قبيلة كندة
كندة (خط المسند:) قبيلة يمانية قديمة يعود ذكرها في نصوص المسند السبئية للقرن الثاني ق م[1] وعُرفت هذه القبيلة في كتب التراث باسم "كندة الملوك"[2] قامت مملكة كندة في نجد وكانت مستعمرة سبئية لتأمين الطريق التجارية[3] تاريخ مملكتهم "الجاهلية" يشوبه الكثير من الغموض فقد تحدث عنه الإخباريون وأُكتشفت كتابات عديدة في قرية الفاو مكتوبة بخط المسند القديم وهي مايعول عليه الباحثين لمعرفة تاريخهم بعيداً عن تعصب وتحزبات النسابة وأهل الأخبار.
إعتنقوا الإسلام في القرن السابع الميلادي وكانوا ممن وفد على النبي محمد في عام الوفود وإشتركوا في الفتوحات الإسلامية ونزل كثير منهم الشام والعراق وشمال أفريقيا وأقاموا أربع دول في الأندلس.
تنقسم كندة لثلاث أقسام رئيسية هي بنو معاوية الأكرمين وبنو السكاسك وبنو السكون وكان الملك محصوراً في بني معاوية ولذلك عرفوا بالأكرمين وتتفرع من هذه الأقسام الثلاث أكثر من خمسين قبيلة. يتواجدون في اليمن وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة وتوجد عشائر في العراق والأردن لا زالت متمسكة بنسبها القديم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
التاريخ القديم
- مقالة مفصلة: مملكة كندة
أقام جزء من كندة يدعى "آل ثور" مملكة تابعة لمملكة سبأ القديمة مهمتها تأمين طريق من الطرق التجارية المتوجهة من اليمن نحو شرق الجزيرة العربية وبلاد الرافدين وليكونوا حاجزاً بين مملكة سبأ وأعراب شبه الجزيرة العربية[4][5] إنفرط الحلف عقب سقوط سبأ بيد قبيلة همدان وإنضم الكنديين لمملكة حمير في واحدة من أصعب فترات تاريخ اليمن القديم وكانت علاقتها قوية ومتينة بمذحج[6][7] إنتهت الحرب الأهلية بإنتصار حاسم لحمير وإستمرت كندة تؤدي دورها القديم الذي كلفته بهم سبأ حتى سقوط حمير عام 525 ـ 527[8] تحالفت كندة بعدها مع بيزنطة وتفككت مملكتهم عقب مقتل الحارث بن عمرو الكندي، الجد الأول للشاعر إمرؤ القيس، وقد ذُكر جده في الكتابات البيزنطية الكلاسيكية المتأخرة[9] وبقيت لهم مشيخة على دومة الجندل برئاسة أكيدر بن عبد الملك سقطت بظهور الإسلام[10]
بعد الإسلام
أسلمت كندة في العام التاسع للهجرة وكانوا ممن وفد في عام الوفود[11] وفدت كل قبيلة كِندية على حدة بسبب الإنقسامات الحادة التي كانت بينهم والتي استمرت بينهم إلى أيام بني أمية[12] ونزل معاذ بن جبل في أرض السكاسك والسكون وبنى جامع الجند على أرضهم في تعز. ورد أن الأشعث بن قيس زعيم بني الحارث بن جبلة إمتنع عن دفع الزكاة[13] وبين الإخباريين إختلاف كبير حول تفاصيل تلك المعارك ولكن الردة أو الإمتناع عن دفع الزكاة حصرت فيهم وإستغلت القبائل الكندية الأخرى الوضع لتهاجم الأشعث إلى جانب المسلمين مثل شرحبيل بن السمط الكندي والحصين بن النمير السكوني. وهٌزم الأشعث وخرج إلى القادسية غازيا على رأس ثلاث ألف مقاتل[14][15] إشتركوا في يوم أرماث وأزالوا دروعهم لمواجهة الفرس[16] وحملت كندة على الفرس ليلة الهرير [17] كان بالقادسية ألفان من النخع وثلاثة آلاف من كندة وبجيلة[18] نزل كثير من بنو معاوية الأكرمين الكوفة عام 17 للهجرة وأخضع الأشعث بن قيس التمرد الثاني لأذربيجان وولي عليها في خلافة عثمان بن عفان وقيل علي بن أبي طالب[19]
وإشترك معاوية بن خديج التُجيّبي في معركة اليرموك سنة 15 للهجرة وفتح مصر سنة 20 وكان من وفد على عمر بن الخطاب بفتح الإسكندرية من السبي والأموال[20] ونزل خلق كثير من بنو تجيب في الفسطاط وأختطوا لهم خطة وغزا بن خديج أفريقية ثلاث مرات وغزا القيروان وكان أول مسلم يغزو صقلية وغزا النوبة وأُصيبت عينه فيها وتولى ولاية برقة ومصر[21][22] وكان أحد أربعة خططو الفسطاط [23] فتح شرحبيل بن السمط الكندي - وقيل أبوه - حمص ومعه المقداد بن الأسود وتولاها مدة عشرين سنة وكان من قسم المنازل فيها [24] وفي سنة عشرين للهجرة، غزا عبد الله بن قيس التراغمي الكندي الروم في "البحر" بإيعاز من معاوية بن أبي سفيان رغم أن عمر كان مترددا بشأن ذلك [25] وتولى مالك بن الأغر بن عمرو التجيبي إمارة غزوة المغرب [26]
كان كنانة بن بشر التجيبي أحد الذين تآلبوا على عثمان بن عفان وكان معاوية بن خديج الخارجي أصلاً من قتل محمد بن أبي بكر في جملة حملات للتقصي من قتلة عثمان. فابن خديج كان من الخوارج وإستماله معاوية بن أبي سفيان[27] كان شرحبيل بن السمط الكندي ومالك بن هبيرة الكندي في جيش الشام مع معاوية بن أبي سفيان كان حجر بن عدي الكندي والأشعث بن قيس و عبد الرحمن بن محرز الكندي وغيرهم مع علي [28] الحقيقة أن الأشعث بن قيس كان في أذريبجان حين مقتل عثمان بن عفان فأرسل إليه علي بن أبي طالب كتاباً يطالبه فيه بالبيعة فقال الأشعث في مجلسه أنه لاحق بمعاوية فاستنكر عليه جلساؤه ذلك حتى قدم على علي بن أبي طالب[29] كان الأشعث رئيسا على كندة وربيعة فعزله علي بن أبي طالب وعين مكانه حسان بن مخدوج الذهلي فغضب الأشعث بن قيس فأتاه حسان بن مخدوج الذهلي وقال :
ياأبا محمد، أنا عند مايسرك لك رئاسة كندة ولي رئاسة ربيعة |
فعلم معاوية بن أبي سفيان بما حدث للأشعث وكان يريد إستمالته فأنشد مالك بن هبيرة الكندي وهو أحد قادة جيوش معاوية شعرا يستفز فيه الأشعث قال فيه :
من أصبح اليوم مثلوجاً بأسرته | فالله يعلم أني غير مثلوج |
الت عن الأشعث الكندي رأيته | وقلد الأمر حسان بن مخدوج |
فلم يرد عليه الأشعث. فلما علم ابن مخدوج الذهلي بقول ابن هبيرة الكندي حمل راية الرئاسة وركزها عند الأشعث وقال :"إن هذه الراية عظمت على علي وهي ولله أخف علي من زف النعام" وجُعل الأشعث على ميمنة جيش العراق في موقعة صفين[30] خلال المعركة أرسل معاوية بن أبي سفيان أخاه عتبة بن أبي سفيان إلى الأشعث بن قيس وقال له :"الق الأشعث بن قيس، فإنه إن رضي رضيت العامة" فذهب عتبة إلى الأشعث وقال [31] :
إن معاوية لو كان لاقيا رجلا غير علي للقيك ، إنك رأس أهل العراق ، وسيد أهل اليمن ، وقد سلف من عثمان إليك ما سلف من الصهر والعمل (إبن عثمان بن عفان كان متزوجا من إبنه الأشعث)، ولست كأصحابك . أما مالك الأشتر فقتل عثمان ، وأما عدي فحرض عليه ، وأما سعيد فقلد عليا ديته ، وأما شريح وزحر ابن قيس فلا يعرفان غير الهوى ، وإنك حاميت عن أهل العراق تكرما ، ثم حاربت أهل الشام حمية ، وقد بلغنا والله منك وبلغت منا ما أردت وإنا لا ندعوك إلى ترك علي ونصر معاوية ، ولكنا ندعوك إلى البقية التي فيها صلاحك وصلاحنا |
بعد مقتل علي أمر معاوية بن أبي سفيان بقتل حجر بن عدي الكندي ولم تجدي شفاعة مالك بن هبيرة الكندي (أحد قادة جيش الشام في معركة صفين) بحجة أن حُجراً كان رأس المعارضين والمسفهين لمعاوية وقال[32] :
إن إبن عمك حجراً رأس القوم، وأخاف إن أخليت سبيله أفسد علي مِصري |
ولكنه قبل شفاعته في عبد الله بن الأرقم الكندي[33] أثار مقتل حجر بن عدي الكثيرين بما فيهم معاوية بن خديج التُجيَّبي الذي قال وهو بتونس [34] :
يا أشقائي وأصحابي وخيرتي أنقاتل لقريش في الملك حتى إذا استقام لهم وقعوا يقتلوننا؟ والله لئن أدركتها ثانية بمن أطاعني من اليمانية لأقولن لهم اعتزلوا بنا قريشا ودعوهم يقتل بعضهم بعضا |
فأرسل معاوية بن أبي سفيان مائة ألف درهم لمالك بن هبيرة الكندي بغية إسكاته [35] خرج حكيم بن منقذ الكندي إلى الكوفة في خيل مستنفراً الناس لثأر الحسين سنة 65 للهجرة كان ممن قُتل مع سليمان بن صرد الخزاعي في ثورة التوابين [36] قتل محمد بن الأشعث مسلم بن عقيل بينما كان عمرو بن عزيز الكندي وإبنه عبيد الله على ربع كندة وربيعة يأخذ البيعة للحسين بن علي [37] ولكن محمد بن الأشعث الكندي خشي أن يقتل هاني بن عروة المرادي المذحجي لمكانته في العراق وهو من حلفاء مسلم بن عقيل إذ قال محمد بن الأشعث لعبيد الله بن زياد [38] :
إنك قد عرفت منزلة هانئ بن عروة في المِصر وبيته في العشيرة، فإني أكره عداوة قومه (يقصد مذحج) هم أهل المصر وعُدد أهل اليمن |
حازت كندة ثلاثة عشر رأساً من رؤوس أهل بيت الحسين بن علي [39] إنضم كثير من كندة للأمويين وبالذات مروان بن الحكم بحكم قرابتهم لعمرو بن سعيد الأشدق[40] كان للحصين بن النمير السكوني الكندي دور كبير في جمع أهل اليمن إلى جانب مروان بن الحكم [41] وكان قبلها في جيش مسلم بن عقبة الذي إستباح المدينة المنورة خلال وقعة الحرة في خلافة يزيد بن معاوية وخلف الجيش إلى مكة برغبة يزيد وحاصر عبد الله بن الزبير [42] بويع لمروان بن الحكم وكان عدد من كندة يلحون على الحصين بن النمير أن يقدم خالد بن يزيد بن معاوية لإنهم أخواله [43] ولكنهم بايعوا مروان بن الحكم شرط تسليمهم البلقاء في الأردن ويجعلها لهم فوافق بن الحكم [44] فكان بطنان من كندة (السكون والسكاسك) مع مروان بن الحكم في معركة مرج راهط التي ثبتت حكم مروان بن الحكم فكانت بداية المرحلة الثانية من الدولة الأموية.
خرج عبد الرحمن بن محمد الكندي المعروف بـ"ابن الأشعث" صاحب الثورة المشهورة لاحقاَ على رأس خمسة آلاف مقاتل لقتال الخوارج [45] وبُعث عدي بن عدي الكندي لقتال صالح بن مسرح التميمي الخارجي وقتله [46] وفي سنة ثمانين للهجرة توجه عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي إلى سجستان بعد إبادة جيش عبيد الله بن أبي بكرة من قبل الترك وكانت العلاقة بين الحجاج بن يوسف و عبد الرحمن بن الأشعث سيئة للغاية حتى إن عم عبد الرحمن دعى الحجاج بعدم إرسال عبد الرحمن الذي كان يسمي الحجاج بـ"ابن أبي رغال" وكان الحجاج كلما رآى عبد الرحمن قال: "يالخيلائه! أنظر إلى مشيته، ولله لهممت أن أضرب عنقه" فقد كان عبد الرحمن مغروراً معتداً بنفسه وبنسبه إلى ملوك مملكة كندة[47][48] وكان يجلس في مجالس أخواله من همدان ويقول [47] :
وأنا كما يقول ابن أبي رغال إن لم أحاول أن أزيله عن سلطانه، فأجهد الجهد إذ طال بي وبه البقاء |
خرج عبد الرحمن على رأس أربعين ألف مقاتل سماه الناس بـ"جيش الطواويس" [49] غزا عبد الرحمن بلاد الترك فعرض صاحبهم أن يدفع الخراج للمسلمين فلم يجبه عبد الرحمن حتى ضم من بلادهم جزء ا كبيراً وتوقف بسبب دخول موسم الشتاء[49] بعث الحجاج برسالة إلى عبد الرحمن ينهاه عن التوقف وهدده بعزله وتعيين أخاه إسحق بن محمد الكندي أميراً على الناس [50] فتشاور عبد الرحمن مع جنده وقال أنه لا ينقض رأيا رآه بالأمس ووافقه عامر بن واثلة الكناني ودعوا إلى خلع من سموه بـ"عدو الله" الحجاج [51] كانت تلك بداية واحدة من أعنف الثورات وأشدها على الدولة الأموية. بعث عبد الملك بن مروان بمدد للحجاج فقتل عبد الرحمن بن الأشعث مطهر بن الحر الجذامي وعبد الله بن رميثة الطائي وإقتحم البصرة فبايعته البصرة وكل همدان وهم أخواله وانضم إليه القراء والتابعين مثل سعيد بن جبير ومحمد بن سعد بن أبي الوقاص وعظم شأن عبد الرحمن فخشي عبد الملك بن مروان وهلع وعرض على أهل العراق نزع الحجاج وتولية عبد الرحمن عليهم فحز ذلك في نفس الحجاج كثيراً [52] إستمر خروج بن الأشعث قرابة الأربع سنين وخاض بضعا وثمانين معركة مع الحجاج وجيوشه كلها كانت لصالح عبد الرحمن إلا أن هُزم في دير الجماجم فهرب عبد الرحمن إلى بلاد الترك هو وعبيد بن أبي سبيع التميمي فأرسل الحجاج عمارة بن تميم اللخمي يطلب عبد الرحمن، فعندما أدرك الكندي أنه سيسلم إلى اللخمي آثر الإنتحار على أن يسلم للحجاج وذلك سنة خمس وثمانين للهجرة [53]
أيام سليمان بن عبد الملك تولى البصرة سفيان بن عبد الله الكندي[54] وتولى عبادة بن نسي الكندي ولاية الأردن أيام عمر بن عبد العزيز وكان رجاء بن حيوة الكندي مستشار الأخير وسيد أهل فلسطين [55] كان جعفر بن عباس الكندي رئيس شرطة عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وقُتل هو وعاصم بن عمر بن عبد العزيز على يد الخوارج بقيادة الضحاك بن قيس الشيباني فتولى عبيد الله بن العباس الكندي ولاية الكوفة وإنضمت كندة إلى جديع بن علي الكرماني وكان محمد بن عبد العزيز قائد ميمنته في حربه مع الحارث بن سريج التميمي وصلب التميمي دون رأسه في مرو بتركستان.
كانت كندة جزءاً رئيسيا من جند فلسطين وجند حمص[56] وتشكل إلى جانب قبائل لخم وجذام وبنو عاملة أحد الأقسام الرئيسية التي يعود إليها العرب في تلك الديار[56] في سلسلة الأنساب التي وضعها ابن السائب الكلبي، يظهر أن كندة تلتقي مع هذه القبائل الثلاث رغم أن نصوص خط المسند تظهر أن كندة أقرب لمذحج منهم، ولكن العلاقة بين كندة ومذحج ضعفت كثيراً في العصور الإسلامية[57]
في آخر أيام بني أمية، خرج عبد الله بن يحيى الكندي المعروف عند الإباضية باسم طالب الحق وهو أحد بني الشيطان من بني معاوية الأكرمين فهزم إبراهيم بن جبلة الكندي والقاسم بن عمر الثقفي وإستولى صنعاء وحبسهما يوما وقال لهما:" إنما حبستكم خوفا عليكما من العامة وليس عليكم مكروه فأقيما إن شئتما أو إشخصا (أي أخرجوا)[58] إستولى عبد الله على اليمن والحجاز عام مائة وثمانية وعشرين للهجرة وأكثر في قتل أهل المدينة[59] جعل عبد الله على الحجاز المختار بن عوف الأزدي وكان أزد عمان جزء كبيراً من جيشه البالغ قوام ألف رجل. في عام مائة وثلاثون للهجرة، وجه مروان قوة إستطاعت قتل المختار وتخليص مكة من قبضة الإباضية فخرج عبد الله بنفسه من صنعاء وألتقى الجيشان في الطائف وقُتل عبد الله وعاد بقية جيشه[60] وعبد الله بن يحيى كان من بني معاوية الأكرمين أما السكون والسكاسك فكانوا في جيش مروان بن محمد حتى مقتله[61]
بعد مقتل مروان بن محمد ونبش العباسيين لقبور بني أمية وتمثيل الجثث داخلها[62] كان كثير من كندة وبالذات من السكون مع عبد الرحمن الداخل وأقام بنو تجيب وبنو الأفطس وبنو ذي النون وبنو صمادح وكلهم من السكون دويلات بالأندلس من الفترة في ثمان مائة وثمانية وثمانين ميلادية حتى ألف وأربعة وتسعين[63] إستقر بنو تجيب في قلعة أيوب وداروكا في منطقة أراغون في سرقسطة. كانوا طبقة أرستقراطية ولهم نفوذ وتأثير كبير في المنطقة وقاتلوا المولدين الأندلسيين[64] أول حاكم منهم على سرقسطة كان محمد الأنقر وحكمها من 888 وحتى 925 ثم هاشم بن محمد وبعده إبنه محمد بن هاشم التجيبي الذي تحالف مع راميرو الثاني ملك ليون ضد الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر فسير الناصر جيشا لحصار سرقسطة وإضطر إلى مصالحة الناصر لما كان يتمتع به من قدرة إدارية وحجم العصبة والأنصار المؤيدة له ولأسرته[65] إنقسم بنو تجيب بقيادة يحيى بن عبد الرحمن التجيبي ومعن بن عبد العزيز التجيبي إثر تحالف يحيى بن عبد الرحمن مع عبد الله ابن محمد بن أبي عامر ضد والده محمد بن أبي عامر المعافري فتم إعدام الرجلين بأمر من معن بن عبد العزيز التجيبي وتوسع بنو تجيب فسيطروا على وشقة.
تزايدت الخلافات بين بنو تجيب فطرد المنذر بن يحيى التجيبي محمد بن أحمد بن صمادح إلى فالنسيا فأقام إبنه معن بن محمد إمارة بنو صمادح في المرية[66] حكم بعده محمد بن معن بن صمادح ثم إبنه عبد الله بن محمد بن صمادح وكان آخر أمراء بنو صمادح وهرب خارج البلاد بعد تهديد المرابطين وسلم السلطة لأخيه الذي سلمها للمرابطين في 15 مايو 1091 للميلاد. أما أبناء عمومتهم، فقد حارب المنذر بن يحيى التجيبي شانجة الثالث ملك مملكة نافارا وخلفه إبنه يحيى المظفر. تحالف يحيى مع ملك طليطلة وتزوج زواجا سياسيا من أخت إسماعيل الظافر وحرص على علاقات طيبة مع سليمان بن هود الذي كان قاضي لاردة وتطيلة ومؤسس دولة بنو هود الذين أسقطوا التجيبيين لاحقاً. خاض المظفر معارك عديدة مع غارسيا سانشيز الثالث وشن حملة على ناجرة. قام المظفر بتوسيع المسجد الكبير في سرقسطة، كان المسجد قد بُني قبل أيام المظفر على يد حنش بن عبد الله الصنعاني. تولى بعده إبنه المنذر الثاني لمدة سنتين حتى تم إغتياله من إبن عمه عبد الله بن حكم التجيبي. إستغل بنو هود الفوضى والإنقسام لينقضوا على سرقسطة وسط تأييد من السكان الذين كانوا يكرهون عبد الله بن حكم [67]
أما بنو الأفطس ، فيُقال أنهم أمازيغ مستعربون [68] ونفس الشي قيل بشأن بنو ذي النون. بينما ذكر ابن خلدون أنهم من بنو تجيب [69] حكم بنو الأفطس بطليوس وكان بينهم وبين بني عباد حروب كثيرة أنهكتهم وأعدم آخر ملوكهم عام 1094 على يد المرابطين.
وظهر عدة شعراء في سرقسطة خلال أيام التجيبيين مثل يوسف بن هارون الكندي الرمادي نسبة إلى رمادة وهو من قال [70]:
أحن إلى البرق اليماني صبابة | لأني يماني الدار وهو يماني |
كأني من فرط الصبابة لامح | أنامل من مهدي السلام قواني |
كأن البروق الخافقات معارة | حشا هائم من شدة الخفقان |
ويعد أبو بكر بن محمد التجيبي المعروف باسم "ابن باجه" (لاتينية:Avempace) من أوائل فلاسفة الأندلس[71] وعاش محمد بن الحسين الكتاني المذحجي في سرقسطة أيام التُجيبيين[72] وعاش الفيلسوف يعقوب بن إسحق الكندي الي ينتمي لبني معاوية الأكرمين في نفس الحقبة تقريباً. ومن الوزراء اليهود للتجيبيين كان يكتوئيل بن إسحق والشاعر والفيلسوف اليهودي سليمان بن جبيرول الذي قُتل خلال تمرد عبد الله بن حكم[73] في تلك الفترة، تولى إسماعيل بن اليسع الكندي قضاء مصر ومن ثم محمد بن مسروق الكندي ومن ثم إسحق بن الفرات التجيبي وعلي بن سعيد بن مسروق الكندي وكان معظم كندة بمصر قاضياً[74] أقدمهم سليم بن عتر التجيبي الذي ولاه معاوية بن أبي سفيان القضاء فيها[75]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لهجة بني كندة
أكتشفت عدة نصوص مدونة بخط المسند في قرية الفاو تعود إلى القرون الأولى للميلاد بلغة أسماها المسشرقون "شبه سبئية" وتعد ونقش النمارة من أقدم النقوش القديمة بلغة قريبة من العربية التي دون بها القرآن لإنهم استخدموا أداة التعريف "ال" بدلاً عن النون في آخر الكلمة[76] فاللغة "شبه سبئية" وتختلف إلى حد ما عن اللغة المدونة في النقوش السبئية في مأرب وصنعاء وغيرها ولاحظ العلماء إختلاف أسماء زعماء كندة في نصوص المسند عن أسماء همدان وحمير وهي دلالة أن بني كندة كانوا يتحدثون بلهجة مختلفة عنهم[77] نقوش قرية الفاو بالإضافة لنقش هند بنت الحارث في الحيرة والذي يخلد بناء دير هند الكبرى هما الشاهدان الماديان الوحيدان على لهجة كان يتحدثها أبناء كندة، والنقش في الحيرة دون بعربية صريحة في القرن السادس الميلادي ولكن كنقش النمارة، شابته اللغة السريانية[78] علماء اللغة العربية الأولين إستشهدوا بلسان بني كندة وشعرائهم كثيراً[79] وقد قال محمد بن أبي نصر الحميدي الأندلسي [80] :
فتح الشعر بكندة وختم بكندة |
أسر وقبائل كندة
تنقسم كندة لثلاث أقسام رئيسية هي بنو معاوية الأكرمين والسكون والسكاسك. وصفت نصوص خط المسند ملوك كندة بلفظة "آل ثور" وأُكتشف قبر أحد أقدم ملوكهم بقرية الفاو يدعى "معاوية بن ربيعة" يعود للقرن الرابع ق م[81] وورد في بيت منسوب للأعشى قوله:[82]
وإن معاوية الأكرمين | حسان الوجوه طوال الأمم |
متى تدعهم للقاء الحروب | تأتك خيل لهم غير جم |
وأما إذا ركبوا فالوجوه في | الروع من صدأ البيض حم |
- بنو معاوية الأكرمين
|
|
|
- السكون
|
|
- السكاسك
|
|
المصادر
- ^ Albert Jamme, inscription from Mahram Bilqis P.137
- ^ R. Khanam,Encyclopaedic Ethnography of Middle-East and Central Asia: A-I, Volume 1 p.442
- ^ W. Caskel, Entdeckungen In Arabien, Koln, 1954, S. 9
- ^ Albert Jamme, Inscription from Mahram Bilqis P.318
- ^ Irfan Shahîd,Byzantium and the Arabs in the Sixth Century, Volume 1 1995 p.162
- ^ Albert Jamme. Inscription from Mahram Bilqis p.319
- ^ Jan Retsö,The Arabs in Antiquity: Their History from the Assyrians to the Umayyads p.563
- ^ جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 2 ص 590
- ^ Gunnar Olinder,The Kings of Kinda of the Family of Ākil Al-murār H. Ohlsson, 1927 p.82
- ^ Gunnar Olinder,The Kings of Kinda of the Family of Ākil Al-murār H. Ohlsson, 1927 p.22
- ^ عمر كحالة، معجم قبائل العرب ج 3 ص 999
- ^ البلاذري، فتوح البلدان ص 110
- ^ البلاذری فتوح البلدان ص 106
- ^ عبد الرحمن بن خلدون، المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذو الشأن الأكبر. ج 2 ص 526 - 527
- ^ عبد الرحمن بن خلدون، المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذو الشأن الأكبر. ج 2 ص 526 - 527
- ^ عز الدين أبو الحسن علي المعروف بابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 2 ص 304 و305
- ^ تاريخ الطبري مج 1 ص 786
- ^ تاريخ الطبري مج٤ ص ٣٦٥
- ^ البلاذري، فتوح البلدان ج 2 ص 400
- ^ البلاذري، فتوح البلدان ج 1 ص 259
- ^ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله عبد الحكم بن أعين القرشي المصري، فتوح مصر وأخبارها دار الفكر - بيروت ص 327
- ^ البلاذري، فتوح البلدان، ج 1 ص 278
- ^ Lapidus, Ira M. (1988). A History of Islamic Societies. Cambridge University Press p.52
- ^ ابن ماكولا، إكمال الكمال ج ٤ ص ٣٤٧
- ^ تاريخ الطبري مج ١ ص ٩٣٠
- ^ مالك بن الأغر بن عمرو التجيبي
- ^ ابن الأثير الجزري.أسد الغابة في معرفة الصحابة ج 3 ص 25
- ^ تاريخ الطبري مج ١ ص ١٠٩٢
- ^ عبد الله بن محفوظ ، كندة ص ١٧٤
- ^ بغية الطلب في تاريخ حلب ص ١٢٩
- ^ شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد ص ٨ ص ٦١
- ^ تاريخ الطبري مج 1 ص 1202
- ^ ريخ الطبري مج ١ ص ١٢٠٣
- ^ ابن عساكر: 16 / 330
- ^ تاريخ الطبري مج ١ ص ١٢٠٤
- ^ تاريخ الطبري مج ٢ ص ١٣٤٧
- ^ تاريخ الطبري مج ١ ج ١٢٤٥
- ^ تاريخ الطبري مج ١ ص ١٢٤٩
- ^ تاريخ الطبري مج ١ ص ١٢٩٢
- ^ عمر كحالة، معجم قبائل العرب ج 3 ص 999
- ^ تاريخ الطبري مج ١ ص ١٣٢٢
- ^ تاريخ الطبري مج ١ ص ١٣٠٦
- ^ تاريخ الطبري مج ١ ص ١٣٢٤
- ^ تاريخ الطبري مج ١ ص ١٣٢٨
- ^ تاريخ الطبري مج ٢ ص ١٤٤٧
- ^ تاريخ الطبري مج ٢ ص ١٤٦٩
- ^ أ ب تاريخ الطبري مج ٢ ص ١٥٢٠
- ^ إبن قتيبة الدينوري، الإمامة والسياسة ج ٢ ص ٢٩
- ^ أ ب تاريخ الطبري مج ٢ ص ١٥٢١
- ^ تاريخ الطبري مج ٢ ص ١٥٢٣
- ^ تاريخ الطبري مج ٢ ص ١٥٢٤
- ^ تاريخ الطبري مج ٢ ص ١٥٢٩
- ^ >تاريخ الطبري مج ٢ ص ١٥٥٠
- ^ تاريخ الطبري مج ٢ ص ١٦١٨
- ^ ترجمة عبادة بن نسي
- ^ أ ب A.P. Watt,Palestine under the Moslems a description of Syria and the Holy Land from A.D. 650 to 1500. Translated from the works of the mediaeval Arab geographers p.28
- ^ Paul Wheatley,The Places Where Men Pray Together CITIES IN ISLAMIC LANDS, SEVENTH THROUGH THE TENTH CENTURIES p.46
- ^ جعفر السبحاني، بحوث في الملل والنّحل ج 5 ص 336
- ^ أبو الفرج الاصبهاني: الأغاني ج 23 ص 224 ـ 256
- ^ جعفر السبحاني، بحوث في الملل والنّحل ج 5 ص 337
- ^ تاريخ الطبري ج 9 ص 121
- ^ البداية والنهاية لابن كثير ج 10 ص 49
- ^ تاريخ بن خلدون ج 2 ص 327
- ^ De la marca superior de Al-Andalus al reino de Aragón, Sobrarbe y Ribagorza,Antonio Durán Gudiol p.59 Caja de Ahorros y Monte de Piedad de Zaragoza, Aragón y Rioja, Jan 1, 1975
- ^ R. Dozy, Essai sur l'histoire December tudjibides
- ^ Encyclopaedia of Islam, VI, 329
- ^ CORRAL, José Luis, History of Zaragoza. Muslim Zaragoza (714-1118) , Zaragoza, and CAI Zaragoza City Council, 1998. ISBN 84-8069-155-7
- ^ Afṭasid dynasty Britiniaca last retrived SEB 5 2013
- ^ ديوان المبتدأ في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، عبد الرحمن بن خلدون، المجلد الثاني، ص ٣٣١
- ^ أحِنُّ إِلى البَرق اليَماني صَبابَةً بوابة الشعراء يوسف بن هارون الرمادي تاريخ الولوج ١١ سبتمبر ٢٠١٣
- ^ Avempace (Ibn Bajja), Book of the soul , translation and publishing of Joaquín Lomba; Trotta : Madrid, 2007. ISBN 978-84-8164-947-5
- ^ Emilie Savage-Smith, The Oriental Institute, University of Oxford, Islamic Medical Manuscripts at the National Library of Medicine [1](retrieved 23-09-2011)date
- ^ Gabirol, Solomon ben Judah ibn ' Encyclopaedia Judaica , vol. VII, col. 235-246, Jerusalem, Keter Publishing House Jerusalem Ltd. Israel, 1971. 72-90254 LCCCN
- ^ رفع الإصر عن قضاة مصر ابن حجر العسقلاني
- ^ سليم بن عتر التجيبي
- ^ A. F. L. Beeston Bulletin of the School of Oriental and African Studies, University of London Vol. 42, No. 1 (1979), pp. 1-6 Published by: Cambridge University Press
- ^ A. Avanzini: Le iscrizioni sudarabiche d'Etiopia: un esempio Tues culture e lingue a contatto. in: Oriens antiquus، 26 (1987), page 201-221
- ^ Hikmat Kashouh.The Arabic Versions of the Gospels: The Manuscripts and their Families p.170
- ^ جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 8 ص 591
- ^ جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص ٣٤٦
- ^ Bulletin of the School of Oriental and African Studies / Volume 42 / Issue 01 / February 1979, pp 1-6
- ^ أبو الحسن اليمني القرطبي، التعريف بالأنساب والتنوية بذوي الأحساب ص 80
- ^ ابن الأثير الجزري، اللباب في تحرير الأنساب ج 1 ص 37
- ^ التعريف بالأنساب والتنوية بذوي الأحساب لأبو الحسن القرطبي ص 83
- ابن خلدون
- علي بن أبي طالب
- عثمان بن عفان
- عبد الملك بن مروان
- شبه الجزيرة العربية
- معاوية بن أبي سفيان
- معركة اليرموك
- عمر بن الخطاب
- عبد الرحمن الناصر
- مسلم بن عقيل
- يحيى بن عبد الرحمن
- محمد بن أبي بكر
- وقعة الحرة
- عبد الرحمن بن الأشعث
- ابن السائب الكلبي
- سليمان بن جبيرول
- الضحاك بن قيس الشيباني
- أكيدر بن عبد الملك