معركة أبا
معركة أبا | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الثورة المهدية | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
أتباع المهدي | مصر | ||||||
القادة والزعماء | |||||||
محمد أحمد (المهدي) (ج.ف.م) |
محمد بك أبو السعود علي أفندي | ||||||
القوى | |||||||
311 متمرد محدود التسليح[1] | 200 جندي و1 مدفع جبلي[2] | ||||||
الضحايا والخسائر | |||||||
12 قتيل[3] جريح واحد على الأقل (محمد أحمد)[4] | 120 قتيل وجريح، بالإضافة إلى 9 أسرى[3] |
معركة أبا، والتي وقعت في 12 أغسطس 1881، كانت أولى معارك الثورة المهدية، بين القوات المصرية وقوات المهدي. أنتصرت فيها قوات المهدي .[5]
جرد رؤوف باشا كتيبة من مائتي جندي إلى جزيرة آبا بقيادة أبي السعود العقاد، ليأتوا له بالمهدي سجيناً، ولكن محمد أحمد المهدي كان متيقظاً، فأعد رجاله وأنصاره -وكانوا يسمون الدراويش- للقتال، فما إن نزل الجند من الباخرة التي أقلتهم وبلغوا القرية، حتى انقض عليهم رجال المهدي، وفتكوا بهم جميعاً وكانوا 120 جندياً، وستة ضباط، أما أبو السعود فلم يكن غادر الباخرة، خوفاً على نفسه، فلما علم بما حل بالجند انسحب إلى الخرطوم، وأخبر رؤوف باشا ما فعله المهدي برجاله، وهذه أول معركة انتصر فيها المهدي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية
كانت معركة أبا عام 1881 من أهم معارك الثورة المهدية وذلك لعدد من العدد من الأسباب ومنها أن هذا الانتصار تحقق في ظروف صعبة وبالغة التعقيد كما أن الإمام المهدي لم يكن يخطط لمواجهة الحكومة في أبا والدليل أن خطابات المهدي ورسائله كانت تدعو الأتباع والأحباب والمريدين للهجرة إلى قدير (جبل ماسا) ولكن وقوع أحد الخطابات في يد الحكومة عجل بالمواجهة بين الطرفين.
أرسلت الحكومة في الحكمدار محمد رؤوف نائبه محمد أبو السعود للجزيرة أبا لمعرفة حقيقية الخطاب الذي وقع في يدها وقد ذهب أبو السعود وقابل المهدي وتأكد له أنه صاحب الخطاب المعني عندها حاول أبو السعود أن يقنع محمد أحمد المهدي بالذهاب معه للخرطوم لكن المهدي رفض هذا الطلب وقال له أنه المهدي المنتظر، عندها تحرك أبو السعود ناحية الخرطوم ليخبر الحكومة أن المهدي هو صاحب الخطاب وأنه يرفض الحضور للخرطوم.
كان محمد أبو السعود يأمل أن يسلم له المهدي ويذهب معه للخرطوم لكن من الواضح أن ابو السعود لا يعرف المهدي المعرفة الجيدة ومدى اصراره على موافقه وفي الوقت نفسه الامام المهدي قد بدأ مشور ولا بد من أن يصل إلى نهايته وقد بدأ هذا المشوار بدعوة اتباعه للهجرة إلى قدير.
بعد هذه المقابلة والتي تمت على عجل أكد محمد ابو السعود للمهدي أنه لا يستطيع مواجهة الحكومة فأكد له المهدي أنه سوف يقاتل بمن معه من الرجل عندها عرف أبو السعو أن المهدي لا يمكن أن يذهب إلى الخرطوم إلا بالقوة.[6]
الإعداد للمعركة
بعد رجوع أبو السعود إلى الخرطوم أرسل الامام المهدي لقبائل دغيم وكنانة والعمارنة والحسنات والفلاتة يدعوهم للانضمام إليه في أبا وفي مساء الجمعة 16 رمضان وبعد صلاة التراويح التقي الامام المهدي بعدد من صانعي المراكب من منطقة (الفشاشوية) منهم مصطفي سليمان وعثمان حاج شرفي وأخبره أن الحكومة أرسلت حملة للقضاء عليه في أبا . بعد ذلك دخل المهدي مسجده في أبا وأخرج عدد من الرايات وزعها على اتباعه وقسمهم إلى مجموعات وبلغ عددهم بين 313إلى 350 وبايعهم المهدي بيعة الموت وقسمت المجموعات إلى عشرات وعلى كل مجموعة (مقدم) ومن أشهر المقدمين عمر اللحوى، عمر السروراي، الشيخ ادريس الشاعر وغيرهم.
نجح الامام المهدي في حشد قواته لمواجهة قوات الحكومة المتحركة نحوه من الخرطوم في اتجاه الجزيرة أبا كمل عمل على رفع روحهم المعنوية والاستفادة من هذه الروح في تحقيق نصر حاسم وسريع.
سير المعركة
تحركت قوات أبو السعود من الخرطوم في 11 أغسطس 1881 على ظهر الباخرة الاسماعيلية وهناك رواية على باخرتين وقد وصلت إلى الجزيرة أبا بعد عشرة ساعات وعليها قوة تتكون من 650-850 من قوات الحكومة تحت قيادة محمد أبو السعود مسلحين ببنادق (الرمنتجون) ونزلت هذه القوات في جنوب الجزيرة أبا.
كان برفقة قوات ابو السعود المتوجهة ناحية المهدي في أبا محمد عثمان أبو قرجة والشيخ فضلو من قرية (أم غنيم) على النيل الابيض وكان معهم زيادة عبدالله ومحمد أبوشوك كأدلاء وهم من قرية (الفشاشوية).
خطة المهدي القتالية
تولى الامام المهدي قيادة قواته بنفسه واصطفت هذه القوات بين الاشجار وهم في انتظار وصول قوات الحكومة وقد كانت قوات الامام المهدي تعتمد على سلاح بسيط وهو السيوف والرماح والعصي لكنها تحمل إيمان عميق بقضيتها مقابل الاسلحة النارية لقوات الحكومة.
حاول الامام المهدي أن يطبق اسلوب المباغتة ضد قوات ابو السعود مستغلا الاضطراب الواضح على قوات العدو، ورغم محدودية الزمن فقد شكل المهدي قواته في أربع محاور وهجم بقواته على قوات أبو السعود هجمة رجل واحد ولم تستغرق المعركة سوى سبع دقائق كان النصر فيها حليفا للإمام المهدي، أمر الامام المهدي بجمع الاسلحة والغنائم كما تم أسر تسع اشخاص من قوات الحكومة وصلى المهدي بقواته صلاة الصبح خوفاً على دفعتين وضربت (النقارة) لجمع الناس ودخل خلوته ليغسل جرحاً تعرض له في منكبه أثناء المعركة.
التبعات
يمكن القول أن هناك عدد من العوامل ساعدت في أن يحقق الامام المهدي وأنصاره الحاسم على قوات ابو السعود والتي منها:
- استخدام المهدي لعنصر المفاجأة.
- استفادة المهدي من الروح المعنوية العالية لقواته.
- استفادة المهدي من عوامل المناخ والبيئة والمثلة في الامطار التي هطلت على الجزيرة أبا قبل يوم من المعركة والغابة التي احتضنت المعركة والتي شكلت عايق طبيعي للمهدي وقواته.
- استفادة المهدي من الطريقة التي نزلت بها قوات أبو السعود للجزيرة حيث أن نزول هذه القوات بشكل غير منتظم مكن المهدي من القضاء عليها.
- استفادة المهدي من بط الاسلحة النارية التي كانت تستخدمها قوات ابو السعود حيث أن حماس قوات المهدي كان اسرع من الطلقات النارية.
وضح من خلال الانتصار الذي تحقق في معركة أبا أن التدابير التي اتخذها المهدي حققت له النجاح المطلوب وكفلة له القضاء على حملة ابو السعود وقد كان المهدي وقوات يقاتلون من أجل تحقيق النصر اما جنود الحكومة فقد كانوا يؤدون واجباً عسكرياً مثلة مثل الكثير من الواجبات التي قاموا بها من قبل.
المصادر
- ^ Featherstone, Donald (2013). Khartoum 1885: General Gordon's last stand. Osprey Publishing, pp. 8. ISBN 9781472803849.
- ^ Asher, Michael (March 28, 2008). Khartoum: The Ultimate Imperial Adventure. London: Penguin Global. p. 60.
- ^ أ ب Asher, Michael (March 28, 2008). Khartoum: The Ultimate Imperial Adventure. London: Penguin Global. p. 61.
- ^ Asher, Michael (March 28, 2008). Khartoum: The Ultimate Imperial Adventure. London: Penguin Global. p. 62.
- ^ Asher, Michael. Khartoum: The Ultimate Imperial Adventure. Penguin Global. p. 62.
{{cite book}}
: Cite has empty unknown parameters:|lay-date=
,|subscription=
,|nopp=
,|last-author-amp=
,|name-list-format=
,|lay-source=
,|registration=
, and|lay-summary=
(help) - ^ "أهم معارك الثورة المهدية". الموسوعة السودانية. 2017-09-20. Retrieved 2018-01-22.