مملكة هرمز

Coordinates: 27°06′N 56°27′E / 27.100°N 56.450°E / 27.100; 56.450
ممالك الطوائف في إيران

27°06′N 56°27′E / 27.100°N 56.450°E / 27.100; 56.450

مملكة هرمز مملكة قامت في القرن العاشر ميلادي على السواحل الشرقية للخليج العربي أشتهرت بالتجارة وبالثراء، وهي الميناء البحري لتجارة منطقة كرمان وسيستان، كانت خيولها تصدر إلى الهند، وظلت على هذا الحال حتى القرن الخامس العشر، حيث يشير إليها الرحالة الإيطالي الشهير ماركو بولو بقوله ان هرمز (مدينة عظيمة ونبيلة على البحر). ويقول أيضا:

« في هذه البلاد اعداد هائلة من الخيول المطهمة، والناس يأخذونها إلى الهند للبيع لأنها غالية الثمن. وهنا يوجد أيضا أجود حمير في العالم لانها كبيرة وسريعة وتمتاز بخفة نادرة. والتجار يأتون إلى هناك من الهند بسفن محملة بالتوابل والأحجار الكريمة واللؤلؤ وأقمشة إلى الحرير والذهب والعاج. وبضائع أخرى كثيرة حيث يبيعونها لتجار هرمز، وهؤلاء بدورهم يحملون هذه الاشياء إلى جميع أنحاء العالم لبيعها ثانية»

.

خريطة مضيق هرمز.
"Ormus" (Braun e Hogenberg. "Civitates Orbis Terrarum", 1572).
Ormuz ("وصف حصون الهند الشرقية Descrições das Fortalezas da Índia Oriental"، 1635.

وابتداء من حوالي سنة 1100 م كان لهرمز حكام من العرب، وكان لهرمز من العرب، مؤسس هذا الحكم يدعى محمد وهو أمير عربي عبر الخليج من اليمن وكون نفسه هناك، ولكن التاريخ هنا غير مؤكد، إلا أن أول اسم لحاكم من هذه السلالة يظهر هو الحاكم الثاني عشر[1]، وفي خلال حكم الامير الخامس عشر سنة 1301 م، كانت هرمز القديمة على البر قد ناوشتها الغارات الوحشية المتكررة من جانب التتر، لدرجة ان الامير وشعبة هجروا مدينتهم في البر الأصلي وانتقلوا إلى جزيرة قشم. ومن ثم انتقلوا إلى جزيرة جيرون الجديدة التي تقع وسط البحر ويفصل بينها قنال عرضه ثلاثة فراسخ وسموها هرمز ثم تحولت إلى مملكة.

أستولى عليها البوكيرك سنة 1514 وحكمها باسم التاج البرتغالي ثم أحتلها الصفويون عام 1622 بعد أن تحالفوا مع الإنجليز[2].

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الغزو البرتغالي

حين قدم البرتغاليون إلى سواحل الخليج في العام 1507، كانت هناك دولة تجارية عظيمة الثراء، وإن كانت تفتقر إلى القوّة العسكرية والخبرة القتالية، وهي مملكة هرمز التي تبعد نحو 12 ميلاً عن الساحل الفارسي في مدخل الخليج. بسطت نفوذها على الساحل العربي من القطيف شمالاً حتى رأس الحد جنوباً ودخلت في حوزتها البحرين وقشم، ومن ممتلكات هرمز أيضاً قلهات وقريات وصحار وخورفكان ومسقط ورأس الحد. وكذلك الاحساء والقطيف[3].[1]

بدأ البرتغاليون بقيادة البوكيرك باحتلال جزيرة هرمز سنة 1507، فاستعدت مملكة هرمز لصد الغزو البرتغالي[4] وقد تجمعت قوات من الفرسان على الساحل من الفرس والعرب حيث احتشد ما لايقل عن ثلاثين ألفا من بينهم أربعة آلاف من الفرسان كما كان في المرفأ أربعمائة سفينة[5]. ولم يكن البرتغاليون بقيادة قائدهم البوكيرك يملكون أكثر من سبع سفن حربية لم يتجاوز عدد بحارتها أكثر من أربعمائة وستين رجلا[6]. وكان حاكم هرمز صبياً صغير السن يسمى (سيف الدين) ويحكم نيابة عنه مستشاره (الشيخ عطار).

وعلى الرغم من كل هذا التباين فلم يتراجع البوكيرك عن تحقيق مأربه في الاستيلاء على الجزيرة، ولعل الروح الانتحارية التي كان يقاتل بها البوكيرك والسفن المتطورة التي كان يقلها والمدافع التي كان يستخدمها وحالة الفوضى التي كانت عليها قوات هرمز كانت في مقدمة العوامل التي عجلت بالسيطرة على الجزيرة وكان هجوم القوات البرتغالية التي نفدت منها المواد الغذائية بمثابة هجوم الجياع على مستودعات التموين وكانت كلمات البوكيرك إلى جنوده وهو يحثهم على القتال "اما الانتصار أو يقطع المسلمون رقابكم"، وإزاء استمرار القصف المدفعي البرتغالي لم يجد سيف الدين بدا من طلب المفاوضات. والتي جرت في جو إرهابي كانت نتيجتها أن قام ألبوكيرك أثناءها بطعن الشيخ عطار فجأة عندما كان يتحدث معه فقتله. وقد أسفرت المفاوضات عن الصلح بشروط قاسية منها أن يظل سيف الدين في منصبه حاكما على هرمز تحت السيادة البرتغالية وأن يدفع لملك البرتغال مبلغ خمسة عشر الف زرافين كجزية سنوية وأن يسمح للبرتغاليين بإقامة منشآت عسكرية في بلاده، كذلك نص على اعفاء التجارة البرتغالية من أية رسوم جمركية[7].

باحتلال هرمز فرض البرتغاليون سيطرتهم على المنطقة سيطرة تامة، وأصدر البوكيرك قرارا يمنع أي سفينة من ممارسة الملاحة في الخليج قبل الحصول على تصريح من السلطات البرتغالية. وقد انصرفت الدولة الصفوية خلال هذه الفترة إلى فتوحات في الشمال وإلى حروب ضد العثمانيين، ولم تول امور الخليج اهتماماً كبيراً فكان إسماعيل شاه يترك غالباً المناطق الساحلية الجنوبية لحكام شبه مستقلين[8].

وقد استغل البرتغاليون انشغال قوات الشاه إسماعيل في شمال فارس في الحرب ضد العثمانيين، فوطّدوا نفوذهم في جزيرة هرمز والساحل العماني، واستولوا على القطيف والبحرين، ونكثوا بذلك عهدهم للشاه إسماعيل بمساعدته في بسط حكمه عليها، وقد زار البوكيرك البحرين عام 1515 من أجل تعزيز العمل بمقتضى المعاهدات القائمة بين حاكمها المحلي وملك هرمز الخاضع من الآن للسيطرة البرتغالية. وكان الشاه إسماعيل قد حاول في بدايات التهديدات البرتغالية لمملكة هرمز أن يحث حكامها على الثورة ضد البرتغاليين واعداً اياهم بالمساعدة، غير أن حاكم هرمز أظهر خطاب الشاه للبرتغاليين، فانقلب الشاه إسماعيل على موقفه طالباً التحالف مع البرتغاليين ضد العثمانيين، ووقع اتفاقية معهم جاء فيها:

  1. أن تساند البحرية البرتغالية القوات الإيرانية في الاستيلاء على البحرين والقطيف.
  2. يتعهد البرتغاليون بمساندة الشاه في القضاء على الحركات الانفصالية التي قامت في إقليم مكران.
  3. قيام حلف عسكري بين الطرفين ضد الدولة العثمانية.
  4. اعادة توران شاه إلى هرمز نائباً عن الملك البرتغالي عمانوئيل وهذا يعني اعتراف الشاه بتعبية هرمز للبرتغاليين.

وفي غضون ذلك، استولى حاكم الأحساء مقرن بن زامل على البحرين والقطيف، وطرد النفوذ البرتغالي والهرمزي منها، ولكن البرتغاليين عادوا فسيطروا على البحرين بعد القضاء على حركة مقرن بن زامل. واكتفى البرتغاليون بما حققوه من نصر في البحرين ولم يواصلوا تقدمهم ناحية القطيف بسبب عنف المقاومة العربية وخوفا من أن يستدرجهم عرب القطيف إلى داخل الجزيرة العربية.

لقد حرص البرتغاليون على احتفاظ حكام هرمز بسلطتهم ولكنها كانت سلطة شكلية حيث ارغموا على الولاء لملك البرتغال لدرجة انه لم يكن يسمح لهم بمغادرة الجزيرة إلا بموافقة الحاكم البرتغالي[9].


ملوك هرمز

  • محمد درهم كوب، ح. 1060.
  • استقلال كرمان حتى 1249.
  • ركن الدين محمد الثالث (1242–1277).
  • سيف الدين نصرت (1277–1290).
  • مسعود (1290–1293).
  • مير بهاء الدين عياز سيفين (1293–1311).[10]
  • عز الدین کردان شاه (1311–1317).
  • کوت الدین تهمتن (1319–1346).
  • توران شاه (1346–1377).
  • مالك فخر الدین توران شا، (ح. 1442).[11]
  • سیف الدین (وقت الغزو الپرتغالي 1507–1513)
  • توران شاه الرابع (1513–1521)
  • محمد شاه الثاني (1521–1534)
  • سلغر شاه (1534–1543)
  • توران شاه الخامس (1543–1565)
  • محمد شاه الثالث (1565)
  • فاروق شاه (1565–1597)
  • توارن شاه السادس (1597)
  • فاروق شاه الثاني (1597–1602)
  • فيروز شاه (1602–1609)
  • محمد شاه الرابع (1609–1622)

تعاقب على حكم هرمز خلال المدة الواقعة بين 1400 و1505م عشرة ملوك قتل خمسة منهم وعزل أربعة[12]

الثورة ضد البرتغاليين

لقد كان للأجراءات المعقدة التي مارسها البرتغاليون واستيلائهم على عائدات الجمارك وكذا العنف والقسوة التي اتسم بها البرتغاليون كل ذلك دفع بشعب هرمز إلى الإعلان عن سخطه في قيام ثورة شعبية عام 1522 ظهرت في هرمز والبحرين ومسقط وقريات وصحار في وقت واحد. ولعل عنصر التوقيت ينم عن قدر كبير من التنظيم مما اربك خطط البرتغاليين وضاعف من خسائرهم البشرية. وتشير بعضى المصادر إلى ان حاكم هرمز توران شاه هو الذي سعى إلى اشعال تلك الثورة بالتنسيق مع الحكام العرب ويقصد من الحكام العرب هم "محمد بن مهنا الهديفي"، و"عمير بن حمير" بهدف التخلص من النفوذ البرتغالي. وإلا ان البرتغاليين كانوا مستعدين لتلك الثورات فتمكنوا من التصدي العنيف لها بدرجة انهم اشعلوا النيران في هرمز وظلت مشتعلة لأربعة ايام فاضطر توران شاه إلى الهرب حيث نزل إلى جزيرة قشم إلا ان سكان الجزيرة اغتالوه بسبب تعاونه السابق مع البرتغاليين في غزو البحرين وتمثيله بجسد مقرن بن زامل[13].

سقوط مملكة هرمز

كان هناك تحالف أنجلو-فارسي لإزاحة الامبراطورية البرتغالية من الخليج وكان الهدف هو السيطرة على الطريق البحري للتجارة بين الشرق والغرب. وبسبب ضعف الشاه عباس الصفوي من امتلاك قوة بحرية كافية تمكنها من خوض صراع حربي مع دولة بحرية عريقة كالبرتغال، ارتبط مع الإنجليز من خلال شركة الهند الشرقية البريطانية للسيطرة على هرمز. نجح الشاه في طرد البرتغاليين من جلفار سنة 1619 بالتعاون مع العرب، مما أدى إلى ضعف القوة البرتغالية المتواجدة في الخليج[12]. عقد الإنجليز تحالف مع الشاه مقابل الاحتفاظ بقلعة هرمز ومنحهم نصف ايرادات جمرك جمبرون (بندر عباس) بشكل دائم. استسلم قائد القوات البرتغالية بعد محاصرتهم في أسوار القلعة الحصينة في الحادي والعشرين من أبريل سنة 1622 طالباً الهدنة.[12]. تعهد الإنجليز بحماية البرتغاليين في حين أن الأسرى المسلمين جرى تسليمهم لإمام قلي خان الذي قتل أكثرهم وكان من بينهم ملك هرمز محمود شاه ووزيره وقاضيه[12].

الهوامش

  1. ^ أ ب حاتم (1997).
  2. ^ هرمز
  3. ^ رندة إسماعيلي. "مملكة هرمز أسسها أتراك إيران". Retrieved 2008-12-13. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |الأول= (help)
  4. ^ كان البرتغاليون يهاجمون الساحل الشرقي لأفريقيا وقوافل الحجاج أثناء مرورهم للهند، وقد سمع الناس شيئاً عما ارتكبوه من فظائع في المحيط الهندي خلال التسع سنوات التي تلت دخولهم مياهه
  5. ^ السير أرنولدت ولسون، تاريخ الخليج، ترجمة محمد أمين عبد الله، ص 70.
  6. ^ د. جمال زكريا قاسم، الخليج العربي في عصر التوسع الأوروبي الأول ص 53.
  7. ^ أرنولدت ولسون: الخليج العربي، ص 70.
  8. ^ مملكة هرمز ضحية الصراع الصفوي العثماني على الخليج نقلا عن مجلة الواحة: العدد 4، للكاتب فؤاد إبراهيم
  9. ^ أرنولدت ولسون: ص 79
  10. ^ https://archive.org/stream/sermarcopolonote00corduoft/sermarcopolonote00corduoft_djvu.txt
  11. ^ Peter Rowland, The City and the sea, Hormuz Archived 2011-12-15 at the Wayback Machine
  12. ^ أ ب ت ث السعدون (2012)
  13. ^ ويلسون: ص 80

المصادر