المدارس الحربية في عصر محمد علي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مدرسة أسوان

قلنا ان مدرسة اسوان هي اول مدرسة حربية اسسها محمد علي باشا على النظام الحديث، وقد اسست مدرسة حربية اخرى في فرشوط، ومثلها في النخيلة واخرى في ابار (جرجا).[1]


مدرسة قصر العيني

وانشئت سنة 1825 مدرسة اعدادية للتعليم الحربي بقصر العيني، كانت تعرف بالمدرسة التجهيزية الحربية، وعدد طلبتها نحو 500 تلميذ يعدون لدخول المدارس الحربية والمدرسة البحرية ثم للمدارس العالية الاخرى، ونقلت الى ابي زعبل بعد ان خصص قصر العيني لمدرسة الطب، وقد زارها المارشال مارمون سنة 1834، فالفى بها من التلاميذ 1200 تلميذ.

ويقول المسيو مانجان ان بهذه المدرسة مكتبة كانت تحوي سنة 1837 15000 مجلد.

مدرسة المشاة بالخانكة ثم دمياط ثم بأبي زعبل

وجه محمد علي عنايته لتنظيم فرق المشاة (البيادة) في الجيش المصري، وانشا لتخريج ضباط هذه الفرق مدرسة حربية في الخانكة على احدث نظام، بلغ تلاميذها 400 تلميذ قسموا الى ثلاثة بلوكات، يتعلمون فيها التمرينات والادارة الحربية، واللغات العربية والتركية والفارسية، ثم نقلت المدرسة الى دمياط سنة 1834 وكان ناظرها ضابطا من مقاطعة البيمونت بايطاليا واسمه المسيو بولونيني كان من ضباط الامبراطورية النابليونية فاستخدمه محمد علي ورقاه الى رتبة قائمقام، ثم نقلت المدرسة الى ابي زعبل سنة 1841.

مدرسة الفرسان بالجيزة

ذكر كلوت بك في كتابه ان تشكيل فرق الفرسان في الجيش المصري لم يبدا بحسب النظام الجديد الا بعد عودة الجيش من حرب المورة، ذلك ان ابراهيم باشا قد شاهد في خلال هذه الحرب حسن نظام الخيالة الفرنسيين فادرك اهمية تنظيم الفرسان. وعلى اثر عودته الى مصر شرع في تشكيل فرق الخيالة على النظام الاوروبي واستعدى لهذا الغرض عددا من المعلمين الاوروبنيين.

انشئت المدرسة الحربية للفرسان بالجيزة في قصر مراد بك فحول الى ثكنة جميلة للفرسان، وتولى تنظيم المدرسة المسيو فاران من ضباط الامبراطورية النابليونية ياور المارشال جوفيون سانسير، وتلاميذها من الشبان يتعلمون مناورات الفرسان وحركات المشاة ويلبسون اكسية تطابق ملابس الفرسان الفرنسيين ما عدا القبعة، ويتولى التدريس في هذه المدرسة ضباط لقيادتهم ومدرسون يدرسون لهم اللغتين العربية والتركية.

وكانت المدرسة تتبع نظام مدرسة سومور الحربية بفرنسا الا بعض تعديلات طفيفة استلزمتها الظروف المحلية، وفيها اساتذة لتعليم اللغة الفرنسية والرسم والمبارزة وترويض الخيل، وفيها رئيس للادارة الحربية، ويتعلم فيها الطلبة فوق ما تقدم استعمال النفير وسائر ضروب الموسيقى المستعملة في فرق الفرسان، وطلبتها خليط من الشبان المصريين والترك يتخرجون منها ضباطا لفرق الفرسان، وكان لهذه المدرسة ناظر يقوم على النظام فيها، وله توقيع الجزاءات على من يستحقون العقاب من مرؤوسيه ، وتوزيع الاغذية والعلف، ويتصل بناظر الحربية ويتبع اوامره.

وقد زار المارشال مارمون هذه المدرسة سنة 1834، وكان بها اذ ذاك 360 تلميذا فاعجب بها وكتب عنها في رحلته مايلي:

"عندما شاهدت هؤلاء الطلبة في الميدان يقومون بالمناورات خيل لي اني امام طابور من ارقى الايات الخيالة عندنا. ولئن كان ينقص المدرسة لتصل الى درجة الكمال بعض دروس في اللغة والرسم وغير ذلك ولكن مما لا نزاع فيه انها من جهة تنظيم فرق الفرسان لا ينقصها شئ، فالطلبة يجيدون ركوب الخيل، والمناورات التي يقومون بها تجري بخفة ودقة واحكان، ونظامهم وهندامهم على احسن ما يكون، والروح المعنوية فيهم على ما يرام، فهم جنود بكل معاني الكلمة، وحملة الابواق يؤدون عملهم باتقان".

مدرسة المدفعية بطره

شكلت المدفعية النظامية في الوقت الذي نظمت فيه المشاة على الطراز الحديث، وتولى تنظيمها جماعة من الضباط الفرنسيين، وعاونهم في العمل ضباط من المصريين وفي مقدمتهم الضابط القدير ادهم بك (باشا) الذي اسس ترسانة القلعة وتولى ادارة المهمات الحربية ثم رئاسة ديوان المدارس (وزارة المعارف العمومية).

وانشئت في طرة مدرسة حربية للطوبجية (المدفعية) تولى ادارتها ضابط اسباني يدعى الكولونيل (الميرالاي) الدون انطونيو دي سيجرا، وهو الذي عرض على محمد علي انشاءها لتخريج ضباط المدفعية للجيش المصري، وعرض مشروعه ايضا على ابراهيم باشا قائد الجيش العام فنال تاييده، ومن ثم انشئت المدرسة على الوضع الذي اقترحه الميرالاي سيجيرا، وقد ذكر العلامة علي باشا مبارك هذه المدرسة في كلامه عن طره فقال: "وكان بطره مدرسة الطوبجية وهي مدرسة جليلة من انشاءات العزيز محمد علي تربى بها جملة من الامراء برعوا في فنون الطوبجية"، ثم نقل ما كتبه الدوق دي راجوز (المارشال مارمون) عنها مما سنذكره في موضعه.

وقد اختير لهذه المدرسة من التلاميذ ثلثمائة من خريجي مدرسة قصر العيني الاعدادية اخذوا يتلقون فيها الدروس الحربية، واللغتين العربية والتركية والحساب والجبر والهندسة والميكانيكا والرسم والاستحكامات، ويتمرنون على المرمى بالمدافع على يد معلمين حربيين، وكان الكولونيل سيجيرا نفسه يعلمهم دروس الرياضة والرسم، وقد تقدموا في علومهم وبرهنوا على كفايتهم في الحرب السورية، وتبارت المدفعية الثقيلة والمدفعية الخفيفة في النشاط والجدارة، قال مانجان: وضباط المدفعية المتخرجون من هذه المدرسة متعلمون مثقفون.

ولم يغرب عن بال محمد علي باشا اهمية هذه المدرسة فاراد ان يرى بنفسه سير التعليم فيها فزارها واختبر شئونها فابدى ارتياحه وسروره من اساتذتها وتلاميذها ومعداتها، وكافا الكولونيل سيجيرا بالانعام عليه برتبة البكوية مع لقب لواء، والحق بالمدرسة اورطة للمدفعية المشاة واورطة اخرى للمدفعية الركبان، وانشئ لها ميدان لضرب النار للجنود والتلاميذ، وضع به اربع وعشرون بطارية من المدافع للتمرين عليها.

وكان للمدرسة مستشفى خاص يديره طبيب يساعده صيدلي لمعالجة المرضى.

مدرسة أركان الحرب بالخانكه

انشئت هذه المدرسة بالخانكة بناء على اقتراح عثمان نور الدين باشا بالقرب من المعسكر العام للجيش.

وقد ذكرها المسيو دور في كتابه عن التعليم العام بمصر وكلوت بك، ولم يذكروا تفصيلات عنها، ويسميها رفاعة بك رافع مكتب الرجال بالخانقاه.

مدرسة الموسيقى العسكرية

قرر محمد علي تنظيم الجيش المصري على مثال الجيوش الاوروبية من كل وجه، فامر باعداد طائفة من الموسيقيين لكل الاي، واحضر من اوروبا ما يلزم الجيش من الات الموسيقى، وكذلك احضر المدرسين الاوروبيين لتعليم المصريين الموسيقى الافرنجية الحربية، فانشا في الخانكه معهدا لتعليم الموسيقى يسع 130 تلميذا تولى التدريس فيه اربعة من الموسيقيين الفنيين، وعين المسيو كاريه مديرا له، وكانت تدرس فيه ايضا اللغة العربية على يد اساتذة مصريين.

وقد ابدى التلاميذ المصريون اتقانا وبراعة ونبوغا في فنون الموسيقى شهد بها الافرنج، قال المسيو مانجان في هذا الصدد: "ان اولئك الشبان الفلاحين قد ابدوا من السهولة في توقيع الالحان الصعبة من النوتات ما ادهش العازفين بالفن وخاصة الافرنج الذين اجتذبتهم الى وادي النيل شهرة محمد علي".

وهذه المدرسة كانت تخرج الموسيقيين الذين يحتاج اليهم الجيش المصري ولكن الدكتور كلوت بك لاحظ في كتابه ان برنامج المدرسة قام على قاعدة خاطئة، ذلك ان تضمن نقل الموسيقى الاوروبية بنغماتها واناشيدها الاوروبية الى نغمة شرقية لا تتعود الالحان الاوروبية، فلم تؤثر في نفوس التلاميذ التاثير الفني المطلوب ولم تتحرك لها قلوبهم، وان الواجب كان يقضي باحضار فنانين عارفين بالموسيقى العربية ليؤلفوا منها ومن الالحان الاوروبية موسيقى خاصة تتاثر لها نفوس المصريين، ويقول ان الحكومة في عهد محمد علي قد الغت معهد الموسيقى بالخانكة مع انه خرج عددا لا باس به من الموسيقيين القادرين واستعاضوا عنه بان جعلوا لكل الاي من الجيش معلما اوروبيا، ولكن لم يكن من الميسور لمعلم واحد ان يضطلع بهذه المهمة ولذلك لم تصل الموسيقى الحربية في مصر الى مجارة الموسيقى الاوروبية.

المدرسة الحربية بالاسكندرية

تكلمنا عنها في الفصل الحادي عشر.


المصادر

  1. ^ الرافعي, عبد الرحمن (2009). عصر محمد علي. القاهرة، مصر: دار المعارف. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)