الاستعمار الأوروپي للأمريكتين
جزء من سلسلة عن |
الاستعمار الأوروپي للأمريكتين |
---|
بوابة تاريخ |
الاستعمار الأوروپي للأمريكتين بدأ في أوائل القرن 10، عندما استكشف البحارة النورديون واستوطنوا مساحات محدودة من سواحل گرينلاند وكندا المعاصرة.[1] بعد الاستعمار الأوروپي في التوسع عام 1492، عندما أبحرت بعثة إسپانية يرأسها كريستوفر كولمبوس غرباً للعثور على طريق جديد للتجارة إلى الشرق الأقصى لكنها عثرت عن غير قصد على الأمريكتين. وسرعان ما تلاها الغزو، الاستكشاف على نطاق واسع، والاستعمار الأوروپي. وصلت أول رحلتين لكولومبس (1492-93) إلى الباهاماس ومختلف جزر الكاريبي ، ومنها هيسپانيولا، پورتوريكو، وكوبا. عام 1497، أبحر من بريستول لصالح إنگلترا، جون كابوت، ونزل على الساحل الأمريكي الشمالي، وبعدها بعام، وصلت ثالث رحلات كولومبس الساحل الأمريكي الجنوبي. أسست فرنسا مستعمرات في معظم المناطق الشرقية من أمريكا الشمالية، في عدد من جزر الكاريبي، وفي أمريكا الجنوبية. واستعمرت الپرتغال البرازيل. كان هذا بداية لتوسع اقليمي مأساوي لعدد من البلدان الأورپية.[2]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أوروپا في عصر اكتشاف أمريكا
عاشت أوروبا في أواخر العصور الوسطى أحداثا وتغيرات هامة تفسر كيف ولماذا كان بالإمكان اكتشاف قارة جديدة الحروب الصليبية. لقد قام مسيحيو أوروبا في الفترة بين عام 1095-1291 بشن سلسلة من الحروب الدينية في شرق البحر المتوسط ضد المسلمين . ورغم اختلاف المؤرخين في تفسير الدوافع لهذه الحروب ، فإنه يكاد يكون بينهم شبه إجماع على أن الغرض الأساسي منها إنما كان الاستيلاء على الأراضي المقدسة – بما فيها لاقدس التي ترتبط بحياة المسيح – طمعا من قادة ههذ الحملات في إنشاء دويلات لأنفسهم هناك.[3]
كان للحروب الصليبية آثارها الفعالة على أوروبا . من أهم هذه الآثار أن الحملات العسكرية الصليبية عرّفت الأوروبيين على حضارة أناس كانت أكثر تقدما من الحضارة الأوروبية . وبهذا فقد اتسع أفق الأوروبيين لما حولهم . بالإضافة إلى ذلك ، فإن معرفة الأوروبيين لمنطقة شرق البحر المتوسط وجنوبها قد زاد من معلوماتهم الجغرافية . وأخيرا ، فقد تعلم الأوروبيون تقدير ومحبة الكثير من منتجات تلك المناطق ، وتجدر الملاحظة هنا بأن الشرق في ذلك الوقت كان أكثر تقدما من أوروبا في كثير من النواحي ، خصوصا الطب والعلوم ، في الحضارة واتساع المدن ، وفي تمتعهم بأنواع كثيرة من المأكل والملبس والحاجيات الأخرى .
ونتيجة للحروب الصليبية ، فقد أصبح الأوروبيين أكثر تقديرا لحاجيات آسيا بصورة عامة ، والتي لم يكونوا قد عرفوا مثلها من قبل ، من بينها الملابس وخصوصا الحارائر وأقمشتها المشجرة ، والسجاد الشرقي والأقمشة المصنوعة من القطن . كما تعلم الأوروبيون أيضا تذوق البهارات أثبتت منفعتها للأوروبيين في حفظ وجعل المأكولات أكثر شهية ، وبذلك ابتعدوا عن الروتين الأوروبي المعروف في الأكل ، وهكذا فقد كان التحصيل الحاصل للحروب الصليبية إنما هو زيادة التبادل التجاري بين أوروبا وآسيا .
صعوبة الحصول على الحاجيات الأسيوية
اتضح للأوروبيين صعوبة الحصول على هذه الحاجيات الآسيوية وكذلك ارتفاع أسعارها . وبذا فقد بدأوا يبحثون عن الوسائل المختلفة للحصول على هذه الحاجيات ، ورأوا ضرورة التغلب على ثلاث عقبات في هذا السبيل : أولا ، أن غلاء هذه الحاجيات إنما كان يرجع إلى طول الطريق التجارية التي تقطعها مما يزيد من تكليفها .
فمعظم هذه الحاجيات كان تأتي من الصين والهند وجزر الهند الشرقية وبلاد فارس وشرق البحر المتوسط . والبعض منها كان ينقل بواسطة القوافل عبر طرق برية طويلة ، وأحيانا كانت تستعمل الطرق البحرية ثم البرية . وقد كانت هذه الحاجيات تشحن بواسطة تجار إيطاليا من موانئ آسيا الصغرى (تركيا) ، ومن موانئ فلسطين ، أو الموانئ المصرية . بطبيعة الحال ، كان هذا الطريق الطويل – عدا من المصاعب المترتبة عليه – سببا في غلاء هذه الحاجيات عندما تصل غلى المستهلك الأوروبي . ثانيا ، كان نقص العملة الذهبية في أوروبا وعدم احتياج الشرق للحاجيات الأوروبية قد ضاعف في صعوبة دفع أثمان هذه الواردات الآسيوية ، وأخيرا ، فإن احتكار التجار الإيطاليين للتجارة مع آسيا قد زاد أيضا من ارتفاع أسعار تلك الحاجيات . وبناءا على ما تقدم فقد بدأ التجار الأوروبيين وكذلك الدول الأوروبية في التفكير في وسائل للتغلب على هذه المصاعب .
ظهور نظام الدولة الحديثة
تميزت قارة أوروبا عن غيرها من قارات العالم في العصور الوسطى بسيطرة النظام الإقطاعي عليها ، ذلك النظام الذي كان يعتبر في حد ذاته نظاما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا . ولقد كانت سطوته من العوامل الرئيسية التي أخرت شعوب القارة ألأوروبية عن مماثليهم في القارة الأسيوية . غير أن سطوة النظام الإقطاعي هذه بدأت تضعف تدريجيا في أواخر العصور الوسطى ، وبدأ يفقد سلطته في الوقت السابق على اكتشاف أمريكا ويحل محله نظم ملكية استطاعت أن توحد كل الإقطاعيات في منطقة واحدة – (ظهور نظام الدولة بمعناها الحديث) . بوادر انهيار النظام الإقطاعي هذا بدأت تظهر أولا في البرتغال ثم إسبانيا ثم إنجلترا ثم فرنسا . يضاف إلى ذلك ، أن الزيادة في العلاقات التجارية مع آسيا منذ الحروب الصليبية كانت أدت إلى ظهور طبقة وسطى من بينها بعض التجار الأثرياء . وبما أن الملوك كانوا حماة للتجارة الداخلية والخارجية فإن التجار كانوا يقرضون الأموال ويدفعون الضرائب – عن طواعية – لهؤلاء الملوك مما ساعدهم على توسيع سلطتهم على النبلاء ، كان اختراع البارود قد ساعد الملوك أيضا على التغلب على رجال الإقطاع وبذلك كانوا قد اكتسبوا مناطق أكثر على حساب هؤلاء أو حرموهم من سلطنة الحكم التي تمتعوا بها فيما سبق ، وبناءا عليه فقد أصبح لهذه الدول الملكية الجديدة السيطرة على موارد كافة لتمويل الرحلات البحرية والقيام باستكشافات فيما وراء البحار . وبازدياد قوة هذه الدول ، فإن ملوكها بدأوا يحاولون كسب بعض الامتيازات لصالح دولهم على حساب الدول الأوروبية الأخرى. ونتيجة حتمية لكل ذلك فقد ظهر تنافس شديد بين الدول الأوروبية يعمل على توسيع السيطرة الإقليمية والتجارية.
الثورات التجارية والجغرافية
يشير المؤرخون إلى جميع التغيرات التي صاحبت النمو التجاري في أوروبا باسم (الثورة التجارية) . هذا التعبير يعني ظهور الطرق الحديثة في العمل التجاري مثل نظام البنوك واقتراض رأس المال بفائدة واستعمال النقود كوسيلة للتعامل ، والتجارة على نطاق واسع . هذه التغيرات كان قد تبعها تحول في الطرق التجارية إلى أوروبا ، فبدلا من التجارة عن طريق البحر المتوسط تحولت هذه الطريق إلى المحيط الأطلسي ، وفيما بعد استطاع التجار الأوروبيون القضاء على الاحتكار التجاري الإيطالي . هذا التوسع التجاري بكل مظاهره كان العامل الأساسي في حدث اكتشاف أمريكا .
وبزيادة معرفة الأوروبيين بالعالم الخارجي، فقد ازدادت رغبتهم في الكشوف الجغرافية ، ماركو بولو (Marco polo) مثلا ، وبعض أفراد عائلته من التجار كانوا قد زاروا الصين ، وقد كتب هذا عن إقامته هناك والتي استمرت سبعة عشر عاما ، وهكذا فقد زادت هذه الكتابات من رغبة الأوروبيين في التجارة مع آسيا . كما أن المبشرين الذين سافروا إلى بلاد فارس والهند والصين ، وفيما بعد إلى اليابان ، كانوا قد ساهموا في زيادة المعلومات والتعامل مع الشرق الأقصى.
التقدم في وسائل الإبحار
لقد شاهدت أوروبا في القرن الثاني عشر عددا من الاختراعات الجديدة في وسائل الإبحار وبناء السفن الكبيرة ، وقد ساعد هذا التقدم التكنولوجي البحارة على أن يذهبوا بعيدا عن البحر المتوسط ، فاختراع البوصلة وتطوير الاسطرلاب (آلة فلكية قديمة ذات صفائح) الذي سبق المزولة (آلة لتحقيق مركز السفينة بالنسبة إلى خطوط الطول والعرض) ، مكن البحارة من تحديد مواقعهم القديمة ، كما أمكن عمل خرائط وقياسات ساعدت البحارة في تحديد موقعهم ، وفي الاستفادة من اتجاهات الرياح والتيارات البحرية ، وتلافي الأخطار .
اكتشاف الطرق البحرية
لقد ظهرت أولى مساعي الاكتشاف في شبه جزيرة ليبيريا ، خصوصا في البرتغال . ويعتبر ذلك أمرا طبيعيا نظرا لموقع إسبانيا والبرتغال على المحيط الأطلسي وإشرافهما على أهم طرق المواصلات البحرية الدويلة في ذلك الوقت. يضاف إلى ذلك ، توفر الرغبة والاستعداد لدى شعبي البلدين في الانطلاق نحو آفاق جديدة باكتشاف مناطق مجهولة. وربما يمكن الإضافة بالقول إن تدين وتمسك شعبي البلدين بالمسيحية دفعهما إلى العمل على نشر هذه الديانة في أماكن مجهولة .
الاستحواذات المبكرة، المطالبات، والاستعمار
المستعمرون الأوائل برعاية الدول
أصبح من السملم به الآن أن كولومبس لم يكن بالفعل أول أوروبي وطأت قدماه أرض العالم الجديد ، ولكن عديدا غيره كانوا قد سبقون ووصلوا شواطئ أمريا الشمالية في ظروف غامضة مما جعل آثارهم شبه معدومة وجعل أخبار رحلاتهم أشبه بالأساطير منها بالواقع التاريخي . فهناك دلائل كثيرة على أن أهل الشمال الأوروبي (Norsemen) والملقبون بالفايكنجز (Vikings) ، أولئك البحارة المهرة من أسكندنيفيا ، كانوا قد اكتشفوا أيسلندا وجرينلند ولبرادور قبل عام 1000 م. وفي تلك السنة كان البحار ليف أركسون (Lief Erickson) وقد اكتشف ما أسماه هو فنلندا – ويمكن أن تكون هي نيوانجلند الحالية – وقد أنشأ مستعمر عليها وكلنها لم تدم طويلا . وكان الباسكويز (Basques) يقومون برحلات بعيدة للصيد في المحيط الأطلسي ، وتوجد هناك كثير من الأقاويل والحكايات عن غير هؤلاء من البحارة الذين زاروا أرضا بعيدة جدا إلى الغرب .
الأمير هنري والپرتغال
من أبرز رجال البرتغال الذين اهتموا بعمليات الاكتشاف ، كان الأمير هنري (1394-1460) ابن الملك جون الأول ملك البرتغال والذي عرف – فيما بعد – باسم هنري الملاح . لقد بدأ هذا الأمير حياته كقائد من قواد الأسطول البرتغالي ، وهو الذي احتل مدينة سبتا على شاطئ المغرب في سنة 1415 م ، حيث كانت أول خطوة استعمارية لبلاده في أفريقيا . ومنذ ذلك الوقت بدأ يهتم بأفريقيا بصورة خاصة ، ويمكن القول بأن هذا الأمير قاد بلاده في تقدم وسائل الإبحار والاستكشافات ، فلقد أنشأ مدرسة بحرية في قرية برتغالية اسمها ساجريس (Sagres) في أقصى الجنوب الغربي من ليبيريا ، كان غرضها دراسة فن الإبحار ، حيث بنى بجانبها – أيضا – مرصا ، وسرعان ما أصبحت هذه مركزا للدراسات الجغرافية والبحرية ومعه كثير من العلماء . ولقد تخرج من هذه المدرسة بحّارة استطاعوا أن يكتشفوا ساحل أفريقيا وأراض أخرى للبرتغال وفتحوا تجارة العاج والذهب والرقيق . وقد استمرت هذه الكشوفات تدريجيا بمحاذاة ساحل أفريقيا الغربي ، حيث استطاع البحار بارثولوميو دياز (Bartholomew Diaz) الدوران حول قرن أفريقيا الجنوبي – رأس الرجاء الصالح) سنة 1487 م .
ويتولى الملك عمانويل الأول الحكم في سنة 1495 م ، واندفع البرتغاليون بحماس وقوة في التوسع نحو الشرق ، حيث أمر هذا الملك بتجهيز حملة بقيادة البحار فاسكو دي جاما (Vasco de Gaama) سنة 1497م ، حيث وصلت تلك الحملة إلى شواطئ أفريقيا الشرقية التي كانت حتى ذلك الوقت وقفا على البحارة والتجار العرب . ومن الجدير بالذكر أن البحارة العرب كانوا قد خبروا طرق البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج العربي ، وكانت لهم فيها – قبل مجيء البرتغاليين – تجارب قديمة وخطوطا بحرية دائمة ومزدهرة ، لقد بدأ نشاط البحارة العرب هذا منذ مطلع القرن الحادي عشر الميلادي . ويعزى إليهم عموما حفظ أفكار بطليموس من الزوال وكتابتهم لعديد من مؤلفات الجغرافيا . وقام هؤلاء – أيضا – برسم العديد من الخرائط للمحيط الهندي وبحر الصين بما فيها من تيارات بحرية وجزر ومرافئ .
وبصورة خاصة ، فغن بحارا عربيا اسمه أحمد بن ماجد كان قدّم للبرتغاليين معلومات هامة عن طرق الوصول إلى الهند . وقد ساعد ابن ماجد – بالفعل – حملة دي جاما إلى شواطئ الهند ، حيث وصلها في شهر مايو سنة 1498م ، وتعرف على سواحلها الغربية ، ودرس أسواقها التجارية وما فيها من سلع وحاجيات طالما تمنى الأوروبيون الحصول علهيا دون وساطة أهل الشرق أو التجار الإيطاليين .
ورجوع حملة دي جاما إلى لشبونة سنة 1499م ، عائدين من الهند ومعهم الكثير من حاجياتهم ، فقد أعلن دي جاما للعالم اكتشاف طريق جديد يصل أوروبا بالهند دون المرور بالبحر المتوسط ، وهو حلم رواد البحّار والتجار الأوروبيين . وبهذا يكون دي جاما قد بدأ تجارة مربحة لبلاده مع الشرق الأقصى .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المهاجرون الاقتصاديون
الهجرة الدينية
الهجرة القصيرة
الاستعمار الإسپاني
- مقالة مفصلة: الاستعمار الإسپاني للأمريكتين
لم يكن الإسبانيون أقل رغبة من البرتغاليين في اكتشاف بلدان جديدة ، وفي الترعف على طرق جديدة للتجارة مع الشرق ، تحررهم من سيطرة تجار المدن الإيطالية من جهة ، والدولة العثمانية بأساطيلها القوية في شرق البحر المتوسط من جهة ثانية ، خصوصا مع الهند . غير أن أسبانيا كانت قد انشغلت طوال القرن الخامس عشر – تقريبا – في سلسلة طويلة من الحروب مع المسلمين للتخلص من آخر ما تبقى لهؤلاء من معاقل في شبه جزيرة ليبيريا – دولة غرناطة – ولم يتم ذلك إلا في سنة 1492م. وبعد ذلك أصبح في مقدور فردناند وزوجته إيزابيل الاهتمام بأمور الإبحار والتوسع .
ولد كريستوفر كولومبس سنة 1451م في مدينة جنوا (إيطاليا) ، التي اشتهرت – آنئذ – بتقاليدها البحرية ، وبوجود أكبر مدرسة عالية للبحرية فيها ، في عائلة متواضعة . وقد عمل في صغره ، حائكا كأبيه ، ويقال بأنه – بعد ذلك – كان قد جاب في أنحاء البحر المتوسط مرات عديدة كتاجر . قصد كولومبس حوالي سنة 1475 م إلى لشبونة التي سبقه إليها أخوه الأكبر الذي كان يعمل بها كرسام خرائط وبائع كتب . وقد تعرف بواسطة أخيه على الوساط العاملة في البحر والمهتمة بصناعة السفن والدراسات الجغرافية والفلكية . وتزوج كذلك من فتاة برتغالية .ويقال بأنه كان ورث عن حميه – الذي كان من رجال حركة الاستعمار والتوسع البحري – مكتبة جغرافية ، انعكف على دراسة مافيها من مخطوطات وخرائط وخرائط . تأثر كولومبس ، منذ سنة 1480 م ، بالآراء المعروفة في أيامه والتي تقول بكروية الأرض ، ولذلك فإنه كان قد اقتنع بإمكانية الوصول إلى الشرق – جزر الهند الشرقية 0 عن طريق الإبحار غربا عبر المحيط الأطلسي ، وقد ترددت في عصره قصص البحارة الذين رأوا أرضا في أقصى الغرب من الأطلسي . ومن خلال حساباته فقد استنتج كولومبس بأن الذهاب إلى جزر الهند الشرقية ربما يكون أقصر عن طريق الغرب . وقد حاول ، منذ سنة 1486 م ، الحصول على معونة مالية من ملك البرتغال للقيام بهذا العمل ، ولكن طلبه رفض ، ليس فقط من قبل هذا الملك ؛ بل من قبل هنري السابع ملك إنجلترا في ذلك الوقت أيضا ، حيث رفضه نظرا لارتفاع تكاليفه .
(أ) رحلات كولومبس : وأخيرا ، بعد انهاء البلاط الإسباني من صراعه مع المسلمين وبمعاونة صديق من أحد رجال الدين المقربين من البلاط الملكي الإسباني ، استطاع كولومبس أن يقنع فردناند وإيزابيلا بأهمية مشروعه وذلك في أواخر إبريل سنة 1492 م . تتلخص شروط كولومبس في أنه إذا نجح في مشروعه ، فإنه سيعيّن نائبا للملك في المقاطعات المكتشفة . وأن يعطى عشرة بالمائة من الأرباح التي ستدرها التجارة مع هذه المناطق .
وهكذا بمعاونة الملك الإسباني المادية ، قام كولومبس في أوائل أغسطس سنة 1492 م في بعثه بحرية تتكون من ثلاث سفن هي سانتا ماريا ، نينا ، بنتا (Santa Maria, Nina, Pinta) . وقد وصل في أكتوبر إلى جزر البهاما ، ثم فيما بعد إلى كوبا ثم إلى هايتي . وقد اعتقد بأن هذه الأرض الجديدة إنما هي أطراف لجزر الهند الشرقية ، ولذلك فقد أطلق على سكانها الأصليين اسم (الهنود) (Indians) .
ولقد ترك كولومبس معسكرا في هايتي – أرض جمهورية هايتي الحالية – حيث كان هذا أول مؤسسة أوروبية في العالم الجديد (اكتشف كولومبس عند رجوعه في رحلة ثانية بأن الهنود قتلوا جميع الرجال فيه) . وفي منتصف مارس سنة 1493 م ، عاد كولومبس إلى إسبانيا من حيث انطلق ، ليخبر رجال البلاط الملكي باكتشافه الجديد .
(ب) البحارة الإسبانيون بعد كولومبس : قام كولومبس بعد رحلته الأولى بثلاث رحلات استكشافية إلى جزر الهند الغربية وسواحل أمريكا الوسطى ، ولكنه لم يستطع أن يحقق وعده للملك باحتكار تجارة البهارات مع الهند أو أن يكتشف ما كان قد سماه بمدن الذهب ، وهكذا مات مغضوبا عليه . ومن أبرز الرحلات بعد كولومبس ما قام به رجل إيطالي يدعى أمريكوس فسبوسيوس (Americus Vespucius) . لقد كان هذا من عائلة فلورنسية ، عمل أول حياته في السلك الدبلوماسي ثم التحق بخدمة آل مديتشي الإيطالية التي كان لها مصالح تجارية كبرى في البحر المتوسط ليشرف على تجارة تلك العائلة في إسبانيا . وبفضل علاقته مع رجال البحر – حيث كان يتولى تموين سفنهم – فقد بدأ يهتم بالعالم الجديد وبجميع معلومات كثيرة عنه .
وحتى وفاة كولومبس ، كان من المعتقد أن الأرض المكتشفة حديثا ليست إلا قسما من البر الأسيوي ، إلا ان بعض معاصري كولومبس – ومنهم فسبوسيوس – كان يراودهم الشك في صحة هذا الاعتقاد ، فقام فسبوسيوس بعدة رحلات إلى الأرض الجديدة لحساب إسبانيا مصب نهر لاياتا في الأرجنتين .
ولم يجد فسبوسيوس أي تشابه بين الشاطئ التي اكتشفها مع الشواطئ الهندية ، حيث كان لدى الأوروبيين معلومات كثيرة من الهند ، مأخوذة مما كتبه رحالة القرون الوسطى الذين زاروا تلك البلاد . وهذا مما دفع فسبوسيوس إلى الاعتقاد بأنه أمام قارة جديدة غير متصلةب العالم القديم . وهكذا فقد أطلق عالم جغرافي ألمالي اسم (أمريكا) على المنطقة الجديدة المكتشفة ، وذلك نسبة إلى أمريكوس . وفي سنة 1513 م قام الرحالة بالبوا (Balboa) بقيادة عدة مئات من الرجال عبر بنما ، إلى أن وصل المحيط الهادي ، وفي ملاحظته لذل المحيط من على الجبال هناك سماه (البحور الجنوبية) (South Seas) ، وادعى بملكية إسبانيا لكل الأراضي التي تحيط بهذه البحور . ثم قام فردناند ماجلان (Magellan) بالإبحار إلى إسبانيا (خارجا من إسبانيا غربا) في رحلة استغرقت من 1519-1522 م ، وبذلك أثبت كروية الأرض . كان ماجلان نفسه قد قتل في الفيليبين من أحد الرعايا هناك ، ولكن سفينة من سفنه كانت قد أكملت الرحلة .
اندفع الإسبانيون – فميا بعد – للتعرف على أرجاء الأرض الجديدة ، واكتشاف معالمها الداخلية في محاولة لاستعمارها واستثمار خبراتها .
(ج) الخط الفاصل : ونظرا لتنافس كل من الإسبانيين والبرتغاليين على الأراضي الجديدة المكتشفة فقد قام البابا بالتوسط بينهما بوضع خط بفصل بين ممتلكات كل منهما في المناطق المكتشفة ، وهذا مايعرف باسم معاهدة تورد سيلاس (Tordesillas) عام 1494 م ، والتي أخذت بموجبها إسبانيا معظم أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية ، وأخذت البرتغال آسيا . ولكن نظرا لاكتشاف البرازيل بواسطة بحار برتغالي : بيدرو كابرال (Pedro Cabral) عام 1500 م ، فقد اتفقت الدولتان على أن تكون البرازيل ملكا للبرتغال ، ولكن هذا التقسيم لم يمنع دولا أخرى من اكتشاف واستعمار أمريكا .
أمريكا قبل كولومبس
لم تكن القارة الجديدة – بطبيعة الحال – خالية من السكان ، ولا من الحضارات ، ولكن القسم الأكبر من سكانها كان قد تجمع في المناطق الوسطى من القارة . ويتفق معظم علماء الأجناس – الآن – على أن السكان الذين أسماهم كولومبس بالهنود إنما انحدروا من مهاجرين أتوا من آسيا إلى أمريكا عن طريق جزر آلوتيا Alutia (شمال غرب ألاسكا) بعد نهاية العصر الجليدي . والأرجح أن هؤلاء ينتمون إلى العنصر المغولي الذي ينتمي إليه الصينيون وأنهم هاجروا من شمال آسيا إلى شمال أمريكا وأخذوا يتجهون نحو الجنوب بحثا عن وسائل أفضل للمعيشة وظلوا فترة طويلة يعيشون على الصيد والقنص . ويجهل علماء الأجناس متى بدأت ههذ الشعوب بالانتقال إلى مرحلة الزراعة . ولكن هذا الانتقال ، على أية حال ، كان قد أجبرهم على الاستقرار وبالتالي أدى إلى قيام حضارات مزدهرة ، وأن بعضهم توصل إلى معرفة واستخدام المعادن .
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحضارات كانت قد تطورت بصورة منعزلة تماما عن حضارات آسيا ، وبالتالي فليس بينهما تشابه . ويجب الإضافة إلى أن هذه الحضارات – ثلاث : الآزتكس ، الإنكاس ، الماياس (Aztecs, Incas, Mayas) .
وفيما يعرف الآن بالولايات المتحدة ، كانت الوحدة السياسية الرئيسية للهنود تتمثل في العشرة ، وكان رئيس العشيرة يمثل القائد العسكري ، بينما كان القائد السياسي والقضائي يسمى الساكيم (Sachem) ، كل الأرض كانتملكا للعشيرة والقبيلة (كل قبيلة كانت تنقسم إلى عشائر) ، حيث لم يعرف هؤلاء الملكية الفردية ولم يفهموها . أما ما سماه الرجل الأبيض (بوحشية) الهنود ، إنما تعلمها هؤلاء من الرجل الأبيض الذي شجع الهنود على الحرب بشراسة عندما ظهرت المنافسة بين البيض للتعامل مع الهنود .
ويمكن القول : إن مساهمة الهنود في الحضارة الأمريكية كانت نسبيا غير ملحوظة أولا ، أكبر مساهمة لهم كانت في مجال النباتات الزراعية ، فقد علموا الأوروبيين زراعة واستعمال بعض المحاصيل مثل : الذرة ،والبطاطا الحلوة والبيضاء ، القطن ، التبغ ، البنادورا ، وأنواعا كثيرة من البقول والكوسا ، والحيوان الوحيد الذي استأنسوه كان الكلب .. ثانيا ، إن عدد الهنود في المجتمع الأمريكي الآن بما يقارب عددهم وقت اكتشاف كولومبس ، كما أن الدم الهندي قد استدام نتيجة التزاوج مع البيض والعبيد .. ثالثا ، نجد أن بعض الأسماء الجغرافية ، كأسماء بعض الولايات ، الأنهار ، المدن ، وتابعة لتسميات هندية ، كما أن بعض التعابير في اللغة العامية الأمريكية لها أصل هندي مثل كوكس (Caucus) موكازين (Moccain) ، سكوتاش .. رابعا ، لقد علما الهنود أوائل المكتشفين الأوروبيين كيف يعيشون من الطبيعة عن طريق القنص والقبض على الحيوانات وكذلك الأعمال الخشبية ، وهكذا فقد مد الهنود هؤلاء المكتشفين بمعلومات جغرافية مفيدة .
توطن الإسبان في أمريكا
أنشأ المستوطنون ، الذين حضروا إلى هايتي في رحلة كولومبس الثانية عام 1493 ، أول مستوطنة إسبانية دائمة في أمريكا . وبمجيء عام 1515 م ، كان الإسبانيون قد احتلوا بورتوريكو ، (Porto Rico) ، جامايكا (Jamaica) ، وكوبا (Cuba) . ولقد خدمت هذه المستوطنات كمراكز لمد النفوذ الإسباني إلى القارة الأمريكية نفسها ، حيث أصبحت تمثل مراكز المراقبة الإسبانية على المستعمرات .
الاكتشافات والفتوحات الأولى : إن أكبر وأعظم فتوحات إسبانية في العالم الجديد كانت في التغلب على إمبراطوريتين هنديتين هما الأزتكس ، وإنكاس . فقد قام هرنان كورتيس (Hernan Cortes) بجيش بسيط في الفترة بين 1519-1521 بالتغلب على مونتزوما (Montezoma) قائد الأزتكس في أواسط المكسيك وأخضع المنطقة لنفوذه ، وفي مغامرة شبيهة قام فرانسسكو بيزارو (Francisco Pizaro) ، المولود عام 1568 م في أسبانيا ، بغزو وفتح إمبراطورية الإنكاس في بلاد البيرو وبوليفيا باسم العرش الإسباني وتأسيس مدينة ليما لتصبح عاصمة لممتلكاته . وقد غنم هذين القائدين كميات كبيرة من الذهب والفضة مما جعل الإسبانيون يطمعون في المزيد .
كان أول دخول للإسبانيين إلى ما يعرف الآن بالولايات المتحدة قد بدأ عام 1513 م عندما قام بونس دي ليون (Ponce de Leon) باكتشاف فلوريدا ، وقد قام بعده بانفيلو دي نارفيز (Panfilo de Narvaez) على رأس 600 رجل بالنزول في فلوريدا عام 1539 م. وقد استطاع هؤلاء السير إلى الشمال الغربي حتى وصلوا إلى أوكلاهوما ، وقد اكتشفوا نهر المسيسبي حيث دفن دي سوتو هناك . في المنطقة الجنوبية الغربية قام فرانسسكو كورونادو (Coronado) ، فميا بين 1540 و 1542 م ، بالخروج من المكسيك متجها إلى الشمال ، قاطعا نهر ريوجراند ، مكتشفا المناطق العليا في نيومكسكو ، تكساس ، أوكلاهوما ، كانساس . هذه الاكتشافات أعطت حقوقا إقليمية لإسبانيا في هذه المناطق تبعها فما بعد تكوين المستعمرات .
مستعمرات الإسبان
وبفشل الإسبانيين في الحصول على المعادن الثمينة التي جاءوا من أجلها أو بالتعرف على حضاارت هندية غنية يستفيدون منها في القارة الأمريكية ، فإنهم قد أهملوا تكوين أي مستعمرات في تلك المناطق ، ولكنهم أجبروا على ذلك نتيجة مجيء بعض الأوروبيين الآخرين مثل الفرنسيين ، الإنجليز الروس . وحتى يقاوم الإسبانيون احتلال الفرنسيين لساحل فلوريدا الشرقي ، قاموا بإنشاء أول مستعمر لهم سنة 1560 م تسمى سينت أوغستين (St. Augustine) . وقد كانت هذه أول مستعمرة للرجل الأبيض ضمن حدود ما يعرف الآن بالولايات المتحدة . ولقد كانت نيومكسكو ثاني منطقة يستوطن بها الإسبان ، حيث قام جون دي أوناتي باحتلال أعالي وادي ريوجراند ، ولقد أصبحت مستعمرة سانتا في (Santa Fe) التي أنشئت عام 1609 م عاصمة لنيومكسكو ، وفي سنة 1769 م أقيمت مستعمرة إسبانية في شمال كاليفورنيا سميت سان دييجو (San Diege) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نظام الاستعمار الإسباني
في البداية أودع الملك أمر الفتوحات إلى قادة عسكريين (كونكو ستاد ورز) مثل كورتيس . وكان هؤلاء يقومون بالمراقبة السياسية والاقتصادية على السكان الأصليين ، حيث كان الملك الإسباني يمنح هؤلاء القادة قطعا من الأرض الكبيرة يقيمون عليها . فيما بعد أصبحت البعثات وإنشاء المراكز العسكرية وسيلة لمد النفوذ الإسباني على أمريكا . في كثير من الأحيان أنشئت المدن والمزارع والمناجم بواسطة شركات خاصة .
في كل مكان كانت سلطة الملك هي العليا . ولقد طبقت النظرية الميركنتلية تطبيقا صارما ، بحيث تسمح بتطوير المستعمرات لصالح البلد الأم ، ولم يسمح لغير الإسبانيين بالتجارة مع المستعمرات ، كما أن هذه التجارة كانت تحت مراقبة حكومية شديدة . ولقد أنشأ الملك مجلسا خاصا في إسبانيا لحكم المستعمرات سمي (مجلس جزر الهند) ، ومجلسا آخر في المستعمرات مكونا من نائبين للملك ، واحد في بيرو والآخر في المكسيك ، ولقد كان الملك هو الذي يعني كل الموظفين ، ويحكم المستعمرات مباشرة .
الاستعمار البريطاني
- مقالة مفصلة: الاستعمار البريطاني للأمريكتين
كان جون كابوت (Cabot) بحارا إيطالي الأصل ، من مدينة جنوا ، مقيما في لندن منذ عام 1490 م ، حيث كان يعمل هناك بالتجارة . وبعد خبر اكتشاف أراض جديدة بواسطة كولومبس ، عرض كابوت على هنري السابع ملك بريطانيا – آنذاك – تمويل حملة بحرية تتجه في المحيط نحو الغرب . وقد وجدت فكرة كابوت هذه حماسا كبيرا في أذهان البريطانيين (حكومة وشعبا) ، وذلك لأنه كان يسود هناك اعتقاد قديم بوجود أرض وراء المحيط ، يضاف إلى ذلك ان الملك نفسه كان قد ندم كثيرا لأنه رفض تمويل رحلة كولومبس حين عرضها عليه قبل أن يتبناها فردناند وإيزابيل .
قام كابوت بأول رحلة له إلى أمريكا عام 1497 م ، حيث وصل إلى نيوفاوندلاند وكذلك إلى برادور على الشاطئ الشرقي لشمال القارة ، وقد أعقبها برحلة أخرى بعد ثلاث سنوات وصل فيها إلى جزيرة جرينلاند . لم يحقق كابوت مكاسب مالية عاجلة لبلاده ، لأنه لم يجد شعوبا يتجار معها ، إلا أن رحلاته كانت ذات أهمية كبرى ، إذ أنها أعطت بريطانيا الحجة وربما السند القانوني لادعاء ملكية مناطق شاسعة من الأراضي الجديدة . ولكن بريطانيا لم تبدأ فعلا باستعمار الأرض الجديدة إلا في مطلع القرن السابع ، وذلك لأن البريطانيين كانوا مشغولين في النصف الأول من القرن السادس عشر (زمن حكم هنري الثامن وإدوارد السادس وماري) بمشاكل داخلية مع الكنيسة وقضايا الإصلاح الديني ، استطاعت حسمها فقط بعد منتصف ذلك القرن ، وهكذا ففي عهد إليزابيث (1558-1603 م) الذي تميز بالازدهار والسلم الداخلي ، أظهر الإنجليز اهتماما كبيرا بالبحر وبصناعة السفن ، ومن ثم بدأوا بالتفكير الفعلي في استعمار أمريكا الشمالية .
في عام 1577 م ، ترك جون دريك (Drake) لندن في حملة بحرية عبر الأطلسي إلى الجنوب الغربي ، ودار حول قرن أمريكا الجنوبية ثم بمحاذاة ساحلها الغربي إلى الشمال ، مارا بسواحل أمريكا الوسطى إلى أن وصل إلى خليج سان فرانسسكو ؛ حيث قام بغارات بحرية على الأسطول الرأسي في الخليج ، ثم رجع إلى بريطانيا عام 1580 م .
أعقب دريك حملة هنري هدسن (Hudson) عام 1610 م . حيث مر بسواحل أمريكا الشمالية الشرقية ، متجها إلى الغرب بمحاذاة الساحل ، إلى أن دخل الخليج الذي عرف بعد ذلك باسمه .
المستعمرات 13
العبيد الذين أُتي بهم إلى المستعمرات الأمريكية[4]
- 1620-1700.....21,000
- 1701-1760....189,000
- 1761-1770.....63,000
- 1771-1790.....56,000
- 1791-1800.....79,000
- 1801-1810....124,000[5]
- 1810-1865.....51,000
- الإجمالي..........597,000
الاستعمار الفرنسي
- مقالة مفصلة: الاستعمار الفرنسي للأمريكتين
جاء الفرنسيون إلى سواحل كندا ونيوفاوندلاند – في البداية – على شكل حملات صغيرة للصيد وتجارة الفراء وذلك حوالي عام 1504 م . وفي عام 1524 م ، أرسلت الحكومة الفرنسية أول مكتشفيها جوافاني فبرازلنو (Verazzano) إلى ساحل المحيط الأطلسي الشمالي للبحث عن المنفذ الشمالي الغربي في أمريكا الشمالية إلى المحيط الهادي .
وفيما بعد ، قام المكتشف كاكويس كارتييه (Cartier) بثلاث حملات في الفترة من 1533-1541 م ، حيث تتبع نهر سانت لورنس إلى أن وصل إلى منابعه العليا ، وبذلك فإنه أعطى الحق والسند القانوني لفرنسا للسيطرة على كندا . وبزيادة رغبة الفرنسيين في الاستفادة من تجارة الفراء فقد قام الرحالة سامويل دي شامبلين (Champlain) بإنشاء مستوطنة كويك عام 1608 . هذه البداية في الاستعمار الدائم بواسطة الفرنسيين في كندا ، كانت قد توسعت – فيما بعد – عن طريق المبشرين والتجار إلى داخل القارة وذلك بفضل وجود البحيرات الكبرى ونهر المسيسبي ، فقد قام كل من المبشر ماركيت (Marquette) وتاجر الفراء جوليت (Joliet) بالتغلغل في منطقة وادي المسيسبي عام 1673 م . وقد قام سير دو لاسال (Sier de la Salle) يتتبع نهر المسيسبي إلى مصبه في الجنوب في خليج المكسيك ، وأعلن سلطنة الفرنسيين عليه عام 1682 م ، وقد قتل لاسال بواسطة أتباعه أثناء رحلة استكشافية كان يقوم بها في الجنوب الغربي (تكساس) عام 1687 . وقد قام الفرنسيين بإنشاء مستوطنات بيلوكس (Biloxi) ، وموبيل (Mobile) ونيو أورليانز على خليج المكسيك بين 1699-1718 م .
ولقد قام الفرنسيون بإنشاء البعثات والمراكز التجارية المتفرقة وكذلك المستوطنات الزراعية في المناقط التي اكتشفوها وادعوا ملكيتها ، كما أنهم تاجروا مع الهنود ، وكونوا علاقات طيبة معهم لفترة طويلة من الزمن . ولكن امتداد النفوذ الفرنسي بدأ يتوقف ، عندما قام شاميلين بالتدخل بين القبائل الهندية ، محرضا قبيلة الجونكنز (Algonquins) بالهجوم على قبيلة إروكوس (Iroquis) عام 1609 م (لقد كانت القبائل الهندية في تلك المنطقة تحت ما يسمى بالاتحاد الكونفدرالي) . وعلى ذلك فإن هذا التدخل قبل شاملبين كان قد قلب قبيلة الإروكوس ضده ، بحيث أصبحت حليفة للهولنديين والبريطانيين ، وكان نتيجة ذلك وقف مد النفوذ الفرنسي جنوب مونتريال في كندا . وهذا يعلل عدم وجود مستعمرات فرنسية في وادي المسيسبي والجنوب الغربي قبل مجيء الاستعمار البريطاني ، أي أمريكا الشمالية ، وبذلك اقتصر الوجود الفرنسي على كندا فقط .
الاستعمار الهولندي
- مقالة مفصلة: الاستعمار الهولندي للأمريكتين
إن البحث عن ممر عبر أمريكا المشالية – من الشمال الغربي – إلى المحيط الهادي ، كان قد دفع (شركة الهند الغربية الهولندية) إلى تكليف هنري هدسن البريطاني الجنسية والذي كان يعمل مع الشركة إلى الذهاب لاكتشاف ساحل الأطلسي الشرقي من فرجينا إلى نيوفاوندلاند عام 1609 م . وفي السنة التالية بدأ الهولنديون في تجارة الفراء مع الهنود في منطقة نهر هدسن . وفي عام 1624 م قامت تلك الشركة بإنشاء مستوطنة نيوأمستردام (نيويورك) على نهر هدسن وكذلك مستعمرة نيوفاوندلاند .
لقد استعمل الهولنديون نظام الباترون (Patron) لضمان تكوين المستوطنات ، وهذا يعني منح قطع كبيرة من الأرض لأشخاص أو شركات مقابل مساعدة هؤلاء لبعض العائلات الهولندية على الاستيطان ، وقد كانت تجارة الفراء هي أهم عمل تقوم به هذه المستوطنات . وقد استطاع الهولنديون التوسع غربا حتى نهر كونتكنت . وجنوبا ، استطاعوا الاستيلاء على بعض المستوطنات التي أنشأها السويديون على الديلاوير عام 1638 م .
الاستعمار السويدي
- مقالة مفصلة: الاستعمار السويدي للأمريكتين
قام السويديون بتأسيس جزر الهند الغربية عام 1632 م بغرض العمل في التجارة ، وتمكنوا عام 1638 م من شراء قطعة أرض واسعة من الهنود ، أسوأ عليها مستعمرة عند مصب نهر الديلاوير ، أطلقوا علهيا اسم (السويد الجديدة) . وقد اعترض الهولنديون على نزول السويديون في اراض كانوا يعتبرونها ملكا لهم ، مما أدى إلى نزاع بين الدولتين ، استمر حتى عام 1665 م ، حيث استولى علهيا الهنود .
الأمراض وفقدان الشعوب الأصلية
قائمة المستعمرات الأوروپية في الأمريكتين
- أمريكا البريطانية (1607– 1783)
- المستعمرات الثلاثة عشر (1607- 1783)
- أمريكا الشمالية البريطانية (1783 – 1907)
- المحمية الهندية (1763–1783)
- الهند الشرقية البريطانية
- نيوكورلاند (توباگو) (1654–1689)
- الهند الشرقية الدنماركية (1754–1917)
- گرينلاند (1814 - today)
- نيو نيزرلاند (1609–1667)
- إسكويبو (1616–1815)
- الجزر العذراء الهولندية (1625–1680)
- Berbice (1627–1815)
- New Walcheren (1628–1677)
- البرازيل الهولندية (1630–1654)
- پومرون (1650–1689)
- كاين (1658–1664)
- دمرارا (1745–1815)
- سورينام (1667–1954)
- Curaçao and Dependencies (1634–1954)
- Sint Eustatius and Dependencies (1636–1954)
- فرنسا الجديدة (1604–1763)
- أكاديا (1604–1713)
- كندا (1608–1763)
- لويزيانا (1699–1763, 1800–1803)
- نيوفاوندلاند (1662–1713)
- إل رويال (1713–1763)
- گوايانا الفرنسية (1763-اليوم)
- الهند الغربية الفرنسية
- سانت-دومينيك (1659–1804، حالياً هايتي)
- توباگو
- الجزر العذراء
- France Antarctique (1555–1567)
- Equinoctial France (1612–1615)
- گرينلاند (986-1814)
- ڤينلاند (جزئياً في عقد 1000)
- Dano-Norwegian West Indies (1754–1814)
- Sverdrup Islands (1898–1930)
- Erik the Red's Land (1931-1933)
- البرازيل الاستعمارية (1500–1815) أصبحت مملكة، المملكة المتحدة للپرتغال، البرازيل وألگراڤيز.
- كيسپالتينا (1808–1822، اليوم اوروگواي)
- باربادوس (1536–1620)
- گويانا الفرنسية (1809–1817)
- أمريكا الروسية (حالياً ألاسكا، 1799–1867)
- نوڤا سكوتشيا (1622–1632)
- Darien Scheme on the Isthmus of Panama (1698–1700)
- ستاروست تاون،كارولاينا (1684–1686)
- درين، جورجيا، (من 1735، حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية)
- كوبا (حتى 1898)
- گرانادا الجديدة (1717–1819)
- إسپانيا الجديدة (1535–1821)
- Viceroyalty of Peru (1542–1824)
- پوِرتو ريكو (until 1898)
- Rio de la Plata (1776–1814)
- سانتو دومينگو (آخر الحكم الإسپاني 1861-1865)
- السويد الجديدة (1638–1655)
- Saint Barthélemy (1785–1878)
- Guadeloupe (1813–1815)
معارض ومجموعات
انظر أيضاً
الهوامش
- ^ Pálsson, Hermann (1965). The Vinland sagas: the Norse discovery of America. Penguin Classics. p. 28. ISBN 0-14-044154-9. Retrieved 2010-04-15.
- ^ Taylor, Alan (2001). American Colonies. New York: Penguin Books. ISBN 9780142002100.
- ^ عبد العزيز سليمان نوار، محمود محمد جمال الدين (1999). تاريخ الولايات المتحدة. دار الفكر العربي.
- ^ المصدر: Miller and Smith, eds. Dictionary of American Slavery (1988) p. 678
- ^ منهم 10,000 إلى لوزيانا الإسپانية قبل 1803.
المراجع
- Bailyn, Bernard, ed. Atlantic History: Concept and Contours (Harvard UP, 2005)
- Bannon, John Francis. History of the Americas (2 vols. 1952), older textbook
- Bolton, Herbert E. "The Epic of Greater America," American Historical Review 38, no. 3 (April 1933): 448–74 in JSTOR
- Davis, Harold E. The Americas in History (1953), older textbook
- Egerton, Douglas R. et al. The Atlantic World: A History, 1400-1888 (2007)
- Eltis, David. The Rise of African Slavery in the Americas (2000).
- Hinderaker, Eric; Horn, Rebecca. "Territorial Crossings: Histories and Historiographies of the Early Americas," William and Mary Quarterly, July 2010, Vol. 67 Issue 3, pp 395–432 in JSTOR
- Lockhart, James, and Stuart B. Schwartz. Early Latin America: A History of Colonial Spanish America and Brazil (1983).
- Merriman, Roger Bigelow. The Rise of The Spanish Empire in the Old World and in the New (4 vol. 1934)
- Morrison, Samuel Eliot. The European Discovery of America: The northern voyages, A.D. 500-1600 (1971)
- Morrison, Samuel Eliot. The European Discovery of America: The southern voyages, 1492-1616 (1971)
- Parry, J. H. The Age of Reconnaissance: Discovery, Exploration, and Settlement, 1450-1650 (1982)
- Sarson, Steven, and Jack P. Greene, eds. The American Colonies and the British Empire, 1607-1783 (8 vol, 2010); primary sources
- Starkey, Armstrong (1998). European-Native American Warfare, 1675-1815. University of Oklahoma Press ISBN 978-0-8061-3075-0
- Vickers, Daniel, ed. A Companion to Colonial America (2003),