بنو النضير
بنو النضير هي قبيلة يهودية كانت تسكن شمال شبه الجزيرة العربيةحتى القرن السابع الميلادي في المدينة المنورة (يثرب). وبعد تخطيطهم مع قريش لغزو المدينة في غزوة الخندق، أمر الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم بإجلائهم من المدينة المنورة. وقد شاركو بعد ذلك في غزوة خيبر.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لمحة تاريخية
كاصونة لا يسفك فيها قطرة فلما أرادوا الخروج أخذوا كل شي يستطيعونه و هدموا بيوتهم كيلا لا يستفيد منها المسلمون و ساروا ، فمنهم من نزل خيبر على بعد مائة ميل من المدينة و منهم من نزل في ناحية جرش بجنوب الشام و لم يسلم منها غير اثنان.
و قد نزلت في هذه الغزوة سورة الحشر و منها قول تعالى " {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَأوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الْحَكِيمُ(1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الحَشْرِ ما ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ وَظَنُّواْ أَنَّهُم مَّانَعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْربُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي المُؤْمِنِينَ فَاعتَبِرُواْ يَا أُوْلِى الأّبصَارِ(2)وَلوْلا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ(3)ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ(4) مَا قَطَعْتُم مِّن لِّيِنَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَ لِيخْزِىَ الفَاسِقِينَ(5)}.
ردود الفعل لجلاء بني النضير
قتل حيي بن أخطب
حيي بن أخطب زعيم بني النضير الذين أجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان حيي قد دخل مع بني قريظة في حصنهم بعد الجلاء، حين رجعت عنهم قريش وغطفان، وفاء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه.
أُتي بحيي بن أخطب عدو الله، وعليه حله له فقَّاحية قد شقها عليه من كل ناحية قدر أنملة أنملة لئلا يُسلبها، مجموعة يداه إلى عنقه بحبل.
فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أما والله ما لمت نفسي في عدواتك، ولكنه من يخذل الله يخذل، ثم أقبل على الناس، فقال: أيها الناس، إنه لا بأس بأمر الله، كتاب وقدر ملحمة كتبها الله على بني إسرائيل، ثم جلس فضربت عنقه.
فقال جبل بن جوال الثعلبي في مقتل حيي:
لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه * ولكنه من يخذل الله يخُذلِ
لجاهد حتى أبلغ النفس عذرها * وقلقل يبغي العز كل مُقلقَل
الجلاء من المدينة
احتاج النبي صلى الله عليه وسلم إلى مبلغ من المال لدفع دية عن رجل فذهب إلى يهود بنو النضير يستعين بمالهم على ضوء ما بينهم من معاهدة فغدروا به حيث اتفقوا على إلقاء صخرة على رأسه من فوق جدار ولكن الله انجى نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام حيث اتاه الوحي واخبره بالمؤامرة الخبيثة فرجع للمدينة وجهز الجيش وعاد لقتالهم وأجلاهم عن المدينة
غزوة الحديبية
غزوة خيبر
لما قدم رسول الله من الحديبية ، مكث بالمدينة عشرين يوما ، أو قريبا منها . ثم خرج إلى خيبر، وقد كانت مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع على بعد ثمانين ميلا من المدينة في جهة الشمال ، وقد أعلن – عليه الصلاة والسلام - ألا يخرج معه إلا راغب في الجهاد، فلم يخرج إلا أصحاب الشجرة وهم ألف وأربعمائة. فلما أشرف على خيبر أمر أصحابه بالوقوف ، ثم قال : " اللهم رب السماوات وما أظللن ، ورب الأرضين وما أقللن ، ورب الشياطين وما أظللن ، ورب الرياح وما أذرين ، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ، ونعوذ بك من شر أهلها وشر ما فيها ، أقدموا بسم الله " .
وكانت خيبر منقسمة إلى شطرين، شطر فيها خمسة حصون:
1 ـ حصن ناعم.
2 ـ حصن الصَّعْب بن معاذ.
3 ـ حصن قلعة الزبير.
4 ـ حصن أبي.
5 ـ حصن النِّزَار. والحصون الثلاثة الأولي منها كانت تقع في منطقة يقال لها (النطاة)
وأما الحصنان الآخران فيقعان في منطقة تسمي (بالشَّقِّ) .
أما الشطر الثاني، ويعرف بالكتيبة، ففيه ثلاثة حصون فقط:
1 ـ حصن القَمُوص.
2 ـ حصن الوَطِيح.
3 ـ حصن السُّلالم.
وفي خيبر حصون وقلاع غير هذه الثمانية، إلا أنها كانت صغيرة، لا تبلغ إلى درجة هذه القلاع في مناعتها وقوتها.
وقد كانت راية المسلمين لعلي بن أبي طالب حيث أنه لما كانت ليلة الدخول ـ وقيل: بل بعد عدة محاولات ومحاربات ـ قال النبي : (لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: (أين علي بن أبي طالب؟) فقالوا: يا رسول الله، هو يشتكي عينيه، قال: (فأرسلوا إليه) ، فأتي به فبصق رسول الله في عينيه، ودعا له، فبرئ، كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية.
وبات المسلمون الليلة الأخيرة التي بدأ في صباحها القتال قريبًا من خيبر، ولا تشعر بهم اليهود، وكان النبي إذا أتي قومًا بليل لم يقربهم حتى يصبح، فلما أصبح صلي الفجر بغَلَس، وركب المسلمون، فخرج أهل خيبر بمساحيهم ومكاتلهم، ولا يشعرون، بل خرجوا لأرضهم، فلما رأوا الجيش قالوا: محمد، والله محمد والخَمِيس ، ثم رجعوا هاربين إلى مدينتهم، فقال النبي : (الله أكبر، خربت خيبر، الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين).
وتدنى رسول الله الأموال يأخذها مالاً مالا ، ويفتتحها حصناً حصنا ، فكان أول ما افتتح من حصونهم حصن ناعم .
وقد أصاب رسول الله منهم سبايا ، منهن صفية بنت حيي بن أخطب ، وبنتي عم لها ؛ فاصطفى رسول الله صفية لنفسه .
والقتال المرير إنما دار في الشطر الأول من خيبر في النطاة والشق ، أما الشطر الثاني في الكتيبة فحصونها الثلاثة مع كثرة المحاربين فيها سلمت دونما قتال، حيث حاصرهم الرسول عليه الصلاة والسلام في حصونهم حتى إذا أيقنوا بالهلكة ، سألوه أن يسيرهم وأن يحقن لهم دماءهم ، ففعل .
فلما أراد أن يجليهم قالوا : نحن أعلم بهذه الأرض منكم . فدعنا نكون فيها . فأعطاهم إياها ، على شطر ما يخرج من ثمرها وزرعها .
ثم قسمها على ستة وثلاثين سهما ، كل سهم مائة سهم . فكانت ثلاثة آلاف وستمائة سهم . نصفها لرسول الله وما ينزل به من أمور المسلمين . والنصف الآخر قسمه بين المسلمين.