جميلة بوحيرد

جميلة بوحيرد
جميلة بوحيرد2.jpg
وُلِدَيونيو 1935 (العمر 88)
توفي5 أغسطس 2019
الهيئةجيش التحرير الوطني الجزائري
جميلة بوحيرد.
جميلة بوحيرد.
جميلة بوحيرد.

جميلة بوحيرد (و. يوليو 1935 - ت. 5 أغسطس 2019[1])، هي مناضلة جزائرية تعد الأولى عربياً، إبّان الثورة الجزائرية على الإستعمار الفرنسي لها، في منتصف القرن العشرين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

ولدت جميلة بوحيرد عام 1935 في حي القصبة بالجزائر العاصمة) هي مجاهدة جزائرية تعد الأولى عربياً،إبّان الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي في منتصف القرن الماضي.

كانت جميلة البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها،فقد أنجبت والدتها 7 ذكور،ومع ذلك درست و واصلت تعليمها إلى أن التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل حيث كانت تهوى تصميم الأزياء.

مارست الرقص الكلاسيكي وكانت بارعة في ركوب الخيل إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954 حيث انضمت إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها، ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي.


قصة نضالها ضد الإستعمار

كان الطلاب الجزائريون يرددون في طابور الصباح فرنسا أمناً لكنها كانت تصرخ وتقول: الجزائر أمناً، فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من طابور الصباح وعاقبها عقاباً شديداً لكنها لم تتراجع وفي هذه اللحظات ولدت لديها الميول النضالية.

وكان دور جميلة النضالي يتمثل في كونها حلقة الوصل بين قائد الجبل في جبهة التحرير الجزائرية ومندوب القيادة في المدينة (ياسيف السعدي) الذي كانت المنشورات الفرنسية في المدينة تعلن عن دفع مبلغ مائة الف فرنك فرنسي ثمنا لرأسه!!

ونظراً لبطولاتها وشعبيتها وسط المقاومة الجزائرية، أصبحت جميلة بوحيدر المطلوبة رقم 1 للجيش الفرنسي إلى أن تم فعلا القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة في الكتف.

بدأت رحلتها القاسية مع التعذيب بالصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام وكانت تغيب عن الوعي وحين تفوق لتقول الجزائر أُمُنا،ومع ذلك تحملت آلام التعذيب ولم تعترف بأسماء أو أماكن وجود رفاقها المجاهدين،قبل أن تقدم إلى محاكمة صورية و صدر ضدها حكم بالإعدام.

أثناء المحاكمة وفور النطق بالحكم رددت جملتها الشهيرة : “أعرف أنكم ستحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا أنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة”.

وتحدد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الإستنكار من كل أنحاء العالم وطالبوا بإطلاق سراحها.

تأجل تنفيذ الحكم، ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر، خرجت جميلة بوحيرد من السجن مع بقية الأسرى المقاومين عام 1962، وتزوجت محاميها الفرنسي الشهير جاك فيرجيس.

بوحيرد أشهر رمز للمقاومة في الجزائر، بل هي الأشهر علي الإطلاق عندما يذكر العرب اسما لمناضلة، وقالت أنها ألهمت الشعراء، “حتى أن بعض النقاد أحصى ما يقرب من سبعين قصيدة كتبها عنها أشهر الشعراء في الوطن العربي : نزار قباني، وصلاح عبد الصبور، بدر شاكر السياب، الجواهري … وعشرات آخرين”.

قصة المناضلة الجزائرية (جميلة بو حيرد)، واحدة من مليون قصة لشهداء ثورة الجزائر، وهي قصة لا تقل في بطولتها عما قدمه المليون شهيد، لكنها بما احتوته من مآس وصمود ترتفع الى مستوى الرمز، لتعبر عن كفاح الجزائر، وتصبح مثلا على التضحية من أجل الاستقلال.

بعد الاستقلال

بعد الاستقلال، تولت جميلة رئاسة اتحاد المرأة الجزائري، لكنها اضطرت للنضال في سبيل كل قرار وإجراء تتخذه بسبب خلافها مع الرئيس آنذاك، أحمد بن بلة. وقبل مرور عامين، قررت أنها لم تعد قادرة على احتمال المزيد، فاستقالت وأخلت الساحة السياسية. وهي ما تزال تعيش متوارية عن الأنظار، لكن المرات القليلة التي ظهرت فيها أمام الناس أثبتت أن العالم ما زال يعتبرها رمزاً للتحرر الوطني.

جميلة بوحيرد

ظلت جميلة بعيدة عن الأضواء تعاني في صمت، قبل أن تلقي بقنبلة في وجه النظام الجزائري الذي يتنكر لمناضليه و مجاهديه رغم المساحيق التي تحاول القنوات الرسمية الجزائرية طلاءها على وجه سياسته في هذا المجال.

فقد أثار نداء الاستغاثة الذي وجهته المجاهدة الجزائرية جميلة بوجيرد عبر الصحف الجزائرية، وتوجهت فيه بطلب المعونة من الشعب الجزائري – ليساعدها في دفع تكاليف العلاج بالخارج من عدة أمراض تعاني منها وعلى رأسها مرض في القلب- حيرة كبير في صفوف مختلف فئات الشعب الجزائري.

جميلة اضطرت أمام قساوة الزمن و ظلم ذوي القربى وهو أشد مضاضة إلى توجيه رسالة للشعب الجزائري والرئيس بوتفليقة ” تتسول ” ثمن العلاج وأن تعيش ما تبقى لها من العمر بكرامة.

وزير الخارجية المصري سامح شكري يستقبل جميلة بوحيرد في القاهرة، فبراير 2018.

وللأسف وعوض التعاطي الجدي مع نداءها،سارعت بعض وسائل الإعلام الجزائرية المقربة من دوائر القرار،سارعت إلى توجيه “سهام التوبيخ ” لأعظم مناضلة عربية عرفها التاريخ، ووصل بها الأمر حد اتهامها بالجنون وبأنها “عجوز تخرف” وغيرها من مصطلحات السخرية والإستهزاء لهذه البطلة التي لولاها هي وأمثالها… لما كانت الجزائر هي الجزائر اليوم. [1]

جميلة بوحيرد في المتحف المصري، فبراير 2018.

في فبراير 2018، قامت بوحيرد بزيارة مصر، حيث أشادت بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي، في حربه ضد الإرهاب، وأضافت: "كان الله فى العون ..ربنا يقدركم ويعينكم يا مصريين على الإرهابيين". وفي تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط قالت: "إن مصر عشقى وحبى الأول والأخير .. إنها بلادى وقلبى كما الجزائر ولا يستطيع أحد أن يفرق بين حبى لها وحبى للجزائر"، وأعربت بوحيرد عن سعادتها البالغة بحرارة الاستقبال التى وجدتها من أهالي أسوان واصفة إياهم "ببناة وحماة السد العالي"، منوهة بأن السد العالي كان مصدر إلهام وإرادة فى فترة الستينات، ليس فقط للشعب المصري، بل للشعوب العربية كلها. وتابعت قائلة "ولما لا والشعب المصرى عظيم فى مروءته وكريم بخلقه"، مؤكدة أنها لا تنسى تضامن الشعب المصرى مع قضية الشعب الجزائرى وثورته ضد الاحتلال الفرنسى، وتكريمها من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر،وطالبت المناضلة الجزائرية، الشباب بأن يكونوا على مستوى المسئولية لمواجهة الهجمة الاستعمارية الشرسة التي تواجه الأمة العربية".[2]

في أثناء زيارتها للقاهرة، كانت جميلة ضيفة شرف الدورة الثانية من مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة، الذي يُنظم برعاية المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة، كما يحمل مهرجان هذا العام اسم المناضلة الجزائرية.[3]

في الثقافة العامة

كانت قصة نضالها محور فيلم بعنوان جميلة عام 1958 للمخرج المصري يوسف شاهين.

جميلة بوحيرد في ختام مهرجان أسوان السينمائي، فبراير 2018.

في 23 فبراير 2018، أعلنت منظمة المرأة العربية عزمها تشييد تمثال لجميلة بوحيرد، ليوضع في أحد شوارع القاهرة، حسب ما صرحت به رئيسة المنظمة ميرفت التلاوي. كما أضافت ميرفت التلاوي أنه سيم طرح فيلم وكتاب لتوثيق مشوار نضال جميلة بوحيرد الكبير. جاءت هذه التصريحات ضمن وقائع الجلسة الثانية لمنتدى نوت الذي يقام على هامش فعاليات مهرجان أسوان لسينما المرأة.[4]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد في ذمة الله". الدراركة برس. 2019-08-05. Retrieved 2019-08-05.
  2. ^ "جميلة بوحيرد تشيد بالرئيس السيسى.. وتؤكد وقوف مصر ضد تقسيم الوطن العربى". جريدة اليوم السابع. 2018-02-22. Retrieved 2021-01-10.
  3. ^ "مصر.. "مجلس المرأة" يكرم المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد". العين الإخبارية. 2018-02-17. Retrieved 2021-01-10.
  4. ^ "مصر تُشيّد تمثال للمناضلة جميلة بوحيرد بالقاهرة". النهار أونلاين. 2018-02-23. Retrieved 2021-01-10.

وصلات خارجية


Flag of Algeria.svg بوابة الجزائر
تصفح مقالات المعرفة
المهتمة بالجزائر.
شخصيات من الثورة الجزائرية
عبد العزيز بوتفليقة
عبد العزيز بوتفليقة
محمد بوضياف
محمد بوضياف
اليمين زروال
اليمين زروال
علي كافي
علي كافي
عبد الحميد مهري
عبد الحميد مهري
هواري بومدين
هواري بومدين
أحمد بن بلة
أحمد بن بلة
عبد الحفيظ بوصوف
عبد الحفيظ بوصوف
محمد خضر
محمد خضر
الشاذلي بن جديد
الشاذلي بن جديد
عباس فرحات
عباس فرحات
قاصدي مرباح
قاصدي مرباح
جميلة بوحيرد
جميلة بوحيرد
مصالي الحاج
مصالي الحاج
الشريف محمود
الشريف محمود
الأخضر بن طبال
الأخضر بن طبال
رابح بيطاط
رابح بيطاط
مصطفى بن بولعيد
مصطفى بن بولعيد
ديدوش مراد
ديدوش مراد
قرين بلقاسم
قرين بلقاسم
العربي بن مهيدي
العربي بن مهيدي
محمد الأمين دباغين
محمد الأمين دباغين
حسين آيت أحمد
حسين آيت أحمد
محند أولحاج
محند أولحاج
عمر إدريس
عمر إدريس
عيسات إيدير
عيسات إيدير
مصطفى إسطمبولي
مصطفى إسطمبولي
العربي التبسي
العربي التبسي
الطيب الجغلالي
الطيب الجغلالي
الحاج لخضر أعبيدي
الحاج لخضر أعبيدي
أعمر أوعمران
أعمر أوعمران
الطيب العقبي
الطيب العقبي
العقيد عثمان
العقيد عثمان
العقيد لطفي
العقيد لطفي
العمودي الأمين
العمودي الأمين
أحمد توفيق المدني
أحمد توفيق المدني
باجي مختار
باجي مختار
بلحاج الجيلالي عبد القادر
بلحاج الجيلالي عبد القادر
محمد بلوزداد
محمد بلوزداد
محمد بلونيس
محمد بلونيس
محمد الصالح بن جلول
محمد الصالح بن جلول
شريف بن السعيدي
شريف بن السعيدي
حسيبة بن بوعلي
حسيبة بن بوعلي
عبان رمضان
عبان رمضان
بن يوسف بن خدة
بن يوسف بن خدة
بن زرجب بن عودة
بن زرجب بن عودة
بن عبد المالك رمضان
بن عبد المالك رمضان
يزيد أمحمد
يزيد أمحمد
محمد الصديق بن يحي
محمد الصديق بن يحي
أحمد بومنجل
أحمد بومنجل
محمود بوحميدي
محمود بوحميدي
عمر بوداود
عمر بوداود
محمد بوراس
محمد بوراس
أحمد بوقرة
أحمد بوقرة
الطيب بولحروف
الطيب بولحروف
محمد بونعامة الجيلالي
محمد بونعامة الجيلالي
عمار آوزقان
عمار آوزقان
يوسف الخطيب
يوسف الخطيب
سعد دحلب
سعد دحلب
سليمان دهيليس
سليمان دهيليس
عميروش آيت حمودة
عميروش آيت حمودة
أحمد زبانة
أحمد زبانة
محمد زعموم
محمد زعموم
يوسف زيغود
يوسف زيغود
بوجمعة سويداني
بوجمعة سويداني
سي الحواس
سي الحواس
شريط لزهر
شريط لزهر
شيحاني بشير
شيحاني بشير
محمد شعباني
محمد شعباني
طالب عبد الرحمان
طالب عبد الرحمان
علي عمار
علي عمار
فارس عبد الرحمن
فارس عبد الرحمن
أحمد فرنسيس
أحمد فرنسيس
قايد أحمد
قايد أحمد
عمر أوصديق
عمر أوصديق
محمد لعموري
محمد لعموري
لغرور عباس
لغرور عباس
مالك رضا
مالك رضا
أحمد محساس
أحمد محساس
محمدي السعيد
محمدي السعيد
أحمد مزغنة
أحمد مزغنة
محمد الشريف مساعدية
محمد الشريف مساعدية
عيسى مسعودي
عيسى مسعودي
مفدي زكريا
مفدي زكريا
علي ملاح
علي ملاح
عبد الرحمن ميرة
عبد الرحمن ميرة
ياسف سعدي
ياسف سعدي
الطاهر الزبيري
الطاهر الزبيري
عمر ياسف
عمر ياسف
محمد البشير الإبراهيمي
محمد البشير الإبراهيمي
هنري كوريل
هنري كوريل
جاك ڤيرجيه
جاك ڤيرجيه
فرانز فانون
فرانز فانون
فرانسيس جانسون
فرانسيس جانسون
إتيان بولو
إتيان بولو
جانين كوهين
جانين كوهين
جاك ماسو
جاك ماسو
فانسون ايڤ بوتان
فانسون ايڤ بوتان
تريمان لويس
تريمان لويس
جاك سوستال
جاك سوستال
شارل ديجول
شارل ديجول
بيجار مارسيل
بيجار مارسيل
پول شرييه
پول شرييه
هنري لوريو
هنري لوريو
راؤول سالان
راؤول سالان
موريس شال
موريس شال
جان كريپان
جان كريپان
فرنان گامبييه
فرنان گامبييه
شارل أيريه
شارل أيريه
سعيد بوعلام
سعيد بوعلام
پيير لاگايارد
پيير لاگايارد
إدمون جوهو
إدمون جوهو