إدوم
الإدوميون هم سكان منطقة جنوب وجنوب شرقي البحر الميت القدماء (جنوب شرقي الأردن وجنوب وادي الحسا) قطنوها منذ نهاية الألف الثاني قبل الميلاد وتنسبهم المصادر القديمة (التناخ) إلى «إدوم» وهو عيسو ابن اسحاق بن إبراهيم. ومعنى إدوم: الأحمر.
وتاريخ الإدوميين السياسي والحضاري غامض بسبب قلة الآثار والمصادر الأصلية الموثوقة التي تتحدث عنهم، فقد ورد ذكرهم في النصوص المصرية منذ القرن الثالث عشر ق.م، ولكن أغلب المعلومات عنهم تستقى من تناخ ومن الإشارات الواردة في النصوص الآشورية والكلدانية والكلاسيكية:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في العهد القديم
يشير إلى صراعات طويلة بينهم وبين العبرانيين ويعطي معلومات عن رفضهم محاولة موسى عبور أراضيهم إلى فلسطين مما اضطره إلى الالتفاف عليها. علماً بأن الواقع الجغرافي الصحراوي لا يتفق والرواية التوراتية وليس هناك أي دليل أثري لهذا العبور. وهناك إشارات إلى صراع بينهم وبين المؤابيين. كما يذكر ثمانية من ملوكهم الذين حكموا قبل أن يوجد أي كيان سياسي للعبرانيين.
تاريخ
عندما تقدم الآشوريون في بلاد الشام في عهد دولتهم الحديثة اضطر الإدوميون إلى دفع الجزية لهم إسوة بدول هذه المنطقة. كما استخدمهم الملوك الآشوريون في إخماد الثورات المناوئة لهم في بعض مناطق فلسطين. وعندما استولى الملك الكلداني نبوخذ نصر الثاني (605- 562ق.م) على أورشليم عام 586ق.م وقضى على مملكة يهودا قطن الإدوميون أجزاء من أراضيها، وبدءاً من القرن الرابع ق.م خضعوا للأنباط، القوة الصاعدة في ذلك العصر. أما عن مخلفات الإدوميين الحضارية فهي قليلة جداً إذ لم يعثر على مكتشفات أثرية كافية عنهم.
مواقع أدومية
يمكن القول إنه كانت لهم بعض المدن لعل أهمها: البصرة أو باصر وكانت عاصمة للقسم الشرقي من بلادهم ومكانها اليوم بصيرة الحديثة على بعد 32كم إلى الجنوب الشرقي من البحر الميت، ومدينة سلع أو سالع التي كانت عاصمة للقسم الجنوبي قبل أن يستولي الأنباط عليها وتصبح عاصمة لهم باسم البتراء، ومدينة عصيون جابر في موقع تل الخليفة اليوم على الطرف الشمالي لخليج حبرونة (العقبة اليوم) الواقعة على بعد 244 كم جنوب القدس وكانت عاصمة لهم. كما كانت أسدود ومر أو مريشة من مراكزهم المهمة.
وبسبب وجودهم على شواطئ البحر الأحمر الشمالية فقد كانت للإدوميين تجارة بحرية ناشطة في بعض الأوقات. أما لغتهم فهي كنعانية قريبة من اللهجات العربية والعبرية والعمونية والمؤابية.