دائرة البروج
دائرة البروج zodiac دائرة عظمى تحدد مسار الشمس الظاهري السنوي بين النجوم (انعكاس لمسار الأرض حول الشمس) ويطلق اسم كوكبات البروج على الكوكبات التي تمر بها دائرة البروج.
تتألف دائرة البروج من الكوكبات (مجموعات النجوم) الموزعة على نطاق سماوي عرضه 16ْ درجة حول دائرة الحركة الظاهرية للشمس. وهذه هي الكوكبات التي تقبع الشمس في كلٍ منها مدة من الزمن في كل عام. وقد عرف القدماء 12 كوكبة بروجية وهي: الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والعذراء والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت. ولا تقع هذه الكوكبات بكاملها داخل دائرة البروج. وبالمقابل يعثر على أجزاء من كوكبات أخرى داخل هذه الدائرة. ومع أن هذه الكوكبات البروجية كان لها أثر مهم في ثقافات العالم القديم، فإنها لم تكن مألوفة عند بعض الشعوب القديمة مثل الهنود الحمر.
وهي الدائرة الكبرى التي يقع فيها مستوى مدار الأرض حول الشمس ويقطع الكرة السماوية التي كان يعتقد أنها لا نهائية في الكبر. ومستوى مدار الأرض (المستوى البروجي) يعرف لذلك بأنه المستوى الذي يشمل الخط الواصل بين مركز الشمس ومركز ثقل نظام الأرض والقمر واتجاه دوران مركز ثقل هذا النظام حول الشمس. ولا ينطبق مركز ثقل نظام الأرض والقمر مع مركز الأرض، بل يقع مركز الثقل على بعد حوالي 4700 كم من مركز الأرض (حوالي 1700 كم تحت سطح الأرض) وعلى الخط الواصل بين كل من مركز الأرض والقمر. وتعتبر الإحداثيات البروجية في الأرصاد الفلكية منسوبة لمركز الأرص، التي تتأرجح بدورة طولها حوالي شهر بمقدار بسيط حول مستوى البروج، بسبب دوران كل من الأرض والقمر حول مركز ثقلهما المشترك. وتبعا لموقع الأرض في وقت الرصد جنوب أو شمال مستوى البروج، فإن لمسقط مركز الشمس على الكرة السماوية كما يرى من مركز الأرض قيمة عرض بروجي بسيطة موجبة أو سالبة على التوالي. وعرض الشمس البروجي لا يتعدة 0.8" بأي حال من الأحوال. لهذا السبب فإن مدار الشمس السنوي الظاهري على الكرة السماوية ينطبق جيدا مع دائرة البروج.
ومن غير الممكن رصد الكوكبة التي تقع فيها الشمس في وقت من الأوقات، بل إن أفضل الكوكبات التي يمكن رصدها عندئذ هي تلك التي تقابل الشمس على دائرة البروج. وهكذا فعندما تقع الشمس في كوكبة الجوزاء في شهر حزيران، فإن أفضل ما يمكن رصده كوكبتا العقرب والقوس. لذا فإن الكوكبات البروجية تكون في نصف الكرة الأرضية الشمالي دون الأفق في ليالي الصيف، وفوقه في ليالي الشتاء. وفي الشتاء تُرى كوكبتا الثور والجوزاء بوضوح. ويجب عدم الخلط بين كوكبات دائرة البروج وبين بروج دائرة البروج التي تحمل الأسماء نفسها، والتي تنطوي على أهمية بالغة في صنعة التنجيم. وفي وقت مضى كانت هذه البروج والكوكبات متطابقة، لكن مبادرة الاعتدالين، (وهي حركة بطيئة لنقطتي الاعتدال الربيعي والخريفي على دائرة الحركة الظاهرية للشمس تجري بسرعة قدرها قرابة 50 ثانية قوسية في العام باتجاه الغرب)، قد أخرجت البروج عن الكوكبات المشتركة معها بالاسم. ويترتب على ذلك أن نقطتي الاعتدال هاتين تقطعان قوساً قدرها نحو 30ْ درجة كل 2150 سنة، ونحو 360ْ درجة كل 25800 سنة. وهكذا فإنه منذ أيام هيبارخوس Hipparchus نحو عام 135 قبل الميلاد حتى اليوم، سارت نقطتا الاعتدال مسافة برج تقريباً. ومن ثَمَّ فإن كوكبة الحمل تقع الآن في برج الثور، وكوكبة الثور واقعة اليوم في برج الجوزاء، وهلم جَراً.
تتواحد الشمس في حوالي 21 مارس و23 سبتمبر في نقطة تقاطع دائرة البروج مع خط الاستواء السماوي. وهذان هما وقتي تساوي الليل والنهار (الاعتدالين)، وتسميان بنقطتي الربيع والخريف على التوالي. وفي حوالي 21 يونيو تصل الشمس إلى أقرب نقطة إلى الشمال على دائرة البروج، وفي حوالي 21 ديسمبر إلى أقرب النقط إلى الجنوب. وهذان هما وقتي بداية الصيف والشتاء وتسميان بنقطتي الانقلاب (نقطتي انقلاب الشمس) على التوالي. وكل من نقط الريع والخريف والصيف والشتاء يبعد عن الآخر بمقدار بمقدار 90°.
تقطع دائرة البروج مستوى الاستواء السماوي بزاوية ميل تسمى ميل دائرة البروج وتقدر بحوالي 23°27' وهي متغيرة نتيجة تبادر الاعتدالين والترنح اللذان يحدثان تغييرا في وضعي كل من دائرة البروج ومستوى الاستواء يالنسبة للنجوم الثوابت.
تسمى النقطتان اللتان تصنعان زاوية مقدارها 90° مع كل نقطة على دائرة البروج بقطبي دائرة البروج. ويقع القطب الشمالي للبروج في نصف الكرة الواقع شمال مستواها الاستوائي، وما يقابله في نصف الكرة السماوي الجنوبي هو القطب الجنوبي للبروج.
يطلق على حزام بعرض بضع درجات على جانبي دائرة البروج منذ القدم اسم دائرة الحيوانات، ويرجع اسم البروج إلى امتداد هذا الحزام على البروج المعروفة، كما يرجع معناها بالأفرنجية إكلبتك إلى كلمة يونانيةهي إكلبس ومعناها اختفاء، أي اختفاء أي من الشمس أو القمر، الأمر الذي يحدث عندما يكون القمر قريبا مباشرة لإحدى نقط تقاطع مسقط مداره على الكرة السماوية مع دائرة البروج.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
البروج وعلم التنجيم
تشكل البروج حجر الزاوية في صنعة التنجيم، إذ إن المنجمين يفترضون أن كلاً من البروج الاثني عشر ذو تأثير بالغ في كل من يولد فيها. ويقال إن شخصاً ما وُلِدَ في برج معين إذا وُجدت الشمس في ذلك البرج حين ولادة هذا الشخص. ولا يفصح المنجمون عما إذا كان التأثير نابعاً من البرج أو من الشمس الواقعة في البرج، أو إذا كان التأثير نابعاً من كليهما معاً. فإذا كان التأثير ناجماً عن الشمس، فمن العسير رؤية سبب تغير هذا التأثير في تلك اللحظة التي تجتاز فيها الشمس ذلك الحدّ الوهمي الذي يفصل بين البرج وتاليه، ذلك أن الإشعاع الصادر عن الشمس آنذاك لا يتغير. ومن غير المقبول أن تكون البروج نفسها سبباً للتأثير، إذ إن الفلكيين لم يلحظوا على مر العصور أي دلالة على أن نجوم دائرة البروج أبدت ميلاً لأن تجمع نفسها في مناطق اصطناعية طولها 30ْ وعرضها 16ْ. ولا ترتبط البروج في دائرة البروج بأي شيء في العالم الطبيعي، وليس لها وجود خارج العقل البشري الذي أوجدها. فهي وهمية، مثلها في ذلك مثل خط الطول الابتدائي المار بضاحية غرينتش Greenwich. وفي الأصل، فإنها كانت مرتبطة على نحو وثيق بكوكبات دائرة البروج التي استخدمت أسماءها منها، وهذه الكوكبات هي نفسها تجمعات عشوائية لنجوم اتخذت أسماء مختلفة من قبل الناس الذين عرفوها. ومما لا ريب فيه أن كوكبات دائرة البروج الاثنتي عشرة اختيرت كي تقابل عددياً الاثني عشر شهراً من السنة. وكان هيبارخوس هو الذي استحدث البروج التي هي، لكوكبات دائرة البروج، متساوية تماماً.[1]
ولما استنبط هيبارخوس فكرة البروج، كان كل منها حاوياً على الكوكبة الموافقة له. فكانت كوكبة الأسد في برج الأسد، وكوكبة الحمل في برج الحمل وهكذا.. ولكن رجفان الأرض حول محورها يسبب مبادرة الاعتدالين على طول دائرة الحركة الظاهرية للشمس باتجاه الغرب. ولما كان متوسط طول كل كوكبة في دائرة البروج هو 30ْ، كان الاعتدال الربيعي يتطلب قرابة 2150 عاماً لاجتياز كوكبة كاملة. ومن الجدير بالملاحظة أن هذه المدة الزمنية تقارب المدة التي مضت على استحداث البروج. ولذا فإن نقطة الاعتدال الربيعي التي كانت في كوكبة الحمل أيام هيبارخوس، أضحت اليوم في كوكبة الحوت بسبب انتقال هذه النقطة غرباً زاوية قدرها 30ْ. إن هذه حقيقة محرجة لمعظم المنجمين، إذ إن بروج دائرة البروج تسير غرباً مع نقطة الاعتدال الربيعي، ولم تعد تتطابق مع الكوكبات التي سميت باسمها، وكل من البروج انتقل 03؛ غرباً، ومن ثَمّ فإن كلاً من كوكبات دائرة البروج موجود الآن في الكوكبة الواقعة غربه مباشرة.
إن القارئ العادي لباب البروج، الذي تدرجه معظم الصحف اليومية والمجلات في إحدى زواياها، لا يعلم حقيقة أنه إذا كان من برج القوس، فإن الشمس كانت وقت ميلاده في كوكبة العقرب الواقعة مباشرة غرب كوكبة القوس. لذا فإذا آمن المرء بصحة البروج، فلا يصح أن يصدق ما ينص عليه حظه في باب البروج.
إن إخفاق المنجمين في إدخال مبادرة الاعتدالين في حسبانهم يعدُّ تفنيداً حاسماً ودحضاً لصنعة التنجيم. ولا يعني هذا أنه إذا أدخل المنجمون بعض التعديلات نتيجة حسبانهم للمبادرة فإن صنعة التنجيم تغدو صحيحة، إذ إن اختبار صحة التنجيم لا يقتصر على فحص التناسق الداخلي فيه. ومع ذلك فمن المنطقي الإعراض عن التنجيم نتيجة غياب تناسقه الداخلي، تماماً كما نعرِض عن تصديق مجموع أعداد توفره حاسبة تحوي أجزاء خربة.
وقد اشتغل بعض العرب بصنعة التنجيم (أحكام النجوم) التي تذهب إلى استطلاع الغيب ومعرفة أحوال الكون من التطلع إلى النجوم ومن موقع الشمس في دائرة البروج. وقد برز منهم منجمون شهيرون أشهرهم أبو معشر (توفي عام 886م)، الذي يعرفه الغربيون باسم Albumasar وهو جعفر بن محمد بن عمر البلخي، ولد في بلخ، وأقام طويلاً في بغداد، وتوفي عن مئة عام في مدينة واسط عام 886م (272هـ). بيد أنه بسبب إنكار الإسلام للتنجيم والنهي عنه في أماكن متفرقة من القرآن الكريم (في سور النحل ويونس والنجم والجن والنمل)، تصدى له الكثير من أعلام المدرسة العربية الإسلامية للتنجيم وفندوه، ويأتي في مقدمتهم ابن خلدون الذي أفرد في مقدمته فصلاً جعل عنوانه «في إبطال صناعة النجوم وضعف مداركها وفساد غايتها». كذلك فقد اشتغل البيروني[ر] في حداثة سنه بالتنجيم، ثم انقلب عليه في كثير من رسائله التي كتبها فيما بعد.
تحتوي دائرة الحيوانات على البروج الإثني عشر: الحمل؛ الثور؛ التوأمان؛ السرطان؛ الأسد؛ العذراء؛ الميزان؛ العقرب؛ القوس؛ الجدي؛ الدلو؛ الحوت. وكوكبة الحوية التي توجد في منطقة البروج لا تنتمي إلى دائرة الحيوانات. والبرج في التنجيم عبارة عن منطقة حوالي 30° من حزام دائرة الحيوانات، ينتظم فيها البروج السابقة، وللبروج المختلفة رموز خاصة.
جدول الكوكبات مقابل الأبراج الفلكية
| الكوكبة | البرج الفلكي | تواريخ تواجد الشمس | تواجد الشمس في الكوكبة | أسطع نجم في الكوكبة | حجر الميلاد[2] | |||
|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
| Astrological tropical zodiac[3] | Astrological duration (in days) | Astrological sidereal (Jyotisha) zodiac | Astronomical observations[4] [5] | |||||
| Aries | Aries 
|
March 21 - April 20[6] | 30 | April 14 - May 14 | Aries, April 18 - May 13 | 25.5 days | Alpha Arietis | ألماس |
| Taurus | Taurus 
|
April 21 - May 22 | 31 | May 15 - June 14 | Taurus, May 13 - June 21 | 38.2 days | الدبران | emerald |
| Gemini | Gemini 
|
May 22 - June 23 | 31 | June 15 - July 16 | Gemini, June 21 - July 20 | 29.3 days | Pollux | alexandrite |
| Cancer | Cancer 
|
June 23 - July 23 | 31 | July 17 - August 16 | Cancer, July 20 - August 10 | 21.1 days | Beta Cancri | pearl |
| Leo | Leo 
|
July 23 - August 23 | 32 | August 17 - September 16 | Leo, August 10 - September 16 | 36.9 days | Regulus | peridot, ruby |
| Virgo | Virgo 
|
August 23 - September 23 | 31 | September 17 - October 17 | Virgo, September 16 - October 30 | 44.5 days | Spica | sapphire |
| Libra | Libra 
|
September 23 - October 22 | 30 | October 18 - November 16 | Libra, October 30 - November 20 | 21.1 days | Beta Librae | opal |
| Scorpius | Scorpio 
|
October 23 - November 21 | 30 | November 17 - December 15 | Scorpius, November 20 - November 29 | 8.4 days | Antares | topaz |
| Ophiuchus | not recognized in astrology | n/a | n/a | n/a | Ophiuchus, November 29 - December 17 | 18.4 days | Alpha Ophiuchi | n/a |
| Sagittarius | Sagittarius 
|
November 22 - December 21 | 30 | December 16 - January 14 | Sagittarius, December 17 - January 20 | 33.6 days | Epsilon Sagittarii | turquoise |
| Capricornus | Capricorn 
|
December 22 - January 20 | 29 | January 15 - February 12 | Capricornus, January 20 - February 16 | 27.4 days | Delta Capricorni | garnet |
| Aquarius | Aquarius 
|
January 20 - February 19 | 30 | February 13 - March 14 | Aquarius, February 16 - March 11 | 23.9 days | Beta Aquarii | amethyst |
| Pisces | Pisces 
|
February 20 - March 21 | 30 | March 15 - April 13 | Pisces, March 11 - April 18 | 37.7 days | Eta Piscium | Aquamarine |
دقة الاعتدالين
أنظمة الإحداثيات السماوية لدائرة البروج
Sidereal versus tropical
مواضيع ذات صلة
- Alexander A. Gurshtein
- Astrological sign
- Astrology and alchemy
- Astronomical symbols
- Babylonian influence on Greek astronomy
- Chinese Zodiac
- Circle of stars
- Cusp (astrology)
- Elements of the zodiac
- Esoteric cosmology
- History of astrology
- History of astronomy
- Sefer Raziel HaMalakh
- The Zodiac : Cosmic Sounds, concept album based on the signs of the Zodiac
- Zodiacal cloud
- Zodiacal light
المصادر
- ^ خضر الأحمد. "دائرة البروج". الموسوعة العربية. Retrieved 2009-02-13.
- ^ Zodiacal Table of Gemstones Retrieved August 11, 2008
- ^ [ephemerides in book Astrology by Julia & Derek Parker]
- ^ Astronomical Almanac Online!(subscribers) U.S. Naval Observatory 2008
- ^ IAU concluded in 1977
- ^ Sources differed, but now don't differ on whether April 20 should be associated with Aries or Taurus. I.e. Astrology.Com.AU (Taurus) or Astrology Online (Aries) The Sun changes signs at different times each year, with enough variation to occur on different dates. Consult an ephemeris to determine on which date a sign begins/ends for a particular year.
وصلات خارجية
- Ptolemy, Claudius (1998), written at Princeton, NJ, The Almagest, Princeton University Press, ISBN 069100260 Translated and annotated by G.J. Toomer ; with a foreword by Owen Gingerich.
- Powell, Robert (2004). The Definition of the Babylonian Zodiac PhD thesis, entitled "The Definition of the Babylonian Zodiac and the Influence of Babylonian Astronomy on the Subsequent Defining of the Zodiac".
- Tropical v Sidereal debate First published in The Traditional Astrologer magazine, (Ascella), Issue 14, May 1997, pp.23-27
- Peters, Christian Heinrich Friedrich and Edward Ball Knobel. Ptolemy's Catalogue of Stars: a revision of the Almagest. (1915). Publishers, Carnegie Institution of Washington.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .