قانصوه الغوري
الأشرف قانصوه الغوري | |
---|---|
سلطان مصر | |
العهد | 20 أبريل 1501 – 24 أغسطس 1516 |
سبقه | طوماني باي الأول |
تبعه | طومان باي الثاني |
وُلِد | ح. 1441 |
توفي | 24 أغسطس 1516 (عمره 75–76) دابق، بالقرب من حلب، سوريا |
الأسرة المالكة | المماليك البرجية |
السلطان الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردي الغوري (و. 850 هـ/1446م)، هو السلطان المملوكي السادس والأربعون وهو العشرون من المماليك الجراكسة. كان أصله جركسي من مماليك الأشرف قايتباي، أعتقه وجعله من جملة المماليك الجمدارية، ثم خاصكياً، ثم كشافاً في الوجه القبلي سنة 886هـ، ثم أنعم عليه الأشرف قايتباي بإمرة عشرة سنة 889هـ وخرج في بعض التجريدات العسكرية إلي حلب، ثم تولى نيابة طرطوس، ثم عين حاجباً بحلب ثم نائباً لملطية، ثم أنعم عليه الملك الناصر محمد بن قايتباي بإمرة ألف ثم رأس نوبة النوب زمن الظاهر قانصوه خال الملك الناصر محمد بن قايتباي، ثم ترقى إلي دوادار كبير. وفى دولة الأشرف جنبلاط عين وزيراً.
ثم نودى به سلطاناً على مصر سنة 906 هـ- 1501م وظل في ملك مصر إلى أن قتل في معركة مرج دابق شمال حلب سنة 1516 بعد خيانة جان بردي الغزالي وخاير بك له وانضمامهما للجيش العثماني.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
السنوات المبكرة
وُلد عام 1446، وكان أصله جركسي من مماليك الأشرف قايتباي، أعتقه وجعله من جملة المماليك الجمدارية.
توليه الحكم
في يوم الإثنين أول شوال سنة 906هـ أجمع الأجناد على تولية قانصوه الغوري سلطنة مصر وأحضر القضاة والخليفة العباسي المستمسك بالله يعقوب وبايعوه بالسلطنة، ودقت له الطبول وجلس على سرير الملك، وهو رافضاً له خاشياً من بطش الأمراء به، فهو ليس بافضلهم، ولكن الأمراء الكبار تجنبوا الإقدام على السلطنة خوفاً من بعضهم البعض، فأرادوا تولية من هو أضعف منهم حتى إذا أرادوا إقالته كان ذلك عليهم يسيرا.
فقبل السلطنة بعد أن اشترط على الأمراء أن لا يقتلوه إذا أرادوا خلعه فقبلوا منه ذلك, واستمر في السلطنة خمس عشرة سنة وتسعة أشهر وخمسة وعشرين يوماً.
صفات الغوري الشخصية وطموحاته السياسية لم تكن السبب في توليه السلطنة كما كان الحال عند سابقية من السلاطين والملوك المماليك، بل كانت طموحات غيره من الأمراء هي إدارة شئون الدولة وتحقيق مطامعهم على حساب سلطان ضعيف يمكن اعتباره كبش فداء عند الحاجة إلي ذلك، إلا أنه أخلف ظنهم جميعاً، فكان لسنه الذي قارب على الستين أثر في إكسابه الحنكة والدهاء، فكان قوي التدبير فثبت حكمه تثبيتاً عظيماً وأخذ يتربص بأكابر الأمراء حتى قمعهم وأفناهم وصفت له المملكة ولم يتبق له فيها منازع.
ولكن مال إلي الظلم والتعسف والنهب في أموال الناس, حتى انقطعت بسببه المواريث, فضج أهل مصر منه، فسلط الله عليه السلطان سليم الأول فأزال ملكه وهزم جيشه في موقعة مرج دابق سنة (923هـ/1517م) حيث قتل السلطان فأمر الأمير "علان" عبداً من عبيده فقطع رأس السلطان وألقى بها بعيداً، حتى لا تقع جثة السلطان الغوري بيد السلطان سليم فيطوفون برأسه على جميع البلاد، ولم يتعرف على جثته بعد إنقضاء المعركة.
الحرب الپرتغالية المملوكية
كان الپرتغاليون في ذلك الوقت قد اكتشفوا طريق رأس الرجاء الصالح وسيطروا عليه وكانوا يتطلعون إلى البحر الأحمر من أجل تحقيق حلم السيطرة على كل طرق التجارة فاستولوا على الحبشة ثم هاجمت سفنهم سواحل مصر والحجاز في عهد السلطان الغوري وحاولوا كسب تعاطف باقي أوروبا معهم بإكساب حملتهم على دولة المماليك بعداً صليبياً وأعلنوا أن هدفهم الرئيسي هو الأراضي المقدسة في مكة والمدينة، أمر السلطان ببناء الشون وأرسل الحاميات البرية إلى السواحل لمنع تقدم البرتغاليين على الأرض، ثم بعد اكتمال جاهزية السفن بدأت معارك بحرية عنيفة وصفها ابن زنبل الرمّال في تأريخه نجحت فيها البحرية المملوكية في طرد السفن الپرتغالية من البحر الأحمر والاحتفاظ به كبحيرة مملوكية مغلقة، ثم تقدمت سفن المماليك في المحيط الهندي وهاجمت القلاع الپرتغالية على سواحل اليمن وعُمان وإيران وشرق أفريقيا ثم طورت هجومها باتجاه المستعمرات الپرتغالية في الهند لمساندة حاكم كگرات الهندية الموالية للمماليك وهزموا الپرتغاليين بالفعل عام 1508 في معركة شاول إلا أن الپرتغاليين تمكنوا من إعادة تجميع أسطولهم وهاجموا اسطول المماليك في معركة ديو 1509 فهزموهم هزيمة قاسية فانسحب المماليك واكتفوا بالسيطرة على البحر الأحمر.
التدخلات العثمانية-الصفوية
بدأ العثمانيون في الظهور كقوة صاعدة في المنطقة منذ النصف الأول من القرن الرابع عشر وعند قيام دولة بني عثمان أتخذ العثمانيون من مدينة "بورصة" في آسيا الصغرى عاصمة لهم وبمرور الوقت بدأت الدولة الفتية في التوسع حتى أستولت على منطقة آسيا الصغرى بأكملها وتوجت انتصارات العثمانيين بنجاح السلطان محمد الفاتح في فتح القسطنطينية عام 1453.
وقد أتسمت العلاقات المصرية العثمانية في بادئ الأمر بسياسة المودة والتحالف حيث تحالفت الدولة المملوكية والدولة العثمانية ضد الخطر البرتغالي المهدد للسيادة المملوكية في البحر الأحمر وكذلك تحالفت الدولة المملوكية مع نظيرتها العثمانية ضد غارات المغول بقيادة تيمورلنك وبقايا الصليبيين. إلا انه سرعان ما تصاعدت حدة التوتر بين الدولتيين خاصة مع اقتراب حدود الدولة العثمانية مع أملاك المماليك.
ظهرت الدولة الصفوية الشيعية في الشرق في إيران والعراق عام 1501 وبرزت تطلعاتهم نحو الشام مبكراً، ففي عام 1507 قامت قوة صفوية بمهاجمة حامية ملطية التابعة للمماليك، ورد الغوري بقوة إذ أمر بحشد 1500 من قواته واستعدوا لحرب الصفويين وقبل أن تخرج القوة من القاهرة وصل رسل من الشاه إسماعيل الصفوي تقدم اعتذاراً عما حدث وزعموا أنه لخطأ ما، وبدا الرسل ريفيين أجلافاً وهم بداخل قصر القاهرة الأنيق مما حدا بقانصوه لإهمال الصفويين، وبرغم تكرارهم للهجمات لاحقا إلا أنه اكتفى بإرسال أمير عشرة لمعسكر الصفويين لأمرهم بالإنسحاب. غير السلطان من نظرته للصفويين تماما عام 1511 إذ وقعت في يده رسائل من الشاه إسماعيل لملوك أوروبا يستحثهم على حرب المماليك والعثمانيين من الغرب بينما يهاجمهم هو من الشرق، أخذ السلطان التهديد الصفوي على محمل الجد وارتاب من تحركات الشاه إسماعيل.
تطورت الأحداث بعد ذلك بين الشاه إسماعيل والسلطان سليم الأول سلطان العثمانيين وبدت الحرب على مقربة بينهم وبحث كل من الطرفين على مساعدة السلطان الغوري ضد الأخر فآثر التزام الحياد، وهُزم الصفويون هزيمة شنيعة في معركة جالديران على يد السلطان سليم في 1514 الذي قام بعد المعركة بالهجوم على إمارة ذو القدر التابعة للمماليك وإبادتها، مما أدى لزوال كافة الدول العازلة للمماليك عن العثمانيين.
سقوط سلطنة المماليك
- مقالة مفصلة: معركة مرج دابق
مع تطور الأحداث لم يجد السلطان الغوري بدا من ملاقاة العثمانيين لصد خطرهم على الدولة المملوكية والتى كانت مركزا للخلافة الإسلامية العباسية، ومن ثم تقابلت الجيوش المصرية بقيادة السلطان قانصوه الغوري مع الجيوش العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول وذلك في منطقة مرج دابق بالشام في أغسطس 1516 ميلادية ونتيجة لخيانة بعض القادة للغوري (خاير بك - القاضي يونس - جان برد الغزالي) هُزم الجيش المصري بقيادة الغوري ولقى الغوري حتفه تحت سنابك الخيل العثمانية.
حبه للعمارة
كان الغوري مغرماً بالعمارة فازدهرت في عصره، واقتدى به أمراء دولته في إنشاء العمائر، و قد خلف ثروة فنية جلها خيرية ، بمصر وحلب والأقطار الحجازية . واهتم بتحصين مصر فأنشأ قلعة العقبة وأصلح قلعة الجبل وأبراج الإسكندرية. وجدد خان الخليلى فأنشأه من جديد وأصلح قبة الإمام الشافعى ومسجد الإمام الليث وأنشأ منارة للجامع الأزهر. وله مجموعة أثرية مهمة مكونة من وكالة وحمام ومنزل ومقعد وسبيل وكتاب ومدرسة وقبة و مسجد.
وتذكر الروايات التاريخية أن السلطان الغوري كان مغرما بالعمارة وفنونها وهو ما شجع على إزدهارها في عصره، واقتدى به أمراء دولته. كما عنى السلطان بإنشاء الحدائق واقتناء الطيور المغردة.
مجموعة السلطان الغوري
- مقالة مفصلة: مجموعة السلطان الغوري
تقع تلك المجموعة الفريدة من المباني الاثرية على ناصية شارع المعز التاريخي الذى يعتبر أطول شوارع العالم الأثرية عند تقاطعه مع شارع الغورية. وتعد المجموعة الواقعة في الشارع عددا من المواقع الأثرية تتكون من قبة ووكالة وحمام ومنزل ومقعد وسبيل وكتاب وخانقاه.
وكالة الغوري
- مقالة مفصلة: وكالة الغوري
الوكالة عبارة عن مبنى لإقامة التجار الوافدين للقاهرة ومكان لتخزين بضائعهم حتى يتم بيعها. وتعتبر وكالة الغوري من أكمل وأروع الوكالات في مصر وتتكون من فناء مكشوف مستطيل الشكل محاط من جميع الجوانب بقاعات على خمس طوابق. حيث كان يتم تخزين البضائع في الطابق الأرضي والطابق الأول بينما خصص باقي الطوابق لسكن التجار.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مدرسة قانصوه الغوري
يطلق عليها مدرسة وجامع الغورية نسبة للغوري وتقع بنهاية شارع المعز بالغورية وهي مكونة على صحن مكشوف مربع الشكل يحيط به أربعة أيوانات والتي خصصت لدراسة المذاهب الأربعة (الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي).
مصحف قنصوه الغوري
استغرق الأمر 45 يوماً حتى تتفاوض وزارة الثقافة المصرية على طرح مخطوطة قرآنية نادرة للبيع في مزاد تشيسويك بالمملكة المتحدة أواخر عام 2019. وأشادت الوزارة بالجهود الدؤوبة التي تبذلها دار الكتب والوثائق القومية المصرية.
المخطوطة القرآنية هي الجزء السادس عشر من مخطوطة نادرة مملوكية تعود للسلطان قانصوه الغوري (1446-1516). تحتوي المخطوطة على 30 صفحة بخط النسخ، ويبدأ بالخط الإسلامي المذهب، والنص مؤطر بزخارف ذهبية جميلة.
استعادت دار الكتب والوثائق القومية المصرية العديد من المخطوطات بين أبريل ونوفمبر 2018، بما في ذلك الجزء الرابع من مخطوطة قانصوه الغوري القرآنية.
في عام 2013، احتجت مصر وأوقفت بيع دار المزادات الفرنسية أوسينات لمخطوطة قرآنية مأخوذة من القاهرة خلال حملة ناپليون على مصر خلال القرن الثامن عشر.
المخطوطة المكونة من 47 صفحة لسورتي الفاتحة والبقرة، مأخوذة من الجامع الأزهر في القاهرة. هذا هو المكان الذي كان فيه مقر الثوار ضد الغزو الناپليوني عام 1978. أنقذه من نهب الثورات جان-جوزيف مارسيل، المهندس المتخصص الذي رافق ناپليون في الحملة المصرية. قدمت السفارة المصرية احتجاجات قوية، وقرر بيت المزادات الفرنسي وقف بيع المخطوطة.
أنظر أيضاً
المراجع
- The Mameluke; Or, Slave Dynasty of Egypt, 1260-1517, A. D. - By William Muir
- كنعان اونلاين
ألقاب ملكية | ||
---|---|---|
سبقه الظاهر جمقمق |
سلطان مملوكي 1501-1516 |
تبعه طومان باي الثاني |