مسجد نيوجيى

Coordinates: 39°53′04″N 116°21′29″E / 39.88444°N 116.35806°E / 39.88444; 116.35806
مسجد نيوجيى
牛街清真寺
Niujie Mosque
Niujie Mosques02.jpg
الدين
الارتباطالإسلام
الوضعمفتوح
الموقع
الموقعبـِيْ‌جينگ، الصين
العمارة
النوع المعماريمسجد

مسجد نيوجيى (إنگليزية: Niujie وبالصينية: 牛街礼拜寺) في بكين هو المسجد الرئيسي في العاصمة الصينية، وهو من أقدم المساجد في شمالي الصين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

موقع المسجد

يقع مسجد نيوجيه في شارع كاو جنوب ميدان تيان أن من والمدينة المحرمة (في قلب بكين). وشارع كاو وحي شوان وو المحيط به هما مركز قومية الهوي المسلمة في بكين. ويدل موقع المسجد والحي على الدور الهام الذي اضطلعت به قومية الهوي المسلمة في تاريخ الصين.


تاريخ المسجد

مسجد نيوجيى

وقد بني سنة 996م الموافق لسنة 14 من عهد الامبراطور تونگ خه من أسرة لياو، أي السنة الثانية من عهد الامبراطور تشيداو من عهد أسرة سونگ الشمالية، حسب ما جاء في تاريخ قانگشانگ. وتفيدنا المدونات التاريخية أن أحد العرب، ويدعى الشيخ قوام الدين، قد جاء من بلده إلى الصين. وكان معه ثلاثة أولاد: ابنه البكر صدر الدين، وابنه الثاني ناصر الدين، وابنه الثالث سعد الدين، وكلهم أذكياء وأكفاء فوق العادة. وكان من طبيعتهم أن عاشوا عيشة الإعتكاف، فلم يستسيغوا أبدا الوظائف التي منحهم إياها البلاط الإمبراطوري. ولذلك فقد أنعم على كل منهم بلقب إمام المسلمين حين استوطنوا الصين. أما صدر الدين فقد غادر مقره إلى أماكن أخرى لنشر الإسلام ولم يرجع. وقام سعد الدين ببناء مسجد في دونغقوه، الناحية الشرقية من بكين، كما قام ناصر الدين ببناء مسجد في ضاحية بكين الجنوبية (أي ناحية نيوجيه اليوم) بأمر من الإمبراطور. وهذا المسجد الأخير هو مسجد نيوجيه اليوم.

وقد كان مسجد نيوجيه صغير الحجم في بادئ الأمر، ثم أصبح على الصورة التي نراها اليوم بعد توسيع بنائه مرارا في عهد أسرتي مينگ وتشينگ (1368-1911م). ففي سنة 1474م الموافقة للسنة السابعة من عهد الامبراطور تشنگهوا من أسرة مينگ، أطلق الإمبراطور عليه اسم "لي باي سي" الذي يعني (دار الصلاة). ولما تم ترميمه سنة 1696م على حساب البلاط الإمبراطوري منح لوحا مكتوبا عليه "دار الصلاة الإمبراطورية".

عمارة المسجد

تبلغ مساحة هذا المسجد حوالي ستة آلاف متر مربع. ومع أن مبانيه لا تختلف عن القصور الكلاسيكية الصينية شكلا وتوزيعا إلا أنها مميزة بالزخارف الإسلامية الطراز. أما مدخل قاعة الصلاة في المسجد فيواجه الشرق، وهي تشكل مع القاعة المقابلة لها وجناحي المسجد الجنوبي والشمالي دارا مربعة مثالية (أي دار تحيط بها المباني من الجهات الأربع وتتوسطها ساحة رحبة). وأما بوابة سور مجمع المسجد، فهي مفتوحة إلى الغرب، ووراء المسجد المئذنة (ويسمونها "ميناري") لمشاهدة الهلال، وهي سداسية الأضلاع مزدوجة الأفاريز. وأمام قاعة الصلاة اثنتان من المقصورات الصخرية، تنتصب إحداهما في الجنوب والأخرى في الشمال. وتبدو مباني المسجد منسجمة متناسقة ومحكمة. فهي مجموعة كاملة من المباني الرائعة.

تتكون قاعة الصلاة من ثلاثة مبان متراصة طولاً، وخمسة فسح عرضا. وهي تغطي مساحة قدرها أكثر من ستمائة متر مربع، وتتسع لقرابة ألف مصلي في آن واحد. ولو ألقيت نظرة على القاعة من الخارج، لوجدتها مبنى كلاسيكيا صينيا نموذجيا بما تتميز به من الأفاريز المرفوعة والتركيبات الخشبية الزاهية الألوان، غير أن زخارفها الداخلية إسلامية الطراز تماما. ومحارب قاعة الصلاة مسقوف بمقصورة مسدسة الأضلاع مخروطية الشكل مميزة بالسقف الدائري الملون من عهد أسرة سونگ (960-1279م). وعلى جدرانها الجنوبية والشمالية نوافذ منقوشة بالكتابات العربية. وفي قاعة الصلاة ثماني عشرة دعامة وواحد وعشرون عقدا. وتظهر على عتبات العقود العليا نقوش من الآيات القرآنية والتسابيح الإلهية والمدائح النبوية. وعلى جنبات الدعامات القرمزية اللون نقوش لزهور مموهة بالذهب، مما يشكل مع الثريات المعلقة في القاعة منظرا فريدا من نوعه. وكان لهذه القاعة عيب متمثل في الحرارة الخانقة التي يعاني منها المصلون صيفا والبرد القارص شتاء لشدة قدمها، ولكن هذا العيب قد تم تفاديه بعد تزويدها بأجهزة التهوية منذ سنوات.

مجمع الميضأة والضريحين والمكاتب

ولو ذهبت إلى الركن الجنوبي الشرقي من فناء المسجد لألفيت نفسك أمام مرقدين للشيخ أحمد البرتاني المتوفي سنة 1280م والشيخ عماد الدين المتوفى سنة 1283م، وهما من علماء الإسلام العرب الذين جاءوا إلى الصين لنشر الإسلام. وينتصب بجوار هذين الضريحين شاهدان منقوشان بكتابات عربية واضحة الخطوط حتى يومنا هذا. وهما في نظر المسلمين المحليين من روائع الآثار الإسلامية.

ومن ضمن محفوظات المسجد لوح منقوش عليه أمر أعلنه الإمبراطور كانگشي سنة 1694م بخصوص المسلمين. إذ قيل أنه لما وجد الحاقدين على الإسلام المسجد مضاء بالأنوار المتألقة في ليالي رمضان، وشي بالمسلمين إلى الإمبراطور بدافع التقرب أليه، وزعم قائلا: "أن المسلمين يجتمعون ليلا، ويتفرقون نهار، فيبدو أنهم يستعدون للتمرد". فتوجه الإمبراطور في بزة مدنية إلى المسجد خفية للتحقق من الأمر. ولكن تبين له أن كل ما ورد في وعظ الإمام هو من التعليمات الإسلامية الداعية إلى الخير والناهية عن الشر، فما لبث أن أصدر أمرا جاء فيه: "ليكن في علم جميع المقاطعات أنه إذا افترى أحد الموظفين أو الرعايا على المسلمين بالتمرد، متذرعا بذريعة تافهة، فلا بد من معاقبته معاقبة شديدة قبل استشارة القيادة العليا. وليتمسك المسلمون بالإسلام دون السماح لهم بمخالفة أمري هذا.."

الترميم

وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية سنة 1949 خصصت الحكومة مبلغا لترميم مسجد نيوجيه ترميماً شاملاً. ولكنه عاني من التخريبات الخطيرة في هوس "الثورة الثقافية"، كما أغلقت أبوابه أكثر من عشر سنوات. وفي سنة 1979 أعيد ترميمه على نطاق واسع، واعيد تمويهه بماء الذهب وتزيينه بالزخارف والرسوم، مما جعله متألقاً وأكثر رونقاً من كان عليه. وعبر أكثر من سنة من الإصلاحات الدقيقة تجددت ملامح هذا المسجد العريق كما كان عليه سابقا. وقد اُدرج المسجد في قائمة أهم الآثار التاريخية المحمية على مستوى الدولة، وذلك بتاريخ 13 يناير 1988. وفي الوقت الحاضر يشهد المسجد كل صلاة عدد كبير من المسلمين لأداء الصلوات والتواصل الاجتماعي. ومعظم المصلين من قومية الهوي ويتخللهم مصلون من القوميات الصينية المسلمة التسع الأخرى وقلة من الأجانب المسلمين. ويزداد عدد المصلين غير الصينيين في الأعياد.

انظر أيضاً

قالب:Imperial City, Beijing

39°53′04″N 116°21′29″E / 39.88444°N 116.35806°E / 39.88444; 116.35806


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهامش