أسرة يوان

Coordinates: 39°54′N 116°23′E / 39.900°N 116.383°E / 39.900; 116.383
يوان العظيم

大元
Dai Ön Ulus
1271–1368
أسرة يوان في 1294 (گوريو كدولة تابعة)
أسرة يوان في 1294 (گوريو كدولة تابعة)
المكانةامبراطورية
العاصمةدادو (بـِيْ‌جينگ المعاصرة)، شانگ‌دو
اللغات الشائعةالصينية
المنغولية
Persian[1]
الدين البوذية (الصينة والتبتيةالطاوية، الكونفوشية، الديانة التقليدية الصينية، وكذلك الشامانية/Tengriism، المسيحية (النسطوريةالإسلام
الحكومةملكية
الامبراطور 
• 1260–1294
قبلاي خان
• 1333–1370 (Cont.)
اوخآتو خان
المستشار 
الحقبة التاريخيةالعصور الوسطى
• Establishment
December 18 1271
• غزو سونگ الجنوبية
4 فبراير 1276
1279
• سقوط دادو
14 سبتمبر 1368
التعداد
• 1290
75,306,000
• 1293
79,816,000
• 1330
84873000
• 1351
87587000
Currencyفي الغالب عملة ورقية (چاو)، وكانت تستخدم كميات قليلة من الكاش
سبقها
تلاها
امبراطورية المنغول
أسرة سونگ
أسرة يوان الشمالية
أسرة منگ
تاريخ الصين
المعاصر

أسرة يوان (صينية: �; پن‌ين: Yuáncháo; [ɥǎn tʂʰɑ̌ʊ]; بالمنغولية: Dai Ön Ulus/Yekhe Yuan Ulus[2]؛ إنگليزية: Yuan Dynasty) , or Great Yuan Empire (الصينية المبسطة: 大元帝国؛ الصينية التقليدية: 大元帝國؛ پن‌ين: Dà Yuán Dìguó�) كانت أسرة حاكمة أسسها الزعيم المنغولي قبلاي خان، الذي حكم الصين الحالية، وكل منغوليا الحالية والمناطق المحيطة بها[3] lasting officially from 1271[4] حتى 1368.[5] كانت تعتبر كقسم من امبراطورية المنغول وكأسرة صينية. في التاريخ الصيني، تلت أسرة يوان أسرة سونگ وخلفتها أسرة مينگ. بالرغم من أن الأسرة قد تأسست على يد قبلاي خان، فإن جده الأكبر جنكيز خان قد وضع في السجلات الرسمية على أنه مؤسس الأسرة أو تاي‌زو (صينية: 太祖�). بجانب امبراطور الصين، فقد زعم قبلاي خان أيضاً أنه حامل لقب الخان الأعظم، صاحب السيادة على خانات المنغول الأخرى (خانية چاگاتاي، القبيل الذهبي، إلخانات)؛ ومع ذلك فقد اعترف بهذا الزعم فقط من قبل الإلخانيين، الذين كانوا بالرغم من ذلك يتمتعون بالحكم الذاتي. بالرغم من أن الأباطرة التاليين في أسرة يوان كان معترف بهم من قبل ثلاث إلخانات غربية مستقلة فعلياً على أنهم أصحاب السيادة العليا اسمياً، فقد استمرت كل واحدة من تلك الإلخانات في تقدمها بشكل منفصل. أحياناً يشار إلى يوان على أنها امبراطورية الخان الأعظم، حيث يحمل أباطرة المنغول من أسرة يوان لقب الخان الاعظم لجميع خانات المنغول.[6][7][8]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ


قبلاي خان وأريق بوكه

تأسيس الأسرة

قبلاي خان، من أحفاد جنكيز خان ومؤسس أسرة يوان


حكم قبلاي خان

أسرة يوان ح. 1294، گوريو كدولة تابعة.


عملة ورقية من عهد أسرة يوان ولوح الطباعة الخاص بها، 1287.

الحكام المبكرون بعد قبلاي

A Yuan Dynasty jade belt plaque featuring carved designs of a dragon.


أواخر عهد أسرة يوان

The Bailin Temple Pagoda of Zhaoxian County, Hebei Province, built in 1330 during the Yuan Dynasty.


عملة معدنية من عهد أسرة يوان.


يوان الشمالية

ولايات المنغول الغابرة وأراضيها في القرن الرابع عشر.


الوقع

A Yuan Dynasty blue-and-white porcelain dish with fish and flowing water design, mid fourteenth century, Freer Gallery of Art.
Hand cannon from the Yuan Dynasty
Archbishop John of Cilician Armenia, in a painting from 1287. His dress displays a Chinese dragon, an indication of the thriving exchanges with the Mongols during the period.

كان هناك تنوع ثقافي غني في عهد أسرة يوان. تمثلت الانجازات الثقافية الهامة في تطور الدراما والرواية والاستخدام المتزايد للكتابة بالعامية. الوحدة السياسية للصين والتجارة الرائجة بين الشرق الغرب في معظم آسيا الوسطى. الاتصالات الموسعة للمنغول بين غرب ىسيا واوروپا أنتج قدر كبير من التبادل الثقافي. الثقافات والشعوب الأخرى في امبراطورية المنغول كان متأثرة بشكل كبير أيضاً بالصين. سهلت بشكل كبير التجارة عبر آسيا حتى فترة تراجعها؛ الاتصالات بين أسرة يوان وحلفيها وتابعها في فارس، شجعت إلخانات على التطور.[9][10] كان للبوذية تأثير كبير على حكومة يوان، البوذية التانترية التبتية كان لها تأثير كبير على الصين في تلك الفترة. مسلمو أسرة يوان أدخلوا علم الخرائط، علم الفلك، الطب، الملابس والنظام الغذائي الشرق أوسطي إلى شرق آسيا. الحاصلات الشرق أوسطية مثل الجزر، اللفت، وأنواع جديدة من الليمون والباذنجان، والبطيخ، والسكر عالي الجودة، والقطن جميعها أدخلت أو انتشرت بنجاح في عهد أسرة يوان.[11]

A plate made of lacquer, wood, and paper from the Yuan dynasty. The Chinese were able to perfect a method of making lacquer. Decorating this plate are parrots and peonies. The parrot was a symbol of fidelity; and because of its ability to mimic human speech, it was believed to be a suitable companion to a woman whose husband was away from home. The bird would be able to inform each person of the other's activities. The peony was a symbol of female virtue. When shown in full bloom, it is a token of love, affection, and feminine beauty.[12]متحف برمنگام للفنون.

الألات الموسيقية الغربية أدخلت لإثراء الفنون الصينية التطبيقية الصينية. يعود لتلك الفترة الدخول إلى الإسلام، والذي حدث بواسطة مسلمي آسيا الوسطى، إلى أعداد متزايدة من الصينيين في شمال غرب وجنوب غرب البلاد. النسطورية الجديدة والرومانية الكاثوليكية أيضاً تمتعت بفترة من التسامح. البوذية (خاصة البوذية التبتية) انتعشت في تلك الفترة، بالرغم من أن الطاوية عانت من الاضطهاد لصالح البوذية من قبل حكومة يوان. الممارسات والخبرات الحكومية الكوفنشيوسية كانت معتمدة على الكلاسيكيات، والتي كان معمولاً بها في شمال الصين أثناء فترة الانقسام، والتي أعادها بلاط اليوان، ربماً أملاً في المحافظة على مجتمع الهان. حدث تقدم في مجالات أدب الرحلات، رسم الخرائط، الجغرافيا والتعليم العلمي.

بعذ الابتكارات والمنتجات الصينية، مثل الملح الصخري، تقنيات الطباعة، الخزف الصيني، أوراق اللعب والأدب الطبي، تم تصديرها لاوروپا وغرب آسيا، بينما أصبح انتاج الزجاج الرقيق والكلوازون منتشراً في الصين. امبراطور مينگ ژو يوان‌ژانگ (1368–97) كان معجباً بتوحيد المنغول للصين وتبنى نظام حاميتها.[11]

أول رحلات مسجلة قام بها اوروپيون للصين ترجع إلى ذلك الوقت. أشهر رحالة في تلك الفترة كان ماركو پولو البندقي، الذي قام برحلة إلى "كامبالوك"، عاصمة الخان الأعظم، وأثارت حياته هناك دهشة الشعب الاوروپي. تقرير رحلاته Il milione (أو، المليون، اشتهر بالإنگليزية باسم رحلات ماركو پولو)، ظهرت حوالي عام 1299. يجادل البعض حول دقة تقارير ماركو پولو بسبب إفتقادها الإشارة إلى سور الصين العظيم، بيوت الشاي، والتي كان معلماً بارزاً من منذ تبني الاوروپيين ثقافة الشاي، وكذلك practice of foot binding من قبل النساء في عاصمة الخان الاعظم. يقترح البعض أن ماركو پولو حصل على معظم معلوماته عن طريق الاتصال بالتجار الفرس حيث أن الكثير من الأماكن كانت تحمل الأسماء الفارسية.[13]

قامت أسرة يوان بالأعمال العامة الموسعة. الاتصالات البرية والمائية أعيد تنظيمها وتطورت. لمكافحة أي مجاعة المحتملة، تم بناء الصوامع على إمتداد الامبراطورية. مدينة بكين أعيد بناؤها وشيد قصر جديد يضم بحيرات صناعية، تلال وجبال، ومنتزهات. في عهد أسرة يوان، أصبحت بكين المحطة الأخيرة لقناة الصين العظيمة، والتي تم تجديدها بالكامل. هذه التحسينات التجارية شجهت التجارة البرية والبحرية في آسيا ويسرت الاتصالات الصينية المباشرة مع اوروپا. الرحالة الصينيون إلى الغرب كان يمكنهم تقديم المساحلة في مثل تلك المناطق مثل الهندسة الهديروليكية. الاتصالات مع الغرب أدت إلى إدخال المحصول الغذائي الرئيسي إلى الصين، الذرة الرفيعة، إلى جانب المنتجات الغذائية الأجنبية وطرق الطهي.

أسرة يوان (1271-1368) كانت أول أسرة من أصول غير صينية تحكم عموم الصين. في تأريخ منغوليا، كانت تعتبر بصفة عامة استمرار لامبراطورية المنغول.[14]اشتهر المنغول بعبادة السماء الخالدة، وحسب الأيديولوجيا المنغولية التقليدية تعتبر يوان "بداية عدد لا حصر له من المخلوقات، أساس السلام والسعادة، سلطة الدولة، حلم الكثير من الناس، بالإضافة إلى أنه ليس هناك شيء كبير أو الثمينة" كان قد غزا الصين بأكمله.[15] من جهة أخرى، في التأريخ الصيني التقليدي عادة ما تعتبر أسرة يوان الأسرة الشرعية بين أسرة سونگ وأسرة مينگ.[16] مع ملاحظة، أن أسرة يوان تقليدياً كانت ممتدة لتشمل امبراطورية المنغول قبل تأسيس قبلاي خان الرسمي ليوان عام 1271، إلى حد ما لأن قبلاي كان جده الأكبر جنكيز خان قد وضع في السجل الرسمي على أنه مؤسس الأسرة أو تاي‌زو (صينية: 太祖). بالرغم من أن التأريخ التقليدي وكذلك الآراء الرسمية (تشمل حكومة [[أسرة مينگ) التي أطاحت بأسرة يوان)، هناك شعوب صينية لا تعتبر أسرة يوان أسرة شرعية في الصين، لكن تعتبر حكمها فترة هيمنة أجنبية. يعتقد هؤلاء أن صينيو هان كانوا يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، وأن الصين شهدت فترة ركود اقتصادي وعلمي؛ وكذلك، التكنولوجيات الصينية مثل البارود والبوصلة انتشرت إلى اوروپا في عهد أسرة يوان. لكن هناك أيضاً آراء أخرى.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحكومة

المجتمع

أسلوب الحياة الإمبراطوري

Painting of Kublai Khan on a hunting expedition, by Chinese court artist Liu Guandao, c. 1280.


الطبقات الاجتماعية

تمثال بوذي من الپورسلين الأبيض من أسرة يوان.

سياسياً، نظام الحكومة الذي أسسه قبلاي خان كان نظام وسط بين الاقطاع التراثي المنغولي والنظام الاوتوقراطي-البيروقراطي الصيني التقليدي. ومع ذلك، فمن الناحية الاجتاعية فالنخبة الصينية المتعلمة بصفة عامة لم تحظ بنفس التقدير الذي كانت تحظى به في عهد الأسرات الصينية الأصلية. بالرغم من أن النخب الصينية التقليدية لم تكن تحظى بنصيب من السلطة، فالمنغول والسومويون (جماعات متحالفة مختلفة من آسيا الوسطى والطرف الغربي للامبراطورية) كانوا لا يزالون غرباء إلى حد كبير على التيار الثقافي الصيني، وأعطى هذا الانقسام نظام يوان صبغة "استعمارية".[17] ربما بسبب الخوف من انتقال السلطة إلى العرقية الصينية في عهدهم، عامل المنغول الصينيين بعدم مساواة. منحوا المزايا للمنغول والسوميين حتى بعد عودة الاختبار الامبراطوري في القرن 14. بصفة عامة لم يصل الصينيون الشماليون أو الجنوبيون إلى المناصب العليا في الحكومة مقارنة بالفرس في إلخانات.[18] فيما بعد، استجابة للاعتراضات على استخدام "البربر" في حكومته، رد امبراطور مينگ يونگل قائلاً: "...كان التمييز يستخدم من قبل المنغول في في عهد أسرة يوان، الذين كانوا يوظفون فقط "المنغول والتتار" ويستبعدون الصينيين الشماليين والجنوبيين وكان هذا هو ما تسبب في وقوع الكارثة لهم". [19] المؤرخ المنغولي، چولووني دالاي، اعترف بأن الحملات العسكرية المنغولية اللانهائية (خاصة في الفترة الأولى من حكمهم) تسببت في أعباء مالية واجتماعية-اقتصادية على الصينين، الكوريين والجماعات العرقية الأخرى تحت حكمهم.

وظفت الامبراطورية المنغولية الكثير من الأجانب على مدار تاريخها. قبلاي أدخل التسلسل الهرمي عن طريق تقسيم السكان في أسرة يوان إلى الطبقات التالية:

التجار الشركاء أو المشرفون من غير المنغول عادة ما كانوا إما مهاجرين أو جماعات عرقية محلية. بالتالي، فقد كان في الصين المسلمين الاويغور، التركمان، والفرس، والمسيحييين. الأجانب من خارج الامبراطورية المنغولية، مثل عائلة پولو، كانوا محل ترحيب في كل مكان.

وبالرغم من المكانة المرموقة المعطاة للمسلمين، إلا أن بعض سياسات أباطرة يوان ميزت بشدة ضدهم، وحدت من الذبح الحلال والممارسات الإسلامية الأخرى مثل الختان، وذلك الذبح الكوشر لليهود، مما أجبرهم على أكل الطعام على الطريقة المنغولية.[20] وهي في طريقها للنهاية، أصبح الفساد والاضطهاد شديد جداً حيث انضم الجنرالات المسلمون إلى الهان الصينيين في تمردهم ضد المنغول. ژو يوان‌ژانگ مؤسس مينگ كان لديهم جنرالات مسلمين مثل لان يو الذي تمرد ضد المنغول وهزمهم في القتال. بعد التجمعات المسلمة كان لها اسم في الصينية يعني "البركات" أو "الشكر"، يزعم الكثير من مسلمي هوي أن السبب في ذلك يرجع إلى أنهم لعبوا دوراً هاماً في الإطاحة بالمنغول وأطلق عليهم هذا الاسم تقديراً لهم من الهان الصينيين على مساعدتهم إياهم.[21]

في المتاجر

ازدهرت الصناعة في تلك الأيام ازدهاراً لم ير له مثيل في كافة أنحاء الأرض قبل القرن الثامن عشر. فمهما تتبعنا تاريخ الصين إلى ماضيه السحيق وجدنا الحرف اليدوية منتشرة في البيوت والتجارة رائجة في المدن.

أنشئت في أيام قبلاي خان طرق عامة رصفت بالحجارة ولكنها لم يبق منها الآن إلا جوانبها. أما شوارع المدن فلم تكن سوى أزقة لا يزيد عرضها على ثمان أقدام صممت لكي تحجب الشمس، وكانت القناطر كثيرة العدد جميلة في بعض الأحيان، ومن أمثلتها القنطرة الرخامية التي كانت عند القصر الصيفي، وكان التجار والمسافرون يستخدمون الطرق المائية بقدر ما كانوا يستخدمون الطرق البرية، وكان في البلاد قنوات مائية يبلغ طولها 25,000 ميل، ولم يكن في الأعمال الهندسية الصينية ما يفوق القناة الكبرى التي تربط هانجتشاو بتيانشين والتي يبلغ طولها 650 ميلاً، والتي بُدئ في حفرها سنة 300 م وتم في عهد كوبلاي خان، لم يكن يفوقها إلا السور العظيم. وكانت القوارب المختلفة الأشكال والأحجام لا ينقطع غدوها ورواحها في الأنهار، ولم تكن تتخذ وسائل للنقل الرخيص فحسب بل كانت تتخذ كذلك مساكن للملايين من الأهلين الفقراء.

والصينيون تجار بطبعهم وهم يقضون عدة ساعات في المساومات التجارية، وكان الفلاسفة الصينيون والموظفون الصينيون متفقين على احتقار التجار، وقد فرض عليهم أباطرة أسرة هان ضرائب فادحة وحرموا عليهم الانتقال بالعربات ولبس الحرير.

وكان أفراد الطبقات الراقية يطيلون أظافرهم ليدلوا بعملهم هذا على أنهم لا يقومون بأعمال جثمانية، كما تطيل النساء الغربيات أظافر أيديهن لهذا الغرض عينه(64)، وقد جرت العادة أن يعد العلماء والمدرسون والموظفون من الطبقات الراقية، وتليهم في هذا طبقة الزراع، ويأتي الصناع في المرتبة الثالثة، وكانت أوطأ الطبقات طبقة التجار لأن هذه الطبقة الأخيرة- على حد قول الصينيين- لا تجني الأرباح إلا بتبادل منتجات غيرها من الناس.

لكن التجار مع ذلك آثروا ونقلوا غلاّت حقول الصين وسلع متاجرها إلى جميع أطراف آسية، وصاروا في آخر الأمر الدعامة المالية للحكومة الصينية. وكانت التجارة الداخلية تعرقلها الضرائب الفادحة، وأما التجارة الخارجية فكانت معرضة لهجمات قُطّاع الطريق في البر والقرصان في البحر. ومع هذا فقد استطاع التجار الصينيون أن ينقلوا بضائعهم إلى الهند وفارس وبلاد النهرين ورومة نفسها في آخر الأمر بالطواف حول شبه جزيرة الملايو بحراً وبالسير في طرق القوافل التي تخترق التركستان(55). وكانت أشهر الصادرات هي الحرير والشاي والخوخ والمشمش والبارود وورق اللعب، وكان العالم يرسل إلى الصين بدل هذه الغلات والبضائع الفِصْفِصَة والزجاج والجزر والفول السوداني والدخان والأفيون.

وكان من أسباب تيسير التبادل التجاري نظام الائتمان والنقود. فقد كان التجار يقرض بعضهم بعضاً بفوائد عالية تبلغ في العادة نحو 36%، ونقول إنها عالية وإن لم تكن أعلى مما كانت في بلاد اليونان والرومان(65). وكان من أسباب ارتفاع سعر الفائدة ما يتعرض له المرابون من أخطار شديدة، فكانوا من أجل ذلك يتقاضون من الأرباح ما يتناسب مع هذه الأخطار، ولم يكن أحد يحبهم إلا في مواسم الاستدانة. ومن الحكم الصينية المأثورة قولهم: "السارقون بالجملة ينشئون المصارف"(57). وأقدم ما عرف من النقود ما كان يتخذ من الأصداف البحرية والمدي والحرير.

ويقول ماركو بولو عن خزائن كوبلاي خان: "إن دار السك الإمبراطورية تقوم في مدينة كمبلوك (پكين)، وأنت إذا شاهدت الطريقة التي تصدر بها النقود قلت إن فن الكيمياء أتقن أتقاناً لا إتقان بعده، وكنت صادقاً فيما تقول. ذلك أنه يصنع نقوده بالطريقة الآتية"، ثم أخذ يستثير سخرية مواطنيه وتشككهم فيما يقول وعدم تصديقهم إياه فوصف الطريقة التي يؤخذ بها لحاء شجر التوت فتصنع منه قطع من الورق يقبلها الشعب ويعدها في مقام الذهب(60). ذلك هو منشأ السيل الجارف من النقود الورقية الذي أخذ من ذلك الحين يدفع عجلة الحياة الاقتصادية في العالم مسرعة تارة ويهدد هذه الحياة بالخراب تارة أخرى.

المخترعات والعلوم

لقد كان الصينيون أقدر على الاختراع منهم على الانتفاع بما يخترعون. فقد اخترعوا البارود في أيام أسرة تانج، ولكنهم قصروا استعماله وقتئذ على الألعاب النارية، وكانوا في ذلك جد عقلاء؛ ولم يستخدموه في صنع القنابل اليدوية وفي الحروب إلا في عهد أسرة سونج (عام 1161م). وعرف العرب ملح البارود (نترات البوتاسيوم)- وهو أهم مركبات البارود- في أثناء اتجارهم مع الصين وسموه "الثلج الصيني" ونقلوا سر صناعة البارود إلى البلاد الغربية، واستخدمه العرب في أسبانيا في الأغراض الحربية، ولعل سير روجر بيكون أول من ذكره من الأوربيين قد عرفه من دراسته لعلوم العرب أو من اتصاله بده- برو كي الرحالة الذي طاف في أواسط آسية.

الرياضيات

وقد خلف عالمها الرياضي المعمر جانج تسانج (المتوفى في عام 152ق.م) وراءه كتاباً في الجبر والهندسة فيه أول إشارة معروفة للكميات السالبة. وقد حسب دزو تسو تشونج- جي القيمة الصحيحة للنسبة التقريبية إلى ثلاثة أرقام عشرية، وحسن المغنطيس أو "الأداة التي تشير إلى الجنوب"، وقد وردت إشارة عنه غير واضحة قيل فيها إنه كان يجري التجارب على سفينة تتحرك بنفسها(68).

واخترع تشانج هنج آلة لتسجيل الزلازل (سيزموغرافيا) في عام 132م . ولكن علم الطبيعة الصيني قد ضلت معظم أبحاثه في دياجير الفنج جوي السحرية واليانج والين من أبحاث ما وراء الطبيعة . وأكبر الظن أن علماء الرياضة الصينيين قد أخذوا الجبر عن علماء الهند، ولكنهم هم الذين أنشئوا علم الهندسة في بلادهم مدفوعين إلى هذا بحاجتهم إلى قياس الأرض(70). وكان في وسع الفلكيين في أيام كنفوشيوس أن يتنبئوا بالخسوف والكسوف تنبؤاً دقيقاً، وأن يضعوا أساس التقويم الصيني بتقسيم اليوم إلى اثنتي عشرة ساعة وتقسيم السنة إلى اثني عشر شهراً يبدأ كل منها بظهور الهلال، وكانوا يضيفون شهراً آخر في كل بضع سنين لكي يتفق التقويم القمري مع الفصول الشمسية(71). وكانت حياة الصينيين على الأرض تتفق والحياة في السماء؛ وكانت أعياد السنة تحددها منازل الشمس والقمر، بل إن نظام المجتمع من الناحية الأخلاقية كان يقوم على منازل الكواكب السيارة والنجوم.

الطب

وكان الطب في الصين خليطاً من الحكمة التجريبية والخرافات الشعبية. وكانت بدايته فيما قبل التاريخ المدون، ونبغ فيه أطباء عظماء قبل عهد أبقراط بزمن طويل، وكانت الدولة من أيام أسرة جو تعقد امتحانا سنوياً للذين يريدون الاشتغال بالمهن الطبية، وتحدد مرتبات الناجحين منهم في الامتحان حسب ما يظهرون من جدارة في الاختبارات. وقد أمر حاكم صيني في القرن الرابع قبل المسيح أن تشرح جثث أربعين من المجرمين المحكوم عليهم بإعدامهم، وأن تدرس أجسامهم دراسة تشريحية، ولكن نتائج هذا التشريح وهذه الدراسة قد ضاعت وسط النقاش النظري، ولم تستمر عمليات التشريح فيما بعد. وكتب جانج جونج- تنج في القرن الثاني عدة رسائل في التغذية والحميات ظلت هي النصوص المعمول بها مدى ألف عام، وكتب هوا- دو في القرن الثالث كتاباً في الجراحة، وأشاع العمليات الجراحية باختراع نبيذ يخدر المريض تخديراً تاماً. ومن سخافات التاريخ أن ضاعت أوصاف هذا المخدر فيما بعد، ولم يعرف عنها شيء. وكتب وانج شو-هو في عام 300 بعد الميلاد رسالة ذائعة الصيت عن ضربات القلب(72).

وفي أوائل القرن السادس كتب داو هونج- جنج وصفاً شاملاً لسبعمائة وثلاثين عقاراً مما كان يستخدم في الأدوية الصينية، وبعد مائة عام من ذلك الوقت كتب جاو يوان- فانج كتاباً قيماً في أمراض النساء والأطفال ظل من المراجع الهامة زمناً طويلاً. وكثرت دوائر المعارف الطبية في أيام أباطرة أسرة تانج كما كثرت الرسائل الطبية المتخصصة التي تبحث كل منها في موضوع واحد في عهد الملوك من أسرة سونج(73). وأنشئت في أيام هذه الأسرة كلية طبية؛ وإن ظل طريق التعليم الطبي هو التمرين والممارسة. وكانت العقاقير الطبية كثيرة متنوعة حتى لقد كان أحد مخازن الأدوية منذ ثلاثمائة عام يبيع منها بنحو ألف ريال في اليوم الواحد(74). وكان الأطباء يطنبون ويتحذلقون في تشخيص الأمراض، فقد وصفوا من الحميات مثلاً ألف نوع، وميزوا من أنواع النبض أربعاً وعشرين حالة. واستخدموا اللقاح في معالجة الجدري، وإن كانوا لم يستخدموا التطعيم للوقاية منه، ولعلهم قد أخذوا هذا عن الهند، ووصفوا الزئبق للعلاج من الزهري. ويلوح أن هذا المرض الأخير قد ظهر في الصين في أواخر أيام أسرة منج وأنه انتشر انتشاراً مروعاً بين الأهلين، وأنه بعد زواله قد خلف وراءه حصانة نسبية تقيهم أشد عواقبه خطورة. غير أن الإجراءات الصحية العامة والأدوية الواقية، والقوانين الصحية لم تتقدم تقدماً يذكر في بلاد الصين؛ كما كان نظام المجاري والمصارف نظاماً بدائياً إذا كان قد وضع لهما نظام على الإطلاق(75). وقد عجزت بعض المدن عن حل أول الواجبات المفروضة على كل مجتمع منظم- ضمان ماء الشرب النقي والتخلص من الفضلات.

وكان الصابون من مواد الترف التي لا يحصل عليها إلا الأثرياء الممتازون، وإن كان القمل وغيره من الحشرات كثير الانتشار. وقد اعتاد الصيني الساذج أن يهرش جسمه ويخدشه وهو مطمئن هادئ هدوء الكنفوشيين. ولم يتقدم علم الطب تقدماً يستحق الذكر من أيام شي هوانج-دي إلى أيام الملكة الوالدة. ولعل في وسعنا أن نقول هذا القول بعينه من علم الطب في أوربا من عهد أبقراط إلى عهد باستير. وغزا الطب الأوربي بلاد الصين في صحبة المسيحية ولكن المرضى الصينيين من الطبقات الدنيا ظلوا إلى أيامنا هذه يقصرون الانتفاع به على الجراحة. أما فيما عداها فهم يفضلون أطباءهم وأعشابهم القديمة على الأطباء الأوربيين والعقاقير الأوربية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

ملاحظات

^ a: http://zh.wikipedia.org/wiki/%E4%B8%AD%E5%9B%BD%E4%BA%BA%E5%8F%A3%E5%8F%B2#.E5.85.83

^ b: http://zh.wikipedia.org/wiki/%E4%B8%AD%E5%9B%BD%E4%BA%BA%E5%8F%A3%E5%8F%B2#.E5.85.83

الهامش

  1. ^ Ralph Kauz (2010). Ralph Kauz (ed.). Aspects of the Maritime Silk Road: From the Persian Gulf to the East China Sea (illustrated ed.). Otto Harrassowitz Verlag. p. 89. ISBN 3447061030. Retrieved 2010-06-28.
  2. ^ حسب بعض المصادر مثل "Volker Rybatzki, Igor de Rachewiltz-The early mongols: language, culture and history, p.116", the full Mongolian name is "Dai Ön Yeke Mongghul Ulus".
  3. ^ Christopher P.Atwood – Encyclopedia of منغوليا والامبراطورية المنغولية
  4. ^ تأسست يوان رسمياً في هذه السنة. ومع ذلك فلم تكن قد سيطرت بعد على عموم جنوب الصين حتى عام 1279، عندما تم سحق آخر مقاومة لسونگ الجنوبية.
  5. ^ استمرت بقايا يوان تحكم [[منغوليا] بعد عام 1368، عندما كانت تعرف بيوان الشمالية.
  6. ^ Micheal Prwadin – The Mongol Empire and its legacy
  7. ^ J.J.Saunders – The history of Mongol conquests
  8. ^ Rene Grousset – The Empire of Steppes
  9. ^ Gregory G.Guzman - Were the barbarians a negative or positive factor in ancient and medieval history?, The historian 50 (1988), 568-70
  10. ^ Thomas T.Allsen - Culture and conquest in Mongol Eurasia, 211
  11. ^ أ ب C.P.Atwood- Encyclopedia of Mongolia and the Mongol Empire, p.611
  12. ^ Birmingham Museum of Art (2010). Birmingham Museum of Art: A Guide to the Collection. London: Giles. p. 28. ISBN 9781904832775. Retrieved 2011-07-01.
  13. ^ Frances, Wood. "Did Marco Polo Go to China (London: Secker & Warburg, 1995)
  14. ^ The Mongol Empire By Michael Prawdin, Gerard Chaliand, ISBN 9781412805193
  15. ^ Ganbold et al., op. cit., 2006, p.20–21.
  16. ^ Song, Yuan, Ming and Qing Dynasties (960–1911)
  17. ^ Ed. Herbert Franke, Denis Twitchett, John King Fairbank-The Cambridge History of China: Alien regimes and border states, 907-1368, p. 491-492
  18. ^ David Morgan-Who Ran the Mongol Empire?, Journal of the Royal Asiatic Society of Great Britain and Ireland, No. 1 (1982), p.135
  19. ^ David Morgan-Who Ran the Mongol Empire?, Journal of the Royal Asiatic Society of Great Britain and Ireland, No. 1 (1982), pp.124-136
  20. ^ Donald Daniel Leslie (1998). "The Integration of Religious Minorities in China: The Case of Chinese Muslims" (PDF). The Fifty-ninth George Ernest Morrison Lecture in Ethnology. p. 12. Retrieved 30 November 2010..
  21. ^ Dru C. Gladney (1991). Muslim Chinese: ethnic nationalism in the People's Republic (2, illustrated, reprint ed.). Council on East Asian Studies, Harvard University. p. 234. ISBN 0674594959. Retrieved 2010-06-28.

للاستزادة

  • Chan Hok-lam and de Bary, W.T., Yuan Thought: Chinese Thought and Religion Under the Mongols, (New York: Columbia University Press, 1982). ISBN 978-0231053242.
  • Cotterell, Arthur. (2007). The Imperial Capitals of China - An Inside View of the Celestial Empire. London: Pimlico. pp. 304 pages. ISBN 9781845950095.
  • Langlois, John D., China Under Mongol Rule, (Princeton: Princeton University Press, 1981). ISBN 978-0691101101.
  • Paludan, Ann. (1998). Chronicle of tasdasadtaehe China Emperors. London: Thames & Hudson. pp. 224 pages. ISBN 0-500-05090-2.
  • Rossabi, M., Khubilai Khan: His Life and Times, (Los Angeles: University of California Press, 1989). ISBN 978-0520067400.

وصلات خارجية

Zhongwen.svg هذه المقالة تحتوي على نصوص بالصينية.
بدون دعم الإظهار المناسب, فقد ترى علامات استفهام ومربعات أو رموز أخرى بدلاً من الحروف الصينية.
سبقه
أسرة سونگ
الأسر في التاريخ الصيني
1271-1368
تبعه
أسرة منگ


39°54′N 116°23′E / 39.900°N 116.383°E / 39.900; 116.383