السبتية
السبتية هي منطقة في حي بولاق بغرب القاهرة وقديما نظرا لوجود محطة الكهرباء الرئيسية بها و مع تكرار انقطاع التيار اطلق ما يسمى ب فأر السبتية لاعتقاد البعض بوجود فأر يقرض الأسلاك الكهربائية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مطلوب القبض علي هذا المتهم الخطير!!
في الخمسينيات والستينيات.. ظلمنا أحد الفئران الذي اتهمناه بارتكاب جرائم انقطاع التيار الكهربائي، وأطلقنا عليه وصف »فأر السبتية«! إذا انقطعت الكهرباء عن أحد الأحياء في القاهرة أو عن محافظة.. خرجت عناوين الصحف تتهم »فأر السبتية« بأنه المتسبب، وأصبح هذا الفأر أشهر من ميكي ماوس وفرافيرو. إنه ينتسب إلي حي السبتية المجاور لميدان رمسيس، وإذا انقطع التيار الكهربائي في الإسكندرية أو أسوان أو الوادي الجديد أو البحر الأحمر أو سيناء.. أشارت أصابع الاتهام إلي »فأر السبتية« فوراً. واختفت ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي من بداية السبعينيات، واختفي معها »فأر السبتية«، والذي نذكره أحياناً عندما يحدث انقطاع للتيار الكهربائي.. وهذا نادراً منذ تولي المرحوم المهندس ماهر أباظة مسئوليات وزارة الكهرباء، واختفت الظاهرة تماماً في عهد الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء الحالي! ولم نعد نسمع عن »فأر السبتية« الذي أصبح في زمة التاريخ، وفوجئنا بظهور الماس الكهربائي الذي تعود أصوله وحسبه ونسبه إلي حريق دار الأوبرا في أكتوبر »1971«،
وقيل وقتها تبريراً لاحتراق أول أوبرا في الشرق الأوسط: إنه بفعل الماس الكهربائي! كما يعود حسبه ونسبه أيضاً إلي الحريق الذي التهم قصر الجوهرة في قلعة محمد علي، ودخل حريق قصر ثقافة بني سويف ضمن شجرة عائلة الماس الكهربائي الذي اشتهر في مصر، وأصبح الشماعة التي نرفع عليها أخطاؤنا وفشلنا مثل »فأر السبتية« تماماً! وعندما التهمت النيران أجزاء من مجلسي الشعب والشوري.. خرجت الاتهامات تشير إلي الماس الكهربائي رغم بشاعة النيران المندلعة، وتصونا الماس الكهربائي وحشاً، ورحنا نتساءل عن كيفية التهامه مباني يصل عمرها إلي 140 عاماً!! المهم.. خرجت هذه الاتهامات من السنة كبار مسئولي المجلسين قبل انتهاء تحقيقات النيابة العامة التي لم تحدد حتي الآن أسباب الحريق!! وبعد أقل من شهر وقع حادث آخر لا يقل خطورة وأهمية. في أثناء تناول الناس طعام الإفطار يوم »السبت« الماضي، وانشغال الأجهزة الأمنية وغيرها بتأمين حضور الرئيس حسني مبارك لاحتفالات ليلة القدر في قاعة الأزهر للمؤتمرات.. ارتكب الماس الكهربائي جريمته في المسرح القومي المجهز بوسائل الإطفاء الذاتي بعد احتراق قصر ثقافة بني سويف،
ووجه فاروق حسني وزير الثقافة اتهاماته إلي الماس الكهربائي قبل بدء معاينة المعمل الجنائي، وقبل بدء تحقيقات النيابة العامة، وقبل سيطرة قوات الأمن علي الحريق الذي استمر ثلاث ساعات في أخطر ميادين القاهرة! ومادام اتهام الماس الكهربائي يؤدي إلي عدم إدانة أحد من كبار المسئولين.. لماذا نتهم الماس الكهربائي بالتسبب في انهيارات جبل الدويقة علي رؤوس الغلابة من ساكني السفوح؟! ومادام الماس الكهربائي لا يملك إمكانية الدفاع عن نفسه.. لماذا لم نوجه إليه تهمة قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم أثناء وجودها في شقتها بإمارة دبي؟! ولماذا لا نتهمه أيضاً بأنه وراء فشل سياسات الحكومة، وخيبة معظم وزرائها؟! إننا أمام »سبب« يصلح لتوجيه الاتهامات إليه بارتكاب الكوارث التي تلاحقنا مادام لن يدافع عن نفسه! ولن يعترض أحد لأن صحيفة سوابق الماس الكهربائي حافلة بإشعال النيران في المنشآت العامة منذ احتراق الأوبرا في »أكتوبر« 1979، وحتي حريق المسرح القومي الذي وقع منذ أيام، ولا يبعد عن دار الأوبرا القديمة سوي بضع خطوات! إننا نأمل ملاحقة هذا المجرم، والإعلان عن جائزة كبري لمن يستطيع القبض عليه، أو الإعلان عن منصب وزاري لمن يسلم هذا الوغد إلي أجهزة الشرطة!! مطلوب سرعة القبض عليه حتي لا نفاجأ في يوم من الأيام بأننا فقدنا ذاكرة الأمة السياسية والفنية وغيرهما بفعل الماس الكهربائي!، ولذلك نطالب بعودة المدعي الاشتراكي لمحاكمته بعد عدم جواز تقديمه إلي النيابة العامة!