جامع سامراء الكبير

Coordinates: 34°12′21″N 43°52′47″E / 34.20583°N 43.87972°E / 34.20583; 43.87972
(تم التحويل من الملوية)
جامع سامراء الكبير
العربية: جَامِع سَامَرَّاء ٱلْكَبِيْر
مَسْجِد سَامَرَّاء ٱلْكَبِيْر
ٱلْمَسْجِد ٱلْجَامِع فِي سَامَرَّاء
Samara spiralovity minaret rijen1973.jpg
منارة جامع سامراء الكبير الحلزونية
الدين
الارتباطالإسلام
الوضع الكنسي أو التنظيميمسجد وضريح
الوضعمفتوح
الموقع
الموقعسامراء، العراق
جامع سامراء الكبير is located in العراق
جامع سامراء الكبير
Location in Iraq
الإحداثيات الجغرافية34°12′21″N 43°52′47″E / 34.20583°N 43.87972°E / 34.20583; 43.87972
العمارة
النوع المعماريعمارة إسلامية
النمط المعماريعمارة عباسية
المؤسسالمتوكل على الله
تاريخ التأسيس848 م
اكتمل851 م
دُمـِّر1278 م
المواصفات
المآذن1
ارتفاع المئذنة52 metres (171 ft)
موقع تراث عالمي لليونسكو
Official nameSamarra Archaeological City
السماتCultural: ii, iii, iv
مراجع276
التدوين2007 (31st Session)
مهدد2007-
المساحة15,058 hectares (37,210 acres)
منطقة عازلة31,414 hectares (77,630 acres)

المئذنة الملوية تعتبر واحدة من الآثار العراقية القديمة وقد كانت في الأصل مئذنة المسجد الجامع الذي أسسه المتوكل عام 237 هـ في الجهة الغربية لمدينة سامراء، واعتبرت في حينها من أكبر المساجد في العالم الإسلامي. المئذنة الملوية تقع على بعد 27.25 متر من الحائط الشمالي وهو من خمس طبقات تتناقص سعتها بالارتفاع، الدرج سعته 2 متر وهو بعكس عقارب الساعة وعدد درجاته تبلغ 399 درجة والارتفاع الكلي للمئذنة يبلغ 50 مترا. في أعلى القمة طبقة يسميها أهل سامراء "بالجاون" وهذه كان يرتقيها المؤذن ويرفع به الأذان.

صومعة الملوية

وتقع المئذنة الملوية في مدينة سامراء العراقية التي تحتوي عدة آثار تعود لعصر حكم الدولة العباسية. تظهر المئذنة الملوية على الدينار العراقي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

لفترة طويلة، ظل جامع سامراء أكبر مسجد في العالم؛ يبلغ ارتفاع مئذنته، المعروفة بالملوية، والتي تتخذ شكلًا مخروطيًا، 52 metres (171 ft) ويبلغ عرضها 33 metres (108 ft)، وتنحدر في شكل حلزوني فريد.[1] أحدث عهد المتوكل على الله تحولًا كبيرًا في شكل المدينة، إذ بدا وكأنه كان من محبي العمارة، فهو المسؤول عن بناء الجامع الكبير في سامراء.[2] شيد المتوكل وعماله المستأجرون بالإضافة إلى أشخاص آخرين من المنطقة هذا المسجد باستخدام أرصفة مثمنة من الطابوق تضم أربعة أعمدة رخامية في الزوايا. تم استيراد الأعمدة الرخامية، وهو ما يؤكد حقيقة أن المتوكل استأجر فنانين ومعماريين من جميع أنحاء الإمبراطورية العباسية لمساعدته في بناء المسجد الكبير.[3] وفي قائمة مشاريعه العمرانية التي تظهر في أشكال مختفلة، تم ذكر جامع سامراء الجديد وما يصل إلى عشرين قصرًا، بإجمالي يتراوح بين 258 و 294 مليون درهم. شكل جامع سامراء بمئذنته الحلزونية الذي بني ما بين 849 (235 هـ) و851 (235 هـ)، شكّل جزءًا من امتداد المدينة إلى الشرق، فيمتد إلى حديقة الصيد القديمة.[4]

أغُتيل صاحب فكرة بناء المسجد، المتوكل على الله، عام 861، وكان من الصعب عندئذٍ أن تُنسب مباني مثل هذا المسجد إلى خليفة لاحق. كانت هناك اضطرابات و فترة من عدم الاستقرار بلغت عشر سنوات، بما في ذلك الحرب الأهلية. كان هذا الجامع الكبير من آخر المباني التي اشتهرت باسمها في هذه الفترة.[5]

دُمر المسجد نفسه في عام 1278 (656 هـ)، بعد غزو هولاكو خان للعراق. لم يتبقى سوى الجدار الخارجي ومئذنته فقط.[6] ومع ذلك، فإن منظمة الدولة العراقية للآثار تعمل بشكل وثيق مع المؤرخين والمهندسين المعماريين في عملية الترميم التي بدأت في عام 1956. كلفوا الناس بترميم مختلف المعالم الأثرية في سامراء بما في ذلك جامع سامراء الكبير. تم ترميم فناء المسجد والمئذنة الحلزونية على نطاق واسع. في السابق لم يتبق سوى 6 درجات في المئذنة وقليل جدًا من الأقواس الكاملة المحيطة بالفناء.[7]


المسجد السابق

كان للمسجد 17 رواقًا، وجدرانه مغطاة بفسيفساء من الزجاج الأزرق الغامق. كانت جزءًا من امتداد لسامراء شرقًا. كان للفن والعمارة في المسجد تأثير كبير. تمثل المنحوتات الجصية داخل المسجد ذات الزخارف الزهرية والهندسية الزخرفة الإسلامية المبكرة. استمد مسجد ابن طولون في القاهرة، مصر الكثير من مسجد سامراء في نواحي مختلفة وبُني على مساحة مفتوحة شاسعة.[8]

في وقت البناء، كانت السمة الرئيسية الأخرى لسامراء هي مداخل قناة النهروان الكبرى. قدم هذا السهول الفيضية لمركز زراعي غني. كما تم اصطياد طرائد صغيرة ومتوسطة الحجم في المنطقة. وشمل ذلك المنطقة الرئيسية للمدينة التي كانت بها مابنٍ إسلامية مثل القصر الرئيس والقصور الفرعية للوزيري والعمري بالإضافة إلى عدد كبير من المنازل في منطقة سكنية. بُني جامع سامراء الكبير خارج هذه المنطقة الرئيسة مباشرة وأصبح عنصرًا أساسيًا لأهالي سامراء وكذلك للزائرين والأجانب. حوّل هذا المشروع، بالإضافة إلى مشاريع أخرى من قام بها المتوكل، مدينة سامراء من مركز متوسط الحجم إلى مدينة ضخمة نراها اليوم.[5]

دُمرت أجزاء كبيرة من جامع سامراء الكبير بعد غزو العراق في القرن الثالث عشر، وبعد ذلك أصبح مهجورًا. تعرض المسجد المدمر بالفعل لمزيد من الضرر في عام 2005 عندما دُمرت المئذنة التي كانت سليمة إلى حد ما- وهي واحدة من الأجزاء القليلة التي نجت - جزئيًا أيضًا.[9] سقطت المئذنة بسبب استخدام التكنولوجيا الحديثة والقصف. أغار المتمردون على سامراء. تعدد الروايات التي تفسر سبب حدوث ذلك ولكن الحقيقة، في الغالب، لا تزال غير مكتشفة. وحدثت ترميمات منذ هذا التفجير كمحاولة لإعادة المسجد إلى مجده السابق.[9]

العمارة

الهيكل

يحيط الهيكل الرئيسي للمسجد بجدار من الطابوق على الحافة الخارجية بما في ذلك أربعة وأربعين برجًا نصف دائري يدعم الهيكل. يضم الجدار الخارجي على ثمانية وعشرين نافذة. أربعة وعشرون منهم تواجه الجانب الجنوبي الشرقي، حيث إتجاه القبلة. توجد نافذة واحدة لكل ممر ما عدا موقع المحراب. يحتوي المبنى على إجمالي ستة عشر بابًا للدخول. في منتصف المسجد يوجد صحن كبير محاط بممرات مغطاة من جميع الجهات.[10] احتوت قاعة الصلاة على محراب كبير مؤطر على شكل قوس. كان هناك نافورة في وسط الفناء كانت مغطاة ومزخرفة بالرخام والفسيفساء. يُعتقد أن هذه النافورة منحوتة من حجر كبير (يسمى قصّة الفرعون أو كأس فرعون) وقد حملتها الأفيال إلى هذه المنطقة. بناه الخليفة الواثق. كانت ساحة المسجد التقليدية مربعة الشكل، إلا أن الجامع الكبير في سامراء يصور فناءً مستطيلاً تحيط به هاتان الطبقتان من الجدران. يقول المؤرخون والمهندسون المعماريون أن جدران المسجد كانت مغطاة بألواح زجاجية. كانت تلك الألواح مطلية بالألوان التقليدية، الأزرق والأبيض والذهبي الموجودة في المساجد الأخرى. اكتشف تلك الألواح علماء الآثار العاملين في المساجد.[10] يبلغ ارتفاع الأسقف من الداخل 11 مترًا بإجمالي 464 عمودًا يدعم هذا السقف المبني من الطوب. بالنسبة للجزء الأكبر ، كان الجزء الداخلي عاديًا وكان التركيز على أساس قوي تم وضعه بواسطة لوح من الطوب المستمر يربط هذه الركائز.[11]

جامع الملوية، سامراء، العراق

المنارة

المنارة

اتصلت المنارة الملوية أو المنارة الحلزونية[12][13] عن طريق جسر. بُنيت المنارة أو البرج بين عامي 848-852 من الحجر الرملي، تتميز عن غيرها من المنارات بسبب تصميمي المتصاعد في شكل حلزوني، يبلغ ارتفاعها 52 مترًا ويبلغ عرضها من القاعدة 33 مترًا، تضم سلالم تتجه إلى الأعلى.[14]

جعل ارتفاع المنارة الملوية عملية عند الاستخدام في الأذان. يمكن رؤيتها من مسافة كبيرة في المنطقة المحيطة بسامراء، وبالتالي ربما صُممت لتكون بمثابة بيان مرئي قوي لوجود الإسلام في وادي دجلة .[14]

قال البعض إن التصميم الحلزوني الفريد للمئذنة مشتق من الهندسة المعمارية في الزقورة في بلاد الرافدين.[15] يعتبر البعض تأثير مئذنة جور، والذي كان أيضًا مربعًا وليس دائريًا، والذي تم بناؤه في الإمبراطورية الساسانية، أكثر بروزًا.[16] ثم كرر الخليفة أبو دولاف هذا النمط من المئذنة المتصاعدة في مسجده (أيضًا في سامراء). أصبحت هذه المآذن نقطة محورية في أفق أي مدينة وهي دعوة للانتباه والصلاة.[17]

في 2005، تم تفجير المنارة الملوية.[18] استخدمت القوات الأمريكية في غزوها للبلاد المئذنة كبرج قناص قبل تدميرها.[19][20]

البناء

ألهم شكل المئذنة الحلزوني المستوحى الفائز بجائزة بريتزكر للهندسة المعمارية عام 1976 فيليپ جونسون بتصميم مصلى عيد الشكر في ساحة الشكر في دالاس، تكساس، في الولايات المتحدة.[21][22][23] أستلهمت مآذن المسجد إماراتي الشهير، مسجد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في العين من هذه المئذنة.[24] يظهر تأثير المئذنة وفناء المسجد في هذه الأماكن، وكذلك في المساجد الحديثة.

محاولة استحواذ الشيعة على الجامع الكبير

في مارس 2023، قامت إدارة العتبة العسكرية التابعة لديوان الوقف الشيعي بمحاولة لتغييرَ اسم جامع سامراء الكبير، إلى مسجد صاحب الأمر، مما أشعل غضباً وسط رجال الدين وشيوخ العشائر والكتل السياسية السنيّة، وأحدث شرخًا طائفيًا.

قامت عدد جهات وجماعات سنية بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار، في حين أنه لم يصدر عن الوقف الشيعي أو عن إدارة العتبة العسكرية أي بيان يوضح طبيعة وملابسات ما حدث، واكتفت العتبة العسكرية بحذف العبارة التي ورد فيها تغيير اسم المسجد إلى صاحب الأمر من مواقعها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان الوقف السنّي أولى الجهات الرافضة والمستنكرة لتغيير اسم المسجد، وعبّر في بيان عن "رفضه الشديد لما تتعرَّض له أوقافه من اغتصاب علني خلال السنوات الماضية". وطالب الوقف "الجهات ذات العلاقة بالتدخل ووقف هذه الفتنة، والتحقيق مع مفتعلي الأزمة".

طالب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بـ"التدخل العاجل لإيقاف محاولات إيقاد الفتنة التي لجأت إلى هذا الفعل غير القانوني، بلا أدنى شعور بالمسؤولية»، مشدداً على «إعادة الجامع الكبير والمدرسة الدينية في سامراء إلى عهدها الذي كانت عليه، ونهجها المعروف بالوسطية والاعتدال".[25]

معرض الصور


مرئيات

نزاع بين الوقفين الشيعي والسني على جامع السامراء الكبير.

انظر أيضاً


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المراجع

  1. ^ "Historic Mosques site". Archived from the original on 2006-07-10.
  2. ^ Dennis, Sharp (1991). The Illustrated Encyclopedia of Architects and Architecture. New York: Whitney Library of Design. p. 204.
  3. ^ Roxburgh, David (2019), Architecture of Empire The Abbasids 
  4. ^ D. Hoag., John. Islamic Architecture. Electra/Rizzoli.
  5. ^ أ ب Northedge, Alastair (1991), Creswell, Herzfeld, and Samarra, Brill 
  6. ^ "مسجد سامرا ؛ برخوردار از مناره ای 53 متری و حلزونی شکل" (in الفارسية). Mehr News Agency. Retrieved 27 March 2012.
  7. ^ Tariq, Al-Janabi (1983), "Islamic Archaeology in Iraq: Recent Excavations at Samarra.", World Archaeology 14 (3): 305–327, doi:10.1080/00438243.1983.9979871, https://www.jstor.org/stable/pdf/124344.pdf?ab_segments=0%2Fbasic_search_gsv2%2Fcontrol&refreqid=fastly-default%3Ae542d62b902c5d3c68970e4963b1dc90 
  8. ^ Behrens-Abouseif, Doris (2005), Islamic architecture in Cairo: an introduction, American University in Cairo Press, pp. 51–57 
  9. ^ أ ب 9th Century Abbasid Mosque, Damaged in Modern Warfare, Atlas Obscura 
  10. ^ أ ب Al-Amid, T.M. (1873). Abbasid architecture of Samarra in the reign of both Al-Mu'tasim and Al-Mutawakkil. Baghdad: Al-Maʻaref Press. pp. 156–193.
  11. ^ The Great Mosque of Samarra, Architecture and Religion, UKessays, 18 May 2020 
  12. ^ Kuban, Doğan (1974). "The Development of Early Mosque Architecture". The Mosque and Its Early Development. Leiden, Netherlands: Brill. p. 16. ISBN 9004038132.
  13. ^ Kleiner, Fred (2011). "The Islamic World". Gardner's Art through the Ages: Backpack Edition, Book 3. Boston, the USA: CEngage Learning. p. 289. ISBN 9781133711209.
  14. ^ أ ب Kleiner, Fred S.; Christin J. Mamiya (2005). Gardner's Art Through the Ages (12th ed.). Thomson Wadsworth.
  15. ^ Henri, Stierlin (1977). Comprendre l'Architecture Universelle 2. Fribourg, Switzerland: Office du Livre. p. 347. Great mosque, Samarra, was built during the caliphate of al-Mutawakkil. It is the largest mosque in the world. Built entirely of brick within a wall flanked with towers, it has a 55 m high minaret with a spiral ramp that recalls the ziggurats of Mesopotamia
  16. ^ "The city of Samarra was built during the Mu'tokul Abbasid period". Rch.ac.ir. Retrieved 10 February 2019.
  17. ^ Roxburgh, David (2019), Architecture of Empire The Abbasids 
  18. ^ "Ancient minaret damaged in Iraq". news.bbc.co.uk. 1 April 2005.
  19. ^ "US snipers co-opt Samarra mosque's spiral minaret". www.theartnewspaper.com. Retrieved 2020-12-18.
  20. ^ "Reflections on Islamic Art and Architecture: Samarra: an Islamic archeological site under fire" (in الإنجليزية). Retrieved 2020-12-18.
  21. ^ "Self-Guided Tour". Thanksgiving.org. Archived from the original on 2017-05-26. Retrieved 2016-11-16.
  22. ^ "Travel Tips: Thanks-Giving Chapel's Islamic Design a Visual, Spiritual Gem in Downtown Dallas". WRMEA. Retrieved 10 February 2019.
  23. ^ Schulze, Franz (1996). Philip Johnson: Life and Work. University of Chicago Press. p. 334. ISBN 978-0-226-74058-4.
  24. ^ Al Nuaimi, Rashid (2019-06-28). "Iconic Al Ain mosque work in final stages". Gulf Today. Retrieved 2019-07-24.
  25. ^ "العراق: اسم جامع سامراء ينذر بتوتر طائفي". سي إن إن. 2023-03-09. Retrieved 2023-03-09.

وصلات خارجية