتعرفون على المنطقة القطبية الشمالية خلال القرن الخامس عشر الميلادي. وفي ذلك الوقت كان المكتشفون يحاولون أن يجدوا طريقا في شمال شرقي أو شمال غربي آسيا. وخلال السبعينيات من القرن السادس عشر الميلادي، اعتقد المكتشف الإنجليزي مارتن فروبشر أنه وجد طريقًا في الشمال الغربي، لكنه كان مخطئًا. وقد أضاف كثير من المكتشفين إلى معرفتنا بالمنطقة القطبية الشمالية بينما كانوا يبحثون عن طريق ما، ولكن لم يستطع أي منهم أن يجد طريقًا تجاريًا ناجحاً. وخلال السبعينيات من القرن الثامن عشر، أصبح صمويل هيرن، وهو مستكشف إنجليزي، أول رجل أبيض يصل إلى المحيط المتجمد الشمالي عن طريق البر من خليج هدسون. وفي عام 1845م اختفت بعثة يقودها السير جون فرانكلين من بريطانيا أثناء محاولتها إيجاد طريق تجاري شمال أمريكا الشمالية، وفي الفترة بين عامي 1875-1879م قام نلز أدولف إريك نوردنشلد ـ وهو سويدي ـ بأول رحلة بحرية حول أوروبا وآسيا، ثم استطاع روالد أموندسن، وهو من النرويج، أن يبحر عن طريق الشمال الشرقي في الفترة بين عامي 1903-1906م. لكن بعض الطرق التجارية السهلة التي تربط بين كل من أوروبا وآسيا كانت قد اكتشفت قبل ذلك بفترة طويلة.
وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، بدأ أشخاص من مختلف الأمم الذهاب إلى المنطقة القطبية الشمالية ليس لأي سبب غير مغامرة الاكتشاف. وكان هدفهم الرئيسي أن يصبحوا أول من يصل إلى القطب الشمالي. وعادة ما يعتقد أن الفضل في كسب السباق في اكتشاف المنطقة القطبية الشمالية، يرجع إلى القبطان البحري الأمريكي روبرت أدوين بيري ومساعده ماثيو هنسون ومعهم أربعة من الإسكيمو. وقد وصل بيري إلى القطب في 6 أبريل عام 1909م. وأصبح القبطان البحري ريتشارد بيرد والملاح المرافق له فلويد بنيت أول من حلق فوق القطب الشمالي، وكان ذلك في 9 مايو عام 1926 م. وفي العام نفسه استطاع كل من روالد أموندسن، ولينكولن إيلزويرث من الولايات المتحدة الأمريكية وآمبرتو نوبيلي من إيطاليا أن يعبروا المنطقة الشمالية في منطاد.
ومنذ عام 1920م عرف العلماء الكثير عن المنطقة القطبية الشمالية حيث قامت بعثات دنماركية ونرويجية بدراسة جرينلاند والمحيط المتجمد الشمالي. وأرسلت جامعتا كمبردج وأكسفورد في إنجلترا الكثير من البعثات الطلابية إلى المنطقة القطبية الشمالية. ومن ثم تم إنشاء معهد المنطقة القطبية الشمالية بأمريكا الشمالية. وقد تم فتح طريق للغواصات تحت البحر للتجارة العالمية عبر القطب الشمالي يربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. وفي عام 1978م كان ناومي يومورا وهو مستكشف ياباني أول شخص يصل إلى القطب الشمالي بمفرده. فقد قام برحلته بوساطة زلاجة تجرها الكلاب.
السكان الأصليون
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
شعوب المنطقة القطبية الشمالية
تعيش في المنطقة القطبية الشمالية عدة شعوب. وهذه الشعوب أتت من بيئات متنوعة، لكنها تأقلمت على الحياة في هذه المنطقة بطرق متشابهة. فعلى سبيل المثال، فإن جميع شعوب المنطقة القطبية الشمالية تصنع ملابسها من جلود الحيوانات. وغذاؤها الرئيسي هو اللحوم والأسماك، ويعتمد الناس في معيشتهم على سواحل المنطقة القطبية الشمالية -غالبا- في صيد الأسماك وصيد الحيتان وعجول البحر. أما الذين يعيشون في المناطق الداخلية فإنهم يصطادون الوعل البري أو يرعون الرنة.
الإسكيمو (الإنويت)
هم أكثر شعوب المنطقة القطبية الشمالية انتشاراً. وتمتد القرى التي يعيشون فيها من شمال شرقي جرينلاند حتى ساحل سيبريا على بحر بيرنج. ويعيش حوالي 44,000 نسمة في ألاسكا، و 1,700 نسمة في سيبريا و47,000 نسمة في جرينلاند و35,000 نسمة في كندا و1,700 نسمة في الطرف الشمالي الشرقي من سيبريا في روسيا. ولغة الإسكيمو هي بالضرورة لغة واحدة في كل المنطقة القطبية الشمالية،
الأمريكانويدز
هناك عدة قبائل تعيش في شمال شرقي سيبريا تشبه هنود شمال غربي المحيط الهادئ، شبها قويا بأشكالهم الجسمانية، لدرجة أن العلماء ـ أحيانًا ـ يطلقون عليهم اسم الأمريكانويدز، لكن أنماط معيشتهم تشبه إلى حد كبير أنماط معيشة الإسكيمو. ويطلق على هؤلاء الناس كذلك اسم السيبريين القدامى، لأنهم كانوا يعيشون في سيبريا منذ زمن طويل، وتشمل قبائل الأمريكانويدز التشاكتشي والكورياك والكامتشادال.
يعيش شعب التشاكتشي فوق شبه جزيرة تشاكتشي، وفي الجانب الغربي لنهر إنديجيركا، ويعيش ما يقرب من حوالي 3,000 منهم على الساحل، حيث يصطادون الأسماك وعجول البحر.
بينما استأنس ما يقرب من 9,000 آخرين حيوانات الرنة وهم يعيشون حياة البدو الرحل. ويعيش ما يقرب من 8,000 كورياكي جنوب التشاكتشي فوق شبه جزيرة كامتشاتكا. ومثل التشاكتشي يقوم بعض هؤلاء بصيد الأسماك والحيوانات، بينما يقوم البعض الآخر برعي أيائل الرنة. ويعيش الكامتشادال في كامتشاتكا الجنوبية. وقد تزوج الكثيرون منهم من نساء روسيات. ويمثل صيد الأسماك مصدر رزقهم الرئيسي، بينما لايقوم أي منهم برعي أيائل الرنة.
المنطقة القطبية الشمالية السيبرية
يعيش عدد من الشعوب الآسيوية في المنطقة الشمالية الوسطى من سيبريا. ويقطن ما يقرب من 328,000 فرد من الياكوت المنطقة التي تقع غربي السيبريين القدامى. ويمتلك الياكوت في أقصى الشمال ما يقرب من مليوني رأس من أيائل الرنة الآسيوية رنة آسيوية، ويقومون برعي الرنة وتربية الكلاب لتكون مصدرًا لرزقهم. ويقطن ما يقرب من 60,000 من مجموع الـ 75,000 من قبيلة التانجو على الفروع الشرقية لنهر ينيسي، ويربي كثير منهم حيوان الرنة. ويقطن ما يقرب من 16,000 ساموييدي أو نينتزي في إقليم بين شبه جزيرة تيمير وشبه جزيرة كولا. وهم يعتمدون كثيرا على رعي قطعان الرنة كمصدر لرزقهم وأيضا صيد الأسماك.
المنطقة القطبية الشمالية الأوروبية
يعيش عدد من الجماعات الفنلندية في أجزاء المنطقة القطبية الشمالية من روسيا الأوروبية، وهم ينتمون إلى سكان فنلندا المحدثين، أو السوؤمي، وتعد مجموعة الـ 250,000 زايرباني من أكبر هذه الجماعات، ففي أقصى الشمال يعيش هؤلاء الناس حياة الرعاة الرحَّل، يرعون حيوانات الرنة. بينما يعمل بعضهم الآخر بصيد الحيوانات أو صيد الأسماك أو التجارة.
يقطن ما يقرب من 45,000 لابي ـ تقريبًا ـ في كل من النرويج الشمالية، والسويد، وفنلندا. وعادة مايعد اللاب مربين لحيوانات الرنة، وذلك لأنهم كانوا يربون حيوانات الرنة المستأنسة على مدى ألف سنة. ولكن الذين يقومون برعي الرنة في الوقت الحاضر لا يزيد عددهم على خمس اللاب، ويزودهم صيد الأسماك بمصدر رزقهم؛ غير أن الكثيرين منهم يمتلكون حقولاً صغيرة، وهم يتحدثون لغة قريبة من اللغة الفنلندية.
التعاون الدولي والسياسي
المطالبات الاقليمية
الاستكشاف العلمي
منذ عام 1937، تم استكشاف الجزء الأكبر من منطقة القطب الشمالي على الجانب الآسيوي على نطاق واسع من قبل محطات الجليد الطافي التي يديرها السوڤيت والروس. بين عامي 1937 و1991، أسست ثمانية وثمانون طاقماً قطبياً دولياً مستوطنات علمية على الجليد الطافي واستقرت بها، وحملتها تدفقات الجليد لآلاف الكيلومترات.[4]
في أكتوبر 2024، أعلنت الصين عزمها إرسال غواصة مأهولة لاستكشاف قاع المحيط كجزء من طموحاتها المتنامية في المحيط المتجمد الشمالي. الغواصمة مصممة لتـُسقَط من فتحة بكاسرة جليد قادرة على تكسير جليد بسمك 2 متر، تان سو سان هاو (حرفياً المستكشف الثالث)، وفقًا للمطور، معهد الأبحاث 704 التابع للشركة الصينية الحكومية لبناء السفن.[5]
وقالت الشركة المطورة أنها أجرت سلسلة من الاختبارات، بما في ذلك الالتحام تحت الماء والعمليات في درجات حرارة منخفضة، لكنها لم تكشف عن الكثير من التفاصيل الخاصة بالسفينة. وقالت إن البلاد كانت مضطرة في السابق إلى الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية، لكنها طورت الآن أنظمتها الخاصة التي "يمكن استخدامها على نطاق واسع في المستقبل للبحث العلمي القطبي، واستكشاف وإنتاج موارد النفط والغاز في أعماق البحار، وبناء خطوط الأنابيب في قاع البحر وصيانتها [و]عمليات البحث والإنقاذ".
إن سفن الأبحاث القطبية محدودة فيما يمكنها القيام به بسبب وجود كتل الجليد، لذا فإن إرسال السفن تحت الماء هو وسيلة للتغلب على المشكلة، ولكن الظروف القاسية تشكل تحديًا تقنيًا كبيرًا. حتى الآن، كانت روسيا هي الدولة الوحيدة التي أرسلت سفينة مأهولة إلى قاع البحر في القطب الشمالي - مهمة أركتيكا 2007 - مما يعني أن الصين قد تصبح الدولة الثانية التي تفعل ذلك. كما صمم المعهد مجموعة من المعدات للسفينة الأم لدعم الأبحاث في أعماق البحار، بما في ذلك نظام رافعة بطول 10.000 متر ونظام نشر واستعادة للغواصة.
بُنيت السفينة تان سو سان هاو في مدينة گوانگژو جنوب الصين بمهمة أساسية تتمثل في استخدام المعدات المصنعة محليًا للاستكشاف العلمي. بدأت أعمال البناء في يونيو 2023، وغادرت السفينة الميناء في أبريل، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة وتبدأ التجارب البحرية عام 2025.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التلوث
تغير المناخ
مياه المنطقة القطبية
أراضي المنطقة القطبية
- آلاسكا (الولايات المتحدة)
- Aleutian Islands (الولايات المتحدة)
- Arkhangelsk Oblast (روسيا)
- Canadian Arctic Archipelago
- Diomede Islands (روسيا/الولايات المتحدة)
- Finnmark (النرويج)
- Franz Josef Land (روسيا)
- گرينلاند (الدنمارك)
- Iceland (majority of island south of Arctic Circle)
- Jan Mayen (النرويج)
- Lapland (فنلندا)
- Lapland (السويد)
- New Siberian Islands (روسيا)
- Nordland (النرويج)
- Norrbotten (السويد)
- الأراضي الشمالية الغربية (كندا)
- Novaya Zemlya (روسيا)
- Nunavik (كويبك الشمالية، كندا)
- Nunavut (كندا)
- Russian Arctic islands
- Sápmi (النرويج، السويد، فنلندا، روسيا)
- Severnaya Zemlya (روسيا)
- Siberia (روسيا)
- Svalbard (النرويج)
- Troms (النرويج)
- Yukon (كندا)
- Wrangel Island (روسيا)
يحدد العلماء حدود المنطقة القطبية الشمالية بطرق مختلفة. فبالنسبة لعالم الفلك تكون دائرة القطب الشمالي حدود المنطقة،ويرى علماء آخرون أن المنطقة القطبية الشمالية هي المنطقة التي يحيط بها خط مرسوم عبر جميع الأماكن الشمالية والتي يصل فيها متوسط درجة الحرارة إلى 10°م. ويعرف هذا الخط باسم خط التحارر الصيفي العشري، ويلي هذا الخط مباشرة خط الشجرة، وهو الخط الذي لاتنمو الغابات في شماله ويعيش كثير من الحيوانات والطيور في هذه الغابات، وهي لاتستطيع أن تستمر على قيد الحياة في المنطقة المتجمدة. ونتيجة لذلك يكوِّن كل من خط التحارر الصيفي العشري وخط الشجرة حدا جغرافيا مهمًا. والمنطقة القطبية الشمالية بوجه عام تشمل الأجزاء الشمالية من ألاسكا وكندا والنرويج والسويد وفنلندا وروسيا. كما أنها تشمل كلا من جرينلاند ومعظم أيسلندا.
المنطقة القطبية الشمالية الحقيقية
يمر خط التحارر الصيفي العشري جنوب الطرف الجنوبي من جرينلاند. ويبدأ في كندا من خليج جووسي ولبرادو، ويمر بتشرتشل التي تقع على خليج هدسون حتى يصل إلى خليج ليفربول، في بحر بوفورت. ويتوازى خط التحارر الصيفي العشري مع الحافة الجنوبية لسلسلة بروكس في ألاسكا، ثم يتجه جنوبا بمحاذاة بحر بيرنج حتى جزر ألوشيان، ثم يتجه شمالا للمرة الثانية من طرف جزر ألوشيان حتى خليج أنادير في سيبريا ثم يتجه ليتبع دائرة القطب الشمالي. وينحرف هذا الخط عند الجزء الغربي من روسيا تجاه الشمال بحيث يكاد يلمس الساحل الشمالي للنرويج، ثم يتجه ناحية الجنوب ويخترق جنوب النرويج فيما عدا الساحل الجنوبي لأيسلندا.
المنطقة المجاورة لمنطقة القطب الشمالي
تقع في جنوبي المنطقة القطبية الشمالية الحقيقية منطقة باردة تماثلها في فصل الشتاء، ولكنها تتمتع في فصل الصيف بجو دافئ. وتُسمَّى تلك المنطقة عادة باسم المنطقة المجاورة لمنطقة القطب الشمالي. وتشمل جميع المناطق التي تقع شمالي الخط الحراري الذي يزيد فيه متوسط درجة الحرارة على 10°م لفترة تدوم أكثر من أربعة أشهر في السنة. وتشمل المنطقة المجاورة للمنطقة القطبية الشمالية أيضا أجزاء من آسيا الوسطى وسيبريا وألاسكا الوسطى، وكندا، وكذلك أجزاء من أوروبا الشمالية. ويُعد معظم الجغرافيين المنطقة المجاورة للمنطقة القطبية الشمالية جزءا من المنطقة القطبية الشمالية من حيث الأهمية الاقتصادية والعسكرية.
المصادر
- ^ "arctic." Dictionary.com Unabridged (v 1.1). Random House, Inc. Retrieved on May 2, 2009.
- ^ Addison, Kenneth (2002). Fundamentals of the physical environment. Routledge. p. 482. ISBN 0415232937.
- ^ [http://mousou3a.educdz.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9/ الموسوعة المعرفية الشاملة، المنطقة القطبية الشمالية
- ^ "North Pole drifting stations (1930s–1980s)". Woods Hole Oceanographic Institution. Archived from the original on 20 July 2011. Retrieved 30 April 2009.
- ^ "China plans to send crewed submersible to bottom of Arctic seabed". ساوث تشاينا مورننگ پوست. 2024-10-20. Retrieved 2024-10-20.
- ^ Zhang, Jinlun and D.A. Rothrock: Modeling global sea ice with a thickness and enthalpy distribution model in generalized curvilinear coordinates, Mon. Wea. Rev. 131(5), 681-697, 2003. [1]
قراءات إضافية
- "Global Security, Climate Change, and the Arctic" - 24-page special journal issue (fall 2009), Swords and Ploughshares, Program in Arms Control, Disarmament, and International Security (ACDIS), University of Illinois
- The Battle for the Next Energy Frontier: The Russian Polar Expedition and the Future of Arctic Hydrocarbons, by Shamil Midkhatovich Yenikeyeff and Timothy Fenton Krysiek, Oxford Energy Comment, Oxford Institute for Energy Studies, August 2007
- GLOBIO Human Impact maps Report on human impacts on the Arctic
- Krupnik, Igor, Michael A. Lang, and Scott E. Miller, eds. Smithsonian at the Poles: Contributions to International Polar Year Science. Washington, D.C.: Smithsonian Institution Scholarly Press, 2009.
وصلات خارجية
- International Polar Foundation
- Arctic Council
- Arctic Monitoring and Assessment Programme
- Arctic Centre, Rovaniemi Arctic research
- International Arctic Research Center
- Arctic Theme Page Comprehensive Arctic Resource from NOAA.
- Arctic time series: The Unaami Data collection Viewable interdisciplinary, diverse collection of Arctic variables from different geographic regions and data types.
- WWF International Arctic Programme Arctic environment and conservation information
- Bering Sea Climate and Ecosystem Current state of the Bering Sea Climate and Ecosystem. Comprehensive resource on the Bering Sea with viewable oceanographic, atmospheric, climatic, biological and fisheries data with ecosystem relevance, recent trends, essays on key Bering Sea issues, maps, photos, animals and more. From NOAA.
- خرائط
- CIA World Factbook 2002 - Arctic Region Large version of the Arctic region map
- Arctic Environmental Atlas Circum-Arctic interactive map, with multiple layers of information
- Interactive Satellite Map with daily update
- إعلام
- "Global Security, Climate Change, and the Arctic" - streaming video of November 2009 symposium at the University of Illinois
- Implications of an Ice-Free Arctic for Global Security - November 2009 radio interview with Professor Klaus Dodds (Royal Holloway, University of London)
- The Canadian Museum of Civilization - The Story of the Canadian Arctic Expedition of 1913-1918
- UNEP/GRID-Arendal Maps and Graphics library Information resources from the UN Environment programme
- Arctic Institute of North America Digital Library Over 8000 photographs dating from the late 19th century through the 20th century.
- euroarctic.com News service from the Barents region provided by Norwegian Broadcasting Corp (NRK), Swedish Radio (SR) and STBC Murman.
- arcticfocus.com Independent News service covering Arctic region with daily updates on environment, Arctic disputes and business
- Vital Arctic Graphics Overview and case studies of the Arctic environment and the Arctic Indigenous Peoples.
- Arctic and Taiga Canadian Atlas
- Summary
- PolarTREC PolarTREC-Teachers and Researchers Exploring and Collaborating
- Arctic Report Card: Tracking recent environmental changes (from NOAA, updated annually)
- Arctic Change: Information on the present state of Arctic ecosystems and climate, presented in historical context (from NOAA, updated regularly)
- Monthly Sea Ice Outlook
- UN Environment Programme Key Polar Centre at UNEP/GRID-Arendal
- Arctic Geobotanical Atlas, University of Alaska Fairbanks
- Polar Discovery
- Arctic Transform Transatlantic Policy Options for Supporting Adaptation in the Marine Arctic
- ArticStat Circumpolar Database
- Documentaries and films about Arctic and Inuit (إنگليزية) (بالفرنسية)
مناطق العالم | |||||||||||||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
|
| ||||||||||||||||||||||||
انظر أيضاً قارات العالم |