حصار الخرطوم
| ||||||||||||||||||||||||||||||||
حصار الخرطوم، معركة الخرطوم أو سقوط الخرطوم، هو غزو قامت به قوات المهدي بقيادة محمد أحمد لمدينة الخرطوم، تحت السيطرة المصرية. سيطرت مصر على المدينة قبل فترة من الوقت، لكن الحصار الذي خطط له ونفذه المهديون من 13 مارس 1884، حتى 26 يناير 1885 كان كافياً لإخراج المدينة من سيطرة الادارة المصرية. بعد عشرة أشهر من الحصار، عندما اقتحم المهديون المدينة، قُتل جميع أفراد الحامية المصرية بالإضافة إلى 4.000 مدني سوداني.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية
تعيين الجنرال گردون
منذ الحرب الإنجليزية المصرية 1882، ضمن التواجد العسكري البريطاني أن تظل مصر محمية بريطانية بحكم الأمر الواقع. كانت مصر تسيطر أيضاً على السودان، وأعتبرت الحكومة البريطانية أن ادارة السودان شأن مصري داخلي. تُركت ادارة السودان لحكومة الخديوي.[1] نتيجة لذلك، فقد تُرك قمع الثورة المهدية للجيش المصري، والذي عانى من خسارة دموية على أيدي المتمردين المهديين في الأبيض، في نوفمبر 1883. استولى قوات المهدي على كميات ضخمة من المعدات واجتاجت أجزاء كبيرة من السودان، من بينها دارفور وكردفان.
دعمت قوات المهدي محمد أحمد الذي أعلن نفسه المهدي المنتظر. زعم أنه مخلص الأمة الإسلامية وتمتع بدعم الكثير في السودان ممن كانت لديهم الرغبة في الاستقلال عن حكامهم المصريين.
وضعت الثورة المهدية السودان في بؤرة اهتمام الحكومة والشعب البريطاني. رئيس الوزراء وليام گلادستون ووزير الحربية لورد هارتينگتون لم يكن لديهم رغبة في التدخل في السودان وأقنعا الحكومة المصرية بإجلاء جميع حامياتها من السودان. الجنرال تشارلز جورج گردون، شخصية شهيرة في بريطانيا العظمى والحاكم السابق للسودان عام 1876-79، تم تعيينه لإنهاء هذه المهمة.
كانت أفكار گردون عن السودان تختلف راديكالياً عن أفكار گلادستون: كان يؤمن أن الثورة المهدية يجب أن تُهزم، أو أن قد يفوز بالسيطرة على عموم السودان، ومنها يجتاح مصر. كانت مخاوفه بناءاً على زعم المهدي بسيطرته على العالم الإسلامي وعلى هشاشة الجيش المصري، والذي عانى هزائم متعددة على أيدي السودانيين. كان گردون يفضل السياسة الصارمة في السودان، بما يتفق مع الامبرياليين البارزين أمثال سير صمويل بيكر وسير گارنت ولسلي، ونُشرت آراؤه في التايم في يناير 1884.[2]
بالرغم من هذا، فقد تعهد گردون بإنجاز عملية الإخلاء من السودان؛ كان قد مُنح 100.000 جنيه إسترليني ووعد من السلطات البريطانية والمصرية "بكامل الدعم والتعاون من سلطتينهما.".[3] في طريقه إلى الخرطوم برفقة مساعده، الكلونيل ستوارت، توقف گردون في بربر للتعامل مع تجمع لزعماء القبائل. هناك ارتكب خطأ فادح بكشفه عن رغبة الحكومة المصرية بالإنسحاب من السودان. شعر رجال القبائل بالقلق من هذه الأخبار، and their loyalty wavered.[4]
المعركة
بدء الحصار
كان الحصار على ثلاثه محاور، المرحلة الأولى بعزل الخرطوم عن العالم الخارجي وإغلاق الطرق البرية والبحرية والتي تربط الخرطوم بالعالم الخارجي، فأمَّن الطريق الشرقي لسواكن عبر البحر الأحمر وطريق بربر-المتمة شمالاً والذي يربط الخرطوم بمصر وطريق كسلا-مصوع والذي يربط الخرطوم أيضاً بالحبشة مع طريق القضارف-القلابات.[5]
المرحلة الثانية وهي عزل مدينة الخرطوم عن المناطق المجاورة باحتلال أم ضوبان والجريف شرق والجزيرة-إسلانج شمالاً والكلاكلة وأبو سعد جنوباً.
المرحلة الثالثة، الاستيلاء على المدينة أما باستسلامها أو دخولها قسراً.
الدفاع عن الخرطوم
كانت الخرطوم موقعاً حصيناً وزاد من تحصينها بناء حائط حول المدينة بثلاث بوابات بوابة الكلاكلة وبوابة المسلمية وبوابة بري، عليها مراكز نيران لصد أي هجوم على المدينة وحُفِر الخندق الذي يربط بين النيل الأزرق والأبيض وعرضه 12 متر وبداخله نطاق من الألغام ضد الأفراد لتأخير وصد القوات المهاجمة مع مواقع غرست فيها بعناية فائقة « الضريسة» وهي قطع حديدية من ثلاثه رؤوس ذات أسنان حادة.
القوات المشاركة في الدفاع عن الخرطوم: خمسة أورطة جنود نظاميين وأعداد من «الجنوب والباشبوزق وشايقية وأتراك».
تولى الشيخ العبيد من القوات المهدية حصار الخرطوم من جهة الحلفايا شمال أم درمان من الضفة الشرقية للنيل، وتولى العباس بن الشيخ العبيد حصار الجريف غرب بعد عبوره للنيل الأزرق والشيخ «ودأم حقين» من خور شمبات غرب النيل شمال أم درمان، وتولى الشيخ أبو ضفيرة من أبو سعد جنوب أم درمان، بينما قام الشيخ البصير من الحلاويين مع الشكرية تحت قيادة الشيخ عبد الله عوض الكريم أبوسن بحصار الخرطوم جنوباً وعزلها على الجزيرة، كما عين المهدي أبو قرجة قائداً لجيش الحصار ومنسقاً عاماً بين القوات وبدأ بالعدائيات من الجريف.
ثم بدأت مرحلة إحكام الحصار المباشر وتضييق الخناق وإسناد بالأسلحة النارية بقيادة عبدالرحمن النجومي كما وزعت القوة بإحكام شديد على خط التماس بالاتجاه الجنوبي ،في ذلك الوقت تحرك المهدي بجيشه ولكبر الجيش تحرك على عدة محاور، وكان أبرز المحاور محور أبو سعد، وقتها أرسل المهدي خطاباً لغردون يطلب منه التسليم فرفض غردون طلب المهدي في ذلك الوقت وأثناء الحصار عانت الخرطوم كثيراً من نقص في المؤن وقام غردون بترحيل النساء وكبار السن والأطفال لأم درمان وفي ذلك الحين ترامت للمهدي برئاسته بأم درمان أنباء حملة الانقاذ وهنا كان قرار الاقتحام قبل وصول حملة الانقاذ.
سقوط الخرطوم
قاد الأمير ود النجومي المهدي الاقتحام بستين ألف مقاتل انتشر عشرون في مواجهة الدفاع وتسللت باقي القوة عبر فتحة ضيقة عرضها 500 ياردة، وانقسمت القوات إلى قسمين القسم الأول مهمته إبادة جند الحكومة من الخلف والقسم الثاني هجوم مباشر رأساً إلى السراي مقر قيادة غردون. كان الاقتحام فجر الإثنين 26 يناير 1885 وعند الضحى انكسرت المقاومة وسقطت الخرطوم.
التبعات
بعد انتصاره، أصبح محمد أحمد حاكم معظم المناطق التي تشكل السودان حالياً، وأسس دولة دينية، المهدية، والتي طبق فيها الشريعة الإسلامية. توفى محمد أحمد بعد فترة وجيزة، ربما بالتيفوئيد، في يونيو 1885، بالرغم من أن الدولة التي أسسها survived him. في أعقاب سلسلة من المعارك، التي كانت في الغالب كارثية، في السنوات التالية، فضلاً عن الأحداث الدولية المعقدة التي دفعت للسعي إلى المزيد من المصالح الاستعمارية في أفريقيا، استعادت القوات الأنگلو-مصرية سيطرتها الكاملة على السودان. السنوات الأربعة عشر التي تلت غزوهم العظيم للخرطوم، في معركة أم الدويقرات، تم في النهاية قمع الثورة المهدية السودانية ووضعت الحرب المهدية أوزارها.
في أعقاب انتصار المهدية، كانت الفرحة التي عمت العسكر المهدي متناقضة مع الذعر الذي عم في بريطانيا العظمى ومصر. وضعت الصحافة البريطانية لائمة وفاة گردون على گلادستون، الذي أُتهم بالتباطؤ المفرط في إرسال النجدة إلى الخرطوم. سقطت حكومته في يونيو 1885، على الرغم من عودته لمنصبه في العام التالي. سرعان من ضعت حدة الغضب الشعبي، أولاً عندما بدأت التغطية الإعلامية وإثارة الأحداث في التراجع وثانياً عندما أعلنت الحكومة تفاصيل تكلفة الميزانية العسكرية التي بلغة 11.5 جنيه إسترليني من أجل متابعة الحرب في السودان.
في بريطانيا، أصبح گردون شهيداً وبطلاً. عام 1896، تم إرسال تجريدة بقيادة هوراتيو هربرت كتشنر من أجل الثأر لمقتل گردون (الذي أقسم على ذلك على مسامع Gordon's demise) وإستعادة السودان. في 2 سبتمبر 1898 هزمت قوات كتشنر معظم جيش المهدي في معركة أم درمان. بعد يومين أقيمت خدمة تذكارية لگردون قبالة أطلال القصر الذي توفي فيه. قام البريطانيون بالتحفظ على بقية أفراد العائلة الباقين على قيد الحياة في سجن في مصر.[6]
تم التحفظ على المرأة والأطفال في السجن لعشر سنوات. أما الرجال فقط اعتقلوا لإثنى عشر سنة. بعد عودتهم للسودان فرضت عليهم الإقامة الجبرية بالمنزل بقية حياتهم.
التصوير الثقافي
- تم تصوير هذه الأحداث في فيلم عام 1966 بعنوان الخرطوم، قام فيه الممثل تشارلتون هستون بدور الجنرال گردون، ولورنس اوليڤييه بدور محمد أحمد.
- كان حصار الخرطوم موضوع رواية ويلبور سميثThe Triumph of the Sun, pub. 2005
- كتب ج. أ. هنتي رواية للشباب عن الحصار، بعنوان The Dash for Khartoum، والتي نشرت أول مرة عام 1892، وأعيد نشرها وأصبحت متاحة أيضاً للقراءة أونلاين في مشروع گوتنبرگ.
- خنريك شنكيڤيتش، الكتاب الپولندي والفائز بجائزة نوبل، روايته في الصحراء والبرية كانت تدور في السودان أثناء الثورة المهدية، والتي لعبت دوراً محورياً في الحبكة.
- فيلم مايك ليگ لعام 1999 بعنوان توپسي-تورڤي، الذي أشار لسقوط الخرطوم.
- گيليان سلوڤو، في روايتها رجل مبجل (2012) كان يروي الأيام الأخيرة من حياة گردون.
المصادر
- ^ Strachey, Lytton (1918), Eminent Victorians[1] p.38
- ^ Monick, S.; The Political Martyr: General Gordon and the Fall of Kartum; in Military History Journal - Vol 6 No 6 [2]
- ^ Churchill, Winston S. (1952); The River War - an Account of the Reconquest of the Sudan; Eyre and Spottiswoode, p.40
- ^ Strachey, p.57
- ^ حصار وسقوط الخرطوم، موسوعة التوثيق الشامل
- ^ Clive Stafford Smith (2007-04-23). "The circle of rendition". New Statesman. Archived from the original on 2009-12-13.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قراءات إضافية
- Asher, Michael (2005). Khartoum: The Ultimate Imperial Adventure. London: Penguin. ISBN 0-14-025855-8.