ألكسندر الأول من روسيا

{{{royal_title}}} {{{realm}}}
Alexander I of Russia.PNG

ألكسندر بافلوفيتش (1777-1825) حفيد كاثرين العظماء وإمبراطور روسيا من 1801 م حتى وفاته ، سعت والدته لدى ديدرو لكي يتتلمذ ابنها على يده لكنه رفض ذلك فتولى فريدريش سيزار تعليم ابنها اسكندر ، خططت كاثرين لتولي حفيدها سدة الإمبراطورية الروسية خلفا لها بدلا عن والده الإمبراطور باول الأول (بافل) لكنها لم تعلن خطتها على الملأ فدبرت مع حفيدها ألكسندر مكيدة هدفت إلى اغتيال باول مما يشرع طريق الوصول إلى العرش وهذا ما حدث في سنة 1801 م حين تولى مقاليد الحكم بعد يوم واحد من اغتيال والده. لكنه كان حاكما محبوبا وله جماهيرية وحضور في أوساط الشعب بسبب أفكاره الليبرالية التحررية واكتراثه بطبقة الفلاحين كما أنه أسس نظاما تعليميا شاملا كما أنه ناهض القنانة (عبودية الأرض) لكنه لم يكن قادرا على الغائها. سياسته الخارجية كانت معتدلة وحاول اقامة علاقة صداقة مع فرنسا وبريطانيا لكه أعلن الحرب على نابليون سنة 1804 م ودفع الغزو الفرنسي لروسيا عام 1812 م المعارضة إلى الإلتحاق بالقوات الثورية.

في النهاية عمل ألكسندر مع حلفاءه على هزيمة نابليون استولت القوات الروسية وحلفاؤها على باريس عام 1814م. وفي مؤتمر فيينا عام 1815 م تمت لروسيا السيطرة على بسارابيا، وفنلندا ومعظم أنحاء بولندا. وفي ذلك العام نفسه اقترح ألكسندر قيام حلف مقدس لنشر السلام والتعاليم النصرانية. توفي بعدها بعشر سنين وخلفه نيكولاي الأول.


وفي روسيا بدأ ألكسندر إصلاحات ليبرالية؛ فأنشأ الجامعات، وشجع التجارة، غير أنه مارس حكمًا استبداديًا، وفشل في تحرير الرقيق.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تعليم إمبراطور

من الصعب على عقول انشغلت طوال أعوام بحكاية نجم مذنب يقال له نابليون أن تدرك أن إسكندر الأول (ألكساندر بافلولوفتش 7771 - 5281) كان محبوباً في روسيا على نحو ما كان بونابرت محبوبا في فرنسا.لقد نشأ مثل صديقه وعدوه في رحاب التنوير الفرنسي، ومزج - مثله - أوتو قراطيته بالأفكار الليبرالية، لقد حقق ما حاول أعظم الجنرالات (المعاصرين) تحقيقه (لأنه لابد من احترام سمي القيصر) وفشل - قاد جيشه عبر القارة من عاصمته إلى عاصمة عدوه وتغلب عليه، وأنه في ساعة النصر تصرف باعتدال وتواضع، وأثبت أنه من بين هذا العدد الكبير من الجنرالات والعباقرة أفضلهم أدبا وكياسة. أيمكن أن تنجب روسيا هذا المثل الأعلى؟ نعم، لكن بعد أن انغمس طويلا في آداب فرنسا وفلسفتها بفضل معلم سويسري.

إن طريقة تعليمه في حاجة إلى زينوفون Xenophon آخر ليجعله في سيروبيديا Cyropaedia أخــرى عــن شبـاب ملك وتعليمه وتدريبه. لقد تعرض تعليمه لعناصر متضاربة متصارعة. فأولاً كانت هناك جدته كاترين الكبيرة المشغولة الغائبة - رغم متابعة أمره بدقة. لقد أبعدته كاترين عن أمه ونقلت له مبادئ الحكم المطلق المتنور ممتزجة بنتف من المؤلفين الذين كانت تحبهم - فولتير وروسو وديدرو Diderot - وذلك قبل أن تفقد هي نفسها هذه المبادئ. وربما بتوجيه منها تعلم منذ طفولته أن ينام بلا غطاء ثقيل والنوافذ مشرعة، على حشية من جلد مراكشي (جلد ماعز) محشوة بالقش(41)، فأصبح بذلك محصنا ضد تقلبـات الجو وتمتع بصحة وحيوية فائقتين. لكنه مات في الثامنة والأربعين من عمره.

وفي سنة 4871 أحضرت له كاترين من سويسرا فريدريك سيزار دي لا هارب Frederic - Cesar de La Harpe (4571 - 8381) ليكون مشرفا على تعليمه، وكان دي لاهارب متحمساً مخلصاً للفمكيرن والمثقفين الفرنسيين. ولقن دي هارب تلميذه إسكندر طوال تسع سنوات تاريخ فرنسا وآدابها. وتعلم الأمير كيف يتكلم الفرنسية بإتقان بل وأن يفكر - غالبا - كالفرنسيين. (لا حظ أن نابليون كان يتحدث الفرنسية لكن ليس بشكل تام، وكان يفكر كإيطالي من عصر النهضة الرينيسانس). وكانت هناك ممرضة علمت الأمير - بالفعل - اللغة الإنجليزية، والآن فإن ميخائيل مورافيوف Mikhail Muraviov قد علمه لغة الإغريق القديمة وآدابها، ونقل إليه الكونت ن. ج. سالتيكوف N. J. Saltykov عادات الأوتوقراطية الإمبراطورية (الأوتوقراطية تعني حكم الفرد)، وكان هناك معلمون آخرون يعلمونه الرياضيات والفيزياء والجغرافيا. ونقل إليه سومبورسكىSomborsky كبير القسس الأخلاق المسيحية على وفق مبدأ مؤداه أن على كل إنسان أن يجد في كل إنسان جاراً له لكي يحقق شرع الرب(51) وربما وجب علينا أن نضيف إلى قائمة معلمي إسكندر لويزا إليزابث (من بادن - دورلاش) Luise Elisabeth of Baden - Durlach التي أصبح اسمها إليزافيتا أليكسيفنا Elizaveta Alekseevna والتي تزوجته في سنة 3971 بناء على طلب كاترين، وكان في السادسة عشرة من عمره، ومن المفهوم أن إليزافيتا قد علمته الطرق الصحيحة لمباشرة النساء.

لقد كان هذا البرنامج التعليمي ملائما لتخريج عالم ورجل مهذب لكنه لايكاد يصلح لحاكم مطلق يحكم الروس. وعندما خافت كاترين من التطورات التي حدثت في مسار الثورة الفرنسية لم تعد معجبة بفولتير وديدرو Diderot، وأبعدت لا هارب La Harpe (4971) عن تولي مهمة الإشراف على تعليم إسكندر، فعاد إلى سويسرا ليقود ثورة هناك. ووجد إسكندر أن الواقع في البلاط وفي جاتشينا Gatchina يختلف بشكل مربك عن مناقشات الفلاسفة ومثاليات روسو Rousseau. لقد أصابه الرعب لتشابك القضايا التي تواجه الحكومة وتعقدها، وربما ضاع منه التفاؤل الذي علمه إياه لا هارب La Harpe واكتأب لموت جدته (كاترين). لقد كتب في سنة 6971 لصديقه المقرب الكونت كوشبي Kochubey:

إنني مشمئز للوضع الذي أجد نفسي فيه. إنه بعيد جدا عن طبيعتي التي تتلاءم على نحو أكثر مع حياة السلام والهدوء. فحياة البلاط لا تصلح لي. إنني أحس بالبؤس أن أكون وسط مثل هؤلاء الناس (رجال البلاط)... وفي الوقت نفسه أجدهم يشغلون أعلى المناصب في الإمبراطورية. وباختصار يا صديقي العزيز فأنا أدرك أنني لم أولد لأشغل منصبا عاليا ذلك المنصب الذي أشغله الآن بل إنني أقل من المنصب الذي ينتظرني في المستقبل، وقد أقسمت بيني وبين نفسي أن أتخلى عنه بطريقة أو بأخرى... إن أمور الدولة مضطربة تماما، فالابتزاز والاختلاس في كل مكان، وكل الوزارات والإدارات تدار بشكل سيء... ورغم كل هذا فلا هم للإمبراطورية سوى التوسع، وعلى هذا أيمكنني أن أدير الدولة، بل أيمكنني ما هو أكثر من هذا - أعني إصلاحها والقضاء على الشرور المتأصلة فيها؟ أظن أن هذا يفوق طاقة أي عبقري في البال بشخص مثلي ذي قدرات عادية.

إنني بعد أن وضعت كل هذا في اعتباري أتخذت قراري الذي ذكرته لك آنفا. إن خطتي هي التخلي عن العرش (لا أستطيع أن أقول متى) وأن استقر مع زوجتي على شواطئ الراين لأعيش حياتي الخاصة كمواطن أستمتع بصحبة الأصدقاء ودراسة الطبيعة(61). إلا أن الحظ أتاح له خمس سنوات ليكيف نفسه مع متطلبات منصبه. لقد تعلم كيف يقدر العناصر البناءة في الحياة الروسية: المثالية والإخلاص المستوحيان من المسيحية، والاستعداد لتبادل تقديم المساعدة (التعاون)، والشجاعة وتحمل المشاق الناتجة عن الحروب مع التتار والترك، وقوة الخيال السلافي Slavic وعمقه الذي سرعان ما أفرز أدباً عميقا وفريدا، والكبرياء الصامتة الناتجة عن الوعي بحاضر الروس والمساحة المكانية الكبيرة التي يشغلونها. وفي 42 مارس 1081 وجدنا إسكندر - الشاعر محب العزلة - وقد تحدته الفرصة المتاحة له، فوجد في جذوره وأحلامه مايمكنه من فهم شعبه وقيادته نحو العظمة ليجعل من روسيا حكما (بفتح الحاء والكاف) لأوربا.


القيصر الشاب 1801-1804

لم يطرد إسكندر أياً من بانين Panin أو باهلن Pahlen فجأة وهما اللذان خططا لمقتل أبيه، فقد خاف نفوذهما كما أنه لم يكن متأكدا من براءته هو نفسه (إذ كان قد وافق على تدبيرهما لخلع والده)، كما كان في حاجة إلى باهلن ورجال البوليس التابعين له لحفظ الأمن في موسكو، كما كان في حاجة إلى بانين Panin للتعامل مع إنجلترا التي كان أسطولها يهدد بتحطيم الأسطول الروسي بعد أن دمر بالفعل الأسطول الدنمركي، وعلى هذا فقد جرى استرضاء بريطانيا، وهكذا انهارت عصبة الحياد المسلح الثانية. فطرد باهلن في يونيو 1081 واستقال بانين في ديسمبر من العام نفسه.

لقد أمر إسكندر في العام الأول من حكمه بإطلاق سراح آلاف السجناء السياسيين، وسرعان ما طرد الذين كانوا مستشاري بول، ومن كانوا ضالعين في إجراءاته الإرهابية. وفي 03 مارس جمع اثني عشر مسئولا من مسئولي الدولة الكبار ممن هم أقل فساداً من سواهم وكون منهم مجلساً دائما لتقديم المشورة له في مجالي التشريع والإدارة(71). واستدعى بعض المبعدين من أكثر النبلاء ليبرالية وعينهم في حكومته: الكونت فيكتور كوشبي Kuchubey وزيراً للداخلية، ونيكولاي نوفوسيلاتسوف Novosiltsov وزيراً للدولة، والكونت بافال ستروجانوف Stroganov وزيراً للتعليم، كما عين الأمير آدم جرزي شارتورسكي Adam Jerzy Czartoryski - الوطني البولندي المتآلف مع السلطة الروسية - وزيراً للشئون الخارجية. وكون من هؤلاء وغيرهم من رؤساء الإدارات مجلس الوزراء Committee of Ministers كجهاز استشاري آخر. وقد استدعى إسكندر من سويسرا لا هارب La Harpe كمستشار آخر له (نوفمبر 1081) لمساعدته في تحديد سياساته والتنسيق بين عناصرها. وكان هناك تحت هذه الأجهزة التنفيذية، مجلس (سينات) نبلاء ذو سلطات تشريعية وقضائية، لمراسيمه وقراراته Ukases قوة القانون إذا لم يعترض عليها القيصر. وظلت إدارة الولايات في أيدي معينين من قبل الحكومة المركزية.

وكل هذه التنظيمات تشبه التنظيمات الإمبراطورية في ظل نابليون باستثناء أن مجلس النواب كان في ظل نابليون يتم اختيار أعضائه بالانتخاب، كما أنَّه القَنانة ظلت موجودة في روسيا ولم يكن للأقنان (عبيد الأرض) أيُّ حقوق سياسية، وكان مستشارو إسكندر في أعوام حكمه الأولى من الليبراليين المتعلمين تعليماً جيداً، لكنهم كانوا خاضعين لطبيعة الأشياء أو لأحكام الضرورة على حد تعبير نابليون. فقد بدت الحقوق rights في هذه الظروف مجرد أوهام في مواجهة الضروريات، في أمة 09% من أهلها فلاحون أشداء أميون لا يتوقع منهم أحد أن يفكروا لأبعد من القرى التي يعيشون فيها سواء من ناحية الاقتصاد أو التنظيم السياسي أو الإنتاج والتوزيع أو الدفاع. لقد كان إسكندر مُذْعناً لنظام النبالة القوي حيث كان للنبلاء تشكيلاتهم التنظيمية الخاصة، ونظامهم المحلِّي لتسيير أمور الزراعة والقضاء والشرطة والصناعات الريفية. وكانت القنانة (عبودية الأرض) عميقة الجذور راسخة عبر الزمن حتى إن القيصر لم يكن يجسر على مهاجمتها خوفاً من قَلْقَلة النظام الاجتماعي وضياع عرشه. وكان إسكندر يتلقّى شكاوى من الفلاحين، وكان في حالات كثيرة يُنزل عقوبات قاسية بملاَّك الأراضي المذنبين(81) لكنه لم يكن يستطيع أن يقيم على مثل هذه الحالات برنامجاً لتحرير رقيق الأرض. لقد كان لابد من مرور ستين عاماً قبل أن يستطيع إسكندر الثاني تحرير رقيق الأرض في روسيا (قبل إعلان لينكولن Lincoln إلغاء الاسترقاق بعامين). ولم يجد نابليون - الذي عاد من روسيا مهزوماً (2181) أن إسكندر قد أخطأ في هذا الاتجاه لقد قال نابليون لكولينكور Caulaincourt: إن إسكندر ليبرالي جداً، وهو ديموقراطي جداً بالنسبة إلى الروس.. فهذه الأمة تحتاج لقبضة حديدية.. وسيكون أكثر ملاءمة لو حكم أهل باريس.. إنه ودود مع النساء، مجامل مع الرجال...، وطريقته اللطيفة في التصرف تدعو إلى البهجة(91) .

وفي ظل هذه الظروف المقيِّدة (بتشديد الياء وكسرها) أحدث إسكندر شيئاً من التقدم. لقد عمل على تحرير 351،74 فلاحاً، وأمر أن تكون القوانين واضحة دائمة متَّسقة، فكما ورد في مذكراته التفسيرية لقوانينه أن يقوم رخاء شعبنا على نسق قوانيننا الموحَّدة اعتقاداً منا أن هذه الإجراءات المختلفة قد تجلب للبلاد السعادة التي لا يؤكدها - للأبد - إلاّ تلك القوانين، ولقد عملتُ منذ اليوم الأول لحكمي على استقصاء أحوال هذا الجانب في الدولة(02). وأمر أن يكون الاتهام والمحاكمة والعقاب على وفق إجراءات محدَّدة مقنّنة ومُلزمة. كما أمر أن تقضي المحاكم العادية - لا السرية - في الجرائم السياسية. والآن فقد هذَّبت التنظيمات من أحوال البوليس السرِّي وتمّ منع التعذيب (لقد منعه بول لكنه ظل سائداً في أثناء حكمه) وتمَّ السماحُ للروس الأحرار (المقصود غير الأقنان) بالسفر خارج روسيا والعودة إليها، وسُمح للأجانب بدخول روسيا على وفق إجراءات ميسّرة من ذي قبل. وتم دعوة 000،21 مَنْفِىّ للعودة إلى روسيا. وظلت الرقابة على الصحف قائمة لكنها أصبحت من اختصاص وزارة التعليم مع طلب مهذّب وهو أن تكون هيّنة ليّنة مع المؤلفين(12). وتم إلغاء الحظر على استيراد الكتب الأجنبية وإن ظل هذا الحظر سارياً على المجلات، وفي سنة 4081 تم إقرار الحرية الأكاديمية تحت إشراف مجالس جامعية، على وفق نظام أساسي.

وكان إسكندر مدركاً أنَّ أيَّ إصلاح لا يمكن أن يزدهر ويُؤتي ثماره إلاّ إذا كان مفهوماً ومؤيَّداً من نسبة كبيرة من السكان، ففي سنة 2081 عَهِدَ إلى وزارة التعليم بمعاونة نوفوسيلتستوف Novolsiltsov وتشارتوريسكي Czartoryski ومخائيل مورافيوف Muraviov مهمة تنسيق نظام تعليمي عام جديد. وصدر قانون (نظام أساسي) في 62 يناير 3081 يُقسِّم روسيا إلى ستة أقاليم regions يكون في كل إقليم منها جامعة واحدة على الأقل، وأن تكون هناك مدرسة ثانوية على الأقل في كل جوبرنيا Guberniya (ولاية)، وأن تكون هناك مدرسة - على الأقل - في كل مقاطعة (كونتية) ومدرسة ابتدائية على الأقل في كل تقسيم أبرشي، وبالإضافة إلى الجامعات التي كانت موجودة بالفعل (جامعات موسكو وفيلنا Vilna ودوربات Dorpat) أنشئت جامعات سان بطرسبرج، وخاركوف Kharkov وقازان Kazan، وفي هذه الأثناء كان النبلاء لايزالون يُتيحون التعليم الخاص والمدارس الخاصة لأبنائهم، ومنع الرّابيون اليهود (الحاخامات) الآباءَ من إلحاق أبنائهم بمدارس الدولة باعتبارها أداةً مراوِغةً لتدمير الإيمان اليهودي(22).


اليهود في ظل حكم إسكندر

تحسَّنت أحوال اليهود بشكل ملحوظ في ظلِّ (تخوم الاستيطان Pale of settlement ) أي المناطق التي سُمح لليهود بالإقامة فيها، وذلك في عهد كاترين الثانية. وفي سنة 0081 كانت هذه المناطق Pale (الحظائر) تشمل كل المناطق البولندية التي كانت تابعة لروسيا ومعظم مناطق جنوب روسيا بما في ذلك كييف Kiev وشيرنيجوف Chernigov، وإكاترينوسلاف Ekaterinoslav والقرم. وخارج هذه المناطق Pale لم يكن أي يهودي يستطع أن يُقيم إقامة دائمة. أمّا خلال هذه المناطق فقد كان اليهودُ البالغُ عددهم 000،009 في سنة 4081(32) يتمتعون بكل حقوق المواطنة بما في ذلك التعيين في الوظائف الحكومية مع استثناء واحد: اليهودي الراغب في الانضمام إلى طبقة التجار ورجال الأعمال في المدن كان عليه أن يدفع ضريبة ضِعْف الضريبة التي يدفعها غير اليهودي فقد كان غير اليهودي يرى أنّ منافسة اليهودي مسألة مستحيلة وأنه إذا تُرِك الأمر تحقق دماره على يد اليهودي(42). وفي هنا وجدنا تجار موسكو (0971) يُقدمون شكوى ضد التجار اليهود الذين يبيعون البضائع الأجنبية بأسعار أقل من أسعارها الحقيقية ومن ثَمّ يُلحقون أضراراً بالغة بالتجارة المحلية(52) وفي هذه الأثناء أدت منافسة اليهود إلى امتعاض أصحاب الحانات والخانات في الريف فبذلت الحكومةُ قصارى جهدها للإبقاء على اليهود في المدن بعيداً عن القرى. وفي سنة 5971 أمرت كاترين ألاّ يكون لليهود حقوق مدنية إلاّ في المدن وألا يُقيموا في الريف.

وفي نوفمبر سنة 2081 عيَّن إسكندر (لجنة لتحسين Amelioration أوضاع اليهود) ودراسة مشاكلهم وتقديم توصيات، فدعت اللجنة الكاهالات Kahals (المجالس الإدارية التي تحكم المجتمعات اليهودية وتفرض عليهم ضرائب تصرف لصالح هذه المجتمعات) لإرسال مندوبين عنها إلى سان بطرسبرج ليناقشوا مع الحكومة المطالب اليهودية، فطلبوا بعد مناقشات مستفيضة مهلة ستة أشهر ليتمكنوا فيها من الحصول على مزيد من الصلاحيات والتعليمات من كاهالاتهم their Kahals، فأرسلت اللجنة توصياتها مباشرة إلى الكاهلات بدلاً من التباحث مع مندوبيها، فرفضت الكاهلات اقتراح اللجنة منع اليهود من امتلاك الأراضي، ومنعهم من بيع الخمور، وطلبوا تأجيل هذه الإجراءات مدة عشرين عاماً لإتاحة الوقت اللازم للتوائم مع هذه الإجراءات الاقتصادية الصعبة، ورفضت اللجنة، وفي 9 ديسمبر سنة 4081 أصدرت الحكومة الروسية بعد موافقة القيصر إسكندر دستور اليهود أو الدستور اليهودي Jewish Constitution.

وكان هذا الدستور (المشروطية) مرسوماً بالحقوق، كما كان يقصر الوجود اليهودي على المدن. وكانت الحقوق كبيرة إذ أتاح للأطفال اليهود الالتحاق بكل المدارس والجامعات في الإمبراطورية الروسية وأجازَ لهم تأسيس مدارس خاصة بهم على أن يكون التدريس فيها باللغة الروسية أو البولندية أو الألمانية وأن تستخدم إحدى هذه اللغات في المحَرّرات الرسمية. ولكلِّ جماعة يهودية أن تختار الرَّابيين (الحاخامات) الخاصين بها وكذلك كاهلاتها Kahal على ألا يصدر الرابي قراراً بالحرمان وأن يكون الكاهال Kahal مسؤولاً عن جمع كل الضرائب التي تفرضها الدولة. ودُعي اليهود للعمل في مجال الزراعة بشراء الأراضي الشاغرة في أجزاء معينة من المناطق المتاح لهم الإقامة فيها Pale أو الاستقرار في أراضي التاج (أراضي الدولة) على أن يُعفوا من الضرائب في غضون السنوات القليلة الأولى.

وعلى أية حال فبحلول الأول من يناير سنة 8081 يصبح ممنوعاً على أيَّ يهودي في قرية أو نجع أن يُؤجِّر أرضاً، أو يفتح حانة أو فندقاً أو صالوناً.. أو يبيع نبيذاً في القرى أو حتى أن يعيش فيها بأيِّ حجة مهما كانت (62).

وكان هذا يعني إبعاد ستين ألف أسرة يهودية عن مساكنها في القرى، ووصلت مئات الالتماسات لسان بطرسبرج يطلب مُقدِّموها تأجيل هذا الترحيل الجماعي وانضم كثير من المسيحيين إليهم يؤيدونهم في مطلبهم هذا وأشار الكونت كوشبي Kochubey إسكندر إلى أنَّ نابليون كان يخطط ليعقد في باريس في فبراير 7081 اجتماعاً (سنهدريم) للرَّابيين (للحاخامات) من كل أنحاء غرب أوروبا لصياغة برنامج إجرائي لإعتاق اليهود ومنحهم حق الاقتراع. فأمر إسكندر بإيقاف برنامجه محل الجدل. وربما أحْيت لقاءاته مع نابليون في تيلسيت Tilsit طموحه في إقناع الغرب Westبأنه حاكم متنوِّر. وفي سنة 9081 أخبر حكومته أن خطة إخلاء اليهود الآنف ذكرها خطة غير عملية لأن اليهود لن يكون لديهم الوسائل التي تمكنهم من الاستقرار والحصول على مساكن في الأماكن المحيطة بالقرى التي سيُطردون منها، والحكومة بدورها غير قادرة على تدبير مساكن لهم جميعاً(72) وعندما أصبح الغزو الفرنسي لروسيا وشيكاً أقنع نفسه بضرورة أن يحبه اليهود وأن يكونوا مُوالين للدولة.

إسكندر ونابليون 1805-1812

كاد كل منهما (إسكندر ونابليون) يصلان إلى السلطة في الوقت نفسه، وقد وصل كلاهما إليها بعد أحداث عنف. لقد وصل نابليون إلى السلطة في 9 نوفمبر 9971 أما إسكندر فتسنمها في 42 مارس 1081. وكما اقتربا زمانا فقد تباعدا مكانا: كقوتين متواجهتين في خلية فقد مد كل منهما سلطانه حتى مزّقا القارة الأوربية، الأول (نابليون) في أوسترليتز Austerlitz حربا، ثم في تيلسيت Tilsit سلاما. وكان كلاهما يتصارعان على تركيا لأن كليهما كان يفكر في السيطرة على القارة الأوربية، ومفتاحها إسطنبول 0القسطنطينية)، وكلاهما أخذ دوره في مغازلة بولندا لأنها معبر إستراتيجي بين شرق (أوربا) وغربها. وكانت حرب 2181 - 3181 ذات هدف فقد كانت هي التي ستقرر أي قوة منهما ستسيطر على القارة، وربما تغزو الهند. لقد واجه إسكندر ابن الرابعة والعشرين في سنة 1081 هرج القوى العريقة في أساليب الخداع فتذبذت سياسته الخارجية لكنه كان يمد مجال حكمه بشكل متكرر. وتغيرت مواقفه من تركيا بين الحرب والسلام وضم جورجيا في سنة 1081 وألاسكا Alaska في سنة 4081 وتحالف مع بروسيا في 2081 ومع النمسا في 4081 ومع إنجلترا في 5081. وفي سنة 4081 رفع له وزير خارجيته خطة لتقسيم الإمبراطوية العثمانية(93) وامتدح جهود نابليون في فترة القنصلية وأدانه لإعدامه دوق دنجين d Enghien دون محاكمة متأنية، وانضم للنمسا وبروسيا في حرب مدمرة ضد المغتصب (نابليون) (5081 - 6081) ثم قابله وقبله في تيلسيت Tilsit (7081) واتفق معه على أن نصف أوربا يكفي الواحد منهم، حتى إشعار آخر.

وغادر كل منهما تيلسيت وهو مقتنع أنه حقق نصرا دبلوماسيا كبيرا، وحث نابليون القيصر إسكندر على التخلي عن إنجلترا والتحالف مع فرنسا وتقوية الحصار القاري بمنع دخول البضائع البريطانية.وقد أنقذ إسكندر مملكته من غزو مدمر بالتخلي عن حليف والتحالف مع حليف أقوى، وأمن لنفسه حرية التصرف مع السويد وتركيا، فقد كان جيشه الرئيس مبعثرا في فريدلاند Friedland. لقد امتدح الجيش الفرنسي والعاصمة الفرنسية انتصارات نابليون العسكرية والدبلوماسية، أما إسكندر فعندما عاد إلى سان بطرسبرج وجد كل من فيها تقريبا - الأسرة المالكة والبلاط والنبلاء ورجال الدين والتجار والعامة - مصدومين لأنه - أي إسكندر - وقع اتفاق سلام مهين مع مدع لص ملحد ونشر بعض الكتاب - مثل ف. ن. جلينكا Glinka وكونت فودور روستوبشين Rostopchin (حاكم موسكو في وقت لاحق) مقالات يوضحون فيها أن سلام تيليست مجرد هدنة ووعدا بأن الحرب ستنشب من جديد ضد نابليون في الوقت المناسب وستنتهي - أي هذه الحرب - بتدميره نهائيا(04).

وانضمت طبقة رجال الأعمال إلى المهاجمين لمعاهدة السلام ما دامت تعني قيام روسيا بإحكام الحصار القاري إذ كان التبادل التجاري تصديراً واستيرادا مع بريطانيا مسألة حيوية لتحقيق الرخاء، وكان منع هذه التجارة يعني تدمير التجار ورجال الأعمال وإرباك اقتصاد البلاد خاصة وأن حكومة روسيا كانت قد اقتربت من الإفلاس في سنة 0181.

واهتزت ثقـة إسـكندر فأحكـم قبضته وأعـاد فـرض الرقابـة علـى الأحاديث والصحافة وألغى خطته الإصلاحية واستقال وزراؤه الليبراليون - كوشبي Kochubey وتشارتوريسكى Czartoryski ونوفوسيلستوف Novosilstov - وغادر اثنان منهم روسيا. وكان إسكندر قد اتخذ في سـنة 9081 مسـتشارا أثيرا لديـه وهـو إصلاحي مندفع افترض أن القيصر مقبل على تكوين حكومة دستورية (ونعني به الكونت ميخائيل ميخائيلوفتش سبيرانسكي Speransky) وذلـك فـي محاولـة أخيرة مـن إسـكندر لتحرير نفسـه من التيار المحافظ المحيط به.

كان الكونت ميخائيل سبيرانسكى Speransky ابنا لقس في إحدى القرى. ولد في سنة 2771، وطور شغفه بالعلوم ووصل إلى درجة أستاذ الرياضيات والفيزياء في معهد سان بطرسبورج ولفتت جهوده تشار يفتش إسكندر فتم تعيينه في وزارة الداخلية التي كان على رأسها في ذلك الوقت كوشبي Kochubey. فأظهر قدرة على العمل بجد شديد وتقديم التقارير الواضحة حتى إن القيصر عينه للإشراف على تقنين القوانين الروسية (تنظيمها وتقسيمها إلى مواد)، وعندما انطلق إسكندر للقائه الثاني مع نابليون اصطحب معه سبيرانسكي كصاحب أوضح رأس في روسيا(14) (المقصود أن تفكيره واضح). وثمة رواية غير مؤكدة مؤداها أن إسكندر عندما سأله عن رأيه في أحوال الدول الواقعة تحت سيطرة نابليون أجاب: إن لدينا رجالاً أفضل، ولديهم مؤسسات أفضل(24) وعندما عادا إلى سان بطرسبرج راح القيصر يوكل إليه المزيد من الصلاحيات حتى وجدا نفسيهما يفكران في إعادة بناء الحكومة الروسية برمتها. لقد أراد سبيرانسكي إلغاء القنانة (عبودية الأرض) ولكنه اعترف أن هذا محال في سنة 9081، وعلى أية حال فقد اقترح إصدار مرسوم للتمهيد لذلك بالسماح لكل الطبقات بشراء الأراضي، وربما يكون في هذا متأثرا بإجراء مشابه اتخذه شتاين Stein في بروسيا. واقترح أن تكون الخطوة التالية هي أن يقوم كل الملاك في كل مدينة وزمامها (فولوست Volost) بانتخاب مجلس محلي Local duma يتحكم في الميزانية ويعين الموظفين المحليين ويختار ممثليه، ويقدم التوصيات لمجلس المركز district duma الذي يعين الموظفين على مستوى المركز ويقترح سياساتها، ويرسل مندوبيه وتوصياته إلى مجلس الولاية (أو المقاطعة) Provincial duma التي ترسل بدورها مندوبيها وتوصياتها إلى المجلس الوطني National duma في سان بطرسبرج. وليس لأحد سلطة إقرار القوانين سوى القيصر، لكن المجلس الوطني له حق اقتراح القوانين. ويوجد بين المجلس (الدوما) والحاكم مجلس استشاري يعينه الحاكم نفسه ليعينه في الأمور الإدارية والتشريعية.

ووافق إسكندر على الخطة بشكل عام لكن القوى الأخرى في الدولة عوقته. لقد شعر النبلاء أنه قلل من شأنهم، واتهموا سبيرانسكي بأنه من العوام (ليس نبيلا) وأنه منحاز لليهود(34)، ومعجب بنابليون وأنه أثر في فكر إسكندر ليكون - وهو الوزير الطموح - السلطة الكامنة وراء العرش (المقصود ليكون هو الحاكم الفعلي) وانضمت البيروقراطية إلى صفوف المهاجمين لأن سبيرانسكي حث إسكندر على إصدار مرسوم (6 أغسطس 9081) يجعل الحصول على درجة جامعية أو اجتيار اختيار نزيه شرطا للتعيين في الوظائف الإدارية العليا. وتأثر إسكندر بهذه الاعتراضات فأعلن أن الوضع الدولي لا يسمح بتجارب جوهرية في أمور الحكم.

لقد ساءت العلاقات بين إسكندر وفرنسا بسبب زواج نابليون من أرشدوقة نمساوية وبسبب استيلائه على دوقية أولدنبورج Oldenburg (22 يناير 1181) التي كان دوقها هو حما أخت القيصر (إسكندر)، وتعلل نابليون بأن الدوق رفض إغلاق موانئه في وجه البضائع الإنجليزية(44). ولم يكن إسكندر يحب قيام نابليون بإنشاء دوقية وارسو (فرسافا) الكبيرة القريبة جدا من المناطق البولندية التي استولت عليها روسيا مخافة أن يقوم نابليون في أي وقت بإحياء مملكة بولندا المعادية لروسيا. ووجد إسكندر أنه ليوحد بلاده صفاً واحدا وراءه، فعليه أن يقدم تنازلات للنبلاء والتجار.

لقد كان يعلم أن البضائع البريطانية (أو البضائع الواردة من المستعمرات البريطانية) تدخل روسيا بأوراق يزورها التجار والموظفون الروس لتفيد أنها بضائع أمريكية وبالتالي فدخولها مباح. فسمح بدخول البضائع البريطانية وكان جانب من هذه البضائع يتخذ طريقه من روسيا إلى بروسيا وغيرها(54). وقد أرسل نابليون احتجاجا غاضبا إلى القيصر عن طريق الوزير minister الروسي في باريس إلا أن القيصر أصدر مرسوما في 13 ديسمبر 0181 يجيز فيه دخول بضائع المستعمرات البريطانية وخفض التعريفة الجمركية عليها، ورفع التعريفة الجمركية على البضائع الفرنسية. وفي فبراير سنة 1181 أرسل له نابليون خطابا حزينا: إن جلالتكم لم تعودوا تكنون أي صداقة لي، فلم نعد في نظر إنجلترا وأوربا حلفاء(64) ولم يجب إسكندر وإنما حشد 000،042 من جنوده في نقاط مختلفة على حدوده الغربية(74). وعلى وفق ما ذكره كولينكور Caulaincourt فإن إسكندر كان قد قرر خوض حرب منذ بواكير شهر مايو 1181: من الممكن بل ربما من المحتمل أن يهزمنا نابليون لكن هذا لن يتيح له السلام... إن بلادنا شاسعة يمكن أن نتراجع فيها.... سوف نتركه لمناخنا، ولشتائنا ليخوضا الحرب ضده... إنني سأنسحب إلى كامچاتكا لكنني لن أتخلى أبدا عن أي من ممتلكاتي(84).

لقد اتفق - الآن - إسكندر مع الدبلوماسيين الإنجليز في سان بطرسبرج ومع شتاين Stein واللاجئين البروس في بلاطه الذين كانوا يقولون له منذ وقت طويل أن هدف نابليون هو ضم كل أوربا إلى حكمه. وليوحد الأمة ألغى كل الإصلاحات وكل اقتراح بالإصلاح، إذ كانت هذه الإصلاحات ستثير عليه أكثر الأسر الروسية نفوذا، بل لقد شعر أنه حتى العوام لم يكونوا مهيئين لها. وفي 92 مارس 2181 طرد سبيرانسكي ليس من منصبه فقط وإنما من البلاط ومن سان بطرسبورج، وراح يصغي على نحو أكثر فأكثر للكونت المحافظ أليكسي إراكشيف Aleksei Aradcheev. وفي أبريل وقع معاهدة مع السويد مؤيدا دعاويها في النرويج، وأرسل أوامر سرية لممثليه في جنوب روسيا لعقد معاهدة سلام مع تركيا حتى ولو أدى هذا إلى التخلي عن كل الدعاوي الروسية في مولدافيا وفاليشيا (الأفلاق والبغدان) ليكون الجيش الروسي كله متاحاً لمواجهة نابليون. ووقعت تركيا معاهدة سلام مع روسيا في 82 مايو. وكان إسكندر يعلم أنه يخاطر بكل شيء لكنه كان قد ارتمى أكثر فأكثر في أحضان الدين كسند يستند إليه في هذه الأيام العصيبة التي يتحتم عليه أن يتخذ فيها قرارا. لقد راح يصلي ويقرأ الكتاب المقدس المسيحي كل يوم. لقد أصبح يرى نابليون الآن أصل الشرور وتجسيداً لها أصبح يراه فوضويا مجنونا لا يشبع من التوسع، ويزداد قوة يوما بعد يوم، وأصبح إسكندر يرى نفسه بمؤازرة شعبه المؤمن، وبمساحة بلاده الشاسعة، هو الوحيد القادر على إيقاف هذا الشيطان المدمر لينقذ استقلال بلاده ويعيد النظام القديم في أوربا، وينزع الأمم من فولتير ليعيدها للمسيح.

وفي 12 أبريل 21 81 غادر سان بطرسبرج بصحبة قادة حكومته مصحوبا بدعوات شعبه، واتجه جنوباً إلى فيلنا Vilna عاصمة ليتوانيا الروسية فوصلها في 62 أبريل وانتظر هناك - على رأس أحد جيوشه - قدوم نابليون.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السلالة


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ميتة غامضة

The Palace of Alexander I in Taganrog, where the Russian Emperor died in 1825.

وبعد موته قامت الثورات.


انظر أيضاً

مراجع

  • Ghervas, Stella. Réinventer la tradition. Alexandre Stourdza et l'Europe de la Sainte-Alliance. Paris, Honoré Champion, 2008. ISBN 978-2-7453-1669-1
  • Henri Troyat, "Alexandre 1er", Flammarion, 1981.
ألكسندر الأول من روسيا
فرع أصغر من بيت اولدن‌بورگ
وُلِد: 23 ديسمبر 1777 توفي: 1 ديسمبر 1825
ألقاب ملكية
سبقه
پاڤل الأول
امبراطور روسيا
23 مارس 1801–1 ديسمبر 1825
تبعه
نيقولاي الأول من روسيا
سبقه
گوستاڤ الرابع أدولف
Grand Duke of Finland
1809–1825
سبقه
ستانيسلاڤ الثاني أوگست پونياتوڤسكي
ملك پولندا
1815–1825
الملكية الروسية
سبقه
پاڤل الأول من روسيا
وريث العرش الروسي تبعه
قسطنطين الأول من روسيا

تحوي هذه المقالة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.


قالب:بذرة رومانوف