بنو تجيب
بطن من بطون السكّون من قبيلة كندة القحطانية، وهم بنو عَدي وسعد ابني أشرس بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن يشجب ابن زيد بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. تفرع منهم سلالة بنو صمادح وبنو هاشم الذين حكموا سرقسطة بالأندلس ما بين عام ثمان مئة وثمان وثمانون للميلاد إلى ألف وواحد وتسعون للميلاد.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إسلامهم
أسلم بنو تجيب ووفدوا على محمد بن عبد الله في السنة التاسعة للهجرة قبل وفود باقي كندة بقيادة الأشعث بن قيس في السنة العاشرة للهجرة. أتوا على محمد بن عبد الله في ثلاثة عشر راكبا من عليتهم وأكرمهم محمد بن عبد الله ودعا لغلام كان من ضمن الوفد كما ذكر الواقدي:" قدموا سنة تسع، كانوا ثلاثة عشر رجلا، فأجازهم أكثر ما أجاز غيرهم، وأن غلاما منهم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما حاجتك؟». فقال: يا رسول الله أدع الله يغفر لي ويرحمني ويجعل غنائي في قلبي. فقال: «اللهم اغفر له وارحمه، واجعل غناه في قلبه». فكان بعد ذلك من أزهد الناس. ساقوا عند قدومهم صدقات أموالهم التي فرضى الله عليهم، فسر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بهم وأكرم مثواهم، وقالوا: يا رسول الله إنا سقنا إليك حق الله في أموالنا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ردوها فقسموها على فقرائكم، قالوا: يا رسول الله ما قدمنا عليك إلا بما فضل عن فقرائنا، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله ما قدم علينا وفد من العرب مثل هذا الوفد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إن الهدى بيد الله عز وجل، فمن أراد الله به خيراً شرح صدره للدين)" (إنتهى كلامه)
مشاركتهم في الفتوحات
شارك بنو تجيب في فتح مصر وولى عمرو بن العاص مهمة تخطيط الفسطاط إلى معاوية بن حُديج التُجيبي . وتولى القضاء إبان خلافة معاوية بن أبي سفيان سُليم بن عتر التُجيبي الذي بقي قاضيا طوال خلافة معاوية. وكان سُليم أول قاض نظر في الجراح وحكم فيها، وكان أول قاض بمصر سجل سجلاً بقضائه. وعبد الرحمن بن معاوية التُجيبي ولي القضاء من قبل والي مصر عبد العزيز بن مروان وكان أول قاض نظر في أموال اليتامى، وضمَّن عريف كل قوم أموال يتامى تلك القبيلة. أشهر من تولى الشرط فهو عبد الله بن عبد الرحمن التجيبي الذي أجمع الجند على توليته الشُرط عام 131 هـ إلى أن يأتي رأي الخليفة مروان بن محمد، ثم ولي الشرط في ولاية حميد بن قرطبة مصر عام 143 هـ بعد أن استشار الجند، واستمر على الشُرط في ولاية يزيد بن حاتم عام 144هـ، وفي سنة 152هـ ولَّى أبو جعفر المنصور، عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية التُجيبي ولاية مصر وتوفي وهو واليها سنة 155هـ، ثم وليها أخوه محمد بن عبد الرحمن باستخلاف أخيه له، فأقره أبو جعفر على صلاتها، وجعل على شُرطه العباس بن عبد الرحمن التُجيبي، وتُوفي محمد بن عبد الرحمن في شوال 155هـ فكانت ولايته ثمانية أشهر ونصف.
فترة حكمهم بالأندلس
كان لبني تجيب دورهم في فتوح مصر وإدارتها لكن كان لهم دور أوضح في الأندلس، فقد شاركوا في فتح الأندلس واستقروافي أراغون عند الفتح وبرز عدة رجال منهم في عهد الإمارة والخلافة الأموية وملوك الطوائف، وتفرعت هذه الأسرة فرعين هما: بنو هاشم ومقرهم سرقسطة، وبنو صُمادح ومقرهم المَريَّة.وأقيم عبد الرحمن التجيبي رسمياً شيخاً عليها.
ملوك بنو تُجيب الكنديين
حكمت سلالتان من بنو تجيب منطقة سرقسطة والمرية وهما بنو صمادح وبنو هاشم من عما ثمان مئة وثمان وثمانون إلى عام ألف وواحد وتسعين للميلاد.
بنو هاشم
1- محمد بن عبد الرحمن التجيبي : المكنى بأبي يحيى والمعروف ب"الأنقر". استطاع الاستيلاء على سرقسطة والقضاء على سلطى بني قسي الأمازيغية.توفي سنة 312هـ/924.
2- هاشم بن محمد: خلف والده وأطلق على عائلته بنو هاشم. وتوفي عام 318هـ/930 فخصهم الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر بمعاملة حسنة.
3- محمد بن هاشم: إنتقض على الخليفة الأموي سنة 323هـ/934م ولحق براميرو الثاني ملك ليون ث م تظاهر بالخضوع للخليفة وألَّب عليه شمال الأندلس كله بما في ذلك مملكة نافار، فاضطر عبد الرحمن الناصر إلى الخروج لقمع هذه الثورة، فاستولى على قلعة أيوب، ثم حاصر سرقسطة فاستسلم محمد بن هاشم، فصفح عنه وحفظ له منصبه لما كان يتمتع به من مقدرة إدارية، ولما كان لبني تُجيب في الشمال من العصبة والأنصار.
4- عبد الرحمن بن مطرَّف بن محمد بن هاشم. في أيام المنصور بن أبي عامر، دبَّر عبد الرحمن بن مطرَّف مكيدة للمنصور الذي كشف أمرها وأطاح رأس عبد الرحمن، بيد أنه ندب لحكم سرقسطة يحيى بن عبد الرحمن التُجيبي استبقاء لولاء الأسرة جرياً على سياسة أسلافه وذلك سنة 379هـ/989م. و
5- يحيى بن عبد الرحمن التُجيبي استمر يحيى التُجيبي في حكم سرقسطة وأعمالها بعد عبد الرحمن بن مطرف حتى وفاته سنة 408هـ/1017م.
6- المنذر بن يحيى التُجيبي الأول : يمكن اعتبار المنذر بن يحيى التُجيبي أول أمير للثغر في عهد الطوائف، فحكم سرقسطة وأعمالها حتى وفاته سنة 414هـ/1023م.
7- يحيى بن المنذر : خلف أباه المنذر ولقب بالمظفر توفي سنة 420هـ/1029 م
8 - الحاجب معز الدولة (المنذر بن يحيى الثاني) : قُتل سنة 430هـ من قبل أحد بني عمومته وقواده، ويدعى عبد الله بن حكيم لأنه رفض الاعتراف بذلك الدعي الذي نصبه القاضي ابن عبَّاد في إشبيلية وزعم أنه الخليفة المؤيد، وكان لمقتل المنذر بن يحيى أن اشتد الاضطراب في سرقسطة، وكادت تعصف بها الفتنة، لولا إسراع سليمان بن هود وصحبه إلى سرقسطة واستيلاؤهم عليها في غرة محرم 431هـ /أيلول 1039م.وبذلك انتهت رياسة التجيبيين للثغر الأعلى بعد أن امتدت زهاء قرن ونصف.
بنو صمادح
يجتمع بنو صمادح مع بني هاشم في عبد الرحمن بن عبد الله جدهم الداخل إلى الأندلس، فطردهم أحفاد عبد الرحمن التجيبي من أراغون.
1- معن بن محمد بن أحمد بن صمادح التجيبي : في سنة 433هـ/1041م نجح في الاستحواذ على إمارة المرية الصغيرة التي كان قد أسسها عام 416هـ/1025م اثنان من الصقالبة هما خيران وزهير، توفي معن عام 443هـ/1051م.
2- أبو يحيى بن معن بن صمادح : سمَّى نفسه معز الدولة، فلما تلقَّبت ملوك الأندلس بالألقاب السلطانية تلقَّب هو أيضاً باسمين من ألقابها، فسمّى نفسه المعتصم بالله الواثق بفضل الله، وقد جرى أبو يحيى مع رجاله على أحسن سيرة في جنده ورعيته، فحسنت أيامه واستقرَّت دولته، وكان من أهل الأدب والمعارف فاضلاً عاقلاً، وكان لأهل الشعر عنده سوق نافقة، فقصده جمع منهم وأقام ملكاً بمدينة المرية دام إحدى وأربعين سنة.
3- أحمد بن ابن أبي يحيى : سرعان ما اعتزل العرش لقدوم المرابطين، وكان والده قد أوصاه إذا بلغه أن ابن عباد جرى عليه شيء من قبل المرابطين أن يركب البحر إلى قلعة بني حماد، فلما بلغه خلع المعتمد بن عباد، كاتب المنصور بن الناصر الحمَّادي صاحب قلعة بني حماد من عمل بجَّاية واستأذنه في الوصول إلى بلاده، فأذن له حيث بقي في مدينة تنس حتى وفاته.
المراجع
الكندي، كتاب الولاة والقضاة (المطبعة اليسوعية، بيروت 1908).
ـ ابن عذاري، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب (دار الثقافة، بيروت).
ـ محمد عبد الله عنان، دول الطوائف منذ قيامها حتى الفتح المرابطي (القاهرة)