نوڤاتيان
نوڤاتيان Novatian | |
---|---|
الكنيسة | النوڤاتية |
اعتلى السـُدة | 251 |
انتهى سـُدته | 258 |
سبقه | كورنليوس |
خلفه | المنازعون الرومان: Cornelius Lucius I Stephen I Sixtus II Antipapal المنازع: هرقليوس |
يعارض | الپاپا كورنليوس |
الترسيم | 251 |
تفاصيل شخصية | |
وُلِد | ح. 200 |
توفي | 258 |
الوظيفة |
|
نوڤاتيان أو نوفاسيانوس Novatianus بابا روماني مزعوم وانشقاقي من القرن الثالث الميلادي. ولد في روما بإيطاليا، ومات شهيداً في آسيا الصغرى في زمن اضطهادات ڤالريانوس Valerianus. لم يُعرف عن حياته سوى ما رواه سقراط Socrates مؤرخ القسطنطينية (ت 445م)، وما ذكره كورنليوس Cornelius في رسالته إلى فابيوس الأنطاكي Fabius of Antioch: أن نوڤاسيانوس تلقى المعمودية (بالسكب) وهو على فراش المرض ولم يكمل طقوسها بعد شفائه (التثبيت). رسمه البابا فابيانوس St.Fabian كاهناً، فارتقى إلى أعلى المناصب في روما بفضل ثقافته وفصاحته وتقشفه ودفاعه عن التعليم الكنسي، حتى طمح أن يخلف القديس فابيانوس بعد استشهاده على السدّة الرسولية، لكن خلافاً للتوقع العام جرى انتخاب كورنليوس وريثاً للكرسي الباباوي سنة 251، وبعد أيام أعلن نوفاسيانوس عدم شرعية هذا الانتخاب، وعيّن نفسه حبراً أعظم على روما، ولم تكن رسامته للبابوية شرعية، فأحدث التنافس بين الباباوين انقساماً في الكنيسة الرومانية، أدى إلى انشقاق ديني جعل كورنيليوس يعقد مجمعاً في روما (نهاية سنة 251)، حضره 60 أسقفاً (معظمهم من إيطاليا أَو الجُزُر المجاورة)، أدان فيه نوفاسيانوس واتهمه بالزندقة وقرر طرده، ثم تم إبلاغ ذلك لجميع الكنائس الرئيسية الأخرى.
كان نوفاسيانوس أول نصراني روماني يكتب باللغة اللاتينية حصراً، ولم يصل من إنتاجه الغزير - الذي ذكره جيروم St. Jerome - سوى مؤلفه الرئيس «في الثالوث» De trinitate وآخر «في طعام اليهود» De cibis judaicis؛ وهو عبارة عن رسالة كتبت في أثناء زمن الاضطهاد، كان قد سبقها رسالتان حول الختان circumcision والسّبت Sabbath (فُقدتا). أما كتابه في «الثالوث» فكان تحفة بالغة في التعبير والأدب، تناولت فصوله الثمانية الأولى وجود الله وصفاته، وسمو جوهره، وعظمة قدرته، ثم تبعها نقاش مطول حول سر الثالوث المقدس وطبيعة السيد عيسى المسيح أثبت فيه نوفاسيانوس - بالاستناد إلى العهد القديم والعهد الجديد - إلوهية الابن.
ولم يتضمن شرحه - كما بدا لمعارضيه - وجود إلهين، بل أقرّ بوجود إله واحد، خالق أزلي، انبثق منه جوهر الكلمة: الابن، وهو ليس بإله ثانٍ، لأنه منذ الأزل في الأب، كما برهن مذهبه في التجسد incarnation على أن للسيد المسيحu طبيعتين: إلهية وناسوتية.
استفاد نوفاسيانوس كثيراً من أعمال ترتوليان Tertullian وجوستين Justin، فكان صارماً حيال المرتدين أثناء الاضطهاد، ورفض تبرئة الوثنيين، بدعوى أن عبادة الأصنام ذنب لا يغفره إلا الله، ولا يحق للكنيسة البت فيه، أو قبول المرتدين في طقوسها بعد التوبة والكفارة، ولاسيما سر المناولة (العشاء الرباني).
أثرت دعوة نوفاسيانوس في الكنيسة الكاثوليكية، وسرعان ما انتشرت في روما نفسها، وفي القسطنطينية وأنطاكية والإسكندرية. وقد دعي أتباعه بالنوفاسيانيين المتشددين، لكنهم سموا أنفسهم بـ«الأطهار» puritans توكيداً منهم على تصورهم المتشدد للطهارة الكهنوتية. وكان يدير شؤونهم في كل مكان أساقفة يتبعون مباشرة لخليفة نوفاسيانوس في روما. وقد وسعوا مذهبه ليشمل جميع «الذنوب المميتة» (عبادة أصنام، قتل، وزنا). وحرّم معظمهم الزواج ثانية، ولم ينل بعضهم سر تثبيت المعمودية. وبقيت حركتهم تقاوم زهاء أربعة قرون في الشرقِ، في آسيا الصغرى ومصر (أثناسيوس Athnasius) واليونان. كما حاربهم معظم لاهوتيي روما اللاتين، أمثال القديس گريگوري النازينزي Gregorius of Nazianzus والقديس أمبروز St. Ambrose وكذلك القديس أوغسطين St. Augustinus.
وفي القسطنطينية نظر لهم قسطنطين الكبير Constantinus I في بادئ الأمر على أنهم منشقون وليسوا زنادقة، ونال أساقفتهم احتراماً بالغاً، فحضر أسقفهم مجمع نيقية Nicaea سنة 325، وصادق على قانون الإيمان النيقاوي، ولكن لاحقاً أمر قسطنطين بإغلاق كنائسهم ومقابرهم، ثم شملهم هونوريوس Honorius سنة 412 في قانون ضد الزنادقة، فأغلق القديس إنوسنت الأول Innocent I بعض كنائسهم في روما، وطردهم القديس سليستين St. Celestinus أيضاً من روما، وكذلك فعل القديس كيرلس St. Cyril of Alexandria في الإسكندرية، كما أغلقت كنائسهم في أفسِوس Ephesus، وأخيراً أصدر امبراطور الشرق ثيودوسيوس الأول Theodosius I قانوناً صارماً ضدهم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المصادر
- سوسن بيطار. "نوڤاسيانوس". الموسوعة العربية.
للاستزادة
- نهاد خياطة، الفرق والمذاهب المسيحية منذ البدايات حتى ظهور الإسلام، ترجمة موسى ديب الخوري (دار أبجدية، دمشق 1999م).
- ميشيل يتيم وأغناطيوس الديك، تاريخ الكنيسة الشرقية وأهم أحداث الكنيسة الغربية (المكتبة البوليسية، بيروت 1991م).