مجدد الإسلام أو مجدد القرن في الدين الإسلامي هو عالم دين يبعثه الله على رأس كل مائة سنة ليجدد للناس دينهم عن طريق الاجتهاد والاصلاح وترك التقليد، ويرجع هذا لحديث للرسول محمد نصه:
”
إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها
قال الإمام جلال الدين السيوطي في رسالته "تقرير الاستناد في تفسير الاجتهاد": "ومن الأحاديث الدالة على استمرار الاجتهاد إلى قيام الساعة، وإلى وجود أشراطها: قوله صلى الله عليه وسلم: "يبعث الله على رأس كل مائة سنة، من يجدد لهذه الأمة أمر دينها".
وقد اختلف في معنى رأس المائة المذكور في الحديث هل يراد به بداية المائة أو نهايتها، وهل يعتبر المبدأ من تاريخ المولد النبوي أو البعثة أو الهجرة أو الوفاة لكن الرأي الأغلب أن المراد برأس المائة هو آخرها لا أولها من تاريخ الهجرة وكما قال الدكتور الصلابي في كتابه (الدولة الأموية): كلمة (البعث) في الحديث تدل على الإرسال والإظهار، فالمقصود من الحديث أن المجدد من تأتي عليه نهاية القرن وقد ظهرت أعماله التجديدية واشتهر بالصلاح وعم نفعه.
أختلف أيضا في تحديد عدد المجددين وهل يكون واحداً أو أكثر، ولكن الظاهر من نص الحديث أن المجدد قد يكون واحدا أو أكثر، لأن لفظ "من يجدد الدين" لا يحدد عددا بعينه، فقد يكون المجدد واحدا أو أكثر، ولذلك فإن الكثير من العلماء المحققين، منهم الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري والحافظ ابن كثير في دلائل النبوة والحافظ ابن الأثير في جامع الأصول قد أشاروا إلى إمكانية حمل الحديث على عمومه من كون المجدد في كل عصر مجموعة من العلماء والقادة المصلحين الربانيين، ينفون عن الإسلام تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وحمل هؤلاء المحققون لفظ (مَنْ) الوارد في حديث التجديد (من يجدد لها دينها) على الجمع دون المفرد، وهذا ما أشار إليه حديث العدول، حيث ورد فيه (أنه يحمل هذا الدين من كل خلف عدوله)، بصيغة الجمع، ولم يقل: عدل واحد منهم، قال المناوي: قال الذهبي: لفظ (مَنْ) في الحديث للجمع لا للمفرد، وقال ابن كثير: "وقد ادعى كل قوم في إمامهم أنه المراد بهذا الحديث، والظاهر والله أعلم أنه يعم حملة العلم من كل طائفة, وكل صنف من أصناف العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء ونحاة ولغويين إلى غير ذلك من الأصناف"، وقال أيضاً في (جامع الأصول): "تكلموا في تأويل هذا الحديث، وكل أشار إلى القائم الذي هو من مذهبه، وحمل الحديث عليه، والأولى العموم، فإن (من) تقع على الواحد والجمع، ولا يختص أيضاً بها الفقهاء، فإن انتفاع الأمة يكون أيضاً بأولي الأمر، وأصحاب الحديث، والقراء، والوعاظ، لكن المبعوث ينبغي كونه مشاراً إليه في كل من هذه الفنون". وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح: "نبه بعض الأئمة على أنه لا يلزم أن يكون في رأس كل قرن واحد فقط، بل الأمر فيه كما ذكره النووي في حديث: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) من أنه يجوز أن يكون طائفة متعددة من أنواع المؤمنين، ما بين شجاع وبصير بالحروب، وفقيه ومحدث ومفسر، وقائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وزاهد وعابد، ولا يلزم اجتماعهم في بلد واحد، بل يجوز اجتماعهم في قطر واحد، وتفرقهم في الأقطار، ويجوز تفرقهم في بلد وأن يكونوا في بعض دون البعض".
محمد بن عبد الوهاب: انتقده عدد كبير من العلماء، مثل: الشيخ سليمان بن عبد الوهاب شقيقه في كتابه "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية"، ومفتي الحنابلة بمكة المتوفى سنة 1295 هجرية الشيخ محمد بن عبد الله النجدي الحنبلي في كتابه "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة"، ومفتي الشافعية بمكة أحمد زيني دحلان في كتابه "فتنة الوهابية"، وشيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري في كتابه "يهود لا حنابلة"، والكوثري في كتابه "تحذير الخلف من مخازي أدعياء السلف"، والإمام الرباني مجدد الألف الثاني أحمد السرهندي في كتابه "الحق المبين في الرد على الوهابيين"، وعبد الله بن علوي الحداد في كتابه "مصباح الأنام وجلاء الظلام في رد شبه البدعي النجدي التي أضل بها العوام"، وكتابه "السيف الباتر لعنق المنكر على الأكابر"، وإسماعيل التميمي في كتابه "المنح الإلهية في طمس الضلالة الوهابية"، والشيخ حسن الشطي الحنبلي في كتابه "النقول الشرعية في الرد على الوهابية"، والإمام محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (مدحه في البداية ثم تراجع عن موقفه)، ومفتي الديار التونسية الشيخ عمر المحجوب، ويوسف الدجوي، وغيرهم، واعتبره ابن عابدين من الخوارج الذين ينتحلون مذهب الحنابلة ويكفرون من خالف اعتقادهم ويستبيحون قتلهم، وهذا ايضاً رأي الشيخ أحمد الصاوي المالكي في حاشيته على تفسير الجلالين في سورة فاطر الآية 6 قال: "وقيل هذه الآية نزلت في الخوارج الذين يحرفون تأويل الكتاب والسنة ويستحلون بذلك دماء المسلمين وأموالهم كما هو مشاهد الآن في نظائرهم، وهم فرقة بأرض الحجاز يقال لهم الوهابية يحسبون أنهم على شيء ألا انهم هم الكاذبون، استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون، نسأل الله الكريم أن يقطع دابرهم".[81][82][83][84][85][86]
^Hassan Ahmed Ibrahim, "An Overview of al-Sadiq al-Madhi's Islamic Discourse." Taken from The Blackwell Companion to Contemporary Islamic Thought, p. 172. Ed. Ibrahim Abu-Rabi'. Hoboken: Wiley-Blackwell, 2008. ISBN978-1-4051-7848-8
^ أبمناقب الشافعي، تأليف: البيهقي، ص55، مكتبة دار التراث، ط1970، تحقيق: السيد أحمد صقر.
^ أبAzra, Azyumardi (2004). The Origins of Islamic Reformism in Southeast Asia part of the ASAA Southeast Asia Publications Series. University of Hawaii Press. p. 18. ISBN9780824828486. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |coathors= (help)