الدويقة
الدويقة هي منطقة تقع في جنوب شرق مدينة القاهرة في جمهورية مصر العربية. وتسمى أيضا منطقة جبل الدويقة نظرا لأنها تقع في سفح جبل المقطم. وسميت بالدويقة على إسم رجل معروف باسم "الدوق" وقيل أنه كان قاطع طرق ولص ، وكان اسمها الأصلي عزبة صفيح ، وهي احد الناطق التابعة لحي منشأة ناصر أحد أحياء المنطقة الغربية بمحافظة القاهرة. [1] ومن المعروف أن منشأة ناصر من اكبر مناطق العشوائيات بالقاهرة واكثرها كثافة سكانية حيث يزيد تعداد السكان عن نصف مليون نسمة علي مساحة 850 فدان بكثافة سكانية تجاوز 400 شخص للفدان.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
العشوائيات
وتعتبر الدويقة من المناطق التي يطلق عليها إسم العشوائيات وهي تلك المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والتي تحتوي على أعداد كبيرة من المنازل المبنية بطرق عشوائية. ويحيط القاهرة الكبرى حزام من المناطق العشوائية يبلغ عددها حوالي 76 منطقة يسكنها أكثر من مليوني نسمة ، وتظل الدويقة المنطقة الأبرز فيه. ففي الشمال تحتل العشوائيات عدة مناطق في شبرا الخيمة وعين شمس، وجنوباً تنتشر في منطقة دار السلام و البساتين و حلوان ، بينما تتركز شرقاً في منشأة ناصر والدويقة ، أما في وسط العاصمة فتمتد إلى منطقة الفسطاط و اسطبل عنتر و حكر أبو دومه.
السكان
أغلب سكان منطقة الدويقة (نحو نصف مليون نسمة) يعملون في جمع القمامة وتربية الخنازير ، ويعيشون على مساحة 850 فداناً بكثافة سكانية تصل إلى 500 شخص في الفدان الواحد.
رغم السعي الحكومي البطيء إلى تطوير المنطقة كلياًً ، حيث قامت السيدة سوزان مبارك بتوزيع وحدات سكنية بلغت ستة آلاف وحدة على سكان المنطقة منذ عام 1990 وحتى الآن ضمن مشروع مساكن سوزان مبارك الذي تبنته حرم الرئيس بمعونة إماراتية ، في محاولة حكومية جادة لاقتحام واحدة من أكبر العشوائيات في القاهرة ، حيث تدهور الظروف البيئية وقصور الخدمات وشبكات البنية التحتية. وفي الدويقة يمكن لأسرة مكونة من خمسة عشر شخصاً أن تعيش في شقة مساحتها 25 مترا تحت سفح الجبل. وبسبب إزالة عشرات المساكن في سبيل تطوير المنطقة التي توليها الحكومة عناية خاصة، فضلا عن عدم صلاحية الشقق للعيش فيها بسبب التصدعات والتشققات الأرضية، يعيش البعض هناك في شقق مشتركة تجمع عدة أسر في شقة واحدة. [2]
يحيا سكان الدويقة تحت الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة رغم السعي لتطوير المنطقة، حيث يعيش ما يقرب من 77% من سكانها بدخل شهري يتراوح ما بين الـ20 إلى مائة دولار. وهناك 53% من سكانها أميون لا يعرفون القراءة والكتابة ، و17% يقرأ ويكتب، و2% بالتعليم الأساسي والثانوي، و4% جامعيون. وعن توزيع السكان بحسب المهنة تشير الإحصاءات إلى أن 21% يعملون بالأعمال الحرة، و31% أعمال إدارية وخدمات، و34% حرفيون، و8% منهم سائقون و6% جامعو قمامة.
انهيارات صخرية
منذ بداية مشروع الإسكان الذي يتم من خلاله تطوير منطقة الدويقة ، تكيف سكان الدويقة مع اهتزازات الجبل الجاثم فوق أسقف عششهم وغرفهم الصغيرة ، والتي تحدث نتيجة عمليات الحفر والبناء في المنطقة.
وفي 6 سبتمبر 2008 وقع حادث في منطقة الدويقة أسفر عن مصرع أكثر من 30 شخصًا وفقد مئات آخرون ، جراء انهيار كتل صخرية ضخمة على عشرات المنازل السكنية في عزبة بخيت بمنطقة الجورة في الدويقة بمنشية ناصر شرق العاصمة المصرية القاهرة ، في واحدة من أكبر الكوارث التي شهدتها مصر من سقوط منازل في مناطق عشوائية .
وفي تضارب لعدد ضحايا الانهيار ، صرح وزير الصحة المصري الدكتور حاتم الجبلي ، بأن عدد حالات الوفاة التي أبلغ بها المستشفيات حتي الآن 14 شخصا وأن عدد المصابين بلغ 120 حالة. في نفس السياق، قال شهود عيان:" إن المئات من الأشخاص لا زالوا تحت الأنقاض وذلك في الوقت الذي قامت فيه قوات الأمن المصرية بإخلاء عدد آخر من المنازل بسبب ظهور بعض التشققات الجديدة في جبل بخيت الذى انهارت منه الكتل الصخرية الكبيرة".
وأشار شهود عيان إلى أن جهود الأنقاذ تتم ببطء نظرًا لضخامة الكتلة الصخرية وعدم وجود رافعات ضخمة تساعد في رفع الانقاض وتعد فرص الانقاذ ضيئلة لتعثر عملية رفع الانقاض واعتمادها على جهود تطوعية ويديوية باستخدام ادوات بدائية فيما يصعب وصول الأوناش الضخمة إلى المنطقة الواقعة خلف سكة حديد قديمة.
تدخل الجيش
وتستخدم القوات المسلحة التي بدأت في التوافد إلى المنطقة للمساعدة في عمليات الانقاذ الكلاب البوليسية في محاولة للاستدلال على أماكن الضحايا المحاصرين تحت الأنقاض. وقال أهالي الضحايا أن ذويهم يتصلون بهم بالتليفون المحمول من تحت الأنقاض يطالبون بانقاذهم ويستنجدون بهم. ومن المتوقع أن تستمر عملية انتشال الضحايا من تحت الأنقاض أكثر من ثلاثة أيام.
ويواصل رجال الإنقاذ جهودهم للبحث عن مزيد من الضحايا تحت الأنقاض حيث تم الاستعانة بسلاح "كلاب الشرطة" للبحث عن الضحايا تحت الأنقاض نظرا لكبر الكتل الصخرية المنهارة.
واضطرت قوات الدفاع المدني لهدم 4 منازل علي حدود المنطقة لفتح طريق أمام سيارات الاسعاف لاخلاء المصابين والمتوفين، حيث تم نقلهم الي مستشفي الحسين الجامعي ومشرحة زينهم.
من ناحية أخرى ، قال محافظ القاهرة عبد العظيم وزير ان جبل الدويقة قد انفصل وان 38 عشة عشوائية قد انهارت تحت الجبل واضاف ان ازالة الصخور تحتاج الى معدات عملاقة . واضاف ان كل الاجهزة مستمرة في عملها حيث يتم تدبير وحدات سكنية.
وكان سكان المنطقة قد ابلغوا مركز منشأة ناصر القريب من الدويقة بسقوط متكرر من الصخور خلال العامين الماضيين مما ادى إلى اصابة العديد ووجود شرخ كبير في الجبل الجيري إلا ان المسئولين لم يتخذوا أي اجراءات لضمان سلامة السكان .
وافادت الأنباء إلى أن انهيار الكتل الصخرية قد يكون قد نجم نتيجة أعمال تجميل يقوم بها أحد المقاولين أعلى الجبل أو بسبب أعمال الصرف الصحي ونحر مياه الصرف الصحي للجبل الجيري.