الهجرة الأفريقية إلى أوروپا
الهجرة الأفريقية إلى أوروپا سواء كانت للمهاجرين المولودين في أفريقيا أو لمن هم من أصول أفريقية لكنهم يعيشون في أوروپا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
وُلد الامبراطور الروماني سپتيميوس سڤروس في شمال أفريقيا، فيما يعرف حالياً بدولة ليبيا. انتقل سكان شمال أفريقيا إلى بريطانيا أثناء الحكم الروماني.[1][2]
بعض الرجال البريطانيين البيض من المجموعة الفردانية y لهم أصول من أفريقيا جنوب الصحراء.[3][4][5][6][7]
تدفقات الهجرة
منذ الستينيات، كانت المغرب، الجزائر وتونس هي البلدان الرئيسية للهجرة من أفريقيا إلى أوروپا، مما أسفر مع نهاية القرن 20 عن جاليات ضخمة من أصول ترجع لهذه البلدان. في الفترة التالية لأزمة النفط 1973، شددت الدول الأوروپة من قيود الهجرة. لم يؤدي ذلك غلى انخفاض أعداد المهاجرين من شمال أفريقيا لكنه شجع على الإقامة الدائمة للمهاجرين المؤقتين السابقين وإلتحاق عائلتهم بهم. كان معظم هؤلاء المهاجرين من بلاد المغرب العربي إلى فرنسا، هولندا، بلجيكا و[[ألمانياي]. منذ النصف الثاني للثمانينيات، توسعت وجهات المهاجرين المغاربة لتشمل إسپانيا وإيطاليا، نتيجة لزيادة الطلب على العمارة ذات المهارات المنخفضة في تلك البلدان.[8]
في أوائل التسعينيات، فرضت إسپانيا وإيطاليا على المهاجرين من بلاد المغرب العربي الحصول على تأشيرات سفر، ونتيجة لذلك زادت أعداد المهاجرين الغير نظاميين عن طريق البحر المتوسط. منذ عام 2000، زاد عدد البلدان التي يتدفق منها المهاجرين الغير نظاميين لتشمل دول أفريقيا جنوب الصحراء.[8]
أثناء 2002-2005، قُدرت الأعداد السنوية للمهاجرين من أفريقيا بحوالي 440.00 شخص معظمهم إلى أوروپا.[9] حسب هاين دى هاس، مدير المعهد الدولي للهجرة في جامعة أكسفورد، فإن الإفصاح العام عن الهجرة الأفريقية إلى أوروپا يصور الظاهرة بعملية "الخروج"، والتي تتألف في معظمها من المهاجرين الغير نظاميين، بسبب النزاعات أو الفقر. انتقد هذا التصوير، زاعماً أن المهاجرين الغير نظاميين عادة ما يكونوا حاصلين على مقدار جيد من التعليم وقادرين على توفير نفقات الرحلة المكلفة إلى أوروپا. الهجرة من أفريقيا إلى أوروپا، كما يزعم، "يغذيها الطلب الهيكلي على العمالة المهاجرة الرخيصة في القطاعات غير الرسمية. "يهاجر معظمهم بمبادرتهم الخاصة، بدلاً من أن يكونوا ضحايا للمتاجرين. وعلاوة على ذلك، يزعم أنه في حين أن وسائل الإعلام والمفاهيم الشعبية ترى المهاجرين الغير نظاميين الذين يصلون في الغالب عن طريق البحر، معظمهم يحصل في الواقع على تأشيرات سياحية أو يحمل وثائق مزيفة، أو يدخلون عن طريق سبتة ومليلة الإسپناتين". وأضاف أن "معظم المهاجرين الأفارقة الغير نظاميين "يدخلون" أوروپا بطريقة غير شرعية ويتجاوزون بعد ذلك مدة تأشيراتهم"[8] وبالمثل، يقول خبير الهجرة ستيفن كاسيلز إنه "على الرغم من هستيريا وسائل الإعلام حول نمو الهجرة الأفريقية إلى أوروپا، تبدو الأرقام الفعلية صغيرة جداً - على الرغم من وجود قصور كبير في دقة البيانات."[10]
حسب منظومة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن الهجرة من البلدان الأفريقية إلى البلدان الأكثر تطوراً تعتبر صغيرة مقارنة بالهجرة لبقية أنحاء العالم. أفادت بي بي سي في 2007 أن المنظمة الدولية للهجرة تقدر بأن هناك 4.6 ملوين مهاجر أفريقي يعيشون في أوروپا، لكن معهد سياسة الهجرة يقدر أن هناك ما بين 7 و8 مليون مهاجر غير نظامي من أفريقيا يعيشون في الاتحاد الأوروپي.[11]
الهجرة بلا وثائق
Undocumented migration from Africa to Europe is significant. Many people from less developed African countries embark on the dangerous journey for Europe, in hopes of a better life. In parts of Africa, particularly North Africa (Morocco, Mauritania, and Libya), trafficking immigrants to Europe has become more lucrative than drug trafficking. Undocumented migration to Europe often occurs by boat via the Mediterranean Sea, or in some cases by land at the Spanish Enclaves of Ceuta and Melilla, and has made international headlines. Many migrants risk serious injury or death during their journey to Europe and most of those whose asylum requests were unsuccessful are deported back to Africa.[12][13] Libya is the major departure point for illegal migrants setting off for Europe.[14][15] However, undocumented African migrants in Europe have not necessarity entered Europe through unauthorized ways. Many of them, have entered with valid visas which they have overstayed. Faced with increased exclusion by European migration policies, many African migrants are left with no option than to enter and reside illegally. As Apostolos Andrikopoulos wrote, in this context of increased hostility and legal exclusion, many African migrants "turn to kinship in search of security, stability, and predictability".[16] Kinship and social relations provide support to unauthorized migrants to deal with the precarity of their legal status.
Between October 2013 and October 2014, the Italian government ran Operation Mare Nostrum, a naval and air operation intended to reduce unauthorized migration to Europe and the incidence of migratory ship wreckages off the coast of Lampedusa. The Italian government ceased the operation as it was judged to be unsustainable, involving a large proportion of the Italian navy. The operation was replaced by a more limited joint EU border protection operation, named Operation Triton managed by the EU border agency, Frontex. Some other European governments, including Britain's, argued that the operations such as Mare Nostrum and Triton serve to provide an "unintended pull factor" encouraging further migration.[17][18]
In 2014, 170,100 illegal migrants were recorded arriving in Italy by sea (an increase from 42,925 arrivals recorded in 2013), 141,484 of them leaving from Libya.[19] Most of them came from Syria, the Horn of Africa and West Africa.[20][21]
The issue returned to international headlines with a series of migrant shipwrecks, part of the 2015 Mediterranean migration crisis. The International Organization for Migration (IOM) estimates suggest that between the start of 2015 and the middle of April, 21,000 migrants had reached the Italian coast and 900 migrants had died in the Mediterranean.[22] Critics of European policy towards illegal migration in the Mediterranean argue that the cancellation of Operation Mare Nostrum failed to deter migrants and that its replacement with Triton "created the conditions for the higher death toll".[23]
In September 2023, over 120 boats, carrying roughly 7,000 migrants from Africa—more than the total population of Lampedusa—arrived on the island within the span of 24 hours.[24]
سياسات الهجرة الأوروپية
الديموغرافيا
البلد | أعداد الأفارقة | المراكز السكانية | الوصف |
---|---|---|---|
فرنسا | 3.5–8 مليون تقريباً (2014)[25][26] | پاريس، ليون، تولوز، بوردو، مارسيليا، نان، ليل، مونپليه | يشمل ذلك أي شخص وُلد في أفريقيا وأحد والديه على الأقل من تلك القارة. معظم هؤلاء مرتبطين بالمستعمرات الفرنسية السابقة. حسب INSEE، هناك 4.6 مليون شخص وُلدوا في شمال أفريقيا أو من أصول شمال أفريقية، وخاصة من الجزائر، المغرب، تونس. هناك الكثير من المهاجرين القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء، وخاصة من السنغال، [[مالي]، ساحل العاج، الكاميرون، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية الكونغو. |
المملكة المتحدة | 1.387 مليون (2016)[27] | لندن، برمنگهام، مانشستر، ليدز، شفلد، بريستول، نوتنتگهام، نيوكاسل أپون تاين | تقديرات 2016 ONS أن أعداد السكان الذين وُلدوا في أفريقيا جنوب الصحراء وشمال أفريقيا؛ بما يشمل المولديون الأجانب. معظمهم مرتبطين بالمستعمرات البريطانية السابقة في أفريقيا. |
إسپانيا | 1.045.120 (2016)[28] | برشلونة، مدريد، ملقة، پالما، إشبيلية، بلنسية | معظمهم من المغرب، السنغال، الجزائر، نيجريا، الرأس الأخضر، وغينيا الإستوائية، المستعمرة الإسپانية السابقة. يشمل ذلك الكثير من العمالة القادمة بعقود. أنظر إسپان-أفارقة. |
إيطاليا | 1.036.653 - 1.096.089 (2017)[29] | روما، ميلانو، پالرمو، برسكيا، بولونيا، ليس، فلورنسا، فـِرارا، كوديگورو | معظمهم من بلدان شمال أفريقية مثل المغرب، تونس، مصر والجزائر، لكن هناك أعداد من غرب أفريقيا أيضاً (النيجر، السنغال، مالي، ساحل العاج، بوركينا فاسو، وغانا) والمستعمرات الإيطالية السابقة (إرتريا، الصومال). يتضمن ذلك مهاجرين غير نظاميين قاديمن من معابر على البحر المتوسط منذ التسعينيات. انظر أيضاً: المهاجرين الأفارقة إلى إيطاليا. |
بلجيكا | 550.000–600.000 (2015) | بروكسل، ليگ، أنتوِرپ، شارلروا | Most have roots in the former Belgian Congo and other French-speaking African countries. Mostly from Morocco, Rwanda, Democratic Republic of the Congo, Senegal, Ghana, Nigeria, Angola, and Cameroon See also: Afro-Belgian |
ألمانيا | 510.535 (2016)[30] | برلين، هامبورگ، فرانكفورت، كولونيا | Mainly from Ghana, Nigeria, Eritrea, Somalia, Senegal, Cameroon, the Maghreb countries and Ethiopia. Includes students, workers, and other skilled and unskilled legal immigrants as well as some asylum seekers and irregular migrants. See also: Afro-Germans |
البرتغال | 700.000 [31] | منطقة لشبونة الكبرى، الغرب | Mostly from former Portuguese colonies in Africa, particularly Cape Verde, Angola, Guinea-Bissau, and São Tomé (see Afro-Brazilian). 47% of foreign legal residents in 2001 were originally from an African country.[32] |
تركيا | "على الأقل 50.000 مهاجر أفريقي"[33] | Istanbul, İzmir, Muğla, Ankara, Antalya | Mainly nationals from Cameroon, Libya, Algeria, Somalia, Niger, Nigeria, Kenya, Sudan, Egypt and Ethiopia. See also: Afro Turks |
سويسرا | 93.800 (2015)[34] | Geneva, Basel, Vevey, Berne, Fribourg, Lausanne | Mainly nationals of Algeria, Eritrea, Democratic Republic of the Congo, Cameroon and Angola (excluding people of African ancestry from other parts of the world: Dominican Republic, Brazil, الولايات المتحدة, Cuba etc.). See also: African immigrants to Switzerland |
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إحصائيات
مقدمو طلب اللجوء إلى أوروپا من أفريقيا جنوب الصحراء، بالآلاف.[35] | |
---|---|
2010 | 58 000 |
2011 | 84 000 |
2012 | 74 000 |
2013 | 91 000 |
2014 | 139 000 |
2015 | 164 000 |
2016 | 196 000 |
2017 | 168 000 |
الاتحاد الأوروپي، سويسرا والنرويج[35] | |
---|---|
النيجر | 390 000 |
جنوب أفريقيا | 310 000 |
الصومال | 300 000 |
السنغال | 270 000 |
غانا | 250 000 |
أنگولا | 220 000 |
كنيا | 180 000 |
الكونغو الديمقراطية | 150 000 |
الكاميرون | 150 000 |
ساحل العاج | 140 000 |
مقترحات لوقف الهجرة الأفريقية
المدن المستأجرة
- مقالة مفصلة: المدن المستأجرة
اقترح گنتر نوكي، المفوضي الألماني لأفريقيا والممثل الشخصي للمستشارة الألماني لأفريقيا أنگلا مركل على أفريقيا أن تمنح أوروپا فرصةً ثانية لإدارة القارَّة، وتضييق الخناق عليها مرَّة أخرى– بينما لا تزال ناميبيا تنتظر اعتذارًا رسميًّا من ألمانيا نفسها لجرائمها البشعة في حقِّ شعب تلك الدولة الواقعة بأفريقيا الجنوبية.[36]
ففي مقابلة مع بي بي سي، قدَّم نوكي فكرة أنه يجب على الحكومات الأفريقية أن تُؤَجِّر أراضيها للدول الأوروپية أو هيئة أجنبية مثل البنك الدولي لإنشاء مُدُنٍ مستقلَّة من شأنها أن تُوفِّر خدمات ذات جودة عالية، وخَلْق فُرَص عمل، وذلك لتعزيز التنمية التي من شأنها تثبيط الأعداد الكبيرة من المهاجرين من أفريقيا الذين يبحثون عن ملجأ وفرصة اقتصاديَّة في أوروپا.[37]
وهذه الفكرة تعني أن البلدان الأفريقية ليس فقط ستؤجِّر أراضيها إلى هيئة أجنبية، بل ستسمح للقُوَى الأوروپية "بالتنمية الحرَّة (في هذه الأراضي الأفريقية) لمدة 50 سنة"؛ بحسب ما قاله نوكي.
وإذ كان من السهل لمن قرأ تاريخ الإستعماريين الأوروپيين في الدول الأفريقية -وكيف جاؤوا بعباءة "الاستكشاف" و"التبشير" و"التجارة"– أن يربط بين اقتراح هذا المسؤول الألماني والاستعمار؛ إلا أنها فكرة وَجَدتْ طريقها منذ سنوات ماضية على أيدي بعض الاقتصاديين الأوروپيين.
فقد طوَّر پول رومر -الاقتصادي الأمريكي الحائز على جائزة نوبل- هذه الفكرة قبل عقد من الزمن؛ حيث قال في خطاب له عام 2009: "إن على الدول النامية أن تفكِّر في التنازل عن جزء من أراضيها للدول الأجنبية التي ستبني ما أسماه المدن المستأجرة (charter cities) من البداية حتى النهاية[38].
وفي رأي پول رومر، ستعمل هذه المدن بموجب مجموعة قوانين بشكل منفصل عن الدولة المضيفة لها. ما يعني أنها مدينة أجنبية داخل الدولة النامية المضيفة، أو محاولة استعمار جديد.
ويدافع رومر عن فكرته قائلاً: "لماذا يختلف هذا (النموذج) عن الاستعمار؟ (لأنَّ) الشيء الذي كان سيِّئًا عن الاستعمار، والشيء الذي كان سيِّئًا جدًّا في بعض برامج مساعداتنا (الأجنبية)، هو أنه ينطوي على عناصر من الإكراه والتهوُّر. كلُّ ما في هذا النموذج هو عن الخيارات، سواء للقادة وللشعب الذي سيعيش في هذه الأماكن الجديدة. والخيار هو الترياق للإكراه والتهوّر".
إذن, ما يدعو إليه پول رومر ومؤيدو نموذجه في أوروبا؛ هو أن تَقبل قادة وشعوب الدول النامية بنمط جديد من الاستعمار؛ "الاستعمار الطوعي". ومثل هذا الاستعمار -في وجهة نظر پول رومر– غير ضارّ؛ لأنّ أوروبا والهيئة الأجنبية لن تجبر الدول النامية على تنفيذه.
وكردود أفعال متوقعة، تعرضتْ فكرة رومر لانتقادات المفكِّرين والكُتَّاب المتشككين في جدواها، وما تفوح منها من رائحة الاستعمار. "إنَّ بول مبدعٌ للغاية"؛ هكذا قال "ويليام إيسترلي" - الاقتصادي في مجال التنمية بجامعة نيويورك، "وأحيانًا بإمكان الإبداع أن يتخطَّى الحدود إلى الجنون".
وفي المقابل، نالت هذه الفكرة قبولاً واستحسانًا لدى آخرين حتى في أفريقيا -مثل الأكاديميَّة الكينية كارول موسيوكا- الأكاديمية بكلية ستراثمور للأعمال والتي تُعَدُّ واحدة من أفضل الجامعات في كينيا؛ إذ وصفتْ الفكرة في مقابلة مع بي بي سي بأنها "رائعة"، وأنها ستؤيدها إذا كانت "محاولة حقيقية" لضمان استفادة الأفريقيين، وليست لاستفادة القوى الأجنبية.
ولم يكن موقف الأكاديمية الكينية غريبًا؛ لأنّ فكرة بناء "المُدن المستأجرة" بدأتْ تكسب دفعة عند الشباب الأفريقيين الذين يخاطرون بحياتهم للوصول إلى أوروبا لتحسين أوضاعهم المعيشية، ولسان حالهم يقول كما قالت "موسيوكا بأنها ستقبل "الاستعمار الطوعي"؛ بسبب فشل الحكومات الأفريقية في توفير حياة أفضل لشعوبها.. وهذا سيعني -في حال تحقيقها– وَأْد أحلام وآمال الآباء المؤسِّسين لأفريقيا المستقلة والمناضلين لتحرير دولها.
لقد أكَّد پول رومر على أنه أثناء مناقشة نموذجه مع الحكومات في البلدان النامية، وجد الكثير منهم متقبّلين للفكرة. وقد أبدت إحدى الدول الأفريقية التي تعاني من قلة الاستثمارات الأجنبية استعدادها لتطبيقها؛ وهي جزيرة مدغشقر الواقعة قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لأفريقيا[39].
وفي عام 2008، أعرب رئيس مدغشقر في ذلك الوقت مارك رافالومانانا، عن اهتمامه بتنفيذ النموذج في جزيرة في المحيط الهندي عقب اجتماع مع "رومر". وكانت الخطة أن تُبنَى مدينتان من قبيل "المدن المستأجرة"؛ حيث يمكن للسكان المحليين والمهاجرين من الدول المجاورة العيش والعمل فيها.
ولتعزيز الاستثمار في الزراعة، كانت حكومة الرئيس الملغاشي مستعدَّة لإيجار قطعة أرض -تساوي مساحتها ولاية كنتيكت الأمريكية- لشركة دايو الكورية الجنوبية لمدة 99 عامًا. بينما اعتزمت الحكومة دعوة جارتها الصغيرة في المحيط الهندي –وهي موريشيوس- لإدارة منطقة لتجهيز الصادرات في أراضي مدغشقر؛ وذلك لتعزيز الاستثمار في الصناعات التصديرية.
غير أنّ المعارضين لحكومة رافالومانانا لم يستسيغوا كل هذه الخطط والمحاولات, واتهموه بعدَّة اتهامات من بينها الخيانة للدولة، ونظَّمُوا ضدَّه احتجاجات أدَّت إلى إسقاط الفكرة، وساعدتْ في سقوط الرئيس مارك رافالومانانا في عام 2009؛ حيث قدَّم استقالته تحت ضغط من المؤسسة العسكرية والأطراف السياسية.
يُذكر أيضًا أنَّ بورفيريو لوبو سوسا -الرئيس السابق لجمهورية هندوراس الواقعة في أمريكا الوسطى-، أعرب عن دعمه للفكرة؛ حيث قال في عام 2011: إن "المدن المستأجرة" ستُحَسِّن حياة الهندوراسيين؛ من خلال توفير وظائف تنافسية، وتحسين الصحة والتعليم، ونظام قانوني وأمني "من الدرجة الأولى". لكنَّ سوسا فشل في تنفيذها؛ في أعقاب ردّ فعل عنيف من المنتقدين المعارضين لأنْ تفقد بلادهم السيطرة على أراضيها.
إن المقارنة بين نسبة المؤيدين لفكرة "المدن المستأجرة" و"الاستعمار الطوعي" والمعارضين لها تؤكد على أن مقاوتها لا تزال قوية -خاصة وأن هناك الكثير ممن يعتقدون أن الفكرة والأفكار المماثلة لها- على فرض قابليتها للتطبيق- لن تفيد سوى الأغنياء، وأنها ستخلق مجتمعات ذات أبواب موسعة، يكون العيش فيها تحت قواعد منفصلة عن بقية البلاد[40].
ويرى الوزير الألماني نوكي الذي قدَّم الفكرة كحلٍّ للهجرة في أفريقيا أنّ هذه المدن ستكون كقواعد اقتصادية توفِّر التعليم للشباب الأفريقيين؛ لأنّ "الفكرة الأساسية هي أن هذه المدن الحرَّة ستخلق النمو والازدهار"؛ على حدّ قوله.
لكنّ كين أوبالو من جامعة جورجتاون في الولايات المتحدة يحذِّر من الفكرة؛ لأنّ "خلق اقتصاد مُحاصَر سيكون فكرة مجنونة". كما أنّ مثل هذه المدن ستؤدي إلى هجرة داخلية، ولن تفيد الاقتصاد الكلي للدولة المضيفة أو تَحُدّ من المشاكل العديدة التي تواجهها الدول الأفريقية.
تتعارض تمامًا خطة التنمية للاتحاد الأفريقي التي أطلق عليها "أجندة 2063" مع اقتراح گنتر نوكي بإنشاء "المدن الأجنبية" في أفريقيا[41]؛ بل انتقدتْ ليزلي ريتشر - مديرة الاتصالات بالاتحاد الأفريقي – هذا الاقتراح قائلة: إنه "استجابة كسولٌ" على المخاوف بشأن الهجرة، و"تُوحي بأنّ أفريقيا بحاجة للتخلي عن السيادة والانضمام إلى "الإدارة" التي تقوم بها المنظمات الدولية"[42].
أما نوكي صاحب الاقتراح؛ فهو عازم على مواصلة الترويج لاقتراحه كحلِّ أوروبا لأزمة الهجرة من أفريقيا؛ إذ أوضح أنه "يجب إعداده بطريقة يمكن من خلالها تجنُّب أيّ صراع" بين الحكومات الأوروبية والحكومات الأفريقية.
ومع ذلك، فإنّ كل التوقعات تدعم الجزم بأنَّ الاقتراح أو ما شابهه لن يجد قبولاً أمام الاتحاد الأفريقي. "أتصور أن يقود نموذج نُمُوّنا الأفريقي الخاص معجزةً أفريقية"؛ هكذا قال رايلا أودينگا -مبعوث الاتحاد الأفريقي لتطوير البنية التحتية-، وأضاف "النمو الاقتصادي المرتفع في القارة ستقوده الوحدة الأفريقية والتكامل السياسي والاقتصادي".
هذا، وتثير كل الفقرات السابقة، وخصوصًا فيما يتعلق باقتراح "مدن أجنبية" داخل أفريقيا عدة تساؤلات، منها:
- هل أفريقيا وحدها تعاني تحديات في الحكم، أم أنَّ أوروبا -بل العالم بأَسْره– تواجه التحديات وخاصة في ظل تصاعد التيارات اليمينية المتطرِّفة والعنصرية في أوروبا؟
- من الذي يدعم الحكومات الفاسدة ويتدخل في إدارة الشؤون الداخلية والسياسات الوطنية في عدد من الدول الأفريقية؟
- كيف عن الشركات العالمية متعدِّدة الجنسيات التي لا تخضع لقوانين الدول الأفريقية؛ حيث تقوم بعملها بسبب نفوذها المالي وضغطها السياسي، وتبذل دائمًا قصارى جهدها للتهرب من دفع مستحقاتها وضرائبها للحكومات الأفريقية– وهي أموال قد تُعزِّز التنمية المحلية؟
وبعبارة أخرى؛ أشارت لجنة رفيعة المستوى كوَّنتها "اللجنة الاقتصادية لأفريقيا"، إلى أنَّ تدفقات رأس المال غير المشروعة من القارَّة تصل حوالي 50 مليار دولار سنويًّا[43].. أَوَلَيس من الأفضل أن تقوم أوروبا ومسؤولوها بسلسلة حملات تصعيدية لمعالجة هذه المعضلة التي تشمل شركاتها؟
- وهل يكفي فشل بعض الحكومات الأفريقية، ومزاعم الفساد والهجرة كعذر لقبول فكرة "الاستعمار الطوعي"، أو كحجة لتقديم المسؤول الأوروبي فكرة بناء "مدن أوروبية" داخل أراضي القارة؟
يجيب كين أوبالو على السؤال الأخير قائلاً: "على الرغم من الفوضى أو الفساد، سيكون من الأفضل (بحث الحلّ)، والعمل من خلال مؤسَّسَات الدول الأفريقية"؛ لأنَّ أفضل طريقة لمساعدة القارة هي الاستثمار في الشركات الصغيرة والمتوسطة لخَلْق فُرَص العمل.
مشاهير المهاجرين الأفارقة
انظر أيضاً
- الهجرة من أفريقيا
- أستراليون أفارقة
- نيوزيلنديون أفارقة
- الهجرة الأفريقية إلى الولايات المتحدة
- الهجرة الأفريقية إلى أمريكا اللاتينية
- أفارقة بيض من أصول أوروپية
- قائمة الدول السيادية والأراضي التابعة حسب معدل الخصوبة
- مسارات الهجرة الأفريقية
المصادر
- ^ Ann Wuyts (22 October 2011). "Evidence of 'upper class' Africans living in Roman York". The Independent.
- ^ Maev Kennedy. "African origin of Roman York's rich lady with the ivory bangle". the Guardian.
- ^ Roxanne Khamsi. "Genes reveal West African heritage of white Brits". New Scientist.
- ^ "Rare African DNA Discovered in White British Males".
- ^ Roger Highfield, Science Editor (24 January 2007). "Yorkshire name reveals roots in Africa". Telegraph.co.uk. Retrieved 2015-12-11.
{{cite web}}
:|author=
has generic name (help) - ^ "BBC NEWS - Science/Nature - Yorkshire clan linked to Africa". News.bbc.co.uk. Retrieved 2015-12-11.
- ^ "Africans in Yorkshire? - the deepest-rooting clade of the Y phylogeny within an English genealogy". Ncbi.nlm.nih.gov. 2015-09-28. PMC 2590664.
{{cite web}}
: Missing or empty|url=
(help) - ^ أ ب ت de Haas, Hein (2008). "The Myth of Invasion: the inconvenient realities of African migration to Europe". Third World Quarterly. 29 (7): 1305–1322. doi:10.1080/01436590802386435.
- ^ World migration 2008: Managing labour mobility in the evolving global economy Volume 4 of IOM world migration report series, International Organization for Migration, Hammersmith Press, 2008 ISBN 978-92-9068-405-3, pp. 38, 407.
- ^ Castles, Stephen (2009). "Development and Migration — Migration and Development: What Comes First? Global Perspective and African Experiences". Theoria. 56 (121): 1–31. doi:10.3167/th.2009.5512102.
- ^ "Key facts: Africa to Europe migration". BBC News. 2 July 2007. Retrieved 6 June 2015.
- ^ "Missing Migrants: Tracking Migrants Along Migratory Routes". International Organization for Migration. Retrieved 29 December 2018.
- ^ Mbugua, Nganga. "Tough life of illegal immigrants in Germany". Afro Articles. Archived from the original on 12 November 2012. Retrieved 2012-08-10.
- ^ Williams, Martin (15 September 2014). "200 migrants feared drowned after boat sinks off Libya coast". The Guardian. Retrieved 21 April 2015.
- ^ Attir, Mustafa O. (18 September 2012). "Illegal Migration in Libya after the Arab Spring". Middle East Institute. Retrieved 21 April 2015.
- ^ Andrikopoulos, Apostolos. Argonauts of West Africa: Unauthorized Migration and Kinship Dynamics in a Changing Europe (in الإنجليزية). Chicago, IL: University of Chicago Press.
- ^ Travis, Alan (27 October 2014). "UK axes support for Mediterranean migrant rescue operation". The Guardian. Retrieved 21 April 2015.
- ^ Davies, Lizzy; Neslen, Arthur (31 October 2014). "Italy: end of ongoing sea rescue mission 'puts thousands at risk'". The Guardian. Retrieved 21 April 2015.
- ^ "Eventi migratori illegali registrati in ambito nazionale" [Illegal migratory events recorded nationwide]. Fondazione ISMU. Archived from the original on 24 April 2020. Retrieved 21 June 2015.
- ^ "Migrant Arrivals by Sea in Italy Top 170,000 in 2014". International Organization for Migration. 16 January 2015.
- ^ "Analisi: Paolo Gentiloni" [Analysis: Paolo Gentiloni]. Pagella Politica. 22 February 2015. Archived from the original on 21 September 2015. Retrieved 22 April 2015.
- ^ Peter, Laurence (20 April 2015). "Why is EU struggling with migrants and asylum?". BBC News. Retrieved 21 April 2015.
- ^ Kingsley, Patrick; Gayle, Damien (15 April 2015). "Migrant boat disaster: rescue hopes led to sinking in Mediterranean". The Guardian. Retrieved 21 April 2015.
- ^ "What's behind the surge in migrant arrivals to Italy?". AP News (in الإنجليزية). 2023-09-15. Retrieved 2023-09-16.
- ^ Être né en France d’un parent immigré Archived 3 فبراير 2012 at the Wayback Machine, Insee Première, n°1287, mars 2010, Catherine Borrel et Bertrand Lhommeau, Insee
- ^ Répartition des immigrés par pays de naissance 2008, Insee, October 2011
- ^ "Table 1.1: Population in the United Kingdom, excluding some residents in communal establishments, by country of birth, January 2016 to December 2016". Office for National Statistics. 24 August 2017. Retrieved 30 December 2017.
- ^ "2015 Year Migration Statistics" (PDF). Spanish National Statistics Institute (Press release).
- ^ Dati ISTAT 2016. "Cittadini stranieri in Italia - 2016". tuttitalia.it.
{{cite web}}
: CS1 maint: numeric names: authors list (link) - ^ https://de.statista.com/statistik/daten/studie/161821/umfrage/auslaendische-bevoelkerung-in-deutschland-nach-ihrer-herkunft/
- ^ (in Portuguese) (PDF)Estatísticas da Imigração, Alto Comissariado para a Imigração e Minorias Étnicas, 2005, Archived from the original on 2008-12-23, https://web.archive.org/web/20081223001923/http://www.acime.gov.pt/, retrieved on 2007-12-14
- ^ Malheiros, Jorge. "Portugal Seeks Balance of Emigration, Immigration". Migration Information Source. Universidade de Lisboa. Retrieved 2012-08-10.
- ^ "As Erdogan Meets With Obama, Africans In Turkey Face Racism, Discrimination". International Business Times. Retrieved 2016-04-04.
- ^ https://www.bfs.admin.ch/bfs/de/home/statistiken/bevoelkerung/migration-integration/auslaendische-bevoelkerung.html
- ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةpewglobal.org
- ^ ""المُدُن المستأجرة": ما واقعيَّة مقترح "الاستعمار الطوعي" لوقف الهجرة من إفريقيا إلى أوروبا؟". قراءات إفريقية. 2018-11-26. Retrieved 2018-12-30.
- ^ [BBC (2018). Can 'voluntary colonialism' stop migration from Africa to Europe?, available at https://www.bbc.com/news/world-africa-46017551]
- ^ Paul Romer (Aug 5, 2009). Why the world needs charter cities. Youtube video by TED, available at https://www.youtube.com/watch?v=mSHBma0Ithk
- ^ Sebastian Mallaby (2010). The Politically Incorrect Guide to Ending Poverty. The Atlantic Magazine (JULY/AUGUST 2010 ISSUE), available at https://www.theatlantic.com/magazine/archive/2010/07/the-politically-incorrect-guide-to-ending-poverty/308134/
- ^ مصدر سابق: BBC (2018). Can 'voluntary colonialism' stop migration from Africa to Europe?
- ^ African Union: About Agenda 2063, available at https://au.int/agenda2063/about
- ^ مصدر سابق: BBC (2018). Can 'voluntary colonialism' stop migration from Africa to Europe?
- ^ Christabel Ligami (2018). Africa struggles to tackle illicit capital flows. The East African, available at https://goo.gl/5iBgbm
قراءات إضافية
- Mendoza, Cristobal (September 2003). "African Employment in Iberian Labour Markets: The Supply Side". Labour Immigration in Southern Europe: African Employment in Iberian Labour Markets. Burlington, VT: Ashgate Publishing, Ltd. p. 211. ISBN 0-7546-1898-6. OCLC 224818002. Retrieved 2008-07-21.