مصطفى الكاظمي
مصطفى الكاظمي Mustafa Al-Kadhimi | |
---|---|
رئيس وزراء العراق | |
تولى المنصب 7 مايو 2020 | |
الرئيس | برهم صالح |
سبقه | عادل عبد المهدي |
وزير الخارجية | |
Acting 12 مايو 2020 – 6 يونيو 2020 | |
رئيس الوزراء | Himself |
سبقه | محمد علي الحكيم |
خلـَفه | فؤاد حسين |
مدير المخابرات الوطنية العراقية | |
تولى المنصب 7 يونيو 2016 | |
رئيس الوزراء | حيدر العبادي عادل عبد المهدي |
سبقه | زهير فاضل عباس الغرباوي |
تفاصيل شخصية | |
وُلِد | مصطفى عبد اللطيف مشتت 5 يوليو 1967[1][2] بغداد، العراق |
الجنسية | العراق، المملكة المتحدة |
الحزب | مستقل |
الإقامة | القصر الجمهوري، بغداد |
المدرسة الأم | جامعة التراث ( ليسانس الحقوق) |
الوظيفة |
|
التوقيع |
مصطفى الكاظمي (و. 1967)، هو سياسي عراقي ومحامي وبيروقراطي وضابط مخابرات سابق يشغل منصب رئيس الوزراء العراقي منذ مايو 2020.[3] وكان مدير المخابرات الوطنية العراقية،[4] عمل سابقًا ككاتب عمود في العديد من المنافذ الإخبارية ومديرًا لجهاز المخابرات الوطني العراقي منذ يونيو 2016 حتى أبريل 2020.[5][6][7][8][9][10] كان معارضا لنظام صدام وعاش في المنفى لعدة سنوات وهو حاصل على درجة البكالوريوس في القانون. سبق أن عُيِّن مديرًا تنفيذيًا لمؤسسة الذاكرة العراقية، ورُشِّح لمنصب رئيس الوزراء بعد الاحتجاجات العراقية واستقالة عادل عبد المهدي،[11][12][13] وهو من كُتاب موقع المونيتور الأمريكي.[14]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
السنوات المبكرة
وُلد مصطفى عبد اللطيف مشتت في بغداد عام 1967، وينتسب لعائلة الغريباوي في قضاء الشطرة التابع لمحافظة ذي قار، وكان ممثلاً للحزب الوطني الديمقراطي في الشطرة قبل أن يهاجر من العراق عام 1985، عن طريق كردستان العراق إلى ألمانيا ثمّ بريطانيا، عمل شقيقه صباح مستشاراً لرئيس الوزراء حيدر العبادي، ويعمل شقيقه عماد أيضًَا مستشاراً لدى مجلس رئاسة الوزراء،[15]
درس الكاظمي القانون في جامعة التراث، وكان مسؤولاً عن إصلاح جهاز المخابرات الوطني العراقي ليكون أكثر فاعلية ويلبي المعايير الدولية. أشرف على إنهاء تسييس العمل الاستخباري، وتطبيق أساليب متقدمة لجمع المعلومات وتحليلها، وتحديد الأولويات لتوسيع نطاق عمل جهاز المخابرات الوطني.[16][17] تحت قيادته، وسعت الوكالة صلاحياتها، لا سيما في مكافحة الإرهاب، داخليًا وخارجيًا، ولعبت دورًا حيويًا في حرب العراق ضد داعش.[18][19] خلال فترة ولايته، أقام علاقات مع عشرات البلدان والمكاتب العاملة داخل الاتحاد الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش.[2]
حياته المهنية
كان الكاظمي من أشد المعارضين لنظام صدام حسين.[20] هرب من العراق عام 1985 إلى إيران ثم ألمانيا، قبل أن يستقر في المملكة المتحدة، وعاش في المنفى لعدة سنوات، وأصبح في النهاية مواطنًا في المملكة المتحدة.[2]
بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، عاد الكاظمي إلى العراق وشارك في تأسيس شبكة الإعلام العراقي.[2]
وعمل الكاظمي كاتب عمود ومديراً لتحرير قسم العراق في موقع مونيتو الأمريكي، مركزاً في مقالاته على ملفات السلم المجتمعي في العراق، والكشف عن العديد من الإخفاقات التي صاحبت تجربة النظام السياسي العراقي بعد عام 2003. وأدار الكاظمي من بغداد ولندن مؤسسة الحوار الإنساني، وهي منظمة مستقلة تسعى لسد الثغرات بين المجتمعات والثقافات والتأسيس للحوار بدلاً عن العنف في حل الأزمات من خلال تعاون يقطع الحدود الجغرافية والاجتماعية.
كما عمل الكاظمي رئيساً لتحرير مجلة الأسبوعية التي كانت تصدر عن مؤسسة كردية في مدينة السليمانية تتبع لبرهم صالح خلال عامي 2010-2011، كما نشر خلال مسيرته المهنية العديد من الكتب، أبرزها "مسألة العراق.. المصالحة بين الماضي والمستقبل".
ويتبع للكاظمي عدد من الإعلاميين والصحفيين والمؤسسات الإعلامية التي تروج له بقوة وتطرح اسمه بين فترة وأخرى، ومنها مؤسسة إعلامية عراقية تتخذ من كردستان العراق مقرّا لها.
وأعلى منصب شغله الكاظمي حتى الآن هو رئاسة جهاز المخابرات الوطني العراقي منذ عام 2016 إبان سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من العراق.
رئاسة الوزراء 2020
في أبريل 2020، ظهر الكاظمي كمرشح لرئاسة وزراء العراق، بعد خلافات كبيرة داخل البيت السياسي الشيعي حول الشخصية المرشحة لتولي رئاسة الحكومة.
وقررت قوى شيعية ترشيح الكاظمي في محاولة لمنع حصول عدنان الزرفي على التأييد المطلوب، ويبدو أنها نجحت في استمالة الكرد والسنة وهو ما أربك المشهد ورفع من حظوظ الكاظمي، كما يرى ذلك الصحفي الكردي سامان نوح، وقال للجزيرة نت إن الكاظمي يعتبر شخصية شيعية معتدلة وغير حزبية وله علاقات متوازنة مع الجميع.[21]
ومع الساعات الأولى من نشر تسريبات عن احتمالية اعتذار الزرفي عن تشكيل الحكومة وتكليف الكاظمي بدلاً منه، رحب رئيس إقليم كردستان العراق نچرڤان بارزاني، بترشيح الكاظمي، داعياً الجميع لدعمه.
من جانبها، تتحدث الصحفية البغدادية هناء رياض عن السر وراء ترشيح الكاظمي أكثر من مرة لرئاسة الحكومة بالقول إنه يمتلك كاريزما وله قبول شعبي وغير متورط حتى الآن في قضايا فساد علنية، معتبرة أن افتقار الكتل والأحزاب السياسية لشخصيات تمتلك القبول لدى الشارع، إضافة إلى الغموض في شخصية الكاظمي نفسه، هو السبب في إعادة ترشيحه أكثر من مرة.
وعن سبب تأكيد البيت الشيعي على ترشيح الكاظمي، تقول رياض -وهي من الصحفيات الناشطات في دعم المظاهرات الاحتجاجية التي يشهدها العراق منذ شهور- إن "الكتل الشيعية متخوفة من سياسة الزرفي التي تبدو أنها تنوي التعامل وفق مسافة واحدة من الجميع وتقديم مصلحة العراق قبل أي شيء آخر، إضافة إلى أنها لا تمتلك حرية الرأي لكونها منقادة لإرادة إيران سواء اعترفنا بذلك أم لا".
وتوافقاً مع الكرد، أعلن تحالف القوى العراقية الذي يضم العديد من النواب السنة بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي تأييده لما وصفه بتوافق الكتل السياسية الشيعية على ترشيح الكاظمي، عازياً السبب إلى أنه يضع في اهتماماته أن يكون المرشح لرئاسة الحكومة يحظى بقبول وتأييد من المكون السياسي المسؤول عن الترشيح، وأن يتمتع بالقبول على المستوى الوطني.
ومن الأسرار التي زادت من حظوظ الكاظمي هو عدم اتفاق البيت الشيعي على مرشح معين، بحسب النائب عن تحالف القوى انتصار الجبوري، مؤكدة للجزيرة نت أن القوى الشيعية اتفقت على شخصية الكاظمي وهذا ما يدفع تحالف القوى إلى احترام هذا الموقف.
من جانبها انتقدت النائبة عن ائتلاف النصر ندى شاكر الموقف السني والكردي من دعم الكاظمي بعد أن أكمل الزرفي منهاجه الحكومي وسلمه للبرلمان، وقالت للجزيرة نت إن ترشيح الكاظمي على حساب الزرفي في هذا الوقت هو ضرب للدستور.
ويدعم تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم ترشيح الكاظمي لتشكيل الحكومة أكثر من الزرفي، بحسب النائب عن التيار أسعد المرشدي، في حين كشف للحزيرة نت عن وجود سيناريو من قبل بعض القوى السياسية "الموالية لدول إقليمية" للإطاحة بالزرفي من خلال الكاظمي. ويضيف أن هذه القوى لا تستطيع الإطاحة بالزرفي إلا من خلال الكاظمي، لأن بإمكان الزرفي المرور داخل البرلمان نحو تشكيل الحكومة، لكنها سرعان ما سُتنقلب على الثاني أيضا من خلال عدم السماح بتمرير تشكيلته داخل قبة البرلمان.
أقر البرلمان العراقي مساء 6 مايو 2020 الحكومة التي تقدم بها رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، منهياً بذلك أكثر من خمسة أشهر من الفراغ الذي غطته حكومة تصريف أعمال.
وقد استقالت حكومة رئيس الوزراء السابق، عادل عبد المهدي، إثر اندلاع مظاهرات حاشدة طالبت بتنحي النخبة الحاكمة والقضاء على الفساد الذي أدى إلى تعثر الاقتصاد العراقي، قُتل فيها مئات المتظاهرين في اشتباكات مع قوات الأمن وبعض الميليشيات المقربة من الأحزاب السياسية الحاكمة.
وسبقت تكليف الكاظمي في أبريل 2020 بتشكيل الحكومة، محاولتان فاشلتان بعد اعتذار المكلفين عدنان الزرفي، ومن قبله محمد توفيق علاوي، إثر تعثر حصولهما على تأييد الكتل الأساسية في البرلمان وفي خضم أشهر من الاحتجاجات.[22]
وتواجه حكومة الكاظمي تحديات وظروف اقتصادية صعبة يعيشها العراق في ظل انخفاض أسعار النفط وشبح تجدد الاحتجاجات المناهضة للحكومة والمطالبة باستبدال النخب والأحزاب السياسية الحاكمة.
وفي أول خطابٍ متلفزٍ له، تعهد الكاظمي بإجراء انتخابات مبكرة ومكافحة تفشي فيروس كورونا وتشريع قانون للموازنة العامة وصفه بالاستثنائي، ومحاربة الفساد وحصر السلاح بيد الدولة وإعادة النازحين إلى ديارهم.
وجاء منح الثقة لهذه الوزارة في تصويت شارك فيه 255 عضواً من أعضاء البرلمان المكون من 329 عضوا، وسبقته مفاوضات صعبة مع الكتل الكبرى الممثلة للأحزاب تحت قبة للبرلمان أدت إلى ما وصف بصفقات اللحظة الأخيرة وقادت إلى تعديلات لإرضاء هذه الكتل.
كما أُوجل التصويت على بعض المناصب الوزارية المهمة المختلف عليها كوزارتي الخارجية والنفط.
وأقر البرلمان 14 من المرشحين الذين تقدم بهم الكاظمي ورفض أربعة مرشحين وهم: هشام صالح داود لوزارة الثقافة وعبد الرحمن مصطفى لوزارة العدل وإسماعيل عبد الرضا لوزارة الزراعة وثناء حكمت ناصر لوزارة الهجرة والمهجرين.
اتهام بمقتل سليماني والمهندس
عارضت إيران وحليفها ائتلاف الفتح بشدة تعيين الكاظمي. في أبريل 2020 ، نشرت كتائب حزب الله، وهي ميليشيا شيعية عراقية تربطها صلات وثيقة بإيران وتربطها علاقات مع قوات الحشد الشعب ، بيانًا اتهم الكاظمي بالمسؤولية عن مقتل زعيمها أبو مهدي المهندس والجنرال الإيراني قاسم سليماني واتهمه بالعمل مع الولايات المتحدة.[2] في غضون ذلك، وجه الكاظمي القوات الخاصة العراقية للتحقيق في الهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء في بغداد، ووعد بمواجهة العصاة التي تدعمها إيران.[23]
التشكيلة الوزارية
- مقالة مفصلة: حكومة مصطفى الكاظمي
تشُكّلت في 7 مايو 2020، لتُسير العراق لمرحلة انتقالية، حيث نالت الثقة من البرلمان العراقي، الذي صادق على منح الثقة لـ 15 وزيرًا من حكومته، بينما تأجّل منح الثقة لعدد من الوزارات إلى وقت لاحق، بسبب الخلاف على الأسماء المُرشحة لإدارتها.
التشكيلة الوزارية
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
اغتيالات بغداد والبصرة 2020
في 19 أغسطس 2020، شهدت محافظة محافظة بغداد وذي قار والبصرة سلسلة من الاغتيالات الممنهجة. نفذ مسلحون مجهولون عدة عمليات اغتيال استهدفت ناشطين مدنيين عراقيين، اشتهروا كلهم برفض الفساد السياسي في العراق، والتنديد بالتدخل الإيراني. اغتال مسلحون الناشطة ريهام يعقوب وأصيب ثلاثة بجروح عندما فتح مسلحون مجهولون النار على سيارتهم في البصرة. وكانت ريهام ناشطة في الحركة الاحتجاجية المحلية منذ 2018 وقادت العديد من المسيرات النسائية.[24] وحسب مراسل قناة العربية، فإن 5 أشخاص قد اغتيلوا في العراق، كل منهم قد التقى بالقنصل الأمريكي في 2019، وأوضح أن إحدى المسعفات نجت من عملية اغتيال من قبل مسلحين، كما نجا الناشط زيدون عماد من محاولة اغتيال فاشلة في بغداد.
كما تعرض المتظاهر والناشط فلاح الحسناوي الرسام وخطيبته لمحاولة اغتيال بعد عودتهما إلى المنزل وسط البصرة، بعد تعرض سيارتهما لإطلاق نار من مجهولين يستقلون مركبة من نوع تويوتا، ما أدى إلى وفاة الفتاة وإصابة الحسناوي بسبعِ طلقات مازالت مستقرة في جسده. [25]
وفي تغريدة، قال رئيس الوزراء السابق إياد علاوي: "البصرة تُذبح وأبناؤها يتعرضون لحملة إعدامات غير مسبوقة على مرأى ومسمع من الحكومة وأجهزتها الأمنية من دون رقابةٍ أو حساب" وسأل: "هل سننتظر الإعلان عن تشكيل لجان تحقيق جديدة.. سرعان ما ستفشل في إعلان النتائج كما فشلت سابقاتها".
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد غرد في اليوم نفسه على تويتر إقالة قائد شرطة البصرة وعدد من مديري الأمن جاءت نتيجة لعمليات الاغتيالات الأخيرة، وقال: "سنقوم بكل ما يلزم لتضطلع القوى الأمنية بواجباتها". كما نجا عشرات الناشطين الآخرين من محاولات اغتيال بوسط البصرة، وأصيب بعضهم بجروح بالغة تطلبت دخولهم المستشفى. جاء ذلك عشية زيارة الكاظمي إلى الولايات المتحدة.
القمة الثلاثية وما بعدها
في 2 سبتمبر 2020، قام الرئيس الفرنسي إمانوِل ماكرون بزيارة بغداد، حيث التقى برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
في أغسطس من العام نفسه، عُقدت قمة ثلاثية مصرية-أردنية-عراقية، في عمان لتدشين ما أسمي "مشروع الشام الجديد" أو "المشرق الجديد"، وهو مشروع اقتصادي وفق النسق الأوروپي، من خلاله ستكون تدفقات رأس المال والتكنولوجيا، بشكل أكثر حرية، كما قال مصطفى الكاظمي لصحيفة واشنطن پوست، غداة زيارته إلى الولايات المتحدة والتي حفلت بتفاهمات إقتصادية ضخمة بقيمة 8 مليارات دولار، فضلاً عن إطلاق حوار إستراتيجي بين البلدين، يمهد لإنسحاب أمريكي متدرج وهادى يلبي مصالح البلدين من جهة ومتطلبات التفاهمات الإيرانية العراقية من جهة ثانية.[26]
هذا اللقاء المشرقي لا يمت بصلة إلى نظرية الأقليات التي لطالما روج لها كثيرون. محاولة عراقية للتموضع ضمن الهوامش المتاحة أمريكياً وإيرانياً، تقابلها مصلحة مصرية وأردنية بتموضع لا يتناقض وإلتزامات الدول الثلاث مع الولايات المتحدة. تموضع يجعل العراق ينأى بنفسه عن صراعات الإقليم ويحاول أن يستثمر أفضل علاقات مع جيرانه العرب، كما مع جاره الإيراني. في هذا السياق، يجري الحديث عن زيارة قريبة للكاظمي إلى السعودية، وهي لن تكون بمعزل عن المشروع الذي أرسيت دعائمه في القمة الثلاثية، خصوصاً وأن الكاظمي ناقش التنسيق السعودي ـ العراقي بشأن النفط وعناوين اقتصادية أخرى مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في اتصال هاتفي قبل إجتماعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترمپ.
لم يدلِ الكاظمي بتصريح شجب فيه مسألة التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي، بل اكتفى بالقول "هذا قرار إماراتي، ولا ينبغي لنا التدخل"، وهو ما يشي برغبة عراقية في السير قدماً نحو خيار الاحتواء وعدم المواجهة مع المحيط الخليجي، فضلاً عما تردد عن نية رئيس وزراء العراق زيارة أبو ظبي بعد إنتهاء زيارته السعودية. ولعل البعض أخذ لهذا التصريح مآلات أبعد من مجرد الانفتاح على المحيط الخليجي، لا سيما وأن مناخ التطبيع العلني يسري بقوة في المحيط العربي، إماراتياً، سودانياً، بحرينياً، وقريباً سعودياً على ما يبدو، علماً أن مصر والأردن هما من أوائل الدول التي دشنت مسار التطبيع.
وعند زيارته الأخيرة لطهران، حظي الكاظمي بإستقبال مميز، وكان لافتاً للإنتباه إجتماعه بالمرشد السيد علي خامنئي، وهو إستقبال لم يكن وارداً لو أن طهران تشتبه بدور ما للكاظمي في قضية إغتيال الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، فضلاً عن التقنين الذي تخضع له كل المواعيد مع خامنئي منذ تفشي ڤيروس كورورنا. الكاظمي أبلغ القادة الإيرانيين أنه يتفهم مصالح إيران وأنها دولة جارة وهو حريص على إقامة علاقات "دولة مع دولة"، ولكنه صارح الإيرانيين بالحاجة العراقية إلى قوات أمريكية لا للقتال بل بهدف التدريب وبناء القدرات (ضمناً تخفيف الحصار عن بلاده). وهذه التوليفة المركبة والمعقدة تظهر أن الكاظمي يحاول إمساك العصا من الوسط، سواء بسعيه إلى تخفيف القبضة الإيرانية وفي الوقت نفسه الحفاظ على أفضل علاقات مع أميركا.
ثم جاءت زيارة مستشار الأمن الوطني العراقي السابق ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض إلى سوريا في أواخر أغسطس 2020، وهي أول زيارة لمسؤول عراقي منذ تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الكاظمي، لتؤكد أن الأخير لن يكون شريكاً في أي مشروع يهدف إلى حصار سوريا، بل هو حريص على أن تكون سوريا جزءاً من اللقاء المشرقي، وهو كان قد أجرى إتصالات مع القيادة السورية، عندما كان مديراً للمخابرات وتعاون مع أجهزتها الأمنية في مجال تبادل المعلومات وإلقاء القبض على العديد من الشبكات الإرهابية، وبالتالي، ليس مستبعداً أن يزور الكاظمي العاصمة السورية، "في الوقت المناسب وبضوء أصفر أمريكي"، علماً أن الرئيس اللبناني ميشال عون وجه دعوة إلى الكاظمي لزيارة لبنان وقد وعد بتلبيتها، ومن غير المستبعد حصولها بعد نيل حكومة مصطفى أديب ثقة مجلس النواب، إذا بلغ مسار التأليف شاطى الأمان. يذكر أن الكاظمي كان قد أبلغ المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم عند إستقباله له في منتصف مايو 2020، أنه أكثر حماسة من اي وقت مضى لخيار التكتل الإقتصادي المشرقي الذي يضم العراق ولبنان وسوريا والأردن ومصر وفلسطين، ولذلك، شكلت قمة عمان خطوة أولى في هذا الإتجاه.
وأخيراً جاءت زيارة الرئيس الفرنسي إمانوِل ماكرون إلى العراق، في 2 سبتمبر 2020، في إطار مبادرة فرنسية لدعم مسيرة السيادة العراقية وتشجيع الكاظمي على النأي ببلاده عن الأزمات الإقليمية المتشعبة. كما تأتي بعد زيارته الأخيرة إلى لبنان، حيث ظهر التناغم جلياً بين ماكرون وحزب الله، في إنعكاس واضح لتفاهمات إيرانية فرنسية. كذلك، لم يعد خافياً سعي فرنسا لكبح التمدد التركي في الشرق الأوسط، بعدما بلغ الموقف حد الخشية من مواجهة عسكرية على خلفية ملف الغاز. وهنا يتقاطع العراق وفرنسا في الشكوى من “التغول التركي”.
وبدا لافتاً أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد قدّم محاضرة في عاشوراء يشرح فيها الظروف التي أدت بالإمام الحسن إلى عقد صلح (الأحرى تسميته بالهدنة لا بالصلح، على حد تعبيره).. وهو خطاب بدا شبيهاً بخطاب السيد علي الخامنئي قبيل التوقيع على الاتفاق النووي في عام 2015، حيث تحدث في خطبة شبيهة عن الظروف التي دفعت الإمام الحسن إلى هذا الصلح، وقد أعطى حركته السياسية آنذاك عنوان "المرونة البطولية".
وكان لافتاً للإنتباه أنه خلال زيارتي مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية ديڤد هيل ومن بعدها الزيارة الحالية للدبلوماسي الأمريكي ديڤد شنكر المسؤول عن ملف ترسيم الحدود البحرية، أن واشنطن تتجاهل هذا الملف، وهذا الأمر يعكس تريثاً إسرائيلياً في تقديم أجوبة على ردود لبنانية من جهة وعدم إستعجال أميركي من جهة ثانية، من دون إستبعاد إحتمال تلزيم هذا الملف، أي ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل إلى الفرنسيين.
ولا يمكن تجاهل الملف الأكثر حساسية في الساحتين العراقية واللبنانية وهو ملف الحشد الشعبي العراقي وسلاح حزب الله اللبناني، وهما ملفان يصعب إيجاد تسويات محلية لهما، ولذلك، من المتوقع تعامل الفرنسيين معهما بواقعية أكبر، أي تركهما إلى اللحظة التي تختمر فيها ظروف التسوية الكبرى، تحديداً بين واشنطن وطهران.
ومن الواضح أن الفرنسيين شجعوا على إستمرار المبادرة العراقية القاضية بإستمرار تقديم أطنان من مساعدات المحروقات العراقية إلى معامل الكهرباء في لبنان عن طريق البر السوري، وهم يملكون تصورا لمعالجة قضية الكهرباء في كل من العراق ولبنان، وسيقدمون العروض التي تحظى بموافقة الأميركيين وحكومتي هذين البلدين، وبينها إطلاق مشروع نووي لتوليد الكهرباء في العراق فضلا عن ملفات فرنسية ـ عراقية عديدة، أبرزها ملف النقل.
علاقاته
إيران
اللقاء الذي جمع أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني برئيس جهاز المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي لم يكن على جدول اعمال الضيف الإيراني. وأوضح المصادر بأن اللقاء جرى بشكل عابر خلال زيارة شمخاني الى مقر إقامة رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم الذي توسط للكاظمي عند المسؤول الإيراني. واشارت الى ان الاخير الكاظمي وسّط الحكيم من اجل اللقاء بشمخاني، مشيرة الى ان الأخير وافق على اجراء لقاء قصير لم يستمر اكثر من 15 دقيقة. وبحسب المصادر المطلعة ذاتها فإن اللقاء تم بأجواء متوترة على خلفية الانتقادات التي وجهها المسؤول الإيراني لجهاز المخابرات العراقي على خلفية تقصيره بمنع عملية اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في مطار بغداد. وحمّل شمخاني، بحسب المصادر ذاتها، جهاز المخابرات مسؤولية هذا الخرق الذي وصفه بالخطير، وعرض الاستفادة من إمكانيات أجهزة المخابرات الإيرانية لمواجهة حرب التجسس التي تنفذها اميركا على الاراضي العراقية. واشارت المصادر الى ان الكاظمي طلب من شمخاني التوسط عند كتائب حزب الله التي وجهت له انتقادات غير مسبوقة، لكن المسؤول الايراني رفض التدخل بـ"شؤون تخصّ العراقيين". وتشير المصادر الى ان الكاظمي سافر الاسبوع الماضي الى بيروت لطلب الوساطة من مسؤولي حزب الله لكنهم رفضوا طلبه. وكانت صفحات ووكالات محلية، تنشط ضمن الجيش الالكتروني التابع لرئيس المخابرات، نشرت بشكل واسع خبر لقاء الكاظمي بشمخاني، فيما ذهبت بعض المواقع الى اعتبار الكاظمي اول مسؤول عراقي يلتقيه الضيف الايراني. لكن المصادر اشارت الى ان رئيس المخابرات استعان بعلاقاته الشخصية للتأثير على قنوات عربية سعودية واخرى محسوبة على "محور المقاومة"، وطلب من اداراتها ابراز خبر لقائه بشمخاني كخبر عاجل. واستعان الكاظمي، بحسب المصادر ذاتها، برجل دين على صلات وثيقة بالسعودية والجانب الاميركي لغرض ترطيب الاجواء، إلا ان هذه الوساطة باءت بالفشل ايضا.[27]
أفادت وسائل إعلام عراقية وأجنبية، في 21 نوفمبر 2020، بأن لقاء جمع رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، مع قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قآني في بغداد. ووفقاً لما أوردته وسائل الإعلام، فإن الكاظمي دعا قآني إلى زيارة بغداد والتقيا في مكتب رئيس الحكومة العراقية وسط العاصمة بغداد. واستمرت زيارة قائد فيلق القدس الإيراني إلى بغداد ثلاثة أيام. وبحث اللقاء تخفيف التوترات بين الحكومة العراقية والفصائل المسلحة المقربة من إيران، وطلب الكاظمي من قآني العمل على إقناع الفصائل بتخفيف التوتر.[28]
في 12 سبتمبر 2021، أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، عقب محادثات مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في طهران عن توصلهما إلى اتفاق على إلغاء التأشيرة بين العراق وإيران. وقال رئيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع الكاظمي عقد بعد محادثاتهما في طهران اليوم الأحد، إنه "تم اتخاذ عدة قرارات في الاجتماع المشترك مع الكاظمي"، وأضاف أن "الكاظمي وافق على زيادة حصة إيران بشأن زائري الأربعينية"، كما "تم الاتفاق على إلغاء التأشيرة بين العراق وإيران". وأضاف: "لدينا علاقات عميقة مع العراق"، مشيرا إلى "أننا نتطلع لتعزيز العلاقات بين العراق وإيران".[29]
من جانبه، قال الكاظمي إن "مجموعة من الملفات الثنائية، تمت مناقشتها مع الرئيس الإيراني، منها ملف تعزيز العلاقات الاخوية والروابط التاريخية". وأوضح أنه "تمت مناقشة الملفات اقتصادية والربط السككي وزيادة التبادل التجاري"، مؤكدا "العمل على تحويل الملفات المشتركة لمصلحة الشعبين العراقي والإيراني". وقال: "نشكر كل من وقف مع العراق في حربه ضد داعش"، مشيدا "بموقف إيران والوقوف مع العراق منذ اللحظة الاولى في الحرب ضد داعش". وكان الكاظمي قد وصل، اليوم الأحد، على رأس وفد حكومي كبير إلى طهران، لإجراء اجتماعات مع المسؤولين الإيرانيين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
السعودية
يعرف الكاظمي كيف يكون صديقاً لعدوين في ما بينهما. فبعودته الميمونة إلى طهران، لم ينس صداقاته القديمة. خلال زيارة نادرة مع حيدر العبادي في عام 2017 إلى الرياض، المنافس الإقليمي لطهران، شوهد وهو يعانق مطولاً صديقه الشخصي، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.[30]
أعلنت الحكومة العراقية في 1 أبريل 2021، التوقيع على خمس اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع السعودية، فيما أعلنت الرياض عن تأسيس صندوق مشترك مع بغداد رأس ماله 3 مليارات دولار. وذكر بيان للحكومة العراقية: "جرت مراسم توقيع اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي بين الحكومتين، واتفاقية تمويل الصادرات السعودية، وكذلك اتفاقية مشتركة للتعاون في مجال التخطيط التنموي للتنويع الاقتصادي وتنمية القطاع الخاص". جاء ذلك في أعقاب زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للسعودية.[31]
وبحسب البيان، وقعت مذكرة للتعاون المشترك بين دار الكتب والوثائق الوطنية العراقية ودار الملك عبد العزيز في السعودية، كما وقعت مذكرة تفاهم بين شبكة الإعلام العراقي وهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية. من جهتها أعلنت الحكومة السعودية، عن الاتفاق على تأسيس صندوق سعودي عراقي مشترك يقدر رأس ماله بثلاثة مليارات دولار.
واتفق الجانبان على التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة وتفعيل وتسريع خطة العمل المشتركة، تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي العراقي، مع ضرورة الاستمرار في التعاون وتنسيق المواقف في المجال البترولي، ضمن نطاق عمل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) واتفاق (أوبك +)، مع الالتزام الكامل بمقتضيات الاتفاق، وآلية التعويض، وبجميع القرارات التي تم الاتفاق عليها، بما يضمن استقرار أسواق البترول العالمية.
كما أكد الاتفاق على إنجاز مشروع الربط الكهربائي لأهميته للبلدين، وتعزيز التنسيق في مجال الدعم والتأييد المتبادل في إطار الدبلوماسية متعددة الأطراف، وتعزيز فرص الاستثمار للشركات السعودية ودعوتها إلى توسيع نشاطاتها في العراق وفي مختلف المجالات وفي جهود إعادة الإعمار.
الولايات المتحدة
اتهمت كتل سياسية وخصوصاً الشيعية منها، الكاظمي بعلاقته المتينة بالأمريكيين، وهو ما وقف عائقاً أمام ترشيحه لرئاسة الحكومة بعد استقالة عادل عبد المهدي، وهي التهمة التي واجهها عدنان الزرفي الذي يحمل الجنسية الأمريكية، والاثنان مقربان من رئيس الجمهورية الحالي برهم صالح.
الوساطة بين السعودية وإيران
على مدى سنوات، كان مسؤولو بغداد ينقلون الرسائل بين إيران والسعودية، إثر انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل كامل عام 2016.
بدأأسفرت ت مساعي العراق وإلى مباحثات مباشرة في أبريل 2021 بين مسؤولي طهران والرياض، للمرة الأولى منذ انقطاع العلاقات بينهما، رغم أنها جرت في أجواء سرية.
وكانت الرياض قد قطعت علاقاتها مع طهران في يناير 2016، يعد هجوم على سفارتها بالعاصمة الإيرانية وقنصليتها في مشهد (شمال شرق)، نفّذه محتجون على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر.
كذلك تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتهمها بـ"التدخل" في شؤون دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
وتمكن الكاظمي في جعل العراق وسيطاً بدلاً من نقل الرسائل بين البلدين كما كان ساريا إبان عهد الحكومات السابقة، وحقق إنجازًا فشل فيه العديد من الدول".[32]
في 30 أبريل قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في مقابلة مع صحيفة "الصباح" العراقية، إن التفاهم بين إيران والسعودية "بات قريباً"، وذلك بعد استئناف جلسات الحوار الإيراني السعودي في بغداد خلال أبريل الجاري، بعد توقفها نحو 8 أشهر.
وأضاف الكاظمي: "لدى العراق مصلحة مباشرة في تحقيق تفاهمات بين دول المنطقة وتحقيق الاستقرار الإقليمي، ونظراً لامتلاكنا علاقات جيدة مع الطرفين ومع أطراف إقليمية ودولية متباينة، تمكّنا من إيجاد أجواء حوار إيجابية على أرض العراق، الكثير منها لم يُعلن عنه".
في 17 مايو 2022، كشفت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، عن لقاء مرتقب بين وزيري خارجية كل من السعودية وإيران في بغداد.
ونقلت الوكالة، المقربة من الحرس الثوري، عن عضو بالبرلمان الإيراني قوله: "وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان سيلتقيان في العراق في المستقبل القريب".
وأضاف أن الوزيرين سيبحثان القضايا الثنائية ومنها إعادة فتح سفارتي البلدين والقضايا الإقليمية ومنها الأزمة اليمنية.
ولاحقا قالت وزارة الخارجية الإيرانية إنه "لا تطور جديدا" في المحادثات بين إيران والسعودية منذ أبريل.[33]
كشفت وكالة "فارس" للأنباء في مايو أنه من المتوقع أن يلتقي وزيرا خارجية إيران والسعودية في العراق.
ونقلت الوكالة عن عضو بالبرلمان الإيراني، لم تسمه، أن "وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان سيلتقيان في العراق في المستقبل القريب".
وأضاف أن الوزيرين سيبحثان القضايا الثنائية ومنها إعادة فتح سفارتي البلدين والقضايا الإقليمية ومنها الأزمة اليمنية.[34]
محاولة اغتياله
عند فجر يوم 7 نوفمبر 2021، أصدر الإعلام الأمني العراقي بياناً يعلن فيه تعرض رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية مصطفى الكاظمي لمحاولة اغتيال فاشلة، بواسطة طائرة مسيرة مفخخة حاولت استهداف مكان إقامته في المنطقة الخضراء ببغداد. وأكد البيان أن الكاظمي لم يصاب بأي أذى وهو بصحة جيدة. وأكد مصدر أمني إنه تم اعتراض مُسيّرة يعتقد أنها حاولت استهداف منزل رئيس الورزاء العراقي مصطفى الكاظمي في بغداد.[35] وأوضحت المصدر أن "أفراد حماية منزل الكاظمي تمكنوا من إسقاط الطائرة المُسيّرة".
وتأتي الحادثة بعد يومين من صدامات تمت في محيط المنطقة الخضراء، بين متظاهرين معترضين على نتائج الانتخابات الأخيرة وقوات الأمن، أدت إلى سقوط العشرات من الجرحى من كلا الجانبين.[36]
سرقة القرن
في 3 مارس 2023 أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية، عن صدور أوامر قبض وتحرٍّ بحق 4 مسؤولين كبار في حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي على خلفية اتهامات بتسهيل الاستيلاء على مبالغ الأمانات الضريبية، أو ما بات يعرف بـ«سرقة القرن» التي كشف عنها أواخر 2022 النائب مصطفى جبار سند.
وأوضحت أن «أوامر القبض والتحري صدرت بحق كل من: وزير المالية السابق علي عبد الأمير علاوي، ومدير مكتب رئيس مجلس الوزراء القاضي رائد جوحي والسكرتير الشخصي لرئيس مجلس الوزراء أحمد نجاتي والمستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في الحكومة السابقة مشرق عباس».
وصدرت أوامر القبض والتحري، طبقا لبيان الهيئة «استناداً إلى أحكام المادة (316) من قانون العقوبات، وجاءت على خلفية تهمة تسهيل الاستيلاء على مبالغ الأمانات الضريبية» وكذلك «صدور أوامر بحجز أموالهم المنقولة وغير المنقولة؛ استناداً إلى أحكام المادة (184/أ) من قانون أصول المحاكمات الجزائية». [37]
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أعلن، في نوفمبر 2022، استرداد جزء من نحو 2.5 مليار دولار من الأموال المسروقة من الأمانات الضريبية.
وقال السوداني، خلال مؤتمر صحافي آنذاك، إن الجهات المختصة تمكنت من استرداد الدفعة الأولى البالغة أكثر من 182 مليار دينار (124.7 مليون دولار)، مشيراً إلى تشكيل لجان تحقيق لتدقيق الصكوك المصروفة من الأمانات الضريبية.
وبحسب السوداني، كشفت لجنة التحقيق عن "المقصرين" بتسهيل الاستيلاء على أموال الأمانات، لافتاً إلى أن "هناك جهات داخل هيئة الضرائب وأخرى رقابية ومسؤولة سهلت عملية سرقة الأمانات".
وكشفت وثيقة من الهيئة العامة للضرائب أنه تم دفع 2.5 مليار دولار بين سبتمبر 2021 وأغسطس 2022 من خلال 247 صكاً صرفتها 5 شركات، ثم سُحبت الأموال نقداً من حسابات هذه الشركات التي يخضع أصحابها لأوامر توقيف. [38]
وفي 5 مارس 2023 استنكر مصطفى الكاظمي، صدور أوامر اعتقال بحق مسؤولين في حكومته، قائلاً إن هذه الإجراءات تتخذها جهات تحقيق "مرتبطة بقوى وأحزاب وميول سياسية".
وقال الكاظمي في بيان أصدره مكتبه الإعلامي: "نؤكد عدم ثقتنا في كل الإجراءات التنفيذية التي قادت إلى صدور أوامر قبض بحق مسؤولين في الحكومة العراقية السابقة".
ودعا الكظمي، القضاء العراقي، إلى "القيام بدوره"، كما طالب بـ"تحقيق دولي شفاف وعادل يشمل كل أطراف القضية بما يضع الجميع أمام مسؤوليته ويوقف التلاعب والانتقائية والانتقام السياسي".
واعتبر الكاظمي أن هذا النوع من الإجراءات التنفيذية " يعد مؤشراً على نهج سياسي في استهداف وتصفية كل من ارتبط بالعمل مع الحكومة السابقة". [39]
حياته الشخصية
هو متزوج من ابنة مهدي العلاق، القيادي في حزب الدعوة الإسلامية.[40] ولديه ابنتين.
مؤلفاته
- مسألة العراق
- انشغالات إسلامية
- علي بن أبي طالب الإمام والإنسان
- المصالحة بين الماضي والمستقبل
مرئيات
مؤتمر صحفي للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، طهران، 12 سبتمبر 2021. |
المصادر
- ^ "Is Mustafa Al-Kadhimi Sunni or Shiite?". Jannah News. 8 November 2021. Retrieved 24 May 2022.
- ^ أ ب ت ث ج "Who is Mustafa al-Kadhimi, Iraq's new prime minister?". Al Jazeera. 7 May 2020.
- ^ "Mustafa al-Kadhimi sworn in as prime minister of Iraq". Rudaw (in الإنجليزية). 7 May 2020. Retrieved 6 May 2020.
- ^ "IMF". www.iraqmemory.com. Retrieved 2020-01-31.
- ^ "King receives Iraqi PM's envoy | King Abdullah II Official Website". kingabdullah.jo. Retrieved 2020-01-31.
- ^ "Impersonating U.S. Intelligence Official, Oregon Man Wrote to Iraqi Prime Minister". KDRV News (in الإنجليزية). Retrieved 2020-01-31.
- ^ "Iraq's Shiite rivals agree on prime minister". Arab News (in الإنجليزية). 2018-09-18. Retrieved 2020-01-31.
- ^ Pollack, Kenneth M. (2018-10-05). "Opinion | Iraq Gets a Government—and It Was Worth the Wait". Wall Street Journal (in الإنجليزية الأمريكية). ISSN 0099-9660. Retrieved 2020-01-31.
- ^ "King invited to Kuwait-hosted rebuild Iraq event next month". Jordan Times (in الإنجليزية). 2018-01-22. Retrieved 2020-01-31.
- ^ "مجلس الوزراء يعفي رئيس جهاز المخابرات ويختار مصطفى الكاظمي بدلاً عنه".
{{cite web}}
: CS1 maint: url-status (link) - ^ https://web.archive.org/web/20200131060224/https://www.alhurra.com/a/%D9%8A%D8%B3%D9%82%D8%B7_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D8%AA%D9%88%D9%8A%D8%AA%D8%B1-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B9%D9%86-%D8%AD%D8%B8%D9%88%D8%B8-%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%B8%D9%85%D9%8A-/531632.html.
{{cite web}}
: Missing or empty|title=
(help); Text "archive_date2020-01-31" ignored (help) - ^ "مَن هو مصطفى الكاظمي؟". www.nasnews.com.
{{cite web}}
: Text "archive_date2020-02-24" ignored (help) - ^ "سيرة حياة مصطفى الكاظمي.. المرشح لمنصب رئيس الوزراء".
{{cite web}}
: Cite has empty unknown parameter:|access_date=
(help); Text "archive_date2020-02-24" ignored (help) - ^ "مصطفى الكاظمي". www.al-monitor.com. Retrieved 2020-02-24.
{{cite web}}
: Text "archive_date2016-12-23" ignored (help) - ^ "من هو رئيس الحكومة العراقي المكلّف مصطفى الكاظمي؟".
- ^ "Iraqi man sentenced for illegally using US insignia". Star Tribune.
- ^ "Mark as favorite Iraq gets a government—and it was worth the wait".
- ^ "Basnews". www.basnews.com.
- ^ Mamouri, Ali (3 December 2019). "Iraq on brink of abyss: What happens next?". Al-Monitor (in الإنجليزية). Retrieved 31 January 2020.
- ^ "IMF". www.iraqmemory.com. Retrieved 31 January 2020.
- ^ "رئيس المخابرات يشغل الشارع العراقي.. من هو رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي؟". الجزيرة نت. 2020-04-09. Retrieved 2020-04-10.
- ^ "حكومة مصطفى الكاظمي: من هم أبرز الوزراء في حكومة العراق الجديدة؟". بي بي سي. 2020-05-07. Retrieved 2020-05-07.
- ^ Marsin Alshamar (13 November 2020). "Six months into his premiership, what has Mustafa al-Kadhimi done for Iraq?". brookings.edu.
- ^ "العراق.. الاغتيالات تتصاعد في بغداد والبصرة و ذي قار". منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. 2020-08-20. Retrieved 2020-08-20.
- ^ "العراق.. حملة اغتيالات ضد ناشطين مناهضين لإيران". العربية نت. 2020-08-20. Retrieved 2020-08-20.
- ^ "ماكرون يتجول في بلاد ما بين "المُصطَفيْن"". 180 پوست. 2020-09-03. Retrieved 2020-09-03.
- ^ "الكاظمي يوسّط الحكيم للقاء شمخاني.. و"حزب الله" يغلق بوجهه الابواب". عراقي24. 2020-03-09.
- ^ "الكاظمي يجتمع بقائد فيلق القدس الإيراني في بغداد". روسيا اليوم. 2020-11-21. Retrieved 2020-11-21.
- ^ "الكاظمي ورئيسي يتفقان على إلغاء التأشيرة بين العراق وإيران". روسيا اليوم. 2021-09-12. Retrieved 2021-09-12.
- ^ "مصطفى الكاظمي رجل مخابرات لا يعادي أحداً". فرانس 24. 2020-04-09. Retrieved 2020-04-10.
- ^ "تأسيس صندوق عراقي سعودي برأس مال قدره 3 مليارات دولار". روسيا اليوم. 2021-04-01. Retrieved 2021-04-01.
- ^ "هل ينجح العراق في إنهاء قطيعة السعودية وإيران؟ (تقرير)". aa. 2021-07-07. Retrieved 2022-06-27.
- ^ "اجتماع سعودي إيراني رفيع المستوى في العراق قريبا". عربي 21. 2022-05-17. Retrieved 2022-06-27.
- ^ "إعلام: وزيرا خارجية إيران والسعودية يلتقيان قريبا في العراق". العين. 2022-05-17. Retrieved 2022-06-27.
- ^ العربية
- ^ الشرق
- ^ "أوامر توقيف بحق 4 مسؤولين كبار في حكومة الكاظمي السابقة". aawsat. 2023-03-04. Retrieved 2023-04-20.
- ^ ""سرقة القرن" في العراق.. أوامر بالقبض على 4 مسؤولين كبار بالحكومة السابقة". asharq. 2023-03-04. Retrieved 2023-04-20.
- ^ "الكاظمي يستنكر اعتقال مسؤولين بحكومته: جهات التحقيق مسيسة". asharq. 2023-03-05. Retrieved 2023-04-20.
- ^ ""الكاظمي".. المرشح التوافقي "الأول" لرئاسة الحكومة العراقية". www.aa.com.tr. Retrieved 2020-04-09.
{{cite web}}
: Unknown parameter|تاريخ الأرشيف=
ignored (help); Unknown parameter|مسار الأرشيف=
ignored (help)
مناصب حكومية | ||
---|---|---|
سبقه زهير فاضل عباس الغرباوي |
مدير المخابرات الوطنية العراقية 2016–2020 |
تبعه ??? |
مناصب سياسية | ||
سبقه عادل عبد المهدي |
رئيس وزراء العراق 2020–الحاضر |
تبعه الحالي |
- بيروت
- ألمانيا
- الشرق الأوسط
- الولايات المتحدة
- بريطانيا
- حزب الله
- صدام حسين
- أحمد الجلبي
- حزب الدعوة الإسلامية
- الغزو الأمريكي للعراق
- كردستان العراق
- منظمة الدول المصدرة للنفط
- جامعة هارڤرد
- علي خامنئي
- جامعة پرنستون
- عادل عبد المهدي
- قاسم سليماني
- حيدر العبادي
- دونالد ترمپ
- البنك الدولي
- إمانوِل ماكرون
- محمد توفيق علاوي
- CS1 الإنجليزية الأمريكية-language sources (en-us)
- CS1 maint: url-status
- CS1 errors: unrecognized parameter
- CS1 errors: missing title
- CS1 errors: bare URL
- CS1 errors: unsupported parameter
- Short description is different from Wikidata
- مواليد 5 يوليو
- مواليد 1967
- شهر الميلاد مختلف في ويكي بيانات
- يوم الميلاد مختلف في ويكي بيانات
- أشخاص من بغداد
- أشخاص أحياء
- موظفون سياسيون في العراق
- رؤساء وزراء العراق
- شيعة عراقيون