معركة الأبيض
معركة الأبيض | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الثورة المهدية | |||||||
جيش هيكس پاشا | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
مصر | السودان | ||||||
القادة والزعماء | |||||||
هكس باشا † | محمد أحمد | ||||||
القوى | |||||||
10,000 مشاة، 1,000 خيالة، 100 محارب، 14 قطعة مدفعية، 6 مدفع آلي | ~40,000 محارب | ||||||
الضحايا والخسائر | |||||||
7,000 قتيل جريح مجهول، ~2,000 أسير | غير معروف |
معركة الأبيض أو معركة شيكان أو حملة هكس، هي معركة وقعت بين قوات المهديين وقوات مصرية انتصرت فيها قوات المهديين انتصاراً ساحقاً.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية
تعتبر معركة الأبيض من أهم وأميز معارك المهدية فقد استخدم فيها الإمام المهدي أفضل الأساليب العسكرية واستطاع أن يحقق النصر على القوات الانجليزية المصرية ويكسر ما يعرف بالمربع الانجليزي الذي عرف بصلابته في معارك الامبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس.
بعد اندلاع الثورة المهدية وتتابع انتصارات الامام المهدي قامت بريطانيا بإرسال الكولنيل استيورت لكتابة تقرير عن الأوضاع في السودان حيث كتب تقريرياً ضافياً جاء فيه (... وضباطهم يجهلون ابسط فنون الفنون العسكرية وليس في قدرتهم تنفيذ أهون التحركات والمناورات العسكرية وثلث الجنود يجهلون استخدام البنادق والكثير منهم يعتقدون أن للمهدي قوة سحرية ...) بعد هذا قامت الحكومة في القاهرة بعزل الحكمدار عبدالقادر باشا حلمي وعينت مكانه علاء الدين باشا وبذلك فقدت القاهرة أفضل رجالها في السودان وتم ترشيح الكولنيل هكس باشا الضابط المتقاعد في الجيش الهندي للقيادة في مصر لقيادة أركان حملة القضاء على المهدي وانضم إليه عدد من الضباط الأوربيين منهم الميجور فركهار والكابتن هيرلث البريطاني والبارون اسكندروف البروسي. غادرت الحملة القاهرة نحو الخرطوم بصورة سريعة حيث وصلتها في 7 مارس 1883.[1]
توترت العلاقة بين قادة الحملة هكس باشا والحكمدار على الدين باشا ونيازي باشا القائد العام للقوات وسبب هذا الخلاف أن هكس باشا يعتقد أن السلطة التنفيذية والعمليات يجب أن تكون تحت إدارته وفي الوقت نفسه كان لسليمان نيازي الحق في أن يصبح القائد للحملة وذلك بصفته القائد العام للجيش في السودان رغم هذه الخلافات استطاعت الحملة أن تحقق بعض النجاحات في النيل الابيض ضد تجمعات ود المكاشفي وعبد الله ود برجوب وأتباعهما من جهينة واللحويين والشنخاب والكواهلة وهذه العمليات كانت باقتراح نيازي باشا حيث أشار بتنظيف بعض الجيوب على النيل الأبيض وفعلا تم تحقيق عدد من الانتصارات حتى وصل إلى الجبلين.
ساهمت الخلافات بين قادة الحملة في اضعاف الروح المعنوية للجنود ولذلك تدخلت الحكومة المصرية وعملت على نقل نيازي باشا إلى البحر الاحمر وأصبحت بعد ذلك تحت قيادة علاء الدين باشا وهكس باشا.
تشكيل المعركة
هكس باشا
تكونت حملة هكس من أثني عشر آلف وتسعمئة من الافراد والمقاتلين تحركت في شكل صندوق فيه خمسة بلوكات من الباشبوزق واربعة الف مدفع (كروب) وعشرة مدافع جبلية وستة مدافع (نورد فلوت) وستة مدافع رشاش (متراليوز) وصاحب الحملة 2000 تابع وإداري كما تحميل المؤن والاسلحة على عشرة آلاف من الدواب وتحركت الحملة من الدويم في 27 سبتمبر عام 1883.
صحب الحملة عدد من مراسلي الصحف البريطانية بغرض التوثيق وكتابة تقارير صحفية حية عنها ومن الصحف التي صاحبت الحملة مراسل صحيفة التيمز وديلي نيوز والگرافيك كما قام هكس باصطحاب عدد من السودانيين بغرض أن يصبحوا حكاماً على كردفان بعض القضاء على المهدي مثل قناوي بك أبو عموري وبساطي بله المحسي باشكاتب الخرطوم وحمد بك التلب الجعلي رئيس محكمة الاستئناف ومحمود بك أحمداني الكنزي مدير الخرطوم وعبدالرحمن بك بانقا الجعلي، كما قام بالإبقاء على الكولنيل ده كولتجن من أركان حربه في النيل الأبيض بين الخرطوم وفشودة لمنع السكان من الالتحاق بالمهدي في الابيض.
كانت حملة هكس عبارة عن مزيج من المصريين والسودانيين والأتراك وبعض الضباط الاوربيين من مجتمعات مختلفة وتدريب عسكري مختلف بالإضافة لكل ذلك ليس لهم هدف واضح أو رابط عقائدية فالضباط الأوربيين عبارة عن مرتزقة تدفعهم المغامرة والقوات المصرية هي بقايا جيش عرابي تم احضارهم للسودان مقيدين بالسلاسل والاغلال والجنود السودانيين محترفون لمهنة الجندية يعملون للحفاظ على مهنتهم والاستمرار فيها، والعدد الضخم من الدواب فهو يعيق سير الحملة وهي في حاجة دائمة للماء والاعشاب والأتباع من غير المحاربين هم عبء اضافي على قادة الحملة من حيث الاهتمام.
المهدي
كان المهدي على علم تام بخبر الحملة منذ تحركها من الخرطوم بواسطة استخباراته وظلت الاخبار تأتيه تباعاً وبعد مغادرة الحملة (للدويم) لأرسل المهدي مجموعة من قواته لمناوشة الحملة ودن الالتحام معها بقيادة محمد عثمان أبوقرجة وعبدالحليم وعامر الياس أم برير.
قام المهدي بإرسال المنشورات للقبائل التي تفرقت بعد تحرير الابيض كما خرج من المدينة بقواته وإعداد معسكر ضخم تجمعت فيه كل القبائل الموالية له وكان يشرف على التدريب القتالي بنفسه كما قام بإرسال الخطابات للقبائل المقيمة حول الطريق الذي تقرر أن تسلكه الحملة يأمرهم بإخلاء الطريق.
نجح الامام المهدي في استخدام الحرب النفسية تجاه قوات الحملة المتحركة نحوه في الابيض كما استفاد من العوامل الجغرافية والمناخية المتاحة في المنطقة لكي يحقق نصر كبير على هذه الحملة وقد ساهمت الاجراءات التي اتخذها المهدي في زرع الخوف في جنود الحملة، ومن الواضح أن المهدي كان يخطط لهذه المعركة وهو أحسن حالا من قادة الحملة.
كانت الأبيض تبعد عن الدويم 250ميلا لذلك تحركت الحملة عبر الطريق الذي تم اختياره بواسطة على الدين باشا وهوشات، هجليجة، أم دبيكرات، الأضية، الرهد، علوبه حتى وصل إلى فولة المصارين في 3نوفمبر 1883م حيث قام هكس بإرسال خطاب للمهدي يتوعده فيه بالهزيمة اذا لم يستسلم لجيشه المتقدم نحوه في الابيض.
لمواجهة حملة هكس قسم المهدي جيشه إلى راياته الثلاثة والتي ظهرت منذ قدير وهي الراية الزرقاء لأهل الغرب والراية الخضراء لقبائل النيل الابيض والراية الحمراء لقبائل شمال السودان وأهل الجزيرة ، وقد كانت الراية الزرقاء تحت قيادة الامير يعقوب (جراب الراي) والراية الخضراء تحت قيادة الامير موسى ودحلو والبشير عجب الفيه، والراية الحمراء تحت قيادة الأمير عبدالرحمن النجومي ، وقوات الجهادية تحت قيادة حمدان أبو عنجه وقد كان عدد قوات الجهادية عند مواجهة هكس قد بلغ ستة آلف مقاتل تم تقسيمهم إلى ارباع.
وصل الخلاف مداه بين هكس وعلاء الدين باشا حتى قيل أن أكثر الجنود والضباط يظهرون الكراهية لهكس وعدم الطاعة له وفي يوم الجمعة 1 محرم 1301هـ وصلت الحملة إلى غابة شيكان وفي اليوم الثاني سيطرت قوات المهدي على (البركة) وكان الغرض من ذلك أن لا تتمكن قوات الحملة من السيطرة عليها وكان عدد قوات المهدي كما ذكرهم ابراهيم فوزي خمسين آلف مقاتل مسلحين بمختلف الاسلحة ، ونتيجة للعطش الشديد فر أحد جنود الحملة لمعسكر المهدي وأخبره بكل التفاصيل عندها قرر المهدي مواجهة الحملة وكان ذلك في يوم 4محرم 1301هـ.
دخلت قوات هكس إلى غابة شيكان وهي في حالة من الإعياء وقلة المياه وفي يوم 5 نوفمبر 1883م انقسمت الحملة إلى ثلاثة مربعات عندها اعطى المهدي اتباعه إشارة الهجوم وتحولت المعركة إلى مذبحة وقتل العديد من الضباط والجنود وتمت ابادة معظم الحملة وقتل من الاوربيين آودو نوفان مراسل جريدة الديلي نيوز و(فيزتلى ) رسام جريدة لندن نيوز الصورة والاوربي الوحيد الذي نجى من الحملة يدعى (جوستاف كلوتز) الذي انضم لمعسكر الرهد في الرهد وهذا تم القضاء على أكبر حملة تم ارسالها للقضاء على المهدي في عقر داره وبعد سبعة أيام من الانتصار دخل المهدي مدينة الابيض في موكب مهيب يحفه النصر من كل جانب ويتحلق حوله الانصار ومعه عدد من الاسرى الذي تم القبض عليهم بعد القضاء على الحملة. ساهمت الخلافات بين قادة الحملة في سرعة القضاء عليها من قبل المهدي كما أن هذه الخلافات المتواصلة أفدت الحملة التركيز في المهمة الرئيسية وهي القضاء على المهدي.
نتائج المعركة
ترتب على انتصار المهدي في معركة شيكان والقضاء على حملة هكس عدد من النتائج والتي تتمثل في:
- أصبح للمهدي سمعة داخل وخارجية كبيرة جداً حيث وصلت إليه بعض الوفود من الحجاز والهند وتونس ومراكش.
- أصبح هم المهدي بعد هذا الانتصار الحاسم السيطرة على الخرطوم والقضاء على الحكم التركي – المصري نهائياً في السودان.
- قامت الحكومة بسحب حاميتها البعيدة إلى الخرطوم لكي لا تقع في قبضت المهدي مثل الكوة وفشودة والدويم مما مهد الطريق امام المهدي للزحف نحو الخرطوم بعد ذلك. - كسب المهدي مادياً ومعنوياً.
- استطاع المهدي بعد شيكان أن يعزل دارفور وبحر الغزال وخط الاستواء عن الخرطوم وسيطر عليهم بعد ذلك.
انظر أيضاً
الهوامش
- ^ "أهم معارك الثورة المهدية". الموسوعة السودانية. 2017-09-20. Retrieved 2018-01-22.
المصادر
- Churchill Winston, The River War, Eyre and Spottiswoode, London, 1952