ليلى خالد
ليلى خالد (الإسم الحركي شادية أبو غزالة) شخصية فلسطينية مناضلة ضد الإحتلال الإسرائيلي، وعضوة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وكانت أول امرأة تقوم بخطف طائرة، في أغسطس 1969 حيث قامت بخطف طائرة شركة العال الإسرائيلية و تحويل مسارها إلى سورية، بهدف إطلاق سراح المعتقلين في فلسطين، ولفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية. وبعد فترة قامت بخطف طائرة TWA الأمريكية التي هبطت في لندن وألقي القبض عليها و أفرج عنها بعد ذلك و تعيش الآن في الأردن مع زوجها و وولديها[1] ، وهي حاليا عضو في المجلس الوطني الفلسطيني .[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرتها
ولدت ليلى خالد' في مدينة حيفا عام 1944 حيث كانت لاتزال تحت الإنتداب البريطاني وأثناء حرب الإستقلال قام غالبية سكان العرب بما فيهم عائلة ليلى باللجوء إلى مخيمات في لبنان. وفي 15 من عمرها إنضمت مع أخيها إلى حركة القوميين العرب المؤسسة من طرف جورج حبش.التي ستصبح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سنة 1968.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
في بداية 1969 إنضمت إلى معسكرات تدريب تابعة للجبهة الشعبية في الأردن. إثر سياسة القبضة الحديدية في قطاع غزة و[بالضفة الغربية]] المحتلين، غداة حرب الأيام الستة عام 1967، انتقلت منظمة التحرير الفلسطينية إلى اللعب على المسرح الدولي بحسب، رونن برگمن، مستنداً إلى مقابلات أجراها مع مسؤولين في الإستخبارات الإسرائيلية ووثائق استحصل عليها. [3]
يشير برگمن الى ان أبرز اللاعبين الفلسطينيين على المسرح (الفدائي) العالمي، كانوا ثلاثة قادة: وديع حداد وجورج حبش من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وصلاح خلف (أبو إياد) من حركة فتح. وبحسب النصوص التي يستند إليها برگمن، فان ابرز عمليات الجبهة الشعبية كانت تلك التي قامت على خطف طائرات العال الإسرائيلية من دول مختلفة والتفاوض على اطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل رهائن إسرائيليين، فيما كانت أبرز عمليات أبو إياد هي تلك التي قادها أبو داود وإستهدفت مقر إقامة الوفد الرياضي الإسرائيلي في أولمپياد ميونيخ وأدت إلى مقتل عدد كبير من الرياضيين الإسرائيليين.
يبدأ برگمن روايته من عند عملية اختطاف طائرة العال 426 من مطار ليوناردو دا ڤينشي الإيطالي في روما في 23 يوليو 1968: الهدف هو طائرة من طراز بوينگ 707 كان على متنها 38 راكباً، بينهم طاقمها الإسرائيلي المؤلف من عشرة أشخاص إضافة إلى 12 راكباً إسرائيلياً. هذه الطائرة أقلعت في الساعة 22:30 ليلاً، بتوقيت گرينتش، وكان من المفترض نزولها في مطار تل أبيب عند الساعة 1:18 فجراً، ولكن بعد عشرين دقيقة من اقلاعها اقتحم ثلاثة نشطاء فلسطينيين (يسميهم الكاتب ارهابيين) قمرة القيادة، فظن قائد الطائرة انهم سكارى، وطلب من احدى المضيفات سحبهم، ولكن أحدهم إستل مسدسا ووضعه في وجه القبطان ماووز بورات الذي سارع وضرب يد الفدائي الفلسطيني سعياً إلى اسقاط المسدس منه، ولكنه لم يفلح بل أن حامل المسدس سارع إلى ضرب بورات على رأسه بعقب المسدس، ما إدى إلى اصابته بجروح قبل أن يطلق عياراً نارياً نحوه من دون ان يصيبه، ثم أخرج الخاطف قنبلة يدوية من جيبه ولكن بورات سارع إلى القول له أنه على استعداد لأن يحط بالطائرة حيث يريد.
وعند الساعة 23:07، تسلم برج المراقبة في روما رسالة تقول ان الطائرة على علو 33 ألف قدم (حوالي 3300 متر) عن سطح الأرض وأنها غيرت اتجاهها نحو الجزائر حيث حطت هناك عند الساعة 00:35 بعد منتصف الليل، وذلك بعد حصولها على موافقة السلطات الجزائرية. قبل الوصول إلى الجزائر، وخلال تلك الرحلة، أعلن الخاطفون لكل من يسمع نداءات الطائرة أنه تغير اسم المناداة ليصبح تحرير فلسطين 707. وعند وصولها إلى مطار العاصمة الجزائرية، أطلق الخاطفون كل الركاب غير الإسرائيليين” وكل النساء والأطفال وأبقوا على سبعة من أعضاء طاقم الطائرة وخمسة ركاب كرهائن في أحد الأبنية التابعة للشرطة الجزائرية قرب المطار، وذلك لمدة ثلاثة أسابيع ولم يطلق سراحهم إلا مقابل اطلاق سراح 24 أسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.
حققت الجبهة الشعبية في هذا الهجوم انتصاراً تكتيكياً آنياً عبر اثبات قدرتها على تنفيذ هجوم على طائرة مدنية إسرائيلية وبالتالي وضع القضية الفلسطينية تحت الضوء في كل أنحاء العالم، كما أنها أجبرت سلطات تل أبيب على التفاوض مع منظمة ترفض الاعتراف بوجودها وأن تفرض عليها التنازل المذل. |
خطف طائرة العال 426، حسب رونن برگمن، "كان هجوماً مفاجئاً نفذته مجموعة فلسطينية جديدة تطلق على نفسها اسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي كانت قد تأسست في دمشق في ديسمبر (قبل ثمانية اشهر من هذه العملية) على يد لاجئين فلسطينيين كلاهما ماركسي ومسيحي أرثوذكسي وطبيب أطفال من خريجي الجامعة الأمريكية في بيروت، أولهما جورج حبش من مدينة اللد وثانيهما وديع حداد من مدينة صفد.
حققت الجبهة الشعبية في هذا الهجوم انتصاراً تكتيكياً آنياً عبر اثبات قدرتها على تنفيذ هجوم على طائرة مدنية اسرائيلية وبالتالي وضع القضية الفلسطينية تحت الضوء في كل أنحاء العالم، كما أنها اجبرت سلطات تل أبيب على التفاوض مع منظمة ترفض الاعتراف بوجودها وان تفرض عليها التنازل المذل، والأسوأ من كل ذلك أن إسرائيل أجبرت بهذه العملية على القبول بعملية تبادل بين الرهائن الإسرائيليين وأسرى فلسطينيين لديها، وهو ما قالت أنه لن يتكرر أبداً، ويضيف برگمن أن خطف هذه الطائرة لم يكن سوى مقدمة لما هو آت، فالجهود التي بذلها الجيش الإسرائيلي وجهاز الشين بيت كانت قد نجحت في خفض العمليات الفدائية في المناطق المحتلة وعلى طول الحدود ولكنها لفتت نظر ياسر عرفات والمنظمات الفلسطينية الأخرى، إلى أن العالم يشكل مسرحا للعمليات أكبر بكثير من قطاع غزة والضفة الغربية. إذ يمكن للعمليات (التي يصفها برگمن بالارهابية) أن تحصل في أي مكان ولم تكن أوروپا الغربية مهيأة لمواجهتها، فالحدود كانت شبه مفتوحة والعوائق في المطارات والمرافىء البحرية كانت سهلة الاختراق وقوات الشرطة كانت متراخية وغير كفوءة، في المقابل، كانت الحركات الطلابية اليسارية (الأوروپية) متعاطفة مع الفلسطينين ذوي الميول اليسارية فيما المنظمات اليسارية الاوروبية المتطرفة مثل بادر ماينهوف الألمانية والألوية الحمراء الإيطالية تقدم للفلسطينيين الدعم اللوجستي والتعاون العملياتي.
بعد أقل من عام على خطف طائرة العال 426، انطلقت طائرة تابعة لشركة طيران تي دبليو إيه الأمريكية في رحلة رقم 840 من مطار لوس أنجلس إلى تل أبيب وعلى متنها 120 راكباً، ستة منهم إسرائيليين فقط، وطاقم مؤلف من سبعة أعضاء. توقفت الرحلة في نيويورك ثم في روما للتزود بالوقود، ولكن بعد نصف ساعة من انطلاقها نحو محطتها الأخيرة وفيما كانت تحلق في أجواء أثينا، كان أربعة فلسطينيين استقلوها في محطة روما قد بدأوا بتنفيذ عمليتهم. شهر أحدهم مسدساً بوجه إحدى المضيفات وطلب منها أن فتح قمرة القيادة، وفوجىء مساعد القبطان هاري أوكلي بإمرأة تقف خلف المسلح، وهي تحمل قنبلة يدوية، وقد وصفت المضيفة مارگريتا جونسون هذه المرأة بالقول إنها كانت ترتدي احدث ثياب موضة تلك الأيام مع قبعة بيضاء اللون.
يقول رونن برگمن إن هذه المرأة الجذابة أمرت قائد الرحلة بتغيير وجهة طائرته لتطير فوق مدينة حيفا، التي قالت أنها ولدت فيها ولن يسمح لها الصهاينة بالعودة إليها، ولم تكن تلك السيدة سوى ليلى خالد المولودة في العام 1944، أي في العام نفسه الذي اجبرت فيه عائلتها على مغادرة هذه المدينة الساحلية بعد قتال شرس وتوجهت إلى لبنان بامل العودة بعد انجلاء دخان الحرب. لكن سلطات الاحتلال منعت عودة اللاجئين فنشأت ليلى خالد في احد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان حيث اكتسبت معارفها السياسية لتتحول وهي في سن الخامسة عشرة الى ناشطة في صفوف الفرع الأردني لحركة القوميين العرب العلمانية الاشتراكية التي كان يرأسها جورج حبش الذي أسس لاحقاً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
تحولت ليلى خالد بعد هذه العملية إلى أيقونة ورمز كبير لتلك المرحلة، فهي أفضل إرهابية في العالم وكُتبت عنها مئات المقالات في صحف عالمية ودخل اسمها في الأغاني التي تحيي النضال من أجل الحرية وطبعت لها صور كبيرة بالأسود والأبيض وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية وتحمل رشاش الكلاشنكوف.
لم يكن الهجوم على طائرة تي دبليو إيه 840 هو الأول لليلى خالد، حسب برگمن، ففي 18 فبراير 1969 شاركت ليلى خالد في التخطيط لهجوم على طائرة العال من طراز بوينگ 707 قبيل اقلاعها من مطار زيوريخ عندما قام أربعة من عناصر الجبهة الشعبية يحملون رشاشات كلاشنكوف وقنابل يدوية بالهجوم على قمرة قيادة الطائرة بعد أن تسللوا إلى المدرج وأمطروا القمرة بوابل من الطلقات النارية، ما إدى إلى إصابة قاتلة لمساعد القبطان، ويضيف برگمن أن ليلى خالد كانت لها اليد الطولى مباشرة أو بصورة غير مباشرة في عدة هجمات أخرى غير ان خطف الطائرة تي دبليو إيه 840 كان الهجوم الذي أعطاها شهرة واسعة.
يواصل برگمن رواية خطف الطائرة الأمريكية قائلاً أنه بعد أن قامت الطائرة بناء على طلب ليلى خالد بجولة فوق مدينة حيفا بمرافقة الطائرات الحربية الإسرائيلية التي لم يكن باستطاعتها فعل أي شيء خوفاً من التسبب بقتل الركاب، تمكنت الطائرة من الهبوط بسلام في مطار دمشق حيث جرى إطلاق سراح كل أفراد الطاقم والركاب باستثناء إسرائيليين استبقيا كرهائن لمدة ثلاثة أشهر، حيث أطلق سراحهما مقابل الإفراج عن جنود سوريين أسرى لدى إسرائيل.
يضيف برگمن أن ليلى خالد تحولت بعد هذه العملية الى ايقونة ورمز كبير لتلك المرحلة، فهي افضل إرهابية في العالم وكُتبت عنها مئات المقالات في صحف عالمية ودخل اسمها في الأغاني التي تحيي النضال من أجل الحرية وطبعت لها صور كبيرة بالأسود والأبيض وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية وتحمل رشاش الكلاشنكوف وتضع خاتماً مخيفاً في اصبعها قالت أنها صنعته بنفسها من صمام أمان لقنبلة يدوية.
وفي السادس من سبتمبر عام 1970، حاولت ليلى خالد وأحد رفاقها خطف طائرة العال من أوروپا ولكن القبطان يوري بارليڤ الذي كان ضابطاً سابقاً في سلاح الجو، قاد الطائرة بوضعية الغطس السريع والمفاجىء الأمر الذي جعل الخاطفين يفقدان توازنهما ويقعان أرضاً فيما قام أحد عناصر الشين بيت السريين على متن الطائرة باطلاق النار على أحدهم وقتله وخرج عنصر أمن سري آخر من قمرة القيادة وسيطر على ليلى خالد، وتم تسليمها للسلطات البريطانية في لندن حيث حطت الطائرة هناك. وفيما لم تنجح خالد في هذه العملية، تمكنت أربع مجموعات للجبهة الشعبية من النجاح في تنفيذ أربع عمليات خطف لطائرات تابعة لأربع شركات طيران هي بان أمريكا وسويس إيرلاينز وتي دبليو إيه وبواك في آن معاً، وتمكنوا من اقتياد الطائرات المخطوفة إلى الأردن وطالبوا باطلاق سراح ليلى خالد والعديد من رفاقها. أطلق الخاطفون سراح كل ركاب الطائرات الأربع باستثناء 55 يهودياً وأفراد الطواقم الذين اقتيدوا إلى أحد الأحياء الفلسطينية في العاصمة الأردنية عمان بعد أن قام الخاطفون بتفجير الطائرات على أرض المطار على مرأى من عدسات التصوير العالمية.
ذلك اليوم لم يكن اليوم الأكثر سوادا في تاريخ الملاحة الجوية، حسب رونن برگمن، بل كان أيضاً يوماً أسوداً للملك الأردني حسين الذي وصفته الصحافة العالمية بالأحمق وغير الكفوء والفاقد للسيطرة على مملكته. كان الفلسطينيون حينها يشكلون غالبية سكان الأردن وكان الملك حسين يخشى، وهو محق، بان يفتح هذا الأمر شهية ياسر عرفات والمنظمات الفلسطينية على سلبه مملكته بعد أن أصبحوا يتصرفون فيها وكأنها بلادهم. وجاءت عملية الطائرات المخطوفة لتشكل احراجاً عالمياً كبيراً للملك حسين تبعتها محاولة لاغتياله على يد مجموعة فلسطينية. كل ذلك أدى إلى أن يرد الملك حسين بقوة وشراسة على الفلسطينيين، فأمر الجيش الأردني والشرطة وأجهزة استخباراته بشن هجوم دموي على الجماعات الفلسطينية دام لمدة شهر كامل، ما ادى الى ارتكاب مجزرة أيلول الأسود التي راح ضحيتها آلاف الفلسطينيين وأجبرت فيها منظمة التحرير على مغادرة الأردن وإعادة التموضع في لبنان (العرقوب) حيث بدأ كوادرها عملية اعادة بناء القدرات من جديد.
يقول رونن برگمن إن حركة فتح كانت الأسرع في إعادة لملمة أوضاعها التنظيمية واطلاق موجة ارهاب عالمي جديدة، الأمر الذي برّره القيادي في الجبهة الشعبية بسام أبو شريف بالقول أن الهدف كان أن نظهر للعالم أن إبعادنا من الأردن لم يضعفنا على الإطلاق.
الأكيد أن تلك العمليات أربكت القيادة السياسية الإسرائيلية وأبرزت عجز أجهزة استخباراتها أمام دقة التخطيط والتنفيذ ووضعت، في الوقت نفسه، القضية الفلسطينية على أجندة العالم.
حياتها الشخصية
ليلى خالد هي أم لطفلين وتعيش مع زوجها في العاصمة الأردنية عمان.