السكة الحديدية الأولى التي بنيت عبر سيبريا، المنطقة الواسعة التي تكوِّن معظم القسم الآسيوي من روسيا. واعتبرت في حينها أطول سكة حديدية في العالم، حيث امتدت على مسافة 8,000 كم من يكاترينبورگ (كانت تسمى في العهد السوفييتي سڤردلوڤسك) وشليابنسك في جبال الأورال إلى ڤلاديڤوستوك في شرقي الصين على بحر اليابان. وقد أطلق عليها في الأصل سكة حديد سيبريا الكبرى، ولا توجد الآن في روسيا سكة حديدية يطلق عليها اسم سكة حديد سيبريا، بل ثمة قطار يُطلق عليه اسم القطار السريع عبر سيبريا، يقطع المسافة بين موسكو وفلاديفوستوك في سبعة أيام. ويسير من موسكو إلى يكاتيرنبرج (سفيردلوفسك) حيث يلحق بالخط الأصلي لسكة حديد سيبريا. وقد تم تشغيل القسم الذي يربط موسكو بإركتسك منه بوساطة الطاقة الكهربائية.
هو أطول منظومة خطوط حديدية مفردة في روسيا الاتحادية، يربط الجزء الأوربي من روسيا الاتحادية بمناطق سيبيريا والشرق الأقصى، مروراً بعقدة تشِلابينسك على المنحدرات الشرقية لجبال الأورال، وأومسك في وسط سيبيريا، وإيركوتسك وخَباروڤسك على نهر آمور، ويبلغ طوله من موسكو إلى ڤلاديڤوستوك في الشرق 9198 كم، وإلى ما وراء فلاديفوستوك حيث ينتهي عند محطة ناخودكا البحرية 9441 كم. عرض السكة 1520 مم، وهو العرض المعتمد في روسيا.
لخط حديد عبر سيبيريا أهمية اقتصادية وعسكرية كبيرة، ويعد من أهم المنجزات في تاريخ الامبراطورية الروسية والاتحاد السوڤيتي.[3]
رسم بناء سكة حديد سيبريا بداية عهد جديد في تطور سيبريا، فقد بدأت الصناعة والتجارة تتطور، كما تزايد عدد السكان. وكانت السكة الحديدية ذُخرًا للبلاد خلال حربها ضد اليابان في أوائل القرن العشرين، وخلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث استخدمت لنقل الجنود والمؤن عبر منطقة مترامية الأطراف.[4]
شرع في بناء خط حديد عبر سيبيريا بأوامر من قيصر روسيا ألكسندر الثالث (1845ـ1894) بدءاً من عام 1891 في قطاعات عدة منه في آن واحد انطلاقاً من الغرب عند موسكو ومن الشرق عند فلاديفوستوك، ومن مناطق متوسطة على اتجاه سكة حديد وسط سيبيريا وسكة حديد وراء بايكال وخطوط أخرى كانت موجودة أو قيد الإنشاء وفق الاتجاه الرئيسي المخطط له وتوجهات روسية لاستعمار المنطقة.
الحرب والثورة
كان الروس في أول الأمر قد ضمنوا موافقة الصين في الشرق على بناء خط حديدي مباشر عبر منشوريا (سكة الحديد الشرقية الصينية) من منطقة ما وراء بحيرة بايكال إلى فلاديفوستوك. وقد تم إنجاز هذا الخط الذي عرف بخط عبر منشوريا Trans- Manchurian Line في عام 1901. غير أن روسيا خشيت بعد الحرب الروسية اليابانية (1904ـ1905) أن تستولي اليابان على منشوريا، فقررت متابعة تنفيذ مشروعها إلى فلاديفوستوك عن طريق خط بديل أطول وأصعب من سابقه، عرف بخط حديد آمور Amur Railway نسبة إلى منطقة نهر آمور. وقد أنجز هذا الخط كاملاً عام 1916. ويناء على ذلك تعد سكة حديد عبر سيبيريا قد أنجزت مرتين: ففي عام 1904 تم وصل جميع قطاعات الخط فيما بين موسكو وفلاديفوستوك عبر منشوريا. وفي عام 1916 تم إنجاز خط حديد عبر سيبيريا الرئيسي كاملاً ضمن الأراضي الروسية. وعُدَّ إنجاز هذا الخط نقطة تحول رئيسية في تاريخ سيبيريا، إذ فُتح الباب على مصراعيه لاستثمارات وعمليات استيطان وتصنيع روسية واسعة في مناطق مترامية الأطراف قليلة السكان.
بعد الحرب العالمية الثانية أخضع خط حديد عبر منشوريا بأكمله للإدارة الصينية، وبدلت تسميته إلى سكة الحديد الصينية تشانغ ـ تشون Chinese Ch’ang-Ch’un. وفي العهد السوفييتي أضيفت إلى الخط الحديدي عبر سيبيريا على فترات مختلفة خطوط و تفرعات تتشعب عن الخط الرئيسي. وبدءاً من عام 1974 حتى عام 1989 تم إنشاء خط بديل مهم إلى الشمال سمي خط بايكال ـ آمور الرئيسي Baikal-Amur Mainline. يمر هذا الخط عبر مناطق صعبة في التايغا Taiga ومناطق جمد (جليدية التربة) permafrost ومستنقعات مما يعوق أعمال الصيانة.
المطلب والتصميم
الانشاء
بنت روسيا ما بين عامي 1897 و1903م السكة الحديدية الصينية الشرقية عبر منشوريا في شمال شرقي الصين. وقد ربطت هذه السكة فلاديفوستوك بأقسام سكة حديد سيبريا في غرب سيبريا وأواسطها. وبحلول عام 1904م امتدت سكة حديدية متصلة من فلاديفوستوك عبر الصين وسيبريا إلى جبال الأورال.
واحتاج الروس إلى خط سكة حديد لا يمر بالصين، فبنوا خطًا شمال الصين من خباروفُسك إلى كوينكا، وحين أنجز في سنة 1916م كان الحلقة الأخيرة في سكة حديدية متصلة بالتراب الروسي بين فلاديفوستوك وجبال أورال غربًا نحو موسكو. ومنذ عشرينيات القرن العشرين وُصِّلت سكة حديد سيبريا بسكك حديدية أخرى في الاتحاد السوفييتي (سابقًا). وتُشَكِّل الخطوط على طول سكة حديد سيبريا جزءًا من شبكة السكك الحديدية التي تربط بين كل أجزاء البلاد.
تستغرق اليوم رحلة القطار «روسيا» Rossya الكاملة على خط عبر سيبيريا من موسكو إلى ناخودكا نحو ثمانية أيام بما في ذلك مبيت ليلة إلزامية في خباروفسك.
Ames, Edward. "A century of Russian railroad construction: 1837-1936." American Slavic and East European Review (1947): 57-74. in JSTOR
Dawson Jr, John W. "Max Dehn, Kurt Gödel, and the Trans-Siberian escape route." Notices of the AMS 49.9 (2002).
Marks, S.G. Road to Power: The Trans-Siberian Railroad and the Colonization of Asian Russia, 1850–1917, 1991, ISBN 0-8014-2533-6
Faulstich, Edith. M. The Siberian Sojourn (Yonkers, N.Y. 1972–1977)
Metzer, Jacob. "Railroads in Tsarist Russia: Direct gains and implications." Explorations in Economic History 13.1 (1976): 85-111.
Miller, Elisa B. "The Trans-Siberian landbridge, a new trade route between Japan and Europe: issues and prospects." Soviet Geography 19.4 (1978): 223-243.
North, Robert N. Transport in western Siberia: Tsarist and Soviet development (University of British Columbia Press, 1979)
Reichman, Henry. "The 1905 Revolution on the Siberian Railroad." Russian Review (1988): 47#1 pp: 25-48. in JSTOR
Richmond, Simon. Trans-Siberian Railway (Lonely Planet, 2009), current guide book for travelers
Thomas, Bryn, The Trans-Siberian Handbook, 6th ed, 2003, Trailblazer, ISBN 1-873756-70-4, guide book for travelers
Tupper, Harmon. To the great ocean: Siberia and the Trans-Siberian Railway (Little, Brown, 1965)
Westwood, John Norton. A history of Russian railways (G. Allen and Unwin, 1964)
(بالروسية) Калиничев, В. П. Великий Сиберский путь (историко-экономический очерк), 1991, Транспорт, Москва, ISBN 5-277-00758-X