الشرق الأدنى
الشرق الأدنى أو الشرق القريب مصطلح يستخدمه علماء الآثار والجغرافيا والتاريخ، ليشير إلى منطقة الأناضول (تركيا الحالية)، والهلال الخصيب الذي ينقسم بدوره إلى بلاد الشام وتشمل إلأن الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين وبلاد الرافدين وهي العراق وشرق سوريا حالياً، ومصر
تاريخ الشرق الأدني القديم
العصر البرونزي :-
بدء العصر البرونزي أولا في الشرق الأدنى بالحضارة السومرية في بلاد الرافدين على نهري دجلة والفرات والحضارة الفرعونية في مصر على نهر النيل في نهايات الألفية الرابعة قبل الميلاد. الخريطة السياسية والديمغرافية للشرق الأدنى في العصر البرونزي.
أولاً بلاد الرافدين:- الأراضي الواقعة بين نهري دجلة والفرات، واللذان ينبعان من جبال أرمينيا وتغذيهما روافد عديدة ويصبان في الخليج العربي. جنوب بلاد الرافدين استقر السومريّون في دلتا نهري دجلة والفرات في الألف الرابع قبل الميلاد تحديداً غير معروف من أين أتوا ولكنهم أختلطوا مع العبيدين سكان جنوب العراق. وفي وسط العراق استقر الأكاديين شعب سامي ارتحل من الجزيرة العربية، أما شمال العراق فاستقر بها الآشوريون. غرب بلاد الرافدين عاش الآراميون في بادية الشام وهم من الشعوب السامية الرحل أما الأموريون والكنعانيون وهم شعوب سامية أرتحلوا من الجزيرة العربية فاستقر الأموريون على حواضر سومر في بلاد الرافدين وتأثروا بالحضارة السومرية وأثروا فيها وشكلوا جزءاً أساسياً من سكان مملكة إبلا سنة 3000ق.م. ومملكة ماري سنة 2900ق.م في الشام بينما استقر الكنعانيون على الساحل الجنوبي للشام (لبنان وفلسطين حاليا) وتأثروا بالحضارة المصرية. أطلق اليونانيين اسم فينيقيون على الكنعانيون الذين استوطنوا ساحل الشام واسسوا الحضارة الفينيقية نحو 1200ق.م. شمال بلاد الرافدين حيث آسيا الصغرى أو الأناضول كان هناك الحيثيون والحوريون وهم من الشعوب الهند أوروبية الذين هاجروا من جبال زاغروس. وأسسوا ممالك عظيمة في الألفية الثانية قبل الميلاد. شرق بلاد الرافدين كان هناك العيلاميين في (الأحواز العربية وإيران حاليا). وبحلول القرن الخامس عشر قبل الميلاد هاجرت قبيلتان رئيسيتان من الآريين من نهر الفولجا شمال بحر قزوين واستقرا في إيران وكانت القبيلتان هما الفارسيين والميديون. أسس الميديون الذين استقروا في الشمال الغربي مملكة ميديا. وعاشت الأخرى في الجنوب في منطقة أطلق عليها الإغريق فيما بعد اسم بارسيس ومنها اشتق اسم فارس. غير أن الميديون والفرس أطلقوا على بلادهم الجديدة اسم إيران التي تعني "ارض الآريين".
ثانيا مصر الفرعونية:- حضارة قديمة في الشمال الشرقي لأفريقيا وقد تركزت حضارة القدماء المصريين على ضفاف نهر النيل الذي ينبع من رافدين اساسيان النيل الابيض من بحيرة فيكتوريا والنيل الازرق من بحيرة تانا باثيوبيا.
- السومريون (3200-2340ق.م.)
أستوطن السومريون جنوب بلاد الرافدين وبنوا مدن رئيسية كأور ونيبور والوركاء ولارسا وكيش وايسن التي أصبحت ممالك مستقلة وفي هذه المدن كانت بدايات التخطيط للسيطرة على الفيضانات، وإنشاء السدود وحفر القنوات والجداول. فبنوا في هذا السهل شبكة قنوات معجزة من معجزات الري. نمت الدولة وتطورت في الفنون والعمارة والعلوم والثقافة وشيدوا أول مدارس في التاريخ. وفي حدود سنة 3200ق.م.ابتكر السومريون الكتابة المسمارية على الألواح الطينية ونشروها في عدة بلدان. الديانة وثنية متعددة وكانت كل مدينة لها آلهتها ومعابدها الخاصة ودائما ما يصورون الآلهة على شكل إنسان أكبر حجماً وأكثر قوة وذكاء وقدرة وتتميز عن البشر بالخلود. لم يكن للسومريين وحدة إقليمية بل كانت كل مدينة مستقلة تسعي كل منها لبسط نفوذها على المدن الأخرى حتى القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد قامت الإمبراطورية السومرية بقيادة لوجلالمند ملك مدينة أداب سنة 2525ق.م. وكانت تمتد من جبال طوروس حتى جبال زاغروس ومن الخليج العربي حتى البحر الأبيض المتوسط. واستمرت لمدة 25 عام بعدها دخلت سومر فترة اضطرابات داخلية حتى إجتاحها الملك سرجون الأكدي في القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد.
- عصر الأسر المصرية المبكرة (3150-2686ق.م.)
يضم الأسرتين اللتين يبدأ بهما التاريخ المدون لمصر الأسرة المصرية الأولى والأسرة المصرية الثانية. بدأت هذه الفترة مع توحيد الملك مينا مصر العليا ومصر السفلى حيث كانت ثينيس أول العواصم المصرية بالأضافة للعاصمة الشمالية التي يُنسب إنشائها للملك مينا والتي سُميت منف
- المملكة المصرية القديمة (2686-2181ق.م.)
بدأت بالأسرة المصرية الثالثة سنة 2686ق.م. التي اسسها الملك زوسر الذي بني أول هرم في مصر والعالم هرم زوسر المدرج في سقاره ليبدء عصر الدولة القديمه أو عصر بناه الاهرامات حيث تطورت الحضارة المصرية مع وجود حكومة مركزيه فشهدت الدولة نهضة شاملة في شتى نواحي الحياة وتوصـل المصريـون إلى الكتابة الهيروغليفية واهتموا بتأمين حدود البلاد ونشطت حركة التجارة بين مصر وكل من الشام والسودان ومع تطور الزراعة والصناعة استخدم المصريون أول أسطول نهري بري للنقل واصبحت الملاحة البحرية حرفة منظمة كغيرها من الحرف الراسخة التي اشتهرت بها مصر القديمة، الأسرة المصرية الرابعة سنه 2625ق.م. اسسها الملك سنفرو صاحب أول مقبره علي شكل هرمي. وخلفه ابنه خوفو صاحب اكبر بناء هرمي الهرم الاكبر وخلفه إبنه خفرع صاحب الهرم الثانى وتمثال أبو الهول وخلفه إبنه منقرع صاحب الهرم الثالث من أهرامات الجيزة وبعد وفاته خلفه إبنه شبسس كاف اخر ملوك الاسره الرابعة والذي خرج عن سنة أسلافه في بناء الأهرامات العظيمة وبنى بدلا من ذلك مقبرة في جنوب سقارة تعرف الآن باسم مصطبة فرعون. الأسرة المصرية الخامسة 2510ق.م. اسسها الملك أوسركاف وفي عهده ترجع بداية العلاقات التجارية مع بلاد اليونان وبعد وفاته خلفه بعض الملوك غير المشهورين الذين لم يعُثر لهم على كثير من الآثار حتي الملك أوناس اخر ملوك الاسره الخامسة. الأسرة المصرية السادسة 2460ق.م. اسسها الملك تتي الذي تزوج الأميرة إيبوت الأولى بنت الملك أوناس والذي ارتبط بعباده الاله حتحور. قتل الملك تتي وخلفه الملك أوسر كا رع فأعاد عبادة الإله رع وخلفه بيبى الأول إبن الملك تتي الذي إمتد حكمه خمسين سنة وبعد وفاته خلفه إبنه مرن رع الأول الذي تولى الحكم صغيرا ومات شابا وبعد وفاته تولى نفر كا رع الذي إشتهر بإسم بيبى الثانى وإرتقى العرش في حوالى السادسة من عمره وعاش حتى بلغ المائة أى أنه قد حكم لحوالى أربع وتسعين عاما وهي أطول فترة حكم في تاريخ مصر وفي أثناء فترة حكمه اذداد نفوذ حكام الاقاليم وبعد وفاته خلفه إبنه مرن رع الثانى والذي لم تتجاوز مدة حكمه عاما واحدا وخلفه نت جر كا رع أخر ملوك الأسرة السادسة والتي إنتهى بحكمها عصر الدولة القديمة ودخلت مصر عصر الأضمحلال الأول سنة 2181ق.م. شهد انهيار السلطة الملكية المركزية. وإجتاحها البدو والأجانب وقد إستغرقت تلك الفترة حوالى مائة وخمسين سنة إنقسمت مصر إلى ثلاثة أقسام حيث حكم الآسيويين في مصر السفلى وفي مصر الوسطى ظهر بيت جديد للحكم في إهناسيا حيث اسس الملك خيتي الأول الأسرة المصرية التاسعة وبعدها اسس الملك خيتي الثاني الأسرة المصرية العاشرة واتخذوا هيركليوبوليس (إهناسيا) عاصمه لهم وفي مصر العليا ظهرت قوة حكام طيبة الذين استطاعوا اخيرا القضاء على البيت الإهناسى ثم تمكنوا من إخضاع مصر كلها بعد ذلك.
- الإمبراطورية الأكدية (2340-2159ق.م.)
الأكاديين هم من أقدم الشعوب السامية التي استقرت في بلاد الرافدين في حدود الألف الرابعة قبل الميلاد، وفدوا على شكل قبائل عاش الأكاديون مع السومريين حتى آلت اليــهم السلطــة بقيادة زعيمهم الملك سرجون الأكدي الذي أرتقى في خدمة الملك لوكال زكيري ملك كيش حتى أستولى أخيرا على العرش سنة 2340ق.م. وجمع حوله جيشاً أخضع به المدن السومرية الأخرى وفرض سيادته على جميع مدنها ووحد منطقة الهلال الخصيب وبسط نفوذه على بلاد بابل وشمال بلاد الرافدين وعيلام وسوريا وأجزاء من الأناضول وأمتد إلى الخليج العربي حتى دانت له كل المنطقة. وبذلك أسس أول إمبراطورية معروفة في التاريخ عاصمتها أكد. حكم سرجون 56 سنة جلب خلالها الرخاء للشعب وأستتب الأمان في كل مكان ونشر المعارف والعلوم والفنون والكتابة. وقد وجدت ألواح من الطين مكتوبة بالخط المسماري وباللغة الأكدية في كثير من المستعمرات البعيدة في الأناضول وعيلام. خلف الملك سرجون الأكدي ابنه ريموش سنة 2284ق.م. وفي عهده ثارت المدن السومرية عليه وأستقلت بعضها عن السيادة الأكدية. بعد وفاته خلفه أخيه مانيشتوشو سنة 2276ق.م. وبعد وفاته خلفه إبنه نارام سين سنة 2260ق.م. الذي استطاع إعادة فتح الأقطار التي كانت تحت حكم جده سرجون وإخضاعها ثانية وأضاف إليها مقاطعات جبلية كمنطقة اللولوبيون في جبال زاغروس وأخضع العيلاميين وقد خلد الملك نارام سين فتوحاته هذه في مسلة كبيرة من الحجر تمثله على رأس جيشه في منطقة جبلية وقام الملك نارام سين بإعمال عمرانية واسعة ونظم الحياة الاجتماعية في البلاد وسار على القوانين الموحدة التي نشرها جده سرجون وجعل اللغة الأكدية لغة رسمية في البلاد. وبعد وفاته خلفه إبنه شار كالي شاري سنة 2223ق.م. الذي بذل كل ما في وسعه للمحافظة على الإمبراطورية الواسعة حيث اشتدت هجمات الجوتيون سكان الجبال الشرقية كما كان السومريين يتحينون الفرص في الداخل للإستقلال بمدنهم القديمة. وبعد وفاة الملك شار كالي شاري سنة 2198ق.م. توالى على الحكم بعده ستة من الملوك الضعاف في خلال حكمهم استقلت بعض المدن السومرية وأخيرا زحف الجوتيون من المناطق الجبلية فغزت بلاد أكاد وسومر وخربت المدن فعم الخوف أذعر في البلاد وكان في ذلك نهاية الإمبراطورية الأكدية عام 2159ق.م. بعد أن حكمت زهاء القرنين.
- سلالة أور الثالثة (2111-2006ق.م.)
أسرة سومرية أسست في مدينة أور حيث استطاع الملك أور نمو هزيمه الجوتيون واستعاده حكم سومر سنه 2111ق.م. أشتهرت هذه السلالة بتعمير البلاد وإعادة اللغة السومرية بعد أن نافستها اللغة الأكدية وتقديم الآلهة السومرية القديمة على غيرها من الآلهة وإقامة الشعائر الدينية السومرية القديمة. وقد تقدمت الحضارة في هذا العهد تقدماً محسوساً وانتشرت المعارف بمختلف نواحيها من علوم وآداب وفنون، واصبحت أور قبلة الشرق القديم. خلف الملك أور نمو ابنه الملك شولجي سنه 2092ق.م فكان عهده زاخرا بالاعمال العمرانية ولا سيما تشييد المعابد إضافة إلى الاعمال العسكرية باخضاعه الاقاليم التي تمردت ضده بعد وفاة ابيه. وبعد وفاته سنه 2045ق.م. خلفه ابنه الملك أمار سين وفي عهده استمر النشاط العمراني في المدن السومريه والاكديه كما قام ببعض الحملات العسكريه لفرض السيطرة علي الاقاليم التابعه لنفوذ امبراطوريه اور. وخلفه ابنه الملك شو سين سنه 2036ق.م. الذي بدء في السنة الرابعة من حكمه هجمات الأموريون القادمين من سوريا فبنى سورا دفاعيا ضخما أسماه سور امورو ساعد على حماية سومر ولو لفترة قصيرة حتي تولى الحكم من بعده ابنه الملك إبي سين سنه 2027ق.م. اخر ملوك سلاله اور وفي عهده مرت بلاد سومر بوضع اقتصادي صعب حيث ارتفعت نسبة الملوحة في الأراضي الزرعية وقل إنتاجها وكان لسعة الإمبراطورية السومرية الاثر الكبير في عدم القدرة على ادارتها أقتصاديا وسياسيا فشكل هجمات العلاميين من الشرق والأموريون من الغرب نهاية سلالة أور الثالثة سنه 2006ق.م.
- العلاميين (2700-539ق.م.)
في الالفيه الثالثه قبل الميلاد ظهر على الساحة حضارة "أون تاش" في اقليم خوزستان غرب إيران بمحاذاة جبال زاغروس شرق بلاد سومر كانت عاصمتهم "إوان" حتي انتقلت إلى مدينة سوسة. كانت هذه الدولة تتكون من عشرة عشائر وكل عشيرة كانت لها امير وكل هذه الامراء متوحدة في ظل الملك اون تاش. قاموا ببناء حصن أو قلعة سميت بإسم مؤسسهم ملك اون تاش وكثرت غاراتهم على مدن سومر اطلق عليهم اسم ايلام والتي تعني المرعب أو المرهب باللغة السومريه. اما ثقافة الايلاميين فكانت متآثرة بالثقافة السومرية ومنها استخدامهم للخط المسماري فضلاً عن التأثير في المعتقدات الدينية والعادات والتقاليد الاجتماعية بالإضافة إلى بعض الخصوصيات اللتي تخص المجتمع العيلامي فكانت لهم آلهة بأسماء مختلفة عن آلهة سومر. وكانت اللغة العيلاميه هي السائده. وفي نهايه سلالة أور الثالثة استولي العيلاميون على أهم مدن سومر كإيزين وسيركا وأور واسروا حاكمها وسيطروا بشكل كامل مكونين حضارة امتدت حتى جاء حمورابي ملك بابل وتغلب علي العيلاميين عام 1763ق.م. وأصبح الحاكم الوحيد لبلاد سومر وأكاد بعدما ضمهما لبابل لتظهر الحضارة البابلية.
- المملكة المصرية الوسطى (2050-1710ق.م.)
بدأت بالأسرة المصرية الحادية عشرة 2050ق.م. اسسها الملك منتوحوتب الثاني امير طيبة الذي استطاع ان يعيد توحيد البلاد ويؤسس الأسرة الحادية عشرة وعاصمتها طيبة وكان هذا إيذانا ببدء عصر من ازهي عصور مصر هو عصر الدولة الوسطى وكان من أبرز مظهرها استغلال المناجم والمحاجر مما ادي إلى تقدم الصناعة والفنون والعمارة. واقامة السدود وقنوات الري للزراعة. ربط البحر الاحمر والبحر المتوسط عن طريق قناه تربط البحر الاحمر بنهر النيل. اهتم ملوك الدولة الوسطي بتقوية الجيش وتامين الحدود فاقاموا الاسوار وبنوا القلاع. دام حكم الملك منتوحتب الثاني 51 عام وخلفه ابنه منتوحتب الثالث الذي دام حكمه 12 عام وبعد وفاته خلفه إبنه منتوحتب الرابع الذي اطاح به الوزير أمنمحات الأول مؤسسا الأسرة المصرية الثانية عشر 1991ق.م. واذدهرت مصر في عهده واستطاع تامين البلاد من غارات الليبين والأسيويين ونقل العاصمة من طيبه الي "أيثت تاوي" (الفيوم) اغتيل الملك أمنمحات الأول بعد حكم دام 30 عام وخلفه ابنه سنوسرت الأول الذي واصل سياسه ابيه في بسط النفوذ المصري علي النوبة ومات بعد حكم دام 45 عام ليخلفه ابنه أمنمحات الثاني الذي تميز عهده بالسلم واذدهار التجارة مع الشرق الأدني وبعد وفاته خلفه إبنه سنوسرت الثاني الذي شهد عهده بداية واحد من أكبر المشروعات الإقتصادية في مصر القديمة وهو إستصلاح أراضى منطقة الفيوم بتحويل رافد من روافد النيل إليها وبعد وفاته خلفه إبنه سنوسرت الثالث الذي يعد واحدا من أعظم ملوك مصر القديمة الذي تمكن من ضم النوبة إلى مصر بشكل نهائى ودام حكمه 35 عاما وخلفه ابنه أمنمحات الثالث الذي دام حكمه خمسة وأربعين عاما وفي العام الأخير من حكمه أشرك معه إبنه أمنمحات الرابع في إدارة شئون البلاد والذي حكم لحوالى عشر سنوات وتوفي ولم يكن له اولاد فتولت الحكم بعده زوجته سبك نفرو وفي عهدها الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات إضطربت أحوال البلاد وبنهاية حكمها ينتهى عهد الأسرة الثانية عشرة والذي ينتهى بها عصر الدولة الوسطى لتدخل مصر عصر الأضمحلال الثانى. الذي بدأ بالأسرة المصرية الثالثة عشر 1785ق.م اسسها سوبك حوتب الأول في منف بعد وفاه الملكة سوبك نفرو دون وريث. وتبعه ملوك ضعاف. استغل أمراء سخا فرصه ضعف الدولة واستقلوا باقليمهم متخذين سخا عاصمه لهم مؤسسين الأسرة المصرية الرابعة عشر في نهايه حكم الأسرتين الثالثة عشر والرابعة عشر سنه 1675ق.م. غزا الهكسوس مصر فسيطروا علي مصر السفلى واتخذوا من أواريس بشرق الدلتا عاصمة للبلاد وشكل ملوكهم الأسرة المصرية الخامسة عشر والأسرة المصرية السادسة عشر ودام حكمهم حوالي مائه عام. إنقسمت مصر حينها إلى ثلاثة ممالك رئيسية هي مملكة الهكسوس التي كانت تسيطر على مصر السفلى ومملكة طيبة التي ظهرت في مصر العليا وشكلت الأسرة المصرية السابعة عشر ومملكة النوبة التي كان يحكمها أمير نوبى وكان حليفا للهكسوس. بدء النزاع بين الهكسوس وملك طيبة سقنن رع الذي قتل في احد معاركها وخلفه ابنه كامس الذي انتصر علي الهكسوس في بعض المعارك حتي قتل فواصل اخيه أحمس الأول قتال الهكسوس حتى أجلاهم عن مصر تماما.
- الأموريون :-
شعوب ساميه بدأت منذ نهاية الألف الثالث قبل الميلاد بالانتشار في حواضر بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام على شكل موجات من مناطق البادية العربية واستمر تسرّبهم في عصر سلالة أور الثالثة إلى مناطق بلاد الرافدين الداخلية على شكل هجرات متتالية، وصاروا يهددون وحدة مملكة أور وحضارتها. مما دفع الملك شولجي ثاني ملوك سلاله اور لإنشاء سور مارتو. ضعفت مملكة أور في عهد ملكها الأخير إبي سين فانفصل الملك الاموري إشبي إيرا عن سلطة الحكم المركزي في أور سنه 2017ق.م. وبعد اجتياح العيلاميين لمملكه اور سنه 2006ق.م. استطاع التغلب علي العيلاميين وطردهم من اور وضمها لمناطق حكمه وتمكن من تأسيس سلالة حاكمة في إيسن تناوب على الحكم فيها ستة عشر ملكا وقد دام حكمهم مدة زمنية تجاوزت القرنين من الزمن وتمكن الملوك الأربعة الأوائل من توسيع نفوذ هذه المملكة حتى غدت القوة المسيطرة على الجزء الأوسط والجنوبي من العراق القديم . بداية لنهاية حكم سلالة إيسن الأولى حوالي عام 1794ق.م في عهد ملكها الأخير دامق إيليشو الذي لم تجد فطنته في الحكم نفعاً في معالجة الوضع المتردي لهذه السلالة. استطاع القائد الآموري نابلانوم تاسيس دويله في مدينه لارسا نحو 2025ق.م وقد نشأ صراع بين الدويلتين انتهى بعد أكثر من قرنين حيث تمكن ملك لارسا ريم سين الأول من القضاء على حكم سلالة إيسن. ثم خضعت مدينه لارسا للحكم البابلي سنه 1762ق.م. ويمكن عدّ السلالة البابلية الأولى ضمن عصر السيادة الأمورية في الهلال الخصيب. وقد اتسم هذا العصر بنشوء دويلات أو ممالك أمورية عدّة متفاوتة في القوة والنفوذ. وأشهرها مملكة إشنونة والإمبراطورية الآشورية القديمة بدءاً من سيطره الملك الأموري شمشي أدد الأول علي الحكم سنه 1815ق.م، وحتي خضوعها للملكه البابليه بقياده حمورابي سنه 1760 ق.م. والممالك السورية ومنها مملكة ماري اللتي حكمها اسره اموريه بدء من 1950ق.م. حتي سقوطها علي يد الملك البابلي حمورابي سنه 1755ق.م. ومملكه يمحاض (حلب) التي أسسها الملك الاموري سومو-إبو سنه 1810ق.م. وحكمت الشطر الشمالي من سوريا خلال القرنين السابع والثامن عشر قبل الميلاد. حتي خضعت لمملكه ميتاني سنه 1460ق.م. ويرجح أن عدداً من القبائل الأمورية كانت تؤلف جزءاً من مجموعة القبائل الآسيوية التي احتلت مصر لمده قرن نحو 1674ق.م. وقد عرفت تلك القبائل باسم الهكسوس .
- الإمبراطورية الآشورية القديمة (2012-1792ق.م.)
أشور أول دولة قامت في شمال بلاد ما بين النهرين، وتوسعت في الألفية الثانية قبل الميلاد وامتدت شمالا لمدن نينوى نمرود وخورسباد كان ظهور الارتباط السياسي بالنسبة للآشوريين قد وضح في الخضوع لسيطرة سلالة أور الثالثة والتي ما إن بدأ سلطانها بالزوال، حتى تطلع الملك سوليلي لإعلان الاستقلال والعمل على تأسيس الحكم الآشوري خلال العام 2012ق.م، ليبدأ التحرك نحو مناطق الحوض الجنوبي من وادي الرافدين . سبق الملك سوليلي 26 ملكاً على آشور، 16 منهم كانوا يعيشون حياة البدو يسكنون الخيام وعرفوا باسم ملوك الخيام اخرهم الملك أوشبيا الذي قام بتأسيس معبد آشور، حيث أنهى بذلك حياة البدو الرحل للقبائل الآشورية، خلف الملك أوشبيا عشرة ملوك باسم ملوك الاسلاف خلال حوالي 200 سنة حتى جاء الملك سوليلي وبعد وفاته خلفه ابنه الملك كيكيا سنه 2000ق.م. الذي بني اسوار مدينه اشور وخلفه ابنه الملك شالم أخي سنه 1983ق.م. الذي نشأت في عهده الحركة التجارية الآشورية مع بلاد الاناضول حيث كانت تستورد منها المنسوجات والقصدير وتصدر الفضة والملك إيلو شوما سنه 1962ق.م. الذي قام بغزو بلاد بابل في عهد سلاله إيسن وخلفه ابنه إيريشوم الأول سنه 1941ق.م. وخلفه ابنه إكونوم سنة 1920ق.م. وخلفه ابنه سرجون الأولوخلفه ابنه بوزور آشور الثاني واخر ملوك اشور إيريشوم الثاني سنه 1815ق.م. الذي اطاح به الملك الاموري شمشي أدد الأول وتولي الحكم سنه 1814ق.م. وأستطاع تكوين مملكة واسعة بعد توحيد سلطته في بلاد آشور حيث شملت منطقة الفرات الأوسط ومركزها مدينة ماري وكان يعاصر ملك بابلحمورابي وخلفه في الحكم ابنه إشمي داغان الأول الذي انتهي في عهده استقلال بلاد اشور حيث تمكن الملك حمورابي من ضم بلاد آشور سنه 1760ق.م. لتعود أشور تابعا لبابل زهاء القرنين حتي بداية العصر الآشوري الوسيط .
- السلالة البابلية الأولى (1894-1531ق.م.)
سلاله اموريه عدد ملوكها احدي عشر ملكا حكموا بابل أكثر من ثلاثة قرون وقد بلغت الحضارة في هذه الفترة أحدة ذراها وازدهارها وعمت اللغة الأكادية بلهجتها البابلية تكلما وكتابة في ذلك الحين بلاد الشرق الادنى قاطبة وارتقت العلوم والمعارف والفنون واتسعت التجارة اتساعا لا مثيل له في تاريخ هذه المنطقة وكانت الإدارة المركزية تحكم البلاد بقانون موحد سنه حمورابي لجميع شعوب هذه البلاد. أسس هذه السلالة الاموريه الملك "سمو آبوم" سنه 1894ق.م. في بابل . بعد سقوط سلالة أور الثالثة وانسحاب العيلاميين من البلاد تألفت عدة دويلات في مدن مختلفة احداها في إيسن والأخرى في لارسا والثالثة في بابل استمر النزاع بين هذه الدويلات نحو قرن حتى انتهى بانتصار بابل في زمن ملكها السادس حمورابي الذي تولي الحكم سنه 1792ق.م. واستطاع فتح مدينة إيسن وضمها إلى ملكة سنة 1785ق.م. فصار جنوب بلاد الرافدين كله تحت ملكه. ضم حمورابي أولا المدن المجاورة لبابل وضمها إلى جكمه دون عناء كبير لانحياز الآموريين الذين شكلوا أكثرية سكان هذه المدن . ثم أخذ يخضع المدن السومرية ويحصنها كما قام باصلاحات داخلية كثيرة اجتذبت اليه قلوب الناس فالتفوا حوله وكون منهم جيشا قويا حارب بها العلاميين ومملكة لارسا حروباً طاحنة انتهت بهزيمة مملكة لارسا وفرار ملكها ريم سين الأول إلى عيلام فأخضع حمورابي لارسا واخضع العيلاميين سنه 1762ق.م. ثم اتجه إلى الشمال واخضع الإمبراطورية الآشورية القديمة وملكها إشمي داغان الأول سنه 1760ق.م. ثم التفت إلى مملكة ماري على الفرات الأعلى فانتصر علي اخر ملوكها زميري ليم ليقضي نهائيا علي مملكه ماري سنه 1755ق.م ثم تقدم شمالا على الفرات وافتتح المدن القريبة في غرب الهلال الخصيب. ومن أهم أعمال الملك حمورابي التي نالت شهرة عالمية وخلدت اسمه على مدى الدهر هو تقنينه القوانين وسنها في شريعة واحدة دونها على مسلة كبيرة من حجر الديوريت الأسود وما من شك في أن حمورابي جمع قوانينه من مصادر قديمة كانت مدونة على ألواح من الفخار جمعها بدقة ونظمها وجعلها ملائمة للعصر الذي عاش فيه وحمل الناس جميعا على اتباعها . وبعد وفاة الملك حمورابي خلفه ابنه سمسو إيلونا سنه 1749ق.م. الذي اهتم بحفر الاقنية والترع وصد إحدى غزوات الكشيين ثم خلفه ابنه آبي إيشوه سنه 1711ق.م. الذي قمع عدة فتن من امراء بعض المدن الجنوبية . وبعده خلفه ابنه أمي ديتانا سنه 1684ق.م. الذي قمع عدة فتن من امراء بعض المدن الجنوبية وخلفه ابنه أمي صادوقا سنه 1646ق.م. الذي شيد سورا في الجنوب ليحمي بلاد بابل من الغزو الجنوبي وخلفه ابنه سامسو ديتانا سنه 1625ق.م. اخر ملوك السلالة وفي عهده هجم الحيثيون بقيادة ملكهم مورشيلي الأول على بلاد بابل فخربوها وقفلوا راجعين إلى جبال طوروس محملين بالغنائم والكنوز لينهي حكم السلالة البابلية الأولى في عام 1595ق.م.
- الإمبراطورية الحيثية القديمة (1800-1550ق.م.)
الحيثيون شعب هندو-أوروبي سكنوا بآسيا الصغرى الأناضول شمال بلاد الشام منذ الالفيه الرابعه قبل الميلاد في نفس الفترة التي سكن جيرانهم السومريون بلاد الرافدين. وكانوا يسمون باسم بلاد خاطى أو حاطى وشملت مملكتهم الأناضول وجزء كبيرا من شمال غرب الهلال الخصيب . كان المجتمع الحيثي إقطاعياً وزراعياً في الجوهر لكون أرض الأناضول خصبة الديانة وثنيه متعدده الالهه وشملت ايضا آلهة من الأناضول وسوريا وحرّان . في البداية كانت دوله صغيره ازدهر الحيثيون توسعوا وأسسوا دولة قوية عاصمتها خاتوشا في عهد الملك "هاتوسيلي" الذي استطاع توسيع مملكته حتي اصطدم بالحوريين في حلب فتراجع بعد اصابته واختار حفيده الملك "مورشيلي الأول" ليخلفه في الحكم الذي استطاع الانتقام من الحوريون وهزيمتهم هزيمه منكره واتجه نحو بابل اللتي تمكن من تدميرها ونهبها عام 1595ق.م. لينهي حكم السلالة البابلية الأولى الا انه تعرض لمؤامره واغتيل علي يد الملك "هانتيلي" الذي خلفه فالحكم سنه 1595ق.م. وفي عهده تدهور حال البلاد حتي اغتاله الملك "ذيداتنا" وخلفه في الحكم سنه 1565ق.م. الذي حقق استقرار نسبي في المملكة خلال حكمه الذي استمر عشر سنوات الا انه لم يستمر طويلا وبدأت المملكة بالتفكك والسقوط بسبب ازدياد المناطق الثائرة على الحكم.
- الكاشيون (1580-1157ق.م.)
نزحوا من الجبال الشمالية من منطقة لورستان (شمال غرب إيران الحالية) . تمكن الملك "آكوم الثاني" في نحو عام 1580ق م. من النزول من خلوان في إيران الحالية إلى وسط وجنوب بلاد الرافدين واحتل مدينة بابل بعد تراجع الحثيين عنها وأسس فيها سلالة كاشيه ورثت جميع ممتلكات الدولة البابلية القديمة، ولقب نفسه ملك أكاد وبابل إضافة إلى ألقاب أخرى كثيرة. وحكم 36 ملك من هذه السلالة زهاء 576 سنة إلا أن حكمهم في جنوب العراق دام حوالي 400 سنة فقط. وقد امتد الحكم الكاشي ليس فقط لبابل بل شاملا أيضا جزر الخليج العربي وخصوصا جزر البحرين وجزيرة فيلكا الكويتية، حيث عثر علي مستوطنات بها فخاريات وقبور تعود للحقبه الكاشيه. وفي عهد الملك "انليل نادون أخي" آخر الملوك الكاشيين ضعفت المملكة الكاشية كثيرا، فهجم القائد العيلامي "شوترك ناخنتي" على بلاد بابل عام 1157ق.م. وفتح المدن وخربها وقضى على آخر ملوك الكاشيين. ونقل العيلاميون من بابل والمدن الأخرى غنائم لا تحصى وأسلابا كثيرة من تماثيل الالهة والمسلات وكنوز المعابد.
- المملكة المصرية الحديثة (1580-1077ق.م)
بدأت بالأسرة المصرية الثامنة عشر سنة 1580ق.م. اسسها الملك أحمس الأول الذي أستطاع القضاء على الهكسوس وطردهم خارج حدود مصر الشرقية وبدأت مصر عهداً جديداً هو عهد الدولة الحديثة وأدركت مصر أهمية القوة العسكرية لحماية البلاد، فتم إنشاء جيش قوى لتكوين إمبراطورية عظيمة امتدت من نهر الفرات شرقاً إلى الشلال الرابع على نهر النيل جنوباً· بعد وفاة الملك أحمس الأول سنه 1525ق.م. خلفه ابنه من زوجته أحمس-نفرتاري أمنحتب الأول الذي قام بالدفاع عن حدود مصر الغربية وقضي علي التمرد في النوبة وبعد تامين حدود البلاد اهتم بشؤن البلاد فأصدر قانونا بمنع السخرة ووضع المعايير العادلة للأجور والحوافز وتوفي سنه 1504ق.م. وخلفه تحتمس الأول المحارب الذي وسع الحدود المصرية شمالا وجنوبا ونشر التعليم وتوسع في فتح المناجـم وصناعـة التعديـن توفي سنه 1493ق.م. فخلفه ابنه تحتمس الثاني الذي تزوج من اخته غير الشقيقه حتشبسوت اللتي حكمت بعد وفاه زوجها سنه 1479ق.م. واتسم حكمها بالسلام والرفاهية واذدهار التجارة مع بلاد بونت اللتي سجلت علي جدران معبدها الشهير الدير البحري وتوفت عام 1457ق.م. وخلفها ابن زوجها تحتمس الثالث الإمبراطور صاحب العبقرية العسكرية الفذة وأول فاتح عظيم في تاريخ العالم وقائد معركة مجدو توفي تحتمس الثالث سنه 1425 ق.م. فتولي بعده ابنه أمنحتب الثاني الذي مات عام 1401ق.م. فتولي بعده ابنه تحتمس الرابع الدبلوماسي أول من اهتم بتدوين وتسجيل المعاهدات الدولية وتولي بعده ابنه أمنحتب الثالث سنه 1391ق.م. الذي فتح المدارس "بيوت الحياة" لنشر التعليم والفنون التشكيلية والتطبيقية. وخلفه ابنه أمنحتب الرابع سنه 1353ق.م أول من نادى بتوحيد الالهة الفرعونية ورمز لها بقرص الشمس أتون وسمي نفسه أخناتون وانتقل من طيبة الي العاصمة الجديده أخيتاتون انشغل أخناتون وزوجته الملكة نفرتيتي بفلسفته وعبادته الجديده عن إدارة إمبراطوريته الممتده حتي انفصل الجزء الاسيوي. وتوفي سنه 1336ق.م. فخلفه ابنه سمنخ كا رع الذي توفي بعد عامين فتولي الحكم اخيه توت عنخ آمون في سن التاسعة الذي عاد الي عباده الاله أمون كما عادت طيبة عاصمه البلاد وتوفي سنه 1325ق.م. فتولي بعده وزيره الأول الكاهن آي لمده ثلاث سنوات ثم تولي بعده الوزير الثاني القائد العسكري حورمحب اخر ملوك الاسره الثامنه عشر الذي توفي عام 1295ق.م فتولي قائد الجيش رمسيس الأول الذي اسس الأسرة المصرية التاسعة عشر وتوفي بعد عامين فخلفه ابنه سيتي الأول الذي قام بتوطيد السلطة المصرية في فلسطين والشام وقاوم الحيثيون الذين حكموا اسيا الصغرى وعقد معهم معاهــــــدة عدم اعتداء. وتوفي سنه 1279ق.م. وخلفه ابنه رمسيس الثانى الذي أسس مدينة بر-رمسيس في دلتا النيل علي انقاض مدينة أواريس عاصمة الهكسوس واتخذها عاصمة له وقاعدة لحملاته إلى سوريا. فهزم الحيثيون في معركة قادش سنة 1274ق.م. وعقد مع الملك الحيثي مواتالي الثاني أول معاهدة سلام في التاريخ وتوفي سنه 1213ق.م. فخلفه ابنه مرنبتاح الذي قام بحمله علي الليبييين لمساعدتهم شعوب البحر على غزو مصر من الغرب وانتصر عليهم.كما انتصر علي الإسرائيليين في ارض كنعان ونقل العاصمة الي منف وتوفي سنه 1203 ق.م. فخلفه ابنه سيتي الثاني ثم ابنه سبتاح سنه 1197ق.م. وبعده زوجته الملكة توسرت اخر ملوك الأسرة التاسعة عشر ولم يتجاوز مده حكمها العامين. أسس الملك ست ناختي الأسرة المصرية العشرون سنة 1188ق.م. ولم يدم حكمه أكثر من ثلاث سنوات وخلفه ابنه رمسيس الثالث سنه 1186ق.م. الذي أستطاع صد خطر شعوب البحر الذين هاجموا مصر بريا عند رفح وبحريا عند مصب النيل كما استطاع صد الليبيين الذين هاجموا حدود مصر الغريبة وهزمهم عند وادي النطرون. توفي الملك رمسيس الثالث وترك عرش مصر في حالة من الضعف سنه 1155ق.م. حيث تولي بعد ثمانيه من الملوك الضعاف من رمسيس الرابع حتي رمسيس الحادي عشر اخر حكام الأسرة العشرين الذي اتسم عهده بعدم الأمن وعدم الأستقرار السياسي والاقتصادي وتنامي سلطه كهنه أمون لتدخل مصر عصر الأضمحلال الثالث سنة 1069ق.م.
الحوريون شعوب هندو-اريه توطنت شمال الهلال الخصيب في شرق الأناضول خلال الألف الثاني قبل الميلاد بين جيرانهم الحيثيون والأشوريون وقاموا بغزوات باتجاه الجنوب في عمق الهلال الخصيب وكذلك غرباً في عمق الأناضول وكانت بداية تحرك الحوريون من وطنهم نحو بلاد آشور في حوالي القرن الثامن عشر قبل الميلاد وقد تمكن الحوريون من قهر بلاد آشور وأسسوا عددا من الإمارات في أجزاء من آسيا الصغرى دون أن ينظموا مملكة موحدة حتي تمكن الملك "كيرتا" من تأسيس مملكة ميتاني في شمال سوريا وأتخذ واشوكاني عاصمة لها سنه 1500ق.م. وخلف الملك "كيرتا" ابنه الملك "شوتارنا الأول" ومن بعده خلفه الملك "باراتانا" الذي ضم حلب الي مملكة ميتاني وخلفه الملك "شاوشتاتار" سنه 1460ق.م. الذي استغل فتره حكم الملكة المصريه حتشبسوت اللتي اهتمت بجنوب البلاد في افريقيا واهملت القسم الشمالي حتي انفصل الشام عن مصر فقام بتوسيع نفوذه في الشام حتي وصل الي فلسطين. وما ان تولي الفرعون المصري تحتمس الثالث الحكم حتي جهز جيشا قويا لاستعاده نفوذه في الشام قاد الميتانيين تحالفا من الممالك الشاميه ومنها ملك قادش ضد الجيش المصري الا ان النصر كان حليف المصريين الذين استعادوا سيطرتهم علي مدن الشام في معركة مجدو عام 1457ق.م. ذاد نفوذ وسلطان مملكة ميتاني الامر الذي ادي الي شن الملك الميتاني "شاوشتاتار" حربا علي الاشوريين واحتل العاصمة اشور عام 1450ق.م. واخضعهم لمملكة ميتاني لم يكن سهلاً على الجيش المصري التحكم في كامل غرب وشمال الهلال الخصيب رغم وضعه حاميات عسكرية في بعض المدن إلا أن ذلك لم يحد من ثورة بعض مدن الساحل الكنعاني وكذلك شهدت هذه الفترة زيادة نفوذ ميتاني في شمال الهلال الخصيب مما اضطر تحتمس الثالث لشن 16 حمله علي الشام. في ذلك الوقت كانت مملكة ميتاني تواجه مخاطر الحرب على جبهتَين الحيثيون في الشمال ومصر في الجنوب. مما دفع الملك "أرتاتاما الأول" الذي خلف ابيه "شاوشتاتار" سنه 1420ق.م. لعقد معاهدة مع فرعون مصر أمنحوتب الثاني بتقسيم الأراضي المتنازع عليها في سوريا. تحسنت العلاقات السياسية بين الحوريون و المصريين وتطورت أواصر الصداقة وبالتحديد بين الملك الميتاني "أرتاتاما الأول" والفرعون المصري تحتمس الرابع الذي تزوج ابنه "أرتاتاما الأول" خلف الملك "ارتاتاما الأول" ابنه "شوتارنا الثاني" الذي كان حليفا للفرعون المصري أمنحتب الثالث وزوجه ابنته وبلغت قوة وازدهار مملكة ميتاني أوجّها في عهده وخلفه ابنه الملك "أرتاشومارا" الذي قتل بعد فتره قصيره ليتولي اخيه الملك "توشراتا" سنه 1382ق.م. ونازعه الحكم اخيه "أرتاتاما الثاني". بدأ النفوذ المصري يتقلص تدريجيا في سوريا نتيجه لانشغال الفرعون.المصري أمنحوتب الرابع المعروف بأخناتون بنشر ديانته التوحيديه الجديده . بعد اغتيال الملك "توشراتا" سنه 1342ق.م. هرب ابنه "شاتيوازا" ولجأ الي الحيثيون طالب "ارتاتاما الثاني" بالعرش ومن بعده ابنه "شوتارنا الثالث" استغل الملك الحيثي "شوبيلوليوما" الصراع علي السلطة في مملكه ميتاني فتوجه إلى عاصمة الميتانيين لاحتلالها. دامت المعارك اثني عشر عاماً حتي سقوط اخر معقل للميتانيين وتم تنصيب "شاتيوازا" ابن "توشراتا" ملك علي ميتاني من قبل الحيثيون وفي نفس الوقت اغتنم الملك الاشوري آشور أوباليط الأول هذه الفرصة فهجم على الميتانين سنه 1330ق.م. واسترجع الأراضي الآشورية التي كانوا قد استولوا عليها. غزا الملك الاشوري أداد نيراري الأول مملكة ميتاني سنة 1300ق.م. ودمر عاصمتهم واشوكاني وانتقلت تبعيه ميتاني لآشور . ثار الملك الميتاني "شاتوارا الثاني" علي الاشوريين مما دفع الملك الاشوري شلمنصر الأول علي احتلال ميتاني سنة 1240ق.م. و ضمها إلى الدولة الآشورية. لعب الحوريون دوراً في نقل الحضارة السومرية-الأكادية التي تأثروا بها في أرجاء المشرق، وذلك من خلال حروبهم التي استخدموا بها العربات الحربية التي تجرها الخيول مع الحيثيون والأشوريون ورغم اصولهم الهندوآّريه الا انهم استخدموا اللغة الحورية لغه السكان المحليين . ديانه الحوريون كانت عباده. آلهة بأسماء فيدية. سمحت طبيعة الأراضي التي حكمتها مملكة ميتاني بازدهار الزراعة وقاموا بتربية الحيوانات خاصة الخيول .
- الإمبراطورية الحيثية الحديثه (1355- 1190ق.م.)
بدأ تاريخها بتولي الملك "شوبيلوليوما الأول" الحكم سنه 1355ق.م. حيث قام بالتوسع إلى الجنوب الشرقي فشملت الامبراطوريه أغلب مدن الشمال السوري وتحولت مملكة ميتاني في عهده إلى منطقة تابعة لحيثيون بعد تخلي الملك الفرعوني أمنحتب الرابع عن الميتانيبن توفي الملك "شوبيلوليوما الأول" بالطاعون الذي انتشر في أنحاء المنطقة ليخلفه ابنه "أرنواند الثاني" سنه 1320ق.م. الذي توفي بنفس المرض تاركاً الحكم لأخيه الأصغر "مورشيلي الثاني" سنه 1318ق.م. الذي نجح بتأمين حدود المملكة بشكل قوي ثم ركّز على توسيعها شيئا فشيئا. وبعد وفاته خلفه ابنه مواتالي الثاني سنه 1290ق.م. الذي قابل الفرعون المصري رمسيس الثاني في معركة قادش عام 1274ق.م. وانتهت المعركة باحتفاظ كل من الطرفين بنفس مكاسبه السابقة وخسائر فادحة لكلا الطرفين وخلفه ابنه "مورشيلي الثالث" سنه 1271ق.م. الذي حكم لخمس سنوات فقط وخلفه عمه هاتوسيلي الثالث سنه 1266ق.م. الذي وقع أول معاهدة سلام في التاريخ معاهدة قادش بين الحيثيون والمصريين في عام 1258ق.م. وتزوج الملك الفرعوني رمسيس الثاني من أميرة حيثية بعد ذلك. وخلفه ابنه "توداليا الرابع" سنه 1236ق.م. وفي عهده بدأت تظهر قوة الآشوريين وتتعاظُم متحديةً السيادة الحيثية في المنطقة. دارت "معركة نيهريا" في عام 1245ق.م. بين القوتين أنتهت بأنتصار الأشوريين وبداية اضمحلال الإمبراطورية الحيثية الحديثة الملك "شوبيلوليوما الثاني" الذي تولي الحكم سنه 1214ق.م. كان آخر ملوك الامبراطورية الحيثية الذي انتصر في أول معركة بحرية في التاريخ عام 1210ق.م. على شعوب البحر ولكنه كان انتصاراً وحيداً بين وابل من الهجمات المتكررة لشعوب البحر الأمر الذي أدي لتفكك الامبراطورية وانهيارها. أحرقت مدينة خاتوشا عام 1190ق.م. ولقي الملك "شوبيلوليوما الثاني" حتفه خلال هذه الأحداث.
- الإمبراطورية الآشورية الوسطى (1365-911ق.م.)
شهدت بلدان الشرق الادنى القديم في هذه الفترة احداثا هامه كثيرة، ففي بلاد بابل كان الكاشيون قد سيطروا على الوضع فيها واقاموا سلالتهم الحاكمة التي استمرت حتى سنه 1157ق.م. وكانت علاقتهم مع أشور متارجحة بين الصداقة والعداء اما في بلاد الأناضول فكانت الإمبراطورية الحيثية الحديثة. وصادف ايضا مجيء الحوريون وتاسيسهم مملكة ميتاني واحتلالهم أشور سنه 1450ق.م. لفترة تزيد عن القرن غير ان الانقسام الداخلي الذي حدث في البلاط الميتاني أدي لضعف الدولة الميتانية وفسح المجال امام الاشوريين للانسلاخ عن النفوذ الميتاني وتاسيس سلالة وطنية حاكمة وكان ذلك في عهد الملك آشور أوباليط الأول الذي تولي الحكم سنه 1365ق.م. حيث تمكن من تقوية الدولة الاشورية الفتية من الداخل ورفع شانها إلى درجة اصبحت فيها من القوى الرئيسة . واقام هذا الملك صداقة وود مع المملكة المصرية كما عقد معاهدة صداقة ومصاهرة مع الكاشيون. وتعاقب على عرش الاشوريين بعد ذلك عدد من الملوك الاقوياء منهم شلمنصر الأول الذي تولي الحكم سنه 1274ق.م وقام بتأسيس مدينه النمرود لتكون عاصمه جديده للبلاد بالاضافه لسياستة العسكرية الناجحة وخلفه ابنه توكولتي نينورتا الأول سنه 1245ق.م. الذي تمكن من السيطرة علي اراضي واسعه في الاناضول والشام وبعدها تمكن من الانتصار علي الكاشيون وإنهاء سلالتهم وضم بابل إلى حكمه، ليكون أول ملك آشوري يلقب نفسه بملك أشور وبابل . غير ان قوة الدولة الاشورية لم تستمر طويلا حيث عادت وانكمشت ثانية وتقلص نفوذها وتدهور الوضع العام فيها وظلت كذلك حتى مجيء الملك تغلث فلاسر الأول سنه 1115ق.م وهو من أعظم ملوك آشور حيث تمكن من إعادة هيمنة آشور على الشرق الأدنى وتمكن من السيطرة على مناطق شاسعة في الأناضول وسوريا ووصل إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط وخاض عدة حروب ضد الحيثيون والكنعانيون و الآراميون ألذين برزوا كقوة في عهده وتحققت لاشور رفاهية اقتصادية اعتمدت على تجارتها الخارجية مع اسيا الصغرى وسوريا انتهت فترة الازدهار بمقتل الملك تغلث فلاسر الأول ودخول البلاد ثانيا في فترة ضعف واضمحلال استمرت حتى بدايه العصر الاشوري الحديث عام 911ق.م. وأستغلت القبائل الآرامية هذا الضعف فزادت من غاراتها على حدود الدولة الاشورية حتي سيطرت على منطقة الفرات الأوسط التي كانت تابعة للنفوذ الاشوري واسست لها عدة دويلات صغيرة.
انهيار العصر البرونزي هو فترة انتقالية شهدتها منطقة بحر إيجة وبلدان الشرق الأدني في نهاية العصر البرونزي إلى بداية العصر الحديدي وهو الانتقال الذي اعتبره المؤرخون عنيفا ومفاجيء ومُدمّر ثقافيًا . حيث انهارت حضارة بحر إيجة في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وبدأت فترة عصور اليونان المظلمة. ودب الضعف في اوصال المملكة المصرية الحديثة في اخر عهد الأسرة المصرية العشرون نتيجه هجمات شعوب البحر وسيطره كهنه أمون علي الحكم. وفي الأناضول انهارت الإمبراطورية الحيثية تحت وقع هجمات شعوب البحر ودخلت الإمبراطورية الآشورية في فتره ضعف وأضمحلال وبدء ظهور الدويلات السور-حيثية في قيليقية وسوريا والممالك الآرامية في بلاد الشام. وانقطاع طرق التجارة البحرية لانتشار قرصنة شعوب البحر التي لم تستطع الممالك الهشة مواجهتها.
العصر الحديدي:-
المرحلة التي تلي العصر البرونزي وفيها أصبح استعمال الحديد دارجا في صناعة الأدوات الزراعية والحربيه. بدأت صناعة الحديد في بلاد الأناضول في الألف الثاني قبل الميلاد في أوج العصر البرونزي. وانتشرت هذه التقنية تدريجيا اعتبارا من القرن الثاني عشر قبل الميلاد في بلاد الشرق الادني ويعزو البعض تفوق الحيثيون وشعوب البحر على معاصريهم من المصريين وبلاد ما بين النهرين لأمتلاكهم أسلحة حديديه. العصر الحديدي لبلاد الأناضول هو المرحلة التي شهدت غزوات الفريجيين بعد سقوط الإمبراطورية الحيثية علي يد شعوب البحر. وفي مصر بدايه عصر الأضمحلال الثالث بعد نهايه عصر المملكة المصرية الحديثة وفي إيران عصر الميديون والفرس.
شعب سامي استوطن وسط وشمال سوريا استطاع الآراميين ما بين القرنين الثاني عشر والثامن قبل الميلاد تآسيس دويلات عديدة سيطرت على بلاد واسعة في الجزيرة الفراتية في سوريا بين دجلة والفرات وأن تؤسس مجموعات زراعية مستقرة وقد أُطلق اسم الآراميين على البلاد التي سكنوها، فدُعيت باسم بلاد آرام. ازداد النفوذ الآرامي في اتجاهات عديدة حيث أسس الآراميون ممالك عديدة منها مملكة بيت عديني جنوب كركميش ومملكة "بيت أجوشي" في منطقة حلب وفي سهل البقاع وغرب دمشق قامت مملكة "صوبا" ومع بدايه الألف الأول قبل الميلاد انتقل مركز الثقل إِلى دمشق التي أضحت أهم موقع سياسي في سوريا.
- مملكه آرام دمشق (965 - 732ق.م.)
وريثة مملكة صوبا الآرامية التي شملت البقاع وجبال لبنان الشرقية وغوطة دمشق وحوران أول ملوكها "رزون بن إيل" الذي كان قائداً في جيش مملكة صوبا التي هُزمت على يد الملك داود (النبي) فانتهز "روزن بن إيل" الفرصة وأعلن نفسه ملكاً على آرام دمشق سنه 965ق.م. وأول عمل قام به هو التوجه لمحاربة الملك سليمان بن داود لرد اعتبار الآراميين، فانتصر عليه وحرر دمشق. توفي الملك "روزن" سنه 925ق.م. وخلفه ملكان ضعيفان حتي جاء الملك "برهدد الأول" سنه 880ق.م. الذي وسع سلطانه على الممالك الآرامية شرقاً إلى حماة وحلب وحتى غرب الفرات، وفرض نفوذه على يهوذا وإسرائيل غرباً. وخلفه ابنه الملك "برهدد الثاني" سنه 865ق.م. الذي جمع شمل الآراميين وحارب ملك إسرائيل الشمالية عام 857ق.م. لكنه انهزم فعقد معاهدة لم تستمر الا ثلاث سنوات بعدها تحالف ملك إسرائيل الشمالية مع ملك يهوذا وهجم على الآراميين واسترد الأراضي التي احتلها "برهدد الأول" حاول الملك الاشوري شلمنصر الثالث غزو آرام دمشق لكنه لم يستطع الوصول بسبب تحالف الممالك الآرامية الصغيرة التي استطاعت إنهاكهُ في معركة قرقور سنه 853ق.م. عاود شلمنصر غزواته في الأعوام التاليه وكبد الآراميين خسائر كبيرة لكن صمدت كثير من الممالك ومنها دمشق وحماة أمام المد الآشوري. توفي الملك "برهدد الثاني" وخلفه ابنه "حزائيل" سنه 842 ق.م. الذي بسط سلطانه على كل بلاد الشام تقريباً واسترجع جميع المناطق من إسرائيل وكان خصماً عنيداً للملك الأشوري شلمنصر الثالث وبقيت دمشق في عهده تتمتع باستقلالها رغم تقلص نفوذها. خلَف الملك حزائيل ابنه "برهدد الثالث" سنه 805ق.م.الذي فرض الجزية على الممالك التابعة له فاستاءت هذه الممالك وضعفت سيطرته عليها وفي هذه الأثناء شن الملك الآشوري أداد نيراري الثالث حملة على آرام دمشق واستطاع أخضاعها وفرض الجزية. توفي الملك "برهدد الثالث" سنة 773ق.م. وبقي الأمر هكذا حتي تولي الملك "رصين" سنه 750 ق.م. الذي خاض عدة حروب مع إسرائيل واسترد منها اراض كثيره إلى أن قام الملك الاشوري تغلث فلاسر الثالث باجتياح المقاطعات الآرامية الستة عشرة التابعة لآرام دمشق وعاث في الأرض خراباً وسبى عدداً كبيراً من الآراميين وحاصر دمشق خمسة وأربعين يوما حتي دخلها وقتل الملك "رصين" وبذلك سقطت مملكة آرام دمشق سنة 732 ق.م. بعد أن دامت أكثر من ثلاثمائة سنة. برع الآراميون في الصناعات المختلفة مثل صناعة الملابس الصوفية والكتانية والقطنية والأثاث الخشبي والجلود، وأدوات الكتابة وفي صناعة الحليّ من الفضة والذهب والحفر على المعادن والعاج. واذدهرت التجارة في العصر الآرامي فجابت قوافلهم جميع بلاد المشرق القديم . استخدم الاراميون لغتهم الخاصة الاراميه وديانتهم وثنيه متعدده وكان للالهه اسم عام هو بعل . عبدوا بعل هدد كإِلهًا للطقس واختلطت عبادتهم بعباده جيرانهم فعبدوا الاله سن اله القمر عند البابليين والاله شمشي اله الشمس عند الاشوريين. تأثر بالآراميون عدة قبائل سامية استوطنوا شرق نهر الأردن وأهمها:-
العمونيون الذين استوطنوا شمال الأردن منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد فعاشوا حياه البداوة حتي اسسوا مملكة عمون عاصمتها عمون أو عمان سنه 1250ق.م.
الإدوميون سكان منطقة جنوب شرق الأردن منذ نهاية الألف الثاني قبل الميلاد واسسوا مملكة إدوم وينتسبوا الي(عيسو ابن اسحاق بن إبراهيم).
الموآبيون الذين استوطنوا شرق البحر الميت واسسوا مملكة موآب وينتسبوا الي (موآب ابن احدي بنات لوط)
- مملكة إسرائيل الموحدة (1050 - 930ق.م. )
الجزء الجنوب الغربي لبلاد الشام (فلسطين حاليا) ماعدا الساحل الجنوبي الغربي الذي استوطن فيه الفلستيون الذي يقال انهم من شعوب البحر الذين هاجروا من كريت واستوطنوا الجزء الجنوبي من بلاد كنعان. كان أول ملوك مملكة إسرائيل الموحدة شاؤول الملك وخلفه داود ( النبي) وخلفه ابنه سليمان ( النبي ) وبعد وفاة النبي سليمان أعلن ابنه رحبعام بن سليمان نفسه ملكاً على بني إسرائيل فبايعه سبطا يهوذا وبنيامين الذين كانا يقيمان في منطقة أورشليم وما حولها إلى جنوب فلسطين ورفض الأسباط العشرة الآخرون مبايعته لخلاف نشب بينهم وهكذا انقسمت مملكة إسرائيل الموحدة إلى مملكة إسرائيل الشمالية ومملكة يهوذا.
مملكة يهوذا (930 - 588ق.م.) عاصمتها أورشليم وأول ملوكها رحبعام بن سليمان وتعاقب عليها 21 ملكاً وتعرضت لغزوات من الشمال والجنوب وكان آخرها على يد الملك البابلي نبوخذ نصر الذي غزاها في عهد يهوياقيم ملك يهوذا سنة 599ق.م. وسبى بعض من شعبها ونصب صدقيا ملكا ليهوذا الذي ثار مرة اخري علي بابل بتحريض من مصر سنة 593ق.م. فاجتاح نبوخذ نصر أورشليم وهدم أسوارها وأحرق الهيكل وسبى الالاف من اليهود إلى بابل سنة 588ق.م.
مملكة إسرائيل الشمالية (930-722ق.م.) مملكة لعشرة أسباط من بني إسرائيل بقياده سبط افرايم وعاصمتها السامرة أول ملوكها يربعام بن نباط وتلاه 18ملكا اخرهم "هوشع بن ايله" وفي عهده قام الملك الاشوري تغلث فلاسر الثالث باحتلال المملكة وتدميرها.
- مملكة فريجيا (1200- 705ق.م.)
الفريجيون شعوب هندو-أوروبية من التراقيين استوطنوا شمال غرب الأناضول في الألفية الثانية وذهبوا للمرتفعات الوسطى وأنشؤوا عاصمتهم غورديوم حكموا آسيا الصغرى بعد انهيار الإمبراطورية الحيثية في القرن الثاني عشر قبل الميلاد وحتى انهيارهم وصعود ليديا في القرن السابع قبل الميلاد. سماهم اليونانيون فريجي استخدموا لغتهم الخاصة الفريجية وبرعوا في الأشغال المعدنية والنحت على الخشب وأحجار القبور المنحوتة . ديانتهم وثنيه متعدده منها عباده الإلهة كوبيلي ووالاله سيبيل غوردياس كان ملكا أسطوريا في الميثولوجيا الإغريقية اللتي تحكي انه طلب من الآلهة أن تهبه القدرة على تحويل كل ما يمسه إلى ذهب. وأجابت الآلهة طلبه فكان كل مايمسه يتحول ذهباً حتى الطعام وأوشك الرجل أن يموت جوعاً وتبعه ابنه الملك ميداس. كانت أسماء ملوك فريجيا هي غوردياس أو ميداس. سقطت مملكه فريجيا سنه 705ق.م. بعد هجمات الكيميريون وهم قبائل هندو-اوربيه نزحوا من شمال القوقاز.
- فترة مصرية انتقالية ثالثة (1069-664ق.م.)
عصر الأضمحلال الثالث في مصر الذي بدأ بنهاية الأسرة المصرية العشرون حيث أستقل حريحور أحد قادة الجيش بحكم مصر العليا في طيبة خارجا عن طاعة رمسيس الحادي عشر سنة 1080ق.م. وبعد وفاه الملك رمسيس الحادي عشر سنه 1069ق.م. ارتقي إلي العرش سمندس أحد قادة الجيش فحكم مصر السفلى في العاصمة الشمالية تانيس وأسس الأسرة المصرية الحادية والعشرون توصل الملك حريحور والملك سمندس إلى نوع من الاتفاق فيما بينهم على تقاسم السلطة والالقاب بصورة ودية. شيشنق الأول ذو الأصول الامازيجية من الصحراء الليبية الذي استقر اجداده في إهناسيا وانخرطوا في صفوف الكهنه حتي صار جده الكاهن الاعظم وتزوج ابيه بابنة الملك بسوسنس الثاني آخر ملوك الأسرة الحادية والعشرون. وبعد وفاة الملك بسوسنس الثاني اعتلي العرش مؤسسا أسرة مصرية ثانية وعشرون سنة 950ق.م. وأستطاع شيشنق الأول ان يسيطر علي فلسطين ولبنان وذكر في العهد القديم انه استولي علي القدس ومملكة يهوذا سنه 925ق.م. في العام الخامس من حكم رحبعام بن سليمان . وتوفي الملك شيشنق الأول سنه 923ق.م. وخلفه ابنه اوسركون الأول وبعده شيشنق الثاني ثم تاكيلوت الأول ثم اوسركون الثاني ثم شيشنق الثالث. الأسرة المصرية الثالثة والعشرون كانت تتألف من مجموعة من الملوك عاصروا نهاية الأسرة الثانية والعشرون سنه 828ق.م حكموا في مناطق مختلفة وتواريخهم موضع خلاف ومن أشهرهم تاكيلوت الثاني وشيشنق السادس واوسركون الثالث. تف ناخت الأول أمير سايس من أصل ليبي تمكن من أعتلاء العرش في مصر السفلى مؤسسا الأسرة المصرية الرابعة والعشرون سنه 732ق.م. وشكل تحالفاً من الممالك الصغيرة في مصر السفلى لإخضاع مصر العليا لكنه انهزم من الملك الكوشي بعنخي. اسس الارا النوبي مملكة كوش في النوبة وعاصمتها نبتة بعد تفكك المملكة المصرية الحديثة وخلفه الملك كاشتا الذي استطاع ان يمد سيطرته الي طيبة ومصر العليا مؤسسا الأسرة المصرية الخامسة والعشرون وخلفه ابنه الملك بعنخي الذي استطاع السيطرة علي مصر السفلى سنه 727ق.م. ولكنه هزم من الملك الأشوري سرجون الثاني ودفعه الي التراجع إلي جنوب مصر والنوبة سنة 720ق.م. وبعد وفاته خلفه اخيه شباكا سنه 706 ق.م الذي خلفه ابن اخيه الملك طهارقه سنه 690ق.م الذي تمكن من استعاده السيطرة علي مصر والشام وهدد الاشوريين في بابل والاناضول لكن اخيرا تمكن الملك الاشوري أسرحدون من هزيمته واضطره للتراجع مره اخري الي النوبة . رحل الاشوريين من مصر بعد تنصيب حاكما مصريا نخاو الأول سنه 670ق.م. مؤسس الأسرة السادسة والعشرون في سايس. عاود الملك الكوشي تنوت اماني اخر ملوك الأسرة الخامسة والعشرون الكوشية غزو مصر وتمكن من السيطرة علي مصر السفلى وقتل الملك نخاو الأول كونه حليفا للأشوريين مما ادي لعوده الجيش الأشوري الذي نجح في دفع الكوشين الي الجنوب حتي طيبة.
- مملكه أورارتو (1000- 600ق.م.)
شعوب هندو-اوربيه استوطنوا شرق الاناضول تحت الحكم الاشوري منذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد . لم يكن مجتمع متجانساً من الناحية العرقية. فإلى جانب الأورارتيين كان هناك الحيثيون والحوريون استخدموا اللغة الاوراتية وديانتهم وثنيه متعدده كجيرانهم في بلاد الرافدين وسوريا فعبدوا الاله خالدي والاله تيشيبا. تبرز النصوص الآشورية في منتصف القرن التاسع قبل الميلاد وجود دولة أورارتية موحدة عاصمتها "أرزاسكون" ويحكمها الملك "أرامي" هاجم الملك الآشوري شلمنصر الثالث أورارتو ونجح في احتلال عاصمتها "أرزاسكون" وتدميرها عام 856ق.م. بدأت بوادر قوة الدولة بالظهور في عهد الملك "ساردوري الأول" 844ق.م.الذي اتخذ مدينة "توشبا" عاصمة له وخلفه ابنه الملك "إشبويني" سنه 825ق.م. ومن بعده ابنه الملك "مينوا" سنه 810ق.م. الذي وسع حدود الدولة، فوصلت حدودها الجنوبية الشرقية إلى بحيرة أرومية وامتدت شمالاً الي بحيرة وان وغربا الي نهر الفرات. وبعد وفاه الملك مينوا خلفه ابنه "أرغيشتي الأول" سنه 780ق.م. الذي تابع سياسة والده خصوصاً فيما يتعلق بمنازعة الدولة الآشورية لإبعادها عن مناطق استخراج المواد الأولـية وطرق التجارة الدولية، فهاجم اراض اشوريه جنوب بحيرة أرومية واتجه بقواته غرباً نحو الشمال السوري وخلفه الملك "ساردوري الثاني" سنه 760ق.م. الذي استمر في توجيه الحملات فوصلت قواته جنوباً إلى حوض نهر ديالى. ووجه حملتين نحو بلاد الشام لتوطيد نفوذه في المناطق الخاضعه لأورارتو. الا ان الملك الاشوري تغلث فلاسر الثالث تمكن من هزيمة قوات "ساردوري الثاني" وحلفائه من المدن الآراميه في سوريا سنه 743ق.م. ثم عاود مره اخري هجومه في عمق الأراضي الأورارتية حتي وصل إلى العاصمة توشبا سنه 735ق.م. تولي الملك "روسا الأول" الحكم سنه 730ق.م. الذي حاول إصلاح الإدارة والجيش ولكن الإصلاحات لم تعط ثمارها بسبب ظهور خطر قبائل أرزاسكون وزيادة الضغط الآشوري فنال هزيمه ساحقة من الاشوريين سنه 714ق.م. تولي الملك "روسا الثاني" سنه 680ق.م الذي ساد عهده السلام مع الدولة الأشوريه واذدهرت الدولة وخلفه الملك "ساردوري الثالث" سنه 654ق.م. الذي اضطر إلى الاعتراف بالسيادة الآشورية على بلاده نتيجه لضعف الدولة. وبعد سقوط الدولة الآشورية عام 610ق.م خضعت أورارتو للميديون الذين أبقوا عليها دولة تابعة حتى قضوا علي استقلالها نهائياّ سنه591ق.م ومنذ نهاية القرن السادس قبل الميلاد بدأت القبائل الأرمينية بالتوطن في أورارتو قادمة من الأناضول لتعطي المنطقة اسم أرمينيا.
- الإمبراطورية الآشورية الحديثة (934 - 609ق.م.)
بدء بحكم الملك أداد نيراري الثاني سنه 911 ق.م. الذي نجح في توسيع دائرة حكمه وفرض سيطرته التامة على البلدان والممالك المجاورة بعد أن حكم حوالي عقدين من الزمان أنقذ فيها بلاد آشور من الضعف والتدهورً حتى اصبحت سيدة بلدان العالم القديم واقواها منُذ اواخر القرن العاشر قبل الميلاد وحتى السادس قبل الميلاد، لذلك يعتبره التاريخ القديم مؤسس الإمبراطورية الآشورية الحديثة التي نافست كل من بابل وأورارتو وعيلام ومصر على زعامة العالم القديم حينها. وبعد وفاته خلفه ابنه توكولتي نينورتا الثاني سنه 890ق.م. الذي أخضع جزءا كبيرا من الأراضي البابلية وعزز المكاسب التي تحققت من قبل والده على الحيثيون والبابليين والآراميون وقاد حملة ناجحة على جبال زاغروس في إيران إخضع فيها الشعوب الإيرانية من الفرس والميديون. اتخذ الملك توكولتي نينورتا الثاني مدينه نينوى عاصمه للدوله الآشورية بدلا من اشور . وتبعه ابنه آشور ناصربال الثاني سنه 884ق.م. الذي ضم لبنان لحكمه وتبعه ابنه شلمنصر الثالث سنه 859ق.م. الذي ثار عليه أحد أبنائه وسبب فتنة داخلية واضطرابات أدت إلى ضياع كثير من المستعمرات البعيدة لكن استطاع ابنه شمشي أدد الخامس القضاء علي الثورة وسحقها بتغلبه على أخيه الثائر وتولي الحكم سنه 824ق.م. وبعد وفاته عم الضعف والتدهور في البلاد وحلت ازمات اقتصادية استمرت فترة الضعف والتدهور زهاء 80 عاما حكم فيها 4 ملوك حتى تولي الملك تغلث فلاسر الثالث سنه 745ق.م. الذي توج نفسه ملكا علي بابل واشور أقوى إمبراطورية في العالم القديم . حيث قام بإصلاح نظام المملكة فقام بتقسيم الدولة إلى ولايات تحكم من قبل ولاة يعينهم بنفسه، وعمل على تطبيق سياسة التوطين الإجباري اللتي طالت المئات من المدن والقرى في المنطقة بما في ذلك الآشوريين أنفسهم، وفرض الضرائب لتقوية الدولة وجيشها مما ساعده علي الحفاظ على الجزء الغربي من الهلال الخصيب المنفذ البحري الأهم للدولة الآشورية ومراكزها التجارية بعد سلسلة من المعارك أنهي بها مملكه آرام دمشق القوة الأكبر في المنطقة عام 733ق.م. واستعاد السيطرة علي بابل سنه 729ق.م. من الامير الارامي "نابو مكين زيري" الذي استولى على عرش بابل سنه731 ق.م. وتوجه بعدها لترسيخ الحكم في الدولة الممتدة من الخليج العربي حتى سيناء وتبعه ابنه شلمنصر الخامس سنه 727ق.م. وفي عهده رفض يوشع اخر ملوك إسرائيل دفع الجزية فزحف علي مملكة إسرائيل (الشمالية) واحتل البلاد وسبي اهلها سنه 721ق.م. وتبعه اخيه الملك سرجون الثاني سنه 720ق.م. الذي استعاد السيطرة علي بابل سنه 710ق.م. من الامير الارامي "مردك أبلا إدينا" الذي استولي علي عرش بابل سنه 721 ق.م. وتبعه ابنه سنحاريب سنه 705ق.م. الذي عمل على بناء مدن جديدة وحول العاصمة إلى دور شروكين غير أنه واجه عدة ثورات على حكمه في بابل ومملكة إسرائيل ما حدا به إلى تنظيم حملات عسكرية لإخضاعها وهناك اصطدم مع القوات الكوشية بقيادة الفرعون النوبي طهارقة وتبعه ابنه أسرحدون سنه 680ق.م. الذي استطاع ان يهزم طهارقه وحلفاؤه في صيدا واجبره علي التراجع جنوبا واستولي علي منف ثم انسحب عائدا الي سوريا. وخلفه ابنه آشور بانيبال 668ق.م. في عهده لم تكن آشور معروفة بقوتها العسكرية فقط، بل أيضاً بالثقافة والفنون، فقد تأسست أول مكتبة مجمعة بشكل منظم في عهده، وكانت الكتب على هيئة ألواح من الطين الخزفى المحروق كانت الكتابة باللغة المسمارية. توفى آشور بانيبال سنة 626ق.م، وكان قد أقام السلام في فلسطين وفينيقيا وسوريا كما قهر عيلام لكن الإمبراطورية التي شيدها ما لبثت أن انهارت بعد وفاته بسب الخلاف بين أبنائه على خلافتة ومالبثت ان ثارت بابل بقياده نبوبولاسر واستقلت وأصبحت مرة أخرى مملكة مستقرة عام 625 ق.م، وأخيرا أستولى البابليون وحلفائهم الميديون على مدينة نينوى وكان ذلك في سنة 612 ق.م.
- الإمبراطورية البابلية الحديثة (627 - 539ق.م.)
سلاله بابل الحادية عشر اسسها الملك نبوبولاسر الكلدي سنه 627ق.م. الذي نصب نفسه ملكا علي بابل معلناً استقلاله عن حكم الآشوريين وتمكن من توحيد القبائل الكلدية الآراميه ثم سيطر على كامل اقليم بابل وبالتعاون مع الميديون استطاع اسقاط مدينة نينوى عاصمة الآشوريين سنة 612ق.م واسس امبراطورية كبيرة تميزت بالعمران والفنون و العلوم. وبالرغم ان اللغة الآرامية كانت اللغة العامية عند البابليون لكن اللغة الأكادية كانت اللغة الرسمية في الوثائق والدواوين الرسمية. بعد وفاة الملك نبوبولاسر خلفه ابنه نبوخذ نصر الثاني أو بختنصر سنه 605ق.م. الذي كان أحد أقوى الملوك الذين حموا بابل وبلاد ما بين النهرين، حيث جعل من الإمبراطورية الكلدانيه أقوى الإمبراطوريات في عهده بعد أن خاض عدة حروب ضد الآشوريين والمصريين ومد نبوخذ نصر الثاني جيوشه إلى سوريا ووصل إلى حدود مصر بالتحديد أرض غزة الحالية ولكنه هزم فيالحرب المصرية البابلية عام 601 ق.م. كانت عسقلان أول المدن اللتي تمردت ورفضت دفع الجزية فقام نبوخذ نصر الثاني باحتلالها وسبى بعض من سكانها وعين ملكا آخر عليها سنه 604ق.م.. وبعدها رفضت مملكة يهوذا دفع الجزية بدعم المصريين ففرض نبوخذ نصر الحصار على أورشليم عاصمة مملكة يهوذا وسبى بعضا من سكانها مع ملكهم يهوياقيم ونصب صدقيا بن يهوياقيم ملك عى يهوذا عام 597ق م إلا أن صدقيا اعلن عصيانه مما دفع البابليون لحصارها سنة كاملة حتي تمكن الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني من اقتحام. مدينة أورشليم وخربها وحرق هيكل سليمان وسبي معظم سكانها لينهى حكم سلالة داود على مملكة يهوذا عام 587ق م. اما مدينة صور الكنعانية فحاصرها لمدة 13 عام حتي رضخ الكنعانيون للهيمنة البابلية سنه 572ق.م. ويعد هذا الحصار الأطول في التاريخ . له ايضا أعمال عمرانية عظيمه في بابل منها حدائق بابل المعلقة احدي عجائب الدنيا السبع. بعد وفاة الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني خلفه ابنه أميل مردوخ سنه 562ق.م. الذي قتل في ثورة بعد حكم قصير دام سنتين ليحكم بعده صهر نبوخذ نصر الملك [نرغال شراصرّ]] سنه 559 ق.م. الذي قام ببعض الحملات العسكرية في شرق الأناضول ضد الميديون. الا انه قتل من قبل اتباع الملك السابق أميل مردوخ سنه 556ق.م. وخلفه لبشي مردوخ في الرابعه من عمره وعين الملك نبو نيد زوج نيتوكريس البابلية ابنة نبوخذ نصر الثاني وصيا عليه وسرعان ما ازاح الصغير واصبح الحاكم سنه 556ق.م اهتم بعماره المعابد وكان أكثر عهده معتكفا بمدينة تيماء مركز عبادة إله القمر سين فسبب له كهنة الاله مردوخ المشاكل. مما اضطره للتنازل عن الحكم لابنه بلشاصر سنه 539ق.م. الذي بدا في عهده غزو الفرس بقياده قورش للملكه سنه 538 ق.م. وكانت نهاية الدولة البابلية بإزاحته عن الحكم.
- الميديون (678 - 549ق.م.)
شعوب هندو-آريه في القرن الخامس عشر قبل الميلاد هاجرت قبيلتان رئيسيتان من الآريين من نهر الفولجا شمال بحر قزوين واستقرا في بلاد فارس استقر الفارسيين في الجنوب واستوطن الميديون في مناطق جبال زاغروس فيما يعرف الآن بكردستان وأذربيجان. خضع الميديون للاشوريين في عهد الملك الاشوري شلمنصر الثالث سنه 836ق.م. حتي أستطاع "دياكو" زعيم قبائل منطقة جبال زاغروس توحيد قبائل الميديين في مملكة ميديا وعاصمتها إكباتان سنه 728ق.م. والاستقلال عن الحكم الاشوري وبعد وفاته خلفه ابنه "فرورتيش" سنه 675ق.م. الذي أخضع شعوباً وقبائل كثيرة كانت تتواجد في أصفهان وآذربيجان وكردستان وهمدان. قتل الملك "فرورتيش" في معركة مع الآشوريين فخلفه ابنه "خشتريته" سنة 653ق.م. الذي اتحد مع كل من المانايين والسكايين ضد الآشوريين وبعد وفاته خلفه ابنه سياخريس سنه 625ق.م. الذي اتحد مع البابليين وزوج أبنته امتيس لنجل الملك البابلي نبوبولاسر إلا أنها أصيبت بالكآبة في بابل مما جعل الملك البابلي يأمر ببناء حدائق بابل المعلقة وبعد حرب دامت سنتين نجح سياخريس ونبوبولاسر في القضاء علي الإمبراطورية الآشورية الحديثة عام 612ق.م. وبعد وفاته خلفه ابنه أستياجيس سنه 585 ق.م. الذي زوج ابنته لقمبيز الأول احد قواده الفارسيين الذي انجب كورش الكبير الذي انقلب علي جده لينهي حكم المملكة الميديه ويؤسس الإمبراطورية الأخمينية سنه 549 ق.م. اعتنق الميديون الديانة الزردشتية.
- مملكة ليديا (685 - 546ق.م.)
شعوب هندو-اوربيه استوطنوا مناطق غرب الأناضول منذ الالفيه الثانية قبل الميلاد وكانوا علي تواصل مع المدن اليونانيه عبر بحر إيجه فاستخدموا الابجديه اليونانيه وتآثروا بالمعتقدات الدينيه اليونانيه وتعتبر ليديا أول من سك العملة. كانت ليديا تابعه لفريجيا وبعد سقوطها علي يد الكيميريون اعلن الملك غيغس استقلاله واسس مملكة ليديا سنه 685ق.م. وإتخذ سارد عاصمة له . وتمكن من هزيمه الكيميريون بتحالفه مع الدولة الاشوريه. نقض الملك غيغس تحالفه مع الاشوريين وتحالف مع فرعون مصر بسماتيك الأول ضد الاشوريين فانتهز الكميريون الفرصة وقاموا بهجوم علي ليديا قُتل فيه الملك غيغس سنه 657ق.م. واحتل الكيميريون ليديا حتى تم طردهم نهائيا في عهد الملك الرابع ألياتس الثاني الذي تولي الحكم سنه 610ق.م. وشن حرباً ضد الميديين ثم عقد معهم صلحاً عام 585ق.م. به أصبح "نهر الهالز" يشكل الحدود بين مملكتي ليديا وميديا. وفي عهد الملك ألياتس الثاني بلغت مملكة ليديا درجة عظيمة من الرخاء وخلفه ابنه كرويسوس سنه 565ق.م. الذي وسع رقعتها بما فتحه من أقاليم جديدة شملت آسيا الصغرى جميعها تقريباً حتي ضمها الشاه الأخميني كورش الكبير لالإمبراطورية الأخمينية سنه 546ق.م.