قاسم سليماني
قاسم سليماني Qasem Soleimani | |
---|---|
قائد فيلق القدس | |
في المنصب 2000 – 3 يناير 2020 | |
المرشد الأعلى | علي خامنئي |
سبقه | أحمد وحيدي |
خلـَفه | إسماعيل قآني |
قائد | يحيى رحيم صفاوي محمد علي جعفري |
تفاصيل شخصية | |
وُلِد | 11 مارس 1957[1] قناة الملك، كرمانشاه، إيران |
توفي | 3 يناير 2020[2] بالقرب من مطار بغداد الدولي، بغداد، العراق | (aged 62)
الخدمة العسكرية | |
الكنية | الحاج قاسم، سردار سليماني |
الولاء | إيران |
الفرع/الخدمة | جيش حراس الثورة الإسلامية |
سنوات الخدمة | 1980-2020 |
الرتبة | فريق[3] |
قاد | فيلق القدس |
المعارك/الحروب | الحرب الإيرانية العراقية الثورة السورية 2011-2012 |
الفريق قاسم سليماني (بالفارسية: حاج قاسم سلیمانی (و. 11 مارس 1957، رابر، كرمانشاه، إيران - ت. 3 يناير 2020، بغداد، العراق)، هو قائد فيلق القدس، احدى فرق قوات حراس الثورة الإسلامية، والتي تتولى مسئولية العمليات الخاصة خارج إيران. أدرجته الولايات المتحدة كإرهابي، مما يحظر على الأمريكيين القيام بأعمال تجارية معه.[1][4] القائمة، نشرت في الصحية الرسمية للاتحاد الأوروپي في 24 يونيو 2011، وتشمل أيضاً شركة عقارية سورية، صندوق استثمار وشركتين أخرتين متهتمين بتمويل حكومة الأسد. وعلى القائمة أيضاً محمد علي جعفري وحسين طائب.[5]
لقى سليماني مصرعه في غارة أمريكية مستهدفة في 3 يناير 2020 في العاصمة العراقية بغداد. كما قُتل أعضاء من قوات الحشد الشعبي. رُقي سليماني بعد وفاته إلى رتبة فريق.[6][7] خلفه إسماعيل قآني كقائد لفيلق القدس.[8]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته المبكرة
لا يُعرف الكثير عن حياته المبكرة. ويعتقد أنه وُلد في 11 مارس 1957 في قرية روبر الجبلية بمحافظة كرمانشاه، جنوب شرق إيران. ويرجح محللون أن نشأته في هذه البلدة ساهمت في تكوين وعيه السياسي وشخصيته، فالبلدة تختلط فيها العرقيات، ويغلب عليها الطابع العشائري والقبلي، ما ساهم بالتالي في أن يصبح سليماني بعد سنوات الشخص المناسب في المكان المناسب في أولى المهمات التي أضطلع بتنفيذها بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية، وعقب توليه قيادة فيلق القدس في وقت ما بين أواخر عام 1997 ومنتصف عام 1998، وهي مهمة منع تمدّد نفوذ حركة طالبان الصاعدة في أفغانستان نحو الحدود الشرقية لإيران، وكذلك القضاء على تجارة المخدرات والتهريب.
يذكر الصحفي ديكستر فيلكنس في تحقيق مطوّل عن فيلق القدس نُشر في مجلة نيويوركر في سبتمبر 2013، أن والد سليماني كان يعمل مزارعاً، وكان مهدداً بالسجن بسبب عجزه عن سداد قرض حكومي، ونتيجة لذلك انتقل سليماني إلى العيش مع أحد أقاربه، وكان حينها يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، وقد انتقلا سوياً إلى كرمان حيث عملا كعمال بناء لمدة ثمانية أشهر بأجر زهيد ليتمكنا من سداد دين والد قاسم.[9]
ويتابع، بعدها استكمل سليماني تعليمه في المرحلة الاعدادية، التي اكتفى بها، وعمل بشهادته كعامل في محطة مياه كرمان. وعشية الثورة الإسلامية لم ينخرط سليماني في أية انشطة سياسية، لكنه كان يتدرب في أوقات فراغه في الصالات الرياضية على رفع الأثقال، وهي الرياضة التي كانت تنتشر في المدن الإيرانية حينها. وكانت هذه الصالات لا يتوقف دورها عند ممارسة الرياضة فحسب، بل كانت تستخدم أيضاً في الخطابة الدينية والتوعية الثورية، حيث كان يتردد إلى الصالة الرياضية التي يتدرب فيها سليماني خطيب وداعية متجول يسمى حجة الله خامياب وكان من اتباع الخميني، ما ساهم في تشبّع عقل ووعي سليماني بحلم الثورة الشعبية الإسلامية.
وعقب قيام الثورة الإسلامية والإطاحة بالشاه عام 1979، تطوّع سليماني في وحدات الحرس الثوري الذي أنشئ حديثاً وقتها، وكان يبلغ من العمر أثنين وعشرين عاماً، وقد حصل على تدريب عسكري محدود، أُرسل بعده إلى مهاباد في شمال غرب إيران ضمن قوات الحرس الثوري، للقضاء على تمرد كردي فشلت قوات الجيش في احتوائه. وبالفعل شهد ربيع عام 1980 نجاح الحرس الثوري في قمع التمرد الكردي واستعادة السيطرة على المدن ذات الغالبية الكردية التي خرجت لأشهر عن سيطرة النظام الجديد في طهران.
وكان لسليماني دور بارز في هذه العملية، كوفئ عليه بترقيته إلى رتبة ملازم، وسرعان ما تم استدعاؤه إلى الجبهة الجنوبية بعد اندلاع حرب الخليج الأولى في شهر أيلول من العام ذاته.
والطريف أن مهمة سليماني الاساسية في الجبهة الجنوبية كانت توفير امدادات المياه إلى تشكيلات الحرس الثوري، وذلك لمدة خمسة عشر يوماً فقط، لكنه لم يغادر الجبهة إلا بعد عشر سنوات، فتولى قيادة سرية استطلاع، ثم قيادة الكتيبة 41 في لواء ثأر الله، وكان عناصر هذه الكتيبة من أوائل الناشطين في فرع فيلق القدس – بكرمان، حيث عمد سليماني إلى تجنيد شباب المدينة، خصوصاً الذين نشأ معهم وخبرهم.
الحرب الإيرانية العراقية
في 22 سبتمبر 1980، عندما نشبت الحرب بين العراق وإيارن، كان قاسم سليماني ملازم في حرس الثورة الإيراني. ومع ذلك، فقد قام بأعمال عدائية، وأصبح من الشخصيات الشهيرة، بفضل جرأة في عمليات الاستطلاع خلف خطوط العدو. ولذلك، سرعان ما ترقى في رتبته العسكرية، وفي عمر الثلاثين أصبح قائد لفرقة ثأر الله رقم 41.
شهدت هذه الفترة بداية شهرة سليماني داخل إيران، والتي امتدت إلى العراق أيضاً، لما كان لأعمال كتيبة الاستطلاع التي تولى قيادتها من دور مهم في اعادة تحرير بعض المدن التي استولى عليها الجيش العراقي، مثل مدينة المحمرة، حيث ساهمت كتيبة سليماني في تنظيم ونجاح عملية الالتفاف حول القوات العراقية التي كانت تحتل المدينة، وحاصرتها وألحقت بها الهزيمة، أثناء الحرب الإيرانية العراقية.
حرس الثورة الايرانية
بعد عام 1999 بعد قمع الطلبة في طهران، كان أحد الضباط ال24 من جيش حرس الثورة الإسلامية الذين قاموا بكتابة خطاب للرئيس محمد خاتمي للتعبير عن قلقهم على قمع حرية التعبير بين صفوف الجيش.[10]
أثناء التسعينيات، كان سليماني قائد لجيش حرس الثورة الإيراني في جنوب شرق إيران، بمدينة كرمانشاه. ولأن هذه المنطقة كانت على الحدود مع أفغانستان فقد شهدت عمليات تهريب للمخدرات إلى تركيا ومنها إلى أوروپا. لكنه الخبرة العسكرية التي يتمتع بها سليماني ساعدته على تطوير استراتيجية ناجحة للقضاء على تهريب المخدرات.
في عام 2000 تم تعيينه قائد للقوات الخاصة بجيش حرس الثورة الإسلامية - فيلق القدس. وكان سليماني أحد الخلفاء المحتملين لتولي قيادة جيش حرس الثورة الإسلامية، عند ترك الجنرال يحيى رحيم صفوي لمنصبه في 2007.
في 2008، قاد جماعة من المحققين الإيرانيين للتحقيق في وفاة عماد مغنية. وفي 24 يناير2011 تمت ترقيته من رتبة لواء إلى فريق.
وتولى سليماني أيضاً، بأمر من المرشد علي خامنئي، مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول منها: لبنان والعراق وأفغانستان وفلسطين، التي يجري اختيار الكثير من كوادر سفارات إيران فيها من بين ضباط الحرس الثوري الإيراني.
ليس لسليماني اسم معروف في إيران، لكن القيادة العسكرية تعتبره بطلاً وطنياً، وتجمعه صور تلفازية قليلة ببعض المسؤولين الحكوميين في المناسبات الوطنية.
ويُزعـَم أن سليماني شارك في العملية في المركز اليهودي في بوينس آيرس في 1994، وقد فعّل قواته في أفغانستان وفي القوفاز، وبالأساس، فانه هو أحد الأشخاص الأكثر قرباً من الزعيم الأعلى علي خامنئي، سواء لأنه هو مسؤوله المباشر أم لأنهما صديقان.
لقد تأسست قوات فيلق القدس في الحرب الإيرانية العراقية كوحدة مختارة مهمتها مساعدة الأكراد في حربهم ضد صدام حسين. في وقت لاحق تحولت إلى وحدة تدريب للقوات خارج الدولة، مثل حزب الله و الحوثي و الحشد الشعبي وهي اذرع ايران لتمزيق المسلمين العرب وقد تاجرو بالقضية الفلسطينية التي لم يطلقو حتى حجر على اسرائيل فقد عاثو بالامة العربية السورية ومزقوها باسم القدس ومزقو العراق باسم الدين ومزقو اليمن باسم الدين واكبر دليل على فشلهم لنصرة الامة او الدين لبنان فعزلوه عن محيطة العربي وجوعو الشعب وحمو الفساد المالي والاداري.
ولا يتحدث سليماني كثيرا في وسائل الاعلام الايرانية، فهو يترك المهمة للسياسيين الذين لا يأبه بهم كثيرا. ورغم صداقته مع خامنئي. وهذا ليس فقط المذهب الشخصي لسليماني المجرم القاتل . بامر من رئيس الولايات المتحده ترمب وهذه تحسب لة بصفحات التاريخ بحق الانسانية وحق كل مشرد وكليم ومرملة انة قتل ارهابي باغي وطاغي على شعوب واعراق عزل
فيلق القدس
- مقالة مفصلة: فيلق القدس
بعد انتهاء حرب الخليج الأولى عاد سليماني إلى كرمان حيث تولى قيادة الحرس الثوري هناك، ونشط في جهود مكافحة تهريب الأفيون من أفغانستان إلى تركيا عبر إيران، وعمل على انشاء وكلاء للنفوذ الإيراني داخل افغانستان، فكان له دور كبير في توحيد الأحزاب الشيعية الافغانية تحت مظلة حزب وحدت وتنصيب عبد العلي مزاري رئيساً له. وسرعان ما اوعز إلى الحزب الانضمام إلى التحالف الشمالي في سبيل التصدي لنفوذ حركة طالبان الصاعدة، وهو ما وطد علاقته بقادة التحالف التاريخيين أمثال عبد الرشيد دوستم وأحمد شاه مسعود وبرهان الدين رباني، وقد حصد ثمار هذه العلاقة بعد توليه قيادة فيلق القدس، والتصدي لخطر طالبان من دون اللجوء إلى الحرب، وهو ما استمر بعد الغزو الأميركي لأفغانستان، عن طريق شركائه في التحالف وعلاقاته مع قبائل عرقية الهزارة والطاجيك.
وبالتوازي مع ذلك، أدار سليماني الجبهة العراقية، وعمل على تدريب ودعم الانفصاليين الاكراد في العراق ضد نظام صدام حسين، وخاصة الذين ينتمون إلى حزب الاتحاد الكردستاني، حيث عمد إلى انشاء توازن يقطع على الاستخبارات الاسرائيلية فرصة الانفراد بكردستان العراق عن طريق العلاقات الوثيقة بآل بارزاني، وهو ما يعتبر جذراً للعلاقات الوثيقة بين سليماني وجزء كبير من أكراد سوريا والعراق إبان معارك العام 2015 ضد تنظيم داعش.
علاقاته
خامنئي
مقابلات وتحقيقات صحافية أجراها منفيون ايرانيون ودبلوماسيون سابقون، نشرت في الغرب تبين أن طريقة الحكم الايرانية التي صممها الخميني، وفيها الزعيم السياسي الاعلى هو الزعيم الديني الاعلى هي موضع خلاف داخلي. فقهاء مهمون يعارضونها ويفضلون ابعاد الدين عن الدور المباشر في السياسة او في الجيش. سليماني ابن الـ55، ليس فقيها وتعليمه ليس دينيا. في شبابه كان عامل بناء بسيطا، ساعد على اعالة عائلته الفقيرة، وبعد ذلك اصبح فنيا في دائرة المياه في مدينة كرمان. ولا يوجد دليل على أنه شارك في المظاهرات ضد الشاه الفارسي. ولكن سليماني انضم الى القوات 'الصحيحة'، شارك في الحرب الايرانية العراقية وانضم كمتطوع الى فرع الحرس الثوري في كرمان. وفي حينه تلقى تدريبا عسكريا لستة اسابيع فقط، وهو اليوم يعتبر الرجل القوي في الحرس الثوري، اقوى حتى من قائد الحرس الجنرال محمد علي جعفري.
العلاقات في هرم القيادة في الحرس الثوري تشبه أغلب الظن كل هيئة أركان عليا في كل جيش. عندما شرح موشيه يعلون بأنه احتذى أحذية طويلة فهو يحذر من 'الافاعي' في وزارة الدفاع، يمكن لهذا الوصف أن يناسب ما يجري في قيادة الحرس الثوري. وهكذا بعد أن تسلم علي خامنئي الحكم في العام 1997، أقال قائد الحرس محسن رضوي، الذي كان في منصبه 16 سنة، وعين مكانه يحيى رحيم صفوي. وردا على هذه الخطوة كتب في حينه 31 ضابطا كبيرا في الحرس، بينهم سليمان، رسالة احتجاج للرئيس على إقالة رضوي. ولكن بالذات صفوي هو الذي عين سليماني في نهاية التسعينيات قائدا لقوات القدس بدلا من أحمد وحيدي، الذي يعمل اليوم وزيرا للدفاع. وكان وحيدي مشاركا في قضية إيران گيت في الثمانينيات، بل ويوجد بحقه أمر اعتقال للاشتباه بدوره في العملية في بوينس آيرس.
لسلسلة هذه التعيينات تأثير هائل على تصميم شبكة العلاقات بين القادة في الحرس الثوري وبين الساحة السياسية. هذه ساحة ولاء وخصومة مخططة جيدا، عرضية وليس فقط هرمية، تربط بين قادة الاذرع الاربعة في الحرس البحري، البري، الجوي وقوات القدس وبين قطبي السلطة السياسية، الزعيم الاعلى علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد اللذين طورا في السنتين الاخيرتين نفورا عميقا واشتباها الواحد تجاه الاخر.
في لجة الخلاف بينهما لمح خامنئي بانه لا يوجد عائق قانوني لتغيير طريقة إدارة الدولة بحيث أن البرلمان وليس الجمهور هو الذي ينتخب الرئيس التالي في السنة القادمة. في كل الاحوال فان احمدي نجاد، الذي ينهي ولايته الثانية، لن يتمكن من اعادة انتخابه. ولكن علنية الخلاف بين الرجلين أجبرت جماعات القيادة في الحرس الثوري وفي المراكز الدينية من الايضاح لمن هم موالون.
هذه ليست ظاهرة جديدة. فالخلافات الداخلية رافقت قيادة الثورة منذ نشوبها. ولكن شخصية الخميني والولاء الجارف من جانب الحرس الثوري له وكونه فقيها كارزماتياً، في الدرجة العليا من الهرمية الدينية الشيعية، كل هذا منحه الصلاحية والشرعية لتصفيه خصومه الدينيين والسياسيين على حد سواء. أما خامنئي فتنقصه هذه الاسس. فهو لم يكن المرشح المفضل للحلول محل الخميني، وهو تنقصه المرجعية الدينية العليا كما يجدر بالزعيم الديني الاعلى. قبل تعيينه درج على القول انه يعارض طريقة الحكم التي انتهجها الخميني، وذلك على ما يبدو لانه لم يقدر بانه سيكون بوسعه ان يحظى بالمنصب الأعلى.[11]
خامنئي، رجل شكاك بطبعه، ولا يعتمد على قاعدة تأييد جماهيرية أو عائلية مهمة، خلافا للرئيس السابق رفسنجاني الذي تؤيده طبقة التجار ولعائلته علاقات متفرعة أقام بسرعة شبكة موازية من السيطرة. فله مندوب في كل ذراع عسكري وفي كل وزارة حكومية، والوزراء موالون له فقط ويرفعون التقارير مباشرة له وليس للرئيس احمدي نجاد. مثل هذا كان وزير الخارجية السابق منچهر متقي الذي أقاله أحمدي نجاد، هكذا كان وزير الدفاع وحيدي الذي يترأس أيضا مشروع الانتاج العسكري المحلي، وكذا وزير الاستخبارات حيدر مصلحي الذي أقاله أحمدي نجاد في العام 2011 ولكنه اعيد الى منصبه بأمر من خامنئي.
هؤلاء المندوبون يشكلون ايضا شبكة اتصال وحماية من نوايا مراكز القوة، مثل الرئيس، قادة الحرس الثوري او الفقهاء المتمردين، من محاولة ضعضعة مكانة خامنئي. والى جانب مندوبيه في الحكومة، في الحرس الثوري وفي الجيش، ييقي خامنئي الى جانبه بسلسلة من المستشارين في كل المجالات. أحد ابرزهم هو علي أكبر ولايتي، مستشار شؤون السياسة الخارجية، الذي كان وزيرا للخارجية ودبلوماسيا كبيرا.
ولايتي، الذي يقلل من الحديث الى وسائل الاعلام هو أيضا على ما يبدو رجل السر لخامنئي في مهماته السرية الى خارج البلاد، تلك التي لا يريد خامنئي ان يشرك فيها احمدي نجاد أو وزير خارجيته علي اكبر صالحي. ولايتي لا يعمل متطوعا. قربه من الزعيم الاعلى سمح له بأن يشتري بعض المستشفيات في طهران، كما يجدر بمن اختص في طب الأطفال بالذات في جامعة جونز هوپكنز في الولايات المتحدة. صديق قريب آخر هو محسن رفيقدوست، الذي كان حتى 1999 رئيس مؤسسة المستضعفين التي تستهدف مساعدة الطبقات الفقيرة وعائلات شهداء الحرب الايرانية العراقية. رفيقدوست الذي عمل وزير شؤون الحرس الثوري هو أحد الاشخاص الأغنياء في إيران. وهو يدير مؤسسة نور التي تبني الاف وحدات السكن وهو أحد المسؤولين الكبار عن جهاز خامنئي. كما أن رئيس أركان الجيش الايراني، حسن فيروز أبادي، هو صديق قريب للزعيم الاعلى منذ عهد ما قبل الثورة. فيروز أبادي هو طبيب بيطري في مهنته، عديم الخبرة العسكرية، باستثناء مشاركته في سنوات الثورة الاولى في قوات البسيج (ميليشيا المتطوعين المسؤولة ضمن أمور اخرى عن قمع المظاهرات). ثراؤه شديد، ولكن مصادر دخله تبقى مجهولة.
هؤلاء هم فقط البارزون بين المستشارين الذين يقتربون من أذني خامنئي. إلى جانبهم توجد شبكة اخرى متفرعة من الاقرباء الذين يتبوأون مناصب عليا، فقهاء من الدرجة الثانية. المسؤولون عن علاقة الخميني مع المراكز الدينية الشيعية المهمة مثل ذاك الذي في قم أو اصفهان، أو مستشارون يحرصون على العلاقة مع زعماء الاقليات الكثيرة في ايران. كل هؤلاء تمولهم شبكة مالية هائلة، معظمها، مثل الجيش والحرس الثوري، لا تخضع لرقابة البرلمان، وبعضها بتمويل خاص من 'متبرعين' واعمال تجارية غامضة، مسؤول عنها ابن خامنئي، مجتبى، الذي يسمى أحيانا 'رئيس المافيا'.
حزب الله
يصف محللون علاقة سليماني بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالخاصة جداً، وكذلك العلاقة بينه وبين القائد العسكري السابق للحزب عماد مغنية، الذي يعد سليماني بمثابة عرابه، وفقاً لتعبير الكاتب الأمريكي ديڤد أوگناتيوس، وهو نمط العلاقات الذي تكرر مع مختلف قادة وعناصر التنظيمات والفصائل المدعومة من إيران في مختلف البلدان التي شهدت نشاطاً لسليماني سواء في العراق أو سوريا أو اليمن أو حتى قطاع غزة؛ وهو ما جعله بمثابة الرمز بالنسبة إليهم أكثر من كونه مسؤولاً رسمياً إيرانياً، خاصة وأنه في السنوات الأخيرة كان يعمد إلى الخروج من نطاق اللقب الرسمي ومحدداته إلى رحابة القيادة والرمزية المتجاوزة لحدود الجنسية والوظيفة.
اتهامات
تعتقد مصادر استخباراتية أمريكية أن سليماني قام بتدريب المقاتلين العرب في البوسنة بغية إرسالهم عبر الحدود الإيرانية الأفغانية في عامي 1996 و1997 وسط تصاعد التوتر بين إيران وحركة طالبان خلال حكمها لأفغانستان.
العراق
ويتهم سليماني بالتدخل في العراق وزعزعة الأمن فيه، كما وصفته صحيفة واشنطن پوست الأمريكية بأنه من أهم صناع القرار في السياسة الخارجية الإيرانية، بينما قالت صحيفة گارديان البريطانية إن "البغداديين يعتقدون أنه الذي يحكم العراق سرا". كما تعتبره الصحيفة شخصاً متطفلاً وخطراً ضحى بحياة العديد من العراقيين من أجل مصالح إيران في حربها ضد الولايات المتحدة، وتصنفه كإرهابي.
وفي سبتمبر 2012، وصفته نيويورك تايمز في مقال لها بأنه الرجل الذي يحكم العراق سراً، في اشارة لتدخله السري في الشؤون السياسية العراقية.[12]
يدلَّل على قوة ونفوذ سليماني في العراق بمراحله المختلفة منذ الغزو الأمريكي وحتى هزيمة داعش، بعشرات المواقف والأفعال التي لا تقف عند حدود العمل العسكري والتنظيمي، وأبرزها في هذا السياق دوره الرئيسي في تنظيم الأطر شبه العسكرية الموالية لإيران التي كوَّنت نواة الحشد الشعبي ودوره المركزي في دحر وهزيمة تنظيم داعش واستعادة المدن التي سيطر عليها، وهي الفترة التي شهدت ازدياد وتيرة ظهوره وتردّد اسمه في الإعلام، وارتفاع شعبيته داخل إيران وخارجها إلى مستوى غير مسبوق ستضح بعض معالمه من رد الفعل على اغتياله.
وقد أثارت تصريحات أطلقها سليماني في 2012، وذلك بعد أن نسبت صحيفتان تركية وإسرائيلية تصريحات له قال فيها إن "الجنوب اللبناني والعراق يخضعان لإرادة طهران، والأردن مرشح لثورة إسلامية".[13]
وعلى الرغم من نفي الحكومة الإيرانية لهذه التصريحات إلا أن الجدل الذي أثير حولها ركز على توقيتها بالتزامن مع ما تمر به المنطقة العربية من حراك وتغيير، وأيضا مع الضغوط الغربية على طهران بشأن ملفها النووي وتهديد الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز والرد في حال المواجهة العسكرية على أي دولة تنخرط في عمل عسكري ضدها.
كما تم ربط هذه التصريحات بعلاقة سليماني الوطيدة بأعلى مرجعية إيرانية فتم اعتبارها بمثابة اعتراف رسمي بالتدخل، وحركت مسألة القلق العربي من التغلغل الإيراني في بعض دول المنطقة.
وفي رسالة لرئيس سي آي إيه ديڤد پترايوس، قصة عن سلسلة القيادة في إيران في عام 2008، حين كان قائد القوات الأمريكية في العراق، في ذروة المعركة ضد قوات الانعزالي الشيعي مقتدى الصدر، نقل اليه مسؤول عراقي رسالة عبر هاتف نقال.
"أيها الجنرال پترايوس،
اعلم أني، أنا قاسم سليماني، أدير سياسة إيران في كل ما يتعلق بالعراق، لبنان، غزة وأفغانستان'، كتب في الرسالة القصيرة التي وصلت على شاشة الهاتف، 'السفير الحالي لإيران في العراق هو رجل قوات القدس، ومن سيحل محله سيكون رجل قوات القدس'.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سوريا
- مقالة مفصلة: التدخل الإيراني في الحرب الأهلية السورية
ذكرت صحيفة ديلي تليگراف البريطانية في فبراير 2012 أن قاسم سليماني يزور دمشق لتقديم المشورة للنظام السوري لقمع الثورة السورية. وأوضحت الصحيفة أن بعض أعضاء المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم أطياف المعارضة السورية أكدوا أن لديهم معلومات موثوق بها أن سليماني يشارك عن كثب الرئيس بشار الأسد وأركان نظامه.[14]
ونقلت الصحيفة عن رضوان زيادة - مدير مكتب العلاقات الخارجية بالمجلس - قوله: "هذه هي ثاني زيارة على الأقل لسليماني، فيما يعمل فيلق القدس بشكل رئيس في تدريب ومساعدة الميليشيات والقناصة".
وفي أوائل سبتمبر 2012 اقتبس في موقع ايراني على الإنترنت ملي مذهبي توبيخ سليماني للأسد على أنه لا يأخذ بنصائحه. "نحن نقول له انشر قوات شرطة في الشوارع ولكنه يبعث بالجنود".
بعد أقل من شهر على نفي الرئيس السوري بشار الأسد لأي دور إيراني في سوريا، كان سليماني يحط في موسكو في أبريل 2015. وبقدر ما كانت هذه الزيارة تعبّر عن قدرته على استجلاب خيوط جديدة تمكنه من إكمال دوره، بقدر ما كانت تعبر في الوقت عينه عن مدى الصعوبات والتحديات التي واجهها الرجل واضطرته إلى الاستغناء عن شعار صنع في إيران.
في ذلك الوقت، انتعش التحالف الثلاثي السعودي – القطري – التركي بعد تربع الملك سلمان على عرش السعودية وإطلاقه عاصفة الحزم في اليمن، وراح كثيرون يأملون في أن يكون تشكيل جيش الفتح وسيطرته على كامل محافظة إدلب، هو التجلي السوري لها.[15]
في تلك الفترة، قال سليماني في أحد كلماته أن السعودية عرضت على الأسد التخلي عن إيران مقابل عودة العلاقات معها، وهو ما يدل على حجم الضغوط السياسية والعسكرية التي كان يعمل تحتها.
اقتراب الفصائل الجهادية من حدود محافظة اللاذقية بهذه القوة، واختلال الوضع الميداني في محيط العاصمة دمشق (سيظهر في شهر سبتمبر عندما أطلق جيش الاسلام معركة الله غالب) التي كان سليماني مهندس حمايتها ومنعها من السقوط، بالإضافة إلى طبيعة المعادلات الاقليمية والدولية التي كانت سائدة آنذاك، كانت من بين عوامل كثيرة دفعته في لحظة مصيرية إلى طرق الباب الروسي، ودعوته ليس إلى إنقاذ سوريا وحسب، بل إنقاذ تجربته من النفق الصعب التي كانت على وشك الدخول فيه.
ورغم أن الحضور الروسي تمّ، حسب الرواية، بناء على دعوة سليماني نفسه، فإن التطورات اللاحقة ومحاولة لاعبين آخرين استخدام الخيط الروسي للالتفاف على نظيره الايراني، وربما إخراجه من اللعبة، اضطرت رجل الأدوار الخفيّة إلى الاعتراف في مايو 2016 بدوره في دعم الجيش السوري والحوثيين.
وقد انطوى ذلك الاعتراف في حينه على دلالات كثيرة يتعلق بعضها بإحساس طهران بفائض قوة بعد توقيع الاتفاق النووي. غير أن ما يحتاج إلى مزيد من البحث هو دور الحضور الروسي في استفزاز الحساسية الايرانية آنذاك، وسعيها إلى إخراج دورها القديم من ظلمات الانكار، إلى الاقرار به، وعلى لسان سليماني نفسه.
لم يكن تآلف النول الايراني مع الخيط الروسي سهلاً، وربما بعض السجالات بين الطرفين حول الأولويات الميدانية في بعض المسارح ولا سيما في نبل والزهراء قبل تحريرهما، وكذلك حول طبيعة بعض التشكيلات المنويّ إنشاؤها وتوجهاتها وراياتها، وأحياناً صدور اتهامات واضحة للطيران الروسي بعدم حماية قوات محسوبة على إيران في بعض المواقف، كانت جميعها تشكل إشارات لا يمكن تجاهلها على مدى الصعوبات التي واجهت الطرفين قبل أن يبلغا مرحلة التنسيق المرضي عنه، وتطويره لاحقاً إلى مستويات جديدة.
ولعلّ آخر الإشارات العلنية على المماحكات الروسية – الايرانية كانت اضطرار طهران إلى رفع سقف مطالبها وعرقلة تنفيذ الاتفاق الروسي – التركي بخصوص أحياء حلب الشرقية لدفع الطرفين إلى إدخالها فيه.
تعرف حلب قاسمَ سليماني أكثر مما يظن كثيرون. وقد تكون تجربة الرجل الحلبية (وهي التي قد تكون شهدت إصابته الأولى في الميدان السوري) من أكثر فصول تجربته السورية إثارة وتأثيراً. لذلك لم يكن مستغرباً أن يتكلل انتصار حلب في أواخر 2016 بجولة في أحياء المدينة المحررة تعمد سليماني إلى تصديرها لوسائل الإعلام في رسائل واضحة عن قوة الدور الايراني والدرجة التي وصل إليها في الانسجام مع الدور الروسي.
لكن، ورغم نشوة سليماني بانتصار حلب، كان عليه أن ينتظر عاماً ونصف العام قبل أن يخوض ما اسماها هو نفسه بأم المعارك وذلك في الشرق السوري وصولاً إلى مدينة البوكمال الحدودية والتي تحتل أهمية كبيرة في الاستراتيجية الايرانية في سوريا.
لم يكن الطريق إلى البوكمال معبداً، بل كان مليئاً بالمطبات والتحديات ابتدءاً من تنظيم داعش، الذي كان ما زال يحافظ على قسم كبير من قوته آنذاك، وليس انتهاءً بالقوات الأمريكية وحلفائها على الأرض التي دخلت في سباق معلن لأخذ حصتها من تركة داعش وبسط سيطرتها على أراضٍ تمكنها من قطع الطريق على الهدف الايراني.
وقد يكون الانزال الأمريكي في مطار الطبقة من أهم المفاجآت التي اضطرت سليماني إلى تغيير مخططاته والاقرار ضمناً بعدم القدرة على تجاوز الدور الأمريكي في تلك المرحلة.
نكهة الانتصار في البوكمال كانت مختلفة. ومن أهم مظاهرها هو الظهور العلني الأول من نوعه لقيادي في حزب الله على وسائل الإعلام. لكن الأهم هو تدبيج سليماني لرسالة نصر أرسلها في خطوة لها دلالاتها إلى المرشد علي خامنئي في 21 نوفمبر 2017 يعلن فيها نهاية تنظيم داعش.
أما سياسياً، فلا يمكن القفز على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لطهران في فبراير 2019 وهي الزيارة التي كانت من مبتداها لمنتهاها بتخطيط ورفقة سليماني نفسه. ورغم أن الأخير اعتبر لقاء الأسد – خامنئي في طهران احتفاءً بالنصر فقد عكّر تجاهل وزير الخارجية محمد جواد ظريف وتهديده بالاستقالة جراء ذلك، أجواء الزيارة ونقل الاهتمام من الاحتفاء بالنصر إلى محاولة احتواء استقالة ظريف التي تراجع عنها لاحقاً.
مسار طويل من المعارك والمفاوضات والمماحكات قضاه سليماني في سوريا. لم يكن ساعياً إلى الظهور إلا حين تستوجب الظروف إرسال رسالة قوية لخصومه أو اصدقائه. ولم يكن مفتوناً باستعراض مواهبه وانجازاته كما لم يكن ممن ينكرون الخيبات التي واجهتهم في الطريق.
العقوبات
في مارس 2007، كان ضمن قائمة الأفراد الإيرانيين المستهدفين للعقوبات حسب قرار مجلس الأمن رقم 1747.[16] ساعد سليماني في ترتيب وقف إطلاق النار بين الجيش العراقي وجيش المهدي في 2008.[4]
في 2009، تسرب تقرير يعلن أن الفريق سليماني التقى كريستوفر ر. هيل والجنرال ريموند ت. أوديرنو (من أرفع القيادات الأمريكية في بغداد في ذلك الوقت) في مكتب الرئيس العراقي، جلال طالباني (الذي عرف الفريق سليماني لعشرات السنين). نفى هيل والجنرال أوديرنو وقوع هذا اللقاء.[17]
في 24 يونيو 2011، قالت الصفيحة الرسمية للاتحاد الأوروپي أن ثلاثة من أعضاء حرس الثورة الإسلامية حالياً ضمن قائمة العقوبات لأنهم "قدموا معدات ودعم لمساعدة النظام السوري على قمع الثوار"..[18] الإيرانيون الذين تمت اضافعتهم لقائمة عقوبات الاتحاد الأوروپي كانوا اثنان من قادة حرس الثورة، سليماني ومحمد علي جعفري، ونائب قائد الحرس للمخابرات، حسين طائب.[19]
مقتله
لقى سليماني مصرعه في 3 يناير 2020 في هجوم بطائرات أمريكية مسيرة استهدفت موكبه بالقرب من مطار بغداد الدولي.[20] كان سليماني قد غادر الطائرة قادماً من لبنان أو سوريا.[21] تم التعرف على جثمانه من خلال خاتم كان يرتديه في اصبعه، ولا زالت تحاليل الحمض النووي جارية.[22] كما قُتل أربعة آخرين من قوات الحشد الشعبي، من بينهم أبو مهدي المهندس، القائد العسكري الإيراني-العراقي لقوات الحشد الشعبي.[23]
جائت الغارة في أعقاب هجمات على السفارة الأمريكية في بغداد من قبل المليشيات الشيعية العراقية المدعومة من إيران والهجوم على قاعدة كي-1 الجوية 2019.[24]
صرح وزير الخارجية الأمريكي مايك پومپيو أن الحكومة الأمريكية قد اتخذت قراراً "بتقدير يستند على معلومات استخباراتية" لتبرير شن غارة جوية ضد قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني.[25]
وأضاف پومپيو إن سليماني كان "يعمل بنشاط على هجوم وشيك" في المنطقة، لافتاً على أن الغارة الجوية "أنقذت حياة أمريكيين، العشرات إن لم يكن المئات منهم". وقال پومپيو إن "التهديدات كانت في المنطقة" في رد على سؤال إن كانت تلمك المخاطر تهدد الأمن القومي الأمريكي، دون تقديم المزيد من التفاصيل، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي "ستبذل ما بوسعها" لنشر المعلومات الاستخباراتية في الأيام المقبلة.
ورداً على تصريحات مسؤولين فرنسيين بأن الهجوم "جعل العالم بخطر أكثر" قال پومپيو: "الفرنسيون مخطئون في ذلك.. العالم بات مكانا أكثر أمنا اليوم".
ويذكر أن وارة الدفاع الأمريكية قد أصدرت بيانا قالت فيه: "بتوجيه من الرئيس، اتخذ الجيش الأمريكي عملاً دفاعياً حاسماً، لحماية الأمريكيين في الخارج عبر قتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني المصنف كمنظمة إرهابية بالولايات المتحدة الأمريكية".
خصوصية سليماني وخطورة اغتياله تتجاوز بطبيعة الحال لقبه الرسمي ومنصبه، فمواقف الرجل وفاعليته على اختلاف مواقعه التنفيذية والمهام الموكلة إليه طيلة 40 عاماً داخل إيران وخارجها، جعلت منه مركز قوة في تركيبة السلطة الإيرانية، ويتميز بها عن سواه في شعبيته في الأوساط المدنية والعسكرية المستمدة من رمزية استمرارية الثورة والحفاظ على مبدأ تصديرها للخارج، وليس السعي لمناصب سياسية، وهو الأمر الذي جعله على مستويات مختلفة وبمرور الوقت يصبح على تماس مع حدود “الرجل الثاني”، بعد المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، وبالتالي فإن مقتل شخص على هذه الدرجة من الأهمية لن يكون من المبالغ اعتباره إعلان حرب قائمة بالفعل!
التبعات
في 4 يناير 2022، قال ران كوخاڤ متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن إمكانية أن يكون سقوط المروحية العسكرية مساء اليوم السابق ناجماً عن هجوم سيبراني، تبدو "ضئيلة جداً وغير صحيحة"، لكن "من السابق لأوانه" استبعاد ذلك تماماً. وأضاف ران كوخاڤ خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة 103FM: "نفحص كافة الخيارات لكني لا أعتقد أن هذه كانت عملية معادية وهذا هو الاتجاه الذي سيتبين أنه صحيح. وقد ترددت أمس تقارير كثيرة، ومعظمها ليس صحيحاً ومبكرة جداً".[26]
وشدد كوخاڤ أنه "عملياً، نحن لا نعرف حتى الآن الإجابة على السؤال" حول سبب سقوط المروحية، "ونحن في بداية التحقيق وكافة الاتجاهات مفتوحة أمامنا". وأضاف: "أنا أيضاً رأيت التقارير حول مشاهدة كرة نار ما ربما يدل على خلل تقني في المحرك أو شيء آخر. لكني لا أعرف الإجابة بشكل مؤكد على هذه الأمور. لقد ارتطموا بالمياه من دون بلاغ مسبق بجهاز الاتصال"، مشيرا إلى أن الطيارين لم يتمكنا من إطلاق نداء استغاثة.
وفيما يتواصل التحقيق في أسباب سقوط المروحية، وقع قائد قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، أوري گوردين، أمراً عسكرياً يمنع دخول مواطنين إلى المنطقة التي تحطمت فيها المروحية في شاطئ حيفا. وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن تتواجد بشكل واسع في المنطقة بحثا عن حطام المروحية، فيما ذكر كوخاڤ أنه ليس واضحا بعد ما إذا كان تحطم المروحية ناجماً عن خلل تقني أو خطأ بشري.
وأشار تسڤي تيسلر، القائد السابق لسرب المروحيات كالتي تحطمت أمس، للإذاعة نفسها، إلى أن التحليق فوق البحر في ساعات الليل عملية معقدة، لكنه أضاف أنه "من الجائز أنه يوجد عامل تقني، لكن احتمال ألا يرى طيار سطح المياه غير مألوف بتاتا ويحظر أن يحدث". يشار إلى أن ضابطًا تواجد في المروحية هو الناجي الوحيد في أعقاب تحطمها، وذلك بعد أن تمكن من القفز منها. وجرى نقل هذا الضابط إلى مستشفى "رامبام"، ويأمل الجيش الإسرائيلي بأن يستطيع معرفة أسباب تحطم المروحية بعد تمكن الضابط الناجي من سرد ما حدث.
في أعقاب الحادث، ربطت قناة في تلگرام محسوبة على الحرس الثوري الإيراني بين تهديدات الحرس الثوري الأخيرة بالانتقام للفريق قاسم سليماني، ومقتل ضابطين إسرائيليين بسقوط مروحية. وكتبت قناة "سباه قدس" (فيلق القدس): "بعد أقل من 24 ساعة من نشر حساب الحرس الثوري على تويتر ووعده بالانتقام من القادة الأمريكيين والإسرائيليين، قتل ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي وطيار في سلاح الجو الإسرائيلي في حادث تحطم مريب"، مضيفة أن "السلطات الصهيونية منعت وسائل الإعلام من نشر تفاصيل الحادث". وختمت القناة منشورتها بعبارة "الدم بالدم".[27]
مرئيات
ڤيديو نشره فيلق القدس لقاسم سليماني وهو يتحدث عن هزيمة إيران في معركة الحصاد الأكبر عام 1987، عندما أراد الحرس الثوري الإيراني احتلال ميناء البصرة ووجهت له ضربة موجهة أجبرت إيران على الموافقة على إنهاء الحرب. قُتل في هذه المعركة 65.000 من قوات الحرس والبسيج الإيراني. |
حزب الله ينصب تمثالاً لقاسم سليماني، في مارون الراس، على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فبراير 2020. |
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المصادر
- ^ أ ب "Designation of Iranian Entities and Individuals for Proliferation Activities and Support for Terrorism". United States Department of State. October 25, 2007. Archived from the original on 2008-03-12. Retrieved 2008-04-07.
- ^ "Qasem Soleimani among those killed in Baghdad Airport attack – report". Reuters. 3 January 2020. Archived from the original on 3 January 2020. Retrieved 3 January 2020.
- ^ http://www.asriran.com/fa/news/154063/%D8%B3%D8%B1%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AF%D8%B1%D8%AC%D9%87-%D8%B3%D8%B1%D9%84%D8%B4%D9%83%D8%B1%D9%8A-%DA%AF%D8%B1%D9%81%D8%AA
- ^ أ ب "Iranian who brokered Iraqi peace is on U.S. terrorist watch list". McClatchy Newspapers. March 31, 2008. Retrieved 2008-04-07.
- ^ http://english.aljazeera.net/news/middleeast/2011/06/201162494326219146.html
- ^ "Airstrike kills top Iran general Qassim Suleimani at Baghdad airport, Iraqi TV reports". Euronews. Retrieved 3 January 2020.
- ^ "Iran's SNSC to Sit to Extraordinary Meeting". Farsnews. Retrieved 3 January 2020.
- ^ "Soleimani's Deputy Esmail Ghaani Named Iran's Quds Force Chief". Bloomberg. 3 January 2020. Retrieved 3 January 2020.
- ^ "قاسم سليماني… سيرة عادية لرجل غير عادي". 180 پوست. 2020-01-03. Retrieved 2020-01-03.
- ^ http://www.iranian.com/News/1999/July/irgc.html
- ^ "هذا هو الجنرال قاسم سليماني الذي يخضع الجميع له". جريدة القدس العربي. 2012-09-17. Retrieved 2012-10-03.
- ^ "Iran's Master of Iraq Chaos Still Vexes U.S." نيويورك تايمز. 2012-10-03. Retrieved 2012-10-03.
- ^ "قاسم سليماني.. رجل إيران الغامض". الجزيرة نت. 2012-08-01. Retrieved 2012-10-03.
- ^ ""قاسم سليماني".. رجل إيران الغامض الذي يحكم العراق سرًّا". مفكرة الإسلام. 2012-02-14. Retrieved 2012-10-03.
- ^ "تجربة سليماني السورية… الانتصارات والخيبات بعيداً عن الأسطورة". 180 پوست. 2020-01-05. Retrieved 2020-01-06.
- ^ "United Nations Security Council Resolution 1747" (PDF). United Nations. 24 March 2007. Retrieved 2008-04-07.
- ^ Iraq and its neighbours: A regional cockpit
- ^ COUNCIL IMPLEMENTING REGULATION (EU) No 611/2011 of 23 June 2011
- ^ "Syria: Deadly protests erupt against Bashar al-Assad". BBC News. 24 June 2011.
- ^ Tom O'Connor; James Laporta. "Iraq Militia Officials, Iran's Quds Force Head Killed in U.S. Drone Strike". Newsweek. Archived from the original on 3 January 2020. Retrieved 2 January 2020.
- ^ "US kills Iran's most powerful general in Baghdad airstrike". AP News. Retrieved 2020-01-03.
- ^ Barbara Campbell (2 January 2020). "Iraqi TV Says Top Iranian Military Leader Killed In Rocket Strikes on Iraqi Airport". NPR. Retrieved 2 January 2020.
- ^ "Trump Orders Strike Killing Top Iranian General Qassim Suleimani in Baghdad". The New York Times. 3 January 2020. Archived from the original on 3 January 2020. Retrieved 3 January 2020.
- ^ "Top Iranian general killed in US airstrike in Baghdad, Pentagon confirms". CNBC. 2 January 2020. Archived from the original on 3 January 2020. Retrieved 3 January 2020.
- ^ "بومبيو يوضح لـCNN ما وراء الضربة التي قتلت قاسم سليماني". سي إن إن. 2020-01-03. Retrieved 2020-01-03.
- ^ "الجيش الإسرائيلي: إمكانية إسقاط المروحية بهجوم سيبراني ضئيلة جدا لكن نحقق في كل الاتجاهات". روسيا اليوم. 2022-01-04. Retrieved 2022-01-04.
- ^ ""الدم بالدم".. موقع محسوب للحرس الثوري الإيراني يعلق على تحطم المروحية الإسرائيلية". روسيا اليوم. 2022-01-04. Retrieved 2022-01-04.
وصلات خارجية
- Martin Chulov, Qassem Suleimani: the Iranian general 'secretly running' Iraq, The Guardian, 28 July 2011
- Jay Solomon and Siobhan Gorman, Iran's Spymaster Counters U.S. Moves in the Mideast, The Wall Street Journal, 4 April 2012
- Multi-part series
- Ali Alfoneh, Brigadier General Qassem Suleimani: A Biography, American Enterprise Institute for Public Policy Research, January 2011
- Ali Alfoneh, Iran's Secret Network, American Enterprise Institute for Public Policy Research, March 2011
- Ali Alfoneh, Iran's Most Dangerous General, American Enterprise Institute for Public Policy Research, July 2011