التصين
|
التصين أو الصيننة Sinicization، هي عملية إدخال المجتمعات الغير صينية تحت النفوذ الثقافي الصيني، وخاصة تقاليد وثقافة الهان الصينية. وتشمل مناطق النفوذ نظام الحكم، الكتابة، الصناعة، التعليم، اللغة، القانون، نمط الحياة، السياسة، الفلسفة، الديانة، العلوم والتكنولوجيا، الثقافة، ونظم القيم. وعلى نطاق أوسع، قد يشير مصطلح "التصين" إلى سياسات التثقاف، الاستيعاب، أو الامبريالية الثقافية المفروضة من قبل الصين على بلدان شرق آسيا المجاورة. يمكن رؤية الدليل في نظم القيم، المطبخ، الطراز المعماري، والمعاجم. انعكس هذا في تاريخ اليابان، كوريا وڤيتنام على سبيل المثال، في اقتباس نظام الكتابة الصيني حيث كانت كتابة صينية الهان منذ فترة طويلة موحدة في ظل النفوذ الصيني كوسيلة لتصدير الثقافة الصينية لهذه البلدان الآسيوية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الدمج
سياسة الدمج هي أحد أنواع السياسات القومية التي تهدف إلى تعزيز الهوية الصينية بين السكان. يعتقد المؤيدون أن الدمج سيساعد على تطوير القيم المشتركة، والاعتزاز بكونه مواطن هذا البلد، والاحترام والقبول تجاه الاختلافات الثقافية بين مواطني الصين. يزعم منتقدوها أن الدمج يدمر التنوع العرقي، اللغوي، والثقافي. على غرار أمريكا الشمالية التي تحتوي على ما يقارب 300 لغة ومجموعة عرقية أصلية متمايزة، هنا في الصين 292 لغة غير الماندرينة يتحدث بها السكان الأصليون في المنطقة. [1] هناك أيضاً عدد من اللغات المهاجرة، مثل الخميرية، الپرتغالية والإنگليزية وغيرها.
أمثلة تاريخية على التصين
الشعوب الأسترونيزية
قبل التصين، انتشر الناطقون بالأسترونيزية نزولاً حتى ساحل[محل شك] جنوب الصين إلى ما وراء تايوان وصولاً إلى خليج تونكين. في ذلك الوقت، أدى الانتشار الجنوبي لصينية الهان إلى تصين جميع السكان الناطقين بالأسترونيزية التي ظلت على البر الرئيسي، سواء في وادي نهر يانگتسى أو المناطق الساحلية الممتدة من منبع نهر يانگتسى حتى خليج تونكين.[1]
الشعوب التوركية
أحفاد الأويغور الذين هاجروا إلى مقاطعة تاويوان، هونان اندمجوا بشكل كبير بين السكان الهان والهوي الصينيين ومارسوا التقاليد الصينية، وتحدثوا بالصينية كلغة لهم.
أسرة تانگ
أثناء القرن 8 و9 في عهد أسرة تانگ، انتقل الجنود الصينيين إلى گويزوو وتزوجوا من النساء الأصليات، ويُعرف أحفادهم باسم لاو-هان-جـِن (الشعوب الصينية الأصلية)، مقابل الشعوب الصينية الجديدة التي استعمرت گوييزوو في أوقات لاحقة. ولا زالوا يتحدثون باللهجة الأركياتية.[2] الكثير من المهاجريون إلى گويزو هم أحفاد هؤلاء الجنود في الحامية الذين تزوجوا من نساء غير صينيات.[3]
أسرة يوان
عينت أسرة يوان المنغولية مسلماً من بخارى، سيد أجل شمس الدين عمر، كحاكم ليوننان بعد غزو مملكة دالي. في عهده، روج سيد أجل شمس الدين عمر للتصين ونشر الكونفشيوسية بين الشعوب الغير منتمية لصيني الهان في يوننان. أسس سيد أجل شمس الدين عمر مدينة على "الطراز الصيني" حيث تقع کونمینگ اليوم، وأطلق عليها اسم ژونگجينگ تشنگ. أمر ببناء معبد بوذي، معبد كونفشيوسي، ومسجدين في المدينة.[4] كان الدفاع عن الكونفشيوسية جزءاً من سياسته. المعبد الكونفشيوسي الذي بناه عام 1274، والذي كان يعمل كمدرسة أيضاً، كان أول معبد كونفسيوشي يتم بناؤه في يوننان.[5]
حصل الإسلام والكونفشيوسية على دعم سيد أجل في "مهمة التمدين" التي شهدتها يوننان في عهده.[6] كان سيد أجل يرى أن يوننان "متخلفة وهمجية" ووظف الكونفشيوسية، الإسلام والبوذية من أجل "تمدين" المنطقة.[7]
أسرة مينگ
أطلقت الحملات العسكرية الموسعة في عهد اسرة مينگ أثناء تمردات مياو ضد شعبي المياو والياو الأصليين، وقبائل أخرى، استطون آلاف الهان والهوي في أراضيهم بعد إبادة معظم القبائل الأصلية السابقة.
في عهد غزو مينگ ليوننان استوطن الجنود الصينيون في يوننان، وتزوج الكثير منهم من النساء الأصليات.
أسرة تشينگ
أصبح شعب المانتشو حكاماً في عهد أسرة تشينگ. ركزت النظرة التاريخية "الأرثوذكسية" على سلطة صينية الهان من أجل "تصيين" غزاتهم، على الرغم من أن الأبحاث الأكثر حداثة مثل مدرسة تاريخ تشينگ الجديد قد أظهرت أن حكام مانتشو كانوا بارعين في تلاعبهم بمواضيعهم ومن ثلاثينيات القرن العشرين حتى القرن الثامن عشر على الأقل، طور الأباطرة الإحساس بهوية المانشو واستخدموا نماذج الحكم الآسيوية الوسطى مثل الكونفشيوسية. إلا أن كان هناك دليلاً على التصين. على سبيل المثال، كان للمانتشو أسلوبهم المستقل في التسمية والذي يختلف عن صينية الهان، لكنهم في النهاية تبنوا ممارسات تسمية صينية الهان.
أسرة وين الڤيتنامية
كان امبراطور وين الڤيتنامي منه مانگ قد صين الأقليات العرقية مثل الكمبوديين، مدعياً إرث الكونفشيوسية وأسرة هان الصينية في ڤيتنام، واستخدم مصطلح شعب الهان 漢人 للإشارة إلى الڤيتناميين.[8] أعلن منه مانگ أن "يجب أن نأمل في تبدد عاداتهم البربرية الغير واعية، وأن يصبحوا أكثر تأثراً بتقاليد الهان [الصينية-الڤيتنامية]."[9] هذه السياسات كانت موجهة نحو الخمير وقبائل التلال.[10] عام 171 أشار لورد الوين پوك تشو يشير إلى الڤيتناميين باسم "شعب الهان" للتفرقة بين الڤيتناميين والخمير.[11]
أمثلة حديثة على التصين
كومنتانگ
اتبع الكومنتانگ سياسة التصيين، والتي فهمها المراقبون الأجانب على أن "الوقت قد حان لكي نبدأ العمل على جعل جميع السكان الأصليين إما يتحولون لصينيين أو يخرجوا". لوحظ أن "الاستعمار الصيني" "لمنغوليا ومنشوريا" أدى إلى استنتاج "الاقتناع بأن يوم البربرية قد انتهى أخيراً".[12][13][14]
ما كليك
جنرال الهوي المسلم ما فوشيانگ أنشأ مجموعة استيعابية وشجع على دمج المسلمين في المجتمع الصيني.[15] كان ما فوشيانگ من المستوعبين المتشددين ويقول أنه ينبغي على الهوي الاندماج داخل الثقافة الهانية.[16]
شينجيانگ
حكمت الكتيبة رقم 35 التابعة للجيش الثوري الوطني الهوي المسلم جنوب شينجيانگ في 1934–1937. كانت الادارة ذات طبيعة استعمارية، وتم وضع لافاتات وأسماء الشوارع بالصينية، في المنطقة التي كانت تستخدم فقط اللغة الأويغورية. عاشوا مثل صيني الهان، واستوردوا الطهاة والحمامات الصينية.[17] كما حول الهوي أنماط السجاد من الأويغوري إلى الهاني في دولة تمتلك مصانع السجاد.[18]
تايوان
بعد تولي جمهورية الصين السيطرة على تايوان عام 1945 ونقل عاصمتها إلى تايپـِيْ عام 1949، كان تشيانگ كاي-شك ينوي في نهاية المطاف العودة إلى بر الصين الرئيسي والسيطرة عليها. اعتقد تشيانگ أن استعادة بر الصيني الرئيسي، ضرورياً من أجل اعادة تصيين سكان تايوان الذين خضعوا للاسيتعاب تحت الحكم الياباني. ومن أمثلة هذه السياسة اعادة تسمية الشوارع بأسماء البر الرئيسي الجغرافية، استخدام الصينية المندرينية في المدارس وعقاب من يستخدم اللغات المحلية الأخرى، وتدريس الطلبة احترام الأخلاقيات التقليدية، تنمية القومية الصينية، والنظر لتايوان من منظور صيني.[19][20] وكانت الأسباب الأخرى الكامنة وراء هذه السياسة هي محاربة التأثيرات اليابانية على الثقافة والذي حدث في الـ50 عام السابقة، والمساعدة في توحيد المهاجرين الجدد من بر الصين الرئيسي الذين أتوا إلى تايوان مع كومنتانگ وكان من بينهم من هم أكثر ميلاً للولاء لمدية أو بلد أو مقاطعة، بدلاً من الولاء للصين كأمة.[21]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التبت
غير تصيين التبت المجتمع التبتي من معايير صينية الهان، عن طريق الاستيعاب الثقافي، الهجرة، والاصلاح السياسي.[22][23]
في الثقافة العامة
في الصحافة العربية، صك مصطلح التصيين من قبل الباحث والصحافي المصري ياسر خليل، في بدايات عام 2006، خلال دراسة أجراها، تهدف الي فهم التأثيرات المحتملة لصعود الصين علي أتباع الأديان والثقافات الأخرى، خاصة اليهودية، والمسيحية، والإسلام. وحاول الباحث أن يفهم، إذا ما كانت مرحلة "التصين" المرتقبة، خاصة مع صعود الصين كقوة عظمي، سيماثل مرحلة "الأمركة" (نسبة إلي أميركا)، بكل ما حوته من صراعات وحروب ثقافية وعسكرية واقتصادية، فرأي أنها ستكون نموذجا جديدا للعولمة، أكثر ضراوة وخطورة، مما حدث في مرحلة "الأمركة"، نظرا لطبيعة الصين الثقافية التي تختلف جوهريا عن الولايات المتحدة. والدراسة التي أجراها هذا الباحث تحدثت عنها ونشرتها صحف عديدة من أبرزها: جريدة "المدينة" السعودية"، وجريدة "اللواء الإسلامي" المصرية، وجريدة "الراية" القطرية، وموقع "ميدل ايست اونلاين" اللندني، وجريدة "النهار" اللبنانية، اضافة الي عشرات المواقع التي اقتبست الموضوعات المنشورة.
انظر أيضاً
المصادر
- ^ Prehistoric Settlement of the Pacific, Volume 86, Part 5.
- ^ (إنگليزية) Scottish Geographical Society (1929). Scottish geographical magazine, Volumes 45–46. Royal Scottish Geographical Society. p. 70. Retrieved 2010-06-28.
- ^ (إنگليزية) Margaret Portia Mickey (1947). The Cowrie Shell Miao of Kweichow, Volume 32, Issue 1. The Museum. p. 6. Retrieved 2010-06-28.
- ^ Gaubatz, Piper Rae (1996). Beyond the Great Wall: Urban Form and Transformation on the Chinese Frontiers (illustrated ed.). Stanford University Press. p. 78. ISBN 0804723990. Retrieved 24 April 2014.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - ^ Tan Ta Sen (2009). Cheng Ho and Islam in Southeast Asia (illustrated, reprint ed.). Institute of Southeast Asian Studies. p. 92. ISBN 9812308377. Retrieved 24 April 2014.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - ^ Atwood, Christopher P. "Sayyid Ajall 'Umar Shams-ud-Din". Encyclopedia of Mongolia and the Mongol Empire. New York: Facts On File, Inc., 2004. Ancient and Medieval History Online. Facts On File, Inc. http://www.fofweb.com/History/MainPrintPage.asp?iPin=EME454&DataType=Ancient&WinType=Free (accessed July 29, 2014).
- ^ Lane, George (June 29, 2011). "SAYYED AJALL". Encyclopædia Iranica. Encyclopædia Iranica. Retrieved 17 November 2012.
- ^ Norman G. Owen (2005). The Emergence Of Modern Southeast Asia: A New History. University of Hawaii Press. pp. 115–. ISBN 978-0-8248-2890-5.
- ^ A. Dirk Moses (1 January 2008). Empire, Colony, Genocide: Conquest, Occupation, and Subaltern Resistance in World History. Berghahn Books. pp. 209–. ISBN 978-1-84545-452-4. Archived from the original on 2008.
{{cite book}}
: Check date values in:|archivedate=
(help) - ^ Randall Peerenboom; Carole J. Petersen; Albert H.Y. Chen (27 September 2006). Human Rights in Asia: A Comparative Legal Study of Twelve Asian Jurisdictions, France and the USA. Routledge. pp. 474–. ISBN 978-1-134-23881-1.
- ^ https://web.archive.org/web/20040617071243/http://kyotoreview.cseas.kyoto-u.ac.jp/issue/issue4/article_353.html
- ^ The new Orient; a series of monographs on Oriental culture ... 1933. p. 116. Retrieved 2011-05-29.
- ^ Paul Carus, ed. (1934). The Open court, Volume 47. The Open Court Pub. Co. p. 116. Retrieved 2011-05-29.
- ^ Owen Lattimore (1962). Frontier history. Oxford University Press. p. 197. Retrieved 2011-05-29.
- ^ Joseph Mitsuo Kitagawa (2002). The religious traditions of Asia: religion, history, and culture. Routledge. p. 368. ISBN 0-7007-1762-5. Retrieved 2010-06-28.
- ^ Lipman, Jonathan N. (Jul 1984). "Ethnicity and Politics in Republican China: The Ma Family Warlords of Gansu". Sage Publications, Inc. p. 296. JSTOR 189017.
{{cite web}}
: Missing or empty|url=
(help) - ^ Andrew D. W. Forbes (1986). Warlords and Muslims in Chinese Central Asia: a political history of Republican Sinkiang 1911–1949. Cambridge, England: CUP Archive. p. 130. ISBN 0-521-25514-7. Retrieved 2010-06-28.
- ^ Andrew D. W. Forbes (1986). Warlords and Muslims in Chinese Central Asia: a political history of Republican Sinkiang 1911–1949. Cambridge, England: CUP Archive. p. 131. ISBN 0-521-25514-7. Retrieved 2010-06-28.
- ^ Dreyer, June Teufel (July 17, 2003). "Woodrow Wilson International Center for Scholars Taiwan’s Evolving Identity".. Retrieved on May 20, 2009. "In order to shore up his government’s legitimacy, Chiang set about turning Taiwan’s inhabitants into Chinese. To use Renan’s terminology, Chiang chose to re-define the concept of shared destiny to include the mainland. Streets were re-named; major thoroughfares in Taipei received names associated with the traditional Confucian virtues. The avenue passing in front of the foreign ministry en route to the presidential palace was named chieh-shou (long life), in Chiang’s honor. Students were required to learn Mandarin and speak it exclusively; those who disobeyed and spoke Taiwanese Min, Hakka, or aboriginal tongues could be fined, slapped, or subjected to other disciplinary actions."
- ^ "Starting Anew on Taiwan". Hoover Institution. 2008. Retrieved 2009-06-05.
The new KMT concluded that it must "Sinicize" Taiwan if it were ever to unify mainland China. Textbooks were designed to teach young people the dialect of North China as a national language. Pupils also were taught to revere Confucian ethics, to develop Han Chinese nationalism, and to accept Taiwan as a part of China.
- ^ "Third-Wave Reform".
.... The government initiated educational reform in the 1950s to achieve a number of high-priority goals. First, it was done to help root out fifty years of Japanese colonial influence on the island's populace--"resinicizing" them, one might say- -and thereby guarantee their loyalty to the Chinese motherland. Second, the million mainlanders or so who had fled to Taiwan themselves had the age-old tendency of being more loyal to city, county, or province than to China as a nation. They identified themselves as Hunanese, Cantonese, or Sichuanese first, and as Chinese second.
- ^ Burbu, Dawa (2001) China's Tibet Policy, Routledge, ISBN 978-0-7007-0474-3, pp. 100–124
- ^ Samdup, Tseten (1993) Chinese population—Threat to Tibetan identity Archived 2009-07-12 at the Wayback Machine
وصلات خارجية
- Sinicization vs. Manchuness (by Xiaowei Zheng).
- Sinicization: at the crossing of three China regions, an ethnic minority becoming increasingly more Chinese: the Kam People, officially called Dong People (in French)/ Sinisation: à la limite de trois provinces de Chine, une minorité de plus en plus chinoise: les locuteurs kam, officiellement appelés Dong, Jean Berlie, Guy Trédaniel editor, Paris, France, published in 1998.
- Sinicization of the Kam (Dong People), a China minority (in French)/ Sinisation d'une minorité de Chine, les Kam (Dong), Jean Berlie, s.n. editor, published in 1994.
- Islam in China, Hui and Uyghurs: between modernization and sinicization, the study of the Hui and Uyghurs of China, Jean A. Berlie, White Lotus Press editor, Bangkok, Thailand, published in 2004. ISBN 974-480-062-3, ISBN 978-974-480-062-6.