العمارة المملوكية
|
|
|
|
|
العمارة المملوكية، كانت ازدهاراً للفن الإسلامي في عهد سلطنة المماليك (1250-1517)، وهي أكثر وضوحاً في قاهرة العصور الوسطى. جعلهم الحماس الديني يرعون الهندسة المعمارية والفن بسخاء. في ظل الحكم المملوكي، ازدهرت التجارة والصناعة، وأصبحت عاصمتهم القاهرة واحدة من أغنى مدن الشرق الأدنى، ومركزاً للنشاط الفني والفكري. كما ورد عن ابن خلدون: "القاهرة هي مركز الكون وحديقة العالم"، بقباب مهيبة، وساحات، ومآذن شاهقة منتشرة في جميع أنحاء المدينة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
ينقسم التاريخ المملوكي إلى فترتين بناءً على حكام أسرتين مختلفين: حكم المماليك البحرية (1250-1382) من أصل قپچاقي من جنوب روسيا، سموا لوقوع ثكنات على ساحل البحر والمماليك البرجية (1382–1517) من أصل شركسي، تم إيواءهم في القلعة.
تميز عهد المماليك البحرية بأنه عهد الفن والعمارة في العصر المملوكي بأكمله. كانت الفنون الزخرفية المملوكية - خاصة الزجاج المذهب والمطلي، والأعمال المعدنية المطعمة، والأعمال الخشبية، والمنسوجات - محل تقدير في جميع أنحاء البحر المتوسط وكذلك في أوروپا، حيث كان لها تأثير عميق على الإنتاج المحلي. ومن أمثلة ذلك تأثير الأواني الزجاجية المملوكية على صناعة الزجاج البندقي.[1]
شهد عهد السلطان بيبرس وخليفته المنصور قلاوون (حكم 1280-90)، بدء رعاية المؤسسات العامة والدينية التي تضمنت المدارس، والأضرحة، والمآذن، والمستشفيات. لم تؤمن مثل هذه المجمعات المتفردة بقاء ثروة الراعي فحسب، بل أدّت أيضاً إلى استمرار اسمه، وكلاهما تعرض للخطر بسبب المشاكل القانونية المتعلقة بالميراث ومصادرة ثروات الأسرة. بجانب مجمع السلطان قلاوون، هناك آثار هامة بناها سلاطين المماليك البحرية ومنهم الناصر محمد (1295–1304) وكذلك مجمع السلطان حسن المتميز والفريد (بدأ إنشائه عام 1356).[بحاجة لمصدر]
اتبع سلاطين المماليك البرجية التقاليد الفنية التي أسسها أسلافهم من المماليك البحرية. لاقت المنسوجات والسجاجيد المملوكية رواجاً كبيراً في التجارة الدولية. في العمارة، استمرت هيمنة المؤسسات الخيرية العامة والدينية. تضمنت غالبية الآثار التي شيدت في أوائل عهد المماليك البرجية في مصر، المجمعات التي بناها برقوق (حكم 1382-99)، فرج (حكم 1399-1412)، المؤيد شيخ (حكم 1412-21)، وبرسباي (حكم 1422-38).[بحاجة لمصدر]
في مقاطعات شرق المتوسط، ساعدت تجارة المنسوجات المربحة بين إيران وأوروپا على إنعاش الاقتصاد. كذلك النشاط التجاري للحجاج في طريقهم إلى مكة والمدينة. أقيمت مخازن كبيرة مثل خان القاضي (1441) لتلبية تلك الطفرة التجارية. تضمنت المؤسسات العامة الأخرى في المنطقة مسجد أقبغا الأطرش (حلب، 1399-1410)، وصابون (دمشق، 1464)، بالإضافة لمدرسة الجكمكية (دمشق، 1421).[بحاجة لمصدر]
في النصف الثاني من القرن 15، ازدهرت الفنون تحت رعاية قايتباي (حكم 1468-1496)، أعظم سلاطين المماليك. في عهد تم ترميم المزارات المقدسة في مكة والمدينة.[2]
شيدت المباني التجارية والمؤسسات الدينية والجسور في المدن الكبرى. في القاهرة، يعتبر مجمع قايتباي في القرافة الشمالية (1472-1474) أفضل هيكل معروف ومثير للإعجاب في هذه الفترة.
استمرت البناء حتى عهد آخر سلطان مملوكي، الأشرف قانصوه الغوري (حكم 1501-17)، الذي أمر ببناء مجمعه (1503-05)؛ إلا أن طرق البناء عكست الأحوال المالية للدولة.
على الرغم من أن سلطنة المماليك سرعان ما تم دمجها ضمن الدولة العثمانية (1517)، إلا أن الثقافة المرئية للمماليك اتتمرت كمصدر لإلهام الفنون العثمانية وغيرها من الفنون الإسلامية.[بحاجة لمصدر] التغيرات التي طرأت على العمارة العثمانية في مصر تضمنت إدخال المآئن على شكل أقلام المأخوذة من المساجد العثمانية التي هيمنت على المساجد ذات البهو المعمد في الفترة المملويكة. يعتبر مسجد سليمان باشا من 1528 من أمثلة هذا الطراز.[3][4]
المساهمون
تنبع الهوية المعمارية للآثار الدينية الإسلامية في العصر المملوكي من الغرض الرئيسي وهو إقامة الأفراد لنصبهم التذكارية الخاصة بهم، وبالتالي إضافة درجة عالية من التفرد. يعكس كل مبنى الأذواق الفردية والخيارات واسم صاحب النصب. غالباً ما يتم تصنيف العمارة الإسلامية المملوكية في عهد السلطان، أكثر من إنفرادها بتصميم معين. غالباً ما كانت النخبة أكثر دراية بفن المباني عن العديد من المؤرخين.[5]
نظراً لأن الحكام كانوا يجمعون بين الثروة والسلطة، فإن النسب المعتدلة الشاملة للهندسة المملوكية - مقارنة بالأساليب العثمانية أو التيمورية الكلاسيكية - ترجع إلى القرارات الفردية للمستفيدين الذين كانوا يفضلون رعاية مشاريع متعددة. رعاة المساجد مثل الظاهر بيبرس، الناصر محمد، الناصر فرج، المؤيد، برسباي، قايتباي، والأشرف قانصوه الغوري، فضلوا جميعاً بناء عدة مساجد في العاصمة بدلاً من التركيز على تشييد نصب تذكاري ضخم.
السمات
في حين تباين تنظيم الآثار المملوكية، كانت قباب الأضرحة والمآذن هي سمات مهيمنة ثابتة. تبرز السمات في عمارة المساجد المملوكية وكانت ذات أهمية في تجميل أفق المدينة. في القاهرة، كانت قباب الأضرحة والمآذن محل تجبيل لكونها رمزاً للاحتفال والعبادة.[5]
استخدم الرعاةهذه السمات البصرية للتعبير عن فرديتهم من خلال تزيين كل قبة ومئذنة بأنماط مميزة. تعددت الأنماط المنحوتة على القباب من الأضلاع والتعرجات إلى تصاميم النجوم الهندسية والزهور. تعكس قبة ضريح أيتميش البجاسي وقبضة ضريح أبناء قايتباي تنوع وتفاصيل العمارة المملوكية. تأكد إبداع البناة المماليك بشكل كبير مع هذه النماذج.[بحاجة لمصدر]
توسعاً في تطوير الفاطميين لواجهات المساجد في الشوارع، طور المماليك فنهم المعماري لتعزيز آفاق الشوارع. بالإضافة إلى ذلك، تأسست مفاهيم جمالية وحلول معمارية جديدة لتعكس دورها المفترض في التاريخ. بحلول عام 1285، تم بالفعل إنشاء السمات الأساسية للعمارة المملوكية في مجموعة السلطان قلاوون. ومع ذلك، استغرق المماليك ثلاثة عقود لإنشاء بنية جديدة ومتميزة. استخدم المماليك تقنية الكياروسكورو، وتأثيرات الضوء المرقط في مبانيهم.[بحاجة لمصدر]
بحلول 1517، قضى الغزو العثماني على العمارة المملوكية.
العمارة الشركسية
حقا أن العمارة في العصر الشركسي عبارة عن صفحات باقية إلا الآن تشهد على تطور وامتداد العماره المملوكية البحرية وتحكي لنا عن عظمة العمارة المملوكية عامة وجمالها ورشاقتها وحسن منظرها.
لقد شهد عصر المماليك الجراكسة إقامة الكثير من المنشآت الدينية والمدنية والتجارية التي فاقت عددها أعداد منشات عصر المماليك البحرية، فقد لقى من هذا العصر ما يقرب من مائة وستة وثلاثين أثراً ما بين مساجد ومدارس وقباب وخانقاوات وزوايا واربطة وتكايا وخانات ورباع ووكالات، وقصور ومنازل وبيمارستانات وأسبلة وحمامات، وأحواض وأبواب وغيرها وغيرها من مبانى أثرية معمارية بقيت شاهدة على هذا العصر المملوكي الجركسي، ويجب أن نلاحظ شيء غاية في الأهمية وهو كثرة آثار هذا العصر بالرغم من سوء الأحوال الاقتصادية التي شهدتها البلاد خلال هذه الفترة الثانية خلال حكم المماليك التي امتدت فيما بين (784هـ/1382م-923هـ/1517م) ربما بسبب كثرة الحروب التي شهدتها هذه الفترة وأعداد الجيوش التي تتكلف الكثير والكثير من الأموال، وربما بسبب كثرة الأوبئة والطواعين التي تعرضت لها البلاد، وإلى جانب ذلك أيضاً ثورات العربان ووقوفهم في وجه السلاطين، وربما كذلك بسبب سوء أحوال العملة والتلاعب في أسعارها بإنقاصها أو خلطها أو غشها. وفوق هذا كله هذه الصفة التي اتسمت بها الدولة المملوكية وهي التنازع على السلطة لدرجة الحرب بينهم مما كان كفيلاً بتزعزع الاقتصاد ولكن العمارة لا ترتبط بذلك كله حيث أن كل سلطان مملوكى سواء بحرى أو جركسى كان يريد ان يترك بصمه معمارية يكون فيها إفادة للناس يتذكره الناس بها كصدقة جارية. لذلك نجد أن العمائر والآثار التي خلفتها لنا الدولة أكثر الآثار الموجودة في مصر الإسلامية قاطبة ذلك أن العمارة في هذا العصر على وجه الخصوص لا ترتبط بالحالة الأقتصادية.[6]
ونذكر مثالين على ذلك أحدهما من العصر المملوكي البحري وأحدهما من المملوكي الجركسى.
الأول، كان الطاعون ممتد في العالم الاسلامي بل العالم كله ومات فيه ثلثى سكان مصر واثر على الاقتصاد في الفتره الاولى من تولية الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون عام 748هـ أثر على البلاد من نواحى عدة ولمدة سنين متتالية، كما اتسم عهد السلطان حسن بالقلائل والعراكات السياسية المملوكية وبالرغم من ذلك تم بناء هرم الآثار الاسلامية وهو (جامع ومدرسة السلطان حسن بحي القلعة)، وهذا دليل على عدم ارتباط وتأثر العمارة الإسلامية سواء المدنية منها أو الدينية بالظروف السياسية أو الاقتصادية حيث كانت العمارة من الأشياء التي لها أولوية فكان كل سلطان مملوكي في عصر المماليك البحرية أو الجركسية، يكون حريص أشد الحرص أن لا يترك الحكم إلا وقد ترك بصمات معمارية يتقرب بها إلى الله ويذكر على ألسن الناس بعد موته أو خلعه. وإذا لاحظنا أن الناس في العصور السالفة والآن عندما يذكرون سلاطين المماليك يذكرون من قاموا ببناء تلك البصمات المعمارية، أما من لم يترك بصمه فيكون غير مشهور أو منسى تقريباً، لذلك العمائر المملوكية بما عليها من نقوش كتابية تملئ جميع أجزاء المنشأة بمثابة دعاية للسلطان وبقاء لسيرته في العصور التالية أي أنها بمثابة كتاب يحكي عن منشئه وتخلد صفحاته ذكره على ألسن الناس.
الثانية، وهناك دليل أقوى من السابق وهو ما حدث في عهد السلطان الأشرف قايتباي، الذي امتد على مدى تسعة وعشرين عاماً وشهد جميع مظاهر التدهور الاقتصادى،ومع ذلك فان عصر هذا السلطان يعد بمثابة العصر الذهبى للعماره الاسلاميه لكثرة ما وصلنا من عهده من منشأت معمارية متعددة الاستخدامات، تعد من أشهر أنواع العمارة المملوكية والعمارة بصفة عامة.بقى منها في القاهرة وحدها قرابة الثمانية عشر منشأه معمارية.
واذا تحدثنا عن أهم مميزات التي اتسمت بها العماره في ذلك العصر فإنها اتسمت بعدة صفات ومميزات نستطيع حصرها في الآتي:
1- من أهم المميزات التي نشاهدها في آثار دولة المماليك الجركسية هو صغر مساحتها بسبب ازدحام المناطق السكنية التي اقيمت بها بالسكان والعديد من المنشات الاخرى، وتبع ذلك صغر الايوانات وظهور عنصر السدلتين اى الايوانين الصغيرين كما ادى ذلك الى صغر مساحة الصحن فأدى ذلك الى تغطيته بسقف خشبى وهذا من الحلول المعمارية التي ادت الى ظهور عناصر معمارية جديدة.
2- قام المعمار نتيجه لضيق المنشأة في بعض الاحيان في المدارس بصفه خاصه ذات الايوانات بفصل الصحن عن الايوانات فجعله منخفضا عنها بمقدار (0.25 متر) وتسمى (الدرقاعة) وهى كلمه فارسيه بمعنى الجزء المنخفض عن القاعة.
3– كما تميزت المبانى الدينية بتنوع تخطيطها الذي كان يضم في الغالب السبيل والكتاب والقبه رغم معارضة الاسلام لاقامة المبانى والقبور، وتواجد التخطيط ذو الايوانات المتعامده في المدارس وهناك ايضا التخطيط الذي يجمع بين الاروقه والايوانات او التخطيط ذو الصحن الصغير المسقوف غالبا بالشخشيخه او باذاهنج او شباك سلك للاناره والتهويه (الملقف)،الذي اختفت من وسطه الفواره او الفسقيه رغم بقائها واستمرار وجودها رغم وجودها في المبانى المدنية ذات الصحن وفوق هذه التخطيطات يظهر ايضا التخطيط التقليدى صحن اوسط مكشوف تحيط به اربع ظلات والمتاثر بالموروث المحلى الذي كان سائدا في مصر في العصور التي سبقت العصر المملوكى وهو المتاثر بدوره بتخطيط جامع الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة.
4- استخدمت في عمائر هذا العصر الاسقف الخشبيه بدلا من الاقبيه الحجريه بعد ان اصبحت الايوانات مستعرضه على الصحن او الدرقاعه وقل عمقها مما ساعد على تغطيتها بعوارض خشبيه مختلفة الانواع والاشكال واشهرها البراطيم الخشبية على هيئة التمساح. ومن مميزات العماره في هذا العصر ايضا هى عدم اتخاذ المدخل في الوسط من المنشأه بل في اركانها المتطرفه حتى لا تؤثر على الوحدات الزخرفيه التي تزين الواجهة.
5- كما شاع في مبانى هذا العصر استخدام المداخل المنكسرة التي تتالف من دركاه مسقوفه تفضى الى دهليز ينكسر مره او مرتين قبل ان يؤدى الى داخل صحن المنشاه.
6- وكثر في هذا العصر أيضاً بناء المنشآت المعلقة التي شيد اسفلها حوانيت أو دكاكين عديده للانفاق من دخلها على هذه المباني، تلك الظاهره التي عرفتها مصر الاسلاميه لاول مرة في العصر الفاطمي.
7- كما شاع أيضاً استخدام الحجر في تشييد الحوائط الخارجية والطوابق الارضية، بينما استخدم الآجر في بناء الاماكن الرطبه مثل دورات المياه وفى الطوابق العلوية.
8– ولقد تميزت العمارة أيضاً في هذا العصر باستخدام الوزارات في الجدران وكذلك الرخام الملون وفى الارضيات كما استخدم الفسيفساء الرخاميه والصدف في زخرفة المحاريب كما في جامع الطنبغا الماردانى والظاهر برقوق.
9- ولعل من أهم مميزات العمارة في هذا العصر هي المآذن والتي تميزت بأنها اصبحت جزء من التكوين المعمارى للواجهة في أغلب المنشات الدينية ونلاحظ ان المعمارى لم يهتم بطولها على قدر اهتمامه برشاقتها وجمال تصويرها وجعلها دائماً تلفت النظر بجمالها وحسن تكوينها وكثرت بها النصوص القرآنية الكتابية المنقوشة بخط النسخ المملوكى وكانت المآذن على طراز القلة الكمثرى الشكل كما تميزت بتعدد جواسقها وصلت اربعه في مجموعة الغورى بالغورية.
10- وتميز العصر المملوكى الجركسى عن البحرى بكثرة وتعدد قباب الدفن المستقله بصوره واضحه وكبيره، كما كانت العمائر الدينيه في الغالب كالجوامع والمدارس يوجد في أحد اركانها قبه دفن.
11- ولقد استحدث في اخر العصر المملوكى بناء انواع من القباب استخدمت كاستراحات خلويه يتردد عليها للراحه والاستجمام أو للرياضه والنزهه، وهى اشبه ما تكون بالمناظر والقباب الكثيره التي اقامها الفواطم على اطراف مدينة القاهرة وفى المناطق الخلويه الجميله،ومن احسن الامثله لهذه القباب القباب التي استعملت للراحه والنزهه وهى (قباب يشبك بن مهدى) بكوبرى القبه وبميدان الفدويه بالعباسية.
12- ولقد انفردت المبانى المدنيه في عصر المماليك الجراكسة وتميزت بعدة خصائص ميزتها عن عصر المماليك البحريه.فقد شاع في هذا العصر اقامة الأسبلة، والكتاتيب منفرده عن المبانى الدينيه من مساجد ومدارس وخانقاوات وقباب، واستخدم الحجر في بناء الحوائط الحاملة الداخلية والخارجية وفقا لنظام المشهر كما هو الحال بالنسبة للمنشآت الدينية، وأما الآجر فقط اقتصر استخدامه على بناء الصهاريج والأماكن الرطبه. 13- كما تميزت المنشآت المعمارية التجارية في ذلك العصر استخدام المساقط التي تحقق فكرة التجول السريع داخل المبانى حول فناء سماوى يتوسطه فسقيه أعد لاستقبال الدواب وغيرها ويحيط به في الطابق الارضى مجموعة من الحجرات والحواصل التي اعدت بدورها لاستقبال البضائع والسلع،وذلك بهدف توفير الخصوصيه للوحدات السكنيه التي أقيمت بالطوابق العليا،وصارت بذلك تطل على الداخل والخارج عن طريق نوافذ غطيت بالمشربيات من الخشب الخرط مراعاه لمبدأ الحجاب الذي ساد خلال العصور الوسطى ولتسمح بمرور الهواء والضوء الى داخل المبانى،وتميزت هذه المبانى ايضا بالمداخل المباشره الذي يؤدى الى داخل الصحت في سهوله ويسر.
ويتضح من هذه المميزات المهاره والابداع وحسن التصميم وتطور العماره المملوكية وحسن صنعتها ودقة تفاصيلها،والحقيقة الهامة التي استنتجناها ايضاً ان الآثار المملوكية على وجه الخصوص كانت بمثابة كارت اشهار للسلطان ودعايه له وبصمة له في حياته وتقرب الى الله والى الشعب سواء الدينيه والخيريه منها.
وهناك شيء اخر غايه في الاهمية هو الذكاء المعمارى وبالمصطلح الأثري (الحلول المعمارية ) التي استخدمها المعمار في مبانيه لجعلها تخرج بهذه الفخامة وكأنها كتلة واحدة منحوتة،ومثال على ذلك مثلا انكسار الواجهه بدرجه معينه في ضلع معين من اضلاع الواجهه لمراعاة خط تنظيم الطريق، بناة المئذنة والقبة والمدخل مطلة على الشارع لابراز المنشأه كاملة، بناء المدخل في احد الاركان لكى يعطى مساحه واسعه من الواجهة لتزيينها بالشبابيك والدخلات الغائرة والمقرنصات، فنجد ان كل شيء فعله المعمارى لم يأت اعتباطا وانما جاءت لاسباب طوعها المعمارى أو المهندس ان دلت فانها تدل على الذكاء المعمارى (الحلول المعمارية).
المساجد المملوكية
تحتفظ عمارة المساجد بالتقاليد السابقة؛ فهي مؤلَّفة من صحن مكشوف تحفُّ به أربعة أروقة، ومن حرم مغطى، أمَّا المدرسة فهي مؤلَّفة من إيوانين متقابلين مفتوحين على صحن، وقد تلحق بالمدرسة -غالبًا- أضرحة ومصليَّات.[7]
وظهر في هذا العصر بناء الجامع والمدرسة، أمَّا الخانقاه فهي أشبه بمدرسة مخصَّصة للصوفيَّة أو لرجال الأعمال؛ حيث يكون لهم جناح في هذا المبنى لمزاولة أعمالهم، والخانات هي فنادق للمسافرين والقوافل تتكون من طابقين أو أكثر، الطابق السفلي مخصَّص لحفظ البضائع والدواب، والطوابق العليا للسكن، أما الوكالات فهي مخصَّصة للتجار ورجال الأعمال.
ومع أنَّ فنَّ العمارة المملوكي كان محصِّلة الفنون المعمارية التي ظهرت قبل هذا العصر، فإنَّه امتاز بنضج الزخارف واستخدامها للحجر والآجر والإكساء بالرخام مع زيادة الاهتمام بطراز الأعمدة والدعامات من الرخام والغرانيت، واستعمال موفَّق لأعمدة قديمة.
اهتمَّ المعمار بواجهات المنشآت؛ إذ ظهرت عناصر زخرفية جديدة بدت على شكل مقرنصات وشرَّافات مسنَّنة، مع الاهتمام برشاقة المآذن وزخرفتها حجريًّا، وازداد الاهتمام بالمداخل الشامخة التي تظهر واضحة في بناء مسجد السلطان حسن ومدرسته في القاهرة، بالإضافة إلى المشربيَّات والشناشيل في عمارة القصور والبيوت التي تُحقِّق الإطلال الخارجي مع احتجاب النساء، كما تُحقِّق تكييفًا هوائيًّا طبيعيًّا.
المآذن المملوكية
اهتمَّ المعمار عمومًا بتزيين المآذن بالمقرنصات أو "بالقيشاني" وغيرها، وقد ظهرت المئذنة المزدوجة الرءوس كما في مئذنة الغوري في الجامع الأزهر، وتُزيِّن المساجد المملوكية سقوف مدهونة وزجاج ملوَّن في النوافذ، وتنزيل الرخام في الجدران، مع تبليطات هندسيَّة، كما تُزيِّن واجهات هذه الأبنية كسوات رخامية أو حجرية حمراء أو بيضاء، ومحاريب شاقولية ومقرنصات، ويتميَّز مسجد قايتباي بمزايا زخرفيَّة متميِّزة.
المدافن المملوكية
يُعدُّ المدفن من أكثر المنشآت المعماريَّة انتشارًا في ذلك العصر، وما زال حتى اليوم ما يقرب من خمسة وخمسين مدفنًا، وتأخذ القبَّة شكل التربة، وكان بعضها مستقلًّا؛ وبعضها الآخر ملحقًا بمنشآت أخرى، وتغطي الصالةَ المدفنيَّة قبَّةٌ ذات رقبةٍ دائريَّةٍ أو مضلَّعة تنفتح فيها نوافذ عدَّة، محمولة على عنق
مثمن، وتبدو القبَّة شديدة الارتفاع مقطعها قوسي، مزيَّنة بالمفصَّصات (زخرفة إهليلجيَّة ناتئة أو غائرة) أو المِشْبَكات الهندسية أو النباتية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
القصور المملوكية
ومن أقدم أمثلة العمارة المدنية قصران من العصر الأيوبي رُمِّما في عصر بيبرس وقلاوون؛ هما قصر الهواء في القلعة، وقصر نجم الدين في جزيرة الروضة، بالإضافة إلى القصر الأبلق الذي أنشأه بيبرس في دمشق، وقصرٍ مماثلٍ له في القاهرة أنشأه قلاوون.
الحمامات المملوكية
وظهرت في القاهرة ودمشق في هذا العصر الحمامات العامَّة ذات المخطَّط المصلب؛ وهي مؤلَّفة من ثلاثة أقسام: قسم (المشلح) وهو مُزيَّن ببركة ومضاء بمنور، وتنفتح على هذه الصالة "أواوين" لاستراحة المستحمين، ويمتدُّ ممرٌّ إلى القسم (الوسطاني) المستعمل للتدليك، ومنه إلى القسم الحار المؤلَّف من مقاصير ذات قباب منارة بمكورات زجاجية، ومثالها حمام التيروزي في دمشق.
مرئيات
ڤيديو يوضح عمليات الهدم في قرافة المماليك بالقاهرة، يوليو 2020. |
الهامش
- ^ Yalman, Suzan. "The Art of the Mamluk Period (1250–1517)". The Met's Heilbrunn Timeline of Art History. The Metropolitan Museum of Art.
- ^ Bloom & Blair 2009, p. 152.
- ^ Bloom & Blair 1995, p. 251.
- ^ Rabbat, Nasser. "Ottoman Architecture in Cairo: The Age of the Governors". web.mit.edu. Retrieved 4 December 2018.
- ^ أ ب Behrens-Abouseif 2008.
- ^ "السمات الذهبية فى العماره المملوكية". منتدى عشاق الحضارة والآثار. 2011-10-29. Retrieved 2020-07-25.
- ^ "العمارة الإسلامية في عصر المماليك". قصة الإسلام. 2017-06-15. Retrieved 2020-07-25.
المراجع
- Behrens-Abouseif, Doris (2008). Cairo of the Mamluks : A History of Architecture and Its Culture. New York: Macmillan.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Bloom, Jonathan M.; Blair, Sheila (1995). The art and architecture of Islam 1250-1800. Yale University Press. ISBN 978-0-300-06465-0.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Bloom, Jonathan M.; Blair, Sheila (2009). The Grove encyclopedia of Islamic art and architecture. Vol. II. Oxford University Press. p. 152.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Raymond, André (1993). Le Caire. Fayard.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help)