كيمياء كونية

غالبا ما تدرس النيازك كجزء من الكيمياء الكونية.

الكيمياء الكونية Cosmochemistry، هي دراسة التركيب الكيميائي للمادة في الكون والعمليات التي أدت إلى تلك التراكيب.[1]وتغطي دراسة علم الكيمياء الكونية العناصر والمركبات الكيميائية والفلزات ومجمل العمليات الكيميائية لا سيما تلك التي تؤدي إلى تشكل الأجسام الكونية المختلفة باستثناء الأرض.[2] ويتم ذلك في المقام الأول من خلال دراسة التركيب الكيميائي للنيازك والعينات المادية الأخرى.وبالنظر إلى أصل الأجسام النيزكية التى تكونت من بعض المواد الصلبة الأولية وتكثفت من السديم الشمسي في وقت مبكر، الكيمياء الكونية بشكل عام، ولكن ليس حصرا، معنية بالأجسام الموجودة في النظام الشمسي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

في عام 1938، قام الباحث المعدني السويسري ڤكتور گولدشميت وزملاؤه بتجميع قائمة بما أسموه "الوفرة الكونية" استنادا إلى تحليلهم للعينات الأرضية والنيزكية.[3] وبرر غولدشميت إدراج بيانات تكوين النيازك في جدولة من خلال الادعاء بأن الصخور الأرضية تعرضت لكمية كبيرة من التغير الكيميائي بسبب العمليات المتأصلة في الأرض والغلاف الجوي . وهذا يعني أن دراسة الصخور الأرضية حصريا لن تعطي صورة شاملة ودقيقة عن التركيب الكيميائي للكون. لذلك، خلص غولدشميت إلى أنه يجب تضمين المواد خارج كوكب الأرض لإنتاج بيانات أكثر دقة وقوة. ويعتبر هذا البحث هو أساس الكيمياء الكونية الحديثة.[1]

خلال الخمسينات والستينات، أصبحت الكيمياء الكونية أكثر قبولا كعلم. الكيميائي الأمريكي هارولد يوري، يعتبر على نطاق واسع أحد آباء الكيمياء الكونية[1]، حيث شارك في الأبحاث التي أدت في النهاية إلى فهم أصل العناصر والوفرة الكيميائية للنجوم. في عام 1956، نشر أوري وزميله، الباحث الألماني هانز سويس، الجدول الأول للوفرة الكونية ليشمل النظائر المستندة إلى تحليل النيزك.[4]

إن التحسن المتواصل للأدوات التحليلية خلال الستينيات، وخاصة قياس الطيف الكتلي، سمح لعلماء الكيمياء الكونية بإجراء تحليلات مفصلة لوفرة نظائر العناصر داخل النيازك . في عام 1960، حدد جون رينولدز، من خلال تحليل النويدات قصيرة العمر داخل النيازك، أن عناصر النظام الشمسي تشكلت قبل النظام الشمسي نفسه [5] الذي نتج عنة في وضع جدول زمني لعمليات النظام الشمسي المبكر.


الحجر النيزكي

النيازك هي واحدة من أهم الأدوات التي تسمح لعلماء الكيمياء الكونية بدراسة الطبيعة الكيميائية للنظام الشمسي. العديد من النيازك تأتي من مواد قديمة قدم النظام الشمسي نفسه، وبالتالي تزويد العلماء بسجل عن السديم الشمسي المبكر.[1] الكوندريتات الكربونية قديمة وبدائية أي أنها تحتفظ بالكثير من خصائصها الكيميائية منذ تشكيلها قبل 4.56 مليار سنة[6] وبالتالي فهي محور التركيز الرئيسي للبحوث الكونية الكيميائية.

تشير النتائج التي توصلت إليها وكالة ناسا مؤخرا، استنادا إلى دراسات نيازك موجودة على الأرض، إلى أن مكونات الحمض الريبوزي النووي المنزوع الأوكسجين والحمض النووي الريبوزي (أدينين، گوانين والجزيئات العضوية ذات الصلة)،هى لبنات البناء للحياة كما نعرفها، ويمكن أن تتتشكل في الفضاء الخارجي.[7][8][9]

التصنيف

تصنف الكيمياء الكونية في زمرة متوسطة تقع بين علم الكيمياء التقليدي وعلم الكيمياء الجيولوجية و لهذا التصنيف ما يبرره فالكيمياء الكونية تعتمد على الكثير من وسائل الكيمياء الجيولوجية وينطبق ذلك بشكل مباشر على العينات التي تجلب من الفضاء بقصد فحصها في المخابر الأرضية[2].

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب ت ث McSween, Harry; Huss, Gary (2010). Cosmochemistry (1st ed.). Cambridge University Press. ISBN 0-521-87862-4.
  2. ^ أ ب {{cite web}}: Empty citation (help)
  3. ^ Goldschmidt, Victor (1938). Geochemische Verteilungsgestze der Elemente IX. Oslo: Skrifter Utgitt av Det Norske Vidensk. Akad.
  4. ^ Suess, Hans; Urey, Harold (1956). "Abundances of the Elements". Reviews of Modern Physics. 28 (1): 53–74. Bibcode:1956RvMP...28...53S. doi:10.1103/RevModPhys.28.53.
  5. ^ Reynolds, John (April 1960). "Isotopic Composition of Primordial Xenon". Physical Review Letters. 4 (7): 351–354. Bibcode:1960PhRvL...4..351R. doi:10.1103/PhysRevLett.4.351.
  6. ^ McSween, Harry (August 1979). "Are Carbonaceous Chondrites Primitive or Processed? A Review". Reviews of Geophysics and Space Physics. 17 (5): 1059–1078. Bibcode:1979RvGSP..17.1059M. doi:10.1029/RG017i005p01059.
  7. ^ Callahan, M.P.; Smith, K.E.; et al. (11 August 2011). "Carbonaceous meteorites contain a wide range of extraterrestrial nucleobases". PNAS. doi:10.1073/pnas.1106493108.
  8. ^ Steigerwald, John (8 August 2011). "NASA Researchers: DNA Building Blocks Can Be Made in Space". ناسا.
  9. ^ ScienceDaily Staff (9 August 2011). "DNA Building Blocks Can Be Made in Space, NASA Evidence Suggests". ScienceDaily.

وصلات خارجية

الكلمات الدالة: