طفرة
جزء من سلسلة مقالات عن |
علم الأحياء التطوري |
---|
بوابة التطور تصنيف • مقالات متعلقة • كتب |
جزء من سلسلة عن |
علم الوراثة |
---|
المكونات الرئيسية |
التاريخ والموضوعات |
الأبحاث |
الطب الشخصي |
الطب الشخصي |
في علم الأحياء، الطفرة mutation، هو تغير دائم في تسلسل نيوكليوتايد جينوم العضية، الڤيروس، أو حمض نووي خارج الكروموسوم أو أي عناصر جينية أخرى.
قد تنتج الطفرات عن أخطاء أثناء عملية تناسخ الدنا (خاصة أثناء الانتصاف) أو أضرار أخرى تلحق بالدنا (مثل الأضرار الناتجة عن التعرض للإشعاع أو المسرطنات)، والتي قد تتعرض بعد ذلك للإصلاح المعرض-للخطأ (خاصة [Microhomology-mediated end joining] [1])، أو بسبب الخطأ الذي يحدث خلال أشكال أخرى من الإصلاح،[2][3] أو أسباب أخرى تؤدي إلى حدوث خطأ أثناء التناسخ. قد تنتج الطفرة من غرز أو حذف أقسام الدنا بسبب العناصر الوراثية المتحركة.[4][5][6] قد تنتج أو لا تنتج عن الطفرات تغييرات ملحوظة في الخصائص التي يمكن ملاحظتها (النمط الظاهري) للعضية. تلعب الطفرات دوراً في العمليات الحيوية الطبيعية وغير الطبيعية مثل التطور، السرطان وتطور الجهاز المناعي، بما يتضمن التنوع الوصلي.
تعتمد جينومات ڤيروسات الرنا على الرنا أكثر من الدنا. وقد يكون الجينوم الڤيروسي مضاعف الجديلة (كما في الدنا) أو أحادي الجديلة. في بعض أنواع هذه الڤيروسات (مثل ڤيروس نقص المناعة البشرية أحادي الجديلة) يحدث التناسخ بشكل سريع لا توجد آليات لفحص الجينوم من أجل الدقة. وعادة ما يؤدي الخطأ في هذه العملية إلى حدوث طفرات.
في الكائنات الحية متعددة الخلايا هناك نوعان من الخلايا: جنسية وجسدية. الطفرات التي تحدث في الخلايا الجنسية (الحيوان المنوي أو البويضة) تسمى طفرات تناسلية Germline mutation ، وهي وروثية (تنتقل إلى النسل ) إلا إن كانت مميتة، فيموت الجنين . الطفرات التي تحدث في الخلايا الجسدية تسمى طفرات جسدية، ولا يمكنها الانتقال إلى النسل عن طريق العمليات التكاثرية في الحيوانات. ولكن من الممكن الاحتفاظ بها عن طريق الاستنساخ. وتوريث الطفرات غير الجنسية ممكن في النباتات.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الوصف
الطفرات تولد التنويع في الحقل الجيني. الطفرات المضرة تتم تصفيتها عن طريق الإنتقاء الطبيعي، أما الطفرات المفيدة فتتراكم لتحدث تغييرات أو ما يسمى بالتطور. تُعَرَف الطفرات المحايدة على أنها لا تضر ولا تنفع الكائن في بيئته التي يعيش بها. هذه الطفرات ايضاً قد تتراكم وهو ما يسمى بالانحراف الجينائي. الغالبية العظمى من الطفرات لا تؤدي إلى تغييرات ملحوظة لان التصحيح الذاتي للDNA يمكنه اصلاح اغلبية الطفرات قبل ان تتفشى، هذه التقنية موجودة عند الكثير من الكائنات الحية.
أجريت دراسات على ذباب الفاكهة، فوجد أن نسبة الطفرات ذات التأثيرات الضارة تصل إلى 70%، بينما تأثيرات البقية كانت محادية أو نافعة بشكل طفيف.[7] وبسبب التأثيرات الضارة التي قد تنجم عن هذه الطفرات، هنالك آليات في الكائنات الحية تمنع حدوث الطفرات أو بقائها، مثل ترميم الدنا.[4]
الفرد الذي تحدث به طفرة معينة أو يكون حاملاً لها يكون طافِرا، ويمكن إطلاق هذه التسمية على السمات والأعضاء الجسدية التي تتأثر بالطفرة أيضاً. عملية حدوث الطفرة يطلق عليها تَطَفُّر أو طُفور. وعندما تحدث طفرة في الدنا أو في فرد يقال عنه أنه طَفُر.
التاريخ
الأسباب
بشكل عام، يندر ظهور طفرات جديدة. ومعظم الطفرات التي تمت دراستها في البداية كانت تحدث من تلقاء نفسها. الطفرات من هذا الصنف تُدعى طفرات تلقائية. أما الطفرات التي يتم استحثاثها بالعوامل المُطَفِّرة التي تتعرض لها الكائنات الحية، فهي تدعى طفرات مُحدثة.
معدل حدوث الطفرات التلقائية يختلف بحسب حجم الجين. والجين الأكبر يمثل هدفاً أكبر ويميل لأن يَطفُر أكثر. بشكل عام، يصل معدل الطفور في حقيقيات النوى والبكتيريا أحادية الخلايا إلى حوالي 0.003 طفرة لكل جينوم في كل جيل.[8] أما المعدل لدى الإنسان يتراوح بين 1×10−6 إلى 1×10−5 طفرة لكل نوكليوتيد يتم نسخه (أنظر أسفله).
طفرة تلقائية
الطفرات التلقائية تحدث نتيجة لعمليات طبيعية في الخلايا. الطفور التلقائي على المستوى الجزيئي قد يحدث بسبب:
- الصنوانية Tautomerism: تغيير قاعدة عن طريق إعادة توضيع ذرة هيدروجين، وذلك بتعديل نمط ترابط الهيدروجين لتلك القاعدة، مما يؤدي لازدواج نوكليوتيدات خاطئ أثناء الترفيل (التضاعف).
- نزع البورينات (en) Depurination: فقدان قاعدة بورين لتشكيل موقع منزوع البورين.
- نزع الأمينات Deamination: الحلمهة تؤدي لتبدل قاعدة عادية لقاعدة شاذة.
- الازدواج المتضارب للشريط المنزلق (en) Slipped strand mispairing: تمسخ الشريط أثناء استنساخه، وإعادته إلى طبيعته في موقع آخر. وهذا قد يؤدي لحدوث غرز أو خبن.[9]
طفرة محدثة
الطفرات المحدثة تحدث نتيجة لتفاعل حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين مع عوامل خارجية أو عوامل مطفرة، ألا وهي:
- الكيميائيات
- نظائر القواعد (en): كيميائيات مشابهة للقواعد البورين والبيريميدين، وقد تأخذ مكان القواعد العادية في الدنا أثناء التضاعف.
- كيميائيات تغير من تركيب القواعد وخصائص ازدواجها: مثل حمض النيتروز.
- عوامل متداخلة.
- عوامل تغير من تركيب الدنا.
- أشعة
أخطاء أثناء نسخ الدنا
أخطاء أثناء إصلاح الدنا
تصنيف الطفرات
يمكن تصنيف الطفرات وفقاً لمسبباتها (تلقائية-محدثة)، من حيث قابلية توريثها (جسدية-جنسية)، أو حسب تأثيراتيها على الصلاحية (ضارة-نافعة-محايدة)، أو الوظيفة (فقدان-كسب وظيفة)، أو بأثرها على تسلسلات البروتينات، أو بآليات حدوثها في الدنا والكروموسومات.
حسب الأثر على البنية
ثمة طرق مختلفة يمكن أن تتغير بها تسلسلات الجينات، الأمر الذي يفضي إلى أنواع مختلفة من الطفرات. الطفرات التي تحدث في الجينات تختلف تأثيراتها على الصحة. فالأمر يتعلق بحيثيات حدوث هذه الطفرات، وما إذا كانت تعدل من وظائف البروتينات الضرورية الناتجة عن الجينات. وتصنف الطفرات التي تحدث في بنيات الجينات إلى طفرات صغيرة (طفرات جينية)، وطفرات كبيرة (طفرات كروموسومية).
الطفرات الصغيرة
الطفرات الصغيرة أو الجينية هي الطفرات التي تحدث في تسلسل الدنا الذي يشكل جين معين. هذا النوع من الطفرات يؤثر فقط على نوكليوتيد واحد أو عدة نوكليوتيدات في الجين، وهو يتضمن:
- الطفرات النقطية أو طفرات "تبدل القواعد": تنتج غالباً عن كيميائيات أو أخطاء تحدث أثناء تضاعف الدنا. وهي عبارة عن تبديل نوكليوتيد أحادي بواحد آخر.[12] وهو بمثابة تبديل "حرف" كيميائي بآخر في "الجملة"، مثل تبديل A ب-G. هنالك نوعان من الطفرات النقطية:
- الانتقال Transition: وهو الأكثر شيوعاً، يشير إلى استبدال بورين ببورين آخر، أو استبدال بريميدين ببريميدين آخر، مثل تبديل A ب-A أو G ب-G. الانتقال يمكن أن يحدث بسبب حمض النيتروز، تضارب ازدواج القواعد، أو نظائر القواعد المطفرة.
- التبدال (en) Transversion: أما التبدال فهو أقل شيوعاً، وفيه يستبدل البورين ببريميدين، أو العكس.[13]
- الطفرات النقطية التي تحدث في مناطق تشفير البروتينات في الجين تصنف لثلاثة أنواع:
- طفرة صامتة (en) Silent mutation: تستبدل الكودون بآخر يحدد شفرة جينية لنفس الحمض الأميني، ولا تتسبب في تغيير البروتين الناتج.
- طفرة مغلطة (en) Missense mutation: تستبدل الكودون بآخر يرمز لحمض أميني مختلف. هذا قد يحدث تغيراً بسيطاً في البروتين الناتج. على سبيل المثال، فقر الدم المنجلي ينجم عن طفرة نقطية تحدث في جين الهيموغلوبين بيتا، والذي يؤدي لتغير أحد الأحماض الأمينية في البروتين الناتج.
- طفرة هرائية (en) Nonsense mutation: تستبدل الكودون المشفر للأحماض الأمينية بكودون "توقف"، وتتسبب بإنتاج بروتين غير مكتمل. قد تكون تأثيرات هذه الطفرات جسيمة بما أن البروتين غير المكتمل على الأغلب لن يؤدي وظيفته.
- الغرز: الغرز هي طفرة تدخل بها نوكليوتيدات زائدة إلى منطقة دنا مختلفة.
- الخبن: الخبن هي طفرة تٌحذف أو تُفقد فيها نوكليوتيدات من الدنا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الطفرات الكبيرة
الطفرات الكبيرة أو الكروموسومية هي طفرات تحدث في أقسام من الكروموسوم، وتغير من بنيات الكروموسومات أو ترتيبها. وهي تتضمن:
- التضخيمات أو ترفيل (تضاعف) الجينات: تؤدي لإنتاج نسخ من مناطق كروموسومية، مما يجعل عدد الجينات المتموضعة فيها مفرطاً.
- طفرات الغرز: تؤدي لإدخال منطقة جديدة إلى الكروموسوم.
- طفرات الخبن: تؤدي لحذف مناطق كروموسومية، مما يؤدي لفقدان الجينات التي في هذه المناطق.
- الطفرات التي تؤدي لتجاور قطع دنا منفصلة، والتي قد تتسبب في ربط جينات منفصلة لتشكل جينات مندمجة (en) ذات وظيفة جديدة ومختلفة. وهذه الطفرات تتضمن:
- الإزفاء: تبادل القطع الوراثية بين كروموسومين غير متماثلين.
- الخبن الخلالي: خبن يحدث داخل الكروموسوم، وهو حذف قطعة دنا من الكروموسوم، بحيث يؤدي ذلك لتجاور جينات كانت متباعدة.
- انقلاب كروموسومي (en): عكس اتجاه جزء من الكروموسوم.
- فقدان التغاير الزيجوتي (en): فقدان أليل واحد في كائن حي كان يملك أليلان مختلفان، وذلك إما عن طريق الخبن أو التأشيب.
حسب الأثر على الوظيفة
- طفرات فقدان الوظيفة: هذه الطفرات تحدث عندما تصبح وظائف نواتج الجينات غير مكتملة أو معدومة. عندما يفقد الأليل وظيفته بالكامل (أليل عديم الوظيفة (en))، فإن الطفرة التي تسببت في ذلك غالباً يطلق عليها طفرة عديمة الشكل amorphic. وعادةً تكون الأنماط الظاهرية المرتبطة بهذه الطفرات متنحية.
- طفرات كسب الوظيفة: طفرات تغير النواتج الجينية بحيث تكسبها وظائف جديدة وشاذة. هذه الطفرات عادة تكون مرتبطة بأنماط ظاهرية سائدة. وهي غالباً تسمى طفرات جديدة الشكل أو جديدة البنية neomorphic.
- طفرات سالبة سائدة: تسمى أيضاً طفرات مضادة للشكل antimorphic، تؤدي لأن تعمل النواتج الجينية المعدلة بشكل مناهض للألائل برية النمط. هذه الطفرات عادة ما تنتج وظائف جزيئية معدلة (عادة تكون غير نشطة). والأنماط الظاهرية المقرونة بها تكون سائدة أو شبه سائدة.
- الطفرات المميتة: تؤدي لموت الكائن الحي الحامل لهذه الطفرة.
- الطفرات الرجعية: طفرات نقطية تسترجع التسلسلات الأصلية، ومن ثم النمط الظاهري الأصلي.[14]
حسب التأثير على الصلاحية
في علم الوراثة التطبيقي وفي الوراثيات السكانية النظرية، من المعتاد تناول الطفرات باعتبارها إما ضارة (مؤذية) أو نافعة (مفيدة) أو محادية.
- الطفرة الضارة هي طفرة تأثيراتها على النمط الظاهري تكون سلبية، وبذلك تحط من صلاحية الكائن الحي.
- الطفرة النافعة هي طفرة تعزز صلاحية الكائن الحي، أو تدعم خلاته المرغوبة. وتأثيراتها على النمط الظاهري تكون إيجابية.
- الطفرة المحايدة تُعَرَّف على أنها طفرة لا يترتب عليها تأثيرات ضارة أو نافعة. هذه الطفرات تحدث بمعدل ثابت، وبذلك تشكل الساعة الجزيئية.
- الطفرة شبه المحايدة تُعَرَّف على أنها طفرة قد تكون مؤذية أو مفيدة بشكل طفيف، هذا ومع أنَّ معظم الطفرات شبه المحايدة تكون مؤذية قليلاً.
ولكن في واقع الأمر، تناول تأثيرات الطفرات على الصلاحية من خلال هذه الفئات يعد تبسيطاً. لقد أجريت محاولات للاستدلال على توزيع التأثيرات على الصلاحية، وذلك بواسطة تجارب التطفير والنماذج النظرية المطبقة على معلومات التسلسلات الجزيئية. توزيع آثار الصلاحية الذي يُستعمل لتحديد مدى الشيوع النسبي لكل نوع من الأنواع المختلفة من الطفرات (الضارة بشدة، شبه المحايدة أو النافعة)، يتعلق بالكثير من المسائل التطورية، مثل الحفاظ على التنوع الجيني،[16] معدل الاضمحلال الجينومي،[17] وتطور الجنس والتأشيب.[18] وباختصار، توزيع تأثيرات الصلاحية يلعب دوراً هاماً في توقع الديناميكا التطورية.[19][20] وقد استعملت الكثير من الطرق لدراسته، بما فيها الوسائل النظرية، التجريبية والتحليلة.
الطفرات الوراثية
حسب التأثير على تسلسل الپروتين
- طفرة انزياح الإطار: هذه الطفرات تنتج عن غرز أو خبن عدد من النوكليوتيدات ليس من مضاعفات الرقم ثلاثة في منطقة التشفير من الجين، إذ يؤدي ذلك لتغيير إطار قراءة الشفرة. هذا النوع من الطفرات يغير كل الأحماض الأمينية، ومن المحتمل جداً أن ينتج عنها بروتينات غير وظيفية بما أنها تختلف بدرجة كبيرة عن البروتينات العادية.
- طفرة هرائية: طفرة نقطية تحدث في تسلسل الدنا، ينتج عنها كودون توقف أو كودون هرائي في الرنا المرسال المنسوخ، وغالباَ تؤدي لإنتاج بروتين غير وظيفي.
- طفرة مغلطة: طفرة نقطية يتغير فيها نوكليوتيد واحد يؤدي لاستبدل الحمض الأميني بآخر مختلف، وهذا بدوره قد ينتج عنه بروتين غير وظيفي. هذا النوع من الطفرات هو المسؤول عن أمراض مثل انحلال البشرة الفقاعي، فقر الدم المنجلي، والتصلب العضلي الجانبي بواسطة ديسموتاز فوق الأكسيد.
- طفرة محايدة: طفرة تحدث في كودون الحمض الأميني وتؤدي لإنتاج حمض أميني آخر مشابه كيميائياً للأصلي. وهذا التشابه يكون كبيراً بدرجة كافية كي لا يحدث تغيير كبير في البروتين. على سبيل المثال، تبدل AAA إلى AGA يرمز إلى أرجينين، وهو جزيء مشابه كيميائياً لليزين الذي يرمز إليه AAA.
- طفرة صامتة: طفرة لا تؤدي لتغير تسلسل الأحماض الأمينية للبروتين. قد تحدث هذه الطفرات في مناطق غير مشفرة للبروتين، أو قد تحدث في كودون بشكل لا يؤدي لتغير تسلسل الأحماض الأمينية.
معدل الطفرات
خلال القرن التاسع عشر لم يكن تشارلز داروين يعرف شيئا عن آلية التطور في الانتخاب الطبيعي . ويقول المشرف على مشروع الجينوم البشري البروفسيسور فرانسيس كولينز في كتابه " لغة الله ؛ عالم يقدم دليلا عن الإيمان "[1*]، يقول اننا نعرف الان ان التغيرات التي افترضها داروين تؤيدها طفرات تحدث واقعيا في الدنا. ويبدو أنها تحدث في المتوسط بمعدل طفرة في كل 100 مليون زوج قاعدي خلال الجيل الواحد. وهذا معناه ان الانسان الذي توجد في خليته نحو 3 مليارات من أزواج القواعد ؛ قاعدة من الأب وقاعدة من الأم فيحدث لكل منا نحو 60 طفرة لا توجد في الأب ولا توجد في الأم.
معظم تلك الطفرات تحدث في مناطق في الجينوم الغير مهمة، ولهذا فلا يكون لها تأثير سيء و لا يترتب عليها تبعات ضارة. ولكن تلك الطفرات التي تحدث في أجزاء هامة من الدنا فغالبا يكون لها تبعات سيئة، فهي تعيق صاحبها ويكون احتمال انتقالها إلى الجيل التالي ضعيفا. ولكن تحدث أيضاً طفرات نادرة يكتسب حاملها ميزة عن الاخرين، تكسبه قدرة أعلى من غيره فيتفوق ويكون أصلحا في حياته. ذلك التغير في الدنا سيكون احتمال انتقاله إلى النسل احتمالا كبيرا. وعبر فترة طويلة من الزمان ستنتقل تلك الطفرات الصفيرة المتتالية إلى العديد من أجيال النسل، مؤدية في ختام المطاف في تغير كبير في الوظيفة الحيوية بعد زمن طويل.
ويقول "فرانسيس كولينز" أننا نعاصر طفرات تحدث حولنا، نراها في تغيرات سريعة في فيروسات تسبب المرض، وفي بكتيريا وطفيليات تعرضنا لاخطار امراض شديدة. فقد كانت الملاريا تعالج وقائيا بعقار كلوروكوين Chloroquine، ولكن تغيرات حدثت في جينوم طفيل الملاريا أكسبته مناعة ضد الكلوركوين في بعض مناطق العالم فانتشرت فيها الملاريا سريعا.
وكذلك حدثت طفرات سريعة في فيروس HIV بحيث جعلت مرض الإيدز منيعا ضد المضادات الحيوية. علاوة على تخوف الناس من الإصابة بمرض انفلونزا الخنازير الذي تتطور من الفيروس H5N1، وغيرها. فيمكن القول أنه لدراسة علم الأحياء ودراسة الطب والعلاج لا يمكن فهمهما من دون فهم لنظرية التطور.
الطفرات الضارة
الطفرات والسرطان
يؤدي وجود بعض الطفرات الوراثية إلى زيادة احتمالات الإصابة بالسرطان في عائلة واحدة إما مباشرة أو عند توافر العوامل المساعدة على التسرطن خلال الحياة. ولكن وراثة طفرة أو تلف جيني غالباً ما لا تكون كافية بحد ذاتها لنشوء المرض فهناك عوامل أخرى تلعب أدواراً مهمة في تحديد احتمالات وسرعة ظهور السرطان، منها نوع الطفرة ونوع الكروموسوم التالف وما إذا كان جسمياً أم جنسياً، متغلباً أم متنحياً، ووظيفة المورث الجين التالف وأهميتها. [21] كما يلعب الوضع الصحي والمناعي للفرد ووجود عوامل محفزة أو مساعدة لعملية التسرطن من عدمها أدوارهم في هذا المجال. وفي دراسة نشرتها مجلة ساينس وُجد أن الطفرات الوراثية مسئولة عن الإصابة بأكثر من 65% من أنواع السرطات المختلفة، وأن العوامل البيئية والصحية ليست عاملاً حاسماً في تجنب الإصابة بالسرطان.[22] وقللت الدراسة من أهمية ما يعرف بجودة الحياة كطريقة لتلافى الإصابة بالسرطان، إذ تُؤكد أن البيانات المستقاة من الإحصاءات الحيوية تُشير إلى أن الخلل في الجينات الحادث بسبب عملية انقسام الخلايا هو المصدر الأول والقوى لحدوث السرطان، فـ«التدخين على سبيل المثال لا يعنى أن الشخص قد يُصاب بالسرطان، وغير المدخنين ليسوا أكثر حظًا من سواهم في احتمالية الإصابة بالمرض فهو ليس عامل الحسم».
ويقول الباحثون إن استنتاجاتهم تتعارض مع الدراسات الوبائية التي تبين أن ما يقرب من 40% من حالات الإصابة بالسرطان يمكن الوقاية منها عن طريق تجنب العادات غير الصحية، واتباع الأنظمة الغذائية وعدم التعرض للمواد المسرطنة المعروفة، إلا أن بيرت فوجيلستاين، المدير المشارك في مركز جونز هوبكنز والباحث الثاني في الدراسة يقول: «نحن بحاجة لتشجيع الناس على تجنب أنماط الحياة التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، لكننا في الوقت ذاته يجب علينا أن نؤكد أن نمط الحياة ليس سببًا رئيسيًا».
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الطفرات المفيدة
طفرات الپريون
الطفرات الجسدية
الطفرات عديمة الشكل
انظر أيضاً
المصادر
- ^ Sharma S, Javadekar SM, Pandey M, Srivastava M, Kumari R, Raghavan SC (March 2015). "Homology and enzymatic requirements of microhomology-dependent alternative end joining". Cell Death & Disease. 6 (3): e1697. doi:10.1038/cddis.2015.58. PMC 4385936. PMID 25789972.
- ^ Chen J, Miller BF, Furano AV (April 2014). "Repair of naturally occurring mismatches can induce mutations in flanking DNA". eLife. 3: e02001. doi:10.7554/elife.02001. PMC 3999860. PMID 24843013.
{{cite journal}}
: CS1 maint: unflagged free DOI (link) - ^ Rodgers K, McVey M (January 2016). "Error-Prone Repair of DNA Double-Strand Breaks". Journal of Cellular Physiology. 231 (1): 15–24. doi:10.1002/jcp.25053. PMC 4586358. PMID 26033759.
- ^ أ ب Bertram JS (December 2000). "The molecular biology of cancer". Molecular Aspects of Medicine. Elsevier. 21 (6): 167–223. doi:10.1016/S0098-2997(00)00007-8. PMID 11173079.
- ^ Aminetzach YT, Macpherson JM, Petrov DA (July 2005). "Pesticide resistance via transposition-mediated adaptive gene truncation in Drosophila". Science. American Association for the Advancement of Science. 309 (5735): 764–7. Bibcode:2005Sci...309..764A. doi:10.1126/science.1112699. PMID 16051794.
- ^ Burrus V, Waldor MK (June 2004). "Shaping bacterial genomes with integrative and conjugative elements". Research in Microbiology. Elsevier. 155 (5): 376–86. doi:10.1016/j.resmic.2004.01.012. PMID 15207870.
- ^ Proc. Natl. Acad. Sci. U.S.A. 104 (16). doi:10.1073/pnas.0701572104. PMC 1871816. PMID 17409186 https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1871816.
{{cite journal}}
: Missing or empty|title=
(help); Unknown parameter|السنة=
ignored (help); Unknown parameter|الصفحات=
ignored (help); Unknown parameter|العنوان=
ignored (help); Unknown parameter|المؤلف=
ignored (help) - ^ Rates of Spontaneous Mutation Drake et al. Genetics, 1998 Archived 2010-08-21 at the Wayback Machine
- ^ "Mutation, Mutagens, and DNA Repair", by Beth A. Montelone, Ph. D., Division of Biology, Kansas State University, 1998 Archived 2017-07-12 at the Wayback Machine
- ^ Created from PDB 1JDG Archived 31 ديسمبر 2015 at the Wayback Machine
- ^ References for the image are found in Wikimedia Commons page at: Commons:File:Notable mutations.svg#References.
- ^ Proc. Natl. Acad. Sci. U.S.A. 45 (4). doi:10.1073/pnas.45.4.622. PMC 222607. PMID 16590424 https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC222607.
{{cite journal}}
: Missing or empty|title=
(help); Unknown parameter|السنة=
ignored (help); Unknown parameter|الشهر=
ignored (help); Unknown parameter|الصفحات=
ignored (help); Unknown parameter|العنوان=
ignored (help); Unknown parameter|المؤلف=
ignored (help) - ^ J. Mol. Biol. 1 (2). doi:10.1016/S0022-2836(59)80038-3.
{{cite journal}}
: Missing or empty|title=
(help); Unknown parameter|السنة=
ignored (help); Unknown parameter|الصفحات=
ignored (help); Unknown parameter|العنوان=
ignored (help); Unknown parameter|المؤلف=
ignored (help) - ^ Ellis NA, Ciocci S, German J (February 2001). "Back mutation can produce phenotype reversion in Bloom syndrome somatic cells". Human Genetics. 108 (2): 167–73. doi:10.1007/s004390000447. PMID 11281456. S2CID 22290041.
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةSanjuán04
- ^ Genetics. 141 (4). PMC 1206892. PMID 8601499 https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1206892.
{{cite journal}}
: Missing or empty|title=
(help); Unknown parameter|الأخير=
ignored (help); Unknown parameter|الأول=
ignored (help); Unknown parameter|السنة=
ignored (help); Unknown parameter|الصفحات=
ignored (help); Unknown parameter|العنوان=
ignored (help); Unknown parameter|المؤلفين المشاركين=
ignored (help); Unknown parameter|المسار=
ignored (help) - ^ Genet Res. 87 (2). doi:10.1017/S0016672306008123. PMID 16709275.
{{cite journal}}
: Missing or empty|title=
(help); Unknown parameter|الأخير=
ignored (help); Unknown parameter|الأول=
ignored (help); Unknown parameter|السنة=
ignored (help); Unknown parameter|الصفحات=
ignored (help); Unknown parameter|العنوان=
ignored (help); Unknown parameter|المسار=
ignored (help) - ^ Genetics. 145 (4). PMC 1207886. PMID 9093868 https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1207886.
{{cite journal}}
: Missing or empty|title=
(help); Unknown parameter|الأخير=
ignored (help); Unknown parameter|الأول=
ignored (help); Unknown parameter|السنة=
ignored (help); Unknown parameter|الصفحات=
ignored (help); Unknown parameter|العنوان=
ignored (help); Unknown parameter|المؤلفين المشاركين=
ignored (help); Unknown parameter|المسار=
ignored (help) - ^ Evolution. 57 (3). JSTOR 3094781?. PMID 12703958.
{{cite journal}}
: Missing or empty|title=
(help); Unknown parameter|الأخير=
ignored (help); Unknown parameter|الأول=
ignored (help); Unknown parameter|السنة=
ignored (help); Unknown parameter|الصفحات=
ignored (help); Unknown parameter|العنوان=
ignored (help); Unknown parameter|المؤلفين المشاركين=
ignored (help) - ^ Nat Rev Genet. 3 (1). doi:10.1038/nrg700. PMID 11823787.
{{cite journal}}
: Missing or empty|title=
(help); Unknown parameter|الأخير=
ignored (help); Unknown parameter|الأول=
ignored (help); Unknown parameter|السنة=
ignored (help); Unknown parameter|الصفحات=
ignored (help); Unknown parameter|العنوان=
ignored (help); Unknown parameter|المؤلفين المشاركين=
ignored (help) - ^ "الطفرات الموروثة والسرطان الوراثي". طبيبي. 2017-05-12. Retrieved 2018-06-20.
- ^ "دراسة: السرطان يحدث نتيجة طفرات الجينات العشوائية.. والتدخين ليس عامل حسم". جريدة المصري اليوم. 2017-03-25. Retrieved 2018-06-20.
وصلات خارجية
- "Genetic Mutation". In Our Time. BBC Radio 4. Retrieved on 2015-10-18.
- Liou, Stephanie (February 5, 2011). "All About Mutations". HOPES. Huntington's Disease Outreach Project for Education at Stanford. Retrieved 2015-10-18.
- "Locus Specific Mutation Databases". Leiden, the Netherlands: Leiden University Medical Center. Retrieved 2015-10-18.
- "Welcome to the Mutalyzer website". Leiden, the Netherlands: Leiden University Medical Center. Retrieved 2015-10-18. — The Mutalyzer website.