اللغة الإبلاوية
هذا المقال قد يـُنمّى بنص مترجـَم من المقالة المناظرة في French. (November 2016) انقر [أظهـِر] للتعليمات الهامة للترجمة.
|
الإبلاوية Eblaite | |
---|---|
المنطقة | إبلا |
الحقبة | الألفية الثالثة ق.م.linglist |
الأفرو-آسيوية
| |
أكواد اللغات | |
ISO 639-3 | xeb |
xeb | |
Glottolog | ebla1238 |
اللغة الإبلاوية {Eblaite ؛ /ˈɛblə.aɪt/ (تُعرف أيضاً بلغة إبلا ISO 639-3)، أو السورية العتيقة Paleo Syrian، هي لغة سامية منقرضة كانت تستخدم في الألفية الثالثة ق.م. من قبل سكان شمال سوريا.[1] سُميت على اسم مدينة إبلا القديمة، في غرب سوريا المعاصرة.[1] كان هناك أيضاً مجموعة متنوعة من اللغات المنطوقة في ماري ونگار.[1][2] تبعاً لسايروس گوردون،[3] بالرغم من أن الكتاب كانوا ينطقون اللغة الإبلاوية أحياناً، إلا أنه من الأرجح أنها لم تكن تُنطق على نطاق واسع، بل كانت لغة تواصل مشترك مكتوبة مع سمات سامية شرقية وغربية.
تبين بعد كشف إبلا وجود لغة جديدة انقسمت آراء العلماء حول طبيعتها وعلاقتها باللغات التي دعيت سامية. فيرى جوڤاني پتيناتو مثلاً أن لغة إبلا تختلف كثيراً عن اللغتين الأكدية والعمورية في نظام الأفعال والضمائر والاشتقاقات وتركيب الجملة وغيرها، وهي أقرب إلى اللغات التي تصنف على أنها سامية شمالية غربية، إذ تظهر الصلة وثيقة بالأوغاريتية والكنعانية، وبناء على هذه الصلة القوية يكن أن تسمى هذه اللغة كنعانية قديمة، وهي أقدم لغة شمالية غربية معروفة حتى الآن، وتوازي زمنياً الأكدية القديمة. ويرى آخرون مثل إگناس گلب Ignace Gelb أن أوثق العلاقات اللغوية للإبلاوية كانت مع الأكدية القديمة والعمورية، وبعيدة عن الأوغاريتية وأبعد ما تكون عن العبرية، ولايمكن أن تعد لهجة أكدية أو عمورية، كذلك لايمكن عدّها كنعانية فهي لغة مستقلة عرفت في إبلا تضاف إلى قائمة اللغات الثماني المعروفة التي تصنف تحت اسم اللغات السامية لتكون اللغة التاسعة فيها، وثمة رأي ثالث يقول به ألفونسو أركي Alfonso Archi هو أن اللغة الإبلاوية شديدة الصلة بالأكدية القديمة في نحوها، وبعض أشكال النحو فيها أقرب إلى العربية والعربية الجنوبية، بيد أنها من الناحية المعجمية أشد ارتباطاً باللغات السورية الشمالية الغربية (الأوغاريتية والكنعانية والآرامية) وتصعب معرفة طبيعة اللغة الإبلاوية إلا بعد قراءة عدد أكبر من النصوص وتفسيرها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية تاريخية
تمَّ اكتشاف أنقاض مملكة إبلا القديمة في شمال سوريا في الربع الأخير من القرن العشرين على يد بعثة أثرية إيطالية بإشراف الباحث الأثري الشهير پاولو ماتييه، وتم العثور فيها على العديد من الألواح الحجرية المكتوبة بلغتين وهما لغة إبلا (اللغة العمورية السورية القديمة) واللغة السومرية. وهكذا تم العثور على أول قاموس مزدوج اللغة في التاريخ.
وسرعان ما أطلق بعض العلماء اللغويين اسم "اللغة الإبلائية" على مفردات ونصوص إبلا تمامًا كما فعلوا مع لغة أوغاريت حين أطلقوا عليها اسم اللغة الأوغاريتية وكأن كل مدينة في بلاد الشام كانت تتحدث وتكتب بلغة خاصة بها. ولم يفعلوا، في سوريا والعراق، كما فعلوا مع اللغة المصرية القديمة حين سموها بكل تفرعاتها اللغة المصرية، بل عمدوا الى تسميات محلية جغرافية ضيقة تخص المنطقة التي حدث فيها الاكتشاف فصارت اللغة السورية القديمة تحمل العديد من التسميات التي لا تدل سوى على اسم أسرة عهد ملكي معين أو اسم المدينة التي تم فيها الاكتشاف، وهكذا بدلاً من (اللغة السورية) صار لدينا ما لا يحصى من التسميات للغة هي واحدة في الأصل، مثل سومرية نسبة إلى سكان العراق القدماء، واكادية نسبة إلى أسرة سرجون الأكادي مؤسس الامبراطورية السورية الأولى في التاريخ، ثم اسم البابلية نسبة إلى اسم بابل، وثم الآشورية نسبة إلى الامبراطورية السورية في العهد الآشوري، ثم الكنعانية نسبة إلى اسم السوريين القدماء في بلاد الشام، ثم الفينيقية لإعادة تسمية الكنعانية حسب التسمية اليونانية، ثم الآرامية نسبة إلى عهد الممالك الآرامية السورية، ثم السريانية لإعادة تسمية الآرامية. ثم انتبهوا إلى وجود لغة سورية هي الأقدم واسمها العمورية نسبة الى اسم السوريين القدماء الذين ينحدر منهم الملك سرجون والملك حمورابي الذي اسمه الصحيح يأتي في صيغة (امور- ابي) أي المنحدر من الأصول العمورية السورية. ومن سوء الحظ لم يتم العثور حتى اليوم على نماذج من اللغة السورية العمورية وإنما فقط على أسماء أعلام وأشخاص تعطي فكرة عن تلك اللغة التي لاشك أن لغة المخاطبة اليومية في كل أرجاء العراق وبلاد الشام احتفظت بأكثر مفرداتها.
الأبجدية الإبلاوية
الأبجدية الإبلاوية
تعد أبجدية إبلا أقدم الأبجديات وكذلك استعمل الإبلاويون في كتابة وثائقهم الكتابة المسمارية وأبجدية إبلا التي تعد من أقدم الأبجديات في التاريخ وعرفت الكتابة المسمارية عند السومريون في نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد. ومن الجدير بالذكر أن الكتابة المسمارية استعملت في الكثير من لغات المشرق القديم كالسومرية والأكدية والإبلاوية والحورية والحيثية. وثمة تشابه بين الرموز المسمارية المستعملة في نصوص «فارا» و«أبو صلابيخ» في بلاد الرافدين، ويمكن تعليل هذا التشابه بأن نصوص إبلا معاصرة للنصوص التي وجدت في هاتين المدينتين ويعود تاريخها إلى 2600 - 2500 ق.م. والشكل الخارجي للألواح متشابه أيضاً.
وقد كتبت هذه النصوص على ألواح طينية مختلفة القياسات والأشكال، وعلى الوجهين،
أما اللغة المستعملة في كتابة نصوص إبلا، فيدل النص المكتوب على تمثال الملك إيبيط-ليم، الذي يعود إلى العصر السوري القديم (3000 - 1800 ق.م.) والوثائق الأخرى التي تعود إلى هذا العصر على أنها كتبت جميعها باللغة الأكدية بلهجة قريبة من اللهجة الآشورية القديمة. أما نصوص المحفوظات الملكية التي تعود كما يرى پاولو ماتييه إلى العصر السوري الباكر الثاني (2400- 2250 ق.م.)، فإنها كتبت بلغة لم تكن معروفة سابقاً هي اللغة الإبلاوية. وفي الواقع استعمل الإبلاويون اللغة السومرية، إلى جانب لغتهم الخاصة، في كتابة الألواح المختلفة،
نماذج من النصوص الإبلاوية
نماذج من مفردات اللغة السورية كما هي في نصوص إبلا تبين كيف أخذت العربية أكثر المفردات السورية وأطلقت عليها اسم العربية الفصحى بينما هي، وفي الواقع، اللغة السورية التي أطلق عليها بعد دخول الإسلام بلاد الشام اسم العربية تكريمًا للقرآن.
بو-كا-رو: يعني أول الاولاد أو الولد البكر والبنت البكر
قادرو-دو: أي البطل القوي القادر صاحب القدرة.
تد-بي-رو: بمعنى التدبير والمدبر وتدل أيضًا على الحقل الذي يتدبر الفلاح أمره بالحراثة ويبدل تربته.
تيا-موتم: ويعني اليم أو البحر والمياه، ومنها اسم
مار-يم: يعني المياه العظمى.
ا-ك-لو: يعني الأكل وفعل أكل-يأكل.
حيو/م: وتعني الحياة والحي القيوم ورب الأحياء والحكمة وتدل الكلمة - في صيغة /يم/ أيضًا على الماء الذي هو أصل الحياة.
كبكب: ويعني الكوكب أو النجمة، وهو لقب عشتار ربة مملكة إيبلا.
ملك/و: تعني الملك/الحاكم.
بعل: السيد الذي في العلى/السماء، وقد تحول إلى اسم علي.
بعلت: مؤنث بعل السيدة التي في الأعالي/السماء، وقد تحول إلى اسم عالية أو علية.
عل: يعني "تعالى" أي الله.
حدد: أي الصانع/الحداد الذي يغير ويصنع الأشكال بعد أن يصهر المعادن/الخالق الواحد الأحد/الله. والله جبل الماء بالتراب في القصة الدينية وصنع الإنسان ونفخ فيه من روحه فصار كائنًا حيًا. والله (عل) أقدم اسم سوري الأصل لله انتقل إلى كل لهجات ولغات المنطقة. ومن الغريب أن نقول إن العرب لم يكونوا يعرفوا الله قبل الإسلام، إذ إن والد النبي يدعى عبدالله.
حبلو: الحبل –الشريط، وتأتي بمعنى المرأة الحامل أيضًا.
اخت-وم: يعني الأخت.
اخو: يعني الأخ.
هلكو: ذهب، مضى، وتأتي بمعنى هلك أي مات ولم يعد يرجع.
بيت-وم: بمعنى بيت أو منزل أو دار.
طب: بمعنى طيب وفيه خير ونافع، ومن هذه الكلمة جاءت كلمة "طوبى" يعني مبارك، والتي كان المسيح يستعملها كثيرًا في كلامه. وجاء اسم شجرة طوبى يعني شجرة الخير في الجنة، وجاء اسم طبيب لأنه يعالج المريض ويشفيه ويصنع ما هو طيب وخير.
خا-سي-يو: بمعنى الحكيم-العارف-المتأمل، وهي نفسها في مفردات أوغاريت، ولعل كلمة قسيس "راهب، كاهن" جاءت منها. وخاسيسو: تعني أيضًا فعل "فهم / يفهم" وربما تحولت مع الزمن إلى كلمة صحيح/ حسيس وحساس.
مخو: تعني المخ.
نفشو: تعني نفخ / تنفس / أي النفس - الروح – الأنفاس. ومنها كلمة /نفوشتم/ أي الحياة.
رام: تعنى أحب وعشق وكما نقول: هي مرامي، يعني أحبها وأريدها. أو لي مرام فيه: يعني لدي رغبة به، يعني أحبه.
شعرت: الشعر - شعر الرأس.
سيما: بمعنى سمع –يسمع، وتأتي أيضًا بمعنى اسم في صيغة /اشم/ ويشمع-ال: يعني الله سمع واستجاب. وصار الاسم فيما بعد اسماعيل.
ام: كما هي تدل على الأم الوالدة.
غلم: يعني غلام، ولد صغير.
غلمت: بنت -مؤنث غلام. وهي تأتي في مفردات أوغاريت بمعنى البنت البكر أو العذراء.
مسكنو: مكان للسكن-بيت.
رحم: بمعنى الرحمن – الرحمة.
اصبعوم: الأصابع.
كرش: البطن – الكرش.
عين: بمعنى العين التي تبصر وبمعنى عين الماء. سمن: الشحم والسمن.
كينر: كنارة آلة موسيقية.
انتو: بمعنى أنت للمؤنث.
دكر: بمعنى الذكر/الشاب.
ريش: بمعنى رأس/ أو ملك أو سيد أو رأس القوم.
أما اسم مملكة إبلا فليس كما توهم بعض الجهلاء فعربوه - وكما يفعلون دائمًا باسم "عبلة" - وقالوا أن معنى الاسم هو الصخرة البيضاء، ولكن معنى الاسم حسب تحليلي الشخصي هو (المدينة المقدسة) لأن جذر "اب" تعني الأب و"ل" أو "عل" تعني الله فيكون المعنى (المدينة السماوية) أو (حاضرة الله). ومن الصدف أن هذا الاسم أطلق فيما بعد وفي العهد المسيحي على أورشليم-القدس فصارت اورشليم المقدسة أو السماوية كما أن المفكر اللاهوتي الكبير أوغسطين، السوري-الكنعاني الذي ولد في الجزائر ودرس في قرطاج وتأثر بأفكار النبي السوري "ماني البابلي" ودرس على أفكار وفلسفة الفيلسوف السوري الشهير "بورفيروس" قد وضع كتابًا ضخمًا أطلق عليه اسم حاضرة الله أو "مدينة الله"، والكتاب مترجم إلى أكثر لغات العالم.
كأن الذاكرة البشرية لا تموت ووهي الوارثة الوحيدة للماضي الذي لا يموت. وكما قال الشاعر الفرنسي الكبير جان كوكتو، في واحدة من قصائده، هذه العبارة الخطيرة: "الشاعر يتذكر المستقبل" Le poète se souvient de l'avenir.
ما اعتدنا على تسميته اللغة العربية الفصحى هو في الحقيقة اللغة السورية.
المصادر
- ^ أ ب ت Keith Brown, Sarah Ogilvie (2010). Concise Encyclopedia of Languages of the World. p. 313.
- ^ Edward Lipiński (2001). Semitic Languages: Outline of a Comparative Grammar. p. 52.
- ^ Gordon, "Amorite and Eblaite", page 101
المراجع
- A. Archi. 1987. "Ebla and Eblaite," Eblaitica 1. Ed. C.H. Gordon. Winona Lake, Indiana: Eisenbrauns. Pages 7–17.
- Cyrus H. Gordon. 1997. "Amorite and Eblaite," The Semitic Languages. Ed. Robert Hetzron. New York: Routledge. Pages 100-113.
- Manfred Krebernik. 1996. "The Linguistic Classification of Eblaite: Methods, Problems, and Results." In The Study of the Ancient Near East in the Twenty-First Century: The William Foxwell Albright Centennial Conference (eds. J.S. Cooper – G.M. Schwartz), pp. 233–249.[1]
- G. Rubio 2006. "Eblaite, Akkadian, and East Semitic." In The Akkadian Language in its Semitic Context (ed. N.J.C. Kouwenberg and G. Deutscher. Leiden: Nederlands Instituut voor het Nabije Oosten), pp. 110–139.