حرب التحالف الرابع
التحالف الرابع ضد الامبراطورية الفرنسية الناپوليونية، التي هُزمت في حرب دارت من عام 1806 حتى 1807. شركاء التحالف تضمنوا پروسيا، ساكسونيا، السويد، وبريطانيا العظمى.
الكثير من أعضاء التحالف كانوا في السابق يقاتلون ضد فرنسا كجزء من التحالف الثالث، ولم تكن هناك فترة فاصلة من السلام العام. في 1806، پروسيا إنضمت للتحالف الجديد، خشية تصاعد النفوذ الفرنسي بعد هزيمة النمسا وتأسيس تحالف الراين برعاية فرنسية. پروسيا وروسيا انتقلتا إلى للمخيم الجديد، وحُشدت القوات الپروسية في ساكسونيا.
هزم ناپوليون الپروس في هزيمة حاسمة في حملة خفيفة حسمت في معركة ينا-أويرستد في 14 أكتوبر 1806. القوات الفرنسية تحت قيادة ناپوليون احتلت پروسيا، تعقبت فلول الجيش الپروسي الممزق، واحتلت برلين في 25 أكتوبر 1806. بعدها تقدمت القوات في طريقها إلى شرق پروسيا، پولندا والحدود الروسية، حيث قاتلت الروس في معركة غير حاسمة عند إيلاو في 7-8 فبراير 1807. تقدم ناپوليون على الحدود الروسية توقف في الربيع حيث بدأ في تنشيط جيشه. في النهاية سحقت القوات الروسية الفرنسيين عند فرايدلاند في 14 يونيو 1807، وبعد ثلاثة أيام طلبت روسية الهدنة. بتوقيع معاهدات تيلسيت في يوليو 1807، صنعت فرنسا سلاماً مع روسيا، ووافقت على الإنضمام إلى النظام القاري. ومع ذلك، فقد جاءت المعاهدة على حساب پروسيا، حيث طالب ناپوليون بالكثير من الأراضي الپروسية على إمتداد الراين السفلي غرب إلبا، وهذا الجزء كان يكون الكومنولث الپولندي-اللتواني الآخر. على التوالي، هذه الإستحواذات ضمت إلى مملكة وستفاليا الجديدة التابعة لشقيقه جيروم بوناپارت، تاسست دوقية وارسو (حكمها حليفه الجديد ملك ساكسونيا). في نهاية الحرب أصبح ناپوليون سيد غرب وسط أوروپا القارية بالكامل، عدا إسپانيا، الپرتغال، النمسا، وعدة دول صغيرة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الأصول
تولى فريدريك وليم الثالث العرش في فترة شهدت فيها أوروبا توسعات نابليون، وجهود ميترنيخ النمساوي، وظل فريدريك الثالث يحمل هذا العبء حتى سنة 1840. ويدهش الجميع لاستمراره في الحكم طوال هذه المدّة مع أنه كان ضعيف الإرادة رقيق المشاعر. لقد كان يتحلَّى بكل الفضائل التي يمكن أن تمكن المواطن الصالح من التطوير والعمل: تعاون، عدالة، رقة، تواضع، إخلاص لزوجته وحب للسلام. لقد حرر الأقنان (عبيد الأرض) في الأراضي التي تمتلكها الأسرة المالكة. تزوّج في سنة 1793 لويزا من مكلنبورج ستريليز وهي في السابعة عشر من عمرها، جميلة وعاطفية ومخلصة ووطنية، وسرعان ما أصبحت محبوبة الشعب. وظلت المصدر الأساسي للسعادة التي غرق فيها متناسياً كل النكبات والكوارث. [3]
لقد راح القرن الجديد يجلب له الأزمة تلو الأزمة. ففي سنة 1803 استولى الفرنسيون على هانوفر التي كانت بروسيا قد ضمنت حيادها، فطالب الضباط الشبان في الجيش البروسي بقطع العلاقات - على الأقل - مع فرنسا، إن لم يكن الحرب. لكن فريدريك وليم عقد معها سلاماً. وأحكمت القوات الفرنسية قبضتها على مصب نهر الإلب ونهر فستر فأضرت - بفعلها هذا - بالتجارة البروسية، فتذرّع فريدريك بالصبر.
الحملة الپروسية
ودعت الملكة لويزا للحرب، وارتدت الزيّ العسكري الخاص بالفوْج العسكري الذي يحمل اسمها، وظهرت في عرض عسكري وهي تمتطي صهوة جواد، وراحت تبثُّ الحماس في الجيش الذي لا يُقهر. أما الأمير لويس فرديناند - ابن عم الملك - فكان يتطلع إلى فرصة لإظهار همته ونشاطه، أما دوق برونسفك العجوز فعرض أن يقود هو بنفسه الجيش البروسي.
أما الجنرال بلوشر - الذي أصبح بعد ذلك بطلاً من واترلو - فقد أيده (أي أيد دوق برونسفيك). ومع هذا فقد راح فريدريك وليم يقاوم رغبات كل هؤلاء بهدوء. وفي سنة 1805 حثَّت النمسا - التي قررت أن تتحدّى نابليون - بروسيا على تقديم المساعدة لها، لكن الملك البروسي لم يستجب.
غير أن صبر فريدريك وليم نفد عندما توغلت القوات الفرنسية - وهي في طريقها إلى أوسترليتز في منطقة بيروث البروسية، فدعا الملكُ إلى مؤتمر في بوتسدام يحضره ملك روسيا إسكندر، وأقسم الملكان عند قبر فريدريك الكبير أن يقفا معاً في مواجهة نابليون وأن يهبّا معاً لنجدة النمسا. وسارت قوات إسكندر الروسية جنوباً فلاقت الهزيمة وفي الوقت نفسه تشتت الجيش البروسي في الوقت الذي ولّى فيه إسكندر هارباً إلى بلاده روسيا. وأعطى نابليون سلاماً سهلاً - لكنه مشروط - لفريدريك وليم (15 ديسمبر 1805، 15 فبراير 1806): تتنازل بروسيا لفرنسا عن نيوشاتل وكليفز وأنسباخ (أنسباش ) لفرنسا، في مقابل أن تأخذ (أي بروسيا) هانوفر، ووافق فريدريك وليم على إغلاق الموانئ البروسية في وجه البضائع البريطانية بعد أن حصل على هانوفر وضمها لملكه - تلك الجائزة الثمينة التي طالما اشتهاها - ووقع مع فرنسا معاهدة تحالف دفاعية هجومية، فأعلنت إنجلترا الحرب على بروسيا. وتوجه نابليون لتكوين فدرالية الراين التي كانت تحيط ببعض المقاطعات البروسية في غرب ألمانيا، وعندما سمع فريدريك وليم أن نابليون يعرض هانوفر على انجلترا سرا - دخل في تحالف سري مع روسيا (يوليو 1809)، وفي أول أغسطس استولى نابليون على كل غرب ألمانيا وجعلها تحت حمايته، وفي 9 أغسطس عبأ فريدريك وليم جانباً من جيشه، وفي الرابع من سبتمبر أعاد فتح الموانئ الروسية أمام البضائع الإنجليزية، وفي 13 سبتمبر أمر قواته بدخول سكسونيا وانضمت قواته إلى القوات السكسونية، فأصبح جنرالاته وعلى رأسهم دوق برونسفيك (برونسويك) يقودون 20.000 مقاتل. وغضب نابليون غضبا شديدا لما اعتبره انتهاكا لاتفاقيتين وتحالف، فأمر جيوشه التي كانت متمركزة بالفعل في ألمانيا أن تنقض على مقدمة وجناح جيوش الحلفاء، وأسرع هو نفسه إلى الجبهة وأشرف على هزيمة البروس والسكسون هزيمة منكرة في جينا (يينا) وأورشتدت في اليوم نفسه - 14 أكتوبر 1806.
أما على الجانب البروسي فقد كان ما حدث واحدا من أظلم المآسي وأقساها في تاريخها. لقد هرب فريدريك وليم بحكومته وأسرته إلى شرق بروسيا وحاول أن يباشر مهامه من ممل، وأصدر نابليون - من مقر البلاط الملكي في برلين - أوامر لقارة (بأكملها) بفرض الحصار القاري (على البضائع البريطانية) وأخرجت القوات الفرنسية الجيوش البروسية من بولندا، وهزم نابليون الروس في فريدلاند وصحبته قواته إلى تيلسيت حيث عقد سلاما مع إسكندر. وهنا علم فريدريك وليم الشروط الأخيرة (النهائية) التي بمقتضاها يمكن أن تظل بروسيا كيانا موجودا على الخريطة. لابد أن تتنازل بروسيا لفرنسا عن كل الأراضي البروسية الواقعة غرب نهر الإلب وأن تعيد إلى بولندا كل أراضيها التي استولت عليها في التقسيمات الثلاثة. ولا بد أن تقبل دفع تعويض حرب بدفع رواتب الجنود الفرنسيين الذين احتلوا بروسيا حتى يصل إجمالي ما تدفعه إلى 190 مليون فرنك. وبهذه المعاهدة التي وقعتها بروسيا في 9 بوليو 1807 فقدت 94% من الأراضي التي كانت تحكمها وصار عدد سكانها 5.250.00 بعد أن كان 9.750.000 (المقصود أنها بفقدها المناطق التي تنازلت عنها نتيجة الهزيمة فقدت حكم سكانها، وليس المقصود أن كل هذا النقص ضحايا حرب) وفي الفترة بين 1806 و1808 كانت تكاليف القوات الفرنسية والتعويضات تستنفد كل دخل بروسيا. ومع هذا فقد كان هناك بعض الألمان يظنون - وهم يرون الدمار الذي حاق ببروسيا - أنها لن تقوم لها قائمة بعد ذلك ولن تلعب دوراً مهما في التاريخ الألماني.
الحملات الپولندية والروسية والسويدية
النتائج
في أعقاب معاهدة تيلسيت، ظلت بريطانيا والسويد هما الحليفتان الرئيسيتان الوحيدتان لفرنسا. روسيا سرعان ما أعلنت الحرب على بريطانيا وبعد الهجوم البريطاني على كوپنهاگن، الدنمارك-النرويج إنمضت للحرب على جانب ناپوليون (حرب البوارج)، لتفتح جبهة ثانية ضد السويد. تجريدة بريطانية قصيرة بقيادة سير جون مور كانت قد أُرسلت إلى السويد (مايو 1808) لحمايتها ضد أي غزو فرنسي-دنماركي محتمل.
في كونگرس إرفورت (سبتمبر-أكتوبر 1808) اتفق ناپوليون وألكسندر على أن روسيا يجب أن تُجبر السويد على الإنضمام للنظام القاري، مما أدى إلى إندلاع الحرب الفنلندية 1808–1809 (يعني هذا أن السويد لم تلعب دوراً في حرب التحالف الخامس+التحالف الخامس القادم ضد ناپوليون وتقسيم السويد إلى قسمين يفصلهما خليف بوثنيا. المنطقة الشرقية أصبحت دوقية فنلندا الكبرى الروسية. بسبب النظام القاري، لا تزال بريطانيا حتى الآن في الحرب مع ناپوليون ولم تتأثر بمعاهدة السلام.
في مفاوضات مع السويد التي تم الإستيلاء عليها في معركة لوبك، المارشال برنادوت كان على قائمة أولويات السلطات السويدية. تسبب هذا في وقوع سلسلة أحداث أدت إلى أن يتم إنتخابه وريثاً لعرش السويد وفيما بعد أصبح الملك كارل الرابع عشر يوهان من السويد.
انظر أيضاً
المصادر
- ^ Joined the Confederation of the Rhine on 11 December 1806.
- ^ Joined the Confederation of the Rhine on 11 December 1806.
- ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
قراءات إضافية
- Robert Asprey. The Reign of Napoleon Bonaparte (Chs. 1-8) Basic Books, New York, NY (2001) ISBN 0-465-00482-2
- David G. Chandler. Jena 1806: Napoleon destroys Prussia Osprey Publishing, Oxford (1993) ISBN 1-855-32285-4
- David G. Chandler. The Campaigns of Napoleon (Chs. 39-54) Scribner, New York, NY (2nd edn. 1973) ISBN 0-025-23660-1
- Vincent J. Esposito and John R. Elting. A Military History and Atlas of the Napoleonic Wars (Pgs. 57-83) Greenhill Books, London (Revised 1999) ISBN 1-85367-346-3
- Frederick Kagan (2007). The End of the Old Order: Napoleon and Europe, 1801-1805. Da Capo Press. pp. 141ff.
- Paul W. Schroeder, (1994) The Transformation of European Politics 1763-1848 (1994) pp 287-333