أموريون
الأموريون Amorite (بالسومرية 𒈥𒌅 مارتو، بالآكادية Tidnum أو Amurrūm، [المصرية Amar، بالعبرية אמורי ʼĔmōrī؛ باليونانية قديمة: Ἀμορραῖοι)، هم مجموعة سامية اللغة[1] تشير أقدم المصادر المسمارية إلى أنهم بدؤوا منذ نهاية الألفية الثالثة ق.م. بالانتشار في حواضر بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام على شكل موجات، من مناطق البادية.
وقد أطلق عليهم اسم مارتو في اللغة السومرية وأمورو في زمن الدولة الأكادية ببلاد الرافدين الذين أشاروا إلى جهة الغرب بكلمة "أمورو" بمعنى ان الأموريين سكنوا غرب بلاد الرافدين. وقد ورد ذكر الأموريين في المدونات القديمة في الألف الثالث قبل الميلاد، وهناك دلائل تشير إلى ازدياد عددهم واشتداد خطرهم على بلاد بابل في الألفية الثالثة ق.م.، منها أن الملك "شوسين" ملك أور، أقام سوراً دفاعياً ليحمي البلاد من هجماتهم، وقد كان الأموريون في نظر سكان بلاد ما بين النهرين أقواماً بدوية غير مستقرة تتصف بخشونة الطبع، وقد وصفته أسطورة سومرية الإله "مارتو" رب الأموريون: "إن السلاح رفيقه ولا يثني الركبة (لا يخضع) ويأكل اللحم نيئاً ولا يمتلك بيتاً طوال حياته ولا يدفن في قبر بعد موته". كما عروفوا باسمائهم المميزة والتي افترضت من خلالها اللغة الأمورية ذكروا عند الأخباريين بالعربية باسم العماليق اعتماداً على ماورد في التناخ.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الأصل
تشير مصادر الألفية الثالثة ق.م. المسمارية إلى أن الأموريين كانوا جماعات تغلغلت من البادية السورية إلى أواسط بلاد الرافدين وغرب سوريا. وتطلق عليهم المدوّنات السومرية اسم مارتو Mar-tu؛ أما الأكدية فتسمّيهم أَمُورُّم Amurrum ربما تعني الغربيين أو أهل الغرب.
يتضح من نصوص إبلا السورية المنشورة أن الأموريين كانوا يشكّلون جزءاً أساسياً من سكان مملكة إبلا. ويستخلص من النصوص الأكدية القديمة أن قبائلهم اتجهت في أواخر القرن الثالث والعشرين ق.م نحو الشرق بكثافة، وصارت خطراً على المملكة الأكدية، مما دفع ملوكها إلى مجابهتهم؛ فقد جاء في إحدى الحوليات التاريخية للملك "شَرْكَلّي شَرّي" Shar-Kalli-Sarri (2222- 2198 ق.م.) أنه انتصر على الأموريين وهزمهم في جبل بَشر. كما ذكر "گوديا" (2143- 2124ق.م) (Gudea) ملك لگش Lagash (تلّو حالياً) في أحد نقوشه أنه سار إلى مناطقهم، وجلب معه إلى لگش أحجاراً ضخمة من بَسَلاّ جبل الأموريين.
انتشر الأموريون في أواخر العصر الأكدي في مناطق الجزيرة الفراتية شرق سوريا، واستمر تسرّبهم في عصر سلالة أور الثالثة إلى مناطق بلاد الرافدين الداخلية على شكل هجرات قبلية متتالية، وصاروا يستولون على الأراضي الزراعية ويهددون وحدة مملكة أور وحضارتها. وقد حاول "شولگي" Shulgi (2094- 2047 ق.م.) ثاني ملوك السلالة وضع حدّ لذلك، وقرر إنشاء سورـ يعرف باسم «سور مارتو» - يمتد بين نهري دجلة وديالى شمالي بغداد بطول قدره نحو 63كم لصدّ تغلغلهم. وقد تابع ابنه الأصغر "شو-سين" Shu-Sin (2037- 2029 ق.م.) بناء السور وتوسيعه حتى بلغ نحو 280كم.
ضعفت مملكة أور في عهد ملكها الأخير "إبّي سين" (2028- 2004ق.م) (Ibbi-Sin)، وأضحت مهددة بأخطار خارجية في كل الجهات، فاستغل ذلك قائد عسكري في المملكة أموري الأصل - يعود بأصله إلى مدينة ماري - يدعى "إشبي إرّا" (Ishbi-Erra)، وأعلن انفصاله، وأسس دويلة في مدينة إيسن (Isin) (إيشان بَحريّات اليوم)، وذلك في نحو 2017 ق.م. وعندما تمكّنت القوات العيلامية من اجتياح المملكة واحتلال عاصمتها أور (تل المقيّر) قام "إشبي إرّا" بتأسيس قوة عسكرية قبلية أمورية، وحارب العيلاميين وطردهم من أور، وضمّها إلى مناطق حكمه.
وكان قائد أموري آخر يدعى "نَبْلانُم" Nablanum قد أسس في نحو 2025 ق.م. دويلة أخرى في لارسا Larsa (تل السَّنْكرة). وقد نشأ صراع بين الدويلتين انتهى بعد أكثر من قرنين (في نحو 1794 ق.م.) بقضاء "ريم سين" (Rim-Sin) ملك لارسا على حكم سلالة إيسن.
يمكن عدّ العصر البابلي القديم - الذي يمتد بين انتهاء حكم سلالة أور الثالثة ونهاية الدولة البابلية القديمة على يد الحثيين وقيام الدولة الكاشية في بلاد بابل (2004 - 1595 ق.م.) - عصر السيادة الأمورية في الهلال الخصيب. وقد اتسم هذا العصر بنشوء دويلات أو ممالك أمورية عدّة متفاوتة في القوة والنفوذ. وأشهرها مملكة إشنونّة Eshnunna (تل أسمر)، ومملكة آشور Assur (قلعة الشرقاط) - بدءاً من سيادة الأموري شمشي أدد الأول Shamshi-Adad عليها في 1815 ق.م.، ومملكة بابل Babilim (الدولة البابلية القديمة 1894-1595 ق.م.)، والممالك السورية ماري Mari مملكة ماري ويمحاض Yamkhad (حلب) وألالاخ Alalakh (تل عطشانة) وقَطْنَا Qatna (تل المشرفة).
ويرجح أن عدداً من القبائل الأمورية كانت تؤلف جزءاً من مجموعة القبائل الآسيوية التي احتلت مصر منذ أواخر القرن الثامن عشر ق.م، وتمكّنت من السيادة على مصر مدة قرن وبضع سنوات (نحو 1674 - 1567 ق.م) وقد عرفت تلك القبائل باسم «الهكسوس».
اختفى الدور السياسي المتميز للأموريين مع تحوّل المنطقة ــ بدءاً من أواسط الألف الثاني ق.م ــ إلى مسرح للصراع بين قوى سياسية كبرى جديدة تتمثّل في الكاشيين الذين سيطروا على بلاد بابل، والحثيين في بلاد الأناضول وشمالي غرب الهلال الخصيب والحوريين-الميتانيين في شمالي شرق الهلال الخصيب والمصريين في الساحل المتوسطي وجنوبي غرب الهلال الخصيب . ولم تستطع ممالك غرب الهلال التي ظلت قائمة مثل أوغاريت، وسيانو، وأمورو، وكنزا (قادش)، و"نيّا"، و"نوخشّي" أن تستقل بشؤونها تماماً بسبب تفرّقها وقوتها المحدودة وصغر رقعتها الجغرافية.
وجدير بالذكر أن بعض الباحثين يربط بين الأموريين ودويلة أمورو التي قامت في المنطقة الممتدة بين ساحل المتوسط ونهر العاصي (شرقي طرطوس) في سوريا، وقد رصدت نصوص تل العمارنة ومملكة أوغاريت أخبارها خلال القرن الرابع عشر ق.م.
حضارة الأموريين
كون الأموريون حضارتهم في مناطق استقرارهم وكان لهم تأثيرهم الواضح في الحضارات المجاورة لهم فقد تأثروا واثروا اخذوا واعطوا، عمل الاموريون على تنظيم الحياة المدنية في مجتمعاتهم وكان الأموريون قبائل يقوم على رأس كل منها شيخ مسؤول يسير شؤونها المختلفة بالتشاور مع مجلس يضم كبار رجالات القبيلة ورؤساء العشائر والأسر الكبيرة ولم تكن هناك قوانين مكتوبة تنظم شؤون المجتمع بل كانت لهم أعراف وتقاليد لها فعل القانون، وهدفها حماية المجموعات والأفراد معاً، وكانت تتناسب مع الحياة التي تحياها هذه المجموعة.
وقد أوردت النصوص الكتابية من مملكة ماري أسماء عدد من قبائلهم وأماكن انتشارها ومنها قبائل "أمْنانُم" (Amnanum) في المنطقة الواقعة بين سيپار Sippar وأوروك Uruk، وقبائل "يَخْرُرُم" (Yakhrurum) في المناطق القريبة من سيبار وقبائل "ماريمينا"أو" بنو يمينا"(Mar-Yamina) أي أبناء اليمين أو الجنوب في مناطق الجزيرة شمال مملكة ماري وغربها في سوريا، وقبائل "بنو سمأل" (Bin-Samal) أي أبناء الشمال في شمال حلب وشرقها وبعد الاستقرار تحول شيخ القبيلة إلى ملك وأصبح مجلس القبيلة مجلس الآباء أو الشيوخ. وفي العصر البابلي القديم ظهرت ألقاب ووظائف من أمثال: مقدم الأموريين، أمير الأموريين، كاتب الأموريين وحاكم أو والي الأموريين. وتدل هذه الألقاب على اندماج الأموريين بالحياة المهنية وأخذهم بالمظاهر الحضارية التي كانت سائدة في المناطق التي استقروا فيها.
سيطر الأموريون على مناطق واسعة وأطلق بعض الباحثين الأثرين تسمية "الكنعانيين الشرقين" على الأمورين على أساس ان حضارتهم قامت في مناطق شرق سوريا، أسس الأموريون بعد ذلك سلالات حاكمة وممالك في عدة مدن من أشهرها:
- حلب: مملكة يمحاض وكانت عاصمتها مدينة حلب، ومن أشهر ملوكها يارم ليم وابنه حمورابي معاصر حمورابي ملك بابل.
- إيسن: التي تأسست في بلاد ما بين النهرين.
- ماري: :مملكة ماري على نهر الفرات في سوريا (قرب البوكمال) التي سكنها قبل عام 2500 ق.م أقدام أكادية سومرية وكانت حضارتها تشبه حضارة السومريين.
- آشور : من مماليك التي أسسها العموريين شمال بلاد ما بين النهرين.
- بابل: السلالة البابلية الأولى حكم وحضارة الأموريون
سيطر الأموريون على حضارة السومريين والأكاديين، فازدهرت مملكة ماري ازدهاراً عظيماً وسيطرت على طرق المواصلات التي تصل الخليج العربي بسوريا والأناضول قرابة قرنين (1750 - 1950 ق.م.)
اختلط الكنعانيون مع الأموريين لكنهم استوطنوا سوريا الجنوبية، ولاختلاف موضع المجموعتين تأثر الأموريون بالحضارة السومرية/الأكادية وتأثر الكنعانيون بالحضارة المصرية وحضارة غرب البحر المتوسط. وانتشر الكنعانيون على طول الساحل الشمالي لسوريا. وتعد لغة الآموريين والكنعانيين لهجتين من فرع واحد وأما الخلاف بين لهجتين لا يختلف عن أكثر مما تختلف اللهجات الشامية اليوم.
الاقتصاد
عمل الاموريون بالتجارة وكانوا يسيطرون على طرق السفر والقوافل التجارية للحضارات والممالك المجاورة ما بين آسيا الصغرى وبلادما بين النهرين، وبرع الاموريون في البداية كذلك بتربية واستخدام الحيوانات كما تدل على ذلك المصادر المكتوبة والمخطوطات والوثائق المكتشفة. فقد كانوا مربي أغنام في المقام الأول، وتقوم عليها صناعة منتجاتها المختلفة ومن اللبان ومشتقاتها والصوف والجلود.
وربما عمل بعض الأموريين مرافقين أو أدلاء للقوافل العابرة للصحراء لمعرفتهم بأحوالها وبالطرق والآبار والينابيع فيها، لكن حياة الاموريون الأولى بدأت تتغير مع بداية استقرار الأموريين في المناطق الزراعية بالقرب من الأنهار.
تحول الاموريون مع الزمن للعمل بالزراعة، واشادوا المساكن البيوت والتجمعات السكنية. وبعد دخول الأموريين واستقرارهم في الأراضي الزراعية تحولوا إلى ممارسة أعمال جديدة مبتكرة بجانب الزراعة وبرزت بعض الحرف والصناعات، وبذلك تبدلت القاعدة الاقتصادية التي كانت تقوم عليها حياتهم.
اللغة
- مقالة مفصلة: لغة عمورية
اللغة العمورية لغة تنتمي إلى المجموعة التي اصطلح على تسميتها «اللغات السامية الشمالية الغربية»، وقد بقيت محفوظة في أسماء الأعلام وخاصة في نصوص مملكة ماري. وقد تميز الأموريون لغوياً من الأكديين بأسمائهم. وتبدو لغتهم من حيث تراكيبها ومفرداتها - مع قلتها - ذات صلة باللغة الكنعانية، وقد دفع ذلك بعض الباحثين إلى إطلاق تسمية «الكنعانيين الشرقيين» عليهمفي بعض المناطق، وكان أولهم "تيو باور" (Th.Bauer)في كتابه «الكنعانيون الشرقيون» Die Ostkanaanäer.
لم يترك الأموريون نصوصاً أو كتابات بلغتهم، والسبب في ذلك هو أنهم كانوا عند دخولهم مدن بلاد الرافدين والشام بدواً لا يعرفون القراءة والكتابة، وبعد استقرارهم وتأسيسهم سلالات حاكمة في تلك البلاد أخذوا بالمظاهر الحضارية السائدة فيها ومنها الكتابة واللغة، فكتبوا بالمسمارية وباللغة الأكدية التي شاع استخدامها وغدت لغة عالمية في الألف الثاني ق.م، وربما بقيت اللغة الأمورية لغة محكية في بلاد الرافدين وسورية، ولكن لم تدون فيها أي نصوص أو أعمال أدبية.
الديانة
عبد الأموريون آلهة متعددة تظهر في أسماء الأعلام. وكان مارتو أو أمورو إله الأموريين الرئيس ومقره البادية.
وأول ذكر له وجد في أسماء أعلام من عصر سلالة أور الثالثة وكان يعد ابن (أن An إله السماء السومري، وتعرف زوجة أمورو باسم بيليت صيري Beletseeri سيدة البادية (الصحراء)، وأشراتو Ashratiu (ربما أثيرات Atirat في سوريا).[2]
كان دخول الأموريين البدو الأراضي الزراعية الرافدية، شبيهاً بالعاصفة ويبدو تمثيلاً لصفات إله الطقس مارتو الذي يجتاح البلدان ويدمر المدن كما يوصف في الأدب السومري. وهناك أسطورة سومرية تتحدث عن زواج ابنة الإله نوموشدا Numushda، إله مدينة كازالو Kazallu (مدينة في وسط بلاد بابل) من الإله مارتو. ومع أن المرء حذرها من عادات مارتو السيئة: «يأكل اللحم نيئاً ولا يعرف بيتاً طوال الحياة»، فإنها وافقت على الزواج منه.
هذه الأسطورة تعكس خطوات اندماج الأموريين بسكان بلاد الرافدين ونظرة هؤلاء السكان إليهم. وإضافة إلى مارتو هناك الإله ليم Lim الإله الأموري المشهور الذي يظهر في نصوص إبلا إلى جانب الآلهة الكبرى التي كانت تعبد في تلك المدينة. ويظهر ليم في أسماء ملوك ماري: يجيد ليم ويخدن ليم وزمري ليم، وفي اسم أحد ملوك يمحاض يريم ليم الأول، وفي اسم أحد ملوك إبلا في بداية الألف الثاني ق.م إيبيط ليم، وهذا ما يدل على أهميته وعظم شأنه وقدسيته في تفكير الأموريين.
وهناك الإله دَغَن Dagan إله الحبوب والمحاصيل، وقد شاعت عبادته في معظم مناطق سورية، وقد كشفت التنقيبات الأثرية عن عدد من المعابد المكرسة له، وذلك في إبلا وماري وترقا Tarqa (تل العشارة) وإيمار Imar (تل مسكنة).
ومن الآلهة الأمورية الأخرى التي تظهر في النصوص: أبيخ Abech (أو إيبوخ Ebuch) وبيسير Bisir تشخيصاً لجبل بشري، وإله القمر إيراخ أو يراخ Yarah/Erach .
ويبدو أن اهتمام الأموريين بالطقوس والشعائر الدينية، شأنهم شأن القبائل البدوية الأخرى، كان قليلاً بسبب طبيعة حياتهم القائمة على التنقل والترحال. لذلك وصفوا في المصادر الرافدية بأن الفرد منهم لا يعرف الانحناء أمام الآلهة.
العمارة والفنون
عندما دخل الأموريون بلاد ما بين النهرين وجدوا فيها فنوناً مزدهرة كفن البناء والنحت وصنع التماثيل، وكانت تقوم فيها أوابد معمارية ضخمة كالقصور والمعابد.
تأثر الأموريون بهذه الفنون وبغيرها من المظاهر الحضارية، وعندما بدؤوا يسهمون في الحضارة تبنوا الأفكار السائدة وأضافوا إليها أفكاراً جديدة مستمدة من حياتهم ومعتقداتهم.
وتبدو في فنون ماري تأثيرات أمورية واضحة. فالقصر الملكي الذي يعود تاريخ بنائه بالتأكيد إلى فترات قديمة سومرية وأكدية، أكمل زمري ليم بناءه ووسعه وهو يشبه قصر يريم ليم الأول ملك يمحاض الذي بناه في آلالاخ، وكشفه ليونارد وولي L.Woolley في الطبقة السابعة منها.
إن قصر يريم ليم الأول، يعد نموذجاً لفن البناء الأموري. وهناك من يرى أن الكريتيين تأثروا بفن بناء هذا القصر عند بنائهم لقصر كنوسوس Knossos.
ومن المعتقد أن تمثال إلهة الينبوع المشهور المكتشف في ماري يعود إلى عهد زمري ليم، وهو يحمل الطابع الأموري، ولكنه من حيث الشكل والمضمون قائم على تقاليد سومرية وأكدية قديمة.
ومن الأعمال الفنية المهمة المكتشفة في قصر ماري الرسوم الجدارية التي يعود معظمها إلى عهد زمري ليم، وخاصة اللوحة الموجودة في القاعة 106 من القصر والتي تمثل تسلم زمري ليم الخاتم والصولجان وهما من رموز السلطة، من الإلهة عشتار إلهة الحب والحرب. كذلك هناك اللوحة الجدارية في قاعة الاستقبال 132 التي تصور حفلة دينية يقف فيها زمري ليم أمام عشتار.
كان للأموريين شأن بارز في تاريخ الشرق القديم، ومما لا شك فيه أن إنهاء نشر الوثائق الكتابية المكتشفة في ماري واكتشاف شواهد أثرية في مراكزهم الأخرى مثل قطنة وحلب سيلقي أضواء جديدة على تاريخهم السياسي والحضاري.
تأثيرهم على بلاد الرافدين
الدويلات
في المشرق: |
في بلاد الرافدين:
|
العموريون في التوراة
وصف العموريين في التوراة بأنهم أقوياء عظماء القامة "كمثل ارتفاع أغصان الأرز، وأنهم إحتلوا أرض شرق وغرب الأردن، مملكتهم تصف بنها أخر مماليك العماليق المتبقية". (سفر التثنية_3:11)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الفرضية الهندية الاوروپية
أساطير العموريين
يذكر في أسطورة لوغال باندا أن الأموريين نهضوا في بلاد سومر وأكّد، ومن الاساطير عن الاموريون جاء في أسطورة الإله «إنكي Enki وتنظيم الكون»: «للذين لا يملكون مدناً ولا بيوتاً، لبدو المارتو، وهبت أنا إنكي حيوان السهول». ولعل المقصود بحيوان السهول الأغنام.
أما أسطورة زواج إله البدو «مارتو - أمورو» من ابنة أحد الآلهة المستقرة فتصف المارتو بأنه «رجل يحفر بحثاً عن الكمأة على أطراف الأراضي الزراعية، الذي لا يعرف أن يحني الركبة..».
إن هذه الصفات تمثل وجهة نظر سكان الرافدين المستقرين الذي كانوا ينظرون إلى البدو نظرة ازدراء، لذلك فإن فيها بالتأكيد الكثير من المبالغة فقد صار للاموريون حضارتهم التي اثرت في المناطق المحيطة بهم وسيطرو على اجزاء كبير وحكموها.
علم الآثار
من النقوش والألواح
تشير النصوص الآشورية القديمة المكتشفة في كاروم - كانش في كبدوكية، الأناضول والعائدة إلى القرن التاسع عشر ق.م إلى الأموريين وصلاتهم بالقوافل الآشورية، كما تشير لهم وثائق المملكة السورية إبلا (من القرن الرابع والعشرين ق.م.) وكتابات عصر سلالة اور الثالثة (القرن الحادي والعشرين ق.م.) ووثائق مملكة ماري العائدة إلى القرنين التاسع عشر والثامن عشر ق.م.
كما تذكر نصوص الطبقة السابعة من ألالاخ أشخاصاً وتجاراً كانوا يأتون من أمورو إلى ألالاخ.
وتتضمن رسائل تل العمارنة معلومات كثيرة عن الأموريين في القرن الرابع عشر ق.م..
الهوامش
- ^ "Amorite (people)". Encyclopædia Britannica online. Encyclopædia Britannica Inc. Retrieved 30 November 2012.
- ^ عيد مرعي، فاروق إسماعيل. "الأموريون". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-01-20.
المصادر
- E. Chiera, Sumerian Epics and Myths, Chicago, 1934, Nos.58 and 112;
- E. Chiera, Sumerian Texts of Varied Contents, Chicago, 1934, No.3.;
- H. Frankfort, AAO, pp. 54–8;
- F.R. Fraus, FWH, I (1954);
- G. Roux, Ancient Iraq, London, 1980.
وصلات خارجية
- Amorites in the Jewish Encyclopedia
- Articles containing Ancient Greek (to 1453)-language text
- أموريون
- كنعانيون
- أمم ذكرت في التوراة
- شعوب سامية
- الهلال الخصيب
- دول وأقاليم تأسست في the 3rd millennium BC
- States and territories disestablished in the 18th century BC
- States and territories disestablished in the 16th century BC
- شعوب قديمة في الشرق الأدنى
- 21st-century BC establishments
- Giants in the Hebrew Bible