تاريخ تشاد
تشاد (إنگليزية: Chad؛ فرنسية: Tchad)، التي تُعرف رسمياً بإسم جمهورية تشاد، هي بلد حبيس في وسط أفريقيا. وتحدها ليبيا من الشمال، والسودان من الشرق، و جمهورية أفريقيا الوسطى من الجنوب، والكامرون و نيجيريا من الجنوب الغربي، والنيجر من الغرب. وبسبب بعدها عن البحر ومناخها الصحراوي إلى حد بعيد، فإن البلد أحياناً يشار إليه بأنه "قلب أفريقيا الميت"".[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قبل التاريخ
يدعو التشاديون بلدهم ببلاد الرافدين الإفريقية، إذ تضم بعض أغنى المواقع الأثرية في أفريقيا.[2] فقد عثر ميشل برونيه عام 1960 في المنطقة الواقعة بين نهري شاري ولوگون على جمجمة عمرها 7 مليون سنة، مما يجعلها أقدم جمجمة للإنسان الأول في العالم؛ وقد أُطلِق عليها اسم إنسان الساحل التشادي Sahelanthropus tchadensis. وفي 1996، اكتشف ميشل برونيه فكاً لأحد القردة العليا أسماه إنسان بحر الغزال Australopithecus bahrelghazali، وبشكل غير رسمي كنـّاه هابيل. وقد حدد عمره باستخدام تأريخ إشعاعي بالبريليوم بأنه يناهز 3.6 مليون سنة.
وفي القرن السابع ق.م.، كان الجزء الشمالي من تشاد جزءاً من امتداد بري شاسع من نهر السند في الشرق إلى المحيط الأطلسي في الغرب، كانت الظروف البيئية فيه مواتية للاستيطان البشري. Rock art of the "Round Head" style, found in the Ennedi region, has been dated to before the 7th millennium BC and, because of the tools with which the rocks were carved and the scenes they depict, may represent the oldest evidence in the Sahara of Neolithic industries. Many of the pottery-making and Neolithic activities in Ennedi date back further than any of those of the Nile Valley to the east.[2]
In the prehistoric period, Chad was much wetter than it is today, as evidenced by large game animals depicted in rock paintings in the Tibesti and Borkou regions.[2]
Recent linguistic research suggests that all of Africa's major language groupings south of the Sahara Desert (except Khoisan, which is not considered a valid genetic grouping anyway), i.e. the Afro-Asiatic, Nilo-Saharan and Niger–Congo phyla, originated in prehistoric times in a narrow band between Lake Chad and the Nile Valley. The origins of Chad's peoples, however, remain unclear. Several of the proven archaeological sites have been only partially studied, and other sites of great potential have yet to be mapped.[2]
كما ذكر هيرودوت الزنوج سكان مغارات جنوب فزان، وقد أغنت دراسة الرسوم الصخرية في شمالي تشاد والأدلة الشاهدة على استمرار الاستيطان منذ القدم، إذ أكد تحليل هذه الرسوم المحفورة على صفحات الصخور أنها ترجع إلى زمن سيادة مناخ مناسب لعيش الحيوانات مثل الفيل والكركدن في أجزاء من الصحراء الكبرى إضافة إلى الزرافة والظبي الضخم وغيره من حيوانات تعيش اليوم في جنوبي تشاد، رسمها الإنسان على الصخور بدقة متناهية، وتُظهر هذه الرسوم مرحلتين تاريخيتين للاستيطان، مرحلة قديمة تمثل رسومها الحيوانات المذكورة وتعود إلى القرن الخامس ـ الرابع ق.م، ومرحلة تالية أحدث، تمثلها رسوم الأبقار والثيران متداخلة مع الرسوم القديمة، وفي الحالتين رُسم الإنسان صياداً كما في وادي غونووا في جبال تيبستي. كذلك عُثر في تشاد على أشكال من الطين المحروق تعود إلى البرونز المبكر قبل نحو 3000 ق.م.
تعرض السكان الزنوج الأوائل إلى تسربات إثنية قادمة من الشمال حملت معها خصائص العناصر البيضاء والمستعربة من فزان وجنوبي ليبية، ومن الشرق من حوض النيل ودارفور، وبلغت هذه التأثيرات الإثنية أوجها بوصول الهجرات العربية-الإسلامية (بنو سليم) إلى شمالي إفريقية، ثم بعد القرن الرابع عشر الميلادي.
في القرن الخامس قبل الميلاد، أدى تطوير تقنية صهرالحديد الى تطور واسع في الإنتاج الزراعي بمنطقة السافانا الجنوبية. وفي القرن الخامس الميلادي أصبح الجمل وسيلة مواصلات سكان الصحراء في المنطقة، وهو ما أدى الى تسهيل بروز تجارة صحراوية لبضائع ومنتجات مثل الملح، الأحصنة، السلاح والخرز، الذي يرسل جنوباً، والعاج والعبيد، الذين يجلبون الى الشمال. الفائض الزراعي، والسيطرة على التجارة، أوجدا مجتمعات غنية، نشأ فيها لاحقاً الممالك الثلاث: مملكة كانم-برنو، ومملكة وداي، ومملكة بجيرمي.[3]
ويعد أفراد قبيلة كوتوكو في حوض بحيرة تشاد اليوم الذي كان معموراً منذ 500 ق.م.، أحفاد شعب الساو الزنجي القديم الذي أقام هو وأقوام أخرى حضارة دامت قروناً قرب البحيرة حتى قضت عليها ممالك القرون الوسطى.
قامت على أرض تشاد وإقليم السودان الأوسط عدة ممالك أسسها وافدون أمازيغ (بربر) قادمون من الصحراء الكبرى، دخلوها في زحفهم جنوباً بحثاً عن المرعى والماء، وقد اصطدم هؤلاء بالمزارعين الزنوج، وتمكنوا من السيطرة على الأقوام الأصلية المبعثرة، وتمازج الوافدون والسكان المحليون، وهناك الكثير من الشواهد على هجرات واسعة للأمازيغ (قبل الإسلام) باتجاه السودان الأوسط، حتى القرن الثامن الميلادي.
سلطنات الساحل 800-1900
دخل الإسلام في تشاد عام 46هـ الموافق 666م بوصول طلائع الفتح الإسلامي إلى منطقة كوار شمال شرق بحيرة تشاد بقيادة فاتح أفريقيا عقبة بن نافع، ومنذ ذلك التاريخ وحتى دخول الاستعمار عام 1900 لم تعرف تشاد دينا غير الإسلام. وقد قامت في تشاد عدة ممالك، وأول مملكة اعتنقت الإسلام هي مملكة السيفيين التي تعرف الآن بمملكة كانم التي حكمت شمال شرق بحيرة تشاد ثم اتَّسع نفوذها في القرن الثالث الهجري- التاسع الميلادي، حتى شمل منطقة السودان الأوسط بأكملها. وقد كانت اللغة العربية هي لغة المملكة والممالك التشادية الأخرى.
قامت ممالك أخرى في حوض بحيرة تشاد مثل مملكة برنو ومملكة باقرمي، وكذلك سلطنة وداي، التي قامت في القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي، وظلت حتى وصول الاستعمار الفرنسي لتشاد في مطلع القرن العشرين.
وفي القرن التاسع الميلادي أسس "الزغاوة" الرعاة في مرتفعات "عيندي"، حكومة مركزية حول مدينة "كريم" على الشواطئ الشمالية الشرقية لبحيرة تشاد. وقد نمت امبراطورية كريم، وضمت إليها مجموعات أخرى، بما فيهم أقوام "التوبو" من "مرتفعات تيبستي". ومن منتصف القرن الحادي عشر وحتى القرن التاسع عشر الميلادي، حكم "الصفوة" من سلالة "كريمبو"، الذين يدعون الانحدار من الزغاوة، امبراطورية كريم. وقد جلب التجار العابرون للصحراء الإسلام الى كريم، الذي انتشر بشكل واسع في القرن الحادي عشر.
وفي القرن الرابع عشر، وعقب نزاع داخلي، سمحت كريم لعرب "البلالا" بإسقاط الصفوة من الحكم، ففروا الى إقليم "البورو" في نيجيريا، حيث أنشأوا مملكة جديدة قوية.
سلطنة البلالة التي حكمت من عام (1365 حتى 1922)
قامت هذه السلطنة في حوض بحير «تشاد» (أى: في بلاد السودان الأوسط)، وبالتحديد في حوض بحيرة «فترى»، وإلى الشمال منها حتى بحيرة «تشاد»، وظهرت كدولة يمكن التحقق من تاريخها منذ عام (766 هـ= 1365م)، واستمرت حتى بداية القرن العشرين، عندما سقطت المنطقة كلها في يد الاستعمار الفرنسى. وعلى الرغم من طول مدة بقاء هذه السلطنة، فإن المؤرخين لم يذكروها كثيرًا ولم يهتموا بها؛ لأنها كانت تابعة لسلطنة «الكانم والبرنو» في كثير من فترات حياتها. ويعود اسم «البلالة» إلى أول زعيم لهم ويدعى «بولال» أو «بلال» أو «جيل» أو «جليل»، ومنه جاء اسم أول زعمائهم وهو «عبد الجليل»، وربما جاء اسم «بلالة» أو «بولالة» من «بولو» الذي كان ابنًا لقبائل «البيوما» التي كانت تسكن منطقة «بيو» (Biyo)، ثم أُضيف إليه المقطع التماشكى (ilalla) فجاء اسم «بولالا» أو «بلالة»، وهي كلمة تعنى الأحرار النبلاء، وربما جاء الاسم أيضًا من اسم ميناء كان ولايزال يقع على الساحل الشرقى لبحيرة «تشاد»، ويسمى «بول» (Bol)، ثم أُضيف إليه المقطع التماشكى، فصار «بولالا» أو «بلالة» كما ينطقه البلاليون أنفسهم في هذه الأيام. أما أصل قبائل «البلالة» فقد جاء نتيجة اختلاط عناصر متعددة سكنت هذه المنطقة، وهي: البربر والعرب والسودان والزنج، وقد تصاهرت هذه العناصر فيما بينها، فأدَّى ذلك إلى امتزاجهم وتغير في صفاتهم. وقد كان «البلالة» وثنيين حتى القرن الثانى عشر الميلادى؛ حيث أسلموا عقب إسلام بنى عمومتهم الذين يتمثلون في «الأسرة السيفية الماغومية» الحاكمة في سلطنة «كانم» في القرن الحادى عشر الميلادى. أما من الناحية السياسية فقد ظهر خطر «البلالة» على سلاطين دولة «كانم» منذ وقت مبكر، رغم صلة القرابة التي تربط بينهما، ويعود ذلك إلى أن «البلالة» كانوا يحاولون التخلُّص من تبعيتهم لأقربائهم من حكام «كانم»، وقد ظهر هذا الخطر منذ عهد أول سلاطين «كانم» الإسلامية وهو الماى (السلطان) «أوم بن عبد الجليل» (1086 - 1097م) الذي حاربهم وانتصر عليهم، فأعلنوا الطاعة والخضوع، وظلوا يتقلبون بين التبعية والتحرر من سلطان «كانم» حتى ظهر زعيمهم الموصوف بالقوة والشجاعة والدهاء وهو «عبد الجليل سيكومامى» الذي حقق لهم الاستقلال التام والتوسع في حدود سلطنته في عام (1365م)، بفضل معاونة العرب الموجودين في هذه المنطقة، واتخذ من مدينة «ماسيو» التي تقع بين «بحيرة فترى» و«كانم» عاصمة له. ثم حارب مايات كانم وانتصر عليهم، وبذلك وقع إقليم «كانم» بأسره في قبضة «البلالة»، مما جعلهم يحكمون دولة واسعة تمتد من حدود «دارفور» الغربية وبلاد «النوبة» حتى شواطئ «بحيرة تشاد» الشرقية، واضطرت «الأسرة السيفية الماغومية» الحاكمة في «كانم» إلى الهرب إلى إقليم «برنو» الذي يقع في غرب «بحيرة تشاد». ولكن لم يلبث حكام «برنو» أن استعادوا قوتهم على يد الماى «على جاجى بن دونمه» الملقب بالغازى؛ نظرًا لغزوه إقليم «كانم»، ونشب بينه وبين «البلالة» صراع منذ عام (1472م) في محاولة لاسترداد «كانم» مرة أخرى، واستمر الصراع فترة طويلة انتهى بعقد اتفاقية سلام، اتفقا فيها على رسم الحدود بين «كانم» و«برنو». وعلى الرغم من ذلك وبمرور الوقت بدأ الضعف يدب في جسد سلطنة «البلالة»؛ بسبب الفتن والاضطرابات والحروب الأهلية، وظهور إمارات جديدة بدأت تُغِير على سلطنة «البلالة»، مثل سلطنة وداى التي تقع في الشمال الشرقى لدولة «البلالة»، وسلطنة «باجرمى» التي تقع في جنوبيِّها الغربى. وعلى الرغم من هذا الضعف فقد ظلت هذه السلطنة قائمة حتى بداية القرن العشرين؛ حيث سقطت في قبضة الاستعمار الفرنسى في عام (1900م)، ومع ذلك حكم بعض سلاطين «البلالة» تحت راية هذا الاستعمار، وظلوا كذلك حتى نالت البلاد استقلالها في عام (1960م) ودخلت بلاد «البلالة» ضمن حدود جمهورية «تشاد» الحديثة منذ ذلك التاريخ. وقد أدَّت «سلطنة البلالة» دورًا اقتصاديا وعلميا ودينيا مهما في تاريخ المنطقة ؛ إذ كانت نظرًا لموقعها بين «دارفور» و«النوبة» في الشرق، و«كانم» و«بحيرة تشاد» وماوراءها من بلاد «الهوسا» و«مالى» في الغرب، و«ليبيا» في الشمال - مركزًا مهما من مراكز التجارة التي تأتى من هذه البلدان مما انعكس أثره على مسيرتها التاريخية، ودَعْم اقتصادها، ورَبَط بينها وبين دول تقع خارج منطقة «بحيرة تشاد»، واتسعت تجارتها حتى وصلت إلى «مصر» وغيرها من البلدان، كما زادت محصولاتها الزراعية. أما الحياة العلمية: فقد تجلت في المدارس والعلماء والفقهاء والأشراف الذين كانوا يُعامَلُون بكلِّ تبجيلٍ واحترامٍ، كما ظهرت الطرق الصوفية وبخاصة «التيجانية» و«القادرية»، وكان لهذه الطرق أثر كبير في نشر الإسلام في هذه البلدان.
أما اللغات التي كانت منتشرة بين «البلالة»، فهي عديدة، فقد كانوا يتكلمون لغة «كوكا» وهي قبيلة كانت تسكن مملكة «جاوجا» - أحد أقاليم سلطنة البلالة - وكانوا يتكلمون أيضًا اللغة العربية التي كانت لغة العلم والتعليم ولغة الحكومة الرسمية والتجارة والمراسلات، حتى قضى الاستعمار الفرنسى عليها وعلى استخدام الحروف العربية في الكتابة وحَوَّلَها إلى الكتابة بالحروف اللاتينية، وإن كان كثير من الأهالى - حتى الآن - يحافظون على التحدث والكتابة باللغة العربية، ومعظمهم - أى نحو (85%) - يدينون بالإسلام.
وكانت مملكة كريم بورو قد امتدت في أوجها الى "سونغاي" في حوض النيجر غرباً، وإلى فزان في ليبيا شمالاً. ولكن مناطقها الغربية سقطت في يد "الفولاني"، من خلافة سوكوتو. ثم تداعت كريم بورو نهائياً لتسقط على يد رابح الزبير، العام ٣٩٨١م.
وبعيداً عن كريم بورو الى الشرق، أسس "الطنجور" مملكة ودّاي في القرن السادس عشر، وسنورد ذكرهم عندما نتحدث عن الطنجور فيما بعد. وكانت وداي تدفع الجزية لمملكة كريم بورو ومملكة دارفور الأقوى منها، حتى تغير الحال بها وقويت وابتلعت المملكتين، كما سنفصله لاحقاً.
وفي العام ٥٣٨١م، استغلت مملكة دارفور الاضطرابات الداخلية في وداي، وقامت بغزوها، ولكنها سقطت بيد رابح الزبير عام ٠٩٨١م.
أما مملكة البجيرمي فقد كانت تقع جنوب شرق بورو، ولكنها لاتهمنا في حديثنا عن دارفور. وفي القرن التاسع عشر، قام رابح الزبير بإنشاء امبراطورية تشمل كامل وسط القارة الأفريقية. فبين عامي ٠٨٨١ و٠٩٨١م، هزم وضم ودّاي والبجيرمي، و"أداماوا" في الكاميرون الحالية، وبورو، وغالبية جمهورية أفريقيا الوسطى الحالية. وكانت عاصمته "ديكوا" جنوب بحيرة تشاد.
الغزو والاستعمار الأوروبي
- مقالة مفصلة: تشاد المستعمرة
في العام ٠٠٩١، اتفق البريطانيون والفرنسيون على اقتسام امبراطورية رابح الزبير، وهذا الاقتسام هو جذر مشكلة دارفور تماماً، كما كانت سايكس-بيكو جذر مشكلة فلسطين.
واجه الفرنسيون مقاومة شرسة من قبل رابح. وبعد مناوشات متعددة، وفي "معركة كوسيري" العام ٠٠٩١م، قُتل رابح الزبير على يد جيش فرنسي ضخم هزم قواته، لتقع المنطقة كلها تدريجياً تحت السيطرة الفرنسية. ففي العام ٠٠٩١م أصبحت تشاد جزءاً من أفريقيا الاستوائية الفرنسية. وبعد ذلك بعقد من الزمان، أقام الفرنسيون إدارة مدنية في جنوبي تشاد. ونظراً لعزلة تشاد الاقتصادية السياسية، وعدم أهميتها الاستراتيجية آنذاك، كانت معظم الوظائف في الإدارة المدنية تبقى شاغرة. وأصبحت تشاد منفى للموظفين الفرنسيين المغضوب عليهم. وقد فشل الفرنسيون في إخضاع الشمال التشادي الصحراوي، الذي بقي مستقلاً تقريباً بقيادة المجاهدين من آل السنوسي، على الرغم من أن المنطقة كانت من الناحية النظرية تتبع الحاكم العام في "برازافيل" حتى العام ٦٤٩١م.
وقد اعتمد الفرنسيون بشكل كبير على المجندين التشاديين لمحاربة الانتفاضات في مستعمراتهم الاستوائية، كما استخدموا التشاديين في أعمال السخرة لدعم جهودهم الاستعمارية. وعندما كان سكان القرى يهجرون قراهم فراراً من التجنيد أو السخرة، كان المتعاونون المحليون مع المستعمر يخطفون النساء والأطفال، ويصادرون الممتلكات المنقولة، لإجبار الرجال على العودة والخضوع. وكانت القوات الفرنسية تقوم بإحراق المنازل والمحاصيل، لإجبار الناس على الخضوع لمطالبها بتوفير القوى العاملة والمجندين.
ركز الفرنسيون جهودهم على الجنوب. وقد عمل عشرات الآلاف من التشاديين في تشييد خط السكة الحديدية من "پوان نوار" إلى برازافيل في جمهورية الكونغو الحالية. وتوفي أكثر من نصف العمال نتيجة لظروف العمل الشاقة وانعدام الرعاية.
قام الاستعمار الفرنسي بضرب وتشويه الاقتصاد التشادي بصورة فظيعة، فتجاهلوا التجارة الصحراوية التي دامت قروناً، ودمروها بالضرائب الباهظة، وقتموا بشق طريق للسيارات على ساحل الأطلنطي، وتم إجبار التجارة الصحراوية على التحول إليها، الأمر الذي أفقر السكان، وخاصة في شمال تشاد. كما فرضت فرنسا ضريبة على الروؤس عام ٠١٩١م، بحجة جعل المستعمرات مكتفية ذاتياً، وهي التي كانت بطبيعتها مكتفية ذايتاً قبل قدوم المستعمر. واستخدموا حاصلات الضرائب لدفع رواتب الإدارة الفرنسية، وبناء طرق المواصلات التي تخدم رجال الأعمال الفرنسيين. وقد أجبرت الضرائب الباهظة المزارعين في الجنوب على التحول الى زراعة المحاصيل النقدية، أو العمل في ملكيات الفرنسيين. وكانوا يجبرون عن بيع القطن الى مؤسسة فرنسية احتكارية بأسعار بخسة. وأدى الاعتماد القسري على زراعة القطن الى انتشار المجاعات في تشاد، كما دُمر النسيج الاجتماعي بإحلال علاقات السوق الفردية، محل المؤسسات المحلية التقليدية.
وقد تجاهل الفرنسيون الشمال التشادي، والممالك الساحلية. وأدت الأعباء التي ألقوها على السكان الى هروب جماعي بين الحين والآخر شرقاً نحو دارفور، التي أصبحت مختلطة سكانياً مع التشاديين من إثنيات وقبائل متعددة. وبذلك أسست فظائع الاستعمار الفرنسي للاضطرابات اللاحقة التي عانت وتعاني منها تشاد، ومعها دارفور، حتى يوم الناس هذا.
وكانت تجارة العبيد من أهم مصادر ثروة هذه الممالك الإسلامية التي عاشت صراعات دموية وحروب أدت إلى انهيارها في القرن التاسع عشر ثم سقوطها بيد الزعيم السوداني رابح الزبير بين عامي 1883-1893، وفي هذه الأثناء كان اقتسام إفريقية بين المستعمرين الأوربيين يدخل مراحله المتقدمة، واستطاعت إسقاط حكم رابح عام 1900.
الاستقلال (1940-60)
أعادت القوات الفرنسية سلالة كانمبو الحاكمة التقليدية في تشاد إلى السلطة، وأُدخلت البلاد في اتحاد أفريقيا الإستوائية الفرنسية عام 1910، لكن الاحتلال الفرنسي الكامل لتشاد تأخر حتى عام 1914، وتحولت إلى مستعمرة فرنسية منذ عام 1920، ثم مقاطعة ماوراء البحار عام 1946، وفي عام 1959، حُلّ الاتحاد المذكور، ومُنحت تشاد حكماً ذاتياً في مجموعة دول الكتلة الفرنسية، ثم استقلالاً ناجزاً عام 1960، وأصبحت جمهورية رئيسها فرانسوا طومبلباي. وفي عام 1965، قامت ثورة ضد النظام القائم بقيادة جبهة التحرير الوطنية التشادية والجبهة الوطنية التشادية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الحرب الأهلية 1979 - 1982
الشعب التشادي متمسك بتراثه وهويته، ويجعل العربية لغة رسمية في عهد السيادة الوطنية، واللغة العربية منتشرة بين سكان تشاد، والبالغ عددهم سبعة ملايين نسمة بنسبة 90% وينتشر الإسلام بنسبة 85%، وهذه النسب قابلة للزيادة والنقصان، بناء على الظروف والمعطيات المحيطة بالتعليم في تشاد.
عهد حبري (1982 - 1900)
- انظر: الصراع التشادي الليبي
الحرب في الشرق
المصادر
- ^ "Swarms at the Border: The Dead Heart of Africa". Guernica Magazine. 2006-07-10. Archived from the original on 2008-07-20.
- ^ أ ب ت ث Collier, John L., ed. (1990), "Historical Setting", Chad : A Country Study, Library of Congress Country Studies (2nd ed.), Washington, D.C.: Library of Congress, p. 13, ISBN 0-16-024770-5
- ^ أحمد صالح غالب الفقيه (2006-11-29). "تشاد ومشكلة دارفور: التاريخ والواقع والنزاع". الوحدوي نت.
- ^ S. Decalo, 53