خباباش

خباش
خباباش، Khabbash
جزء من نصب نستاسن يذكر (السطر 13) الغازي المصري كمباسوتن Kambasuten (غالباً خباش)[1]
فرعون مصر
الحكمح.338 – ح.335 ق.م., الأسرة 31[2]
سبقهأردشير الثالث
تبعهأردشير الرابع أو داريوش الثالث

خباش أو خباباش فرعون مصري ثائر ضد الإحتلال الفارسي الثاني (343 - 332 ق.م.) الذي أنهى الأسرة الثلاثين. (حكم 338 - 336 ق.م.)، بمساعدة ابنه الأكبر،[4] أجزاء كبيرة من مصر السفلى بالإضافة إلى ممفيس من سايس بالإقليم الخامس بمصر السفلى، قبل سنوات قليلة من فتح الاسكندر الأكبر لمصر.[5] ويقال أن نخت أنبو الثاني، آخر حاكم وطني لمصر الفرعونية والذي نـُفِيَ، قد ساعد خباباش في ثورته، ولكن ربما قد هـُمـِّش للأبد نتيجة فشل الثورة.[بحاجة لمصدر]

قليل هو ما نعرفه عن خباش. ويشار إليه بأنه "سيد الأرضين"،[6] أي ملك مصر العليا والسفلى، وكذلك "ابن رع"، وهو لقب فرعوني آخر، وأُعطِي اسم العرش (الفرعوني) سنن-ستپو-ني-پتاح بقرار من پطليموس لاگيدس،[7] الذي أصبح پطليموس الأول المخلص في 305 ق.م.

وفي وقتٍ ما في عقد 330 ق.م.، قاد حاكم مصر يُدعى كمباسوتن – الذي يُعرف على نطاق واسع أنه خباش – غزواً لـمملكة كوش التي كانت قد هزمها الملك نستاسن كما هو مسجل في نـُصـُب موجود الآن في متحف برلين. وقد عـُثـِر على تابوت للثور أپيس يحمل اسمه في سقارة[8] وهو مؤرخ لسنة حكمه الثانية.[9]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ألقابه

قالب:Titolaturaegizia

تم العثور على اسم العرش في نقشين منفصلين:

قالب:Cartiglio snn Ṯnn - Senentenen (Immagine di Tatenen) قالب:Cartiglio stp n Ptḥ - Setepenptah (Scelto da Ptah)


حياته

الأصول: كوشياً أم ليبياً

هناك جدل كبير حول أصل خباباش، فهناك مزاعم بكونه كوشياً وأخرى تقول بأنه من أصول ليبية. فمثلاً يقول عالم الآثار الفرنسي گاستون ماسپيرو بأن خبابيش من أصل ليبي ولكنه لم يوضح السبب. ويقول عالم الآثار سبالينجر بأنه ليبي الأصل ومن قبيلة المشوش، لأن اسمه يحمل المقطع (باش)، وهو من الأسماء الشائعة آنذاك فى قبيلة المشوش حيث الاسم أو المقطع ينتهى بـ (باش).

ويقول عالم المصريات سليم حسن بأنه ليبي الأصل، وأن هذه الثورة قام بها الليبين فى غرب الدلتا بقيادة أحد أمراء المشوش، وهو خباباش، ثم استولوا على الوجه القبلى واتجهوا إلى الشمال.

ويرى الدكتور أحمد عبد الحليم دراز مؤلف كتاب مصر وليبيا فى العصور القديمة، والذى فند الأمر كثيراً من نواحي عديدة، ومنها الدينى والسياسى والاجتماعي، وقال بأن هناك احتمالاً بأن خبابيش قد يكون ليبياً من قبيلة المشوش. ولكنه فى كتابه لم يجزم بالأمر بل ادعى في بعض الأمثلة بأن قائد هذه الثورة الحقيقية يحتمل بأنه شخص اخر غير خباباش، أو قبل ظهور خباباش، كثورى ثم أكمل هذه الثورة في أعوامها الأخيرة قبل دخول الإسكندر الأكبر.

ويقول رأي آخر، بأن خبابيش كوشي الأصل، ويستشهد بأجزاء من كتاب مصر وليبيا في العصور القديمة عند حديثه عن هذه الثورة، والتي تؤدي إلى استنتاج بأن خبابيش لا يمكن أن يكون ليبياً. فالأحوال الليبية وكما في كتاب الدكتور راز لا تشير مطلقاً بوجود أي محاولات من الليبيين بالدفاع عن أرضهم، فكيف يستطيعون الدفاع عن مصر وفى هذه الثورة الكبرى بل وضد من الفرس بما كانوا يتمتعون به من قوة في ذلك لاوقت.

بجانب أنه في التاريخ المصري، ومنذ العهد الليبي، لم يظهر منهم أية محاولة على الاطلاق للدفاع عن مصر وحتى ولو كان من سلالتهم ملوك مصريين فى العصر المتأخر أو حتى فى عصر الأسرة 26 وغيره من العهود. ولكن هذا لا ينطبق على النوبيين أو الكوشين وخاصة لارتباطهم بأرض مصر منذ فجر التاريخ.

ثم أنه عندما ترك الملك نخت أنبو الثاني أرض مصر لوثوقه فى عدم الفوز على الفرس أو الدفاع عن بلاده مصر اتجه إلى أرض الكوشيين وليس إلى أرض الليبين المشوش، بالرغم من علاقته آنذاك بالأرضين، فلماذا أرض الكوشيين بالتحديد؟ وهذا هو السؤال الهام الأن والذى لابد من البحث فيه بالرغم من ندرة المصادر الموثقة حول ذلك حتى وقتنا هذا.

فرار نخت أنبو الثاني إلى كوش

مما لاشك فيه بأنه كان فى المخطط الفارسي بعد احتلال مصر ومن المصادر الفارسية نفسها بأنهم كان لديهم الرغبة والتوسع بالوصول إلى بلاد كوش، ولم تكن أرض المشوش فى خلدهم على الاطلاق. وكذلك لا يمكن التغاضي عن كفاءة المقاتل الكوشي وما فعلوه فى عهد الملك نخت أنبو الأول مع الجيش المصري ثم فى عهد الملك نخت أنبو الثاني.

فكانت الخطوة الكبيرة بعد مصر هى بلاد كوش وليس بلاد المشوش وخاصة أنها بلاد حتى هذا التاريخ لم تكن في تنظيم ملكي وأقل حضارياً عن بلاد كوش ومصر بطبيعة الحال، ومن هنا دب الخوف فى بلاد كوش وتنظيمهم فى الدفاع عن بلادهم فى حالة وصول الفرس إليهم.

ومن ناحية أخرى لا ننسى أن ملوك كوش كانوا ياخذون ألقاباً مصرية طوال عهودهم ومنهم على سبيل المثال الملك الكوشى الذي استضاف الملك نخت أنبو الثاني فكان يدعى أكراتين (342-328 ق.م) وكان لقبه المصري وكما فى خرطوشه (نفر-إب حور) ومن العجب ب،نه فى عهده وكما في تاريخ بلاد كوش كان هناك أميراً نوبياً يدعى (خباش) فهل خباش هذا هو نفسه خباباش؟.

ومن المحتمل أو المؤكد بأن الملك نخت أنبو الثاني بعد وثوقه فى عدم الدفاع عن مصر اتجه إلى بلاد كوش للحماية ثم الاعداد من هناك للدفاع عن أرض كوش ثم الاتجاه إلى مصر، وإن وجوده في بلاد كوش سيزيد الحمية في النوبيين وزيادة أعداد الجند وخاصة لتفوقهم الحربى عن المشوش بطبيعة الحال.

ومن المحتمل جداً بأنه تعرف على الأمير خباباش المحب لمصر ورغبته فى الدفاع عن مصر وجهز جيشه وعتاده للدفاع عن مصر وتكون حائط الصد، ومن ناحية أخرى لاحتمالية أية نزوح فارسى إلى أرض النوبة. وهنا ظهر خباباش على صفحات التاريخ وقيامه بهذه الثورة الكبرى ضد الفرس والتى استمرت بكل تأكيد موثق لعدة سنوات طويلة.[10]

حكمه

قادت الآثار التاريخية التي ذُكر فيها اسم خباباش إلى ثلاث اتجاه لفترة حكم خباباش لمصر:

  • الاتجاه الاول: أما الاتجاه الأول فيرى أصحابه أن حكم خباباش كان في بداية القرن 5 ق.م.، وأنه قاد ثورة المصريين ضد الفرس في العام الخامس والثلاثين من عهد دارا الأول، مستندين في ذلك على عدة شواهد منها، توكيد احترام البطالمة لذكرى (خباباش) حيث أعادوا الأوقاف القديمة التي كان قد منحها خباباش لمعبد بوتو.

وفي هذا الاتجاه فيظهر أن مانيتون تجاهل ذكر اسم خباباش، ولم يكن هذا بدافع نسيان أو لقصر فترة حكم خباباش، ولكن كان ذلك لإرضاء سيده بطليموس الثاني، ويحقق رغبة البطالمة في الارتباط بالأسرة السمنودية.

  • الاتجاه الثاني: أما الاتجاه الثاني فيرى أن فترة حكم خباباش هي العامين السابقين على غزو الإسكندر الأكبر لمصر، وبالنسبة لهذا الاتجاه لا يؤيده الترتيب الزمني والإشارات المذكورة في لوحة الوالي.
  • الاتجاه الثالث: أما الاتجاه الثالث وهو الذي يميل إليه أغلب العلماء، حيث يرى فترة حكم خباباش في العامين الذين يفصلان بين ارتكزركسيس ودارا الثالث، وذلك استناداً على عدة شواهد.

1- أن خبابش جاء بعد ارتكزركسيس، وذلك في لوحة الوالي (ثم قالوا لجلالته المستنقعات التي في الدلتا والمخصصة لمعبد الإله في بوتو ثم منعها العدو ارتكزركسيس ولم يقدم منها شيئاً للإله). 2- أن بردية ليبي والتي تم توقيعها من بادي حر رع، والذي وقع وثيقة أخرى في عهد الإسكندر الأكبر والمعروف أنه عام 338 ق.م، أغتيل ارتكزركسيس وخلفه أرسيس ملكاً، وكانت أوضاع الإمبراطورية الفارسية مرتبكة في هذا الوقت خاصة بعد انتصار فيليب المقدوني في معركة خيرونا، وبدأ تحويد القوى الإغريقية حوله، ويرجح أن خباباش استغل هذه الفرصة وقادة الثورة وأعلن نفسه ملكاً على مصر وتسمى بالأسماء والألقاب الملكية.


الآثار التاريخية

بردية خباباش

هي بردية محفوظة فى المكتبة الوطنية بباريس تحت رقم 215 وتم ترجمتها إلى عدة لغات مختلفة. ومن العجيب في هذه البردية أنها مجهولة الكاتب ويعود تاريخها بالتحديد إلى عام 332 ق.م وتقول هذه البردية بالنص:

« قد حدثت ثورة في الدلتا بقيادة أحد أمرائها ويدعى خباش واعترف به كهنة منف ملكاً على البلاد وأنه عمل لوحة باسمه في السراپيوم للعجل أپيس وخلع على نفسه لقب فرعون كافة أنحاء مصر. وبعد هزيمة الملك الفارسي دارا الثالث فى فى موقعة إسوس على يد الإسكندر الاكبر فقدت فارس معظم قوتها ولم تحاول الدفاع عن مصر. وكان الإسكندر الأكبر لبقاً إذ تظاهر بمظهر المخلص لمصر من نير الفرس لأن المصريين أنفسهم كانوا يتطلعون إلى ذلك. ونعلم أن مصرياً يدعى تفنخت من مدينة أهناسيا ذهب إلى ملك مقدونيا في أرض الشام واستنجد به، وهذا ما دفع الإسكندر الأكبر ملك مقدونيا تحويل أنظاره إلى مصر وتحريرها من الفرس وبأن الإمبراطورية الفارسية كانت في طريقها إلى الزوال وفقدت معظم قوتها. وفي عام 332 ق.م سيطر الإسكندر الأكبر على كافة أجواء البحر فدحر الفرس واتجه إلى مصر….»

ويتضح من كل ذلك أن هذه الوثيقة على درجة هامة من الأهمية وتروى لنا الأحداث بدقة وكيفية دخول الإسكندر الأكبر إلى مصر، ونحن حتى يومنا هذا لم نبحث فى شخصية المدعو (تفنخت) هذا وأنه لابد أن يكون من الشخصيات الهامة المصرية أو حتى الكهنوتية وخاصة للذهاب ومقابلة الإسكندر الأكبر نفسه. وتثبت لنا هذه الوثيقة من ناحية أخرى بأنه فى مصر كان هناك ثورة كبرى بالفعل وعلى رأسها خباباش.

وبرجوعنا إلى أحداث الثورة المصرية وأحداثها فنجد شخصية أخرى مصرية ويجب الدراسة الكاملة لها بالرغم من قلة المصادر حتى الآن وكان يدعى (خنوم ام اخت) وكان أحد كبار المسئولين في الفنتين فى احداث هذه الثورة وقبره هناك ويعتبر أحد الخونة المصريين الموالين للفرس ونجده فى وثيقة هامة مرسلة إلى الفارسى (ارتاباتوس) ويقول له بالنص الحرفي محذراً الفرس من أية هجمة ثورية ما يلي:

«لابد من حاكم مصر الفارسي بأن يأمر القائد الحامي لمنطقة الفنتين الفارسى ارتاباتوس أن يقيم حارساً على السفينة أثناء رسوها لانزال الغلال وإن لم تتخذ الاحتياطات فسوف يأتي الثوار ليلاً وينهبون الغلال وينصبون خيامهم ويصبحون أكثر جرأة حيث أنهم يطهرون أنفسهم فى وسط النهار.»

وتدل هذه الوثيقة أن الثوار كانوا يهاجمون مراكز المداد ومستودعات التموين الخاصة بالحاميات الفارسية في أنحاء البلاد وخاصة فى الجنوب وكما الحال ههنا. وتشير أيضاً بأن الثوار الحق في الجنوب وهذا يؤكد أيضاً بأنهم كانوا نوبيون وليس من المشوش على الاطلاق. وهذه الوثيقة تؤكد أيضاً وتثبت بأنه كان في مصر آنذاك ثورة كبرى ولكنها لم تشير من قريب أو بعيد بقائد هذه الثورة على الاطلاق.

وهناك وثيقة هامة أخرى وتذكر اسم خباباش وخاصة من كهنة مدينة بوتو هذه المرة وليس كهنة منف فقط وكما ذكرنا من قبل. وهذه الوثيقة الهامة وهي محفوظة في متحف الخرطوم وهي تفسر موقف مصر آنذاك وتقول بالنص:

« عندما تيقن الملك نقطانب الثانى عدم جدوى مقاومته للفرس والملك الفارسى ارتكزركسيس الثالث فر هاربا صوب الجنوب بعيدا عن متناول القائد المنتصر الفارسى،وانه لجأ عند احد امراء النوبة السفلى الذين عاصروا نستاسن من ملوك نباتا.ومن المحتمل ان هذا الامير نصب نفسه مسئول عن مصالح الملك نقطانب الثانى.وبعد وفاة هذا الملك اعلن هذا الامير نفسه فرعونا على اساس انه اصبح وريث الملك نقطانب الثانى،وان هذه الثورة استمرت اكثر من خمس سنوات كاملة.»

وهي تدل أيضاً على أن الثورة والثوار من أرض النوبيين وليس من المشوش.

لوحة الوالي

اكتشفت لوحة الوالي بالمصادفة الكاملة في عام 1970 ضمن أحجار جامع شيخون بالقاهرة مؤرخة بالعام السابع من حكم الوالي پطليموس الأول قبل أن يصبح ملكاً على مصر وهو عبارة عن مرسوم لاعادة الحقوق التى كان قد اغتصبها الملك الفارسي وقد أقر بأن الاوقاف قد تم اعطاءها لمعبد بوتو بواسطة الملك خباباش.

وتقول نصوص هذه الوثيقة بالنص:

«إن خباباش أصدر قراره بعد ان قام باستكشاف مصاب الدلتا التى يظن أن الآسيويين أي الفرس قد يهاجمون مصر عن طريقها. ولقد حث كهنة بوتو الملك خباباش على طرد ارتكزركسيس من مصر، أي يا مليكنا وسيدنا حور بن ايزيس وابن اوزير ملك مصر العليا والسفلى المنتقم لأبيه سيد بوتو رد العدو ارتكزركسيس.»

ومعنى ذلك أن كهنة بوتو وعدوا خباباش أنه إذا طرد الفرس فسيكون معروفاً فى سايس وكحاكم شرعى وهذا يدل من ناحية اخرى بان خباباش لم يكن الحاكم الشرعى للبلاد ولكنه ثورى كبير،ولذلك اتبع خباباش نصيحة الكهنة فى بوتو وكما فعل مع كهنة منف وانه سوف يعمل بكل جدية على طرد الفرس لكى يعترف به الكهنة ويكون الحاكم الشرعى للبلاد.

ومن المؤكد بأن بطليموس أراد أن يفعل مثلما فعل خباباش كى يعترف الكهنة بشرعية حكمه وذلك ما نلاحظه في اللوحة الشهيرة المعروفة باسم (لوحة الملك الفارسي) من عهد القائد بطليموس نفسه والتى ذكر فيها أيضاً اسم خباباش وتقول نصوص هذه اللوحة بالنص:

«حینما كان الملك بطلمیوس واقفاً أمام معبد بوتو فى الدلتا الغربیة، علم أن الأملاك الشاسعة الموازية للنھر المعروفة تحت اسم (بتانوت) قد وھبھا الملك خباباش لألهة مدينتى بى وتب حينما ذهب قداسته إلى مدينتى بى وتب لتفقد المنطقة المحاذية للنهر الواقعة بداخل أملاكه الشاسعة، فقد أراد أن يخترق منطقة المستنقعات لیحیط علماً بكل أذرع النیل التى تصب فى البحر. وھدفه ألا تتمكن البحرية الأسیوية مطلقاً من الاقتراب من الأراضى المصرية أجزاء كبيرة من مصر السفلى بالإضافة إلى ممفيس.»

ومن المؤكد التاريخى بأن أحداث بطليموس هذا كان بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر وتحريرها من الفرس حيث النسق التاريخى للاحداث هذه،وانه فى هذه الفترة كان خباباش نفسه قد توفى وكما فى نسق هذه الوثيقة.

تابوت العجل أپيس

تابوت العجل أپيس، عُثر عليه في سراپيوم منف.

تابوت العجل أپيس: ولقد تم ذكر اسم خباباش على هذا التابوت مما يؤكد بأنه كان شخصية حقيقية وليست أسطورية كما قال البعض الغير المتخصص فى التاريخ المصرى القديم. ولقد عثر على هذا التابوت في سراپيوم منف، وأن خباباش كملك قد أهداه إلى العجل أپيس ويقول النقش:

«السنة الثانية من الشهر الثانى للفيضان من عهد ملك مصر العليا والسفلى الملك خباباش محبوب اوزير أپيس.»

وهذا التابوت قد اكتشفه عالم الآثار ميريت باشا في عام 1851 وهو من الجرانيت الأسود ومازال موجودا في سراپيوم سقارة. وكان العجل أپيس الرمز الحي للإله پتاح إله منف، وعند موت هذا العجل كان يدفن فى هذا المكان المعروف باسم السراپيوم الآن ويكون التابوت من الجرانيت رمزاً للخلود.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بردية ليبي

بردية ليبي أو بردية (بادي حر رع): وهي محفوظة الان في متحف توليدو بالولايات المتحدة الأمريكية. وهى بردية عادية جداً لأنها تمثل عقد زواج تم على أيدى بعض كهنة طيبة، وهناك مثلها الكثير والكثير. ولكن ترجع أهمية هذه البردية فى ذكر اسم خباباش بصفته الملكية. وتقول هذه الوثيقة بأنه في الشهر الثالث من شهر الفيضان فى السنة الثانية من حكم الملك الفرعون خباباش تم توثيق عقد هذا الزواج. وهذا يدل أيضاً على أن خباباش كان شخصية حقيقية وليست أسطورية وكما ظن البعض الغير متخصص. ووجد أيضاً بعض الآنية المنقوش عليها اسم الملك خباباش محبوب الإله رع ومحفوظة بالمتحف المصري.

مصر ما بعد خبابيش

مما لاشك فيه آنذاك ظهرت شهرة الإسكندر الأكبر الواسعة على صفحات التاريخ وخاصة فى تاريخ الاسكندر الموثق بانه تولى عرش مقدونيا فى عام 336 ق.م، بعد اغتيال والده الملك فيليپ الثاني المقدوني، وعلى الفور قام بتنظيم صفوف جيشه وكان يبلغ من العمر آنذاك 20 عاماً. وأنه في عام 334 ق.م. كان قد عبر خليج الدردنيل لمواجهة جيوش الفرس، وهرب الملك دارا (داريوس) ملك الفرس من أرض المعركة مما جعل مدن آسيا الصغرى تفتح أبوابها للإسكندر الأكبر وبدون قتال.

ثم تقابل الجيشان مرة اخرى فى موقعة إسيوس الشهيرة وهي فى شمال أرض سوريا مع الحدود التركية وفي هذه المعركة هزمت أيضاً الجيوش الفارسية هزيمة منكرة تماماً، ولقد سار الإسكندر الأكبر بجيشه جنوباً على الشاطىء السوري حتى وصل إلى بلاد فينيقيا.

وهناك تلقى رسالة من دارا يعرض فيها شروط الصلح فى عام 333 ق.م.، فرد الإسكندر طالبا من الملك الفارسي الحضور شخصياً لمقابلته ومناقشة شروط السلام معه. ولما رفض دارا هذا الطلب واصل الإسكندر طريقه جنوباً على الساحل الفينيقي ولم تقف في طريقه سوى مدينة صور التي اضطر إلى حصارها سبعة أشهر قبل سقوطها.

وفي تلك الاثناء مما لاشك فيه ظهرت شخصية مصرية تدعى (تفنخت) من مدينة أهناسيا ذهب إلى ملك مقدونيا في أرض الشام واستنجد به، وهذا ما دفع الاسكندر الاكبر ملك مقدونيا تحويل أنظاره الى مصر وتحريرها من الفرس وبأن الإمبراطورية الفارسية كانت في طريقها إلى الزوال وفقدت معظم قوتها. ولكن من الغريب وحتى الأن لم نسمع أي شيئاً بخصوص خباباش على الاطلاق. ومن المؤكد أيضاً بأنه في هذه المقابلة قد حضرها القائد الكبير بطليموس نفسه ومن هنا بدً التخطيط للدخول إلى مصر وتحريرها من الفرس.

ومن المؤكد التاريخي كذلك بأن كلا من الإسكندر وقائده وساعده الأيمن بطليموس قد سمعا عن الثوري خباباش، وهذا ما نلاحظه فى النقش لبطليموس في وثيقة الوالي ورد حقوق معبد بوتو وكما تم ذكرها من قبل. ولكن بعد أن اصبح بطليموس ملكاً على مصر (سوتر) لم نسمع من مؤرخيه أي شيء عن هذه الثورة المصرية ولا حتى عن شخصية الثوري الكبير او الملك المصرى خباباش.

وهكذا لم يتردد الإسكندر الأكبر بدخول مصر واتجه إلى أرض مصر وفيها استقبله أهل مصر بالترحاب الشديد حتى يخلصهم من سؤ معاملة الفرس لهم ووصل الإسكندر إلى الفارما بوابة مصر الشرقية، في خريف عام 332 ق.م، ولم يجد أي مقاومة من المصريين ولا من الحامية الفارسية عند الحدود ففتحها بسهولة.

وعند دخوله منف العاصمة توجه الكهنة ملكاً على مصر ووضعوا على رأسه تاج الأرضين، وتم اقامة احتفال كبير وقدم الإسكندر القرابين للعجل أبيس في معبد السرابيوم بسقارة.

بعد هذا سافر الإسكندر بالمركب في مياه النيل شمالاً في الفرع الغربى للدلتا، حتى وصل إلى بحيرة مريوط فنزل في المنطقة المحصورة بين البحيرة جنوباً والبحر الأبيض شمالاً في مواجهة جزيرة فاروس. وهنا فكر الملك الشاب ببناء مدينة في هذا الموقع تحمل اسمه وتكون عاصمته الجديدة. وبعدما وضع خطة بناء مدينة الاسكندرية، قرر الإسكندر زيارة معبد آمون في سيوة، وسار وأصحابه مسافة 500 كيلومتر وسط رمال الصحراء الليبية، في رحلة شاقة استغرقت ثلاثة أسابيع للوصول الى الواحة.

بعد ذلك رجع الإسكندر إلى منف، وقبل مغادرته مصر حرص على أن ينظم البلاد تنظيماً دقيقاً. فقد حرص على الإبقاء على النظم المصرية القديمة، وتنويع الحكم بين المصريين والإغريق الذين وضع بين أيديهم السلطة العسكرية والمالية وأبقى للمصريين السلطة الإدارية، ووزع السلطات بالتساوى ولم يعين حاكمًا عامًا مقدونيا وبذلك ضمن رضى المصريين وعدم قيام الثورات الوطنية.

وهكذا أصبحت مصر بهذا ولاية إغريقية وأبقى الإسكندر على منف عاصمةً لها، كما حرص على فتح أبواب مصر للمهاجرين الإغريق خاصة المقدونيين. لأن مصر وكما تخيلها الملك المقدونى لابد أن تكون ولاية مقدونية اغريقية حكما وفكرا وثقافة. وكان ذلك نقطة التحول فى التاريخ المصرى انذاك، إذ دخلت مصر طورا جديدا من أطوار حضارتها المتنوعة.

وقبل أن يغادر الإسكندر الأكبر مصر استعرض قواته للوداع وأقام الشعب المصرى والاغريقى مهرجانا رياضيا وثقافيا كرمز للتعاون بين الحضارتين العريقتين، كما اوصى موظفيه ببعض الاصلاحات للمعابد وتجدبد معبد الكرنك ثم شد الرحال واتجه بجيشه شرقا مجددا للخروج من مصر والاتجاه الى قلب مملكة فارس نفسها.

المصادر

  1. ^ هنري گوتييه، Le Livre des rois d'Égypte, IV, (=MIFAO 20), Cairo, 1916, p. 139 (ويُعرَّف هنا خطأ بأنه قمبيز الثاني).
  2. ^ وُضِع في هذه الأسرة فقط لأسباب زمنية، إذ لم يكن له صلة بالأخمينيين.
  3. ^ Henri Gauthier, op. cit., p. 196.
  4. ^ Phiroze Vasunia, The Gift of the Nile: Hellenizing Egypt from Aeschylus to Alexander, University of California Press 2001, p.266
  5. ^ Phiroze Vasunia, The Gift of the Nile: Hellenizing Egypt from Aeschylus to Alexander, University of California Press 2001, p.266
  6. ^ Records of the Past Being English Translations of the Assyrian and Egyptian Monuments, Adamant Media Corporation 2001, p.73
  7. ^ مرسوم پطليموس لاگيدس
  8. ^ Karl Baedeker, Egypt, Adamant Media Corporation 2000. p.130
  9. ^ Samuel Birch, Ancient history from the monuments. Egypt from the earliest times to B.C. 300, Society for Promoting Christian Knowledge 1883, p.189
  10. ^ خباباش الفرعون الثائر، حراس الحضارة

وصلات خارجية