الروضة الحسينية
مقام الإمام الحسين | |
---|---|
الدين | |
الارتباط | شيعة |
الموقع | |
الموقع | كربلاء، العراق |
الإحداثيات الجغرافية | 32°36′59″N 44°01′56″E / 32.6163654°N 44.0323126°E |
العمارة | |
النوع المعماري | مسجد |
جزء من سلسلة عن الإسلام الشيعي |
---|
تقع الروضة الحسينية المطهّرة أو مقام الإمام الحسين في مركز مدينة كربلاء، ونقلت صحائف التاريخ أن أول من اهتم بالقبر الشريف بنو أسد، الذين ساهموا مع الإمام السجاد (عليه السّلام) في دفن الجسد الطاهر للإمام الحسين (عليه السّلام)، وأقاموا رسماً لقبره، ونصبوا عَلَماً له لا يُدرَس أثره. ولما وَلِيَ المختار بن أبي عبيد الثقفي الأمرَ بالكوفة سنة 65 هـ، بنى عليه بناءً، وكانت على القبر سقيفة وحوله مسجد، ولهذا المسجد بابان احدهما نحو الجنوب والآخر نحو الشرق - كما ذكرت الروايات - ثمّ توالت العمارات زمن المأمون، والمنتصر الذي أولى المرقد رعايةً خاصة، والداعي الصغير وعضد الدولة البويهي وغيرهم ممن أعقبهم، ولم تتوقف العمارات أو التوسع بالإضافة إليها وصيانتها وترميمها منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا. تضم هذة الروضة المباركة قبر سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) وبجانبه العديد من القبور التي تزار منها: مرقد السيد إبراهيم المجاب (عليه السلام)، مرقد حبيب بن مظاهر الأسدي، ضريح الشهداء من أصحاب الحسين (عليه السلام)، والقاسم بن الحسن (عليه السلام).
تتكون العمارة الحالية من صحن واسع تصل مساحته إلى (15000 م 2)، يتوسطه حرم تبلغ مساحته (3850 م 2) يقع فيه الضريح المقدس، وتحيط به أروقة بمساحة (600 م 2)، وتتقدّمه طارمة.
وتعلو المشهدَ الحسيني الشريف قبةٌ شاهقة بارتفاع (37) متراً من الأرض، وهي مغشاة من أسفلها إلى أعلاها بالذهب الخالص، وترتفع فوق القبة سارية من الذهب الخالص أيضاً بطول مترين، وتحفّ بالقبة مئذنتان مطليتان بالذهب، ويبلغ عدد الطابوق الذهبي الذي يغطيها (8024) طابوقة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أجزاء الروضة الهامة
حياة ذكرى Perspectives |
الضريح المبارك
يقع الضريح المقدس الذي ضم في ثراه الجسدَ الطاهر للإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام) مع ابنَيهِ عليِ الأكبر وعليِ الأصغر، تحت صندوق مصنوع من الخشب الثمين الرائع المطعّم بالعاج، ويحيط به صندوق آخر من الزجاج، ويعلو الصندوق شباك مصنوع من الفضة الخالصة وموشّى بالذهب، وعليه كتابات من الآيات القرآنية الكريمة، ونقوش وزخارف بديعة الصنع، وتحيط بالشباك روضة واسعة رُصِفت أرضها بالمرمر الإيطالي، وغلفت جدرانها بارتفاع مترين بالمرمر نفسه، فيما تزدان بقية الجدران والسقوف بالمرايا التي صنعت بأشكال هندسية تشكل آية من آيات الفن المعماري الرائع.
ضريح الشهداء
وموقعه قريب من الضريح الحسيني إلى جهة الشرق، حيث مثوى الشهداء الأبرار الذين استُشهِدوا مع الإمام الحسين في معركة الطف مع آله وأصحابه، وهم مدفونون في ضريح واحد، وجُعِل هذا الضريح علامة لمكان قبورهم، وهم في التربة التي فيها قبر الحسين (عليه السّلام). والضريح مصنوع من الفضة، وله شباكان: الأول يطل على الحرم الداخلي، وقد كُتبت فوقه أسماؤهم، والثاني فُتح حديثاً وهو يطل على الرواق الجنوبي إلى اليمين من باب القبلة.
الأروقة
يحيط بالحرم الحسيني أربعة أروقة، من كل جهة رواق، يبلغ عرض الرواق الواحد (5 م)، وطول ضلع كل من الرواق الشمالي والجنوبي (40 م) تقريباً، وطول ضلع كل من الرواق الشرقي والغربي (45 م) تقريباً. وأرضيتها جميعاً مبلطة بالرخام الأبيض الناصع، وفي وسط جدرانها كلها قطع من المرايا الكبيرة أو الصغيرة، ويبلغ ارتفاع كل رواق (12 م)، ولكل رواق من هذه الأروقة اسم خاص به وهي:
- الرواق الغربي: ويدعى برواق السيد إبراهيم المجاب نسبة إلى مدفن السيد إبراهيم بن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم (عليه السّلام)، ويعرف بالمجاب لحادثة مشهورة، وكان قد قدم كربلاء سنة 247 هـ، واستوطنها إلى وفاته فدفن في هذا الموضع، وعليه اليوم ضريح من البرونز، وتمر به الزوار لزيارته.
- الرواق الجنوبي: ويدعى برواق حبيب بن مظاهر الأسدي نسبة إلى وجود قبر التابعي الجليل حبيب بن مظاهر بن رئاب بن الأشتر بن حجوان الأسدي الكندي ثم الفقعسي، وكان من القواد الشجعان الذين نزلوا الكوفة، وصحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) في حروبه كلها، ثمّ كان على ميسرة الإمام الحسين (عليه السّلام) يوم الطف سنة 61 هـ وعمره خمس وسبعون سنة، وقد استبسل في ذلك اليوم الخالد، وكان ممن عُرِض عليهم الأمان فأبوا وقالوا: - لا عذر لنا عند رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إن قُتل الحسين وفينا عين تطرف. حتّى قُتلوا حوله، وعلى قبره اليوم ضريح لطيف من الفضة.
- الرواق الشرقي: ويدعى برواق الفقهاء، وفيه مدافن الشخصيات العلمية الكبيرة.
- الرواق الشمالي: أو الأمامي ويدعى برواق الملوك حيث احتوى على مقبرة للملوك القاجاريين.
أبواب الأروقة الداخلية
توجد ثمانية أبواب داخلية للأروقة تؤدي إلى الحضرة المطهرة وهي:
- باب القبلة
- باب علي الأكبر
- باب الكرامة
- باب الناصري
- باب إبراهيم المجاب
- باب رأس الحسين
- باب حبيب بن مظاهر
ابواب الأروقة الخارجية
أما أبواب الأروقة الخارجية التي تؤدي إلى الصحن فعددها سبعة، وهي:
- باب حبيب بن مظاهر
- باب القبلة
- باب صاحب الزمان
- باب علي الأكبر
- باب الكرامة
- باب السيد إبراهيم المجاب
- باب رأس الحسين (عليه السّلام).
المذبح
وهو المحل الذي ذُبِح فيه الإمام الحسين (عليه السّلام)، وموقعه إلى الجنوب الغربي من الرواق، ويتألف من غرفة خاصة لها باب فضّي، وأرضيتها من المرمر الناصع، وفيها سرداب يعلوه باب فضي أيضاً، ويطل من هذه الغرفة شباك على الصحن من الخارج.
الصحن
وهو بناء كبير وفِناء واسع يحيط بالمرقد الشريف، ويطلق عليه البعض اسم الجامع، لاجتماع الناس فيه لإقامة الصلوات الخمس وأداء الزيارات المخصوصة في مواسمها المعلومة. والصحن من الداخل على شكل مستطيل، ولكنه سداسي على شكل الضريح المقدس، ويحيط به سور عالٍ يفصل الروضة من الخارج، وجرى تزيينه بالطابوق الأصفر والقاشاني وإقامة الكتائب على الأبواب. وكتبت عليه من الجهة العليا الآيات القرآنية الكريمة بالخط الكوفي البديع وعلى الطابوق المعرَّق، ومن الداخل تتوزعه الايوانات التي يبلغ عددها (65) إيواناً تطل على الصحن وتحيطه من جميع جوانبه، وفي كل إيوان توجد حجرة مزيّنة جدرانها بالفُسَيفساء من الخارج والداخل.
أبواب الصحن
للصحن الشريف عشرة أبواب، يؤدي كل منها إلى الشارع الدائري المحيط بالروضة والشوارع المتفرعة منه، وقد جاءت كثرة هذه الأبواب من اجل تخفيف حدة الزحام في مواسم الزيارات، وجميع الأبواب مصنوعة من الخشب الساج وبأشكال بديعة، وعليها سقوف مغلّفة بالقاشاني، وتتضمن حواشيها الآيات القرآنية الكريمة، والأبواب هي:
- باب القبلة: وهو من أقدم الأبواب، ويعد المدخل الرئيسي إلى الروضة الحسينية، وعرف بهذا الاسم لوقوعه إلى جهة القبلة.
- باب الرجاء: يقع بين باب القبلة وباب قاضي الحاجات.
- باب قاضي الحاجات: يقع هذا الباب مقابل سوق التجار (العرب)، وقد عرف بهذا الاسم نسبة إلى الإمام الحجة المهدي (عجّل الله فرَجَه).
- باب الشهداء: يقع هذا الباب في منتصف جهة الشرق حيث يتجه الزائر منه إلى مشهد العباس (عليه السّلام)، وعرف بهذا الاسم تيمناً بشهداء معركة الطف.
- باب السلام: يقع في منتصف جهة الشمال، وعرف بهذا الاسم لان الزوار كانوا يسلّمون على الإمام (عليه السّلام) باتجاه هذا الباب. ويقابله زقاق السلام.
- باب السدرة: يقع هذا الباب في أقصى الشمال الغربي من الصحن، وعرف بهذا الاسم تيمناً بشجرة السدرة التي كان يستدل بها الزائرون في القرن الأول الهجري إلى موضع قبر الحسين (عليه السّلام)، ويقابل هذا الباب شارع السدرة.
- باب السلطانية: يقع هذا الباب غرب الصحن الشريف، وعرف بهذا الاسم نسبة إلى مشيده أحد سلاطين آل عثمان.
- باب الكرامة: يقع هذا الباب في أقصى الشمال الشرقي من الصحن، وهو مجاور لباب الشهداء، وعرف بهذا الاسم كرامةً للإمام الحسين (عليه السّلام).
- باب الرأس الشريف: يقع هذا الباب في منتصف جهة الغرب من الصحن الشريف، وعرف بهذا الاسم لأنه يقابل موضع رأس الحسين (عليه السّلام).
- باب الزينبية: يقع هذا الباب إلى الجنوب الغربي من الصحن، وقد سمي بهذا الاسم تيمّناً بمقام تلّ الزينبية المقابل له.
الطارمة (إيوان الذهب)
يطلّ هذا الإيوان على الصحن الشريف من جهة الجنوب وله سقف عالٍ، ولكنه ليس بمستوى واحد، فهو مرتفع من الوسط ومنخفض من الطرفين، ويرتكز السقف على أعمدة من الرخام الفاخر، والإيوان مستطيل الشكل بطول (36) م وعرض (10) م، وقد كسيت جدرانه بالذهب الخالص، وزُيّنت جوانبه بالفسيفساء المنقوشة بشكل بديع، بينما بقية الجدران كسيت بالقاشاني المزخرف، ويفصل هذا الإيوان عن الصحن مشبك معدني، ويكون المرور من الجانبين إلى الروضة.
خزانة الروضة الحسينية
وموقعها في الواجهة الشمالية للروضة، وهي غرفة حصينة تضم هدايا الملوك والسلاطين والأمراء والشخصيات الكبيرة من مختلف البلدان الإسلامية، وفيها تحف نادرة ونفائس باهرة.
مكتبة الروضة الحسينية
وتقع إلى الجهة اليمنى عند مدخل باب القبلة، وتأريخ تأسيسها يعود إلى سنة 1399 هـ / 1979 م، وهي تضم العديد من الكتب المطبوعة والمخطوطة بالإضافة إلى المصاحف المخطوط الثمينة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مراحل تشييد المرقد الحسيني الطاهر
إن الحديث عن تأريخ تشييد الروضة الحسينية المطهرة على ما هي عليه الآن حديث جليل عن تأريخ طويل يمتد إلى أربعة عشر قرنا فقد ذكر المؤرخون بناء الروضة الحسينية يبدأ منذ ومن دفن الأجساد الطاهرة من قبل أفراد من عشيرة بني أسد.
قال الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام "أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض هم معروفون في أهل السماوات يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة والجسوم المضّرجة وينصبون بهذا الطف علماً على قبر سيد الشهداء لا يُدرس أثره ولا يعفو رسمه على مرور الليالي والأيام".
العمارة الأولى
لما ولي المختار بن أبي عبيد الثقفي الكوفة في عام 65 هـ مطالباً بثأر الحسين بن علي عليه السلام وقام بتعقب قتلة الإمام الحسين عليه السلام وصحبه الكرام، وحاكمهم ومن ثم قتلهم..بعد ذلك بني مرقد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء وشيّد له قبة من الآجر والجص وهو أول من بني عليه بناءً أيام إمرته، وكانت على القبر سقيفة ومسجد، ولهذا المسجد بابان أحدهما نحو الجنوب والآخر نحو الشرق ويؤيد ذلك القول الوارد عن الأمام الصادق عليه السلام في كيفية زيارة قبر الحسين عليه السلام فقد قال: (إذا أتيت الباب الذي يلي الشرق فقف على الباب وقل...) وقال عليه السلام: (ثم تخرج من السقيفة وتقف بإزاء قبور الشهداء) وما زال هذا المسير قائماً حتى الآن فالجهة المحاذية لقبور الشهداء حتى الشرق، ومرقد الشهداء يقع في شرقي مرقد الحسين عليه السلام وأبنه علي الأكبر عليه السلام من هذا يعرف ان السقيفة كانت تضم قبر علي الأكبر عليه السلام أيضاً، بقيت تلك السقيفة والمسجد طيلة فترة العهد الأموي وسقوط دولتهم 123هـ وقيام دولة بني العباس. وفي عهد هارون الرشيد العباسي الذي ناصب العداء للعلويين فسعى إلى هدم تلك القبور العلوية الطاهرة مؤملاً أن يمحو ذكر آل محمد وعترته عليهم السلام التي كانت فضائلهم تسمو على المخلوقين في حياتهم وبعد وفاتهم. فأرسل أناساً طبع الله على قلوبهم فنسوا ذكر الله ورفع عن نفوسهم الخوف منه تعالى فقدموا إلى المرقد الحسيني لتهديم منار الهدى ونبراس النجاة للأمة، فهدموا المسجد في حرم الحسين (عليه السلام) والمسجد المقام على قبر أخيه العباس عليه السلام كما دمّروا وخرّبوا كل ما فيهما من الأبنية والمعالم الأثرية وأمرهم الرشيد بقطع شجرة السدرة التي وضع كانت نابتة عند القبر وكرب موضع القبر، ثم وضع رجالاً مسلمين يمنعون الناس من الوصول إلى المرقد المعظّم والمرقد المكرم حتى وفاة الرشيد عام 193 هـ .
العمارة الثانية
لأسباب سياسيه تقرب المأمون العباسي للعلويين إذ عقد ولاية العهد للإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام. فتظاهر بالتقرب والميل إلى العلويين باعتبارهم أصحاب حق بالخلافة فاسند ولاية العهد إلى الإمام الرضا (عليه السلام) واستبدل شعار العباسيين بشعار العلويين وذلك عام 193هـ وأمر ببناء قبر الحسين عليه السلام وفسح المجال للعلويين وغيرهم بالتنقل وزيارات قبور الأئمة فتنفس الشيعة نسيم الحرية وعبير الكرامة وذاقوا طعم الاطمئنان. ففي عهد المأمون أعيد البناء على القبر الشريف وأقيم عليه بناء شامخ بقي على هذه الحال إلى سنه 232 هـ حيث جاء دور المتوكل العباسي الذي دفعه حقده وناصبـيته لأهل البيت عليه السلام الذي دفعه فقد ضيّق الخناق على الشيعة وشدد عليهم النطاق فقد أمر بتتبع الشيعة ومنعهم من زيارة قبر الحسين عليه السلام ولم يكتف بوضع المسالح ومراقبة الزائرين ومطاردتهم مطارده شديدة دامت طيلة خمس عشرة سنة من حكمه بل أمر بهدم قبر الحسين عليه السلام خلال تلك الفترة أربع مرات وكربه وخرّبه وحرثه وأجرى الماء على القبور.
أورد الطبري في حوادث سنة 236 هـ أن المتوكل أمر بهدم قبر الحسين عليه السلام وهدم ما حوله من المنازل والدور وأن يحرث ويبذر ويسقي موضع قبره وأن يمنع الناس من إتيانه فذكر أن عامل الشرطة نادي في الناحية من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثناه إلى المطبق (وهو سجن تحت الأرض) وهرب الناس وأقلعوا من المسير إليه وحرث ذلك الموضع وزرع ما حواليه وفي رواية أوردها الطوسي في الأمالي عن عبد الله بن دانيه الطوري قال: حججت سنة 247هـ فلما صدرت من الحج إلى العراق زرت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على حال خفية من السلطان ثم توجهت إلى زيارة الحسين عليه السلام فإذا هو قد حرث أرضه وفجّر فيها الماء وأرسلت الثيران والعوامل في الأرض فبعيني وبصري كنت أرى الثيران تساق إلى الأرض فتساق لهم حتى إذا حاذت القبر حادت عنه يميناً وشمالاً فتضرب بالعصي الضرب الشديد فلا ينفع ذلك ولا تطأ القبر بوجه فما أمكنني الزيارة فتوجهت إلى بغداد وأنا أقول:
تــــالله ان كانت أمية قد أتت***قتل ابن بنت نبيها مظلوم
فلقد أتــــــاه بنــو أبيه بمـثله***هـــذا لعمرك قبره مهدوم
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا***في قتله فتتبعوه رميم
ولما وصلت بغداد سمعت الهائعة فقلت: ما الخبر؟ قالوا سقط الطائر بقتل المتوكل فعجبت لذلك وقلت إلهي ليلة بليلة.
العمارة الثالثة
وصل المنتصر إلى سدة الخلافة وتولى أمر السلطة في دولة العباسيين في أواخر عام 247 هـ فأصاب العلويين الفرج وزالت عنهم الكربة ورفع عنهم المنع وأمر بتشييد قبة على قبر الحسين عليه السلام وركّز عليها ميلاً ليرشد الناس إلى القبر، وعطف على العلويين ووزع عليهم الأموال ودعا إلى زيارة قبر الحسين عليه السلام، فهاجر إلى كربلاء جماعة منهم من أولاد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وفي مقدمتهم السيد إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وذرية محمد الأفطس حفيد الحسين الأصغر ابن الإمام السجاد عليه السلام، وأولاد عيسى بن زيد الشهيد عليه السلام واستوطنوا فيه وبقي هذا البناء مشيداً حتى سقوطه سنة 273 هـ. على عهد الخليفة المعتضد العباسي.
العمارة الرابعة
سقطت العمارة التي شيدها المنتصر على القبر المطهر مرة واحدة وذلك في [[9 ذي الحجة]] سنة 273 هـ. حينما كان الزوار محتشدين ويبدو أنها كانت قد سقطت تلك البناية في زيارة عرفة وهي من الزيارات المخصوصة لحرم الحسين (عليه السلام) ويكثر فيها الناس وقد أصيبت من جراء السقوط خلق كثير فقد هدمت السقيفة مرة واحدة ونجا من الزوار جمع غفير كان من بينهم أبو عبد الله محمد بن عمران بن الحجاج وهو من وجوه أهل الكوفة وهو الذي نقل الخبر. وسبب سقوط السقيفة مجهول لحد الآن هل كان الحادث قد وقع قضاءً وقدراً؟ أم ان هناك يداً خبيثة من قبل السياسة والسلطة الحاكمة آنذاك كان لها الدور في هذه الفاجعة العظمى. على كل حال فقد كان الحادث مؤلماً ومروعاً وفي الوقت نفسه أصيب القبر بالانهدام وصار مكشوفاً لمدة عشر سنين. حتى تولى الداعي الصغير محمد بن زيد بن الحسن جالب الحجارة من أولاد الحسن السبط إمارة طبرستان بعد وفاة أخيه الملقب بالداعي الكبير فحينئذ أمر ببناء المشهدين وإقامة العمارة المناسبة وهما مشهد أمير المؤمنين في النجف ومشهد أبي عبد الله الحسين عليه السلام في كربلاء فكان المعتضد وقتذاك خليفة العباسيين سنة183 هـ وكان تأريخ العمارة يتراوح بين 279- 289 هـ. وقد زار محمد بن زيد كربلاء والنجف وأرسل المواد.
والتحفيات فقد كانت علاقته مع المعتضد العباسي حسنة ورابطة به متينة فتمكن بسببه ان يشيد البناء على الحرمين في الغري والحائر فشيّد على القبر في كربلاء قبة عالية لها بابان ومن حول القبة سقيفتين وعمّر السور حول الحائر وأمام المساكن وأجزى العطاء على سكنه سكنته كربلاء ومجاوري الروضة المقدسة.
العمارة الخامسة
حكم بغداد عضد الدولة البويهي في الخلافة الطائع بن المطيع العباسي وقد أمر ببناء الرواق المعروف برواق عمران بن شاهين في المرقدين الغروي والحائري. وهو المعروف اليوم برواق السيد إبراهيم المجاب. وفي عام407 هـ. شب حريق هائل داخل الروضة المقدسة وذلك خلال الليل وحدث هذا الحريق من جراء سقوط شمعتين كبيرتين على المفروشات فقد كانت الروضة تنار بواسطة الشموع، فقد التهمت النار أولاً التأزير والستائر ثم تعّدت إلى الأروقة فالقبة السامية ولم يسلم من النار سوى السور وقسم من الحرم ومسجد عمران بن شاهين.
العمارة السادسة
تولى الحسن بن المفضل بن سهلان تجديد بناء الحائر الحسيني بعد أن شبّت فيه النار واحترقت القبة والحرم ففي عام 412 هـ. شيد فيه قبة على قبر الحسين عليه السلام وأصلح ورمّم ما دمره الحريق وأمر ببناء السور وهو السور الذي ذكره ابن إدريس في كتابه(السرائر) عند تجديده للحائر عام 588 هـ فقد جدد ابن سهلان السور الخارجي وأقام العمارة من جديد على القبر المطهر بأحسن ممّا كان عليه ووصف الرحالة ابن بطوطة هذه العمارة في رحلته إلى كربلاء سنة 727 هـ وقال: وقد قتل ابن سهلان سنة 414 هـ وبقي البناء الذي أمر بتشييده في الحائر الشريف حتى خلافه المسترشد بالله العباسي سنة 526 هـ حيث عاد الإرهاب من جديد على الشيعة ورجع البطش والتضييق عليهم واستولى المسترشد العباسي عما في خزائن الحائر المقدس من أموال ونفائس وموقوفات ومجوهرات فأنفق قسماً منها على جيوشه وقال:(ان القبر لا يحتاج إلى خزينة وأموال). واكتفى بهذا السلب ولم يتعد على الحائر والقبر الطاهر. وعندما تولى الوزارة في عهد الخليفة العباسي الناصر مؤيد الدين محمد بن عبد الكريم الكندي الذي يعود نسبة إلى المقداد بن الأسود الكندي حيث قام بترميم حرم الإمام الحسين عليه السلام في عام 620 هـ. وأصلح ما تهدّم من عمارة الحائر فقد أكسى الجدران والأروقة الأربعة المحيطة بالحرم بخشب الساج ووضع صندوقاً على القبر من الخشب نفسهُ وزينّنهُ بالديباج والطنافس الحريرية ووزع الخيرات الكثيرة على العلويين والمجاورين للحائر.
العمارة السابعة
تعتبر هذه العمارة هي السابعة بالنسبة لصاحب كتاب مدينة الحسين عليه السلام للسيد حسن الكليدار ج1 ص31 في حين يعتبرها الثامنة صاحب كتاب تأريخ مرقد الحسين والعباس (عليه السلام) للسيد هادي طعمة ص83، باعتبار أن الذي قام بتشييدها السلطان معز الدين أويس ابن الشيخ حسن الجلائري بن حسين بن أيليعا بن سبط أرعون بن ألغابن هولاكو خان الذي تولى في عام 757 هـ سلطة العراق بعد أخيه السلطان حسين الصغير وبُني حرم الإمام الحسين عليه السلام وأقام عليه قبة على شكل نصف دائرة محاطة - بأروقة كما هو عليه الحال اليوم وقد بوشر بالعمل في عام 767 هـ. وأكمله ابنه أحمد بن أويس نه 786 هـ فقد كان الواقف عند مدخل باب القبلة من الخارج يشاهد الضريح والروضة بصورة واضحة وجليّه. كما شيّد البهو الأمامي للروضة الذي يعرف بإيوان الذهب ومسجد الصحن حول الروضة على شكل مربع واعتنى عناية فائقة بزخرفه الحرم من الداخل والأروقة بالمرايا والفسيفساء والطابوق القاشاني. كما أمر السلطان أحمد الجلائري بزخرفة المئذنتين باللون الأصفر من الطابوق القاشاني وكتب عليها تأريخ التشييد وهو عام 793 هـ. .وبقيت هذه العمارة على القبر الشريف حتى يومنا هذا ولكن الترميمات مستمرة على الروضة الحسينية المقدسة عبر السنين المتعاقبة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إعادة تذهيب منائر الروضة الحسينية المقدسة
هذا وتشهد في هذه الأيام الروضة الحسينية المقدسة ومنذ تسلم المرجعية الدينية في النجف الأشرف شؤون العتبات المقدسة وتشكيلها مجلس إدارة العتبات المقدسة في مدينة كربلاء المقدسة حملة واسعة للنهوض بالواقع الخدماتي للحضرتين المطهرتين، ولعل ابرز تلك الحملات العمرانية هي مشروع اعادة تذهيب المنارتين اللتان مضى على تذهيبهما الأول أكثر من 50 عاما، حيث من المقرر ان ينتهي العمل بهما بعد سنة من الان، استخدم ذهب جديد وهو من عيار 24، يعمل عليه مجموعة من الخبراء الهنود، هذا ويتولى تركيب القطع الحاج حسن المعمار الذي كان يعمل مع والده في عملية التذهيب الاول مطلع الخمسينات من القرن الماضي.
انظر ايضا
الهوامش
المصادر
- صور مقام الإمام الحسين
- Aghaie, Kamran Scot (2004). The Martyrs of Karbala: Shi'i Symbols and Rituals in Modern Iran. University of Washington Press. ISBN 0295984481
- Litvak, Meir (1998). Shi'i Scholars of Nineteenth-Century Iraq: The Ulama of Najaf and Karbala. Cambridge University Press. ISBN 0521892961
- al Musawi, Muhsin (2006). Reading Iraq: Culture and Power and Conflict. I.B.Tauris. ISBN 1845110706
- Shimoni, Yaacov & Levine, Evyatar (1974). Political Dictionary of the Middle East in the 20th Century. Quadrangle/New York Times Book Co.
وصلات خارجية
- In pictures: Pilgrims in Karbala - BBC News Online.
- Shia Shrines of Karbala - Sacred Destinations