سفر القضاة

سفر القضاة (بالعبرية: ספר שופטים) هو سابع أسفار التناخ الكتاب المقدس في الديانة اليهودية والعهد القديم في المسيحية؛ ولا يوجد خلاف على قدسيته لدى مختلف طوائف الديانتين باستثناء الصدوقيون إحدى الطوئف اليهودية القديمة التي رفضت جميع أسفار التناخ عدا أسفار موسى الخمسة الأولى المعروفة باسم التوراة.

هناك غموض في شخصية الكاتب وتاريخ كتابة السفر، الراجح أنه كتب في فلسطين بعد وفاة شمشون وبعد تتويج شاول ملكًا، ولكن قبل استيلاء داوود على أورشليم في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، ما يجعل موعد كتابته أواخر القرن الثاني عشر قبل الميلاد. وربما تم الاعتماد على التقليد الشفهي أو إلى وقائق قديمة فقدت في الوقت الراهن؛ أما الفترة اتي يغطيها السفر فهي تبدأ إثر وفاة يشوع وهو الحدث الأول الذي يقوم السفر بذكره.

ظهرت تسمية سفر القضاة للمرة الأولى في الترجمة السبعونية للكتاب المقدس والتي تمت على أيدي لاهوتيين يهود في الإسكندرية خلال القرن الثاني قبل الميلاد، وأصل التسمية تعود لمفردة قاضي، فبعد وفاة يشوع لم يعد الأنبياء يقودون الشعب بل القضاة؛ وإن جمع بعضهم بين الصفتين، المدة التاريخية للسفر مختلف بشأنها أيضًا لكنها طويلة بين 300 عام إلى 420 عامًا، وبالتالي يعتبر السفر أطول أسفار حسب المدة الزمنية التي تتناولها بعد سفر التكوين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

 أصل التسمية

فلسطين وقد قسمت بين أسباط بني إسرائيل الاثني عشر: البيئة التاريخية لسفر القضاة.

لا يشير مصطلح قضاة إلى مهنة القاضي بالشكل المتعارف عليه اليوم، إذ كان القاضي يتمتع بصلاحيات الملك لدى بني إسرئيل، مع بقاء الملك الرسمي في حوزة الله، وقد وردت في التقليد الكتابي لفظة القضاة للإشارة إلى الفترة الممتدة منذ وفاة يشوع وحتى قيام الملكية على يد شاول؛ ولم يكن منصب القاضي محصورًا لدى بني إسرائيل إذ إن سفر عاموس يذكر أن للموآبيين قاضٍ، كذلك يفعل المؤرخ يوسيفوس فلافيوس؛ وقد نسب فعل المخلص إلى القضاة في بعض الأحيان فتكون لفظة القاضي سابقة للفظة المسيح في الديانة اليهودية؛ ولا يمكن اعتبار القضاة ملوكًا لبني إسرائيل من جميع النواحي، فهم أشبه بقادة ثوريين استطاعوا طرد المحتل وتولوا الحكم مكانه، وإذاك يضعف حكمهم العام على الأسباط وقد يحصر بمناطق محلية محددة، وقد نشأت عدة حروب أهلية حول طاعة القضاة، كالحرب بين أبيمالك وإخوته، والحرب بين أبيمالك وسكان شكيم عاصمته، والحرب بين سبطي جلعاد وأفرايم أيام يفتاح، وعدد من الأسباط ضد سبط بنيامين.

وربما ظهر عدد من القضاة في الوقت ذاته ضمن مناطق مختلفة، لم يأت السفر على ذكرهم، إن هذا يدل على ضعف الرابط بين إسرائيل بعد قرون من خروجهم من مصر وفق التقليد، فالرابط بينهم كان يغلب عليه رابط القربى مع اختفاء وجود تنظيم سياسي موحد.

وكان القضاة عادة ينتخبون لهذا المنصب مدى الحياة وبالتناوب بن الأسباط الاثني عشر وسوى ذلك لا نعرف اليوم طرق انتقال السلطة والمنصب، ولا يرد مصطلح قضاة في السفر أبدًا، غير أن المصطلح يعود إلى التقليد الكتابي إذ ذكر على سبيل المثال في سفر صموئيل الأول.

وبشكل عام فإن بعض عواصم القضاة كان لها بعد ديني أيضًا، وأشهر عواصم بني إسرائيل قبل أورشليم كما ترد في سفر القضاة، هي: شكيم، بيت أيل، مزار عرفة حيث ظهر ملاك الرب وفق العهد القديم، مزار شيلوه حيث تابوت العهد.

 قصة السفر وأحداثه

القاضي	مدة حكمه
مملكة آرام نهرين	8 سنوات
عثانئيل بن قناز	40 سنة
مملكة موآب	18 سنة
إيهود العسرواي	80 سنة
مملكة حاصور الكنعاني	20 سنة
دبورة وبالاق	40 سنة
مملكة الميدانيين	7 سنوات
جدعون	40 سنة
أبيمالك	3 سنوات
تولع بن فواة	23 سنة
يائير الجلعادي	22 سنة
مملكة العمونيين	18 سنة
يفتاح	6 سنوات
إيصان من بيت لحم	7 سنوات
إيلون الزبلوني	10 سنوات
عبدون بن هليل	8 سنوات
حكم الفلسطيين	40 سنة
شمشون	20 سنة
مدة السفر	420 عامًا

 المقدمة

السفر يصنف ضمن الأسفار التاريخية في العهد القديم، إذ لا يحتوي على أية عقائد تذكر، كما أنه لا يحوي على لحمات زمنية واضحة ومتتابعة ولا يروي فترة زمنية خاصة بل هو يروي عددًا من القصص المنتقاة من التاريخ العبري لسلسلة القضاة الذين حكموا منذ وفاة يشوع وحتى قيام الملكية؛ وهو يذكر عدة أجيال ما يؤكد نظرية أن السفر قد كتب في وقت لاحق من وقوع الأحداث.

يبدأ السفر بذكر احتلال أورشليم، ولم تكن حينها عاصمة بني إسرائيل، هي لم تعدو العاصمة حتى عهد داوود الملك، أما قبل ذلك فإن شكيم، بيت أيل والجلجال كانوا عواصم مختلفة للشعب اليهودي، كذلك فقد فتح سبط يهوذا كما يذكر السفر مدينة حبرون، ومدينة دبير، ثم أغار على غزة وعسقلان وتخومهما، ويذكر السفر أن اليهود لم يطردوا سكان المدن الأصليين كما فعلوا سابقًا، (انظر سفر يشوع) وفي بعض الحالات اكتفوا بفرض الجزية عليهم فقط، لكن هذا التسامح لم يكن مفيدًا للشعب اليهودي، لأن الغرباء شجعوا اليهود على عبادات وثنية كعبادتي البعل وعشتار: فحمي غضب الرب على إسرائيل، فدفعهم بأيدي ناهبين، بنهبوهم وباعوهم بأيدي أعدائهم. لذلك أقام الرب القضاة، لكي يخلصوهم من أيدي ناهيبيهم. لكن بني إسرائيل عند موت القاضي المعين كانوا يرجعون ويفسدون أكثر من آبائهم بالذهاب وراء آلهة أخرى ليعبدوها ويسجدوا لها، ولم يكفوا عن أفعالهم وطرقهم القاسية. لذلك أعاد الرب تليمهم لأيدي عدائهم، وهنا يذكر السفر عدة قصص لقضاة، يتمازج بها الجانب التاريخي بالجانب الأسطورري.

 عثانئيل بن قناز

إثر ارتكابهم المعاصي، سلم الله بني إسرائيل حسب السفر إلى كوشان رعثيم ملك آرام نهرين، وبعد ثمانية سنوات من العبودية صرخ بنو إسرائيل إلى الرب فأقام الرب مخلصًا لبني إسرائيل فخلصهم. وهو عثانئيل الذي كان روح الله عليه، فخلص شعبه من حكم ملك آرام نهرين وافتتح عهد أمان دام أربعين عامًا وكان القاضي الأول الذين يذكره السفر.

 إيهود العسرواي

بعد أربعين عامًا من الاستقرار عاد بنو إسرائيل وعملوا الشر في عيني الرب فاحتلهم هذه المرة عجلون ملك موآب، وتقع موآب إلى الجنوب من البحر الميت ضمن الأردن اليوم، وبعد مانية عشر عامًا من العبودية لمملكة موآب، أقام الرب مخلصًا إيهود بن جبرا البناميني الأعسر ويذكر السفر كيف استطاع إيهود أن يقتل ملك الموآبين في قصره، وخلص بني إسرائيل من حكمهم: فضرب بني إسرائيل موآب في ذلك الوقت نحو عشرة آلاف راجل، كل نشيط وكل ذي بأس، ولم ينج أحدًا، فذلّ الموآبيون في ذلك اليوم على يد إسرائيل واستراحت الأرض ثمانين سنة.

 دبورة وبالاق

قتل سيسرا وابتهاج دبورة وباراق، كما يرد في الفصل الرابع والخامس من السفر.

بعد ثمانين عامًا من تخلصهم من الموآبيين عاد بنو إسرائيل فعملوا الشر في عيني الرب فتسلط عليهم هذه المرة ملك حاصور الكنعاني، وعين عليهم رئيس جيشه سيسرا قائدًا، فنكل هذا ببني إسرائيل بحسب السفر عشرين عامًا بشكل شديد القسوة؛ وعندما طلب بنو إسرائيل الصفح طلب الله من النبية دبورة اختيار بالاق وتكليفه اصطحاب عشر آلاف رجل من سبطي زبلون ونفتالي، وهناك حصلة معركة في قادش بين الطرفين التي هزم بها سيسرا وجيشه، ثم يذكر السفر كيف هرب سيسر إلى خيمة امرأة إسرائيلية تدعى ياعيل، وعندما عرفت أنه سيسرا القائد أكرمت وفادته ولما نام قامت بغرس وتد الخيمة في صدغه فمات، وآل حكم بني إسرائيل إلى بالاق والنبية دبورة.

 جدعون وأبيمالك

عودة يفتاح وللقاءه الأول بابنته الوحيدة؛ لوحة لجيمس غاندي 1807.

بعد أربعين سنة حسب السفر، عاد بنو إسرائيل وعملوا الشر في عيني الرب فتسلط عليهم الميديانيين الذين تقع مملكتهم جنوب الأردن وشرق شبه جزيرة سيناء وقد ظل الميديانيون يحتلون بني إسرائيل سبعة سنوات، وكانوا يأخذون محاصيلهم ويتلفون غلالهم ويصادرون مواشيهم حسب السفر الذي يسميهم كالجراد الكثير، دخلوا الأرض لكي يخربوها. لكن ملاكًا ظهرًا لجدعون وطلب منهم إنفاذ الشعب، فتردد جدعون في بادئ الأمر وطلب عدة شواهد من الملاك تذكر في الفصل السادس من السفر كي يتثبت من صدق دعوته، ولما تأكد جدعون من دعوته قاد جيشًا مؤلفًا من اثنين وثلاثين ألف جندي، لكن الرب قال لجدعون: إن الجيش الذي معك كثير، لئلا يعتمد بني إسرائيل قائلاً يداي خلصتني وبعد عدة تجارب يذكرها الفصل السابع من السفر تم تقليص عدد الجيش إلى ثلاثمائة فقط، واستطاع جدعون بهذا العدد القليل طرد المديانيين ومعهم العماليق، ثم قضى على تمرد بضعة أسباط لعدم مشاركتها في الحرب، ويذكر السفر أن جدعون قد أنجب سبعين ولدًا لأن له نساء كثيرات، وجعل من شكيم عاصمة لملكه، وخلفه ابنه أبيمالك، بعد أن قتل إخوته السبعين جميعًا، وبعد ثلاث سنوات فقط أرسل عليه الرب حسب السفر روحًا شيطانية رديئة لأنه قتل إخوته، ثم ثار عليه الشعب في عاصمته شكيم وقتلوه بثورة، وكانت هذه الثورة واحدة من عدة حروب أهلية قامت بين الأسباط.

 تولع بن فواة، يائير الجلعادي وابنه يفتاح

شمشون ينتقم من الفلسطيين كما ورد في الفصل السادس عشر من السفر.

يذكر سفر القضاة تولع بن فواة بشكل عرضي، فلا يذكر كيف وصل إلى السلطة أو أهم الأحداث في عهده، لكنه يذكر أنه عمل صالحًا واتخذ من شامير في جبل أفرايم عاصمة له، وأن مدة حكمه بلغت ثلاثًا وعشرين عامًا، وكذلك يذكر يائير الجلعادي بشكل عرضي فلا يذكر كيف انتقلت إليه السلطة لكنه يذكر أنه حكم اثنان وعشرون عامًا، وكان له ثلاثين ولدًا متسلطين وقد اتخذ من أرض جلعاد عاصمة له، وإثر وفاته حكم أولاده الثلاثين سوية وبالتراضي، لكن بني إسرائيل أخذوا يعملون الشر في عيني الرب وعبدوا آلهة غريبة، فسيطر عليهم بنو عمون واستمروا في احتلالهم ثمانية عشر عامًا، عندها صرخ بنو إسرائيل إلى الرب قائلين أخطأنا إليك لأننا تركنا إلهنا وعبدنا البعليم لكن الرب رفض مساعدتهم: امضوا واصرخوا إلى الآلهة الغريبة التي اخترتموها لتخلصكم هي في زمان ضيقكم. ثم عاد فاختار يفتاح ليكون مخلصًا لبني إسرائيل ويفتاح هو شقيق أولاد يائير الجلعادي الثلاثين لكنه غير شرعي، لذلك طرد ولم يرث مع أشقاءه الثلاثين، وقبل يفتاح مهمته بشرط أن يحكم منفردًا بني إسرائيل بعد انتصاره، واستطاع تخليص قومه من سيطرة العمونيين، واحتل سيحون أيضًا، لكنه نذر للرب نذرًا: إن دفعت بني عمون إلى ليدي فالخارج الذي يخرج من أبواب بيتي أولاً للقائي عند رجوعي بالسلامة من عند بني عمون، يكون للرب وأصعده محرقة. وعندما عاد إلى منزله كانت ابنته الوحيدة في استقباله فذبحها وقدمها للرب، لكن إخوته رفضوا انفراده في الحكم، فدارت حرب أهلية انتهت بانتصار يفتاح.

 خواتم السفر

•  مقالة مفصلة: شمشون

تلا يفتاح إيصان من بيت لحم مدة سبع سنوات، ثم إيلون الزبلوني مدة عشر سنوات، وأخيرًا عبدون بن هليل مدة ثماني سنوات، ولا يذكر السفر شيءًا عن أعمالهم أو أحداث حكمهم، لكني بنو إسرائيل وعقب هذا الاستقرار عادوا فعملوا الشرب أمام الرب فسلمهم لأيدي الفلسطيين وهم أقوام من أصول يونانية وليسوا الفلسطينيين، واستمر احتلالهم لنبي إسرائيل أربعين عامًا، ثم يروي السفر قصة شمشون الذي يدعوه بالجبار، فهو ولد لامرأة عاقر، كنذير للرب، وتزوج من الفلسطيين مرتين، على الرغم من كونهم أعداء بني إسرائيل، وقد خدعته زوجته الثانية دليلة، وكانت سبب إسلامه لهم، بعد أن أرهبهم طويلاً؛ لكن شمشون انتقم عندما هدم البيت الذي كان مسجونًا فيه وقد حوى حسب السفر على ثلاثة آلاف رجل فرحين باعتقاله، فماتوا جميعًا مع شمشون.

ولا يذكر السفر قصة أي قاضي بعد شمشمون: في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل، وكان كل واحد يعمل ما يحسن في عينيه. لكنه يذكر قصة ميخا وسبط وسف في الفصلين السابع عشر والثامن عشر، وقصة الرجل اللاوي المتغرب في الفصل التاسع عشر، ثم الحرب الأهلية التي نشبت بين جميع الأسباط ضد سبط بنيامين وكيف آلت هذه الحرب إلى الصلح في الفصل العشرين والفصل الحادي والعشرين منه، ويعتبر البعض القصتين بمثابة ملحق عام للسفر مكمل له.

يستخدم السفر بشكل خاص مصطلح بعل للإشارة إلى الله، وهو يعني في اللغة الموآبية، إحدى اللغات السامية السيّد أو الرب، واسم بعل أساسًا اسم لأحد آلهة الكنعانيين؛ غير أن اليهود اعتبروا اسم بعل مرادفًا لاسم الله، كذلك يلقب في سفر القضاة ببعل بريث أي رب العهد، إلى جانب يهوه وهو التسمية التقليدية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

 غاية السفر وأهميته

شمشون ودليلة، لوحة لجان فرانسوا جودار، 1784.

يعتبر السفر شديد الأهمية من الناحية التاريخية فهو يسد ثلمة مقدارها ثلاث قرون في تاريخ بني إسرائيل يطلق عليها اسم حقبة القضاة، وهي تسبق الحقبة الملكية؛ وقد استمرت حقبة القضاة خارج السفر إذ إن العهد القديم يذكر أن صموئيل وابنيه كانوا قضاةً، وقبلهما الكاهن عالي، أما من الناحية العقائدية والدروس والعبر الروحية يعتبر السفر غنيًا أيضًا، فهو يظهر العدالة الإلهية ورحمة الله وغضبه، ودور المرأة ممثلاً بدبورة النبية، ودعوة الله للإنسان كما يظهر في قصة جدعون، وأن الله لا يميز بين ابن الزنى والآخرين من خلال اختياره يفتاح ليكون قاضيًا ومخلصًا، كما تبرز في السفر أهمية النذر والوفاء به، ويمكن تلخيص غاية السفر بما يلي:

يبيّن لنا سفر القضاة كم أن نشوء الوحدة بين أسباط إسرائيل كانت صعبة، واحتلال الأرض واستملاكها بطيئين، والخصومات والمنازعات بين القبائل قوية، والإيمان بدائياً، والتهديدات الخارجية جدية ومتواصلة. لكن القصص التي يتضمنّها السفر هدفت أساساً إلى إعطاء تعليم، وهو أن الصعوبات التي واجهها الشعب الإسرائيلي عند دخوله أرض كنعان، لم تكن سوى امتحان شاءه الله في سبيل التهذيب والتقويم، وعلى كل جيل جديد أن يكتشف ما سبق وتعلّمه الآباء والأجداد عند خروجهم من مصر، ومسيرهم في البرية، ودخولهم أرض الميعاد. والعبرة الأهم في هذه القصص، هي أن العقاب يكون نصيب الشعب في كل مرّة ينسى إلهه؛ على عكس ذلك، تشكّل العودة إلى الله والتوبه إليه (3/7- 9، 12- 15) ينبوع خلاص له. هكذا يصبح تأمل الماضي أمثولة للحاضر وللمستقبل.

سوى ذلك يرى بعض المسيحيين أن السفر يشير ببعض رموزه إلى يسوع وهو الماشيح المنتظر، ولا يستشهد أبدًا في العهد الجديد بهذا السفر باستثناء ما ورد في إنجيل لوقا من تشابه صفات الحبل بيوحنا المعمدان وشمشون، وتعداد الرسالة إلى العبرانيين عدد من شخصيات السفر كأمثلة حية عن الإيمان. لكن سفر صموئيل الأول يذكر عدة حوادث في سفر القضاة في إطار عظات، مذكرًا بها.

ولا يبدو الزنى في سفر القضاة ذنبًا كبيرًا كما في سائر أسفار العهد القديم الأخرى، إذ يذكر الفصل السادس عشر: ثم ذهب شمشون إلى غزة، ورأى هناك امرأة زانية فدهل إليها. في حين أن حوادث الزنى الآخرى في العهد القديم تترافق مع الكثير من طقوس التوبة والندم والانهزام، لا يأت السفر على أي شيء من هذا القبيل.

 انظر أيضاً

• تناخ
• الكتاب المقدس
• المدفع البابلي
• القضاة البابليون
• Song of Deborah
• History of ancient Israel and Judah

 المراجع

 ترجمة لسفر القضاة

• Book of Judges

 شرح سفر القضاء

• Guest, P. Deryn (2003). "Judges". In James D. G. Dunn and John William Rogerson (ed.). Eerdmans Commentary on the Bible. Eerdmans. ISBN 978-0-8028-3711-0.

• Davis, John J. and Herbert Wolf. Judges Introduction and Annotations. Zondervan NIV Study Bible (Fully Revised). Ed. Kenneth L. Barker. Grand Rapids, MI: Zondervan, 2002. 326-363.

• Matthews, Victor Harold (2004). Judges and Ruth. Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-00066-6.

• Niditch, Susan (2008). Judges: a commentary. Westminster John Knox Press. ISBN 978-0-664-22096-9.

• Soggin, Alberto (1981). Judges. Westminster John Knox Press. ISBN 978-0-664-22321-2.

• Telushkin, Joseph. Biblical Literacy: The Most Important People, Events, and Ideas of the Hebrew Bible. New York: William Morrow and Company, 1997.

 عامة

• Bacon, Gershon and S. David Sperling. "Judges (Heb.שופתטים), Book of." Encyclopedia Judaica. Second Edition, Volume 11. pp. 561–566.

• Eynikel, Erik (1996). The reform of King Josiah and the composition of the Deuteronomistic history. Brill. ISBN 978-90-04-10266-8.

• Knight, Douglas A (1995). "Deuteronomy and the Deuteronomists". In James Luther Mays, David L. Petersen and Kent Harold Richards (ed.). Old Testament Interpretation. T&T Clark. ISBN 978-0-567-29289-6.

• Knoppers, Gary (2000a). "Introduction". In Gary N. Knoppers, J. Gordon McConville (ed.). Reconsidering Israel and Judah: recent studies on the Deuteronomistic history. Eisenbrauns. ISBN 978-1-57506-037-8.

• Knoppers, Gary (2000b). "Is There a Future for the Deuteronomistic History?". In Thomas Romer (ed.). The Future of the Deuteronomistic History. Leuven University Press. ISBN 978-90-429-0858-1.

• Malamat A. "Chapter VII: The Period of the Judges." Judges. The World History of the Jewish People. 3. Givatayim, Israel: Rutgers UP, 1971. pp. 129–163.

• Miller, J Maxwell (1995). "The Ancient Near East and Archaeology". In James Luther Mays, David L. Petersen and Kent Harold Richards (ed.). Old Testament Interpretation. T&T Clark. ISBN 978-0-567-29289-6.

• Perdue, Leo G (2001). "Preface: The Hebrew Bible in Current Research". In Leo G. Perdue (ed.). The Blackwell companion to the Hebrew Bible. Blackwell. ISBN 978-0-631-21071-9.

• de Pury, Albert; Romer, Thomas (2000). "Deuteronomistic Historiography: History of Research and Related Issues". In Albert de Pury, Thomas Romer, Jean-Daniel Macchi (ed.). Israël constructs its history: Deuteronomistic historiography in recent research. Sheffield Academic Press. ISBN 978-1-84127-099-9.{{cite book}}: CS1 maint: multiple names: editors list (link)

• Spieckerman, Hermann (2001). "The Deuteronomistic History". In Leo G. Perdue (ed.). The Blackwell companion to the Hebrew Bible. Blackwell. ISBN 978-0-631-21071-9.

• Van Seters, John (1997). In search of history: historiography in the ancient world and the origins of biblical history. Eisenbrauns. ISBN 9781575060132.

• Walton, John H (2009). "The Deuteronomistic History". In Andrew E. Hill, John H. Walton (ed.). A Survey of the Old Testament. Zondervan. ISBN 978-0-310-22903-2.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

 وصلات خارجية

نصوص أصلية

• שֹּׁפְטִים - Shoftim - Judges (Hebrew - English at Mechon-Mamre.org)

Jewish translations

• Judges at Mechon-Mamre (Jewish Publication Society translation)
• Shoftim - Judges (Judaica Press) translation [with Rashi's commentary] at Chabad.org

ترجمات مسيحية

• New World Translation of the Holy Scriptures
• Online Bible at GospelHall.org
• Judges at Bible Gateway (various versions)
• Judges at Wikisource (Authorised King James Version)

مقالات

• Book of Judges article (Jewish Encyclopedia)

 هذه المقالة تضم نصاً من مطبوعة هي الآن في المشاع: Easton, Matthew George (1897). "^{article name needed}". Easton's Bible Dictionary (New and revised ed.). T. Nelson and Sons. {{cite encyclopedia}}: Cite has empty unknown parameters: |HIDE_PARAMETER6=, |HIDE_PARAMETER9=, |HIDE_PARAMETER8=, and |HIDE_PARAMETER7= (help); Invalid |ref=harv (help)

سفر القضاة كتب التاريخ
سبقه يشوع	التناخ	تبعه صموئيل
	العهد القديم المسيحي	تبعه راعوث