أسفي
أسفي
ⴰⵙⴼⵉ / أسفي | |
---|---|
الكنية: Asfi | |
الإحداثيات: 32°17′N 9°14′W / 32.283°N 9.233°W | |
البلد | المغرب |
الجهة | دكالة عبدة |
التعداد (2004) | |
• الإجمالي | 282٬227 |
آسْفي أو أَصْفي Asfi وSafi، مدينة وميناء بحري على ساحل المحيط الأطلسي وحاضرة عمالة (محافظة) تحمل اسمها في إقليم تنسيفت غربي المملكة المغربية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التسمية
مدينة آسفي حسب أصلها الأمازيغي الذي يعني المصب (مصب النهر)، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، فالى جانب معالمها التاريخية التي تشهد على تاريخها العريق الذي يعود إلى العهد الفينيقي والى القرن الحادي عشر ميلادي القرن الذي بدأت تذكر فيه مدينة آسفي في الكتابات العربية، نجد بها عددا كبيرا من معامل تصبير السمك ومن ورشات تصنيع الخزف الذين يمثلان عصبها الاقتصادي.
التاريخ
بدأت آسفي مستوطنة كنعانية، أقامها القرطاجيون وهم الذين سموها بهذا الاسم، وجاء من بعدهم الرومان والقوط ثم العرب المسلمون، وصارت رباطاً في القرن الخامس للهجرة. وفي أوائل القرن العاشر للهجرة (السادس عشر الميلادي) أجبرت المدينة على دفع إتاوة لملك البرتغال مانويل الأول (1469-1521م)، ثم استولى البرتغاليون عليها عام 913هـ /1508م بعد حصار استمر ثلاث سنوات، واستعمروها نحو ربع قرن. وكانت الرئاسة فيها لقائد من سكانها يحمل لقب شيخ أو قائد، يحكمها باسم ملك البرتغال، وخرج عنها البرتغاليون نهائياً سنة 933هـ/1526م تحت ضغط المقاومة، ولكنها بقيت خربة اثنتا عشرة سنة إلى أن جدد بناءها الشيخ محمد السعدي. بلغت آسفي أوج ازدهارها في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين (16 و17م) في ظل السلاطين السعديين الذين جعلوا من آسفي الميناء الرئيسي لحاضرتهم مراكش. فصار لها شأن تجاري كبير ونمت علاقاتها التجارية مع فرنسة وإسبانية والبرتغال وإنكلترة وإيطالية، وأبرمت فيها عام 1635م معاهدة صلح وصداقة بين فرنسة والمغرب.
وفي زمن السلاطين العلويين بدأت آسفي تفقد أهميتها تدريجياً بعد أن نقلوا حاضرتهم إلى الرباط شمالاً وأصبحت سلا أهم ثغورهم على البحر. ارتفع عدد سكان آسفي من نحو 16000نسمة عام 1976 إلى نحو 376038نسمة عام 1996م. وتنشط في مياهها مهنة صيد السمك، وتعد من أهم مرافئ صيد السردين وتعبئته في العالم وميناء لتصدير المواد الغذائية، ويربطها خط حديدي بمرفأ اليوسفية المجاور والمعد لتصدير خامات الفوسفات، وهي مركز للصناعات الكيمياوية (الأسمدة الفوسفاتية) والمواد الغذائية كما تشتهر بصناعة الفخار. تمتد أبنية آسفي على طول الساحل وفوق سفوح المرتفعات المشرفة عليه، وهي مزيج من العمارة العائدة إلى القرون الوسطى والعمارة الحديثة وفيها مدارس ومساجد كثيرة، وتضم آثارها ومعالمها التاريخية عدداً كبيراً من الأبراج والحصون وكاتدرائية برتغالية قديمة ومسجداً جامعاً كبيراً شيد في عهد مولاي زيدان السعدي (1603-1628م) ومدرسة من زمن مولاي محمد بن عبد الله العلوي (1757-1790م). وقد حوّل بعض أبراج المدينة القديمة إلى إدارات حكومية بعد ترميمها وصارت تعرف بدار المخزن.
=أهمية أسفي تاريخيا
قالت الكاتبة الإنجليزية فرنسيس مكنب خلال زيارتها لأسفي سنة 1902م:"بلغت شهرة أسفي في القرن 17م درجة عظيمة صدر معها الأمر إلى كل سفينة بريطانية تزور المغرب أن تبدأ بزيارة أسفي"
منذ القديم حظيت أسفي بأهمية بالغة حتى أن اسم المدينة ورد ضمن أمهات المعاجم التاريخية كمعجم البلدان لياقوت الحموي، والرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة ذكرها في مذكراته الشهيرة التي ترجمت إلى أكثر من عشرين لغة. ولو كنا نريد أن نتعقب هذه المكانة في سائر المصادر العربية والأجنبية لوجدنا أنفسنا مأمام كراسات طويلة. وحسبنا الاشارة إلى أن أسفي شكلت وجهة مفضلة للعديد من الأسر الأندلسية والعربية من تطوان وفاس والرباط وسلا، حتى أن ذ.أحمد بن جلون وصف أسفي بأنها مدينة دبلوماسية يقطنها السفراء والقناصل، مثل گيوم بيرار الذي مثل فرنسا هنري الثالث لدى المولى عبد الملك وقنصل الدانمارك جورج هورست وجون موكي صيدلاني الملك هنري الرابع، كما كان المبعوثون البريطانيون يفدون بأسفي قبل التوجه إلى مراكش حيث نزل بالمدينة البحار الإنجليزي هاريسن لتسليم رسالة من ملك إنجلترا تشارلز الأول إلى مولاي عبدالله.وهكذا تحولت أسفي إلى ميناء دبلوماسي ترسو به السفن الأوربية التي ترغب في ابرام الاتفاقيات الدولية بالعاصمة مراكش.
وعبر التاريخ كانت أسفي أهم الموانئ المغربية، مما جعلها تشهد رحلات علمية شهيرة (راع 69-70-الطوف74). وقديما اتخذها المرابطون مركزا لتجميع قوافل الذهب الأفريقي الذي ينقل عبر السفن إلى الأندلس لسك النقود، وبالتالي أصبحت أسفي مرسى الامبراطورية المرابطية.والبرتغاليون جعلوها ميناء رئيسيا لتصدير الحبوب والسكر والصوف. ومع توافد جالية إنجليزية كبيرة على المدينة،أقام بها الإنجليز مركزا تجاريا ثم أنشأوا في القرن19 مخزنا لتجميع كل ما يصدر من أسفي إلى إنجلترا، غير أن معاول الهدم طالتهما ليتم تحويل مكانهما إلى ساحة مولاي يوسف.
وعن أهمية أسفي لابد من الاشارة إلى المحطة البارزة التي ظهرت فيها دبلوماسية السكر على حد تعبير المؤرخين الأوربيين، حيث كان السكر القادم من شيشاوة في مقدمة المواد التي تسوقها المدينة لانجلترا، لأن المملكة لم تكن تقبل في مطبخها – على ما يقوله هنري روبيرتس - الا السكر المغربي، ثم إن أسفي كانت منطلقا لملح البارود المغربي الذي لم يكن يوازيه أي ملح في العالم والذي كان الدفاع الحربي الإنجليزي يعتمده، فضلا عن كون المدينة كانت تزود أوروبا بأجود الصقور المغربية التي ساهمت في تطويرهواية القنص بالصقر،وعن أسفي وهي تصدر الشمع حيث كان المستهلكون يقبلون عليه لقوة نوره وصفائه وللرائحة التي يستنشقونها عند احتراقه وكأنه مزج بمادة العطر،وأسفي مدينة الجوامع المنتشرة والأربع والأربعين وليا،روضت الطين منذ العصور الغابرة وجعلته يستجيب للاحتياجات اليومية وتحويله إلى لغة شعرية أو لوحة تشكيلية تمتزج فيها الألوان بتناسق بديع ،وأسفي التي أفلحت في تحدي أمواج البحار حيث اشتهر بها الربابنة والرياس الكبار حتى أضحت عاصمة العالم في صيد السردين،وملح الختام أسفي التي أغرت بلذائذ أسماكها جيراننا فجاؤوها محتلين...
وفي اطار تعزيز العلاقات المغربية الأوربية، تخبرنا كتب التاريخ عن البعثة التي توجهت إلى ألمانيا في عهد مولاي الحسن برئاسة قائد أسفي، جوابا عن السفارة التي بعث بها الامبراطور كيوم إلى فاس علاوة عن ترشيح أسفي بعض أبنائها لمدرسة الهندسة العسكرية لمونبوليي وهم محمد الهواري ومحمد الوزاني اللذين كانا ضمن البعثة التي أشرف عليها القنصل البرتغالي كاسطرو.
ومع الدولة العلوية حضي بعض أبناء أسفي بمكانة رفيعة، حيث ضم المخزن الاسماعيلي سنة 1721هيئة من القواد، يرأسهم أحمد بن حدو العطار وهو من أكبر حجاب المولى إسماعيل،بعث به السلطان سفيرا إلى إنجلترا،كما منحته الحكومة الإنجليزية وساما بعد أن تكلف بعقد اتفاق للسلام والتجارة سنة 1682م.
وازداد اهتمام السلاطين بأسفي فأقاموا بها دارا للسكة ما بين سنة 1716 و1830م، كانت كائنة حيث يوجد حاليا ضريح سيدي بوذهب حسب ما أورده الكانوني الذي يقول:" دار السكة كانت تعالج الذهب والفضة فكانت تعرف بدار الذهب " .
ولعل أهم حدث عرفه أسفي على الاطلاق، هو وصول القائد الاسلامي عقبة بن نافع سنة681 م بعد أن ترك صاحبه شاكر لتعليم البربر اللغة العربية والتعاليم الاسلامية، هذا التابعي له رباط مشهور يعرف إلى اليوم برباط سيدي شيكر، وهو من أقدم الرباطات بالمغرب،كان يحضره العلماء ويقام به موسم سنوي حضره بن الزيات وسجل أخباره.
واذا كانت بعض النواحي معروفة بما يوجد بها من كبار الصلحاء، فكذلك الشأن بأسفي التي صارت مقرونة بذكر الولي الصالح أبي محمد صالح مؤسس ركب الحاج المغربي لأول مرة بالمغرب حيث أنشأ رباطه الشهير بأسفي، وأسس 46 رباطا تربط المغرب بالمشرق عن طريق الحج،لأن الحاجة كانت ماسة لانعاش الجانب الروحي خاصة أن أسفي عرفت النحلة البرغواطية، وتزامنت الدعوة للحج مع الموقف الذي تبناه فقهاء المغرب والأندلس في اسقاط شعيرة الحج، حماية للمسلمين من مخاطر الطريق.
والواقع أن صيت رباط الشيخ أبي محمد صالح، وزواياه المنبتة في مجال واسع قد منح حركته شهرة وتقديرا، حتى أن ملوك الدولة السعدية والعلوية كانوا يصدرون ظهائر التوقير والاحترام للشيخ ورباطه، بل ان أبناء عبد المومن عندما كانوا يضربون السكة يبعثون بالمسكوكات الأولى إلى رباط الشيخ أبي محمد صالح الذي بلغ اشعاعه بعد وفاته أكثر من ثلاثة قرون.وقد أورد البادسي في كتابه "المقصد الشريف والمنزع اللطيف "أنه "عندما رحل الشيخ عبد الملك الوجانسي نزيل سبته إلى الديار المصرية، فأراد أن يأخذ على شيوخها، فقال له ذلك الشيخ: انما شيخك أبي محمد صالح بأسفي،وهو يروي كيفية دخوله على أبي محمد صالح وكيف بادره بالقول: يا عبد الملك،ما جئت حتى وجهت".
ولم يكن رباط الشيخ رباطا للمجاهدة فقط، بل كان ملتقى لأهل العلم وطلابه، حتى بلغت سمعة أسفي كل الافاق، فقصدها العلماء من كل حدب وصوب، وعلى رأسهم لسان الدين بن الخطيب وابن قنفد وغيرهم كثير.
والإمام البوصيري صاحب البردة والهمزيتين اللتين يحفظهما المغاربة، وهو من أصل مغربي، كان له حب في الشيخ، عبر عنه في قصيدة مشهورة مطلعها:
- قفا على الجرعاء في الجانب الغربي ففيها حبيب لي يهيم به قلبي
وبالرجوع لتاريخ أسفي الحافل بالبطولات، تستوقفنا مقاومة أهالي أسفي للغزاة البرتغاليين، وهو ما يفسر وجود أضرحة كثيرة على طول ساحل المدينة، تضم رفات العديد من المجاهدين، نذكر من بينهم المجاهد أبو محمد بن عبد الله بن ساسي وسيدي بوشتى الركراكي والشيخ أبي عبد الله محمد بن سليمان الجزولي الذي اختار الاقامة باسفي ليقود الجهاد ولايزال رباطه موجودا بأسفي قرب قصر البحر والفقيه عبد الكريم الرجراجي وبن الحسن علي بن أحمد بن حسن بنكرارة الرجراجي والمجاهد مول البركي وأخوه عزوز وسيدي الغازي وسيدي واصل ..
وفي فترة الاستعمار الفرنسي، كانت أسفي سباقة إلى إعلان شرارة المقاومة، بعد أن امتدت أيادي المستعمر إلى رمز الأمة، حيث شهدت المدينة العديد من المنظمات المسلحة، نذكر منها منظمة الأحرار بمبادرة من عبد الله الناصري ومنظمة أسود التحرير بزعامة الطيب التقراشي ومنظمة المقاومة والتحرير برئاسة عبد الرحمان الكتاني ومنظمة المقاومة السرية بقيادة محمد بن هدى الرضاوي ومنظمة اليد المباركة وقائدها فايضي الحبيب.ولا غرابة في ذلك حيث يرقد بمقبرة أسفي ثلاثة من الموقعين على وثيقة الاستقلال وهم:الفقيه عبد السلام المستاري ومحمد البعمراني ومحمد بلخضير.
ونظرا لأهمية أسفي فقد ذكرها الكتاب والرحالة الأجانب في كتاباتهم،فهذا الطبيب الإنجليزي ارثر ليرد يقول" أسفي مدينة عريقة في القدم،وهي عاصمة عبدة ..ولا تزال بها آثار قصور ومعاقل البرتغال.."أما الكاتبة فرنسيس مكنب والتي زارت أسفي سنة 1902م فقد خلدتها بكلام جميل"كانت أسفي في القرن ما قبل الماضي 19 مركزا تجاريا مهما تشرف عليه شركة دنمركية، وكان البرتغاليون من قبل يشجعون التجارة فيها وبلغت شهرتها في القرن 17 درجة عظيمة صدر معها الأمر إلى كل سفينة بريطانية تزور المغرب أن تبدأ بزيارة أسفي"، وتوالت الكتابات مع الرحالة الفرنسي أوبان أوجين وايتيان ريسيت فضلا عن أرمان أنطونا الذي استقر باسفي وكتب عن تاريخها وعاداتها كتابا أسماه "منطقة عبدة" ثم جاء الكاتب الإنجليزي سكون أوكنور وتحدث عن المدينة وهي تحت الحماية الفرنسية .
ومع الحماية الفرنسية ظهرت إلى الوجود دار فرنسية للنشر بمدينة البيضاء، أصدرت مجلة أطلق عليها اسم "مغربنا" يديرها بول بوري، خصصت أحد أعدادها لمدينة أسفي سنة 1949، ثم عادت لاصدار عدد ثان عن أسفي سنة 1953، وهو ما يؤكد بما لايدع مجالا للشك، مكانة أسفي عبر التاريخ.
بقي أن نشير في الأخير أننا لاندعي لأنفسنا الاحاطة الشاملة بكل تفاصيل الموضوع حيث أغفلنا الكثير من المحطات الشاهدة على مكانة أسفي ليس تقصيرا منا ولكن فرضه الطابع الاختزالي والانتقائي الذي توخيناه في انجاز هذه الورقة. وحسبنا أنى اجتهدنا، فمن اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد.
الجغرافيا
الموقع
تقع مدينة آسفي على خط العرض 32درجة و20دقيقة شمالاً، وخط الطول 9درجات و17دقيقة غرباً. وهي الميناء الرئيسي لمدينة مراكش على المحيط إلى الشمال الغربي منها على مسافة 140كم. ضبط ياقوت اسمها بفتحتين وكسر الفاء «أسَفي» وقال فيها «بلدة على شاطئ البحر المحيط بأقصى المغرب» وذكرها الإدريسي على أنها «ميناء كثير الحركة ولكنه غير مأمون». وقال ابن خلدون إنها رباط للمجاهدين.
وتقع أسفي بين مدينتي الجديدة والصويرة وتبعد عن مدينة الدارالبيضاء بحوالي 200 كلم، وعن مدينة مراكش بحوالي 160 كلم. وتعد من بين أعرق المدن المغربية التي تضم مجموعة من المآثر التاريخية والقلاع التي تشهد على تاريخها العريق.
الاقتصاد
الصناعات التقليدية
أول ما يشد انتباه الزائر لمدينة آسفي هو مآثرها التاريخية التي توجد بالمدينة القديمة ومشارف البحر وبضواحي المدينة والتي يعود أغلبها إلى الاستعمار البرتغالي. فقصر البحر الذي يوجد في مواجهة المحيط الأطلسي الذي يطل على البحر وعلى ميناء الصيد البحري أسس من طرف البرتغال في القرن 16 من أجل حماية المدخل الشمالي للميناء ومقر اقامة عامل المدينة، وهو ما يفسر وجود العديد من المدافع الحربية به وعلى أبراجه. وقد أعيد ترميم هذا القصر في عام.1963 وقلعة "القشلة" التي تطل على المدينة القديمة وقصر البحر أسست من طرف البرتغال من أجل حماية المدينة.
أما المدينة القديمة، التي تعود إلى العهد القديم، فإنها تتميز بأزقتها الضيقة وتزخر بالصناعات التقليدية وبالخصوص صناعة الخزف فإنها مدينة ساحرة وغامضة جعلت العديد من الفنانين والسياسيين والرسامين يتخذونها مستقرا لهم ليستمتعوا بسوقها وبحركتها الدؤوبة التي لا تخمد إلا بشكل متأخر في المساء
ومن بين المآثر المهمة أيضا التي تزخر بها مدينة آسفي هناك المتحف الوطني للخزف الذي أسس عام 1990 ويضم مجموعة من القطع الخزفية المهمة التقليدية والحديثة والتي تتميز بأشكالها الهندسية المتميزة وبألوانها المتناسقة. وصومعة الجامع الكبير التي تعود إلى العهد الموحدي، وطاجين المدينة الكبيرة الذي يوجد في قلب المدينة والذي مكن جمعية الفاعلين الاقتصاديين بمدينة آسفي من دخول كتاب الأرقام القياسية "جينيس" في 10 يوليو من عام 1999 من خلال انجاز أكبر طاجين لكويرات سمك السردين الذي ساهمت في اعداده 200 امرأة، وقدم للمحتاجين صحبة 3 أطنان من السردين المشوي.
صيد السمك
قطاع الصيد البحري من أهم القطاعات بآسفي، فهو قطاع حيوي بالنسبة لسكان آسفي لأنه يقدم العمل لما يناهز 21 ألف بحار. ويرجع الفضل في تطوير هذا القطاع وبالخصوص صيد السردين للرايس الحاج محمد عابد الذي عمل على استقدام أحدث التقنيات في صيده. وعلى الرغم من أن صناعة تصبير السمك قديمة جدا في المنطقة وتعود إلى عام 1930 فإنها لم تعرف تطورا مهما إلا في عام 1990 حيث أنشئت العديد من شركات تصبير السمك التي وصل عددها الآن إلى 28 شركة. وهي تقوم بتصدير السمك المغربي المصبر إلى أوروبا والى آسيا وغيرها من الدول العربية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
صناعة الخزف
تعتبر الصناعة التقليدية أحد القطاعات الحيوية التي تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، حيث يمثل الخزف أهم الحرف التقليدية بالمدينة وتراثا ثقافيا وسياحيا لها، يشغل حوالي 2000 شخص بشكل مستمر وعددا كبيرا من العمال الموسميين. وتتمركز صناعة الخزف في حي الشعبة الذي أسس من أجل احتضان العدد المتزايد من حرفيي الخزف، حيث يوجد بها حوالي 100 خزفي يمارسون عملهم في 74 ورشة مجهزة بـ130 فرنا تقليديا. ثم هضبة الخزف وهي أقدم حي في المدينة يعمل فيه أكثر من 800 حرفي في 37 ورشة مجهزة بـ70 فرنا تقليديا.
وبالإضافة إلى هذين الحيين توجد بالقرب من آسفي قرية نموذجية لصناعة الخزف هي قرية سيدي عبد الرحمان التي تتوفر على 30 ورشة موزعة على القرية. وتتكون المادة الأولية للخزف من الطين والماء وبعض المواد الكيماوية والخشب التي يتفنن الحرفيون في توليفها واعطائها أشكالا هندسية رائعة، وهو ما جعل خزف آسفي يحتل مكانة عالمية، وجعل آسفي تعتبر مدينة الخزف بامتياز في المغرب