مذبحة الحرم الإبراهيمي
مذبحة الحرم الإبراهيمي | |
---|---|
المكان | الخليل، فلسطين |
الإحداثيات | 31°32′00″N 35°05′42″E / 31.53333°N 35.09500°E |
التاريخ | 25 فبراير 1994 |
الهدف | المصلون المسلمون |
نوع الهجوم | إرهاب يهودي، قتل جماعي |
الأسلحةs | آي إم آي جليل |
الوفيات | 30 (من بينهم منفذ الهجوم) |
المصابون | 125 |
مذبحة الحرم الإبراهيمي نفذها باروخ گولدستين، وهو طبيب يهودي والمنفذ لمذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية فجر يوم الجمعة 15 رمضان عام 1414 هـ / الموافق 25 فبراير 1994 التي قام بها مع تواطئ عدد من المستوطنين والجيش في حق المصلين، حيث أطلق النار على المصلين المسلمين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم جمعة في شهر رمضان، وقد استشهد 29 مصلياً وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المذبحة
في فبراير 1994 قام المستوطن الإسرائيلي-الأمريكي باروخ گولدستين بعملية قتل جماعي داخل الحرم الإبراهيمي، واستشهد فيها 29 مصلياً وأصيب 15 آخرين قبل أن ينقض مصلون على گولدستين ويقتلوه، واستغلت سلطات الاحتلال الحادث لتقسيم الحرم بين المسلمين واليهود، وممارسة سياسات التهويد والاستيطان بمدينة الخليل ومحيطها.[1]
وقف المستوطن گولدستين خلف أحد أعمدة المسجد وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش عليهم وهم سجود، في نفس الوقت قام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت "رصاص دمدم" المتفجر، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم. وبعد انتهاء المذبحة، أغلق جنود الاحتلال الموجودون في الحرم أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.
وأثناء تشييع ضحايا المذبحة، أطلق الجنود الإسرائيليون رصاصاً على المشيعين فقتلوا عدداً منهم، مما رفع عدد الضحايا إلى خمسين قتيلاً و150 جريحاً. وعقب المذبحة وفي اليوم نفسه، تصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية وداخل مناطق الخط الأخضر، وقد بلغ عدد القتلى نتيجة المصادمات مع جنود الاحتلال حينها ستين شهيداً. ويوم 18 مارس 1994، صادق مجلس الأمن الدولي على قرار يدين مذبحة الحرم الإبراهيمي، ويدعو لاتخاذ إجراءات لحماية الفلسطينيين بما فيها نزع سلاح المستوطنين.
يروى أحد الشهود على المجزرة -وكان يصلي في آخر صف في المسجد- أنه عندما وصل الإمام إلى آخر سورة الفاتحة سمع من خلفه صوت مستوطنين يقولون بالعبرية بما معناه "هذه آخرتهم" وعندما هم المصلون بالسجود سمع صوت إطلاق نار من جميع الاتجاهات وكذا صوت انفجارات. وأضاف الشاهد أنه لم يستطع رفع رأسه، ورأى رأس شخص كان بجانبه وقد انفجر وتطاير دماغه، وعندما رفع رأسه رأى المصلين يضربون شخصا يلبس زيا عسكريا.
وحكى شاهد آخر أنه رأى الرصاص يتطاير في ثلاثة اتجاهات، فانبطح الجميع أرضا، وهرب أربعة شبان، إلا أن جنود الاحتلال أطلقوا النار عليهم. وأضاف أنه عاين الجنود وهم يمنعون سيارات الإسعاف من دخول الحرم لنحو ثلث ساعة. وقال الشاهد إنه عندما خرج من الحرم رأى جنود الاحتلال يطلقون النار في جميع الاتجاهات على المسعفين والجرحى.
وذكر ثالث أنه وصل المسجد متأخرا وعندما همّ بخلع حذائه شاهد جنديا يقدم من جهة الحضرة الإبراهيمية يهرول ويحمل رشاشا ومعه مخازن أسلحة مربوطة بشريط لاصق، فدفعه بيده ثم دخل بسرعة إلى الجهة اليمنى خلف الإمام فبدأ الإسرائيلي يطلق الرصاص بغزارة.
شهداء المذبحة
الرقم | اسم الشهيد | مكان الولادة | تاريخ الولادة | الجنسية | مكان الاستشهاد |
---|---|---|---|---|---|
1 | رائد عبدالمطلب حسن النتشة | الخليل | 1974 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
2 | علاء بدر عبد الحليم طه أبو سنينه | الخليل | 1977 | فلسطيني | الخليل |
3 | مروان مطلق حامد أبو نجمة | الخليل | 1962 | فلسطيني | الخليل |
4 | ذياب عبد اللطيف حرباوي الكركي | الخليل | 1970 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
5 | خالد خلوي أبو حسين أبو سنينه | الخليل | 1936 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
6 | نور الدين إبراهيم عبيد المحتسب | الخليل | 1972 | فلسطيني | الخليل |
7 | صابر موسى حسني كاتبة بدر | الخليل | 1957 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
8 | نمر محمد نمر مجاهد | الخليل | 1960 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
9 | كمال جمال عبد الغني قفيشة | الخليل | 1981 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
10 | عرفات موسى يوسف برقان | الخليل | 1966 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
11 | راجي الزين عبد الخالق غيث | الخليل | 1947 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
12 | وليد زهير محفوظ أبو حمدية | الخليل | 1981 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
13 | سفيان بركات عوف زاهدة | الخليل | 1973 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
14 | جميل عايد عبد الفتاح النتشة | الخليل | 1946 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
15 | عبد الحق إبراهيم عبد الحق الجعبري | الخليل | 1939 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
16 | سلمان عواد عليان الجعبري | الخليل | 1957 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
17 | طارق عدنان محمد عاشور أبو سنينه | الخليل | 1980 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
18 | عبد الرحيم عبد الرحمن سلامة | الخليل | 1946 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
19 | جبر عارف أبو حديد أبو سنينه | الخليل | 1983 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
20 | حاتم خضر نمر الفاخوري | الخليل | 1968 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
21 | سليم ادريس فلاح ادريس | الخليل | 1967 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
22 | رامي عرفات علي الرجبي | الخليل | 1983 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
23 | خالد محمد حمزة عبد الرحمن الكركي | الخليل | 1976 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
24 | وائل صلاح يعقوب المحتسب | الخليل | 1966 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
25 | زيدان حمودة عبد المجيد حامد | الخليل | 1968 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
26 | أحمد عبد الله محمد طه أبو سنينه | الخليل | 1969 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
27 | طلال محمد داود محمود دنديس | الخليل | 1968 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
28 | عطية محمد عطية السلايمة | الخليل | 1961 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
29 | إسماعيل فايز إسماعيل قفيشة | الخليل | 1966 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
30 | نادر سالم محمد صالح زاهدة | الخليل | 1975 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
31 | أيمن أيوب محمد القواسمي | الخليل | 1973 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
32 | عرفات محمود أحمد البايض | الخليل | 1966 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
33 | محمود صادق محمد أبو زعنونة | الخليل | 1945 | فلسطيني | الحرم الإبراهيمي |
منفذ المذبحة گولدستين
- مقالة مفصلة: باروخ گولدستين
هو منفذ المجزرة، وهو من سكان مستوطنة كريات أربع وكان قد تتلمذ في مدارس الإرهاب الصهيوني على يدي متخصصين في الإرهاب من حركة كاخ الإرهابية وكان غولدشتاين معروفا لدى المصلين المسلمين حيث كان في كثير من الأوقات يشاهدوه وهو يتبختر أمام المصلين الداخلين والخارجين إلى الحرم الإبراهيمي.
وكان قد أصر على قتل أكبر عدد من المصلين وأعد الخطط لذلك وكان هدفه الوحيد هو اقتلاع الوجود الفلسطيني من البلدة القديمة في الخليل.
وهب جلّ اهتمامه بقتل الفلسطينيين حتى نفذ مهمته في 25 فبراير 1994، واستطاع قتل (29) مصلياَ احتشدوا لصلاة الفجر في ذلك التاريخ وأصاب العشرات بجروح من بين (500) مصل كانوا يتعبدون في الحرم الإبراهيمي في الخامس عشر من شهر رمضان لذلك العام.
وكان غولدشتاين قد تدرب على تنفيذ مهمته داخل معسكرات صهيونية داخل فلسطين المحتلة وخارجها وكان معروفا بحقده الشديد على العرب. وبعد تنفيذه للمجزرة دفن في مكان قريب من مستوطنة كريات أربع ولا يزال يعامله المستوطنون على أنه قديس حيث أحرز قصب السبق بقتل العشرات من الفلسطينيين بصورة شخصية بالرغم من حصوله على مساندة الجيش والمستوطنين من أحفاد حركة كاخ المتطرفة.
دور الجيش الإسرائيلي
عند تنفيذ المذبحه قام جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وفي أثناء تشييع جثث القتلى مما رفع مجموع الضحايا إلى 50 قتيل قتل 29 منهم داخل المسجد[2].
أراد باروخ جولدشتاين من خلال عمله أن يفشل محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين اثر توقيع اتفاقية أوسلو. وكان يهدف كذلك إلى إثارة الفتنة بين الفلسطينيين مما سيؤدي إلى اشتباكات بينهم وتقويض الاتفاقية. على إثر المجزرة تم فرض حركة منع تجول على المدينة من قبل السلطات الإسرائيلية. تم كذلك حظر حركتي كاخ وكاهان شاي بموجب قوانين مكافحة الإرهاب.
ويؤمن كل مصلٍ حضر إلى الصلاة في ذلك اليوم أن الخطة كانت مبيتة وأن الجيش كان متورطا في المجزرة وقد أكد شهود عيان نجو من المجزرة أن أعداد الجنود الذين كانوا للحراسة قلّت بشكل ملحوظ فيما كان المتطرف غولدشتاين يلبس بزة عسكرية علما أنه كان جندي احتياط ولم يكن جنديا عاملا على الحراسة.
ويقول المواطن المقعد محمد أبو الحلاوة وهو أحد معاقي المجزرة : لا يمكن إعفاء الجيش من المسؤولية، عندما قام غولدشتاين بإطلاق النار على المصلين هرب المصلون باتجاه باب المسجد حيث وجدوه مغلقا علما بأنه لم يغلق من قبل أثناء أداء الصلاة بتاتا وعندما توالت أصوات المصلين بالنجدة كان الجنود يمنعون المواطنين الفلسطينيين من التوجه إلى داخل الحرم للقيام بإنقاذ المصلين.
ثمة أمر آخر وهو أن المستوطنين كانوا دوما يهددون المصلين وعلى مسمع من الجنود الصهاينة قائلين (سوف نقتلكم وسوف ترون ما سنفعل) ويتساءل الكثير ممن نجو من المجزرة كيف يمكن لشخص واحد أن يقتل هذا العدد من غضون دقائق معدودة وكيف يستطيع شخص مثله أن يحمل كل هذه الذخيرة داخل الحرم دون مشاهدة الجنود أو علمهم.
التبعات
ومنذ وقوع المذبحة، توالت الاعتداءات على المسجد الإبراهيمي وأغلقت البلدية القديمة في محيطه، وأغلق شارع الشهداء الذي يعتبر الشريان الرئيسي وعصب الحياة للفلسطينيين، ما أدى لإغلاق 1800 محل تجاري بالبلدة القديمة، كما منع رفع الأذان في الحرم عشرات المرات شهريا، وفصلت مدينة الخليل وبلدتها القديمة عن محيطها.
وكانت المذبحة بداية مخطط الاحتلال لتنفيذ تطهير عرقي للفصل والعزل وتشريد الفلسطينيين من البلدة القديمة لبناء "مدينة الخليل اليهودية" إذ تعطلت حياة الفلسطينيين بالأزقة بعدما قررت حكومة الاحتلال إغلاق البلدة القديمة بشوارعها وأسواقها، وتقسيم الحرم بين المسلمين واليهود.
ووظف الاحتلال "اتفاقية الخليل" المبرمة مع السلطة الفلسطينية عام 1997 لتعميق الاستيطان بالبلدة القديمة التي يسكنها نحو أربعين ألف فلسطيني، وهي المصنفة بـ "إتش 2" وتقع تحت سيطرة إسرائيل الأمنية، ويحتلها كذلك نحو 35 ألف يهودي موزعين على 27 مستوطنة وعشرات البؤر الاستيطانية والعسكرية بالبلدة القديمة ومحيط محافظة الخليل التي يسكنها قرابة خمسمئة ألف فلسطيني.
ردود الفعل
إسرائيل
كانت هناك إدانة واسعة للمذبحة في إسرائيل.[3] أظهر استطلاع للرأي أن 78.8% من البالغين الإسرائيليين أدانوا مذبحة الخليل، بينما أشاد 3.6% بگولدستين.[4] أعلن المجلس الاستيطاني اليهودي أن هذا العمل ليس "عملاً يهودياً ولا إنسانياً".[5]
شجب معظم القادة الدينيين الهجوم. قال الحاخام الأكبر السفرديم "أنا ببساطة أشعر بالخجل من قيام يهودي بمثل هذا العمل الخسيس وغير المسؤول"،[6] واقترح دفنه خارج المقبرة.[5] بينما وصف نظيره الأشكنازي يسرائيل مئير لاو المذبحة على أنها "تدنيس لاسم الرب".[6] وقال الحاخام يهودا أميتال من گوش عتصيون أن گولدستين "لطخ سمعة الأمة اليهودية والتوراة".[7] علق بعض الحاخامات بتردد على المذبحة، [8] وأشاد البعض بگولدستين ووصف ما اقترفه بأنه "عمل استشهادي".[9] في تأبينه لگولدستين، وصفه الحاخام إسرائيل آرييل بأنه "شهيد مقدس"، وشكك في براءة الضحايا من خلال الادعاء بأنهم مسؤولون عن مذبحة يهود الخليل عام 1929.[10]
قال الحاخام دوڤ ليور من كريات أربع إنه كان قديسًا "يده بريئة وقلبه نقي" وشبهه بشهداء الهولوكوست.[11]
في ذلك الوقت، كان الحاخام المستوطن إسحاق گينزبورگ الحاخام الأرثوذكسي البارز الوحيد الذي أشاد بالمذبحة.[12] ومنذ ذلك الحين اعتقل عدة مرات لتبنيه آراء متطرفة.[13]
لجنة شمگار
وفي نفس اليوم تصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية وقد بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة المصادمات مع جنود الاحتلال إلى (60) شهيدا وللعمل على تهدئة الوضع عينت حكومة الإرهاب الصهيونية لجنة لتقصي الحقائق أطلق عليها اسم لجنة (شمگار) وقد ضمت عددا من الشخصيات الصهيونية ومؤسسات إنسانية أخرى وقد خرجت اللجنة بعد عدة أشهر على تشكيلها بقرارات هزيلة تدين الضحية وبعد إغلاق البلدة القديمة في الخليل لأكثر من ستة أشهر تم تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين يسيطر اليهود فيه على القسم الأكبر فيما يخصص جزء منه للمسلمين، ويستخدم المستوطنين المسجد بكامله خلال الأعياد الصهيونية ولا يسمح فيها برفع الآذان في الحرم أو دخول المصلين المسلمين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تبجيل گولدستين
في الأسابيع التي أعقبت المذبحة، سافر مئات الإسرائيليين إلى قبر گولدستين للاحتفال بأفعاله. رقص بعض الحسيديم وغنوا حول قبره.[14] بالرغم من أن الحكومة قالت إن أولئك الذين احتفلوا بالمذبحة لم يمثلوا سوى أقلية ضئيلة من الإسرائيليين، إلا أن تقرير "نيويورك تايمز" يذكر أن مزاعم الحكومة الإسرائيلية قد تقلل من أهمية هذه الظاهرة.[14]
في منشور بعنوان باروخ هاگڤر[Note 1] نُشر عام 1994، وكتاب نُشر عام 1995 يحمل العنوان نفسه، أشاد عدة حاخامات بعمل گولدستين باعتباره ضربة استباقية ردا على تهديدات حماس بارتكاب مذبحة وكتبوا أنه من الممكن النظر إلى تصرفه على أنه يتبع مبادئ الهالاخا.[15][16]
استمرت ظاهرة تبجيل قبره گولدستين لسنوات، على الرغم من جهود الحكومة الإسرائيلية لقمع أولئك الذين يحجون إلى موقع قبره.[17]
كُتب على شاهد القبر أن گولدستين "ضحى بحياته لشعب إسرائيل وتوراتها وأرضها".[18]
عام 1999، بعد تمرير التشريع الإسرائيلي الذي يحظر النصب التذكارية للإرهابيين، قام الجيش الإسرائيلي بتفكيك الضريح الذي بُني لگولدستين في موقع دفنه.[18] في السنوات التي أعقبت تفكيك الضريح، كان المستوطنون اليهود المتطرفون يحتفلون بعيد الپوريم من خلال إحياء ذكرى المذبحة، وحتى في بعض الأحيان يرتدون الملابس هم وأطفالهم ليبدوا مثل گولدستين.[19][17][20]
الشتات اليهودي
في المملكة المتحدة، صرح الحاخام الأكبر د. جوناثان ساكس:
مثل هذا العمل يعتبر فاحشة ومخالف لقيم اليهودية. وكون ارتكب ضد المصلين في بيت صلاة في وقت مقدس يجعله كفر أيضًا ... العنف عمل شرير. إن العنف الذي يُرتكب باسم الرب لهو شر مضاعف. إن العنف ضد من يمارسون عبادة الرب شر لا يمكن وصفه.[21]
كما شجبت افتتاحية في "التأريخ اليهودي" كتبها حاييم برمانت منظمة كاخ التي ينتمي إليها گولدستين واصفاً إياها "النازية الجديدة" وأنها تأسيس أمريكي بتمويل أمريكي ونتاج ثقافة السلاح الأمريكية.[22] ذكرت نفس الطبعة أيضًا أن بعض الكنيسات الليبرالية في المملكة المتحدة قد بدأوا في جمع التبرعات لضحايا گولدستين.[23]
الشعب الفلسطيني
في أعقاب المذبحة خرج المتظاهرون الفلسطينيون إلى الشوارع. كانت هناك احتجاجات واشتباكات واسعة النطاق في كل من الأراضي المحتلة وداخل إسرائيل نفسها، في الناصرة ويافا.[24]
كرد فعل على الصدمة التي سببتها المذبحة للأطفال في الخليل، تم تأسيس مركز فنون الطفل الفلسطيني، وهي منظمة غير حكومية وغير ربحية. تشمل أنشطة المركز في المقام الأول التنمية الفكرية للأطفال الفلسطينيين، وتعزيز دور إيجابي للطفل في المجتمع والثقافة الفلسطينية.[25]
الأمم المتحدة
- مقالة مفصلة: التواجد الدولي المؤقت في الخليل
تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 904 الذي يدين المذبحة ويدعو لاتخاذ تدابير لحماية المدنيين الفلسطينيين بما في ذلك نزع سلاح المستوطنين الإسرائيليين.[26]
عام 1994 تأسست بعثة مراقبة مدنية دولية في مدينة الخليل، باتفاق بين الحكومة الإسرائيلية والفلسطينية. يتمثل عمل البعثة في "مراقبة الوضع في الخليل وتسجل انتهاكات القانون الإنساني الدولي والاتفاقات المتعلقة بالخليل بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وحقوق الإنسان، وفقاً للمعايير المعترف بها دولياً".[27] كما تراقب البعثة المستوطنين الإسرائيليين وتهدف إلى مساعدة الفلسطينيين في الخليل. ويعمل بها موظفون من إيطاليا والنرويج والسويد وسويسرا وتركيا. عام 2019، رفضت الحكومة الإسرائيلية تجديد تفويض القوات الدولية المؤقتة في الخليل، وطردت القوة فعليًا.[28]
المصادر
- ^ "مجزرة الحرم الإبراهيمي.. هكذا قُتلوا أثناء الصلاة". الجزيرة نت. 2017-04-18. Retrieved 2023-03-01.
- ^ المذابح الإسرائيلية في فلسطين من موقع الجزيرة معرفة (تم التصفح في 27 فيفري 2008) Archived 2011-12-08 at the Wayback Machine
- ^ Oliver & Steinberg 2005, p. xix: "These acts were widely regarded with revulsion by Israeli citizens and condemned as acts of lunacy and terror by Israeli politicians, right and left."
- ^ The Jewish Chronicle. London. 4 March 1994. p. 2.
{{cite news}}
: Missing or empty|title=
(help) - ^ أ ب Jacobson 1997, p. 91
- ^ أ ب Rayner 1998, p. 90
- ^ Hacohen 2008, pp. 5–6
- ^ Inbari 2012, pp. 134–6: "The response of Rabbi Shlomo Aviner to the massacre was characterized by ambivalence."
- ^ Linnan 2008, p. 198: "Despite general and overwhelming condemnation from Jews around the world about this unprovoked attack on unarmed civilians, a few rabbis and lay leaders in Israel and North America praised Goldstein's murderous action and death as an act of martyrdom (Kiddush Hashem)."
- ^ Gershom Gorenberg (2002). The end of days: fundamentalism and the struggle for the Temple Mount. Oxford University Press. p. 205. ISBN 0-19-515205-0.
Did he kill innocent people? The same supposedly innocent people slaughter innocents in 1929... The whole city of Hebron slaughtered Jews then. Those are the 'innocent people' who were killed in the Tomb of the Patriarchs", said Ariel.
- ^ Lichtenstein & Lior 1994, p. 59: "Yes, I did eulogise the late Baruch Goldstein (may God avenge his blood), who was lynched by the non-Jews in the Cave. A Jew who is killed because he is a Jew must certainly be called a kadosh, a holy martyr, just as we refer to the kedoshei ha-Shoah, the holy martyrs of the Holocaust, without investigating their previous conduct. How much more so in this case, for we knew him intimately as God-fearing and compassionate, as one who loved humanity and saved lives. [...] In my eulogy, I intentionally did not mention the deed, but focused on his personality and his achievements, and I did not take a public position on the deed."
- ^ Cohen, Richard I. (30 October 2012). Visualizing and Exhibiting Jewish Space and History (in الإنجليزية). Oxford University Press. p. 283. ISBN 978-0-19-993425-6.
In 1994, Ginzburg was the only Orthodox rabbi of stature who praised Baruch Goldstein's massacre...
- ^ Israeli Rabbi Indicted for Inciting Racism Archived 27 يناير 2010 at the Wayback Machine, Forward, (6 June 2003).
- ^ أ ب Haberman, Clyde (1 April 1994). "Hundreds of Jews Gather To Honor Hebron Killer". The New York Times. Archived from the original on 18 February 2017. Retrieved 28 April 2010.
- ^ Motti Inbari, Jewish Fundamentalism and the Temple Mount: Who Will Build the Third Temple? (State University of New York Press, 2009), p. 132.
- ^ Don Seeman, Violence, ethics, and divine honor in modern Jewish thought, Journal of the American Academy of Religion, Vol. 73 (2005), 1015–1048.
- ^ أ ب "Graveside party celebrates Hebron massacre". BBC News. 21 March 2000. Archived from the original on 1 August 2009. Retrieved 19 October 2009.
- ^ أ ب Greenberg, Joel (30 December 1999). "Israel Destroys Shrine to Mosque Gunman". The New York Times. Archived from the original on 14 August 2017. Retrieved 28 April 2010.
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةTuman
- ^ Bouckaert, Peter. Center of the Storm: a case study of human rights abuses in Hebron District. 2001, p. 82 [1] Archived 3 يناير 2017 at the Wayback Machine
- ^ The Jewish Chronicle (London) 4 March 1994, p. 1 and then expanded on p. 23
- ^ Chaim Bermant "Has one settler settled the settlers future?" in The Jewish Chronicle (London), 4 March 1994
- ^ The Jewish Chronicle (London), 4 March 1994
- ^ "Palestinians Battle Israelis To Protest Hebron Massacre". The New York Times. 27 February 1994. Archived from the original on 9 October 2016. Retrieved 6 February 2017.
- ^ Irving Epstein (2008) The Greenwood Encyclopedia of Children's Issues, Worldwide Greenwood Press, ISBN 0-313-33878-7 p. 197
- ^ "U.N. Security Council Condemns the Hebron Slayings". The New York Times. 19 March 1994. Archived from the original on 19 March 2017. Retrieved 6 February 2017.
- ^ "About TIPH". Temporary International Presence in the City of Hebron. Archived from the original on May 6, 2010. Retrieved May 4, 2010.
{{cite web}}
: Unknown parameter|deadurl=
ignored (|url-status=
suggested) (help) - ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةharretz_expel
وصلات خارجية
خطأ استشهاد: وسوم <ref>
موجودة لمجموعة اسمها "Note"، ولكن لم يتم العثور على وسم <references group="Note"/>
- CS1 errors: missing title
- CS1 errors: unsupported parameter
- Pages using gadget WikiMiniAtlas
- 1994 في إسرائيل
- 1994 في فلسطين
- أحداث فبراير 1994
- أحداث فبراير 1994 في آسيا
- الخليل
- إرهاب في الأراضي الفلسطينية
- إرهاب منسوب لليهود
- حوادث إرهابية
- حوادث إرهابية في 1994
- حوادث إرهابية في الأراضي الفلسطينية
- قتل جماعي في 1994
- مذابح إسرائيلية
- مذابح في أماكن عبادة
- مذابح في الأراضي الفلسطينية
- وفيات بإطلاق النار في الضفة الغربية