شالة
الاسم البديل | Sala Colonia (اسم المستعمرة الرومانية) |
---|---|
المكان | الرباط، الرباط-سالا-القنيطرة، المغرب |
الإحداثيات | 34°00′24″N 06°49′13″W / 34.00667°N 6.82028°W |
النوع | مدفن |
التاريخ | |
هـُـجـِر | 1154 م |
شالة، هي عن موقع أثري يقع في مدينة الرباط بالمغرب، يرجع تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد، وتقع على الضفة الجنوبية لنهر أبي رقراق.[1]
نجحت الحفريات منذ أكثر من نصف قرن في الكشف عن بعض ملامح هذه المدينة الأثرية العريقة، فيما ظل جزء هام من معالم المدينة وأسرارها مطمورًا تحت الأرض، وفي حاجة للمزيد من البحث والتنقيب.
يقول الباحثون أن مدينة شالة كانت عبارة عن مركز تجاري هام، شيدت أجزاء مهمة منها خلال القرون الأولى للميلاد، على منوال المدن الرومانية القديمة، إلا أن المعلومات التاريخية عن هذا الموقع تبقى محدودة، وذلك بسبب انحسار الأبحاث وتوقف الحفريات، ما يجعل جزءًا رئيسيًا من تاريخ المنطقة وخصائصها مجهولاً لدى الدارسين.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التسمية
تفيد الرواية التاريخية بأن مدينة شالة كانت تدعى فيما مضى "سلا" وتعني في اللغة الآرامية والفينيقية القديمة "الكثرة" وذلك نسبة إلى الحركة التجارية والحضرية النشيطة التي كانت تمتاز بها هذه المدينة.[3]
التاريخ
التاريخ القديم
ورد ذكر موقع شالة عند المؤرخين القدامى كمدينة صغيرة تقع على نهر يحمل اسم "سلا " والذي يطلق عليه حاليا اسم واد أبي رقراق. وفي العهد الإسلامي ، أصبحت هذه التسمية مقتصرة على المدينة الحديثة الواقعة على الضفة اليمنى للوادي أما الموقع فبدأ يحمل اسم شالة.
الفترة الرومانية
يرجع تاريخ "شالة" إلى القرن السابع أوالسادس قبل الميلاد.
كانت شالة مميزة عن سائر المدن الرومانية التي أقيمت في المغرب إبان التواجد الروماني، حيث كان سكانها ينتمون إلى طبقة النبلاء وأصحاب الثروة، وذلك نظرًا لاشتغالهم بالتجارة البحرية، ومما يدلل على هذا الغني الذي تمتع به أهل المدينة طبيعة مواد البناء التي تم اختيارها لإقامة أجزاء واسعة من المدينة، حيث تم استيراد قطع من الرخام الخاص من بعض البلدان المتوسطية، لاستخدامه كبلاط أرضي أو لتزين أعمدة وأقواس المدينة وحماماتها، التي تمتاز بنقوش وزخارف فريدة .
ويبدو أن المدينة قد ازدهرت تحت حكم الملوك الموريين خاصة خلال عهدي الملكين يوبا وابنه بطليموس، حيث جهزت بعدة بنايات عمومية جسد جلها التأثير الهليني والروماني ، وكما سكت نقودا تحمل اسمها. ابتداء من سنة 40 م شهدت المدينة تحولا جديدا تحت الحكم الروماني، حيث تميزت بتغيير في مكوناتها الحضرية بإنشاء الساحة العمومية والحمامات والمعبد الرئيسي وتحصينها بحائط متواصل امتد من الساحل الأطلسي إلى حدود وادي عكراش. وفي سنة 144م أحيطت المدينة بسور دفاعي، لتبقى خاضعة للاحتلال الروماني حتى أواخر القرن الرابع أو بداية القرن الخامس الميلادي.
مازالت حدود المدينة القديمة غير معروفة، إذ لم يتم الكشف لحد الآن إلا عن الحي العمومي. هذا الأخير ينتظم بجانبي شارع رئيسي) الديكومانوس ماكسموس (مرصف ينتهي في جهته الشرقية بالساحة العمومية (الفوروم). أما بشمال غرب الساحة، فيتواجد معبد مكون من خمس مقصورات تبرز التأثيرالمعماري الموري.وقد كشفت الحفريات جنوب الديكومانوس عن حوض الحوريات ومخازن عمومية وحمامات. أما بشماله فقد ظهرت بقايا المعبد الرسمي (الكابتول) وهو بناية ضخمة بني جزء منها فوق صف من الدكاكين المقببة، فتعلو بذلك فضاءا واسعا يضم كلا من قوس النصر ودار العدالة التي لم يتبق منها إلا أجزاء من الواجهة الرئيسية.
الفترة الإسلامية
بقيت شالة مهجورة منذ القرن الخامس حتى القرن العاشر الميلادي حيث تحول الموقع إلى رباط يتجمع فيه المجاهدون لمواجهة قبيلة برغواطة لكن هذه المرحلة التاريخية تبقى غامضة إلى أن اتخذ السلطان المريني أبو يوسف يعقوب سنة 1284م من الموقع مقبرة لدفن ملوك وأعيان بني مرين حيث شيد النواة الأولى لمجمع ضم مسجدا ودارا للوضوء وقبة دفنت بها زوجته أم العز.
حضيت شالة على عهد السلطان أبي الحسن باهتمام بالغ. أما ابنه السلطان أبو عنان فقد أتم المشروع، فبنى المدرسة شمال المسجد والحمام والنزالة وزين أضرحة أجداده بقبب مزخرفة تعتبر نموذجا حيا للفن المعماري المتميز لدولة بني مرين. تراجعت شالة مباشرة بعد قرار المرينيين بإعادة فتح مقبرة القلة بفاس، فأهملت بناياتها، بل وتعرضت في بداية القرن الخامس عشر الميلادي للنهب والتدمير لتحتفظ بقدسيتها العريقة وتعيش بفضل ذكريات تاريخها القديم على هامش مدينة رباط الفتح ، وتصبح تدريجيا مقبرة ومحجا لساكنة المنطقة، بل معلمة تاريخية متميزة تجتذب الأنظار.
في القرن الرابع عشر الميلادي (1339) أحيط الموقع بسور خماسي الأضلاع مدعم بعشرين برجا مربعا وثلاث بوابات أكبرها وأجملها زخرفة وعمارة الباب الرئيسي للموقع المقابل للسور الموحدي لرباط الفتح. أما داخل الموقع فقد تم تشييد أربع مجموعات معمارية مستقلة ومتكاملة تجسد كلها عظمة ومكانة مقبرة شالة على العهد المريني.
ففي الزاوية الغربية للموقع ترتفع بقايا النزالة التي كانت تأوي الحجاج والزوار وفي الجزء السفلي تنتصب بقايا المقبرة المرينية المعروفة بالخلوة، والتي تضم مسجدا ومجموعة من القبب أهمها قبة السلطان أبي الحسن وزوجته شمس الضحى، والمدرسة التي تبقى منارتها المكسوة بزخرفة هندسية متشابكة ومتكاملة وزليجها المتقن الصنع نموذجا أصيلا للعمارة المغربية في القرن الرابع العاشر.
في الجهة الجنوبية الشرقية للموقع يوجد الحمام المتميز بقببه النصف دائرية، التي تحتضن أربع قاعات متوازية: الأولى لخلع الملابس والثانية باردة والثالثة دافئة و الرابعة اكثر سخونة.
أما حوض النون، فيقع في الجهة الجنوبية الغربية للخلوة وقد كان في الأصل قاعة للوضوء لمسجد أبي يوسف، وقد نسجت حوله الذاكرة الشعبية خرافات وأساطير جعلت منه مزارا لفئة عريضة من ساكنة الرباط ونواحيها. مأخود من موقع وزارة الثقافة المغربية.
السياحية
يُعد موقع شالة الأثري مزارًا سياحيًا هامًا يتوافد عليه العشرات من السياح الأجانب والمغاربة يوميًا، مع ذلك نجد أنه يرتبط في الذاكرة الشعبية المغربية بعدد من الأساطير والخرافات، جعلت منه مكانًا مقدسًا يأوي أضرحة الشرفاء والأولياء، ومزارًا تقصده البعض من النساء طلبًا لقضاء ما استصعب عليهن من حوائج، حيث إن النساء فيما مضى كن يقصدن حوضا يسمى حوض نون (لوجود أسماك النون به) كان يخصص للوضوء، ملحقا بالمسجد الذي أقامه المرينيون، ويقال حسب الاعتقاد الشعبي أن "جنية" تسكنه وأن إطعام الأسماك ورمي القطع النقدية ستساعدهن على تحقيق أمانيهن، كما كانت تقام بالمدينة مواسم صوفية حول بعض الأضرحة التي دفن بها بعض العلماء المغاربة منذ قرون، إلا أن هذه العادات والتقاليد قد اختفت منذ سنوات.[4]
ما زال بإمكان الزائر لموقع شالة أن يشاهد بعضًا من أطلال المدينة القديمة، مثل: مطحنة كانت تستخدم لصناعة زيت الزيتون، وآثار الحي التجاري من أقبية وأكشاك، إضافة الى الأعمدة وقوس النصر والألواح الرومانية، ناهيك عن بقايا التماثيل التي ما زالت ظاهرة عليها بعض الكتابات باللاتينية. وعرف الحي العمومي بالمدينة مجموعة من البنايات كالمعبد الرئيسي (الكابيتول)، والساحة العمومية (الفوروم) والحمامات والبازيلكا وقاعة المجلس البلدي.[5]
قاعة الموسيقى
موقع التراث العالمي
انظر أيضاً
معرض الصور
الهوامش
المصادر
- ^ "شالة". ويكيبيديا. 2019-10-16. Retrieved 2019-10-16.
- ^ [موقع "شالة الأثري".. ذاكرة تاريخية لم تكشف بعد جميع أسرارها "الثقب الأسود: أول صورة للظاهرة الكونية "تكشف دقة خيال هوليوود""]. هسبريس. 2019-10-16. Retrieved 2019-10-16.
{{cite web}}
: Check|url=
value (help) - ^ "الثقب الأسود: أول صورة للظاهرة الكونية "تكشف دقة خيال هوليوود"". هسپرس. 2014-04-16. Retrieved 2019-10-16.
- ^ "موقع شالة الأثري تاريخ مغربي مطمور". مغرس. 2014-05-04. Retrieved 2019-10-16.
- ^ "الثقب الأسود: أول صورة للظاهرة الكونية "تكشف دقة خيال هوليوود"". هسبريس. 2019-10-16. Retrieved 2019-10-16.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المراجع
- Ghaki, Mansour (2015), "Toponymie et Onomastique Libyques: L'Apport de l'Écriture Punique/Néopunique", in Anna Maria di Tolla, La Lingua nella Vita e la Vita della Lingua: Itinerari e Percorsi degli Studi Berberi, Studi Africanistici: Quaderni di Studi Berberi e Libico-Berberi, No. 4, Naples: Unior, ISBN 978-88-6719-125-3, ISSN 2283-5636. (بالفرنسية)
- Head, Barclay; G.F. Hill; George MacDonald; W. Wroth (1911), "Mauretania", in Ed Snible, Historia Numorum (2nd ed.), Oxford: Clarendon Press, http://snible.org/coins/hn/numidia.html.