الحرب الفنلندية

الحرب الفنلندية
جزء من الحرب الروسية-السويدية والحروب الناپليونية
The Finnish war map1.svg
الوضع عند اندلاع القتال
التاريخ21 فبراير 1808 – 17 سبتمبر 1809
الموقع
النتيجة انتصار الروس، معاهدة فردريكس‌هامن
التغيرات
الإقليمية
انفصال فنلندا عن السويد وأصبحت فنلندا جزءا من روسيا المستقلة
المتحاربون
روسيا روسيا

تدعمها
فرنسا فرنسا
إسپانيا إسبانيا
السويد السويد

تدعمها
المملكة المتحدة المملكة المتحدة
الپرتغال البرتغال[1]
القادة والزعماء
ڤيودور بوكس‌هوڤدن
بوگدان ڤون كنورنگ
پيوتر باگراتيون
باركلي ده تولي
نيقولاي إيڤانوڤتش دميدوڤ
ڤيلهلم ماورتس كلنگسپور
كارل يوهان أدلركرويتس
گيورگ كارل فون دوبلن

الحرب الفنلندية' Finnish War نشبت بين السويد وروسيا في الفترة من فبراير 1808 حتى سبتمبر 1809. نتيجة للحرب، تأسست في الثلث الشرقي من السويد دوقية فنلندا الكبرى ذاتية الحكم ضمن الإمبراطورية الروسية. ومن الآثار الأخرى اعتماد البرلمان السويدي دستوراً جديداً وتأسيس آل برنادوت العائلة المالكة السويدية الجديدة في سنة 1818.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقدمة

ألكسندر الأول، إمبراطور روسيا

بعد أن أبرم الإمبراطور الروسي ألكسندر الأول معاهدة تلسيت مع نابليون سنة 1807، توجس من إمكانية مشاركة الملك السويدي گوستاڤ الرابع أدولڤ في الحصار القاري. رأى الملك في نابليون تجسيداً للمسيح الدجال، وفي بريطانيا حليفة تقليدية. وكان يخشى من عواقب الحصار المدمرة على تجارة السويد البحرية، بدلا من ذلك دخل في مفاوضات مع بريطانيا تحضيراً لهجوم مشترك ضد الدنمارك، التي كان يطمع في ممتلكاتها النرويجية.

في غضون ذلك، هاجمت البحرية الملكية كوبنهاگن وأُعلنت الحرب الإنكلو روسية. طالب الإمبراطور الروسي الملك گوستاڤ أدولف بإغلاق بحر البلطيق على جميع السفن الحربية الأجنبية مشيراً إلى معاهدتي 1780 و 1800. ورغم تكراره لطلبه يوم 16 نوفمبر 1807، استغرق الأمر شهرين من الملك قبل أن يـَرد أنه من غير الممكن الوفاء بالاتفاقات السابقة طالما أن الفرنسيين يسيطرون على الموانئ الرئيسية في بحر البلطيق.

رغم تشكيك معظم الضباط السويديين في فرصهم بمحاربة الجيش الروسي الأكبر والأكثر خبرة، كان لدى گوستاف أدولف رأي غير واقعي بقدرة السويد على الدفاع عن نفسها ضد روسيا. في سانت بطرسبورگ، اعتـُبر عناده ذريعة مناسبة لاحتلال فنلندا، الأمر الذي زحزح الحدود الروسية السويدية كثيراً نحو الغرب من العاصمة الروسية ومما يحفظها في حالة حدوث أي أعمال عدائية بين القوتين في المستقبل.[2]


فبراير-مايو 1808

يوم 21 فبراير 1808، عبرت قوات روسية قوامها 24.000 بقيادة فريدريش ويلهلم ڤون بوكسهوڤدن الحدود واستولت على هامينلينا. لم يكن الملك غير مستعداً تماماً للهجوم، خصوصاً أن الحرب لم تـُعلن حتى أبريل. تمركز حوالي 21.000 من القوات السويدية في عدة قلاع فنلندية، في حين ظلت بقية جيشه غير قادرة على مغادرة جنوب السويد خوفاً من هجوم دنماركي.

خطط قائد يوهان آدم كرونستد القوات السويدية للتراجع إلى بوهيانما تاركاً وراءه فقط قلعتي لوڤيزا وسڤيابورګ المعزولتين. في مارس، اجتاح الروس بقوات متواضعة فحسب ودون مقاومة : كووبيو وتامبيري وبييترسآري ولوفيز التي استسلمت بعد حصار قصير وهلسنكي وهانكو، وهبطوا جزيرة گوتلند وجزر أولاند. حاصر بوكسهوڤدن قلعة سڤيابورگ فاستسلمت في 3 مايو مع 6000 جندي و 100 سفينة وأكثر من 700 مدفع لمـّا رأى الضابط الآمر كارل أولوڤ كرونستد ومستشاره عدم جدوى المقاومة.

مع القائد الجديد كارل يوهان أدلركريوتس، شن الجيش السويدي هجوماً مضاداً فأوقف الهجوم الروسي. ترك الجنرال الروسي نيكولاي توشكوڤ الذي أُرسل إلى شمال فنلندا حاميات في كل حصن في طريقه، ما قلل من عديد وحدته إلى 4000 جندي، وهو غير كافٍ لتهدئة الأوضاع في بلدٍ معادٍ. خاض الفنلنديون قتال حرب عصابات حتى هامينا (بالروسية "فنلندا القديمة") حيث نشطت وحدة العقيد ساندلس. هـُزمت مفرزة كولنيڤ في سيكايوكي (18 أبريل) كما حصل مع مجموعة بولاتوڤ في ريڤونلهتي (27 أبريل).

في مايو، تكبد الروس مزيداً من الانتكاسات بطردهم من غوتلند وأولاند، حيث أجبر أسطول سويدي مدعوماً من السكان المحليين العقيد فويش وحاميته على الاستسلام. يوم 26 مايو دخل أسطول بريطاني يحمل 14.000 جندياً ميناء گوتنبرگ، ولكنه لم يهبط أبداً بسبب عدة خلافات مع الملك، فرحل لمحاربة الفرنسيين في إسبانيا بعد أن ترك 16 سفينة حربية و 20 سفينة أخرى بتصرف السويد.

أغسطس-سبتمبر 1808

بعد تراجع الروس عن فنلندا الوسطى، امتدت قواتهم على طول خط بوري - تامبيري - ميكيلي. متلقين تعزيزات كبيرة، فزادت عديدهم إلى 55.000، بينما كان لخصومهم 36.000. في 14 أغسطس قرر الكونت نيكولاي كامنسكي استغلال هذا التفوق العددي لشن هجوم جديد.

رغم فوز جورج كارل ڤون دوبلن بمعركة يوتاس لصالح السويد في 13 سبتمبر، حقق فيلق كامنسكي ذو 11.000 جندي انتصارات أكثر أهمية في في كوورتاني في 1 سبتمبر، وفي سالمي في 2 سبتمبر، وفي أوراڤاينن في 14 سبتمبر. تعثرت المحاولات السويدية لإنزال قوات عسكرية بالقرب من توركو بتحركات بگراتيون الفورية. في فنلندا الشرقية، أخذت حركة حرب العصابات بالخمود تدريجياً. فتحسن الوضع الروسي في فنلندا الجنوبية بشكل كبير.

شمالاً، كان الوضع أكثر تعقيداً. فقد عانت وحدة توشكوڤ لتبقى متماسكة ضد ساندلس، بينما تعرض تقدم فرقة الإمدادات بقيادة الجنرال الكسييف لهجمات مقاتلي حرب العصابات. ولم يمضي 26 سبتمبر حتى تمكن الأمير دولگوروكوڤ (بديل الكسييڤ) من ضم قواته إلى توشكوڤ، حاملاً ساندلس على التراجع. بعد ثلاثة أيام، وقع بوكسهوڤدن - مدفوعاً بالبداية المبكرة للطقس الشتوي - هدنة استاء نابليون منها كثيراً. رفض الامبراطور التصديق على الهدنة واستبدال بوكسهوڤدن بقائد جديد للقوات المسلحة وهو بوگدان ڤون كنورينگ في ديسمبر من نفس العام.

تفاقم الوضع السويدي لكونها في حالة حرب مع فرنسا والدنمارك المهددتان لممتلكات السويد بغزو مشترك ب45000 جندي في الدنمارك (بقيادة الجنرال الفرنسي جان برنادوت) فضلاً عن 36.000 في النرويج. أجبر هذا السويديين على تركيز قواتها الرئيسية بجنوب السويد وفي مواجهة الحدود النرويجية (23000 جندي). أعلنت الدنمارك الحرب على السويد يوم 14 مارس ولكن لم تحدث أي أعمال عدائية جدية عدا سلسلة مناوشات بسيطة غير حاسمة على طول الحدود النرويجية ذلك لأن الحالة الإسبانية في أبريل باتت تتطلب من نابليون اهتماماً متزايد ولأن البحرية البريطانية ظلت تشكل تهديداً مستمراً لتحركات القوات بين الدنمارك والسويد.

شتاء 1808

بحلول ذلك الوقت، بسطت القوات الروسية سيطرتها على كامل فنلندا. وُقعت اتفاقية أولكيوكي في 19 نوفمبر واضطر الجيش السويدي لمغادرة البلاد. إلا أن الامبراطور بات حريصاً الآن على نقل القتال إلى أراضي السويد نفسها، الأمر الذي كان سيحسم الحرب لصالحه.

آخذاً هذه الأسباب في الاعتبار، اقترح كامنسكي خطة جريئة، بعبور الجيش الروسي لخليج بوثنيا المتجمد في اتجاهين : وحدة تنطلق من ڤاسا باتجاه اوميو وأخرى من توركو إلى جزر أولاند ومنها نحو تخوم ستوكهولم. ووحدة ثالثة تمضي نحو تورنيو قبل أن تصل السويد براً.

رغم التوصيات لكنورنغ بتنفيذ الخطة في أسرع وقت ممكن، اعتبر الفكرة غير واقعية وماطل حتى شهر مارس، عندما أوفد الامبراطور وزير الحرب أراكشييڤ إلى فنلندا للضغط على كنورنگ للقيام بالمهمة قبل أن يصل نفسه إلى الجيش.

ربيع 1809

بشروع القوات الروسية في مسيرتهم منقطعة النظير عبر بحر البلطيق المتجمدة قي 13 مارس، خـُلع الملك گوستاڤ الرابع - المتهم ارتكاب أخطاء قاتلة أدت إلى خسارة فنلندا - في ستوكهولم وأُعلن عمه كارل الثالث عشر ملكاً. بعد أربعة أيام، احتل فيلق بگراتيون ذو 17.000 مقاتل جزر أولاند الاستراتيجية، في حين قاد كولنيڤ الطليعة قـُدماً عبر البحر المتجمد وفي يوم 19 مارس وصل الشاطئ السويدي على بـُعد 70 كيلومتراً من ستوكهولم.

لـّما شاع خبر توغل كولنيڤ في العاصمة السويدية، أرسل الملك الجديد مبعوثاً لكنورينگ مقترحاً هدنة. وافق قائد الروسي وأشار كولنيڤ بالعودة إلى أولاند على وجه السرعة. في غضون ذلك، قاست وحدة روسية أخرى - 5000 رجال بقيادة باركلي دي تولي - صعوبات كبيرة في عبور الخليج المتجمد نحو الشمال : دخلوا أوميا يوم 24 مارس.

هاجمت القوة الثالثة بقيادة الكونت شوڤالوڤ تورنيو، وطوقت متحديةً شراسة الصقيع جيشاً سويدياً فاستسلم في 25 مارس. وصل القيصر إلى توركو بعد ستة أيام، وعند علمه بالهدنة، لم يلغي توقيع كنورينگ فحسب بل عين باركلي دي تولي قائداً جديداً للقوات المسلحة. هكذا استمر القتال حتى مايو، عندما وصل شوڤالوڤ أخيراً أوميا، حيث حل محله كامنسكي.

صيف 1809

لآخر معارك الحرب الفنلندية في راتان بالقرب من Umeå في Västerbotten السويدية

في أغسطس، أمر كارل الثالث عشر الساعي للتوصل إلى تسوية سلمية أفضل ساندلس بالهبوط في شمال السويد ومهاجمة مؤخرة جيش كامنسكي. لم تكن آخر اشتباكات الحرب في سڤار وراتان حاسمة وتمكن كامنسكي من تحييد هذا الهجوم المضاد المتأخر.

عمل ساندلز فقط تمهيداً لمفاوضات السلام التي افتتحت في أغسطس وأسفرت عن معاهدة هامينا (17 سبتمبر)، التي تنازل السويد بموجبها عن كل فنلندا ولابي شرقي نهر تورني (جزء من مقاطعة نورلاند) إلى روسيا. أغلقت السويد موانئها في وجه السفن البريطانية وانضمت إلى الحصار القاري، ما قاد إلى الإعلان الرسمي للحرب مع بريطانيا العظمى. بعد بضعة أشهر، في 6 يناير 1810، توسطت الحكومة الروسية بين السويد وفرنسا لإبرام معاهدة باريس.

ألحقت روسيا مناطق كانت اقتطعتها من السويد في وقت سابق خلال القرن الثامن عشر بدوقية فنلندا الكبرى المشكـّلة حديثا بما في ذلك ما يسمى فنلندا القديمة. أبقت دوقية فنلندا الكبرى على دستور سنة 1772 الگوستاڤي بتعديلات طفيفة فقط حتى عام 1919. تمت عودة كل الجنود الفنلنديين تقريباً في السويد (معظمهم في منطقة أوميو) إلى ديارهم بعد الحرب.

المراجع

  • Ордин К., Покорение Финляндии, ч. 1, СПБ, 1889. (بالروسية)
  • Михайловский-Данилевский А. И., Описание финляндской войны в 1808-1809. СПБ, 1849. (بالروسية)
  • Ниве П. А., Русско-шведская война 1808-1809, СПБ, 1910. (بالروسية)
  • Захаров Г., Русско-шведская война 1808-1809, М., 1940. (بالروسية)
  • Фомин А.А., Швеция в системе европейской политики накануне и в период русско-шведской войны 1808–1809 гг., М., 2003. (بالروسية)

إحياء الذكرى

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ انظر الحرب الإنگليزية الروسية#حادثة_لشبونة.
  2. ^ [1]ويكيبيديا الموسوعة الحرة، 15/2/2011 م


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية